روآية : قلوبٌ محرّمة على النسيان .. للكــآتبة / بقايا بلآ روح .. كلنا قرينا قصص حلوة .. اثرت فينا وعشنا معاها ومع أبطالها .. كل الأحداث فرحنا لفرحهم وضاقت صدرونا لحزنهم .. ولما انتهت خيوط كل حكاية كان ينتهى معها جزء من حياتنا .. وأنا من اللى تأثروا كثير وقروا أكثر .. لكن أذكر أكثر من اثر فينى أنا ويمكن كثير غيري .. تحفة فنية -الله يرحمنا واياها برحمته - أميرة الورد - الله يحفظها- وبالأخير المبدعة صوت وصدى - اللى كلنا ننتظرها على أحرّ من الجمر - .. أتمنى بس أكون قدرت أنسج لى مسار مختلف عنهم .. وأوصل ولو جزء بسيط من ابداعاتهم .. مقدمة بسيطه حبيت أوضح فيها من أنا .. قلبي مفتوح لأنتقاداتكم .. وأتمنى تفتحون قلوبكم لى .. وماتنسون أن هذي أول تجربة فى هالمجال .. قصة من واقع مجتمعي .. أحداثها مو غريبة .. نسمع فيها لكن لا يمكن نتصور في يوم أنها تصير لنا .. أتمنى تستمتعون فى القراءة بقدر ما استمتعت فى الكتابة لكم .. بالنهاية .. يسعدني تكونون لى قراء .. وأخوات قبل كل شئ .. ومن هالمكان أنطلق معكم وبدعمكم وتشجيعكم أكيد راح نوصل للأفضل .. خالص الود لكل من مرّ وقرا ولو ما علق .. تواجدكم يكفينى .. نبدأ بسم الله .. فصول القصة ::‘ قلوب مُحرّمة على النسيان ‘:: الجزء الأول الشخصيات : أبو محمد(راشد)-أم محمد(نورة)- .. عيالهم : محمد : متزوج لولوة وعنده راشد و الجازى موضى (أم عبد العزيز) متزوجة من تركى وعندها 3 عيال وبنت . ماجد : مسؤؤل قسم بنك وعمره 29. فهد : عسكرى وخاطب بنت خالته العنود عمره 26. نوف : مدرسة عمرها 24 . روضة : طالبه جامعيه عمرها 21 .. فى بيت أبو محمد ..قريب الساعه 1 ونص .." وين العيال " قال ابو محمد.." ماجد على وصول ونوف تبدل فى غرفتها وبتجي وروضة عندها جامعة للعصر " ردت عليه أم ناصر .." زين انكبوا غدانا ماعاد الا العصر" .. " السلام عليكم " دخل عليهم فهد بلبس العسكرية .. " عليكم السلام حى الله فهيد " " تحيا وتدوم يا أبو محمد مساس الله بالخير يمه " حب راس أمه عقب ما دنق على ابوه .. " مسيت بالنور .. شلونك " .. "الله يسلمس بخير بس صهرتنا ذا الشمس.. وين غداكم ترانى ميت من الجوع" .. فسخ جوتى العسكرية وتربع جنب أمه .. جابت الشغالة الغدا ومدت السفرة .. " مساء الخير .." دخلت نوف .." شلونك يبه .. هاى فهّود " دنقت على ابوها تحب راسه ."بخير الله يسلمس " رد أبو محمد .. " فهوّد في عينس .. " قطعها فهد .." اووف ماصارت كلمة .. خلاص الشيخ فهد ولا تزعل .." .. " تغدوا .." قطعهم ابوهم .. شوى ودخل عليهم ماجد .. " السلام عليكم .." دنق على راس ابوه .." هنّهم " .. " وأنت منهم " رد ماجد .. " لا سلام على الطعام " قال فهد وهو يكمل أكله .." تغدى ما قلت لك سلّم " .. قعد ماجد " شلونس يا أم محمد " .. يطالع أمه " بخير جعلنى قبلك .. تغدى فديتك " .. " شلونك مجودى " قالت نوف .. " بخير يا نوفه " رد عليها بابتسامه .. فصخ غترته ومدّ ايده يتغدى .. كان الجو هادى والكل يتغدى بصمت .. أغلبهم جايين من الدوامات ومهدودين .. فجأه تكلم أبو محمد .." اليوم كلمنى أبو ناصر .. يقول مها جاينها خططايب " .. " وهى عاد لها شفّ فى العرس " ردت أم محمد .. " اللى تكلمين عنها تراها من سن بنتس ذا اللى قاعده " .. " أووف وحنا متى بنخلص من هالسيرة .." تأففت نوف .. " اقطعى " قال ماجد بدون ما يتلفت عليها ولا يغير نظرته اللى كان مركز فيها على الصحن .. ويسمع للى يدور حوله بأنتباه .. " لقد ابوى يتكلم مالس حكى سمعتى " .. سكتت نوف ونزلت راسها .. " الله يوفقها يا يبه .. بس حنا وش علينا منها جاها معرس والا ماجاها ".. رد فهد وهو يمد ايده للسلطه .. نقض أبو محمد ايده من العيشة .." كيف وش عليك منها .. ولحمكم اللى تربيه نسيتوه ؟؟ والا بتخلون الغرب يربون عيالنا بعد على حياتى ؟؟" وش بيقولون عنّا العرب ؟؟ قطوا بنتهم لانهم ماقدروا يضمونها ؟؟ " بدا صوته يرتفع .. ولونه يتغير .. " عليكم قاصر يوم تخلونها تعرس وبنتكم معها " .. " لا حول ولا قوة إلا بالله .. يا يبه من اللى قال لك انها بتعرس .. تراه ماهوب أول خطّاب يجيها وترده " رد ماجد وهو يحاول ما يتنرفز .. " واحنا ننتظر لين توافق وعقبه نقول لها لأا يا بنت المسلمين مالس عرس وبنتنا عندس ..؟؟ " ..الكل كان يراقب الموقف بتوتر .. " زين وش تبينا نسوى .. ناخذ بنتها منها والا نحكم عليها ماتعرس ابد ؟؟ " أأشر لنوف تصب له ماي .. " أنا ماعاد فينى حيل اضم بزران أحد .. فكونى من شركم كافى اللى صار .." تكلمت ام محمد وهى تعّبر .. " بزران أحد ..؟؟" رد ابو محمد .. وهو يلتفت لها .." كان هذا ردس يانورة على عينى .. بعذرهم عيالس يوم يردون كلامى " .. قالها ابو محمد وهو ينفض ايده بيقوم .. " ماعاش من يردك يايبه .. سمّ وش تبي وحنا حاضرين ؟؟ " .. " واحد منكم ياخذها " .. غصّ فهد اللى طول الوقت جالس يتغدى بهدوء .. " وش أخذ ؟؟ أخذ من ؟؟ يا يبه واللى يرحم والديك .. هذى أفكار قديمة ماعادت تمشى اللحين ..؟ تبون بنتكم اخذوها بقرار محكمة ماتبونها خلوها عند امها .. يا طويل العمر مالنا حق نمنع المره لا تعرس ؟؟ " .. " وأنا كلامى واضح.. ماقلت نمنعها قلت واحد منكم بياخذها.. يضمها ويضم بنتها " .. " استغفر الله العظيم .. يا يبه لنا سنه ونص على هالموال .. البنت بنتنا ولبغيناها خذيناها ونقدر نمنع امها من العرس لكن ماتوصل ان احنا ناخذها .." تكلم ماجد .. " الكلام جاكم.. دبروا امركم بينكم وبأشوف من اللى بيكسر كلمتى " .." يبه الله يرحم والديك انا رجّال متمّلك وما أبي ابدا حياتى بمشاكل .. خلونى براسي ولا تنشبونها فى رقبتى " قعد يطالعه ماجد بذهول .." معناه ما فيه إلا أنت يا ماجد " رد ابو محمد وهو يطالع ولده بتحدّى .." يا أبو محمد.. المواضيع هذى ماتصير كذا عناد .. عطنى وقت افكر.." .. " لك لين بكره العصر .. عقب المغرب واحد منكم بيمشى معى نخطب مها بنت عبدالله " ما قدر ماجد يرد على ابوه والجو متوتر لأقصى درجة .. وأمه قاعده كنها قاعده على ضو .. ونوف تفرّس عيونها فيه تبي تشوف وش رده .. وفهد وجهه مظلم لأنه يعرف أبوه إذا عزّم على شي ما يغير رايه .." أكرمكم الله " نفض ماجد إيده وقام .. " وين ما سمعت ردك " سأله ابوه .." ما يصير خاطرك إلا طيب يا بو محمد .. بأطلع غرفتى أقيل شوى قبل العصر " .. " خلاص خلك بارز بكره قبل المغرب نصلى عندهم هناك تسمع " .." تامر يابو محمد " وطلع ماجد ما يشوف قدامه .. " أنت ماتخاف ربك ما يكفى اللى صار .. تبي تربط ماجد فيها " تكلمت نورة بصوت يرتجف غضب .." هذا شيٍ مالس فيه .. ولا تدخلين فى الموضوع تسمعين .." قال ابو محمد وبدا دمه يفور .." كيف ما اتدخل وانت تبي تضيق على ماجد .. يكفيه انه شايل البيت ذا كله على راسه ولا اشتكى لأحد ..اللى بغاها عييت منها وكسرت قلبه وماقال شئ وبالاخير بتنشب مره ام بزران فى حلقه عشان كلام العرب .. لازم .." .. " اقطعى .. كلمتى ما اثنيها .. قلت لس مالس فى الموضوع ذا .. علي بالحرام لو سمعت منس كلمه عنه لاتكون اخر كلامس اللى تقولينه فى ذا البيت .. ".. " نوف قومى اخذى امى داخل وتغدوا " .. " حسبي الله عليها حسيبٍ هو الكافي " قامت ام محمد تدعي .. " يالله يا يمه الله يخليس لا يرتفع ضغطس تكفين " طلعت نوف وأمها .. و قام ابو محمد يغسل ايديه .... وقام وراه فهد وفى باله الف همّ من اللى بيصير .. :: :: :: طلع ماجد لغرفته وهو متنكد من الموضوع .. إلى متى وهالكابوس ورانا .. كل ما قلت هانت جدّ علم(ن) جديد .. قعد على سريره يفكر .. وش يفكر فيه أبوه ويعرفه لمن عزّم على شئ .. مايرده الا القوى .. رقد وغمض عيونه .. وباله مشغول بكلام ابوه .. "يا ولد تخاوينا البحر ليلة الجمعه الشله معزمين يروحون " .. "ولا لك لوا " .. " لاتكون خايف من المدام " غمز ماجد بعينه .. " وأنت شعليك " رد منصور .. " يا ولد مايسوى علينا عرسك .. كن مابه أحد أعرس غيرك .. لعنبو غيرك فك عن المره شوى " قال له ماجد وهو يمزح .. " تدرى وش قومك .. يومك لين ذلحين عزوبى ما تعرف وش معنى العرس ولا معنى الراحه " رد عليه منصور .. سكت ماجد .. " الشكوى لله .. يوم عزمنا نعرس عيا ابو محمد .. يالله ماحد ياخذ غير نصيبه " كان يحاول يقنع نفسه بالكلام ذا .. التفت له منصور وندم على كلامه له .. " ماعليك أنت منى رح وماتدرى يمكن ألحقكم " .. " المهم نصّور لو غيرت رايك علمنى ..زين " .. " ان شاء الله توصى شي .. بأطلع العصر الصناعية اخلص لى كم شغله .." " ابي سلامتك .." " يالله باروح أشوف المدام " غمز لماجد وهو طالع .." الحمدلله على نعمة العقل .. والله والمدام .. لو انك متزوج هيفا ما لزقت فيها كثر مانت لازق بمرتك " .. انتبه على صوت صراخ .. أحد يناديه " مااااااااااااااااجد .. افزع لى يا ماااااااااااااجد " فزّ من فراشه ما يدل الباب .. الصوت ردده قلبه بدون وعى .. " لبيــه ".. " بسم الله عليك يا ولدى .. شبلاك " .. فتح ماجد عيونه .. وجهه عرقان وقلبه يدق بقوة .. " يمه شفيس .." .. " مافينى شي اناديك من ورا الباب ولا سمعت الا صياحك تروعت ودخلت عليك .." .. مدت يدها له بماى " خذ اشرب وتعوذ من الشيطان .. رقاد المغرب مكروه ..".." أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .." .. مسح ماجد بيمينه على وجهه .. وباقى الكابوس فى قلبه .. متى ربي بيرحمنى بس .." قم وأنا أمك صلي وانزل ابوك يبيك تحت .." .. قالت له امه وهى تطالعه .. وموعاجبها حاله .." ان شاء الله يمه .. بأتسبح و أصلي وأنزل ذاللحين .." نص ساعه ونزل لأبوه .. :: :: :: " نوف .. نوف .. قومى .." كانت روضه تهز نوف اللى راقده .. " روحى وراس خلينى أرقد .," .. " وش رقاده اللى لين ذلحين .. قومى المغرب اذن من زمان .." .. " رويض اذلفى من وجهى خلينى ارقد .." .. " قومى زين .. شوفى ابوى تحت شكل عنده شي .." .. رفعت نوف راسها من تحت الملحف .. " وش عنده .." .. " ما أدرى .. بس امى عنده وماجد دخل عليهم من شوى وسكر الباب .." .. " وع اكيد بخصوص العله .." ردت نوف ورجعت تغطى راسها .. " أى عله .." ردت روضه .." العله اللى يبي يزوجها اخوس .." كلمتها من تحت الغطا .. " صدق مجودى بيعرس .." فرحت روضه .. " مالت على ذا الوجه .. تعرفين منهو بياخذ قبل تفرحين .." رفعت الملحف عن وجهها .. "ومن بياخذ اكيد ست الحسن والجمال .. فديتك يا مجوّد والله وبتعرس " .. " قعدت نوف على حيلها .." تدرين وش قومس .. يوم قلبس قلب سمكه .. ماهمس الا العرس .. أخوس مجوّدي بياخذ مهوى بنت عمى عبد الله .." .. قعدت روضه على طرف السرير وهى فاتحه اثمها .. " قلتي بياخذ من ..؟ مهوى مرت ..!!! " بصدمة كانت تتكلم .. " مالت عليس بس .. قومى فارقى خلينى اكمل نومى ".. " لا نوووفه مافيه رقاد .. واللى يرحم والديس علمينى السالفه من طقطق لسلامو عليكو .. " .. " وش لى لو علمتس؟؟ .." .. " اللى تبين بس قومى .." .. " خلاص طرشي الدريول يجيب لى فطاير من اوبرا والا مافيه علوم .." .. " قومى زين باطرشه اعوذ بالله منس .. والله ان فيس عرق يهود ماتمشين الا فى مصلحتس .." .. " مالت عليس بس .. تعلمي مني .. الواحد وش وراه فى ذا الدنيا الا مصلحته .. " قالت لها وهى تقوم من فراشها .. :: :: :: دخل ماجد على أبوه وأمه قاعده تقهويه .." مسّاك الله بالخير يبه " .. " هلا وأنا ابوك .. وش ذا الرقاد كله أذن المغرب وأنت عدك راقد .." .. " معليه يبه غطنى النوم وما توعيت .." " وش قلت فى الموضوع اللى تكلمنا فيه .." نشده ابوه وعينه على وجهه يراقب تعابيره .. خذا نفس عميق " يبه أنت تشوف أن هذا الحل الوحيد للموضوع .." .. " عندك حل غيره .." " يبه انا عمرى ماعصيت لك أمر .. واللى تبيه بيمشى لو على قص رقبتى .. لكن تكفى لا تعّقد حياتى وحياة هالمسكينة عشان سبب مثل اللى تقوله .." .. "والسبب اللى قلته لك ما يستاهل ..؟ والا تشوفنى سفيه ما ينوخذ على كلامى .. ؟؟".. "حاشاك يبه .. لكن .. لو المره بتعرس عشان المصرف أنا مستعد أصرف عليها من ريال لعشرة الاف .. لكن اخذها عشان ماتعرس هذا كلام ما يرضى الله ولا خلقه .. " .. " يعنى وش قصدك يا ماجد .. مانت بماخذها ..؟" .. قامت نورة وهى معصبة .. تبعها ماجد بعيونه وهو داري أن الموضوع مهو بجايز لها .. التفت لأبوه .. " يا يبه كل شي بالتفاهم طال عمرك .." رد ماجد وهو يحاول يتمالك أعصابه مع أبوه .. "خلنا نشوف هى بتوافق والا لا .. يمكن المره ماتبي تعرس اصلا .. ونفشل عمارنا لو رحنا لهم ذلحين .." .. " انا متأكد ابو ناصر ما كلمنى الا وهو ماخذ شور البنت .. وموافقه .. تراه كم من خطّاب جاها قبل وعلمنى وقالي مالهم نصيب البنت عيت فى نفس الوقت .. المره ذى ما قال لى انها عيت سكت .. يعنى وش معناها الا أنها موافقه .." .. " بس ما قال لك انها وافقت .. " حاول ماجد يقنع ابوه .. " وأنت بتنتظر لين توافق وعقبه نروح نوقف بحلق رجّال من المسلمين ونحجر عليه ..؟؟ .. الكلام جاك بتاخذها والا لأ .." زعل أبو محمد من موقف ماجد .. " يا أبو محمد .. قلت لك كلامك يمشى لو على قص هالرقبة .. لكن هذا اخر كلام عندك يا يبه .." .. " ايه وماعندى غيره .. بكره تمشى معى لابو ناصر قبل المغرب .." " تامر أمر .. يالله اسمح لى يبه .." قام ماجد وهو طفشان " مع السلامة يابوك .." .. طلع ماجد من المجلس وابوه يتبعه بالنظر ويفكر .. هل من حقه يفرض هالشي على ماجد بالقوة بس عشانه متأكد أنه مهو مكسر كلامه ..!! :: :: :: وفى نفس الوقت وفي بيت ثانى .. يمكن بعيد شوى عن بيت أبو محمد فى المكان .. لكن كان يتحدد مصير انسان ثانى بنفس الطريقة القديمة .. ويمكن غصب عنه ... " يا يمه كلام أبوس صح .. ومابه احد بيخاف عليس وبيدور مصلحتس مثله .." .. " يا يمه أنا ماقلت في أبوى شي .. بس أنا جربت نصيبي مره وعرفته خلاص .. خذيت اللى ربي كاتبه لى في هالدينا .. وإذا على المصرف تدرين أنى مقدمه على شغل وان شاء الله وعدونى قريب بيوظفونى ..يعنى ماحد بيشيل همى أنا وبنتى غيرى .." ..استغربت امها كلامها " وأنتى تحسبين ابوس عجزان من مصرفس أنتى وبنتس عشان يزوجس ..؟؟ أفا عليس يا مها هذا وأنا أقول انس المره والعاقل .. " دمعت عيون مها وغصتها العبرة وماقدرت تتكلم .. " اسمعى وأنا أمس .. ماحد بدايم لس فى ذى الدنيا لا أنا ولا أبوس .. " قطعتها مها .." بسم الله عليكم يمه .. جعل يومى قبل يومس ويومه .. لا تقولين ذا الكلام.." " هذا الحق يا بنتى .. واللى كاسر ظهر أبوس ان الله ما ترك لنا ولد .. كل اللى جبناهم اختارهم ربنا عنده .. وماترك لى إلا أنتى وسارة .. وما نقول الا الحمد لله على ماعطى .. " كانت دموع مها هى اللى تتكلم عنها .. " وسارة وربي رزقها ولد الحلال اللى بيسعدها ان شاء الله .. وتطمن أبوس عليها .. الباقى أنتى والجورى يا بنتى .. ماحد يدوم لاحد وهذا زمان يالله يكفينا شره .. وأنتى مهما كان مره وضعيفه ..عشان كذا لازم تعرسين عشانس وعشان بنتس .. يعنى السالفه ماهى مصرف وبس .. السالفه ظهر تشدين به عزمس لمن ضاقت بس الدنيا .. وقلب تلوّين عليه لمن مت أنا وابوس وعيال يردون قلبس متى ما ربس خذا أمانته .. أبوس عقب الجلطة اللى جاته وربس فكه منها تغيرت أمور كثيرة .. وعرف أنه ما بقى من العمر كثر اللى مضى .. عشان كذا أبيس تفكرين عدل وكانس تبين شورى وتدورين رضا ابوس وافقي يابنتى .. " كانت مها تسمع كلام أمها وهى مدنقة تبكى .. رفعت عينها لعين أمها .. اللى كانت غرقانه بالدموع .. قامت وحبت راسها " ان شاء الله يمه .. اللى تبونه بيصير .." وقامت منها ماتشوف قدامها من الحزن .. دخلت غرفتها وشافت الجورى تلعب عند التلفزيون ولاهيه عن امها .. اللى على قلبها هم ما يشيله جبل .. توضت وصلت ركعتين .. وعلى سجادتها فوضت أمرها لله سبحانه .. وكلت أمرها وأمر بنتها اليتيم للى ما تنام عينه .. سبحانه تجرى المقادير بأمره ولا أحد يدرى وش الصالح فيه .. :: :: :: الجزء الثانى الشخصيات : أبو ناصر (خالد) - أم ناصر (منيرة) وبناتهم : مها : أرملة عمرها 24 سنه . وعندها بنت (الجوهرة) عمرها سنه ونص. ساره : طالبه جامعية عمرها 21 . متملكة وعرسها قريب . " يا منيرة .. القهوة عندى رياجيل .. " دخل أبو ناصر صالة البيت عقب المغرب .. " ان شاء الله .. سارة قومى زينى قهوة جديدة لابوس .. " " زين يمه .. بس من اللى عنده .." .. " تبينى أروح انشده ..؟ " ردت عليها أمها .. تفشلت سارة وقامت " لا يمه وشعليه تنشدينه .. أنا بأنشده .." .. ضحكت مها وهى داخله تشل الجورى .. " والله انس ملقوفه يا سويره .. وش عليس من اللى عند ابوس .. ؟ قومى سوي القهوة ولا تحوسينها مثل كل مره " .. " اقول وش رايس تسوينها أنتى يا السنعه .." ردت عليها ساره .. " بأسويها وش عليه .. تراها قهوة ماهى بخروف .. بس انتبهى للجورى .." وه بس فديت الجورى .. تعالى عند خالوه خلى ماما تروح تسوى القهوة .." مدت يدها وهى مو مصدقه ان مها تروح وتسوى القهوة عنها .. " يا مال اللى ماني بقايله .. آمر عليس وتامرين على اختس اللى أكبر منس .." نهرتها أمها .. " يا يمه هى تحب تنفع .. وبينى وبينس قهوتها شي يفتح النفس .. ماهى بالماء اللى اسويه أنا .. " ولفت تناغى الجورى .. ابتسمت مها " زين انس اعترفتى .. اخذى البنت خلينى استعجل اروح للمطبخ .." عطتها الجورى و طلعت للمطبخ .. " تعرفين يمه ان صديقاتى فى الجامعه يقولون قهوة اختس فيها سحر .. " قالت سارة وهى تلاعب الجورى .. " يكفاهم الله .. يهبون وش يبون باختس الضعيفة يتهورونها .. يكفيها اللى فيها .. الله يعوضها خير .. " .. " آمين يارب .. بس يمه هم موب قصدهم شي شين .. بس هم صادقين قهوتها زينه .. " .. " فديتها من يوم يومها مرة سنعه .. غير الحظ يا بنتى اللى ربس ماعطاها منه .. ما بغت تفرح وترتاح .. الا ويصير اللى صار .." .. " تهقينها يمه للحين تعبانه من الموضوع ؟؟" " تعبانه وبس .. هذى بنتى وأعرفها .. " .. " بس يمه كم مره فتحت معها الموضوع وما تكلمت فيه ولا اشتكت .. " " ومهى مشتكيه .. أعرفها .. اللى في قلبها ما يطلع لو تموت .. ما اقول غير الله يعوضها خير ويكتب لها اجر هاليتّيم اللى تربيها .. ويرحمها برحمته .." .. :: :: :: كانت مها تتحرك بشكل آلى فى المطبخ .. ايدها تشتغل وعقلها يفكر .. من اللى عند ابوها لا يكون الرجال اللى خطبها ويبي الرد ذلحين .. ارتجفت ايديها وهي تكيل الهيل فى الدلة .. كان بتقول لى امى لو عندها خبر .. غمضت عيونها ودعت من قلب أن الله ييسر الامور .. وإن كان فى الأمر خيره يتممه وإن كان فيه شر لها والا لبنتها أن يرده ويكفيها شره .. تعبت من كثر التفكير فى الموضوع وبالنهاية وكلت أمرها لله سبحانه .. نادت الشغاله عشان تاخذ القهوة لابوها فى المجلس .. وجهزت صينية قهوة ثانية وخذتها لامها فى الصالة .. "وين راحت الشيخه سارة والجورى .." " قامت تصلى المغرب و الجورى معها .. أنتى صليتى ..؟" سألتها أمها .. " ايه يمه صليت جعلنى قبلس .." .. قعدت مها تقهوي أمها وتسولف معها وجاتهم سارة وازعجتهم بلعبها مع الجورى ام سنه ونص .. وصوت ضحك الجورى الشي الوحيد اللى ينشر الفرح ولو للحظات فى قلب امها .. " اقول سويّر .. متى بتخلصين نروح السوق نتقضى لعرسس ترى ما بقى عليه شي " التفتت مها تكلم أختها .. " يا سيرة النكد .." تأففت سارة " وش اللى معجلس ذالحين .. باقى ست شهور على العرس .. " .. " ست شهور غير شهر امتحاناتس فى الجامعه .. وغير شهر رمضان .. وعقبه العيد .. كم بقى يا حلوة ..؟؟ حطى فى بالس هالوقت الخياييط مهوب فاضيين " .. تكلمت امها " اختس صادقة .. خلصى عمرس وعقبه اقعدى براحتس .. خرابيطكن يا بنات ذا الوقت واجد .. " ضحكت سارة ومها لان امهم بترجع مثل كل مره تقارن بين اعراسهم من اكثر من 20 سنه وبين اعراس ذا الوقت اللى على رايها مالها طعم ولا فيها بركة .. وقعدوا ضحك وسوالف لين دخل أبوهن .. كان وجهه غريب .. وتعبيره صعب يتفسر .. البنات كل وحده شافت الثانية وفهموا أنهم يقومون ويخلون ابوهم مع امهم لحاله ..قامت سارة وخذت الجورى معها .. قعدت مها تقهوى أبوها اللى كان ساهم وساكت على غير عادته .. عقب ماتقهوى قامت مها بتدخل .. " اصبرى لاتروحين .. " نادى مها بدون ما يرفع راسه .. " خير يبه .. عسى ماشر .." .." اقعدي أبيس فى موضوع .." انقبض قلبها .. بشكل لا شعورى التفتت داخل البيت مكان ماتسمع صوت الجورى تلعب مع خالتها .. :: :: :: " تدرين يابنتى .. الواحد مهو بضامن عمره .. والمره مالها الا العرس .. اليوم جانى رجال يطلبس .. " .. تجمد الدم فى عروق مها .. استغربت تردد أبوها .. وهى اللى كانت تظن ان هذى رغبته .. " قالت لى أمى .. وأنا فى شورك يا يبه .. واللى تبيه أنا موافقه عليه .. " تكلمت عشان توفر عليه الأحراج .. بسرعه رفع عيونه لها .. ما قدرت مها ترد النظر لابوها .. نزلت عيونها وايدها تلعب بالفنجال حق القهوة .. وأبوها ما كان قادر يتكلم .. أمها ضاعت بينه وبين نظرات بنتها المكسورة حست أن فيه شي فى الموضوع ناقص .. الرجّال اللى هى خابرة جاي له كم يوم .. وأبو ناصر يقول جاية اليوم ..!!! " من اللى جاك يابو ناصر .. ؟؟" .. سكت ابو ناصر دقايق كنه ماسمع السؤال .. " أبو محمد اللى جانى .." رفعت مها راسها.. مستغربة .. " ابو محمد أخوك عبد الله ماغيره .. " سألت ام ناصر .. " ايه هو ماغيره .. وجاى يخطب مها .. .." وجاى يخطب مها .. .. وجاى يخطب مها .. .. وجاى يخطب مها .. .. وجاى يخطب مها .. .. تكررت الجملة فى راس مها بدون وعى .. تجمد كل شي فيها .. الا دموع ساخنه بدت تنزل من عيونها .. جاى يخطب مها .. .. جاى يخطب مها .. .. رجعت بها السنين لنفس الموقف ونفس الجمله .. كانت توها مخلصه الثانوية .. وكان العمر حلو بكل مافيه .. لا حزن ولا آلم ولا احساس قاتل بالذنب .. " مها .. وش قلتى .. " " يخطبها لمن .." سألت أمها مستغربه .. " لولده ماجد .. " رد ابو ناصر بصوت واطى .. تكلمت مها .. بصوت ماكان صوتها .. " وش تقول يبه .. يخطبنى لمن .. " .. " يخطبس لولده ماجد .. " .. هدوء قاتل .. صوت تكسر قزاز كسر هالصمت .. " بسم الله عليس .. ايدس يا بنتي .. " سحبت امها يدها اللى جرحها الفنجال المكسور .. ورفعت كفها المجروح بشكل بشع .. صدمة كلام ابوها انعكست على يدها اللى ماسكة الفنجال .. كسرته في يدها بدون ماتشعر .. لون الدم وغزارته كانت دليل أن الجرح عميق .. " قومى للطوارى بسرعه .. " سبقها ابوها للسيارة .. دون احساس قامت مها ولفت يدها بفوطه .. لبست نقابها وعباتها وطلعت مع ابوها .. بدت تحس بدوخه .. من النزيف .. والا من صدمة الموضوع الجديد ؟؟ .. ماجد .. مالقيتوا غير ماجد ..؟؟ :: :: :: هذى آخرتس يا مها .. بتحملين الذنب لين تموتين .. لكن هالمره بيكون الهم أثقل والعقاب أقسى .. ومِن مَن .. من ماجد .. وش يبي منها .. اللى تعرفه انه يبي له وحده وابوه عيا عليه .. وش اللى خلاه يخطبنى أنا .. وش يبي منى .. وبعد ذا الوقت كله ؟؟ وش اللى ذكره فيني .. وراه مصيبه أعرفه .. الذيب ما يهرول عبث .. " اى ذيب يا ست مها .." .. " هآآه .. " .. انتبهت مها على صوت الممرضه اللى تنظف لها الجرح .. واللى شكل افكارها كانت بصوت عالى وسمعتها الممرضه .. رفعت عيونها لها وماتكلمت .. دخل ابوها وراه الدكتور .. " انتى لازم تنتبهين اكثر يا أخت مها .. هذا قزاز مو لعبه .. الجرح كبير ولازم له خياطه .. " .. " الحمد لله يادكتور بسيطه ان شاء الله .." .. تكلم ابوها .. " الحمدلله بس لازم تنتبه .. بنعطيك ابره بنج موضعى عشان نخيط الجرح وابرة مهدئ لأن شكلك فى حالة صدمة للحين .." كانت مها فى افكارها وما حست باللى يدور حولها .. كأنت فى عالم ثاني .. ولا كأن الدم اللى تشوفه ينزف دمها هي .. ولا كأن الجلد اللى ينشد عشان يسكر الجرح جلدها هي .. ولا كأن اليد اللى يخيطونها يدها .. يا ليت كل الجروح تطيب بسهولة والا تخايط كان ماحد اشتكى من زمانه .. وماحد تعذب لين يشوف له ربه .. انتهت عملية خياطة الجرح ولفوا لها ايدها بشاش مطهر .. " راح اعطيك حبوب مهدئة للألم .. ولازم تحافظين على جفاف الخياطه .. وبعد يومين تراجعين المركز الصحي عشان يغيرون لك على الجرح .. " ان شاء الله يا دكتور .. " رد ابو ناصر .. الدكتور من كثر هدوء مها ظن أنها يا ماتسمع أو ما تتكلم .. " مثل ما قلت لك .. لازم بعد يومين تغير على الجرح عشان ما يلتهب .." وجه كلامه لابوناصر .. " ان شاء الله .. " .. " الف سلامه عليها .. " .. " يعطيك العافيه يا دكتور ما قصرت .. " .. طلعوا من الطوارئ وكل واحد بعالم افكاره .. وصلوا البيت ونزلوا ودخلت مها لغرفتها وسكرت الباب .. " هآآه يا بو ناصر .. عسى الجرح ماهو بكبير .. " .. " خيطوه لها وعطوها حبوب ولازم تروح بعد يومين تغير اللفه اللى على الجرح عشان ما يلتهب .." .. " يا عزتى لس يا بنتى .. الحمدلله جات على كذا .. بعدين الله يهداك يا بو ناصر هذا كلام تقوله قدام البنت " .. " وش كلامه اللى قلته .. " .. " موضوع ابو محمد و ولده .." .. " هذا اللى صار .. تبينى اكذب .. بعدين بنتس ماعاد هى ببزر .. ولازم تقرر عشان مصلحة بنتها .." .. " بس يابو ناصر هذا ما يجوز .. الخطبة على الخطبة ماتجوز .." .. " أنا ما كملت كلامى .. ابو محمد جاى ويقول .. كان المره تبي العرس ماجد ماعنده مره .. وهو أولى بها .. وكانها ماتبيه بنتنا ما يضمها غريب .. " .. " كيف بنته ما يضمها غريب .. بياخذ الجوهرة غصب ..؟؟ .. توها صارت بنتهم .. اللى ماحد منهم نشد منها .. " .. " البنت بنتهم .. رضينا والا زعلنا .. ومها لو تزوجت لهم حق ياخذون الجورى .." .. " كيف لهم حق .. وامها حيه .. يبون يقطعون نصيب البنت ..؟؟ " .. " يا منيرة .. ماجد رجال ماعليه كلام .. وكان مها بتسمع كلامى تاخذ ماجد .. تراه اقرب للبنت ورحم ودم .." رد ابو ناصر بهدوء .. " يا حسرتى عليس يا بنتى .. مالس حظ .." همست ام ناصر بهّم .. :: :: :: على الكورنيش .. كان ماجد يتمشى بسيارته لحاله .. وكان يسمع محمد عبده ......... شبيه الريح ... وش باقى من الآلآم والتجريح .. وش باقى من الأحلام .. وش باقى من الأوهام .. غير إنى .. الاقى فى هجيرك فيء .. والاقى فى ظلامك ضي .. وأوقد شمعتى فى الريح .. كانت الكلمات تسرى فى روح ماجد .. كانها تتكلم عن حاله .. حياته وقلة حظه فى هالدنيا .. " وش اللى سويته يا ماجد .. هذى ماهى بسواة عاقل .. وش سويت .. طعت شور ابوى .. وش كان بيدى أسوى .. كان بيدك تعيي .. البنت اللى هى البنت ذا الوقت ماتنجبر على العرس .. وأنت ماجد بن عبدالله تاخذ لك مره غصب ولا عندها بنت .. هذى بنت اخوى ماهى غريبة .. ويكفى انى باضمها وباعوضها حنان ابوها الله يرحمه .. وبنت اخوك توها تطرى عليك ..؟؟ له متوفى سنه ونص حتى مافكرت تمر وتشوفها .. جاي ذلحين تاخذ امها عشان تضمها ؟؟ .. " هآآه يا ولد ماعندك نيه تعرس .." سأله منصور .. " ليه قالو لك خبل مثلك .. عشان اورط نفسي بمره وعيال .. خلنى اتمتع بحريتى احسن من التحقيق كل ليلة وينك جاى وين بتروح وهات معك وجيب .. " .. " ومن قال لك ان الزواج تحقيق وشرطة .." .. " مالازم حد يقولى .. أقرب مثل أنت .. الله يعينك بس .. " رد عليه ماجد .. " والله ماعندك سالفه .. ماتعرف وش احساس ان فيه شخص يخاف عليك ويهتم فيك ..ويحاتيك لتأخرت ومارجعت .. احساس اللهفه اللى فى صوته لنشد عنك .." .. " مشكور يا الحبيب الله الغنى عن هالاحساس .. خلك أنت فى العسل بس .. وشلنى من راسك " .. رد منصور" قول آمين .. بس .." .. " يا ليل .. آمين .. وش بتدعى .. " ضحك ماجد وهو يشوف اخوه بطرف عينه .. " عسى الله يرزقك بوحده مثل مها .. " .. لا اله الا الله .. كنها دعوة من اثمك لاثم مَلَك يا منصور .. الله يرحمك .. هذانى باخذ مها بنفسها .. مسح ماجد دمعه ازعجت سكون عينه .. تنهد .. ماحد ياخذ غير اللى ربه قاسمه له .. الله يكتب اللى فيه الخير بس .. رفع صوت ابو نورة .. وكمل مشواره بهدوء .. ::‘‘:: الجزء الثالث :: لكل بيت اسرار .. ولكل بيت حكايات .. والزمن يمر على الكل بنفس الوتيرة وبنفس المده .. لكن بالتأكيد الأحداث تختلف .. في بيت أبو ناصر كانت مها تنجبر على زواج ما تبيه .. وفي بيت ابو محمد .. كانت أم محمد تنجبر بعد على مرة ولد ما تبيها .. والسبب ماضي يجمع بين الثنتين .. من الظالم ومن المظلوم فيه .. هذا اللي بتكشفه الأيام الجايه .. لأن الماضي اللى فات عمق الجرح .. وزاد الألم .. برغم صلة الدم والرحم .. إلا أن الموت مرات أقوى من كل شئ ... :: :: :: فى نفس الليله اللى راح ابو محمد وماجد يخطبون مها بنت عبد الله .. قريب العشاء في بيت ابو محمد .. كانت نورة تطبخ من الضيقه .. شلون ولدها ماجد أحب عيالها لنفسها وأقربهم لقلبها بعد كل اللى صار ياخذ مها بنت خالد .. " نوف .. يا نوف .. نوف وصمخ .. " صاحت تنادى بنتها .. " خير يمه وشفيس .." .. " تعالى دقى لى على اختس .." .. " أى أخت فيهم .." .. " أى اخت فيهم ؟؟ .. تستهبلين .. كم أخت لس .." .." ثنتين عشان كذا سألتس .." .. "نوويف لاترفعين ضغطى .. ترانى مانى برايقه لخبالس .. دقى على موضي وفارقيني .. " .. خذت التلفون تتصل " زين يمه حشى ضو ما حد يقربس ..هذا هو يصيح هاس " .. عطتها السماعه وقامت منها .. " الو .. السلام عليكم .. وشلونس .. مانى ببخير .. وش قومى .؟؟ قومى ابوس اللى يبي يذبحنى .. رجلس عندس والا تعالى .. يالله لا تاخرين .. فمان الله .." بعد ربع ساعه .. دخلت موضى بنت عبدالله " السلام عليكم .. " .. " مرحبا عليكم السلام .. " .. دنقت موضى على راس امها تحبه .. " وشلونس يمه .. اربس بخير .. " .. تعبّرت أمها .. " من وين يجينى الخير وابوس يبي يذبحنى .. " .. " يايمه صلي على النبي .. وتعوذى من الشيطان .. وش ذا الكلام الله يهديس .. ".. الله لا يهديه .. كني من يوم عرفته ما شفت يوم(ن) حلو .. " .. " يمه فديتس وش الداعي لذا كله .." حاولت موضي تفهم وش الموضوع بهدوء .." السالفه أنه يبي ماجد ياخذ المرمّل عشان يضمها ويضم بنتها .. " انبهتت موضى .. " اى مرمّل يمه ..؟؟ " .. " من غيرها حسبي الله عليها حسيبن هو الكافى .. مهوى بنت خالد .." قالت نورة .. " الله يهديس يا يمه .. وقفتى قلبي .. وش السالفه علمينى .. " .. " وش أعلمس ابوس غصب ماجد عليها وراحوا اليوم قبل صلاة المغرب يخطبونها له .." .. "يمه ماجد مهوب بزر ينغصب على العرس .. الشوفات ذالحين ما ينغصبن تبين ابوى يغصب ماجد ..؟ " .. ردت موضى .. " يعنى أنا اكذب عليس ؟؟ " ردت امها بغضب .. " لا فديتس محشومه .. بس لو ماجد ما يبيها كان ما وافق .." .. " يبيها ؟؟ اقول لس اغصبه تقولين يبيها .. قال يا ماجد يا فهد ياخذها .. زين طلع محمد من الموضوع .. وطاحت فى راس الضعيف ماجد .." .. " يدرى محمد ما يقدر عليه ولا على الحية اللى ماخذها .. زين ابوى وش اللى خلاه يفتح ذا الموضوع " .. " وش اللى خلاه .. هي اللى تدوّر العرس .. وابوها جا وعلم ابوس وتوه يتذكر بنت ولده .. والشيخ ما يبي احد يربى لحمه على قولته .. نشبها فى رقبة ماجد .." .. " والله يا يمه اللى يعرف ماجد يعرف انه ما ينجبر على شي .. يمكن عقب ابوى ما عيا على البنت اللى يبيها ماعاد يهمه ياخذ من .. وشاف ان فيها اجر يضم هاليتيم .. وعشان كذا وافق .. " ردت موضي بهدوء .. " لااااااا .. ولدى وأعرفه .. لو يبي العرس الف من تمّناه .. بس هو مابغى يرد بخاطر ابوه ويعرف ضغطه لمن ارتفع .. حسبي الله عليه كنه ضيق على ولدى وهو ما يستاهل منه .. "رفعت ايديها تدعي على ابو محمد من القهر .. " يا يمه تعوذى من الشيطان هذا مهما كان ابوى .. ومايجوز انس تدعين عليه .. " .. " مايجوز ..؟؟ لا يجوز اللى يسويه فى مجود .. "ردت أمها بعصبية .. " أهلااااااااااااا .. مودى فى بيتنا يا مرحبا يا مرحبا .. " دخلت عليهم ريم وهى شايله كوب نسكافيه .. " أهلين ريم خانوم .. شلونس .. " .. " طيبات كثيرات .. شأخبارس أنتى .. وين عيالس ... " ردت عليها ريم بضحك .. " بخير جعل ربي يسلمس .. عيالي فى البيت .. قلت أمر عليكم شوى .." .. " تمرين شوى وإلا مجلس الأمن طالبس .. " وغمزت بعينها لأختها .. " ماخلص سلامس قومى داخل .." نزرتها أمها .. " يمه وشفيس علي .. خلينى اسولف مع اختى شوى .." ردت ريم .." بكره سلمي عليها لمن جاتس .. قومى ذالحين وشلي ذا اللى جبتيه معس .." .." هذا كوفى يا مامى .. كوووفى .. " .. " زين قومى أنتي واياه قبل لا يجيس على راسس .. اخلصى .. " عصبت نورة على بنتها .. " زين باروح .. يالله مودى بايوو .." .. " بايوو يا دلوعة امّس .. " ردت موضى وهى تضحك .. التفت على امها .. " وش قومس عليها يمه " .. " ماتشوفين خبالتها .." .. " يا يمه جعلنى قبلس وسعى صدرس وماهنا الا الخير .. ومها لو من نصيب ماجد بياخذها بياخذها .. هذا شي .. الثانى مها بنت عمي خالد مره وماعليها منقود .. حظ ماجد كنها من نصيبه .." اعترفت موضى .. " حظ ماجد .. " صاحت أمها .. " تبينه يروح مثل ماراح منصور وتقولين حظه ..؟؟" فتحت عيونها فى بنتها مهي مصدقة الكلام اللى تقوله .. " يا يمه اذكرى الله .. منصور الله يرحمه بنفسه ماعمره نقد عليها فى شي وانتى تدرين .. واللى صار قضاء وقدر وكان يومه وانتهى .. وأنتى انسانه مؤمنه يا يمه .. لا تخلين ابليس يلعب عليس .. مها مالها يد باللى صار وتدرين زين .." .. " حسبي الله عليها .. جعلها تشوفها فى عمرها قريب .. سريعٍ(ن) لا خطا ولا بطا " .. رفعت ايديها تدعي على مها .. " استغفر الله .. يا يمه واللى يرحم والديس هاللى تسوينه مهوب عدل .. اللى صار صار وانتهى .. لا تحملين المسكينه ذنب شي ماسوته .. كافى اللى صار لها .." .. " وأنا ؟؟ ماحد فكر فينى ولا همه حالى .." قامت تضرب بايديها على رجيلها من الحرة وهى متربعه .. " يا يمه جعلنى ماذوق حزنس احتسبي الاجر عند الله .. واللى صار لو بيدس تردينه رديتيه لكن حتى حنا ما نملك نرد عن عمارنا .. وكلنا كسرنا اللى صار لكن وش نسوى .. نعترض على حكمة ربنا .. ولو اعترضنا بنقدر نرجع شي ؟؟.." .. احزنتها أمها اللى كسرها موت ولدها في عز شبابه واللى للحين ماقدرت تتخلص من الحزن اللى غيرها وغير أطباعها .. انهارت نورة وقامت تبكى ..قامت لها موضي وحبت راسها وحبت ايدها " يا يمه عسى يومى قبل يومس لاتسوين كذا .. انتى انسانه صابرة ومؤمنه .. لا تضيعين أجرس ولا تخلين ابليس يلعب عليس ادعى ان ربي يكتب الخير لماجد .. كان فيها خيرة له يسهل موضوعه وكان فيها شر ان الله يرده ويصد قلبه عن الموضوع .." كان كلام موضي كلام كل انسان مؤمن بقضاء الله وقدره .. وأن الله – سبحانه وتعالى – ما يبتلى الا عبده المؤمن وبقدر الصدمة يكون الأجر .. موضي حست أن أمها محتاجة تبكى ضمتها لصدرها وصارت تقرا عليها .. وشافتها بعد ما بكت ارتاحت .. " استغفر الله العظيم .. يالله يارب انك عالم بحالتى وحالة ولدى .. يالله ياكريم انك تبعد عنه عيال الحرام وبنات الحرام وتيسر له أمره وتكتب له الخيره .." .. حبت خشمها " ايه جزاس الله خير .. هذا الكلام الطيب .." " يالله حي موضى .. " دخل عليهم ابو محمد .. " الله يبقيك يا يبه .. مساك الله بالخير " قامت تحب خشم ابوها وراسه .." مسيتى بالرضا والعافيه .. وش قوم دريولس واقف برا فى الحوش .. وين عيالس .." .. " فديتك عيالى فى بيتهم .. كنت قريبه من البيت قلت أمر اسلم عليكم وأنا واقفة .." .. " وش معجلس يا بنتى .. اقعدى تعشي عندنا .. " .. تعشى عندكم العافيه فديتك .. عيالى وراى وتركى ما علمته انى بامركم يمكن عنده احد فى المجلس .." .. " زين وأنا ابوس مرخوصه " .." يالله يا يمه بامركم بكره ان شاء الله .." دنقت على امها وشاورتها .." وسعى صدرس جعلنى ماذوق حزنس .. وكلى امرس للى ماتنام عينه .. " " الله يحفظس .." .. ردت عليها أمها وهى مدنقة .." يالله تمسون على خير" .. " والسارى على خير .. فمان الله " .. وطلعت موضى من بيت ابوها محتارة .. الموضوع متشابك والجراح للحين ما طابت .. ليش بس يا يبه .. ليش .. وش اللى بيصير مع ماجد .. وليه وافق على مها .. وامها وش بتسوى لو الموضوع تم ..؟؟ كلها أسئلة دارت فى بالها ومالقت لها حل .. :: :: :: وفي بيت ابو ناصر .. كانت مها فى عالم ثانى .. تفكر وش بتلبس وش بتجهز .. من اللى بيروح معها وبيساعدها .. امها ماتعرف .. وأختها صغيرة .. يالله ياربي وش أسوى .. عمرها ما فكرت انها بتصير فى يوم من الايام عروس وبيصير لها حياة وزوج وعيال .. لكن هالحلم بيتحقق الحين .. اللحين .. اللحين .. حست بيد تخنقها .. حاولت انها تتنفس وماقدرت .. حاولت انها تصرخ يمكن احد يسمعها .. صوتها ما طلع .. فتحت اثمها بس مافيه صوت .. "يمممممممممممممه .. " .. نادت اقرب اسم لقلبها .. واللى يسمعها مهما ابعدت .. وحالت بينه وبينها المسافات .. " يمممممممممه ... " طلعت من أقصى جوفها .. " بسم الله عليس .. مهوى وش فيس .. " هزتها ساره عشان تقوم .. " هآآآه .. وش فيس .. " .." انا اللى أنشدس .. صياحس وصل لاخر الشارع .. قومي اشربي لس ماء وتعوذى من الشيطان " .. " أعوذ بالله من الشيطان .." خذت كاس الماء بيد ترجف .. تشهدت ومسحت على وجهها .." شكلى غفيت من تأثير الحبوب .." قالت مها .. " كنتى تحلمين ..؟؟ " نشدتها ساره .. " هو حلم وبس .. أعوذ بالله .." ردت على اختها وانتبهت ان الجورى مهي بموجوده .. " وين الجورى .,." .. الجورى مع فاطمة تلاعبها فى الحوش .. وامى طلعت لبيت ام نواف .. وانا كنت ادرس وسمعت صوتس وتروعت .. " .. ابتسمت لها مها .. " ولس وجه تبتسمين .. عطينى ماء اشرب وارش على وجهى اللى ماحد فزع لي في ذا البيت .. " طاحت ساره على السرير تمثل انه مغمى عليها .. ضحكت مها على اختها وعطتها كاس الماء .. " الله والعيارة يا سويرة .. والله بنفقدس لمن اعرستى .. " .. " لا تجيبين ذا الطارى اخاف يغمى علي من الروعة صدق .. " .. " سلط الله على ابليسس .. قومي مني وراس خلينى الحق صلاة العشا صارت الساعه 9 " .. " اما قلبس على الصلاة ماكنس راقده لس كم ساعه .. يوووه صحيح .. سلامتس وش اللى شق ايدس يا المرة السنعة .." قالتها لها وهى تضحك .. " اللى شق ايدى عينس يا ام عين حارة .. قومى وراس .. " .. ضحكت سارة " عينى والا طارى المعرس الجديد .." .. تجمدت مها من سمعت الطارى .. " اقول سويره قومى منى وراس احسن لس .. قبل لايصير الجرح بجبهتس .. ".. " لا وشعليه اشوه جمالى " .. قامت من السرير وهى تكلمها " روحى صلى طافتس الصلاة فى الحرم .. " قالت لها سارة وهي تغمز عينها قبل تطلع من الحجرة .. وقفت مها مكانها .. بدت تحس بالالم ينبض فى كف ايدها اليمين .. ليت ايدها انقطعت .. ولا حست بالالم اللى عصر قلبها يوم تذكرت كلام أبوها .. بعدها بدقايق كانت على سجادتها تدعي .. اللهم انى لا أسالك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه .. دعت من كل قلبها وهى متوجهه للقبلة تصلى لرب كريم ارحم بخلقه من الأم بضناها .. :: :: :: رجع ماجد للبيت متأخر .. دخل بهدوء مايبي يشوف أحد ولا يكلم أحد .. كانوا كلهم نايمين .. أحسن مافينى مقابل أحد ولا سوالف .. طلع لغرفته فوق .. بدل ثيابه و وصلى السنة وشغل التلفزيون .. وقعد يفرفر فى هالقنوات بدون ما يشوف أصلا وش اللى عليها .. مجرد حركة تعكس توتره اللى يجرى بنفسه .. " يا ولد شقومك على الريموت .. كسرته وانت تفرفر " تنرفز منصور من حركته .. " يا أخى اسمه ريموت وصنعوه عشان نفرفر فيه .." رد ماجد وهولاهى يطالع التلفزيون .. " قالوا تغير فيه القنوات مهوب اللى تسويه كنك فى سباق سرعة .. لعنبو غيرك تطايرت عيونى ماعاد الحق اشوف القناة الا انت مغيرها .." ضحك ماجد .. " يا أخى إذا ربي ما أنعم عليك بذاكرة بصرية تلقط الصور على الطاير لا تلومنى .." رد بغرور .." تدرى ما اقول الا اللهم لك الحمد .. العب يا ولد العب .. " التفت منصور يكمل لعبة البلوت مع خوياه .. آآآآآآه يا منصور .. وينك .. ضغط ماجد راسه بيديه .. بدا الصداع يزيد مع الوقت .. قام وخذا له حبتين بندول نايت عسى يخف الوجع.. طفى التلفزيون وسكر الليت وغطى راسه بالوساده يحاول ينام .. " منصور .. منصور .. " صرخ ماجد وهو يحاول يوعي أخوه .. اللى فتح عينه وكانت نظرته مذهولة .. " مها .. يا ماجد .. مها .." .. " منصوووووور .. " ضم أخوه لصدره وحرارة النار أعمت عيونه .. كانت هى واقفه وراه هناك .. فى نور اللهب الاحمر عباتها تطير حولها .. وجهها كل دم .. مكشوف .. بدون أى تعبير .. حس بالحزن على أخوه يقطع كبده مثل سكين حااار .. " لااااا يا منصور .. لااااااااا .. مهاااااااااا " شقّ الحزن قلبه لدرجة انه صحى من نومه وهو جالس وعيونه متجمده .. ضغط على راسه بقووة .. كان صداعه شديد لدرجه انه ماكان يقدر يشوف .. قام يحاول يوصل للحمام .. حس انه محتاج يستفرغ .. احساس الم وغضب وقهر مزق روحه .. وصل بصعوبة للحمام واستفرغ كل اللى فى معدته .. ومع ذلك ما خف الصداع .. غسل وجهه بماء بارد .. طلع خذا من ثلاجة غرفته ماء وشرب .. " أشهد أن لا اله الا الله .. وأن محمد رسول الله .." مسح وجهه .. إلى متى هالعذاب يارب .. يالله رحمتك ومغفرتك يارب .. الله ما يرضى بالظلم .. وهاللى يصير ظلم .. لنفسي قبل لايكون لبنت الناس .. هالانسانه ما أطيقها .. ولو كان عشان بنت اخوى هذا مهو سبب أنى أوافق أبوى على اللى يبيه .. مهما كان هذى مره وضعيفه .. بكره لازم اروح لابو ناصر والغى الموضوع .. صح انه عيب فى حقى لكن أهون من المصيبه اللى بتصير لو وافقت .. ومن قال لك أنها بتوافق .. صح .. مية بالمية بترفض .. اصلا شلون بتوافق علي ؟؟ .. بترفض وساعتها بأكون سويت اللى علي .. وحفظت كرامتى وكرامة أبوى .. وباحط لها مصروف شهرى لبنتها .. عشان أقطع اى حجه لها او نيه بالعرس .. ولو فكرت بس مجرد تفكير انها تعرس وتجيب للجورى رجل أم .. قسما بالله لأسحبها منها .. وأقطع قلبها عليها مثل ما قطعت قلبي على أخوى .. أيه .. هذا أحسن أنتقام منها .. اندفعت الأفكار فى راس ماجد مثل السيل .. أوله قطرات مطر وآخره بحر ما له نهاية افكار سوداء غريبة .. انتبه ماجد لروحه .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. وش هالأفكار يا ماجد .. خاف ربك .. ما سويت شي غلط .. بالعكس .. بأخليها تعيش هى وبنتها عيشة ماتحلم فيها .. ومالها عذر عقبها تعرس وابوى ماله عذر يعلقها فى رقبتى .. وننهى هالموضوع اللى ماله وجه من قفا .. وهذى احسن طريقة عشان تنهيه ..؟.. ايه ومافيه غيرها .. كل شئ بينتهى بكره ونرتاح كلنا من هالهّم .. رجع ماجد ونام على جنبه اليمين وتعوذ من الشيطان .. انتهت أفكاره للنقطة هذى .. يمنع مها من العرس والورقة الرابحة في ايده .. بنتها .. ويرتاح هو من هالمصيبة اللى طاحت براسه .. ياترى هل ممكن يصير هالشي مثل ماخطط له .. هل راحته فعلا أن الموضوع ينتهى .. وش مخبى لك القدر يا ماجد .. ::‘‘:: وبهالشكل ينتهي يوم من حياة ابطالنا .. تعرفنا فيه على جزء من حقيقتهم .. كلنا نتاج تجاربنا ومجتمعنا .. مااحد يعيش لحاله وتتشكل شخصيته بدون مؤثرات .. الجزء الرابع :: :: :: وعت مها على صوت ساره وهى تطلب من أمها فلوس للجامعة .. التفت صوب الجورى كانت راقده .. لفت تشوف الساعه كانت سبع الا ربع .. قامت وتوضت وصلت صلاة الصبح اللى طافتها .. قربت من المرايه شافت وجهها فيها .. هذا وجه وحده ماكملت 24 سنه ؟؟ .. وش هالهالات السود .. هذي من قل النوم البارحه .. وهالشحوب اللى مغطى ملامحس ..؟؟ النظرة المنكسرة اللى في عيونس .. الروح التعبانة .. ليه يا مها .. إلى متى ..؟؟ لكل بشر طاقة تحمل .. وأنا خلاص ماعاد فينى أتحمل أكثر .. كافي الذنب اللى راح أشيله طول عمري .. غصتها العبرة .. غمضت عيونها على دمع ساخن نزل غصب عنها .. ومثل دايم وهى بروحها ماحد فاضى يشيل هم احد .. وما حد مرتاح عشان يسمع هموم غيره .. اللى فيهم كافيهم .. وما تبي تزيد على امها والا أختها .. يالله يارب رحمتك .. يارب .. أنا مؤمنة إن من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط .. وأنا يارب راضية وموكلة أمري لك يالله انك تفيض علي من رحمتك وتعيني على نفسي وعلى دنياي .. صحت الجورى .. وطلعّت أمها من الهم اللى كانت فيه .. سوت لها حليب وعطتها .. كانت تراقبها بهدوء .. لها نفس عيون ابوها وهو قايم من النوم .. يالله .. كيف يمر الوقت بسرعه .. لو الله كتب له عمر وشاف بنته اللى حلم فيها .. " تدرين .. " قال لها وهو منسدح جنبها على السرير بعد ماعرف انها حامل .. ".. " وشو .. " ردت عليه .. " بأسميها (الجوهرة) لأنها بتكون أغلى شي في حياتى .. الجوهرة بنت منصور .. حتى الأسم له ثقل .. " ابتسم لمها وهو يتكلم .. " ولو طلع ولد .. بتسميه جوهر " ابتسمت وهو ضحك .. " الولد اسمه معه .. محمد .. محمد بن منصور " .. سكت شوى ورجع قال " بس مادرى .. أتمنى تكون بنت .. " .. " الله يكتب اللى فيه الخير .. المهم السلامة .." .. " صدقتى .. الله يمد بعمرى وأشوفها ان شاء الله .. " .. " الله يطول بعمرك .. وش هالكلام الله يهديك .. " ضاق صدرها من كلامه .." مها ..؟ " .. " لبيه .." التفت مها تشوف أمها اللى دخلت ماحست فيها وقطعت حبل أفكارها .. أفكار خذتها بعيد عن المكان والزمان اللى هى فيه .... " أنتي واعية .. أبوس يبيس .. " .. " صبحس الله بالخير يمه .. " .. " مرحبا يابنتى .. شلون ايدس اليوم .. عسى ما أسهرتس .. " .. " رفعت مها ايدها الملفوفة بالضماد .. " ايه والله يمه .. ماخلتنى أمسي من الوجع .." .. كانت ايدها عذر زين عشان شكلها اللى يعور القلب .. "ماقالس ابوى وش يبي مني .. " رفعت عيونها لأمها .. لاحظت تردد أمها .." يبي يكلمس عن موضوع خطبة ماجد بن محمد .." .. " وش اللى معجله ..؟؟" استغربت مها .. وأمها ماحبت تجيب لها طاري كلامهم عن الجوري .. اللى في بنتها كافيها .. " العرب مستعجلين وأنا أمس .." قررت أن الكذب فى الوقت هذا أريح حل .." وهو وش رايه .."سألت أمها .. " يابنتى .. أنتى كنت موافقة على الرجال اللى قبل ماجد .. اللى كلمتس عنه واحنا مانعرفه الله يستر علينا وعليه .. وأنا أدرى انس مالس خاطر فى العرس .. لكن لو صار نصيب ماجد أولى من غيره ..لحم ودم لبنتس ..ولا هو بضايمس ولا ضايمها .. " كانت عيون مها تشوف الفراغ اللى قدامها وهى تسمع كلام أمها .. قومس يا يمه ماتدرين منهو ماجد ..!! أنا بس اللى أعرفه .. " يابنتى دامس موافقة ابوس من رايه نقرّب عمس ابو محمد .. ويمكن الله كاتب لس خيرة اللى خلاهم يطلبونس فى ذا الوقت .. وبعد ما وافقتى أمس .." .. " ان شاء الله يمه .."ردت مها وهى تلحف بنتها عشان تكمل نومتها .. " وش ان شاء الله ؟؟.." .. " باطلع لأبوى ذلحين .." لحفت بنتها .. وتأكدت أنها مهي بطايحه من السرير لو تحركت .. لبست جلالها وطلعت لأبوها .. كان فى الصاله .. دنقت عليه وصبحته بالخير .. " صبحس الله بالنور .. شلون ايدس اليوم .." .." بخير جعل ربي ينشد منك .." .. "الحمدلله .. " قعدت تقهوى أبوها وهى ساكته .. " مها وأنا أبوس .. وش قلتى فى الموضوع اللى كلمتس عنه البارحه ..؟" .. دخلت امها وقعدت .. كانت مها مدنقة عينها فى الصينية اللى قدامها .. غريبة نقشتها توها تنتبه لها .. لو كانت بلون بني غامق كان يمكن صارت أحلى .. " مها ..؟؟ " نادتها أمها اللى شافتها سرحانه .. " يبه .. " تكلمت مها .. "قبل تكملين كلامس .. فيه شي لازم تعرفينه .." رفعت مها عيونها لأبوها .." العرب معزمين ياخذون بنتهم لو أعرستي .. وهذا من حقهم .. يعنى يا تاخذين ولد عمس يا بياخذون الجوري .." .. انصدمت مها من كلام أبوها " وأنت جايز لك ذا الكلام يبه ..".. " يا بنتي .. انا ماكنت مرتاح من سالفة الخطبة الاولى وكنت أحاتيس .. لكن دام ماجد ولد عمس يبيس ويبي يضم بنتس هو أولى بس .. وماجد أعرفه رجّال فيه خير وماهو بضايمس ولا بضايم بنتس .. يا بنتي ماحد يدوم لأحد اسمعي شوري ترى قطع الرحم مهوب زين وأنا ابوس .. وبنتس ماتعرف من أهلها إلا حنا.. كن ما كان لها ابو .. والحمدلله اللى يسر لها اللى يضمها من لحم أبوها " .. سكتت مها وحارت دمعة قهر في عينها .. حتى أنت يا يبه معهم ..!!! " أنا موافقة يبه .. بس بشرط .. " .. التفت ابوها على أمها .. هزت راسها أنها ماتعرف الموضوع .. " وشو شرطس .." نشدها ابوها .. " الأول .. ما يمنعنى من الشغل لبغيت أشتغل .. و الثاني ماله حق على بنتى .." .. " الشغل وماعليه لكن وشلون ماله حق .. تراه عمها .." .. " قلتها يا يبه .. عمها مهو بابوها .. يعنى ماله كلمة عليها .." ..عدّل ابو ناصر قعدته .. " يا بنتى .. شغلس ماعليه .. لكن نمنع الرجال من بنت أخوه .. هذا مهوب كلام ..وهم ما جابهم يخطبون الا البنت يبونها ويبون ضمتها " .. " يبه هذا شرطى .. وابي أقوله له بنفسي .. بنتى ماله عليها كلمة .. هذي شروطى يا يبه .. لا ابي مهر ولا ابي غيره .. وافق عليها خير وبركة ما وافق الله يستر علينا وعليه .." .. " الشكوى لله .. بأكلمه وبأشوف رايه .. وأنتى راجعي عمرس في الشرط الثاني " .. :: :: :: فى الدوام ..ضغط بيديه على عيونه .. راسه يعوره من أمس .. على كثر ما كلا من حبوب ما خف الوجع .. " يا حبك لتعذيب نفسك .. يا أخى اكشف على روحك وريحنا .. " كان منصور يقول له دايما .. " خلنى على عماي أحسن .. دام ماحد يموت قبل يومه .. " .. سبحان الله .. من كان يظن أنك بتسبقنى يا منصور .. وأنا اللى كنت أسبقك بكل شي .. " إلا العرس .." كان يرد عليه وهو يضحك .. " تركت لك كل شي وتزوجت قبلك .. " .. ابتسم ماجد .. كانت ليلة عرسه ليلة فرح .. كأنه كان عرسه هو .. شلون فكر ياخذها ..؟؟ وهى كانت لأخوه ..؟؟ شلون طاوع ابوه ..؟؟ شلون كان غبي ...؟؟؟؟ لازم يوقف كل شي .. لازم .. رفع السماعة واتصل فى ابو ناصر .. " صبحك الله بالخير يابو ناصر .. شلونك .. وشلون الأهل .. الله يطول عمرك .. يسرك الحال بخير .. مادرى بخصوص الموضوع اللى كلمناك فيه أنا والوالد أمس .. ايه.. وشلون ؟؟ ردوا ..؟؟ .. زين .. شروط ؟؟ .. وشو شروطه يا بو ناصر ..؟؟ .. طيب طيب أمرك بعد صلاة الظهر .. لا لا .. لا تحاتى بأجيك لحالى .. الموضوع بينى وبينك .. ولا يهمك .. يالله فمان الله .. " .. سكّر التلفون .. رجع بظهر الكرسي ورا وهو يفكر ..بالسرعة ذى ردت ..!!! غريبة .. لا وتتشرط ؟؟ .. وش شروطس بعد يا بنت خالد ..؟؟ والله لو بنت عبد العزيز ..!!! .. مالقيتى تشرطين الا على ماجد بن عبد الله .. زين زين .. يصير خير .. هالموقف غير الفكرة اللى كانت في بال ماجد عن انه ينهي الموضوع .. صارت السالفه تحدي وشروط .. بيشوف وش آخرتها .. خلصّ الشغل اللى عنده وطلع بدرى .. مرّ وصلى الظهر قريب من بيت أبو ناصر .. وحرك لبيت عمه .. دخل الحوش وما لقى سيارة أبو ناصر .. رجع برا و وقف ينتظره .. شوى ومرت قدامه سيارة كامرى وفيها نسوان .. دخلت بيت ابو ناصر .. سمع صوت بزر يبكى من داخل البيت .. معقول هذى بنت أخوه .. اللى مافكر حتى يشوفها .. الشي الوحيد الحي الباقى من منصور اللى كلهم طردوه من حياتهم .. وماحد قبل فيها ولا رضى يزورها يوم ولدتها أمها .. ولا حتى عقب ماطلعت من المستشفى .. وجايين اللحين يحاسبونها .. ويبون بنتهم اللى حتى شكلها ما يعرفونه ..؟؟ .. " ماجد .. " .. فزّ متروع من الدق على دريشة سيارته .. "وش فيك يابوك .. اقلط وأنت واقف برا .." نزل من سيارته وقفلها .. سلم على ابو ناصر .. ودخل المجلس .. :: :: :: راحت مها المركز الصحي تغير على الجرح اللى بيدها مع أمها .. ويوم وصلوا البيت استغربت مها السيارة اللى واقفة برا عند بيتهم .. كانت تويوتا لكزس فضية مغيمة .. ماعرفتها .. نغزها قلبها .. " يمه .. من ذي سيارته ؟؟" .. " والله يا بنتى مادرى .. يمكنها لأحد من الجيران .." صدوا عن السيارة يوم قربوا يدخلون باب الحوش .. نزلت ونزلت الجوري على الأرض .. بكت ما تبي تمشى .." هاتيها بأشلها انا .." ردت منيرة .." لا يمه والله ما تشلينها .. خلاص باشلها بس خلنى أخذ الأغراض " .." خلي الأغراض تشلهم الخدامه شلى بنتس من الشمس وادخلى .." .. دخلوا البيت ونادت الشغالة تشيل باقي الأغراض .. رجعت لهم وقالت أن فيه رجال دخل مع ابو ناصر للمجلس وأنه يبي قهوة .. قامت مها تسويها وهى تهوجس .. هذا أكيد راعي الكروزر الذهبي اللى برا .. وش يبي بعد .. ما خلصنا من موضوع بيت عمي عشان يهدف ذا .. " اووف .. ليش ربي ماخلقنا في سويسرا والا لندن .. ماكان أرحم من هالشمس اللى تصلانا ليل ونهار .." دخلت عليها ساره جاية من الجامعة وهي تأفف من الحر .. " وعليكم السلام والرحمة .." التفتت عليها مها ورجعت تكمل شغلها .. راحت ساره للثلاجة وطلعت لها جيك ماي بارد وشربت منه وغسلت وجهها " يالله ان ترحمنا برحمتك .. وعليكم السلام ياختي ..اقول مهوي .. أنتي سرس مقطوع فى مطبخ ؟؟" .. ضحكت مها من قلبها .. "حسبي الله عليس .. وش عندس على ذا الكلام .." .." أنا ادرى عنس أطلع منس فى المطبخ ارجع لس فى المطبخ " .. " ابوي عنده رجال ويبي قهوة وتعرفينه ما تجوز له قهوة الشغالة .." .. شهقت سارة" اي والله .. ياهو عند بابنا سيارة .. تقول للقمر قوم وأنا أقعد محلك .." .. ضحكت عليها مها " هذي السيارات اللى يروح فيها الواحد للجامعة بنفس مفتوحة لطلب العلم .. مهوب عراوي بيت أبو نواف والا كامرينا المصون .." .. " تحمدي ربس عندس أحد يوديس .. طرار ويتشرط .." ردت عليها بدون ماتلف وهي تحط علاقي الشاهي في الدلة .." ياختي هو حرام الواحد يحلم .. حتى الأحلام صارت بفلوس .. زمن غريب .." طلعت سارة وهي توسوس من المطبخ .. ومها وراها تبتسم من سوالفها.. رتبت الصينية ونادت الشغاله عشان تدخلها على أبوها .. :: :: :: دخل ابو ناصر وماجد المجلس وتقهووا وسولفوا .. وكل واحد منهم ينتظر الثانى يبدا بالكلام .. رنّ جوال ماجد .. أستأذن ابو ناصر ورّد .. " مرحبا .. هلا يابو محمد.. سمّ طال عمرك.." كانت عينه على ابو ناصر اللى التفت له يوم سمع اسم ابوه .. ".. لا عند رجال .. آمر .. أخلّص موضوع .. ايه .. لا لا .. ماوراى شي .. أخلصه وأجيك ان شاء الله .. ولا يهمك طال عمرك .. ابشر .. فمان الله .." سكّر جواله والتفت لابو ناصر .. " تفضل يا بو ناصر .. قلت لى أن الموضوع ما ينقال فى التلفون .. " .. وسكت عشان ابو ناصر يكمّل .. " والله يا ولدى تدرى بغلاكم عندى أنتو حسبة عيالي من أيام المرحوم .. وقبله .. وما تغير شي للحين " حاول ابو ناصر يمهّد للموضوع .. " الله يسلمك يابو ناصر .. " تملل ماجد وتمنى لو يدخل في الموضوع على طول .. " شوف يا ولدى .. المره موافقه بس لها شرطين .. " .. ماجد خذا نفس عميق .. " تفضل يا بو ناصر اسمعك .. " .. " الأول أنها مقدمة على شغل ولو بغت تشتغل ماتمنعها يا ولدى .. " .. سكت بو ناصر ينتظر رد ماجد .. " والشرط الثانى يا يبه .." رد عليه ماجد .. " الثانى هى بتقوله لك يا ولدى .." .. تفاجأ ماجد .. " زين .. " .. " باروح أناديها .." .. قام ابو ناصر ودخل البيت .. مدّ ماجد ايده وشرب ماء .. وحاول يتمالك أعصابه .. وش هالشرط اللى بيخليها تكلمنى وش هالمره اللى مافي وجهاا حيا .. تكلم لها رجالٍ مهوب محرم لها .. وتتشرط عليه .. مافى وجهها حيا .. وجهها .. والنار .. والعباية السودا .. :: :: :: " يابوك .. " نادى أبو ناصر .. " سمّ .. " انتفض ماجد .. " هذى أم الجوهرة تسلم عليك .. " .. " وعليكم السلام والرحمة .. " .. ما رفع عينه فى المره اللى تكلمه من طرف الباب وماشاف الا سواد عباتها .. " شلونس يا أم الجوهرة .. " .. " بخير الله يسلمك .. " ردت بصوت واطى .. ما قدر يتذكره .. " تفضلى يقول ابو ناصر لس شرط .. وما قاله لى .. " .. " ايه نعم لى شرط الله يرحم والديك .. " .. " ومن قال .. تفضلى .. " .. " الشرط الاول وصلك .. اللى هو شغلى .. وأظن هذا من حقى يا ولد الناس .. " .. " اى نعم وصلنى .. كملي .. ".. " ما سمعت جوابك عليه .." رفع راسه .. حس بنبرة تحدى .. لكنه تمالك نفسه ورجع دنق .. " خلينى اسمع شرطس الثانى .. وان شاء الله خير .. "رد بهدوء .. " شرطي الثانى يا طويل العمر بنتى .. الجوهرة .." .. " وش فيها الجوهرة .." ..استغرب الكلام .. وبدا عرق فى رقبته ينبض بتوتر .. " بنتى مالك عليها كلمة .. لا فى دراسه ولا فى تربية ولا فى غيره .." .. هدوء عمَ المكان .. كان ماجد مدنق .. اللى يشوفه يقول ما يسمع .. ولا يحس .. ابو ناصر كان وجهه محتقن .. مها ورا الباب كانت هادية ظاهرياً .. لكن تنتفض تحت النقاب .. واللى يعرف نبرة صوتها الدافية كان بيدري انها متوترة .. لأن هالبرود مهومن طبعها .. فكّ ماجد كان الوحيد اللى يتحرك .. عرق على طرف فكه كان يرتجف .. أنفاسه كانت ثقيلة ولو كانت سكين كانت قطعت هالجو اللى بينهم .. مها حست انها ماتقدر توقف .. قعدت ورا الباب بخوف .. كل الشجاعة اللى جمعتها تبخرت مع آخر كلماتها .. هى مجنونة تقول هالشرط ولمن .. لماجد بن عبدالله .. " يابنت خالد .. " قطع الصوت الحاد افكارها .. " نعم .." .. ردت بتوتر .. " الجوهرة منهى بنته ..؟؟" .. " بنتى أنا .. " ردت بتحدىّ .. " الجوهرة أسمها الجوهرة بنت منصور بن عبد الله .."كان ماجد يقول الأسم وهو يشدّ على كل مقطع منه .. " جزاك الله خير .. وصلنا .. " قطعت كلامه .. " يعنى مهوب الجوهرة بنت ماجد" حسّ ماجد بلطمة على وجهه .. " لكن أنا الوصي الشرعي عليها .. وبحكم الشرع والقانون أنا وليّها .." .. "ولا لك لوا .. دامنى حية .. وماعرست .. وقايمة بحقها وماعلي خطا فأنا وليتها" .. كل شي يوقف عند الجوهرة .. تبيع عمرها كله ولا احد يمس شعرة منها .. أمومتها الكاملة لبنتها اليتيم ماعطتها فرصة تفكر فى كلامها اللى كان يندفع منها بدون شعور .. " تقدر تقول لى يابوعبدالله .. لو شفت الجوهرة فى شارع والا مستشفى والا سوق .. بتعرف أنها بنت أخوك ..؟؟" .. سكت ماجد وعرف انها صادقة .. " أنا ناوى أغير ذالوضع ذالحين .. "رد عليها .. " ليه يابوعبدالله .. وش اللى استجد ذلحين ؟؟" .. " تعرفين وش اللى استجد .." رد ماجد بعنف .. صار يحس الدم فاير فى راسه .. وماعاد يشوف .. " لا ماعرفه يا ولد عمى .." .. "اللى استجد أنه ما يجوز ان الأجناب يربون لحمنا وحنا عايشين .. جدها وعمامها بمكان أبوها .. "رد بغضب مكتوم .. " أى أجناب اللى يربونها .. وأى جد وأى عمام .. اللى ماحد منهم نشد منها ..؟؟؟ تبي تقول لى انكم توكم تفطنون لبنت أخوكم .. " ابو ناصر ماعاد شاله المكان من الفشيلة .. وكان دارى ان كلام بنته صح ومن حرتها على ضناها قالت اللى قالته لكن كان لازم يتصرف .. " بس يا أم الجوهرة .. هذا شي ماضي وانتهى .. اللى عندس قلتيه عودي داخل .." .. وقف ماجد على حيله" ولا كلامك بملطوم ياعمي .. تصبر تسمع جوابي على كلامها .." ::‘‘:: وكان التحدي .. اللى انبنى على كره وألم وحزن مدفون في النفوس .. قطع حتى عروق الدم اللى تجمع بين شخصين .. وصارت حكاية يا أنا يا أنت المسيطرة على الوضع والنفوس .. مثل كثير من الأمور اللى ناخذها في حياتنا بتسرع وعصبية .. وفي الأخير نندم .. مها تحدت ماجد وقالت كلام فى مجمله حقايق .. ماجد ما أنكر هالشي لكن هو صاحب حق ويبيه حتى لو تأخر الوقت ومصمم ياخذه .. ياترى هل مها بتدفع الثمن .. وايش بيكون .. الجزء الخامس :: :: عمر الغضب ما كان حل لمشكلة .. وعمر التحدى ما ولّد محبة .. طول ما في القلوب زعل وفي النفوس حقد .. وبين العيون اسرار .. راح تمتد مسافات الجفا بلا نهاية .. ويستّحل الألم والكره كل مكان كان بيوم مزروع بالمحبة .. الموقف كان من اشد ما يمكن بين ماجد وبين مها .. اللى فكرت أنها بشروطها راح تخلي ماجد هو اللى يرفض موضوع الزوج ..لأنها تعرف كبرياءه وعزة نفسه .. ما تسمح له يرضى أن أحد يتشرط عليه .. لكن يا ترى هل كانت حساباتها صح والا غلط ..؟؟ :: :: وقف ماجد على حيله .. " ولا كلامك بملطوم ياعمي .. تصبر تسمع جوابي على كلامها .. البنت بنتنا يا بنت عمي .. بالشرع والا بالقانون .. وشروطس مقبولة بكيفى مهي بغصب علي .. لكن حطى فى بالس اول ماتصير تحت ايدي أنا وليها وأبوها .. والرجّال ما يرضى يكون شاة في بيته .. وما اظنس تظنين أنى باضرها بشي .. ولو نبيها خذيناها بالقوة وبالمحكمة .. ومهو من اليوم من أول ما جبتيها .. لكن انتى امها ولس فيها مثل مالنا وأكثر .. اللى راح راح يا بنت الناس وأنا ناوى أعوض بنت أخوى .. رضيتى حياس الله مارضيتى خذيناها غصب مهوب طيب .. ترى لها أهل لازم يشوفونها وما اظن فيه قانون يمنعنا من الشي هذا .." ما تمالكت مها نفسها وقفت وطلعت قدامه .. " اى قانون اللى تكلم عنه .. قانون ربنا اللى ماخفتوا منه .. وظلمتونى وظلمتوا هاليتيمه معى .. والا القانون اللى تقدر تشتريه بفلوسك ..؟؟ .. بنت أخوك اللى توك تتذكرها .. ... .... " ماجد ماعاد قدر يسمع شي .. الصورة القديمة اللى فى باله لها غير عن الصورة المنكسرة اللى واقفة قدامه .. تلوح بيدها بلا شعور .. ايد ملفوفة بضمادة ومبين انه جرح كبير من مساحة الشاش لان مكانها مهو مكان كسر والشاش خفيف مهو شاش تجبير .. والايد الثانية ماسكة بقوه على طرف العباية عشان ماتطيح من راسها .. اضعف مما يتذكر .. عيونها من ورا النقاب اللى ما قدر يميز لونها من بحر الدموع اللى كان فيها .. وكانت اطراف النقاب حول عيونها مبللة دموع .. كانت تبكى ..!! .. هى وش تقول .. صوت طنين فى راسه غطى على اى صوت ثانى .. ما قدر يسمع أكثر .. غمض عيونه بقوة وضغط على فكه .. الصداع شديد ..!!!!!.. "خلااص .." .. صاح ابو ناصر .. "عودي داخل يا مها " .. "لأ يبه لأ .. ولد عمي .. لحمي ودمي يبي ياخذ بنتي مني .. خله يشوف القانون اللى يهددنى فيه وين كان غايب يوم مات ابوها .." طلعت ام ناصر وسارة بخوف على صياح مها .. سحبتها أمها داخل .. كانت فى حالة هستيرية .. " بياخذها يا يمه .. بياخذ بنتى .. يبي يذبحنى .." كانت تشهق بألم .. " يابنتى تعوذي من الشيطان مهو ماخذها .. " رفعت نقاب مها اللى كله دموع .." هاتوها لى هاتوها لى .. " ردت بصراخ .. " اهدي بس يا مها كذا بتخوفينها .. باجيبها لس بس اهدي .. " قامت ساره تركض داخل تجيب الجورى .. اللى من شافتها أمها طارت لها وضمتها لصدرها وقعدت تبكى .. " السموحة منك يا ولدى .. المفروض ما وافقتها .." .. ضغط ماجد على جبهته .. كان الألم يزيد .." لا لا يابو ناصر .. هذا من حقها .. وحنا اخطينا مع بنت اخونا .. لكن ربك يعين ونعوضها ان شاء الله .."رد ماجد وهو يصرّ على اسنانه .. " الله يطول بعمرك ويخليك لها .. " رد ابو ناصر .. " بغيت منك شي واحد يابو ناصر .. " .." خير ياولدى .. " رفع عيونه لابوناصر " ماودى احد يعرف بشروط أم الجوهرة .. ".. " أفا عليك يا ولدي .. لاتشيل هم " .. " ماتقصر يبه .. خلاص الليلة عقب المغرب اجيب الشيخ ونمركم نملك .." .. " على خير وانا ابوك .. حياكم الله" .. " أكرمكم الله .. "التفت ماجد وراه عشان يطلع .. " تغدى معنا يا ولدى .. "ناداه ابو ناصر .. " تغدى معك العافية .. فى أمان الله .." طلع ماجد .. " حياك الله يا ولدى .." دخل ابو ناصر البيت .. " وينها .." سأل أم ناصر .. " فى حجرتها .. " .. " لا حول ولا قوة الا بالله .. بنتس ذي ماعاد فيها عقل .." تكلم أبو ناصر .. " ليه وش اللى صار ..؟ " .. قعد ابو ناصر وعلمها باللى صار كله .. " وبياخذ الجورى غصب ..؟؟ يقدر ياخالد ..؟؟ " سألت ام ناصر بخوف .. " والله مادرى ماجد رجال متعلم ويفهم بالامور ذي .. ودامه قال يقدر معناه يقدر .. بعدين بنتس فضحتنا قدامه وهو خذا الموضوع تحدي" .. " زين بس هو قال لك بيجى عقب المغرب يملك يعني موافق على شروطها ..؟ " سألته .. " ايه .." رد ابو ناصر وهو يتقهوى .. " تهقى انها بتوافق عقب اللى سمعته منه .." .. " والله يا منيرة كانها تبي بنتها توافق .. ماجد رجّال وما يقط الكلام عبث .. ودامها شرطت عليه وهو قبل شروطها مالها الا انها توافق .."رد عليها ابو ناصر وهو يفرك جبهته من الصداع .. " الله يسهل .. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم .." ردت ام ناصر بقلق .. مارد ابو ناصر .. كان باله مشغول باللى صار قدامه .. وموقف ماجد الغريب .. وانهيار مها اللى ما قدر يلاقي له تفسير .. :: :: :: لبس ماجد نظاراته الشمسية وهو يحس ان راسه بينفجر من الالم .. نزل غترته ودخل اصابعه فى شعره يضغط على راسه يمكن يخف الالم .. شغل سيارته وحرك .. هذى أكيد مجنونة .. وشلون مالى أمر على بنت أخوي .. وش مفكره نفسها .. لا وهذا وانا خاطبها وباصير مكان ابوها .. وتتشرط علي من أولها .. بأشوف يا بنت خالد .. من اللى بيمشى كلامه فى الاخر أنا والا أنتي .. مابقى الا حرمة تتشرط علي .. لا وعلى ايش بنت اخوى !!! لازم ارتب لكل شئ من اللحين .. والرحمة اللى كانت في قلبه صوبها بتموت .. كنت غلطان يوم أشفقت عليها ..ان ما خليتس ترضين غصب .. وتجين انتى والجورى لبيتى ما اكون ماجد بن عبدالله ونشوف من اللى له الأمر والشور .. رفع الجوال واتصل .. " السلام عليكم .. شلونك يا مهند .. بخير الله يسلمك .. اسمع .. أبي منك مخطط لملحق جديد أبي أبنيه .. ايه في بيت الوالد .. لى أنا .. أبيه ثلاث غرف وتوابعهم .. يا أخى تصرف بالمساحة .. لو تخليها فيلا صغيرة من دورين مهى مشكله .. أبيها تخلص اليوم قبل بكره .. ايه مستعجل عليها اترك كل اللى في ايدك وخلصها لى .. أبي المخطط الليلة عقب العشا سمعتنى .. عندك مخططات فيلا الوالد دبر لى مكان فى باقى الارض .. بس لا تلزقها فى المبنى الرئيسي للفيلا أبي يكون لها خصوصية .. فهمتنى .. ايه بالضبط .. ما قصرت .. انتظرك الليله قبل تطلع من المكتب سو لى تلفون اوك .. على خير .. مع السلامه .. " .. وصل البيت دخل سيارته الكاراج ونزل وغترته على كتفه .. :: :: :: دخل البيت الا العالم يتغدون .. " هّنهم .. " قال له ابوه .. " وأنت منهم .. " دنق على راس ابوه وأمه وقعد يتغدى معهم .. " شلونك مجودي .. " سالته نوف وهى تطالعه بطرف عينها .. " بخير الله يسلمس .." .. كان الجو متكهرب من شكل ماجد المتوتر .. و وجهه المسّود .. بعد لحظات صمت ثقيلة تكلم ماجد " يبه .. برّز عمرك بنروح نملك عقب المغرب .." .. استغرب أبوه .. " الجماعة ردوا ..؟ " .. " ايه ردوا .." قامت نورة بتطلع من الصالة .. "يمه لحظه طال عمرس .. "ناداها ماجد وهو عده ماقام من غداه .. " وش عندك .." ردت بغيظ .. " يمه واللى يرحم والديس الموضوع منتهي .. حنا مانلعب .. أبي اللى فى خاطرس" حاول يهديها .. يكفيه النار اللى فى جوفه .. " ما فى خاطرى شي .. "ردت عليه وهى معطيته ظهرها .. " زين عسى يومى قبل يومس اقعدى أبي أشاورس بشي .. " وبنفس الأبتسامة اللى على وجهه عشان يخليها ترجع وتسمع له .. " وأنت شاورتنى بأول السالفة عشان تشاورنى باخرها "التفتت نورة على ولدها بغيظ .. " سمي بالرحمن يانورة وتعوذي من الشيطان واقعدي اسمعى ولدس وش عنده .. " رد ابو محمد بصوت هادي وهو يكمل غداه وساكت يسمع اللى يصير .. ماجد حاول يتمالك نفسه وخذا نفس عميق قبل يرد على أمه ..نفض ايده من الغدا وقام لها يحب راسها " افا يا أم محمد .. أنتي الخير والبركة .. وشمعة البيت الله لا يخلينا منس .. بعدين أنا بأجيب لس الجوهرة بنت منصور عندس تربينها على كيفس .. واللى تبينه أنا حاضر لس فيه .. أنتى بس آمري .. " .. استانست نورة على كلام ماجد ورجعت قعدت جنبه " يا ولدي أنا ما أبي منك شي .. أنا أبي أفرح بك بس .. أبيك تاخذ لك مرة تريحك وتكون أنت أول حظها .. مهى بمرمل ومعها بزر .. " .. دنق ماجد يحب ايد أمه " ولا يهمس يا طويلة العمر .. كلها كم شهر وأخذ اللى تجوز لس وعلى عينس .. وش قلتى بعد .. " .. رفع ابو محمد ايده من الغدا " وش هالكلام اللى تقوله يا ماجد .. " سأله ابوه .. " يا ابو محمد أنا خذيت بنت عمي خالد عشانك واللى تبيه يا يبه تم .. ولحمك أنت اللى بتربيه وفى بيتك بعد .. لكن أظن من حقي أدور راحتى " .. "بس يا ولدي هذا كلامك وأنت ما خذيتها للحين .. " .. " وهذا كلامى عقب ما أخذها .. وترانى كلمت المهندس يجيب لى مخططات ابنى لهم ملحق فى طرف البيت .. "رجع يكمل غداه .. " وشو له الملحق بعد .. ترى البيت كبير ومابه أحد .. " اعترضت نورة ..تنهد ماجد وش هالمشكله كل ماطلع من شي طاح في غيره " الملحق ابيه عشان أكون على راحتى يمه .. غير أن المره وبنتها بيكونون فيه عشان ما يزعجونكم .." .. " هذا كلام جديد !! " رد ابوه مستغرب .. " يا يبه الله يرضى عليك الملحق فى طرف البيت مهوب فى قندهار .. وانا من قبل رجّال براسي .. ذلحين فى رقبتى مره وبزر .. تبينى احشرهم بينكم وأنتو ماتعودتوا على صجة البزران .. "سكت وعينه في عين ابوه .. " لا هذا اكيد شرط بنت خالد .. ادرى بها .." التفت ماجد لامه " يا يمه المره لا شرطت ولا قالت شي ..انا اللى ابي .. انتو تبون راحتي والا تدورن لي الضيق ؟؟"التفت لابوه .. " والله كلامك منطقى يا ماجد .. " تكلمت نوف اللى كانت طول الوقت تسمع ساكته .. " من جد أريح تحطها هى وبنتها بعيد .. حنا ناس ورانا دوامات وماتعودنا على الأزعاج .." ابتسم ماجد وهو يشوف نوف اللى كان متأكد أنها بتوافقه .. يعرفها ما تحب مرة منصور من زمان .. مرة منصور اللى بتصير مرتك .. واللى تبي تظلمها .. هذى أمانة أخوك اللى تبي تظلمها عشان نفسك وعشان ابوك بأول الأمر وبتظلمها عشان أمك في تاليه .. " ماجد .؟؟ "ناداه أبوه .. "لبيه يبه .." .. انتبه على صوت أبوه يناديه .." لا تظلمهم يا ولدى .. تراهم لحمك ودمك وذلحين فى ذمتك .. " دنق ماجد .. سبحان الله نفس الكلام اللى دار فى باله .. " ماعليك يبه .. ان شاء الله مانى بظالمهم .. بس لاتنس فديتك عقب المغرب .. أكرمكم الله " وقام من الغدا .. وطلع لغرفته .. اتصل في اخوانه يعلمهم .. عشان يبرزون يروحون معه .. :: :: :: وفى بيت ابو خالد .. ماحد تغدى .. كل واحد في غرفته مشغول باللى صار .. و باللي ممكن يصير .. وفي غرفة مها كان فيه حديث يدور .. لكن جاء فى الوقت الضايع .. " أنتي شلون كلمتيه كذا ..؟؟" .. استغربت سارة اللى كانت قاعده على طرف سرير اختها مها .." ما ادري .. كلامه خلاني غصب اضيق"ردت مها بتوتر واصابعها تلعب في المفرش الخمري .. " معه حق .. وهذا شرط وحده عاقلة ..؟؟ ماجد أنتي أكثر وحده تعرفه وتعرف نفسه الشينه وغروره اللى على الفاضي .. ومع ذلك ما فكرتي وش ممكن يكون رد فعله على كلامس ..!! "كانت سارة تكلم اختها وهى مقهورة منها وعليها في نفس الوقت .. " ساره يبي ياخذ بنتي أنتي تفهمين يبي ياخذها .." تكلمت مها وهى غاصتها العبرة وقامت من مكانها ماعاد عرفت تقعد من الحيرة .. " واللحين تظنين تغير الوضع ؟؟ .. غلطانه يا مها باللي سويته .. وما استفدتي شي بالعكس كسبتي ماجد عدو لس .. أنا ما أدري كيف أبوي طاوعس ..؟؟ " .. تنهدت مها بألم ودنقت .. " هالأنسان ما أطيقه كنت أبي أبعده عني بأي طريقه .. وشكلي زدت الطين بلة .." .. سكتت سارة تفكر بوضع أختها اللى يوم عن يوم يتعقد .. " ماحد ياخذ غير نصيبه .. خلاص لا تفكرين بالموضوع اللحين اللى صار صار .. ربس بيعدلها وبيحلها الف حلال .. "حاولت تسكر الموضوع بطريقة لبقة وهى تشوف اختها تحوم في الغرفة زى الأسد المسجون .. " ولو فكرت وش بيغير من اللى سويته .. هو قَلَب الموضوع علي وقبل بالشروط .. واللى كنت خايفه منه صار .."اعترفت بمرارة .. بكت بصمت .. قامت لها اختها تضمها لصدرها وتبكى على حظها اللى ما ابتسم لها فى يوم .. دخلت ام ناصر على مها اللى كانت عيونها وارمه من البكاء .. كانت تغير لبنتها عشان ترقدّها .." ترى الشيخ بيجى عقب المغرب .. عشان يملكون .."علّمت مها بتردد .. " ان شاء الله يمه .." .. قعدت أمها على طرف سريرها تكلمها " يا بنتى .. دامس نويتى تاخذين ماجد هوني شوى عن اللى فى راسس .. تراه مهما كان عمها وأرحم عليها من الأجنبي.." .." ان شاء الله يمه .." كانت ترد بدون ما تترك اللى في ايدها .. " يابنتى .. خلس على خبري .. مرة عاقل وحشيم .. والزلة ماتطلع منس .. لا تفشلين أبوس قدام الرياجيل لمن جاوا .."كانت عيون منيرة تتابع حركة بنتها اللى ولا كأنها تسمعها .. " ان شاء الله يمه" .. كانت مها ترد ببرود .. " يابنتى وش قومس كل ماقلت لس شي قلتي ان شاء الله ؟؟ .." .. رفعت مها عيونها اللى كانت غرقانه دموع لأمها " وش تبينى أقول يمه .. مهوب هذا اللى تبونه .. أني أعرس .. وأخذ ولد عمي .. وانا موافقة وش تبون اكثر من كذا..؟"كانت نفسية مها تعبانة من كل اللى صار .. وتحاتي اللى بيصير .. "الله يصلحس يا بنتى ويهدي بالس .. ويكتب لس الخير .. " طلعت ام ناصر من غرفة مها .. اللى خلصت تبديل لبنتها مسحت عيونها وخذت بنتها فى حضنها تنام .. وينام معها حلمها اللى ما انكتب له انه يعيش .. مات مره قبل يشوف النور مع منصور .. واللحين انكتب له يموت كل يوم الف مره وبقسوة .. وتحت اقدام ماجد .. اللى يبي ينتزع منها بنتها ويجبرها تاخذه والا بتكون الجورى الثمن اللى بتدفعه مها لاخر عمرها .. زين يا ولد عبدالله .. أنا واياك والزمن طويل .. خسرت قبل أشوفك كل شي .. ومابقى لي شي يستاهل أعيش عشانه الا الجورى .. واللحين جاي تاخذها مني بكل بساطة .. اخطيت يوم فكرت تلوي ايدي بها .. والله لتدفع الثمن غالي .. :: :: :: عقب صلاة المغرب دخل ابو محمد ومعه ماجد .. وعياله محمد وفهد .. وخالهم ومعهم الشيخ .. اللى بدا اجراءات الملكة .. وطلب يسمع موافقة البنت .. دخل ابو ناصر ونادى مها اللى لبست عباتها ونقابها وجات ورا الباب .. سألها الشيخ " موافقة يابنتى .؟. " .. ترددت مها .. وجف حلقها .. " يابنتى موافقة ..؟؟ "كرر الشيخ سؤاله .. " موافقة يا شيخ على شروطي .. " ما بغى يطلع صوتها .. " وش شروطس يا بنتى .. " .. " يعرفها هو .. لو موافق أنا موافقة " ردت بصوت يرتجف .. رجع الشيخ وابو ناصر اللى وجهه تلون من الغيظ .. " يا ولدي .. البنت تقول انها موافقة بس بالشروط اللى قالتها لك .. " سأل ماجد .. عضّ ماجد على ضروسه " موافق يا شيخ .." .. ابوه استغرب وقعد ينقل عيونه بين ماجد وبين ابو ناصر .. " تبوني أكتب الشروط .." سألهم الشيخ .." لا يا شيخ أنا وليها وهذا ولدي ماله داعي تكتب شي .." ارتاح ماجد اللى رفع عيونه لعمه بتقدير .. " يالله على البركة .. " شهد محمد وخال ماجد على الملكة .. انهى الشيخ اجراءاته .. وبارك لهم وطلع وطلع معه فهد يوصله .. واستأذن أبو محمد وولده وخال عياله وطلعوا عقب ما تقهووا ..بغاهم ابو ناصر للعشا لكنهم عيوا عليه وطلعوا.. وعقب ماصاروا لحالهم تكلم ماجد " يا بو ناصر .. " .. " نعم يا ولدي .. ".. " مهر ام الجوهرة بيوصلك بعد كم يوم" .. "بس ياولدى البنت ما تبي مهر .." .. "هذا حقها يا يبه .. ومهو فضل مني .. والعرس بيتحدد متى ماخلص الملحق اللى أبنيه لها ولبنتها .. وبأجي أخذها بثيابها لا دق ولا طنطنه " .. " خير يا ولدى .. الله يبارك لك ويرزقك الصيب الصالح " .. " يالله يبه اسمح لى .. " استأذن ماجد وطلع .. "مرخوص يا ولدي .." .. :: :: :: دخل أبو ناصر البيت ولقى ام ناصر وبناتها قاعدات يتقهون .. " على البركة .. " .. " الله يبارك فيك .." تكلمت ام ناصر .. ماردت مها .. قعد أبوها .. مدت له الفنجال .. " ذكريني الأسبوع الجاي أفتح لس حساب فى البنك .. ماجد يقول بيجيب المهرعقب كم يوم .. " .. انصدمت مها ورفعت عيونها لأبوها .. " ومن اللى قاله أنى أبي مهر ؟؟.."استغربت .. " ما لازم أحد يقوله .. هذا حقس وهذى سلوم العرب .."رد أبوها بجفا .. " بس يا يبه .. "تكلمت مها تبي تعترض .. قطعها ابوها " من غير بس .. ما تبينه حطيه فى البنك عشان الجورى .. ولا تعورين راسي .. كافي اللى صار .. جهزى عمرس الرجّال متى ما خلص أموره جا وخذاس .. "دنقت مها اللى حست بالذنب ودرت أنها ضغطت على أبوها واجد بتصرفاتها .. " حدد موعد العرس .." سألت امها .. " مابه عرس .. متى ما خلص أشغاله جا وخذاها بثيابها .. لا تقولين ماعلمتس" نزل فنجانه وطلع .. " يا بنتى وش قومس على أبوس.؟ " لفت منيرة على بنتها مستغربة تصرفاتها .. " وش قومي عليه يمه .. ما سمعتي وش قال .. " ردت مها .. " سمعت وش قال .. كلامه عدل .. وش تبينه يقول للرجّال .. خل فلوسك لك ..؟؟ .. هذا حقس بالشرع .. مانتى محتاجته خليه لس فى البنك .. ماحد يضمن عمره .." .. سكتت مها وقعدت تهوجس .. زين يا ماجد .. مفكر روحك بزر وفرحان بالعرس .. وتبينى اجهز عشانك .. حريمتك والله .. والله ما ينصرف منها ريال عشانك .. " يا سلام بنروح نتجهز سوا .. " صفقت ساره بيديها فرحانه .. " اللهم لك الحمد .. " ردت عليها مها .. " وش بتجهزين ..؟ "التفتت لها بطرف عينها .." أنا وأنتى .. للعرس " كانت سارة تدري باللي في قلب اختها وتبي تطلعها من الوساوس اللى تدور في بالها .. " ما أنتي بصاحية .. أنا مابي جهاز .. اخلصى أنتي علينا بس .. "ردت عليها مها وهى تغسل الفنجال في الماء وتصب لها قهوة .. " كيف يا بنتى ما تبين جهاز .. بتدخلين على العرب بثيابس ذي .. "كانت منيرة تعرف عناد بنتها لصممت على شي .. بس اللحين وش فايدة العناد الا انها تخرب على عمرها .. " ايه يمه بأدخل عليهم بثيابي ذي .. وشفيها شينه والا مقطعه ..؟؟ العرب خذونى عشان بنتهم .. معناه ماله حاجه الجهاز ..؟؟"ردت مها على أمها بتوتر .. وايدها ترتجف .. " الله يصلحس يا بنتى الكلام ذا ما يجوز .. فصلي لس كم قلابية جديدة تلبسينها قدام النسوان .. تراس عروس والعرب بيجونس يسلمون .."بهدوء ردت عليها منيرة .. " والله والعروس .. ماني بزر يا يمه .. واللى يبي يجيني عشان ثيابي لا يجي .." نزلت دمعتها وقامت بسرعة داخل .. وهى تمشى من الصاله لغرفتها غامت الدنيا قدام عيونها وماعاد شافت من الدموع الحارة اللى نزلت على وجهها .. واللى صارت رفيقتها .. دوامة ماجد بدت تلف فيها وما راح توقف الا لما تاخذ منها اخر ذرة كبرياء وقوة .. حسبي الله عليك يا ماجد .. ناقصة تعب والا الم عشان تزيدني .. :: :: :: طلع ماجد من بيت أبو ناصر بعد الملكة قريب صلاة العشاء .. دق جواله .." هلا يا مهند .. وينك فيه ..يالله انا جايك .. اقلط للمجلس دقايق وأكون عندك .." سكر ماجد الجوال .. وشغّل أبو نورة .. في عيونك شي ما اقدر أوصفه .. وفي كلامك لي قسوة وعاطفة .. تنفعل وتثور فى لحظة غضب .. والسكون يصير عندك عاصفة .. في عيونك .. ما يدرى ليش تذكر الموقف اللى كان بينه وبين مها الظهر وخذته الهواجيس .. وش فيك يا ماجد .. ماعمرك كنت قاسي ولا ظالم .. وش اللى موترك .. وقالب مزاجك .. الوضع مهوب بسيط صح .. بس أنت ماجد .. ماعمر شي يصعب عليك ولا شي يطرحك .. اللى سويته معروف .. تأخرت فيه صح .. بس بالنهاية هذا المفروض .. بنت أخوك بتعيش معك معززة مكرمة .. وأمها اللى بتضمها .. ليش حاس بالذنب .. حاس به لأنى اجبرتها على شي يمكن ماتبيه .. بس هى وافقت ولا تشرطت عليك .. يمكن أبوها أجبرها .. لوأبوها أجبرها ما خلاها تكلمك وتقول لك شروطها .. تضايق يوم تذكر الشروط .. ورجع يهوجس .. والله ما خبرتها راس(ن) قوي يومها في بيتنا .. وش اللى وراس يا بنت خالد .. وش اللى وراها .. البنت أرملة ومالها فى الدنيا الا هالبنت وأنت لويت ايدها بتهديدك أنك بتاخذ بنتها منها .. شفت نظرة الانكسار والغضب اللى كانت في عينها .. شفت دموع المرارة والقهر .. والضعف .. بس هي تحدتني بشروطها .. كيف ما تبيني أضم بنت أخوي .. مفكرة أنى ماخذها عشان زينها .. تهبي .. لولا هالبنت اللى ربطتني فيها والا مالها عندي مكان .. أستغفر الله أنا وش قاعد اقول .. حسبي الله ونعم الوكيل .. أنا جنيت على نفسي وعلى هالضعيفة .. الله يعين .. المهم أن الجورى تربى فى بيت جدها وبين أهلها .. ويفكني أبوي من حنته كل شوي .. وكل شي بعدين مقدور عليه .. :: :: :: وصل لبيتهم ونزل للمجلس .. " حي الله مهند .." .. " ياهلا أستاذ ماجد .. كيفك ..؟" " الله يسلمك .. شلونك أنت وش علومك .." .." الحمد لله بخير .. تفضل يا طويل العمر .. مخطط سريع وان شاء الله يعجبك .. انت ماعطيتنى وقت كثير علشان أضبط لك شي أفضل .." .. " معليش يا مهند والله جا الموضوع فجأة .. بس هات نشوف وان شاء الله يكون مضبوط .. " .. بسط المهندس المخططات على الطاولة .. انشغل هو وماجد فيها يمكن ساعة .. شوي الا دخل عليهم أبو محمد .. وقعدوا يتناقشون في المخطط .. ابو محمد كان شايف أن ثلاث غرف نوم واجد .. وكان راى ماجد أن الواحد ما يبني كل يوم .. والسعة زينة .. " كم يبي لها عشان تخلص يا مهند .. " .. " والله يا أستاذ ماجد تقريبا أربع شهور وتكون ان شاء الله جاهزة .. " .. " حلو .. أنجزها بسرعه الله يخليك ترى مستعجل .." .. " ولا يهمك أستاذ ماجد .. استأذن اللحين .. " .. " الله يعطيك العافية .. الله معك .. " .. طلع المهندس والتفت ابو محمد لماجد .. " وش له هالغرف كلها .. اشوف مالها داعى وأنا أبوك .. " .. " يا يبه .. الجورى بزر وأنا مالى خلق على الأزعاج .. وراي دوام ومافينى حيل للسهر مع بزر مريض والا بطنه يعوره .. احط لها غرفه هى وأمها .. والغرفة الثالثة أبيها مكتب لي .. يعنى الغرف كلها لازمتنى طال عمرك .. "أبو محمد عقب ماصار اللى يبيه ماحب يضغط على ماجد أكثر .. " اللي تشوفه يا ولدى أنت أدرى بعمرك .. الله يتمم على خير .." .. " الله يسمع منك .. "رد ماجد وهو سرحان .. "بعدين تعال .. وش الشروط اللى قال عليها الشيخ ..؟؟"مسك ايده و سأله .. " مابه شروط يا يبه بس هى تبي تشتغل .. وماتبينى أمنعها منه " رد ماجد .. " بس ماهنا شي(ن) غيره ..؟؟" سأل أبومحمد بشك .. "وش بيكون غيره الله يطول بعمرك .. " مادرى بك .."رد ابو محمد وهو مهو مقتنع بكلام ولده .. " مابه غيره تطمن طال عمرك .." .. " خير ان شاء الله .. ذالليل خميس تهقى مويضى عندنا ؟"غير ابو محمد الموضوع .. " والله عادتها أكيد متجمعين عند امى .. بتدخل يبه ..؟" .. " لا يابوك مواعد لى رجّال وبأروح له .. يالله فى امان الله " .. " زين الله يحفظك " طلع ابو محمد و دخل ماجد البيت الا العايلة مجتمعة .. :: :: :: قريب 9 بالليل .. دخلت سارة على مها اللى كانت قاعدة على الأرض قدام كبت الجورى ترتبه .. " الجورى رقدت ..؟" قعدت على طرف سرير أختها .. " ايه .."ردت عليها مها وهى مشغوله تصفط ملابس بنتها .. " أقول مهوي .. " تكلمت سارة بتردد .. رفعت مها عينها لها .." قولي وش عندس .. " .. " أنتى صادقة يومس تقولين أنس منتى بمجهزة لعرسس ..؟؟ "كانت عيون سارة تراقب ملامح اختها .. " ايه مانا بمجهزة شي .. ليه"ردت عليها ورجعت تكمل ترتيب ..عشان تهرب من نظرات أختها .. " بس كذا ما يصير .. ".. " وش اللى ما يصير بالضبط ..؟؟ " ردت مها بهدوء .. " انس تروحين بيت رجلس بدون ما تجهزين .."قطت سارة هالكلمة وتوقعت زعل مها .. طوت مها الثوب اللى في ايدها وحطته فى الدرج .. سكرت الكبت و التفتت لها وهى قاعدة .. " وش تبينى اجهز ..؟؟" نشدتها .. " ما أدري .. بس مثل مانتي بتجهزين لي تاخذين لس .."ردت ساره .. " السوري .. أنتى عروس ومن حقس تجهزين وتلبسين وتشترين وتفرحين .."حاولت مها تختصر الموضوع لكن سارة ماعطتها فرصه .. " وأنتى بعد .."قطعتها بسرعه ..." لأ .. أنا لأ .."قطعتها مها .." وليه لا .. مهوي اللى فات مات .. وأنتي للحين صغيرة لازم تفرحين"كانت عيون سارة بدت تمتلي دموع من فكرة اختها عن نفسها .. " سويرة .. سكري ذا الموضوع ولا عاد تفتحينه سمعتى .."ق ررت مها تنهي كل كلام في موضوع عرسها.. " لا ما سمعت .. اللى تسوينه غلط وشوفي تراني مانى مجهزة شي الا وأنتي معي نفس ما بتاخذين لى بتاخذين لس .. والا والله ما اشيل معي خيط جديد لبيت رجلي .. سمعتي .." وقامت طلعت بسرعه قبل لاتخونها مشاعرها وتبكي قدام اختها الكبيرة .. وخلت مها تشوفها بعيون مفتوحة .. هذي أختها السوري ..؟؟ شلون تكلمها كذا !!.. وش السالفه الكل يبي يجبرها على اللى يبيه .. :: :: :: " كلللللوووووووش ... حى الله المعرس .. " .. قامت موضى تسلم وتبارك لأخوها .. " الله يبارك بعمرس .. الفال لعيالس .. " .." في حياتك يارب .." .. " مبروك مجودي .. " باركت له نوف .. " .. " يبارك بعمرس يا نويفه .. وراها كنها من طرف خشمس .." .. " وشعليه من طرف خشمي أنت اللى بتاخذها والا أنا .. " ردت عليه.. " لا مهوب أنتى .. الحمدلله إنى أنا اللى باخذها .." .. نطت ريم تحضن أخوها " مبروووك الف مبرووووك .. منك المال ومنها العيال خيوو ..." .. ضحك ماجد على ريم .. " الله يبارك بعمرس ريوومه .." .. " ومتى العرس يا باشا عشان نتجهز .. "سألته ريم وهى تدور حوله .. " وجع اركدى صجيتي اخوس .. توه متملك وتنشدينه متى العرس تو الناس .." قالت لها امها بغضب .. " عادى يمه الله يهداس .." برطمت ريم وعودت قعدت على الكنبة مكانها " وأنتى يا أم محمد مافيه مبروك ..؟ " .. دنق على راس أمه وقعد جنبها .. " الله يكتب لك اللى فيه الخير .. والمبروك يوم ازوجك اللى على عيني " .. " الله يطول لى بعمرس بس .. الا وين فهد ماشفته من أمس " .. " فهد طلع الدوام عليه زام ذالليل وبكره مر وخذا بدلته وطلع الله يحفظه .." ردت أمه .." الله يعين .. وين القهوة يابنات .. مويضى ما سويتى حلو " .. " فالك طيب يابو عبدالله .. ريووم قومى هاتى صينية الحلو من المطبخ .. لو ما جيت كنت أنا دقيت عليك "ابتسمت موضي لأخوها .. اللى كانت غلاته عندها غير عن أخوانها الباقيين .. " وشلون تركي .. وينه ماجا معس .." .. "يسرك حاله .. تعرف ليلة خميس وطلع مع الشباب البر .." .. " الله يحفظه .. غريبه ما اتصل فينى .. بأكلمه أشوف وينهم فيه .. " طلع ماجد جواله وامه وخواته حوله يتقهوون وموضى تقطع الحلا اللى مسويته .. " يالله حي أبوعبدالعزيز.. شلونك .. والله مشغول .. لشفتك علمتك .. وينك فيه .. من اللى معك ؟؟.. خلاص جايكم .. تبون اجيب لكم معى شي .. زين انشدهم ..خلاص خلاص صار .. يالله ساعه وانا عندكم لاتعشون قبلي .. هلا وغلا .." سكر عن نسيبه .. " بتروح لهم " انشدته موضى .. " ايه .. تبون شي .." سلامتك ..".. قعدوا فى سوالف وضحك وبعدها قام ماجد يبي يطلع .. " بأطلع معك لسيارتك يا ماجد .. اصبر أجيب لى جلال .." قالت له موضي وقامت داخل .. " زين .." رجعت موضي وخذت بايد أخوها وطلعوا .. وعين امها عليهم لين غابوا في طرف الحوش .. :: :: :: عقب ساعه .. في العزبة .. كانوا الشباب متجمعين اللى يشوى واللى يقطع واللى يسوي القهوة .. وكان ماجد قاعد مع تركي خويه من زمان ونسيبه فى نفس الوقت .. " عسى ما شر يابوعبدالله .. بالك مهوب اللى انا خابر .." سأل تركي .." والله يابو عبدالعزيز وش اقول لك .. أنا ملكت اليوم .." ضحك تركي .. " وغيره .." " وش غيره مانت بمصدقني .." .. " لا مصدقك .. بس متأكد من كلامك ؟؟ " فتح عيونه مهو بمصدقه .. ضحك ماجد على تعليق تركي .." حسبي الله عليك تشوفني خبل يوم تنشدنى عن كلامي .." " لا وأنا أخوك .. بس ماخبرت عندك طاري عرس وش اللى استجد .." .. " ابد .. الوالد شار علي بموضوع .. وافقته وملكت اليوم عقب المغرب .." .." السالفة فيها شي .. وش هالخطبة اللى بين يوم وليل ..؟" .. " لا سالفة ولا غيره .. انا تملكت مرة منصور .." رد ماجد بهدوء وعينه تعكس وهج الضو اللى قاعدين قدامها .. " أى منصور .." انصدم تركي .." من غيره .. منصور بن عبدالله " .. تفاجأ تركي .." مرة المرحوم ؟؟.." .. " ايه " .. رد ماجد وهو يحرك الضو عشان تجمّر زياده .. سكت تركي وهو يراقب حركة ماجد .. " يعني ماباركت لى .." سأله بدون ما يلتفت له وكنه مشغول بالضو .." الله يبارك لك ويرزقك الصيب الصالح .. منك المال ومنها العيال ".. " الله يبارك فيك .." التفت له ماجد وهو يبتسم .. "أقول عشاكم ماخلص " .. صاح يكلم واحد من العيال اللى معهم .. وفهم منها تركي أنه يبي يغير الموضوع .. وفعلاً ما عاد فتحه ولا جاب للشباب اللى معاهم خبر عنه .. :: :: :: بعد كم يوم اتصل ماجد فى ابوناصر .." صبحك الله بالخير يبه .. وشلونك .. بخير عساك بخير .. وشلون الجماعة كلهم .. الله يرحم والديك .. يبه ولا عليك أمر بغيت رقم حساب أم الجوهرة عشان أحول لها المهر .. ماعندها حساب؟؟ وشلون اجيب لها المهر كاش وين بتحطه ..؟.. مالك لوا .. أنا بأسوى لها حساب فى البنك وباطلع لها بطاقة .. لا الله يرضى عليك ماله داعي تتعب روحك بأمرك العصر اخذ جوازها وبأسوى لها اللازم وباجيب لها الأوراق توقعها .. تعبك راحه يا يبه .. ولا يهمك .. يالله فى امان الله .." .. سكر ماجد وهو يسأل روحه .. شلون ماعندها حساب .. ومنصور شلون كان يصرف عليها .. ومن اللى يصرف عليها ذلحين ..؟؟ ارباح ورث منصور ونصيبه في الشركه وين تروح ..؟؟ بدت الأسئلة تدور فى بال ماجد .. وما لقى لها تفسير .. أهمل أهله فى حياته وضيعهم بعد مماته .. والمسكينة حتى ما طالبت بريال من ورث منصور .. شلون ما فكرنا فيها ولا فى اللى فى بطنها .. لاحول ولا قوة الا بالله .. رفع السماعة واتصل على البنك .. :: :: :: عقب العصر مر ماجد بيت أبوناصر .. لقاه ينتظره سلم عليه وتحفاه وقعدوا يتقهوون .. " وين جواز أم الجوهرة يابو ناصر .." " موجود بأروح أجيبه لك .." " ولا عليك أمر كان الجوهرة واعية أبي أشوفها .." .. " ان شاء الله وانا ابوك .." .. دخل ابو ناصر البيت وهو فرحان ونادى مها وطلب منها الجواز .. " وين الجوهرة .." " داخل يبه ليه .." " عمها يبيها لبسيها وهاتيها .." " وش يبي فيها عمها .. تعرف يا يبه انها تستنكر العرب وتبكي .."حاولت تمنع اللى كانت خايفه منه .. " وهو بياكلها .. تراه عمها وبيصير فى مكان أبوها .. لبسيها وهاتيها اخلصى علي ..".. غصتها العبرة ودخلت تلبس بنتها .. :: :: :: دخلت عليها سارة وفي ايدها صحن برتقال .. لاحظت توتر أختها ورجفة ايديها .. " وش بلاس ؟؟" انتبهت مها لها .. " مابلاي شي .. " .." هذا وأنتي ما بلاس شي راكبتس نفاضة .. لو فيس شي اركبس اعصار كاترينا " علقت وهى تاكل لها قطعة برتقال .." سويّر .. روحي مني وراس تراني ماني فاضية لس .." .. " زين شوي شوي على ايد البزر لا تفكينها .." تنهدت مها بحرةّ وشوي وتبكي .. " شكل ذا الموال عجبس يا بنت خالد .." رفعت مها عيونها لها مستغربة أى موال .. " سالفة البكي كل شوي .. شكلها جازت لس .. ترى الفاين خلص من كارفور .." ابتسمت مها غصب .. " ايه يا بنتي اضحكي والله الدنيا ماتسوى .. أخذي أكلي وهاتي الجوري ألبسها .."حطت الصحن في حضن اختها والتفتت تلبس البنت .." بتروحون مكان ؟؟ " سألت مستغربة .. " لأ .. عمها فى المجلس يبيها " .."زين علمتيني لازم تكشخ عدل .. عطينى الفستان الجينز أحلى من البنطلون ذا .." مدت مها ايدها وعطتها اياه .. " كيف بأوديها له .." .. " كيف بعد .. شليها والبسي عباتس ودخليها عليه .." .. " بس .." ترددت مها .. " خلاص ماتبين خلي فاطمه تدخلها عليه " .. "لا أنا بأدخلها .." .. " معناه قوي قلبس .. وحاولي تنسين اللى صار .. وتعاملي مع الموضوع بهدوء ..في النهاية تراه رجلس وعم بنتس ..وهذي فرصة تصلحين اللى صار" قالت لها سارة هالكلام وعينها في عين أختها .." سمي عليها قبل تدخلينها .. ما يحسد المال الا أصحابه " عطتها البنت وقرصت خد الجوري اللى كانت تضحك .. :: :: :: وبهالشكل .. ارتبط ماجد ومها .. يمكن العادات والتقاليد اجبرتهم .. ويمكن الخوف من كلام الناس ضغط عليهم .. ويمكن يكون القدر وحكمة رب العالمين اللى شاءت تجمع بينهم .. لكن النتيجة في كل الحالات وحده .. اللى كانوا خايفين منه تم .. ياترى وش مخبية لكم الايام الجاية .. ماجد راح يلتقى ببنت أخوه لأول مره .. وش بيكون موقفه منها .. هل ممكن يحبها ويحن عليها .. هل ممكن تبدل قسوته تجاه امها وتجاهها الى حنان ومحبة .. راح نعرف في الاجزاء الجاية .. الجزء السادس رجع ابو ناصر للمجلس .." هذا الجواز وانا ابوك والجوهرة شوى وتجيك .." .." الله لا يهينك يابوناصر .." حط ماجد الجواز فى مخباه و قعدوا يسولفون لين دق الباب الداخلي للمجلس .." ادخلى يا مها .." دخلت مها وهى لابسة عباتها ونقابها وتشل الجوهرة .. "السلام عليكم .. "سلمت بصوت واطي .. " وعليكم السلام .." قعدت ورا أبوها .." شلونس ياأم الجوهرة .." " تحفاها ماجد بدون ما يلتفت صوبها " بخير الله يسلمك .. " وشلون الصغيرة .."نشد من الجوري .. "يسرك حالها .." مد ابو ناصر ايده للجورى وخذاها من أمها وهى تضحك .. " هذى بنتك يا ماجد .. سميّ بالله " رفع ماجد عينه للجورى .. لأول مره يشوفها .. غصته العبرة .. مد ايده وهو يسمي عليها .. حس أنها جفلت منه وهالاحساس قطع قلبه .." تعالي يمه .. تعالي فديتس .. " طلع جواله لها وبدا يشغله .. ضحكت الجورى وقربت منه شوي .. (هذى بنتك) كلمة ابوها وقفت في حلقها مثل العظم .. غشى عيونها الدمع .. معقول بيكون للجورى أبو مثل كل البزران .. بيحبها وبيعوضها حنان ابوها .. لا يا الخبل .. ماحد يعوض احد .. هذا خذاس بس شفقة عليس وعلى بنتس وعشان يوريس قدرس ومهوب أنتي اللى تشرطين عليه .. اى حنان واى خرابيط اللى تكلمين عنها .. الابل ماتعطف الا على حيرانها .. وهذا ابوها راح ومستحيل يعوضها أحد باللي راح .. اتركي عنس كلام القصص والمسلسلات .. ماحد يعوّض أحد .. وكل مافهمتي هالشي كل ما صحيتي وقدرتى تحافظين على بنتس اللى مالها غيرس .. لا شعوريا حاولت تقوم تاخذ بنتها .. حس فيها أبوناصر .. مسك ابوها يدها يعنى خلس مكانس بدون ما ينتبه ماجد .. اللى كان مسحور بالجورى ولعبها وصوت ضحكتها الحلوة .. ماجد مافهم وش سر هالاحساس اللى يشده للجوهرة .. وده ياخذها ويطلع بها .. رن جواله رفعت عيونها وهى تضحك له .. انشده من شدة شبه عينها بعين منصور في ذيك اللحظه .. كن منصور اللى يناظره .. عصر الحزن قلبه .. لا اله الا الله .. شلون قدرنا نبعدس عنا يا الجوهرة .. شلون قدرنا نظلمس ونظلم منصور معس .. بدت تسولف عليه وهو مهوب فاهم ولا كلمه منها .. تلعب بالجوال وتفز لضغطت زر وطلع صوت .. وماجد بس كانت عيونه تلحق الجوهرة بكل حركة كانه ما يبي تفوته ولا لحظه أكثر من اللى فاتته .. "يابوناصر .. بعد اذنك أنا باجي يوم ورا الثانى عشان أخذ الجوهرة .."ماعرف ماجد وش اللى خلاه يطلب هالطلب الغريب .. كل اللى يعرفه أن هالبنت لحمه ودمه .. " وين تاخذها .." ردت مها بخوف .." أبيها تعوّد علي يا بنت عمي ..تراني عمها وبمقام ابوها ذلحين "رد عليها بدون ما يلتفت لها .. وقلبه مانسى شرطها للحين .. ومن هاللحظة بيبتدي الحساب .. انعقد لسان مها وهى تطالع ابوها بخوف تبيه يتدخل .." معليه وانا أبوك .. بس تراها تجفل من العرب .. البيت بيتك حياك الله فى اى وقت .. تعال وشوفها والعب معها هنا لين الله يسهل وتاخذها لبيتك .."رد ابوناصر بسعة بال .. "ماقصرت الله يرضى عليك .."رد ماجد على عمه .. شوي وتذكر شي مهم " صحيح ماخذيت رقم جوال ام الجوهرة عشان أوراق البنك .. كم الرقم .."حاول ياخذ جواله عشان يخزن الرقم من ايد الجوهرة اللى زعلت .. ضحك ماجد وخلاه لها وطلع جواله الثاني .." والله يابوك ماعندها جوال .. تبي رقمي تراه عندك .." رفع ماجد عينه لعين مها لا شعورياً .. شلون ماعندها جوال !!!.. نزلت مها عينها على طول .." عندي رقمك طال عمرك .. بس لازم يكون عندها رقم عشان معاملاتها في البنك .. أقول يابو ناصر لو ماعندك مانع بأطلع لها رقم .."رفع ماجد عيونه عن الجوري وهو يكلم عمه .." أنا ما أحتاج لجوال .. وماله داعي الرقم .."ردت مها بعصبية وهي تلاحظ أنهم يتكلمون عنها ولا كأنها بموجودة .. " الجوال بينفعس يابنت عمي .. مابه احد ماعنده جوال ذلحين .. حتى البزران عندهم .."رد عليها ماجد التفت على ابو ناصر "وش قلت يبه .. أنت سامح أطلع لها رقم .."أستأذن عمه .. " اللى ودك ياولدى .. أنا قد قلت لها من زمان وهى عيت .."رد ابوناصر .. " الجوال ضرورى ذلحين .. وبكره بيكون عندها بحول الله .."حسم ماجد الموضوع .. بعد شوي التفت للجورى اللى قاعده جنبه " هاه يا طويلة العمر .. بتسمحين لى اخذ جوالي وأطلع .."كان يطالعها بنظرة محبة ورحمة .. اختنق قلب مها من نبرة الحنان اللى سمعتها بصوت ماجد وشافتها بنظرته وهو يكلم بنت اخوه .. يالله معقول بيحبها ..؟؟ معقول بيعوضها عن حنان أبوها ..؟؟ معقول بيوفر للجورى كل احساس كانت بتحسه مع أبوها الحقيقي ..؟؟ عشان الجورى مستعده تكون خدامة تحت رجيله بس يعوضها وجود الأب .. ما انتبهت مها انها كانت مركزه عيونها على ماجد لحد ما رفع عينه لها وانتبه أنها سرحانه فيه .. دنقت عيونها بسرعه وهى ترمش .. استغرب ماجد من نظرة مها له .. وعيونها تدمع .. هالمره وشفيها كل ما شافها لينها تبكى .. للدرجة ذي تكرهه ومغصوبة عليه .. هالأحساس ضايق ماجد ومايدرى وش السبب .. استأذن منهم وسلم عليهم وطلع .. بس احساسه اللى بدا يكبر ببنت اخوه .. رجّع له الالم من جديد .. كأنه كان يلمس منصور .. عيون منصور يوم كان يضحك له .. يالله ليته كان حىّ وشاف بنته اللى تمناها .. ياكثر ما ظلمناك يامنصور يوم حذفنا بنتك ومرتك عقبك .. وما قدّرنا أنها قطعة منك .. وانها حلمك اللى رحت وما شفته .. حس بالحزن يقبض قلبه .. تنهد من أعماقه وقرر أنه ما يبخل على الجوهرة بأى شئ .. بيكون لها الأب والأم والعم وكل اللى تحتاجه .. الله زرع محبتها فى قلبه من أول ما شافها .. هالشي أكيد والا وش سر تعلقه فيها وهو أول مره يشوفها .. عشانها راح يتحمل كل شي واي شي بس تكون فى بيته وتحت عينه .. ومها لو ماجازت لها العيشة معه الله يستر عليها .. ان بغت تعيش مع بنتها حياها الله ما بغت بكيفها بس الجوهرة من اللحظه اللى بتدخل بيته ماعاد هى بطالعه منه .. :: :: :: ثاني يوم طلّع ماجد لمها رقم جديد وكان بأسمه هو .. وشرى لها جهاز وشحن بطاريته وفتحه وخزن رقمه فيه وسكره وحطه فى كرتونه .. وخلص أوراق البنك وما بقى الا توقيعها عليها .. حطها فى سيارته ونزل للبيت عقب ماطلع من الدوام .. واستانس يوم شاف أن العمال بدوا بالشغل فى قسمه .. اللى كان جاى غرب الفيلا الرئيسية وسط الحوش اللى كان نصه حديقه .. هناك بتلعب الجوري هذا اللى طرى على باله .. زين دامهم بدوا .. عسى يخلصونها بس عقب رمضان .. دخل البيت ولقاهم يتغدون .. سلم على ابوه وامه وفهد ونوف .. سأل عن روضه قالوا له بالجامعه مارجعت للحين .. تغدى معهم ووقعدوا يسولفون شوي .. ويوم خلص طلع لغرفته يقيل .. وكل فكره مع الجوهرة من أمس .. اشتاق لها وده يروح لهم اليوم .. بس وش عذره تراه توه عندهم البارحه .. وش بيقولون عنه العرب .. وهو كل يوم راز وجهه عند نسيبه .. ماعلي منهم بأروح أشوف الجوهرة .. يا رجال تعوذ من الشيطان واترك عنك هالسوالف .. بكره مر عليهم .. واثقل وش اللى جاك .. كنك بزر .. متعلق له بعرب ولا يبي يخليهم .. بكره اروح لهم احسن .. واعطيها أوراق البنك والجوال الجديد .. وأشوف الجوهرة .. وغفت عيون ماجد على هالأفكار .. :: :: :: في بيت أبوناصر البنات يتغدن مع أمهم .. "يمه ترى اليوم بنروح السوق .." تكلمت مها .. " وشعندكن فى السوق .." ردت أمها .." بأروح أجهز اللى قاعده قدامس وماسوت شي للحين .." .. رفعت ساره عينها" لاتكونين تقصدينى .."سألتها .. " لا سلامتس أقصد الجورى" ردت عليها مها وهي تغدي بنتها جنبها .." تمقتين بي .."ردت عليها سارة وهى تاكل .. "وش أسوى لس .. بذمتس متى بتفضين تجهزين عمرس ..؟ "رفعت مها عينها تكلمها .. "بأجهز عمرى لاتحاتين .."ردت ساره ببرود .. " لا باحاتي لانى ادرى فى الأخير بيطيح كل شي على راسي أنا .. برزي عمرس وبس سمعتي " وصدت عن اختها تكمل غدا .." موافقه نروح .. مع أنى بأموت أبي المقيال .. لكن على كلامى اللى قلته لس .." استسلمت سارة .. "أى كلام .." استغربت مها .. " نتجهز سوا .."وابتسمت بلعانه .. سكتت مها عشان أمها قاعدة .." يصير خير .. برزى عمرس بس عقب صلاة العصر على طول .."ردت عليها بدون ما تشوفها .. " اخذي الخدامه معس لاتروحن لحالكن .."وصتها أمها .. " ان شاء الله يمه ..".. العصر طلعت مها وسارة والجورى رايحيين للآندمآرك .. " حرام عليس مطلعتنا في ذي الظهرية .. تبين الشمس تصهرنا .." تأففت ساره .. "مافيه وقت ثاني .. الصبح أنتي في الجامعة وعقب المغرب الأسواق ما تندخل من الناس وزحمة الشباب .."ردت مها .. " زين ماقلت شي .. بس مهوب خذوه فغلوه .."ردت ساره اللى تبي تطلع كل الحرّه اللى في قلبها من هالمشوار .. "تحمدي ربس عندس سيارة توديس وتجيبس غيرس يمشي حافي قدم .."ردت مها بواقعيه خلت ساره تضحك .. " والله أن عندس فلسفة عجيبه ما شفت مثلها .." دمعت عيون سارة من ورا النقاب وهى تضحك على كلام اختها وكملت " ذلحين وش جاب الحافي والمفصخ في انس مطلعتنا القايلة نتسوق ؟؟ " ..التفتت مها لها بهدوء " المول مكيف وذا الوقت فاضي يا الخبل بناخذ راحتنا وبنقعد بدل ساعه بين العالم والزحمة والضيق ثلاث ساعات المكان كله لنا .. تختارين اللى تبين وتقوسين براحتس وبتشوفين "ردت عليها مها .. " والله انس رايقه .. تدرين ليه المكان فاضي؟؟ .. لأن العالم اللى عندها مخ ما تضحي بروحها وتطلع فى القوايل .. لكن وش أقول الشكوى لله ..أول وآخر مره نطلع ذا الوقت .. "حذرتها ساره بمزح .. وصلن للمول ونزلن ودخلن السوق .. :: :: :: شغل ماجد سيارته .. بعد ما اتصل عليه تركى وواعده فى الكوفى شوب .. شغّل أبونورة .. دعانى الشوق يا الغالي وأنا من الوجد لبيته .. ما أقدر على البعد .. عزا لى .. قلبي تعلق وعنيته .. دعانى الشوق .. نزل من السياره ودخل المجمع .. وصل للكوفى شوب واختار له طاولة على زاوية وقعد ينتظر تركى .. المول كان هادي والناس اللى فيه شوي .. لفت نظره نسوان يمشن ومعهن شغاله شايله بزر .. تذكر الجوهرة .. نزل عينه وضحك فى قلبه شكله صار يشوف كل بزر الجوهرة .. قربت منه الشغاله ومعها البزر والبنات عشان يروحون للالعاب اللى كان دربها يمر قدام الكوفي شوب .. سمع الصوت وميزه .. رفع عينه على طول .. هذى الجوهرة أنا ما أتخيل .. وش اللى جايبها هنا .. انتبه ان فيه شباب يلحقون البنات .. ويتكلمون بصوت عالى .. قام من طاولته بسرعه واتجه لهم .. طاف الشباب اللى مبين ان أكبرهم مراهق عمره ما يتجاوز 17 وصل قريب من البنات ونادى خاف لا يكون غلطان .." أم الجوهرة .." .. " التفتت وحده عليه بصدمة .. " ماجد ..؟؟ " .. سمع صوته همس .. انتفض عرق فى صدره .. تمالك نفسه .. " وش تسوون عندكم .."سألها بصوت واطي .. اللى كلمته نزلت عيونها وعدلت شيلتها على نقابها والثانيه نزلت عيونها في الارض وصدت منه .." وش نسوى بعد .. نتسوق .."ردت عليه مها اللى عرفها من صوتها .. كان الموقف محرج .. وماعرف وش يقول ولام نفسه على تهوره .. " طيب .. بتتأخرون .. "سألها بتردد .. "بغيت شي..؟ "ردت عليه مها وهى ما رفعت عيونها من الارض .. " سلامتس .. بغيت أخذ الجوهرة للالعاب دامكم بتسوقون .. وخلى شغالتها معها عشان ما ينشغل بالس عليها .."كان يطالع الجوهرة اللى تضحك له كأنها تذكرت الجوال اللى معه .. " ماله داعى طال عمرك .. كلها نص ساعه أو ساعه بالكثير وأرجع لها .."ردت عليه مها بهدوء .. ولا كأنه سمعها " خذى راحتس .. أنا بادخلها الألعاب وبأقعد معها .. وأنتى انتبهى على عمرس .. اخذى رقمى لو احتجتى شي .." مد يده لها بالبطاقة حقته .. مدت مها يدها وخذتها وهى ساكته .. ماكان الموقف يتحمل اى ردة فعل قدام الناس ممكن تسبب فضيحه هى فى غنى عنها .. " الله يعطيك العافية قلت لك لا تتعب نفسك .." فتحت بوكها بتعطى الشغاله فلوس عشان تلاعب الجورى .. " ماله داعى .. الجوهرة مع أبوها .."رد عليها بهدوء حست فيه نبرة غضب .. مد ايده للجورى اللى كانت تناظره وتبتسم شلها من الشغاله وراح يمشى للالعاب والتفت وراه وشاف ان الشباب ابتعدوا بمجرد ما شافوه واقف معهن .. " وش موقفس روحي وراه .." صرخت مها على الشغاله اللى وقفت مستغربه وراحت تركض ورا ماجد عقب مانزرتها مها .. كانت مها متوتره وعينها ما فارقت ماجد اللى شايل الجورى .. " والله كشخه .. " تكلمت ساره بصوت واطى ..التفت لها مها بغضب .." وش بلاس .."سألتها ساره .. " ما بلاي شي .. امشى قدامى .. كانت ساعة نحس يوم قلت لس اطلعى نتسوق .." دفتها مها قدامها وهى تمشى .. " ياختى ماله داعى هالتعصيب كله .. عودى هاتى الجورى ونرجع للبيت .." عرفت مها أن اي نقاش مع ماجد فى المكان هذا ضايع تخلص الشغل اللى جايه عشانه أحسن .." اخلصى علي ذلحين .. مانبي نتأخر .." مشت مها قدامها ودخلت مانغو .. ماكان بال مها معها وكانت مشوشه وتبي تطلع .. حتى ساره لاحظت عليها التوتر بس سكتت وحاولت تشغلها معها باختيار البلايز والقمصان والتنانير .. انشغلت مها مع ساره شوى ونست ماجد لدقايق.. :: :: :: ماجد اللى كان فرحان بشوفة الجورى ويلاعبها من لعبه للعبه .. كان صوت ضحكتها يخلي قلبه يطير من السعادة .. شلون هالاحساس الغريب تملك شعوره .. وكيف من مجرد اقل من ساعه شافها فيها أمس قدر يتعلق فيها هالكثر .. وشلون القدر رتب له انه يشوفها اليوم مع أنه كان هارب من رغبته انه يروح لهم .. هذا هم جاوا بطريقه .. انتبه على صوت جواله يصيح .. " الو .. هلا بو عبدالعزيز .. لا قريب .. مشغول شوى .. زين زين .. متى ما فضيت مريتك .. لا ماراح أتأخر ان شاء الله .. مع السلامة .." سكر عن تركى وانتبه للجورى اللى كانت تلعب على الحصان فرحانه ومن خلصت مدت ايديها له .. طار قلبه لها قبل ايدينه اللى حضنتها بحب ورحمة .. :: :: :: " ماخلصتى .."مها اللى على أعصابها سألت ساره بقلق .." يالله منس .. اللى يشوفس ذلحين ما يشوفس وانتى تحنين علي عشان اجى للسوق .."ردت عليها سارة وهى تجمع اغراضها .. " اخلصى علي ماعاد الا الليل .."ردت مها بتوتر .." اى ليل تو الساعه خمس .. مالنا ساعه يابنت الحلال .. والا عشان الجورى .." .. دمعت عين مها وماردت .. راحت ساره وحطت الاغراض اللى تبي تشتريهم عند الكاشير وحاسبت وطلعت مع مها .. بسرعه وصلوا الالعاب دوروا ماجد والشغاله ما لقوهم .. وقف قلب مها وين بيوديها .. التفتت حولها بسرعه ماعاد تشوف من الصوت وزحمه الناس .. وين وداها .. أكيد خذاها تراه قال بياخذها .. طار عقل مها وماعاد شافت صارت تلتفت بدون شعور .. شوى ومسكتها ساره من عبايتها .." هذا هم هناك عند الكافتيريا .." التفتت بسرعه مكان ما اشرت أختها .. شافت ماجد قاعد والجورى جنبه على كرسي أطفال تاكل وهى تضحك .. اب وبنته .. هذا اللى طرى على مها .. مسحت عينها بنقابها قبل تمشى لهم .. " السلام عليكم .." " وعليكم السلام .." رفع ماجد وجهه بدون ما ينتبه لمها .. انبهرت من ابتسامته اللى كانت كلها حنان ورقة .. واللى تغيرت على طول أول ما عرفت عيون مها .." يعطيك العافية تعبناك معنا .."ردت بمجامله .. " ابدا ماهنا تعب .. خلصتوا ..؟"سالها بأستغراب .. " ايه خلصنا .. فاطمة يالله بنروح .. شيلي الجورى " .. " الجورى ..؟ "تساءل ماجد .." الجوهرة .. نناديها الجورى .."ردت ومها وهي مشغوله عنه تاخذ شنطة الجوري من الشغالة .. " عندكم أحد يوصلكم .."سألها .. " ايه الدريول واقف برا ينتظرنا .." .." زين .." مد ايده تحت الطاولة وعطى الشغاله اكياس تشلها .. "امشوا معى أوصلكم للسيارة .."وقف ماجد وهو يحط جواله فى مخباه .. " ماله داعى .. بنطلع بلحالنا "ردت مها لكن ماجد مارد عليها شل الجورى ومشى قدامهن سكتت مها واشرّت لساره تسكت وتمشى وراها .. وصلهم للسيارة وباس الجورى وعطاها لامها ولف عنهم ورجع للمول بدون ما يزيد كلمه .. التفتت مها للدريول " وش تنتظر امش .." ضمت الجورى لصدرها .. شمت فيها عطر رجالي ودهن عود .. طلعت من شنطتها مناديل مرطبة ومسحت خد الجورى .. امسحى وجهها يمكن تروح بقاياه .. امسحي وجه بنتس عشان ماتشمين ريحة عدوس فيها .. لكن من يمسحه من قلب الجورى اللى بدت تعود عليه .. :: :: :: رجع ماجد للكوفى شوب ولقى تركى ينتظره هناك .. سلم عليه وقعد .." يا أخى موب أنت اللى مريت من شوى تشل لك بزر .. "نشده تركي .. " ايه أنا .."رد ماجد وهو يعدل قعدته .." منهى بنته .."سأله تركي مستغرب .." يعنى من هى بنته ياتركى .."التفت له ماجد .." أنا انشدك " رد عليه تركي .. " هذى الجوهرة بنت منصور .. "رد عليه ماجد وهو ينادى الجرسون .. فهم تركى السالفه ورجع ظهره ورا وهو يضحك .. التفت له ماجد باستغراب .." الحمدلله رب العالمين .. وش اللى يضحكك ..؟" .." توك متملك يابن الحلال .. امداك تعلق فيهم .." كان تركي يضحك وماجد ماعجبه الوضع .. " صدق اصحاب العقول فى راحه .." رد عليه ماجد وهو منزعج .. وتركى بعده يضحك " والله وطبيت يابوعبدالله ولا حد سمىّ عليك .."غمز له تركي .. "الشرهه علي اللى قاعد معك .." قام ماجد يبي يطلع .. مسكه تركى من ايده " اقعد يارجال .. اضحك معك وش فيك .." .. تأفف ماجد ورجع قعد .. وغير تركى السالفه حس ان ماجد يتحسس من الموضوع .. :: :: :: وفي السيارة كان الجو متكهرب .." ما أبي ابوي يدرى باللى صار يا سويره .."تكلمت مها .. " وش اللى صار بعد .. تراه رجلس وما سوينا غلط .. شفناه صدفه فى السوق .."ردت عليها ساره .. "ولو .. ماله داعى احد يدرى سمعتينى .."حذرتها .. " زين سمعتس خلاص .."سكتت عنها سارة .. والتفتت مها على الشغاله تكلمها وتقول لها الموضوع ببساطه وان هذا عم الجورى وانها ماتبي احد يدرى عشان ابوها ما يزعل منه .. وحرصّتها ماتعلم أحد .. وصلوا البيت ونزلوا .. سلمت على امها اللى فى الصالة قاعده .. ودخلت غرفتها عشان تصلى المغرب اللى طافتها وتركت ساره والشغاله ينزلون الاغراض .. حطت الجورى فى سريرها مع لعبتها ورجعت قعدت بتوتر على طرف السرير .. اللحين أنتى وش اللى مضايقس ..؟ .. ليه يسوى كذا يفرض رايه علي وبمكان عام .. داري انى ماقدر اعيي والا اقول شي .. بس هو ماسوى غلط بالعكس .. ريحكم من اللى كانوا مزعجينكم وخذا الجورى ولاعبها وعشاها وانتى بعيونس شفتى وشكثر كانت فرحانه .. ولو ماله حق ياخذها .. من اللى ماله حق؟؟ .. نسيتى انه عمها وانه ذلحين رجلس يعنى بمكان أبوها .. يعني له بدل الحق عشرة .. لا مهو ماخذ مكان أبوها ابد .. ابد .. وليه تحرمينها منه .. وهو قادر يعوضها عن ابوها اللى راح .. ما ابيه يشاركنى في بنتى .. الشي الوحيد اللى يخصنى .. جاى هو ذلحين وبكل برود يبي ياخذه .. لأ مستحيل اخليه ياخذ منى الجورى .. وعت مها من هواجسها على دق على الباب .. " نعم .." .. دخلت سارة عليها .. " مهوي .. وش فيس .. " .. " مافينى شي .."ردت عليها مها .. "زين افصخى عباتس ونقابس .. والا بتطلعين مكان .." .. انتبهت مها انها للحين ما فصخت عباتها .. " وين باروح يعنى .." قامت تعلق عباتها وشيلتها .. " مهوي .. "نادت اختها بتردد .. " نعم .." .. " أنتى ليه متضايقه من اللى صار .."كانت ساره تحاول تفهم اللى يدور في بال أختها .." ماصار شي يستاهل انى اضيق علشانه .. سكري الموضوع .."ردت مها بحده وهى بطريقها للحمام .. "زين باسكره .. امى تقول تعالى تقهوى كنس صليتى .."قالت لها ساره وهي طالعه .. "زين باصلي وباجيكم .." .. بعد شوى طلعت مها والجورى للصاله وكانت ساره فاتحه اغراضها توريها أمها .. كانت فرحانه .. وهالشي اسعد قلب مها .. اللى حست ان اختها بدت تفرح وتحس انها عروس .. وتستاهل انها تعيش هالفترة بكل مافيها .. مدت ساره يدها للكيس الاخير ومانتبهت لاسم المحل اللى عليه وفتحته وطلعت اللى فيه .. كانت ألعاب ودباديب وارانب من الفرو .. "وش تبين بالالعاب شاريتها ..؟"استغربت أمها .. التفت ساره على مها وسكتت .. " هذى أغراض شراها ماجد بن عبدالله للجورى "ردت مها وانشغلت بصب القهوة .. " وأنتن وين شفتن ماجد عشان يشتري للجوري .." سألتها أمها باستغراب .." هو اللى شافنا فى السوق وعرف الجورى وهى مع الشغاله .. جا وخذاها وداها للالعاب وشرا لها اللى فى الكيس .."وضّحت مها اللى صار ببساطة .." وأنتى وينس منها ..؟؟"سألتها أمها بنبرة ضيق .. "رحت مع ساره نتسوق .." حاولت مها ترد بهدوء .. " وخليتها معه .؟؟" سألتها أمها مستغربة .. رفعت مها راسها "يعنى وش تبينى أسوى يمه أقعد معهم !!!.."ردت بقهر .. " كان خذيتى بنتس منه وعودتى البيت .."ردت عليها أمها منيرة .. " وهو عطانى فرصه .. سلم وشل البنت وراح .. وماقدرت أتكلم عشان ما ننفضح فى السوق .. بعدين موب ذا اللى قلتوا لى اخذيه عشان يضم بنتس .. ذلحين صار عيب ياخذها ..؟؟" غصتها العبره ودنقت .. " مهوب عيب بس الناس ماتدري أنه رجلس ومانبي نغدي سالفة على لسان اللى يسوى واللي مايسوى .."حاولت امها ماتقسى عليها .. " والله ماحد درى عنكم يا يمه .. اللى يسمعس يقول تمشي وفوق راسها نيشان انها مها بنت خالد .. يا يمه ماحد عليه من احد في الزمن ذا واللي بيتكلم بيتكلم سواء شاف شي والا ماشاف .." تكلمت ساره " والله انكم تدورون النكد دواره اقوم غرفتي احسن .." تكدر الجو بينهم شلت ساره الاغراض وراحت داخل .. :: :: :: بعد يومين مر عليهم ماجد .. وجاب أوراق البنك معه والجوال .. وقعد فى المجلس ينتظر توقيع مها .. شوى ودخلت عليه الجورى " مرحبا ومسهلا .." جاته الجورى تركض وضمته .. دخل جدها وشافها ونادى مها اللى لبست نقابها وعباتها .. دخلت وشافت الجورى بحضنه تلعب .. "السلام عليكم .."سلمت بصوت واطي .." رفع ماجد عيونه بابتسامه .." وعليكم السلام .. حى الله ام الجوهرة .." .. " الله يحييك .. لا توسخ ثوبك البنت .."قالت له مها .." معليه خليها تلعب .."كانت بحضنه ويلاعبها بحنان .." هذى الأوراق موقعّه .. الله يعطيك العافيه ماقصرت .." مدت له أوراق البنك .. " الله يعافيس .. ما سويت شي .. وهذا الجوال والرقم فيه .." حط الكيس بينه وبين مها .. " يبه .." نادى صوت من داخل البيت .." نعم .."رد أبوناصر .." تعال شوى .." .. " زين .. خذ راحتك يا ولدي ترى البيت بيتك .. مها صبي القهوة لماجد .." قام ابو ناصر وطلع من المجلس .. قعدت مها تقهوى ماجد .. ومدت له الفنجال وعينها فى الارض .. " سلامات .. عسى ماشر .." انتبه ماجد ليد مها .. " الله يسلمك .. ابد بسيطه .." وش تقوله .. كسرت الفنجال يوم علمونى انك خطبتنى .. بيقول خبل .. دنقت تراقب رجل الجورى .. كانت فرصه لماجد يراقبها بهدوء .. عيونها حلوة بس لو ماتبكى .. رموشها طبيعيه والا تركيب؟؟ .. تصرفاتها هاديه باين من ثقلها تختلف عن المره اللى طافت يوم ثارت قدامه قبل كم يوم .. وش اللى جرح يدها .. ماقالت .. ايدها صغيرة واظافرها مرتبة .. رد لها الفنجال .. صبت له ثانى مره ومدته له .. لامست اطراف ايده اصابعها .. حس بشعور غريب .. لاحظ انها ارتبكت ودست يدها فى العباة ..خذا وقته يشرب القهوة ويتأملها " أكرمكم الله .."هزّ فنجاله ومده لها .. مدت يدها لفنجاله اللى تعمد مايفكه .. رفعت مها عينها له باستغراب تلاقت نظرته بنظرتها .. وهذا اللى كان يبيه .. عيونها صافية عسلية .. نظرتها حلوة .. بسرعه أرمشت بعيونها .. فكّ الفنجال .. والتفت يلاعب الجورى .. كانت أنفاس مها مضطربة .. وش فيه ذا .. وش هالحركات .. والله أنه مهوب صاحى .. اهدي .. هو متعمد يربكس يا الخبل .. يبي يضحك عليس .. بتوتر مدت يدها ترفع عباتها على راسها .. اول مره مسك ايدس .. ما مسكها بس انا مسكت الفنجال غلط وجات يده على يدي .. زين والمره الثانية؟؟.. كانت تراقبه يضحك للجورى .. لو ماكان فك الفنجال كنت خليته له .. يمكن عاجبه ويبيه .. والا عاجبه اللى ماسك الفنجال؟؟ .. دريتى انس خبل .. قدر يشغلس ويشغل بالس وهذا هو قدر على قلب الجورى اللى صارت تخليس وتروح له .. عضت شفايفها بقوة من القهر .. وين ابوى .. هذا وقته يروح داخل .. التفتت وعينها للباب الداخلي .. :: :: :: أنت وش تسوى .. وش سويت؟؟ .. وش تبي بيدها والا بعيونها يومك تمقل فيها .. انت ماتستحى .. حتى المره شكلها نقدت عليك .. والفنجال لازق بيدك كنك حاط سوبرقلو .. عادى أبي أشوف شكل عيونها .. وشفتها وخير يا طير .. وش تغير؟؟ .. ماتغير شي .. بس .. بس وش ؟؟.. مادرى .. ياليتك تثقل وتترك عنك حركات المراهقين .. شوفها شلون متضايقه منك ومهي بقادرة حتى تقعد عندك .. وعينها برا بس تبي تطلع من المكان اللى أنت فيه .. عشان تدرى أن تصرفاتك تصرفات واحد مهوب صاحى .. " من اللى مسميها الجورى .."سأل فجأة وقطع الصمت .. " هآآه .. " التفتت له مها .. "من اللى مسمى الجوهرة الجورى .."رجع يكرر سؤاله .." أنا "ردت مها .." اسم حلو .."علق بهدوء .. ماردت عليه.. " ياليت تفتحين جوالس عشان لو خلصت بطاقة البنك بيدقون عليس عشان تروحين تاخذينها .."قال لها وهو ينزل الجوري من حضنه .. " ان شاء الله .."ردت مها .." يالله اسمحو لى .. سلمى لى على ابو ناصر .." .. " مسموح .. الله يحفظك .." .. قام ماجد وشل الجورى وباسها على خدها وراسها .. ومدها لأمها اللى وقفت قدامه .. " الله الله فى الجورى .. "وصاها عليها .. رفعت مها عيونها له .. وماعرفت وش ترد .. كان ماجد يطالعها وفى عيونها له الف سؤال .. أولها ليه .. وباقيها سيل ما ينتهى .. طلع بسرعه .. ركب سيارته وحرك .. :: :: :: تنهدت مها .. وش اللى يصير لس .. مادرى .. لازم تنتبهين منه هذا بياخذ منس بنتس والا نسيتى كلامه .. لا ما نسيت بس هو يحبها .. يمثل انه يحبها .. والا أمداه بين يوم وليلة حبّ الجورى ؟؟.. يمكن ليه لا .. لا والف لا .. توه يفطن لها .. وين ذا الحب من يوم ما انولدت .. بس هو يبي يغير هالشي .. بيغيره على حسابس يا الخبل .. انتبهى ولا تفكرين غير فى نفسس وفى بنتس .. والباقيين بحريقه سمعتى .. بحريقة .. " مها ... مهااااا " صراخ .. " منصور فكنى .. " حاولت تطلع .. " اطلعى بسرعه .."كان يصيح فيها .." ماقدر ماقدر .."تجمدت ايد مها .. " فكها اول تكفى .. فكها .."كان يصرخ على واحد .. " رجلس وينه .." " لبيه .." مسحت مها طرف عينها بسرعه عشان ابوها ما ينتبه لدمعتها .. " ماجد وينه .." سألها ابوها مره ثانية .." مشى يبه ويسلم عليك .." .." وش فيه مستعجل .. ماقعد .." .." مادري به .." شلت بنتها ودخلت داخل .. :: :: وبهالشكل .. قلوب بدت تدق .. يمكن للحين صوت الخفقة بسيط .. لكن السؤال هل راح ينكتب لها أنها تنبض بيوم بالفرح ..؟؟ بداية المواجهات كانت اليوم .. وأكيد ماراح تكون أخرها .. ماجد خلاص قرر أنه ياخذ الجوري .. وأمها مجرد عدد زايد .. هل هالشعور راح يستمر ..؟؟ .. مها .. وبداية الأنفصال التدريجي عن بنتها .. شلون راح تتصرف .. وبين هذا وذاك .. نبقى بشر نحتاج للرحمة والمحبة والدفا .. الجزء السابع :: :: في بيت أبو محمد .. دخلت روضه على نوف وهي تبرد أظافرها قدام التلفزيون .." اوووف .. ملل " تأففت روضه .. " وش فيس .." ردت نوف وهي تتابع بأهتمام برد اظافرها .. "طفشت وش فيني بعد .. قومي نطلع مكان .." قالت روضه لاختها وهى تقعد جنبها على الكنبه .. " مابي أطلع .. بعدين اخوس محمد جاي بعد شوي هو والحيه .. "أعلنت نوف الخبر ببرود .. "وععععع ولا تبيني أطلع .. قومي واللي يرحم والديس .. والله أن مقابلها يجيب الفقر .." .. ضحكت نوف " كن فيس خير اطلعي .. عشان يقول طلعن عشان ما يسلمن على الللاه .." .." الللاه .." قلدت روضه صوتها وهى قرفانه " يا شين الدلع بس .. يا كرهي لها .." تضايقت روضه أكثر .." قومي غيري ثيابس بس .. وامشى نتطتز عليها " قالت لها نوف " بعدين يا الخبل هذي واصلة .. ضبطي أمورس معها عشان تشغلس لمن تخرجتي .." ورجعت تشوف أظافرها تتأكد أنها كلها نفس الطول .." مالت عليها وعلى الشغل اللى من وراها .."ردت روضه بقرف .. " غبيه .. وبتقعدين طول عمرس غبية .. قلبس ذا اللى يوديس ويجيبس ادفنيه .. شوفي مصلحتس وين وامشى وراها .." وقفت نوف قدام أختها وهي تكلمها " هذي اللى مهي بعاجبتس شغلتني أنا .. وخلتني أترقى خلال سنتين بس .. وكله عشانى معها .. يمين يمين يسار يسار .. ما اكلف روحي شي .. ابتسم واضحك لا أكثر ولا اقل .. تبين امورس تمشي سوي مثلي .. تبين تعفنين مثل مهوي بنت عمس لا شغله ولا مشغله سوي اللى في راسس " لفت عنها ومشت لطرف الحجرة .. كانت روضه فاتحه عيونها متعجبه من كلام أختها " كلامس غريب .. والله انى اخاف منس بعض المرات يا نوويف .. أنتي شلون تفكرين كذا؟؟ " .. التفتت لها نوف بهدوء" شلون أفكر بعد .. افكر صح .. لا يغرس اللى حولس .. ترى في النهاية كل واحد يدور مصلحته وماحد ينفع أحد يا الخبل .." صدت عنها تفتح الكبت تطلع لها ملابس وتكمل كلامها " بتقولين لي وش بتخسرين لو جاملتيها ؟؟ " سألت روضه وهى تدور في الكبت .. " أى مجاملة ؟؟ .. الانسانه هذي بليدة غير شوفتها نفسها اللى مالها داعي وفوق هذا كله كذبها المكشوف .."ردت روضه بكل صراحه .. "وأنتي بيضرس كذبها .. خليها تكذب وقولي لها يا زين سوالفس وبس .." التفتت نوف وبيدها قميص حرير بيج " تراها ان رضت عليس رضى عليس الوزير .. وجاس الخير من كل صوب .. شنط ماركات .. ساعات ويمكن تسافرين معها لبغت تسافر .. هذا غير عن المجتمع المخملي اللى بتدخلس فيه .." غمزت عينها لأختها .. " يالله لوين راح تفكيرس .. "ردت روضه بتعجب .. " هذا التفكير الصح .." ردت عليها نوف وهى تحط القميص على تنوره مخمل بنية .. " حلو القميص مع التنورة ؟.." سألتها بكل بساطه .. " ايه حلو .." ردت روضه بدون ما تنتبه اصلاً .. أرعبها تفكير أختها .. وطريقة حياتها اللى تشوفها صح .. معقوله اختها صح وهي غلط ..؟؟ كانت تطالعها وهى تفتح الكبت وتدور لها تنورة ثانية .. :: :: :: دخلت دخلت ساره على مها وهى تبدل لبنتها .. وفى يدها كيس الجوال اللى نسته مها فى المجلس .. " يا عينى يا عينى .. الله يوعدنا .." تكلمت ساره وهي تبتسم .. رفعت مها عينها لأختها وعرفت ان وراها سالفة .." وشو به يوعدس ..؟؟" سالتها .. " بجهاز نوكيا جديد بقراطيسه وآخر موديل بعد .." .. ماردت عليها مها .." هذى الهدايا والا بلاش .. "علقت سارة .."عاجبس اخذيه وعطينى جهازس .." ردت عليها مها .." بذمتس مهوي .. اقدر أخذه أكشخ فيه فى الجامعه قدام البنات .."سالتها بلهفه .. "يفداس تراه جهاز لا راح ولا جا .."ردت مها بكل بساطه .." بس ذا غالي .. شفت مثله عند رويض بنت عبدالله اخت ماجد .. " قالت ساره .. " ابدا اخذيه واكشخى فيه .." أكدت مها على كلامها .." جعلنى ما أذوق حزنس .." نطت ساره عليها وحضنتها بقوة .. " فكينى زين خنقتينى .. قومى والا هونت .." قالت مها تمزح .." لا لا لالا كله والا تهونين .. صبر اجيب جهازى قبل تغيرين رايس .."وطلعت تركض لغرفتها .. التفتت مها على الكيس .. وش مخبي بعد يا ماجد .. فتحت الجوال .. كان حلو وشكله ناعم .. شغلته .. شاشته واضحه وألوانها تجنن بس ولو ما يغلا على السوري .. رنت نغمة المسج .. شافت لديك 1 رساله غير مقروءة .. من ذا اللى مرسل لي .. أكيد الأتصالات .. فتحتها .. المرسل : المـاجد - الف مبروك .. أتمنى يكون الجهاز عجبس - قطت مها الجوال وكنه احرق يدها .. طاح على السرير .. سمعت صوت ساره جايه .. لازم تمسح المسج قبل تشوفه .. بسرعه خذته ومسحتها .. " أشوف أشوف .. الله يجنن .." التفت ساره لمها .." مهوي متأكده عادي أخذه .." كانت ساره متردده .." ايه يا الخبل اخذيه واقهري البنات .." ابتسمت مها لاختها .. " فديتس يا مهوي .. والله لو مثلس فى العالم ثنتين كان انصلح حاله .." .. ضحكت مها " بدينا بشغل النصب صح .." .." صحيح مهوي كم رقمس .." نشدتها ساره وهى تبدل الشرايح في الاجهزة .. "مادرى .. دقى على رقمس منه وخزنيه عندس .." اتصلت ساره من جهاز مها على رقمها .. " اوووووووووووب ورقم مميز .. عاشواااا .. وفاتورة بعد .. الله يرحم حالنا أهل البطاقات المدفوعة مقدماً " .. " لاتقولين تبينه بعد .." ضحكت مها وهى تسألها .." لا وين أبيه .. ما اظن يحصل لى .. واجد علي الجهاز .." اعترفت سارة .." أنتي متأكده أنه فاتورة ..؟" سألت مها سارة .. " يس هذا اوله فاتورة .. ليه تسألين .." سألتها سارة .. " ولا شئ .." كانت مها تفكر باسم من مطلعه .. مستحيل يطلعه بأسمها معناه أكيد باسم أبوها .. تطمنت للفكرة هذي .. " خزنيه عندس اخلصى علي وخزنيه عند امي وابوي بعد لاتنسين .. وعطينى جهازس وخذى اغراض الجديد معس .."قالت حق ساره اللي طلعت بالجوال الجديد فرحانه وقعدت مها تعشي بنتها .." دادد .." تكلمت الجورى .." لبى قلبس .. وش قلتى .." .." دادد.." كررت الجوري الكلمة .. " وش دادد .." استغربت مها .. قامت الجورى تسحب الدب الكبير اللى شراه لها ماجد .. " لا يكون .. قصدس ماجد .." صفقت الجورى بيدينها فرحانه .. صارت الجورى تنطق اسمه .. صارت مها تأمل وجه بنتها الفرحان من جابت لها طاري ماجد .. حتى قلبس خذاه وأنتي قلبي .. وش بقى يا ماجد بتاخذه منى .. :: :: :: نزلت نوف وهي تسمع صوت أمها في الصالة .. شافت الجازي وراشد عيال أخوها يتهاوشون عند الباب .." هلا الجازي تعالي بوسي عميمة .." نادت بنت اخوها عشان تجي وتسلم عليها " ما ابي باروح لماما .." سفهتها البنت ودخلت لأمها .. مالت عليس وعلى أمس فوقس تمتمت نوف في قلبها " رشودي تعال حبيبي .." جاها راشد وباسته " وين بابا" سألته .." راح .." ابتسمت نوف معذور ما صدق نزلهم .. رسمت ابتسامه على وجهها ودخلت الصالة .." هلا وغلا .. حي الله اللّلاه .. " تحفت مرة أخوها قبل توصلها .. يالله يالله قامت لولوة من الكنبة عشان تسلم بتكلف" الله يحييج .. شلونج نوف" .. " بخير الله يسلمس .. شلونس أنتي وشلون محمد .."ابتسمت نوف لها .. " بخير الله يسلمج .." ردت لولوة وكنها مغصوبة .." شأخبار الجازي ماجات تسلم علي .." علقت نوف على تصرف بنت أخوها اللى قهرها من شوي .. " اليازيه بخير.. تعرفينها ما تسلم على اي حد .." بغرور ردت لولوة .. مالت عليس وعلى لسانس العوج .. رجعت ابتسمت نوف غصب وهى تهوجس " معليه ماسلمت اليوم بتسلم بكره .."ردت نوف وقعدت جنب أمها .. " صحيح عمتي .. على البركة ملجة مايد .. ماعلمتونا نقوم بالواجب .." التفتت لولوة صوب أم محمد .. "الله يبارك فيس يا بنتي .. الموضوع صار بسرعه ولا علمنا أحد .." ردت نورة .. " ايه قال لي محمد" وهو يخش عنس شي .. ما يقدر ..أخوي وأعرفه ابتسمت نوف وأفكارها تدور " بس صحيح هو بياخذ مها بنت عمه ؟؟ " بدهشة مفتعلة سألت لولوة .. تسوين عمرس ماتدرين .. والله انس حية كانت نوف تراقب الموقف " تقهويتى يا أم راشد " عزمت عليها نوف عشان تضيع السالفة .. " مشكورة مابي .. القهوة بالليل تتعبني .." التفتت لولوة على ام محمد " اي عمتي ما قلتي لي .. بياخذ مها؟؟ .." كانت مصممة الا تسمعها من عمتها .. لانها تعرف انها ما تطيق مها بعد اللى صار .. لكن الغريب شلون وافقت ياخذها ماجد .. " ايه بياخذها "ردت نورة .. " ويييه ما لقيتوا الا هذي .. مايد ريّال تمناه الف مره .. مال وشباب وشخصية .. حرام عليكم ظلمتوه معاها .." كان كلامها فيه سخرية من تحت لتحت .. " والله هو اللى يبيها وهوى باله .. ومها بنت عمي مرة والنعم فيها اللى مثلها قليل في الحريم .." دخلت روضه على اخر كلام لولوة اللى رفع ضغطها زود .. التفتت نوف وأمها بدهشة .. " الناس تسلم قبل تدخل عرض في السوالف .." ابتسمت لولوة ابتسامة صفراء لروضه .." ترى باسلم يا لولوة بس بغيت أعلمس ليش ماجد اختار مها .." ردت لها روضه نفس الابتسامة اللى مالها معنى .. وسلمت عليها وقعدت جنب أمها .. " ايه دامه هو اللي يبيها الله يوفجه .. وعساها فال خير عليه .." كانت لولوة تنغز بالكلام .. " ان شاء الله فال خير .. اقول لولوة شأخبارس .." ابتسمت روضه وردت عليها تغير الموضوع .. :: :: :: مر تقريبا شهر على ملكة ماجد ومها .. والكل تقريبا تاقلم على الموضوع وماعاد غريب مثل أول ما بدأ .. الأيام والحياة تمشى بوتيرة عادية .. ماجد فى شغله ويتابع بناء قسمه .. ومها تعيش حياتها مع بنتها اللى كل يوم تتعلق أكثر وأكثر بماجد .. اللى صار كل يومين يمر عشان الجورى .. تعمقت علاقته فيها كثير .. وصارت تفقده إذا ما جا .. اتصل ماجد فى ابوناصر على عوايده عشان يمرهم .. " حى الله ابوناصر.. الله يسلمك يبه .. يسرك الحال .. شلونك أنت .. وشلون الشيخه الجوهرة .. افااااا مريضه .. وشفيها ؟؟ وليش ماحد علمنى .. خير يايبه .. ماتشوفون شر يالله فى امان الله ".. سكر من أبوناصر وفتح على رقم مها .. وتردد .. يتصل والا مايتصل .. ما حس الا وهو يدق الرقم .. وفى قسم الطوارئ كانت مها شايلة الجورى اللى عليها حمى وتستفرغ .. سمعت صوت الجوال يصيح .. قالت للخدامه تفتح شنطتها وتعطيها الجوال يمكن أمها وألا ابوها يتصلون .. المـاجد يتصل بك .. هذا وش يبي متصل اللحين .." خلاص فاطمة حطى الجوال فى الشنطه .." سفهته ورجعت تحضن بنتها وتنتظر الدور .. رجع يرن مره ثانية وكان ماجد وسفهته .. اتصل مره ثالثة ونفس الوضع .. أرسل لها رساله - مها ردى علي .. ترى مهوب احسن لس - وش بتسوى يا ماجد ؟؟ رجع يتصل .. ردت عليه بهدوء .. " نعم .." .." شفيها الجورى .."على طول حتى السلام ما سلم عليها .." مافيها شي .. تعبانه شوى .." ردت مها .." وليش ماعطيتينى خبر ..؟؟" كان الغضب واضح في صوته .. " بمناسبة ايش أعطيك خبر ..؟" ردت مها بهدوء .. صرّ ماجد على ضروسه من الغيظ " اسمعى يا بنت خالد .. الجورى بنتى رضيتى والا انرضيتى .. واحسن لس تفهمين هالشي بدرى عشان ما تتعبين " .. " أنا فى المستشفى وماعندى كلام اقوله .. مع السلامه " كانت أعصاب مها مهي مستحملة لوم ولا هواش .. وسكرت الخط ودخلت عند الدكتور .. تفاجأ ماجد بتصرفها .. هذى شلون تسكر الخط فى وجهي .. هين يا مها ما اكون ماجد بن عبدالله ان مادفعتى الثمن غالى .. لف سيارته متجه لبيت ابوناصر .. اتصل عليه عشان يبلغه بوصوله وقال ابوناصرانه طلع مشوار ومهو متأخر وطلب منه يدخل المجلس ينتظر مها والجورى .. وصل البيت و وقف سيارته برا ودخل المجلس ينتظر .. شوى وسمع صوت السيارة تدخل الحوش .. عرف صوت مها وهى تكلم الدريول .. طلع برا المجلس شاف الشغاله شايله شنطة الجورى ومها ملحفه الجورى فى بطانية وضامتها لصدرها مشى لها من غير شعور .. تفاجأت مها من وجوده .. مد ايده لها " هاتيها .." نزرها بغضب .. " البنت تعبانه خلها بأدخلها .." .." قلت لس هاتيها .." كان صوته بارد ومخيف برغم انه ماكان عالي .. حست العالم كله سمعه .." مدت له الجورى اللى كانت نايمه .. حضنها ماجد ودخلها المجلس .. قعد وكشف عن وجهها فى حضنه .. تروع يوم شافه اصفر وذاوى من المرض .. حس بوجود مها وراه .. سألها بدون ما يلتفت عليها .." من كم يوم وهى مريضه ..".." لها اليوم ثالث .."ردت بتعب .." وليه ماحد علمنى .." رفع عينه في مها .. اللى استغربت الغضب والخوف اللى في عيونه .."ماكان له داعى نزعجك .." .. " مره ثانيه أزعجينى ولازم يكون عندى خبر بكل شي يخص الجورى .. الشين قبل الزين .. واضح .." ارتجفت مها من الغيظ " وش قصدك .." .." اللى سمعتيه يابنت عمى .. البنت بنتى وكل ما تقبلتى هالوضع أسرع كل ماكان افضل " صب عرق بارد على طول ظهر مها .. بدت عيونها تدمع .. دنقت عليه عشان تاخذ الجورى من حضنه .. " خليها .." سمعت صوته همس .. رفعت عينها له كانت قريبه منه .. حتى قدرت تشوف الخطوط اللى حول عيونه .. تشوف انعكاس صورتها فى عيونه .. اختنقت أنفاسها بصدرها لفت وراها وطلعت بسرعه .. بس تبي تهرب منه ومن كل شي يذكرها بضعفها .. تعلقت عيون ماجد بالباب اللى طلعت منه مها .. وش اللى يصير فيه لما تكون قريبه منه .. ليش هالتوتر اللي يسكنه ويخليه يقسي عليها بسبب وبدون سبب .. كانت قريبه لدرجه انه حس بأنفاسها المضطربة ورا النقاب .. شاف لون عيونها الغايم ورا دموع كانت على وشك تنزل .. بس تمنى لو يقدر يشيل النقاب ويشوف وجهها .. فى ذيك اللحظه اللى كانت قدامه .. ويشوف نفسه في عيون غريبه عنه .. عمره ما انتبه لها ولا فكر بيوم انه يلتفت لها .. تنهدت الجورى فى حضنه .. سمّى عليها وقعد يطالعها لمس جبهتها اللى كانت ضو .. شوى ودخلت الشغاله بالقهوة .. " وين ماما .." سألها .. " شوى يجى .."ردت الشغاله " ناديها لى .." أمرها .. :: :: :: وش اللى يصير .. وقفت مها قدام المغسلة في الحمام .. الأرهاق وسهر اليومين اللى طافوا خذوا كل قوة فيها .. وصار اي شي يهزها .. ماعندها مقاومة .. خوفها على بنتها استنفذ كل طاقتها .. واللحين هو جاي يكمل على الباقي منس .. بس هو يحبها وبيشيل عني بعض الهم .. يحبها عشانها لحمه ودمه .. وسيلة يكسر فيها خشمس .. والا نسيتي كلامه لس يوم تشرطين عليه .. غمضت عيونها ونزلت دموع حارة على وجهها .. أنا تعبت ماعاد فينى أتحمل أكثر تعبت .. " مها يمه .. رجلس يبيس في المجلس .." وعت على دق أمها على الباب .. " ان شاء الله يمه طالعه .." غسلت وجهها بماي بارد وطلعت .. دخلت مها المجلس .." شقال فيها الدكتور .."سألها ماجد .." التهاب لوز وعطاها ابره ومضاد حيوي .."ردت عليه مها بهدوء .." اذا ماتحسنت لين بكره عطينى خبر أوديها لمستشفى خاص .." طلب منه ماجد بدون ما يرفع عينه لها .."ان شاء الله منا لين بكره بتكون بخير .." كانت مها تحاول للحين تبعده عن البنت باي طريقة ماتبي له علاقة بأي شي يخص بنتها .." ان شاء الله .." رد ماجد وهو يشوف البنت المريضة اللى في حضنه .. واللى أنفاسها نار من السخونة اللى فيها .. "هاتها منك .." قربت تاخذ البنت وهي مدنقة .. رفع ماجد البنت المريضه وعطاها أمها .. تلامست ايده مع ايدها وهى تاخذها منه .. سرى فى ايده شعور غريب رفع عينه لاشعوريا صوبها شافها هاديه ما بان عليها أى شي .. خذت البنت وطلعت .. قرب صينية القهوة منه وصب لنفسه فنجال .. شوى ودخل أبوناصر قام وسلم عليه .." السموحه يا ولدى رحت أجيب البنت من الجامعة وتأخرنا في الزحمة .." تعذر منه ابوناصر يوم دخل .. " بسيطه يا يبه لا تعذر الله يطول بعمرك .." رد عليه ماجد .." البيت بيتك ياولدى وأنت راعى مكان .." .. " أكيد مافيها شك .." قعدوا يتقهوون شوي و دخلت مها بالجورى اللى قامت من النوم وكانت تدور ماجد .. "مرحبا ومسهلا .." رحب ماجد بالصغيرة اللى جاته تركض بتعب واضح .."دادد .." نادته .." لبى قلبس .. تعالى عند دادد .." عرفه انها تناديه .. ضحك ابوناصر " سمعت شلون تناديك .." .." أما هى يا يبه مسموحه تنادينى باللى تبي .." حطها بحضنه وهو يراقبها وعيونها تدمع من الحراره .. " شلونها ذلحين وأنا ابوس .."سأل ابوناصر مها يوم دنقت تسلم عليه .. "بخير يايبه احسن ان شاء الله .."ردت على ابوها وهى عدها واقفة .. " حرارتها مانزلت يا ام الجورى .." سألها ماجد.. " يبي لها شوى وتنزل يقول الدكتور المهم انها تتحرك وتاكل .. " قعدت الجوري تلعب مع ماجد .. وراحت داخل وجابت العابها وحطتها عنده .. شوى وأذن العشا وقام ابوناصر وماجد عشان يصلون .. قعدت الجورى تبكى وتعلقت فى ماجد ماتبيه يروح .. ماجد عوره قلبه وهو يطلع عنها وهى تبكى .. شلت مها بنتها ودخلتها داخل .. بكت لين رقدت .. دخلتها الغرفه وحطتها على فراشها .. وسمعت صوت جوالها يصيح .. المـاجد يتصل بك .. خذت نفس عميق وفتحت الخط وسكتت .." السلام عليكم .." جاها صوته .." عليكم السلام .." .." شلون الجورى ذلحين .." سألها ماجد اللى كان يحاتي البنت .." بخير راقده .." .." خفت حرارتها .." سألها .. " ايه الحمدلله .." .. توتر وكل واحد ساكت ومهوب عارف وش يقول .. " بخصوص الكلام اللى قلته لس اليوم .." تردد ماجد " السموحه منس كنت معصب وتروعت على الجورى وما أدري كيف قلته .." كان اعتذار ماجد غريب .. وماتوقعت مها أنها بتسمعه يعتذر منها بيوم .. عشان كذا حاولت تخفف من أحساسه بالذنب " ماصار الا الخير يابوعبدالله " ردت مها برسمية .." أبيس تعرفين ان الجورى تهمنى مثل ماتهمس .. بتقولين انى مانى بأبوها وهذا صحيح .. لكني عمها وبمقام أبوها ذلحين ولو ماتهمنى ما ماقام الموضوع عندي ولا قعد .." سكتت مها اللي لمس احساسها اهتمامه الصادق ببنتها وأثرت في قلبها محبته الظاهره لبنت اخوه اليتيمه .." مها .." ناداها بأسمها ويمكن لأول مره .. "لبيه .." لا شعوريا ردت .. غمض ماجد عيونه يوم سمع لبيه منها .. " لو احتجتى شي دقى علي .. فى امان الله .." وسكر بسرعه .. ما انتظر يسمع ردها .. كان لازم يكسر اللحظه والأحساس اللى تسلل له بقوة ..لازم .. تذكر انها مرة اخوك يا ماجد .. ومحرمة عليك .. تفهم وش يعني محرمة عليك .. :: :: :: رجع لماجد هالصداع مره ثانية وبشكل قاتل .. لدرجة انه ماقدر يسوق .. وقف سيارته واتصل في تركى يجى ياخذه .." حرام عليك اللى تسويه فى نفسك .. يا أخى لازم تشوف لك دكتور .." .. " زين زين .. بأشوف لى دكتور" رد ماجد وهو مغمض عيونه بقوة وراد راسه على الكرسي ورا .." اسمع شرايك نروح البحر مكان بعيد وهادى احسن من المجلس والا بيتكم .." التفت تركى يكلم ماجد .. " اللى تشوفه .." .. مر تركى على مطعم وخذا لهم كوبين قهوة وماء واتجه صوب الكورنيش .. ترك منطقة الفنادق وراه ومشى لحد ما وصل لمكان بعيد وهادى ومافيه أحد .. " انزل يابو عبدالله .." نزل تركى .. فتح ماجد الباب وكان الظلام مريح لعيونه .. تعوذ من الشيطان وكان الوجع هدا شوى .. سحب تركى بساط خفيف من سيارته من ورا وفرشه لهم وقعدوا عليه ورجع جاب القهوة والماء .. " اللحين قول لى وش اللى خلاك تتوتر عشان يوجعك راسك .." سأله تركي .." ما أدرى مافينى شى شوى وماعاد قدرت أفتح عيونى " رد عليه ماجد .. " لازم تروح للمستشفى وتشوف وش سالفة هالصداع لانه ماهوبصداع عادى .." رد تركي .. " ان شاء الله متى ما فضيت رحت .." جاوبه ماجد وهو ساهم في الظلام يطالع السما الداكنة .. " وش تفضى .. العمر يخلص والشغل ما يخلص .. صحتك ابدى من أى شئ ثانى " تنرفز تركي .. " خير ان شاء الله .. بس لاتجيب لاحد خبر زين .." وصاه ماجد .. " لا تشيل هم بس لاتنسى تراجع المستشفى .." رد عليه تركي وهو يطالعه بقلق .. كانت اللية قمرا اول فصل الشتا القصير .. والجو حلو .. ونسمة خفيفة تهب تحرك موج البحر .. اللى يتهادى على الشاطى بخفة .. ارتاح ماجد كثير وخف الوجع .. وقعد يتسامر هو وتركى .. بعدها وصله لسيارته عقب ما تأكد أنه بخير وراح عنه .. انتبه للساعه كانت قربت 11 .. مايدرى وش سوت الجورى .. فكر يتصل بس مهى بعدله .. أرسل مسج أحسن شي .. _ مساء الخير .. طمنينى على الجورى _ .. :: :: :: كانت مها تقرا لها مجله .. انتبهت على صوت رساله على جوالها .. فتحتها لقتها من ماجد .. مانسى أن الجورى مريضه .. ابتسمت لطيبة قلبه .. ليته اتصل بس .. وش اتصل .. وليه يتصل؟؟ .. ولاشي بس عشان يتطمن .. المسج يكفى ردى عليه بس .. صح المسج أحسن .. ردت عليه وانتظرت.. شوى وجاه الرد .. _ بخير الله ينشد منك ..لاتشيل همها _ الله يطمن قلبس .. تنهد ماجد .. وحرك للبيت .. انتظرت مها يرد عليها .. مارد .. خلاص وش يرد بعد .. حست بحزن .. بس صحيح مافيه شي يخليه يرجع يرسل شي .. سكرت المجله وطفت الليت ورقدت .. كانت كل أفكارها مع ماجد .. وشلون دخوله حياتها وحياة بنتها غيرها .. شلون بدت تحس أن فيه أحد يشيل همّ هالبنت اليتيم معها .. هالاحساس ريحها كثر ما شغل بالها .. لأنه بدا ياخذ مكان في حياة بنتها .. مكان يمكن يطغى على مكانها هي .. لا أنا أمها مهما كان ماحد يقدر ياخذ مكاني عند الجورى .. قربت منها وضمتها لصدرها وغفت على أحلام متقطعه .. :: :: :: تحسنت حالة الجوري .. ومر عليهم ماجد يشوفها وماطلعت له مها .. استغرب ومع ذلك ما بين شي .. ولا نشد وينها .. قعد شوي وعقبه طلع .. بعدها بيومين دخلت مها غرفة ساره وسألتها كنها تبي تروح السوق .. " زين بس وين بنروح ..؟؟" نشدتها سارة .. " بنروح سوق الديرة ناخذ لس قطع تفصلين لس قلابيات .. ما عاد يمدي الوقت والخيّاط همّ اخلصي منه قطيها عند الخياط وانسيها .." ردت عليها مها .. " كم قلابية بناخذ .. " سألتها سارة اللى ماعندها فكرة عن الموضوع اصلا ولا هي بحاطة في بالها تسوي قلابيات .. قعدت مها تحسب " يبي لس ثنتين مغربيات شغلهن ثقيل وهذي بنحطها في شارع السد .. ويبي لس على الاقل خمس والا ست حراير شغلهن حلو موب واجد .. ويبي لس بعد خمس او ست قطنيات حق البيت عقب .. " رفعت راسها لأختها عقب ما كملت الحسبة .. " اووف .. وكم بتكلف هذي كلها .. " استغربت ساره من كثر القلابيات .. " والله بين ست وسبع الاف غير المغربيات .." قعدت مها على طرف السرير .. " بس أنا ما ألبس قلابيات واجد .. أبي أغلب جهازي تنانير وبلايز .." ردت ساره .. " القلابيات تنفعس في بيت رجلس .. أما دخل عليس حماس والا عمس لين منظرس عدل .. ولا انتي بلابسه ضيق .. "كانت مها تكلمها وهى تكتب الأغراض اللى بياخذونها " وبالمره بناخذها نقطها عند اى خياط في شارع النصر اخذي معس قياس لا تنسين .." ذكرتها مها .. " زين بس بأخذ لي قطع تنانير بأخيطها بعد .. " كانت ساره تطالع مها من طرف عينها .. " تخيطينها ماعليه بس ما تدرعين فيها الكورس الجاي في الجامعة .. " .. ضحكت سارة " فديت اللى فاهمني .. ترى اضرب عصفورين بحجر .. " شرحت ساره لأختها اللى ما تطوف عليها حركاتها .. " لا عصفورين ولا قردين .. أعرفس .. بتجين عقب وبتقولين هذي مستعملة وتفشل أبي أخيط غيرها .." طاحت سارة على فراشها تضحك لأن أختها فاهمتها .. " موافقه بس نمر نفصل لي عبايات لا تقولين لا بعد .. " وافقت ساره .." كنه أمدى الوقت مرينا .. برزي عمرس بكره الصبح بنروح " قامت مها بتطلع .. " حرام عليس بكره السبت عطلتي خلينى أرقد .. " اعترضت سارة .. " يا ما لس من الرقاد عطلة الربيع عقب اسبوعين .. خلصي امورس وعقبها ارقدي لين تشبعين .." كان كلام مها واضح .. " زين والجورية؟؟ " نشدتها عن الجوري .. " وشفيها .." ردت عليها مها وهى عند الباب .." بناخذها معنا ..؟؟" سألت سارة .. " لا .. باخليها عند امي .. ماعليها شر .. ما بغت تسلم من المرض ما أبي أطلعها أخاف يلفحها الهواء .. غير أنها بتعطلنا وحنا نبي نخلص " ردت مها .. " اوكي .. " .." لا تسهرين سمعتي .." التفتت مها على ساره .. " ان شاء الله .." .. وطلعت مها من غرفة أختها .. :: :: :: مرت الأيام وقربت عطلة الربيع .. وفي بيت أبو محمد كان من عادتهم يطلعون كل سنه يخيمون في النعيرية .. مع جماعتهم .. بعد صلاة المغرب كان ابو محمد وماجد وفهد قاعدين في الخيمة اللى في الحوش .. " هآآه يا بوك .. جهزت للمخيم .." نشد عبدالله ولده ماجد .." لا تشيل هم يبه .. باذن الله باجهز كل شي مثل كل سنه .." رد عليه ماجد وهو يصب له فنجال قهوة .." ايه يا بوك مانبي الوقت يدركنا ونتأخر .. اخذ جوازات الهنود والخدامات عشان تسوي لهم فيز .." .. " كم هندي تبي تاخذ معك .." رفع ماجد راسه يطالع ابوه .. " يمكن ثلاثه .. الطباخ والدريول والراعى البنغالي اللى يعرف يسلخ .." قال له ابومحمد .. " ولا يهمك .."رد ماجد .. كان في بال ماجد موضوع .. وكان يبي يفاتح ابوه فيه .." أقول يابو محمد .. " تكلم ماجد .. " خير .." رد ابوه .. " وش رايك نعزم بيت عمى خالد يروحون معنا ذا السنه .." سأله ماجد .. " والله يا ولدي كل سنه أقول لعمك خالد وهو يعيي .. يقول ما يقدر يطلع ويخلي شوفاته ماعندهن احد .. وهو صادق قلت له هاتهم معنا قال مايبون البر " مد فنجاله على ماجد اللى خذاه منه وكمل كلامه .. " يطلعون كلهم معنا .. كلها اسبوعين يستانسون ويغيرون جو .." صب له قهوة ومد لابوه الفنجال اللى كان يفكر بكلام ولده .. " والله شورك مبارك .. خلاص باقوله أنا وكود أنه يوافق .." كان فهد يطالع ماجد بطرف عينه وكاتم ضحكته .. " وش عندك يا فهد .. "نشده ماجد .. " ابد سلامتك .." قعد ماجد يشوفه بطرف عينه وهو ضايق منه .. يوم طلع أبوهم حذف عليه علبة الفاين .. " انت صاحي ..؟؟" تفاجأ فهد من ضربة الفاين في راسه .. " لا مجنون .. وش عندك تضحك يوم اكلم ابوى .." سأله ماجد وهو مسوي انه معصب .. ابتسم فهد .. "ماعندي شي .." رد فهد عليه .. " فهيد .. تراني أعرفك .." قرّص ماجد عيونه في أخوه الصغير .. ضحك فهد بصوت عالي " زين بأريحك .. وش اللى طرى عليك عشان تعزم بيت عمي معنا وانت تدرى أمي من يوم الموضوع اللى أنت خابر وهى ما تطيقهم .." التفت فهد على أخوه يبي يعرف وش ورا اقتراحه على ابوهم .. " عادي .. اصلا الحساسيات ذي لازم تنتهي .. إلى متى والقطيعة بين البيتين .." كان ماجد يصب له بيالة شاهي .. " والله يا طويل العمر يبي لك تقنع الوالدة بالشي هذا لا تقنعني أنا .."رجع فهد يشوف التلفزيون .." وأنت صنم في البيت لا لك راي ولا لك شور .." استغرب ماجد من كلام أخوه مع أنه عارف أنه صح .." والله انا رجال عزوبي وراي دوام ما عندي فرصة أحك راسي عشان تجي وتقول لي نروح نرّبع في النعيرية .." رد فهد على ماجد وهو يرجع مكانه ويشوف التلفزيون .. " خسارة .." ابتسم ماجد بخبث .. التفت له فهد .." وش خسارته ..؟؟" رد فهد على اخوه .. "شكلك ماتدري أن بيت خالتى بيروحون معنا " وابتسم ماجد ابتسامة اللى متشمت .. نط فهد وشوي يطيح بحضن ماجد .. " في ذمتك مجوّد انهم بيجون معنا .. احلف .." ضحك عليه ماجد .." اي بيجون معنا .. بس معنا حنا مهوب معك أنت .. أنت يا مسكين وراك دوام .. وما عندك حتى فرصه تحك راسك مادري رجلك .. " كرر ماجد كلام فهد اللى قاله من شوي عشان يقهره أكثر .. " الله لا يبارك فيه من دوام .. حسبي الله عليهم يا ولد ..الله لا يوفقهم كنهم ناشبين للواحد .. " تنكد فهد وخذا الريموت يغير قناة التلفزيون .. طلع ماجد وهو يضحك على أخوه وحس أنه خذا حقه منه .. :: :: :: يوم الخميس الضحى .. كانت مها تراجع الباقي من أغراض سارة اللى ما شروه .. باقي قمصان النوم والبيجامات .. العطور والمكياج .. الجواتي والشنط .. مفارش السرير والفوط وأطقم الحمام .. تنانير وبلايز زيادة وأهم شي فستان العرس والحنا والمكياج والشعر .. احتارت .. وماعاد عرفت بايش تبتدي .. طلعت لأمها برا .. " يمه .." .." نعم .."ردت عليها امها وهى لاهية تخيط بطانة جلابيتها المنفتقه .." يمه ماحددوا متى عرس ساره بالضبط .." سألت أمها .." والله يا بنتى قالوا عقب المدارس يعنى أول الصيف .."ردت امها وهى عدها لاهية بشغلها .." بس يمه مايصير كذا .. كلمى أم أحمد وشوفي متى بالضبط عشان ندبر أمورنا .."تكلمت مها .." وش أكلمها فيه؟؟ اقولها متى بتاخذون بنتي ..؟"رفعت منيرة راسها تشوف بنتها .. قعدت مها جنبها .." السالفه مهوب كذا فديتس .. بس لازم نعرف التاريخ عشان نقدر نحجز الصالون حق الحنا وحق المكياج وحق الشعر وهذا لازم قبل العرس بسنه زين تلاقين حجز .. يعنى عادى كلميها وقولي لها متى حددتوا عشان نخلص أمورنا .. وتراها طيبه وعندها بنات أعرسوا يعنى تعرف ذا السوالف .." ترجتها مها .." الله ياخذ عدوس اشغلتيني .. خلاص بأكلمها اليوم وباشوف " قالت لها منيرة وهى تقطع الخيط .." فديت عمرس يمه ما تقصرين .. على فكره ترى بنروح المخازن الكبرى العصر " رجعت تعطى امها خبر وهى تبتسم .." وش عندكن هناك بعد .." نشدتها امها .." يا يمه بنروح نخلص أغراض بنتس يعنى وش بنروح نسوي الله يهداس .." جاوبتها مها .." يا كثر روحاتكن للاسواق .."ردت منيره بعدم رضا .." يمه الله يرضى عليس .. وديناس معنا مره السلام عورتس رجيلس وقعدتى طول الوقت عند السيكورتي .. بعدين كافي ان حنا نتعرض القوايل والشموس عشان ما نروح في الزحمه في الليل .."وضحت لها مها .." المهم اخلصن ترى فلوسها بتروح كلها فى خرابيط .." وصتها أمها .." يمه الأسعار ضو وتدرين .. غير ان الوحده كم مره تعرس.. ما ودي ينقص عليها شي ابيها تفرح .." .. أحزنت منيرة يوم سمعت كلام مها عن اختها .." الله يسعد قلبس ويفرح نظرتس يا بنتي .." دعت لها من قلب .. " يا هو وش ذا الفيلم الهندي اللي على الصبح .. تصدقون بغيت أبكى .." دخلت عليهم ساره .." صح النوم الواحد لقام يقول السلام عليكم .." نقمتها أمها .. " السلام عليكم يا يمه "سلمت وهى تدنق على راس أمها .." السلام عليكم يا مها .."حطت يدها على راس مها وباستها .. قبصتها مها وهى تضحك "السلام عليكم يا الجوري .. بقى أحد .." تلفتت ساره تدور احد تسلم عليه .. قعدت وخذت الجوري وباستها وحطتها في حضنها " وش السالفه على هالمشاعر المتدفقة على الصبح .." علقت على الموقف بين امها ومها .. " مافيه سالفة ولا هم يحزنون .. اسمعي دامس قمتي .. بتروحين السوق ذا اللحين والا العصر .." نشدتها مها .." يالله صباح خير .. يا اختى توني قايمه حتى ما فتحت عيوني .. أمداس ارتحتى من مشوار الديرة واللفلفه ذاك اليوم .." التفتت سارة لأمها تشتكي " والله يا يمه على حيلنا ما قعدنا من الساعه عشر لين قربت وحده .. هذا عدل .." كانت ساره تمزح ومادرت ان مزحها بينقلب عليها .." اللى يسمعس يقول رايحه تجهز لعمرها مهوب لس.. صدق لقالوا خادمكم يا بدو في النار .."ردت عليها امها .." محشومة أنا اللى خادم واسكت بعد دام الحاجة لي .. يا كلمة ارجعي مكانس .." ضحكت مها .. " ماعليس اليوم مافيه لفلفة .. بنروح المخازن الكبرى ويمكن نمر فيلاجيو .." قالت لها مها .." لا واللي يرحم والديس .. فيلاجيو يبي له اسبوع لحاله عشان تمشين فيه .. خلينا اليوم في المخازن وبس" ولفت على الجوري تلاعبها .. " زين مهي مشكله .. اخلصي عقب صلاة الظهر بنروح .."قالت لها مها .. " شفتي امس ذي .. ما شفت أحد يحب مطاريش القوايل مثلها .." التفت سارة على الجوري في حضنها تسولف عليها اللى كانت تضحك ولا تدرى وش السالفة .. شوى ودخل عليهم أبو ناصر سلم وقعد .. "عندى لكم خبر .." .. " خير يابو ناصر؟؟" ردت منيرة .." شرايكم نروح السعودية في العطلة ..؟ " كان الكل متفاجئ من الخبر .. " وش الطاري يابوناصر .."نشدته منيرة .." والله الطاري كلمني عبدالله أبومحمد ويبينا نطلع النعيرية معهم .. وملزم على البنات يطلعن معه .." .. مها سكتت ماقالت شي .. مدت الفنجال على ابوها .. " وش بلاكن .."استغرب ابو ناصر من سكوتهن .. " مابلانا شي .. بس أنت تدرى ان البنات ما يحبن يطلعن البر .. برد وتعب .."ردت منيرة .. "اللي يسمعس يقول انهن بيطبخن والا ينفخن هناك .. بناتس بيروحن مكفولات ماعليهن الا ياخذن ثيابهن وبس .."رد بهدوء .. " يا يبه برد على الجوري فديتك وهى ماتعودت .." ردت مها .. "الجوري ماعليها شر .. اشترى لها دفا .. فكي عن البزر شوي خليها تطلع تشوف التراب تشوف الحلال خليها تظهر من جو ذا البيت المكتوم .."ماعطاها مجال تعترض .. " يا يبه ورانا اشغال عشان عرس سارة لازم نجهز لها "حاولت مها مره ثانية .. "في الدوحة سوق وفي الحسا سوق(ن) اخير منه " قطعها ابوها بهدوء .. عرفت أن ابوها هالمره معزّم .. "مها .. "ناداها ابوها .. " لبيه " .." قومي هاتي لي جواز الشغالة عشان أسوي لها فيزا .." .. " ان شاء الله .." تركت اللى في ايدها وقامت داخل تجيب الجواز وقامت معها سارة والجوري .. " أنت تعرف عقب الموضوع اللى صار مادخلنا بيت أبو محمد ولا هم دخلوا لنا بيت .. تبينا ذلحين نعرض وجهينا عليهم ونطلع معهم .."وضحت له منيرة .. " ابو محمد اخوي ولد عمي .. واللى يصير غلط .. والمفروض هالشي ينتهى.. الى متى قطيعة الرحم .. اللى صار صار ولا باليد حيلة .. وماجد رجع يضم بنت اخوه ومها بتدخل بيتهم ان ماكان اليوم بكره .. وهذي فرصه تعود على الوضع من جديد شوي شوي .. "سكتت منيرة يوم دخلت مها بالجوازات وعطتها ابوها ورجعت داخل .. " اسمعي يا منيرة .. أنا مانا بدايم(ن) لهن .. وان عشت اليوم ماعشت اللى عقبه .. البنات مالهن الا بيت عمهن عبدالله .. والحمدلله اللى سخّر ماجد يخطب مها والله ماتدرين راحتي يوم طلبوها كنهم طايحين علي من السما .. أحمد رجل ساره ورجّال ماسمعنا عنه الا كل خير وهذا اللى خلاني استعجل واوافق على العرس وهى مابعد خلصت دراستها .. الرجّال اللي فيه خير ما يجي كل يوم .. وماجد سنّافي وينشد به الظهر .. وأنا وافقته يجي البيت يوم حسيت ان ذا الشي بيربطه مع الجوري اكثر وبيحسسه ان له مره وبنت مسؤؤل(ن) عنهن .. ترى الغايب عن العين غايب عن القلب يا منيرة .. و الجفا يقسي القلوب ..أبي البنات يعودن ياخذن على بيت عمهن عشان كذا انا ملزم تطلعون كلكم ذا الزمان .." .. سكتت منيرة يوم عرفت اللى في خاطر رجلها .. ودرت ان كلامه صحيح وان هذا الوقت اللى لازم كل شي يرجع مثل ماكان .. ::؛:: وبهالشكل .. الظروف تحتم اللقاء اللى كان شبه مستحيل .. الحياة ماتدوم لأحد .. ومثل ما يقولون الظفر ما يطلع من اللحم .. والعايلة في مجتمعنا شي مقدس .. ورباط شديد لا يمكن بيوم ينفصم .. لكن مرات .. عشان هالرباط نظلم قلوب ونظلم أرواح .. بالنهاية مثل ما قلنا .. كل شئ مقدر ومكتوب .. وماحد ياخذ أكثر من نصيبه .. ونصيب مها ارتبط مع ماجد .. طيب والا غصب ماعاد هالشي مهم .. المهم .. شلون راح يعيشون .. الجزء الثامن " شرايس باللي يقوله أبوس .."سألت سارة مها اللى كانت تبدل لبنتها عشان ترقدها قبل تطلع السوق .. " والله مادرى من اللى لاعب بحسبته .. ابوي مهو بأبوي الاول يا سويرة " ردت مها وهي مشغوله بالجوري .." زين والعمل ذلحين .." نشدتها سارة وهي مكتفه ايديها على صدرها .." والله ما أدرى لا تنشديني أبوس جاي وهو معزم على الروحة .. كان امي تقدر ترده عن اللى في راسه والا رحتي غصب .. بعدين شوفي عندس على الكومدينو لسته الأغراض الناقصة يا حلوة .. اعملي حسابس خلى عشرة حق الفستان والحنا والحمام المغربي والصالون من قص شعر وصبغة واظافر واربعه والا خمسه للشعر والمكياج ليلة العرس وشوفي كم باقي معس في الحساب وعلمينى .." خلصت مها تبديل لبنتها والتفتت على سارة اللى كانت سرحانة .." سويرة .. قومي اطلعي خليني أرقد البنت و صلي وخلس بارزة نروح السوق .." .. " زين .." وطلعت سارة وهي ساهمة وتفكر في شي ..!! :: :: :: كان ماجد يفكر .. وش صار في بيت عمه ابوناصر وهل قال لهم عن طلعة البر والا لأ .. وش ممكن يكون قرارهم .. قرر انه يرسل مسج لمها .. ويجس النبض .. _ شلون الجوري .. ترى بأمر العصر اوديها للألعاب _ رن جوال مها وكانت في السيارة مع سارة رايحين المخازن الكبرى .. فتحته وشافت المسج .. ردت عليه _ الجوري بخير وراقده مادرى متى بتقوم _ .. استلم ماجد المسج وعقد حواجبه .. هذي تبي تعقد الأمور كذا .. رجع وأرسل لها _ فيه اختراع اسمه جوال. لمن قامت ارسلي لي مسج _ .. شافت المسج الثاني وماردت عليه .. نزلت هى وسارة السوق وراحوا لزارا هوم .. وضاعوا بين الشراشف والملاحف اللى كل واحد أحلى من الثاني بس أسعارها ضربة .. " مهوي هذا يجنن .. شرايس فيه ؟" سألت سارة أختها .. " أدرى يجنن بس شوفي سعره " ردت مها وهى تلمس القماش الناعم والدانتيل .." اسمعي عقب كم يوم أكيد بيسوون تنزيلات على السنه الجديده .. نقدر نرجع وناخذه .." التفتت مها على اختها وهي تشوف عيونها من ورا النقاب .. كانت سارة سرحانه وتلمس القماش بنعومه .. حست مها انه في خاطر أختها " السوري و وجع .." زعقت عليها .. " هآآه شبلاس .." رجعت ساره للواقع .." وجع لي ساعه أكلمس .." ردت مها .." والله يا مهوي سرقت عقلي هالاغراض " ردت ساره وهي تتنهد .. ابتسمت مها من ورا النقاب .. والله ما اخليه في خاطرس من كثر خواتي عشان اخلي مفرش في خاطر السوري .." زين وش اللى عجبس منها .. "سألتها مها .." شوفي العاجي هذا شرايس فيه .." ضحكت مها .. " والله تونى أدري أن عندس ذوق يا السوري .." نادت مها الفلبينيه اللى تشتغل وطلبت منها المفرش العاجي واكسسواراته .. قررت ولأول مره تستخدم بطاقتها حقت البنك .. وتشترى الملحف عشان اختها .. هدية منها .. لان الفلوس بتقعد في البنك وماحد مستخدمها .. وسارة أولى من غيرها بالفلوس .. :: :: :: انتظر ماجد مها ترد عليه عقب المسج .. شافها تأخرت قرر يتصل فيها .. انتبهت مها على صوت جوالها .. فتحت الشنطه توقعت انها امها تنشدها ليه تأخرن .. شافت مــاجد يتصل بك .. وش يبي هذا اللحين متصل .. لو ما رديت بيرجع يتصل ويفضحني .. أبعدت شوي عن أختها وفتحت الخط ولا تكلمت .. " السلام عليكم .." تعود على انها ما تكلم .. " وعليكم السلام" ردت بصوت واطي بحكم انها في السوق .."وش عندس مارديتي على المسج ..؟؟" سألها ماجد بهدوء لكن فى داخله توتر .. " رديت عليك " وبعده صوتها بنفس النبرة الواطية .. ماجد حس ان فيها شي .." أنتي وينس ..؟" نشدها .. " في السوق " ردت بأختصار.." من اللى معس .." طلع السؤال من ماجد عفوي .. " خير .. وش عندك تنشد .."ماعجبها اسلوبه في الكلام .." وش اللى خير بعد ؟؟ .. شكلس نسيتي انى رجلس ولى حق انشد .." تنرفز ماجد من برودها .. استغفرت مها في قلبها " والمطلوب .."ردت بهدوء .." وش السوق اللى انتى فيه .."رجع ماجد بعناد يسألها .. " المخازن الكبرى .."ردت وهى ماسكه عمرها لا تسكر الخط في وجهه .. "بتأخرين .."كان ماجد مصمم يوريها أنه رجلها ومسؤؤل عنها .. " مادري .." بدت مها تتضايق من أسئلته .." كيف ماتدرين .. اسمعي يا بنت خالد علم(ن) يوصلس ويتعداس انا رجّال ماحب مراويح الأسواق .. وأنتى مرة في ذمتي.. مالس طلعة الا بإذني سمعتي .." كان صوته عالي وهو يتكلم .." يصير خير.. فمان الله .." وسكرت مها جوالها في وجهه وهى معصبه .. انصدم ماجد .. هي مفكرتني نفس ...!!!! وماحس بروحه الا طالع من الدوام ومتجه للمخازن الكبرى .. :: :: :: تنكد خاطر مها بعد المكالمه وحست فيها سارة .." مهوي .. شفيس .." سالتها .. " مافيني شي .. بس راسي يعورني "ردت مها .. " زين خلاص خلنا نرجع للبيت .." قربت منها ساره تشوفها .."خلصتي اللى تبين .." نشدتها مها .. " ايه اظن يكفي كذا .. خذيت طقم الحمام والفوط والملحف .. الله يستر بتطلع ضربة .." قالت ساره وهي تلف تشوف العربانة المليانة .." ماعليس .. الغالي سعره فيه وبيقعد لس .. امشى نحاسب ونطلع .." مشت مها قبل أختها .. وعند الكاشير حلفت مها على اختها انها ماتدفع ريال .. وأن الأغراض هذي هدية منها ومن الجوري .. سارة غصتها العبرة من موقف أختها وماقدرت ترد .. حاسبت مها وحطوا الأغراض في العربانه ودفتها سارة .." هذي الهدية عشان تذكريني كل ما رقدتي على ملحفي والا دخلتي الحمام تسبحين بأغراضي .. " قالت مها لاختها وهي تضحك .." خوش صار ملحفس وأغراضس ..على كذا تعالي عيشي معي احسن .. دامني باتذكرس كل ما رقدت والا دخلت الحمام .." ضحكت مها وخذت العربانه من ساره وهي تلف بوجهها جهة الباب لكن الضحكة ماتت على شفايفها .. لأنها لفت وشافت ماجد واقف قدام الباب الزجاجي .. وجهه اسود وتعابيره جامد .. وعيونه مخفيها ورا نظارات شمسية سودا .. تجمدت مكانها وعرفت انها ماكان لازم تسكر في وجهه .. كانت سارة تكلم الدريول عشان يقرّب السيارة .. شافت مها وقفت تبعت نظر اختها تشوف وش اللى جمدها .. " هذا .." تكلمت ساره وسكتت قبل تكمل .." ايه هو .." ردت مها بصوت ما ينسمع .. قرب منها ماجد ومد ايده للعربانه وسحبها منها ومشى قدامهم .. مها لا شعوريا شافته قرّب منها ابتعدت .. طلع من الباب الزجاجي للشارع .. لقى الدريول ينتظرهم .. ساره راحت على طول الجهه الثانية وركبت السيارة .. شاف مها قربت بتحط الأغراض .. التفت نص التفاته صوبها وبصوت بارد قال " عودي وراس .. الدريول بيحطها في السيارة روحي اركبي .." .. رجعت مها وراها وهو عطى الهندى العربانه عشان ينزل الأغراض .. مدت مها ايدها تبي تفتح الباب .. ماوعت الا بقبضة يد ماجد على معصمها .. كان قريب منها لكنها ما رفعت عينها له .. تجمدت عينها على معصم ايدها اللى شاد عليها ماجد وشوى ويكسره .. " شوفي يا بنت خالد .. اول مره وقلت بنتها تعبانه وعذرتس يوم تسكرين التلفون بوجهي هالمره تحذير .. ترى أقدر أجيس و أجيبس ولو كنتي في آخر الدنيا .. وعلي بالحرام لو تكرر هالموقف ماتلومين الا نفسس .. انا رجلس تحترمينى غصب(ن) عنس .. خشمس هاللى رافعته ترى بكل سهولة اقدر اكسره .." لمس بطرف اصبعه خشمها بنعومه من فوق النقاب .. تجمدت مها من لمسته .." حطي في بالس .. تعاندين مره أعاند الف وترى بالي طوييييييييييييييل أكثر مما تصورين .. بس عشان ما تتعبين روحس أكثر .. على فكره .. برزي الجوري قبل المغرب بأجي أخذها .. " فك ايدها بقوة تعارض هدوء كلامه ومشى وتركها .. وقفت مكانها تشوفه وهو يمشي لسيارته مانتبهت الا لصوت ساره تناديها .. ركبت السيارة ساكته وبيدها تضغط على مكان ماكان ماجد ماسكها .. ومشوا .. التفت ساره تشوف اختها الساكتة بشكل غريب .. ماقدرت تتكلم ولا تسألها عن اللى صار.. هدوء مها كان مخيف اكثر منه هدوء تعب او وجع راس .. الاف المشاعر كانت تدور في نفس مها .. غضب قهر خوف .. هذا اللى يبي يضمني ويضم بنتي .. هذا اللى مهوب ضايمنا .. وأنا في بيت ابوي يتحكم فيني .. بكره لمن دخلت بيته وش بيسوي .. بيقفل علي البيبان ..!! عشان تعرفين انه خذاس بس عشان يكسر خشمس لا هو محبة فيس ولا هو عطف على بنتس .. انتبهت على صوت مسج في جوالها .. فتحته لقتها من ماجد .. _ نسيت أقول لس .. الملحف يجنن _ انصدمت مها من جرأته .. مفكر الأغراض عشان ...!!!!!! :: :: :: دخل ماجد البيت لقي ابوه وامه في الصاله .. كان واضح أن الجو متوتر .. سلم عليهم وقعد " عسى ماشر يبه شفيكم ؟؟.." كان يطالع امه وأبوه .." مابه شر ان شاء الله .. عمك كلمني اليوم وقال بيطلعون معنا .." فهم ماجد سبب ضيقة أمه .. " زين عشان أمى تستانس .. أعرفها تحب مرة عمى منيرة .." طالعته أمه بنص عين .. قرّب ماجد من أمه " وفرصة عشان ترجعين كل شي مثل ماكان .. أنتي اللى تحلين وتربطين وبيدس ذي .. " رفع ايد امه وباسها " تجمعين العرب وتصيرين راعية فضل .. وترى صلة الرحم من الرحمن وأجرها عظيم .. الله لا يحرمس إياه يا أم محمد .. " حس أن أمه تأثرت بكلامه .." بعدين أبيس تشوفين الجوري بنت منصور .. يا أنها تاخذ العقل ذا البنت .." ابتسامة ماجد يوم تذكر الجوري كانت من قلبه .. " أنت شفتها ؟؟." سألته نورة .." ايه يمه شفتها .. سبحان الله ابوها قاعد .. تقولين ضحكته والا نظرة عيونه .. " وبدا ماجد يسولف على امه سوالف الجوري ويوصفها لها .. كان ابوه يراقبه بهدوء وهو يسولف على أمه عن بنت ولدها .. معجب بطريقة ولده في التصرف مع أمه اللى تغير موقفها واستجابت بهدوء لفكرة الطلعة مع بيت ابوناصر وكله عشان غلا ماجد .. وهالشي كان له اثر كبير على نفسية الجميع حتى البنات .. روضة انبسطت .. ونوف كان موقفها كالعاده بارد .. وموضي اللي تحمست أكثر وأكثر للطلعه وبدت تجهز لها .. :: :: :: بعد يومين في بيت ابوناصر كان خالد ومنيرة ومها قاعدين الضحى يتقهوون .. كانت الجوري عندهم تنادى ماجد وهى تلعب .." الا على الطاري .. ماجد وينه له كم يوم مامر؟" سألت منيرة رجلها اللى كان متكي يتقهوى .. تجمدت مها من سمعت طاريه " مهوب هنا راح السعودية يجهز للمخيم .." رد خالد وهو يتفاول من التمر .. " ايه على خير .. متى ناويين تمشون .." نشدته منيرة .." متى ما رجع وأظنه بيرجع بكره .. عبدالله يقول بنمشي أما الأثنين والا الثلاثاء .." التفت أبوناصرعلى مها " أنتن جهزتن أغراضكن .." سالها بنبرة حزم .. " ايه يبه جهزناها .." ردت مها وهى مدنقة تغسل الفنجال .." ما أوصيكن اخذن معكن دفا وملاحف كفاية .." مد لها فنجاله .." ان شاء الله يبه .." رفعت مها راسها تشوف ابوها .." واخذى أغراض بنتس كلها ترى مافيه سوق هناك .." نبه مها .. " ان شاء الله يبه .." ردت عليه بهدوء .. سرحت مها مع أفكارها ومع هالدوامة اللى تعيشها لها فتره .. تغييرات سريعة وجذرية والسبب من ؟؟؟ .. ماجد .. " مهوي .." انتبهت على صوت ساره تناديها من برا .." نعم .." ردت عليها .." تعالي شوي أبيس .." .. قامت مها من امها وابوها وخذت معها الجوري وراحت غرفة سارة .. دخلت غرفة أختها .. اللى كان غالب عليها اللون الوردى .. السجاد اللى كان وردى غامق .. الستاير اللى متداخل فيها ورد لونه وردي واصفر .. وعروق طولية خضراء فاتحه .. طاولتها اللى عليها لمبه شمواه بنفسجي غامق .. سريرها اللى ماتغير المفرش الوردي الا بمفرش ثاني فيه وردي بدرجاته .. شافت أغراض عرسها وتجهيزاتها جنب الكبت .. غصتها العبرة .. يا أن هالغرفة بتفقد هالأنسانة الطيبة لراحت منها من غير شر .. " هيييه .. وش فيس .." نادتها سارة يوم انتبهت أن أختها دخلت .. " مافيني شي .. وش عندس مناديتيني " ردت عليها مها بدون ماتبين افكارها اللى دارت في بالها .. " تعالي اقعدي وأعلمس .." اشرت ساره بيدها جنبها على السرير .. نزلت مها الجوري على الأرض وعطتها فرش المكياج تلهى فيهم .. " وراس علم .. وعساه خير يا السوري .." قعدت مها ولفت تشوف أختها اللى باين عليها الاثارة .. " تعرفين عفراء .. أخت فاطمة اللى أعرست من كم شهر .." وسكتت ساره عشان تعطي مها فرصه تتذكر .. حاولت مها تتذكر بس ما قدرت بالاخير استسلمت .. " طيب .. وشفيها .." سألتها عشان توفر الوقت .. " توني مسكرة منها ذلحين وخذيت منها اسامي كل المحلات اللى في الحسا والخبر .. اللى تجهزت منها أختها .. تدرين وش تقول .." ابتسمت مها وهي تدري ان السالفه طويلة فتجاري السوري أرحم .." وش تقول .." ردت على ساره بابتسامه .. " تقول لي يا طويلة العمر حظس أنس بتروحين تجهزين من هناك .. تقول كل شي بالماء ونفس الاغراض اللى في الدوحة أن ماكان أحلى .. تقول انها جهزت اغراض عرس اختها من هناك وماكلفتهم 40 الف ريال مع فستان العرس وفستان الصباحية .. وأنتى شفتي فستان عرسها وش زينه .. حتى عفاري شرت فستانها حق عرس أختها من هناك وما كلفها 800 ريال .. تذكرينه التركواز اللى كان فيه شك ذهبي واورانج .." حاولت مها أنها تتذكر الفستان لكن بدون فايده .." زين والزبدة من ذا الكلام كله ذلحين .. " حطت ايدها على خدها وطالعت اختها .. " الزبدة يا حبيبتي ان حنا نكمل الجهاز من الحسا والخبر .. نضرب عصفورين بحجر .. فرصة نتسوق وفرصه نبعد عن العالم اللى أنتي خابرة يومين ثلاثه .. " رقصت ساره حواجبها لأختها يعنى أنها جابت الذيب من ذيله .. ما اقتنعت مها بالفكره .. " اخاف نتورط يا بنت هناك ولا نعين شي يستاهل .." ترددت مها وهى تقول لساره عن خوفها من الموضوع .. " بسيطه ترى حنا مهوب خسرانين حاجه .. حنا رايحين راحين .. اخذي بطاقتس معس لقينا شي عدل زين وحبه الله .. مالقينا ترى فلوسنا عندنا .. " ابتسمت ساره .." هاتي اشوف الاسماء .." مدت مها ايدها تاخذ الورقة من اختها .." هاس .. اول مجموعه في الخبر في شارع السويكت .. الثانيه تقول فى مجمع الراشد .. هذي أهم المحلات وتقول دوروا دامكم هناك .. ولا تستعجلون تشترون .. " عطتها اللسته وهي تأشر لها على المحلات .. " ايه ماشاء الله .. ترى ابوي على كيفنا .." ردت مها وهى تقرا الأسامي .. " تراه هو اللى قال سوق الحسا أزين من سوق الدوحة .." وغمزت ساره لأختها .. ضحكت مها " خير ان شاء الله .. نروح ونشوف .. بس انتبهي على اللسته لا تضيعينها .." وصت اختها .. " بأحطها ذلحين مع أغراضي لا تحاتين ورقم عفاري عندي احتجنا شي والا حاجه كلمناها من هناك .." ردت ساره على اختها وهى تاخذ الورقة وتحطها في شنطة ايدها .. " حطي في بالس ترى يمكن نمشى الاثنين والا الثلاثاء .." علمتها مها وهى تراقب الجوري .. التفتت عليها ساره " مسرع .. شفيهم مستعجلين العطله بتبتدي من الخميس .." ردت ساره مستغربه .. " ما وراهم شي لا بزران ولا مدارس عادي .. بس تعالي .. نوف مدرسة شلون بتطلع بدري ؟؟ " كانت مها تتساءل .... :: :: :: وفي بيت ابو محمد كان فيه نقاش حاد .. " يا يبه وش اللى معجلكم .. أنا عندى دوام للخميس .." كانت نوف تكلم ابوها وهي واقفه ومعصبة .. " نبي نفتك من زحمة العرب عند المراكز وحنا ماشاء الله جماعة .. لا بنفر ولا بنفرين .. غيبي مرضي والا طارئة .. مهوب مشكله .." رد ابوها عليها وهو ما يطالع صوبها اصلا .. "يا يبه ما يصير لازم توقيع .." حاولت نوف تشرح له .. " الكلام جاس .. حنا ماشيين الأثنين كلمي اخوس محمد والا باكلمه أنا يخلي مرته تسوى لس عارضة .. اللى يشوفس يقول بحاجة ذا المعاش " نقمها أبوها وهو يشوفها .. " كل شي في ذا البيت بالغصب .. أوووف "تحلطمت نوف وطلعت لغرفتها .. " أنت وش قومك عليها .." تكلمت نوره .. " تبينا نقعد ثلاث ايام عشان دوامها .. وكن به داوم .. ماكنها تروح وتقعد تسولف وتشرب شاهي .. البزران خلصوا الاسبوع اللى طاف وهن عدهن يداومن على غير سنع .." رد عليها عبدالله بنرفزة .. " الحكومه كذا والا تبي تمشى الحكومه على كيفك .." التفتت له نوره .. " الشغل مهى بحاجة له والكلام جاها بنمشى الأثنين تبرز عمرها .." قطع ابو محمد الموضوع .. " الله يسهل .." ردت نوره ولا بغت تناقشه اكثر يعصب ويرتفع ضغطه ويبلشون به .. :: :: :: ليلة الأثنين كان الكل متوتر في بيت ابوناصر.. دخلت ساره على مها اللي كانت تبرز أخر أغراض بنتها .. " خلصتي مهوي .. " نشدتها .. " اصبري بس لا تشغليني .." اشرت لها مها عشان تسكت شوي .. سكتت ساره وهى تشوف أختها صافه الأغراض على الأرض قدامها وتحاول تتذكر وش ناقص .. " بقى شي في الصيدلية ما شريتيه ؟؟" سألتها ساره بهدوء .." وش ؟؟.." رفعت مها راسها لساره مستغربة .." أنا أنشدس يا الخبل .. لعنبو غيرس كنس بتهاجرين .. وش هالأغراض كلها " اشرت لها ساره على الاغراض اللى قدامها .. رجعت مها تشوف الأغراض .." ميزان للحرارة .. خافض للحرارة دوا لالتهاب الأذن دوا لالتهاب الحلق .. بندول .. لزقات جروح .. مطهر .. فكس وبيبي اويل .. فازلين ومرطب شفايف وكريم للايدين .. ليت وبطاريات .. " سكتت مها شوي " أحس فيه شي ناقص .." قالت وهى تفكر .. " ايه ناقص دكتور وسيارة اسعاف " ردت ساره .. " وجع فال الله ولا فالس .."عصبت عليها مها .. " أنا أدري عنس .. لا وتقولين باقي شي ناقص " قلدت سارة صوت مها .. " أقول وين رواياتي اللى عطيتس .." سألتها ساره .." في الدرج اللى جنب السرير .. ليه .." ردت مها وهى ترتب الأغراض في شنطة صغيره .." أبي أحطهم في شنطتي .." ردت عليها ساره وهى تقعد على طرف السرير وتفتح الدرج اللي اشرت عليه مها .." بتاخذينهم معس ان شاء الله .." سألتها مها مستغربة .." وش رايس يعني ؟؟ .. لا تلفزيون ولا نت .. أقعد مقابله الشِمَع(الشجر في البر) طول اليوم .." كانت ساره تطالع وجه اختها المستغرب .. " لا شلي معس روايات عشان يفضحونا في المركز لمن فتشوا الأغراض.. لا ومعنا بيت عمس عشان الفضيحة تكمل .." كانت مها معصبة من فكرة سارة .. "ماعليس مهوب مفتشين .."ردت ساره وهى تقرا عناوين الروايات .. " وأنتي وش دراس ان شاء الله .." نشدتها مها .. " قلبي يقول لي " وابتسمت ابتسامه عريضه وهى تحط لها كم رواية على جنب .. " زين يا أم قلب .. وعدس عند أبوي كنهم فتشوا .. اخلصي ترى بنمشى عقب صلاة الفجر .." صدت مها عنها ودرت ان الكلام معها ضايع .. " اغراضي جاهزة .. مابقى شي .." خذت سارة الروايات وطلعت .. شيكت مها على أغراض بنتها مره ثانية حليب وحفاظات وملابس كفاية .. سكرت الشنط وحطتها جنب الباب .. دخلت توضى وتصلى السنه قبل ترقد .. وحطت راسها تحاول تنام .. لكنها تذكرت شي غريب .. قامت على طول تفتح شنطتها .. حست مها انها مجرد خمس دقايق اللى نامتها لين وعتّها أمها قبل الصلاة .. قالت لها تقوم وتوعي أختها وتطلع الشنط برا للدريول عشان يحملها في السيارة .. قامت وهى تشتكى من الصداع فى راسها ومزاجها متعكر .. نادت فاطمه بصوت واطي تساعدها .. طلعت شنطتها وشنطة بنتها .. ودخلت على سارة توعيها لقتها صاحيه توها متسبحه ولافه راسه بالفوطة .." أنتى متسبحه ؟؟.." نشدتها مستغربه مع انه شكلها متسبحه ماتبي سؤال .." صباح الخير .. يس متسبحة .." ردت ساره بهدوءوهى تلتفت لأختها .." الحمدلله والشكر .. زين اخلصى سكري الشنطه وعطيها فاطمة تطلعها يحملونها وصلي بنمشى ذلحين" طلعت منها مها بدون ماتزيد حرف .. " زين .." سكرت ساره شنطتها وسحبتها برا للشغاله .. نص ساعه والكل صار جاهز وطلعوا ركبوا السيارة .. :: :: :: كان أبوناصر يتكلم مع واحد على الجوال .. ويعلمه أنهم طلعوا وتواعد معه عند المركز الحدودي .. ركبت منيرة قدام عشان تقهوي رجلها ومها كانت وراه والجوري راقده على رجلها .. وسارة جنبها تحط لها مكان مريح عشان تقدر تسند راسها وترقد .. والشغاله كانت ورا .. كان الجو بارد والشمس ماطلعت للحين .. تحركوا بأسم الله واتجهوا لأبو سمرة .. بعد ساعه تقريبا طلعت الشمس .. لكن الجوماكان حار.. وصلوا للمنفذ الحدودي اللى ماكان زحمه .. انتبهت مها للسيارة الكروزر الفضية قدامهم وقدامها كروزر أبيض وجنبها كروزر أسود مغيم .. انتبهت للرجال اللى جايهم يمشى بسرعه .. فتح أبوناصر الدريشة .. " صبحكم الله بالخير .. " سلم ماجد على عمه .. " صبحك الله بالنور يا ولدي " .. " صباح الخير يمه .. وشلونس .." تحفا ام ناصر.. " صبحت بالرضى والعافية .. بخير جعل ربي يسلمك .."ردت عليه منيرة .. " وين الجوازات يبه .. هاتها أخلصها .." طلبه ماجد .. " امش يابوك باروح معك .." نزل ابو ناصر ومدّ عليه الجوازات ومشى معه .. كانت مها تراقبه وهو يمشى جنب ابوها .. لين اختفوا داخل المركز .. " يمه تبين تاكلين لس شي .." فتحت مها حرارة الفطاير ومدتها لأمها .. قعدن يسولفن ويفطرن لين رجع أبوها .. وركب وبدوا يحركون .. " من اللى يماشينا يا خالد .." سألت منيرة رجلها .." هذا موتر ماجد وفيه أهله .. واللى قبله موتر تركى بن عبد العزيز نسيبهم .. والجي الأسود فيه الدريول والاغراض .. " وكأنه تذكر شئ التفت وراه .. " عليكم ضيق يا بنات والا على الشغاله انزلها مع الدريول .." سالهم .. " لا فديتك .. ماعلينا ضيق الله يوسع عليك دنيا وآخره .." ردت مها .. وصلوا التدقيق عند الشرطي .. " السلام عليكم .." سلم عليه ابو ناصر .. " عليكم السلام " رد العسكرى .. " الجوازات من فضلك .." تكلم الشرطي بهدوء .. مدها له أبوناصر " خمسه مع السايق ومعنا طفلة .." شرح له ابو ناصر.. " نزل الدريشة اللى ورا من فضلك .." طلب منه الشرطي لأن السيارة مغيمة .. نغزت مها سارة اللى كانت راقده .. " تغشى وافتحى الدريشة " قالت لها بصوت واطي .. تغشت وهى ماتدري وش السالفه وفتحت الدريشة .. عدهم الشرطي وعقبه سلم ابوناصر الجوازات وفتح لهم البوابة .. وطلعوا من منفذ قطر ودخلوا منفذ سلوى السعودي .. نزل ابوها عشان يخلص الجوازات .. " قومي لاعاد ترقدين .." وعت مها أختها سارة .. " وش بلاس .." ردت سارة وهى نص راقده لأنها ما رقدت البارحه طول الليل .. " وصلنا المركز قومي .. لمن طفنا عودي ارقدي على كيفس .." قالت لها مها .. توعت الجوري على الصوت وكانت مستغربة المكان .. مسحت مها وجهها بالمناديل المرطبة وكانت تبي تنزل الحمام تغير لها لكن امها قالت لها ان ابوها شكله خلص الجوازات وهذا هو جاي .. " يبه خلصت ؟؟.." نشدته مها .." ايه وانا ابوس تبين شي .." سألها وهو يلتفت عليها .. " بغيت اغير للجوري وأنت بكرامة .." جاوبته مها .. " اصبري لين نطلع من المركز ونمر المحطة نعبي بترول وسوو اللى تبون .." دق سلف وحرّك ورا سيارات جماعته .." ان شاء الله " ردت مها وسكتت .. وطافوا لين وصلوا الجمارك اللى طلبوا منه يفتح السيارة من ورا .. انقبض قلب مها ولفت تشوف ساره بلوم كانت على أعصابها وتدعي أنهم ما يفتشون .. كان قلبها يدق بقوة .. شاف الضابط الاغراض من برا والسيارة كلها حريم سكرها وسمح له يمر .. تنهدت مها من قلب .. " ماقلت لس .." همست سارة بصوت واطي .. التفتت لها مها معصبة وماردت عليها مشى صف السيارات ولاحظت ان سيارة ماجد لفت على المحطه وتبعوه الباقي .. وقف ابوها بعيد عشان تغير حق بنتها براحتها ويوم خلصت تقدم يعبي بترول .. نزل أبوناصر وراح لسيارة ماجد شافته ساره يتكلم مع ابومحمد ويأشر على سيارتهم .. " مها .. " نادت منيرة بنتها .. " لبيه يمه " رفعت مها راسها لأمها .. " رجلس جاي .." انصدمت مها والتفتت بسرعه تشوف وراها ..فتح ماجد باب السّواق " السلام عليكم .." سلم ولكنه ما التفت للى داخل السيارة .. " وعليكم السلام .." ردت عليه منيرة .. " ابوي خالد يقول الجوري قامت .." سمع الجوري تناديه .. " هلا وغلا بالجوهرة .. تعالي فديتس .." .. مدتها مها لامها في الكرسي اللى قدام اللى عطتها لماجد ماقدرت مها تشوف تعابيره لأنه كان مغطى عيونه بنظارته الشمسية باسها وشلها وراح وراه لسيارته .. " وين بيوديها " صاحت مها وهى تلتفت عليه تتابعه بعيونها بتوتر .." بيخطفها .. وين بيوديها يعنى .." ردت سارة اللى كانت مغمضة تبي ترقد .. التفتت عليها مها بعصبية ونغزتها في جنبها بكوعها .. " آآآآه .. الله لا يوفق عدوس يا مهوي .. حسبي الله علي ابليسس .. " استوجعت ساره من نغزة اختها .. " يا بنتي اذكري الله البنت مع عمها .." ردت عليها أمها اللى كانت تستغرب من بنتها اللى الكل يحلف بثقلها وعقلها بس من تشوف ماجد يطير كل العقل اللى عندها .. كانت مها تتبعه بعيونها .. شافته وداها لسيارته وفتح الباب اللى ورا و وقف يسولف والجوري في ايده .. دخل الجوري داخل السيارة وهو واقف برا .. شافته يضحك ويرد راسه ورا .. شوى وطلع راس الجوري وشلها ماجد مره ثانيه .. سكر الباب وراح للمحلات .. انتبهت مها لمره جايتهم من صوب سيارات بيت عمها لفت وعدلت قعدتها وعلمت أمها .. راحت المره جهة منيرة ودقت على الدريشة .. " صبحكم الله بالخير .." سلمت على الجماعه يوم فتحت منيرة الدريشة .. " مرحبا بموضي .. صبحتي بالنور .." ردت عليها منيرة اللى تحب موضي واجد .." شلونس يا يمه .." التفتت على البنات ورا .. " شلونس يا مها .. وشلونس يا السوري .. " تحفت بنات عمها بفرح ومحبة حقيقية .. " حي الله موضي .. " ردت سارة .. " بخير جعل ربي يسلمس .. وشلون عيالس اربهم بخير .." ردت عليها مها .." يسرس حالهم يا مها طيبين جعلس طيبة .. هذي الساعه المباركة اللى بتخاوونا فيها .. يمه فديتس هذي دلة قهوة وهذا قرص افطري أنتي والبنات .." مدت على منيرة سلة دلال وفيها حرّارة .. " معنا قهوتنا وأغراضنا جعل خيرس واجد .." قالت لها منيرة .. " ابدا حلالكم يا يمه واللى عندنا مهوب حرام(ن) عليكم .. جعل فيه الف عافية .." ردت عليها موضى .. " خلاص تراس فضحتينا يا مويضى صوتس واصل لأخر المركز .." كان هذا ماجد اللى رجع مع الجوري وما حد انتبه له من السوالف .. " أمداك سمعت صوتي يا ماجد .. " ضحكت موضي وهى ترد على أخوها .. " حطى القهوة وروحى رجلس يصوت لس يبي يمشي .." عطاهم الجوري مع كيس فيه عصير وبطاطس وراح لابوه وعمه .." يالله يمه ماتبون شي .." استأذنت موضي .. " سلامتس يا بنتى كثر الله خيرس .. " ردت عليها منيرة.. " يالله باروح قبل يدوسني ماجد .. سلام يا بنات " سلمت عليهم ومشت لسيارتها .. رجع ابوناصر لهم " ترى ماجد بيسوق بكن وانا باركب مع عبدالله .. " وراح وخلاهن .. نزلت منيرة وفتحت الباب اللى من صوب مها " انزلي اقعدي قدام مع رجلس قهويه .. " .. " التفتت عليها مها وعيونها بتطلع من ورا النقاب .. " اقهوي من يمه ..؟؟ اشتغل عند ابوه ؟؟ .." عيت مها وماتحركت من مكانها .. "يابنتي انزلي لا تفضحينا الرجال جا .. وانا ماني بقاعده معه قدام .." ردت عليها أمها بصوت واطي وهي تشوف ماجد جاي صوبهم ..قطت مها الجوري في حضن ساره اللى فزت متروعة من نومها ونزلت غصب وعدلت عباتها وركبت قدام .. " أنتي وش بلاس .." ردت ساره وهي معصبة .. " لا ترقدين وتفضحينا .." ردت مها وهي صارّة على ضروسها .. " وش السالفة ..؟؟ " استغربت ساره الوضع بس يوم شافت ماجد برا الموتر عرفت " ايوا عرفت .. " وضحكت بصوت واطي .. " ضحكتي بلا ضروس " ردت مها اللى كانت ضايقه .. وكان رد ساره عليها ضحكة مكتومه .. " يالله يا كريم .. " تنحنح ماجد عشان ينبه اللى في السياره انه قريب .. ركب وسكر الباب عدّل نظاراته الشمسية .. " السلام عليكم .." رجع يرد السلام .. " وعليكم السلام .." ردت منيرة وسارة .. " كيف أصبحتوا أربكم بخير .. " عصب غترته حمدانية وحط عقاله بينه وبين مها .. " بخير جعلك بخير يا ولدي .. " ردت منيرة وهى مفتشلة من بناتها .. " دادد .." مدت الجوري له ايديها من الكرسي اللى وراه .. " لبى قلبس يا قلب دادد .. فديت وجهس بس .. " عدل المنظرة اللى قدامه ودق سلف .. "توكلنا على الله .." ودعى دعاء السفر بصوت واطي .. وحرك ورا سيارته اللى كان يسوقها أبوه .. خذا سي دي جايبه معه وحطه في المسجل .. رفع الصوت لين صار مناسب لاهو عالي ولا واطي .. كان قصايد لخالد الفيصل .. اللى صار صوته يتردد بهدوء وعذوبة .. " يا صقـر " يـاصـقر و اهـنـيك لــك جـنـاح تـطير لـى طـرى لك نزعت وطرت يم الهوا بـيـن قـلـبي وبـيـنك فـرق والله كـبير لـى كفخت انطلقت ولى كفخت التوى انــت حـايم وانـا بـالقاع دوبـي اسـير فـي صـحاري زماني ذيب ليلي عوى فوق جوك سحاب وحدر جوي هجير " الـقدم فـوق رمـضا والـخفوق التوى الـحـذر يــا صـقر لا يـشبكونك اسـير ويــل صـقـرٍ يـتـله مـربطه لـى نـوى بـرقـعته الـلّـيالي فــوق وكــرٍ قـصير عقب صفقه جناحه بالهوا لى اهتوى كـل حـرٍ الـى ضـاق انـتهض لـلمطير حـومـتـه بـالـسما سـاعـة لـقـلبه دوا واعــذاب الـجناح الـلّي يـجره كـسير كّـلـما فــزّ مـكسور الـنواهض هـوى " والله يا ولدي ذا قصيدٍ زين .. " ردت منيرة اللى كانت تحب القصيد .. " هذا دايم السيف يا يمه .. كل قصيده زين .." رد عليها ماجد وهى يشوفها في المرايه اللى قدامه .. " أقول يا ولدي ما تبي فنجال قهوة .." تذكرت منيرة انهم ما قهووه .." اي والله ولا عليس أمر يا يمه .." رد عليها ماجد .. " أبشر وأنا أمك .. مها الدلال عندس صبي على ماجد .." بدون ما تتكلم .. دنقت تطلع دلة القهوة والفناجيل والتمر .. مدت له الفوالة يتفاول " شلونس يا ام الجوهرة .." نشدها بدون ما يلتفت لها .. "بخير .. " ردت وهي مغصوبة مدت له الفنجال وصدت وراها .. ورجع صوت دايم السيف يتردد .. " قالوا علامـك " قالوا علامك قلت ما بي خلاف ما بي بلا يا كود فرقى المحبين الحب لو يجحد عليله يشاف يدري به اللي عارف لوعة البين شئ يشاف وشئ بالجوف خاف عشر تبين وخافي منه تسعين رد فنجاله عليها .. وصبت له مره ثانيه .. مدت الفنجال ولمست ايده وهو ما انتبه كان مركز على الطريق .. التفت لها بلحظة من الزمن ورجع صدّ .. شكت أنها تخيلت أنه اصلاً التفت لها .. تذكرت دوا أمها .. " يمه خذيتي حبة السكر .." التفتت مها ورا لأمها تنشدها .. " لا والله يا بنتي زين ذكرتيني .." فتحت منيرة شنطتها تطلع حبوبها .. " ماعليس شر يا يمه .." كلمها ماجد .. " الله يسلمك يا ولدي .." وعمّ الصمت بشكل طبيعي يوم رجع صوت الفيصل يتردد بعذوبة .. " هب نسنـاس " هب نسناس الهوا لي من شمال حامل ريح الخزامي والنفل من فياضٍ ظبيها يلعب دلال لى لمح ظله من النشوه جفل يذبح العشاق صعاب المنال كم شطير بالقناصة قد قتل مثل شمس العيد فضاح الجمال كل نجم لا ظهر نوره افل خصني بمواجه السحر الحلال واشهد ان السحر في قلبي نزل ضاري بمقابل فحول الرجال وارتعش قلبي من الفتنه خجل قلت راح العمر من دون الوصال قال لو حاولت يا القاطع حصل قلت لوني طامع لو بالخيال كان بدلت التوجد بالأمل يا ندى الغيمه على ورد الجبال يا عبير زهور ريضان السهل اجتمع حسن الحلا بك والجلال ما تبدل بك مع العالم بدل كان ماجد يردد الأبيات بصوت هامس .. سمعته مها اللى قاعده جنبه .. كانت تسمع ان ماجد شاعر بس ماعمرها سمعت له قصيده .. بس شكله يحب الشعر ويحب يسمعه .. مد لها الفنجال وهزّه وهو ساكت .. خذته .. وصبت له بيالة حليب وحطتها بينه وبينها لين تدفا .. التفتت مها ورا تشوف الجوري اللى رقدت على الهدوء وصوت القصيد بين جدتها وخالتها .. وشكل ساره بعد رقدت .. الله يفشل عدوها .. عاد هذا وقت ترقد فيه .. لا وشكل أمي تنعس بعد .. كملت .. التفتت بهدوء تراقب ملامح ماجد من الجنب وهو مركز على الطريق ويردد قصيد الفيصل بهدوء .. ما قدرت تشوف عيونه .. اللى كانت غايبه ورا النظارات الشمسية .. " حدنـي وقتي " حـدّني وقتي على شيٍ جديدي السهر ماهوب من عادة عيوني أبعدوني عن هوى بالي وسيدي ومنعوا عنّي خطوطه ياصلوني شـطروني عنه في دارٍ بعيدي حـسبي الله كانهم منه قطعوني صـارت الفرقا لنا علمٍ وكيدي لـيتهم راحوا وانا عنده نسوني عاقني عن صاحبي سورٍ حديدي دونـه الـبحور حرّاسٍ ودوني الرجا بك يابو خالد يا عضيدي لا تـخليني تـراهم عـذّبوني مد ماجد ايده لبيالة الحليب ياخذها .. وهو ساهم بالقصيدة .. كانت مها تراقبه من طرف عينها .. اكيد تذكر حبيبته اللى عيا ابوه عليه ياخذها .. والله ما ينلام .. لو انه خذاها كان ما نشب في حلقي ذلحين وكان أنا مرتاحه منه .. مرتاحه ؟؟ .. التفت ماجد صوبها مع مطلع القصيدة الثانية .. ماقدرت تقرا عيونه اللى ورا النظارات .. بس كان يبتسم ابتسامه غريبة .. نزلت راسها وصدت عنه .. " طال السفر " والمنتظر مل صبره والشوق يا محبوب في ناظري شاب رد النظر خليت بالكف جمره سعيرها في داخل القلب شباب عز الخبر والمهتوي ضاق صدره يا من يرد العلم عن هاك الأحباب طيفه عبر ما أرسل مع الطيف عذره هو خاطره من لوعتي ما بعد طاب هو ما ذكر أن الجفا فيه كسره للخافق اللي من هوى صاحبه ذاب يا ما سهر طرفي على حبس عبره اردها والوجد للدمع جذاب دمعٍ حدر جاله على المنع جسره عظيم وجدي للدمع شرع الباب يوم وشهر عزاه والعمر مره والناس واجد لكن الولف غلاب مدّ لها البيالة .. ولمس ايدها بطرف اصبعه متعمد .. شرارة سرت فى طول يدها .. من لمسته .. وكلمات القصيده وصوت الشاعر .. وهدوء المكان اللى حست صوت خفقات قلبها يزعج هدوءه .. حتى وصل صوت هالقلب لماجد .. اللى شكله انسان ثاني .. غير اللى شافته من قبل .. انسان كله احساس .. حتى تعابير وجهه تغيرت .. خذتها الهواجيس بعيد .. دربٍ طويل وكل واحد غارق في أفكاره .. ياخذه موج الفكر مره بعيد ومره قريب .. " يابنت خالد .." ناداها بصوت واطي .. " لبيه .." التفتت له لا شعورياً .. ابتسم لها يمكن لأول مره .. ::؛:: العايلة .. حبل مهما بلى ما ينقطع .. والدم مهما سال ما يتحول لماء .. والقلب مهما تجمد من الألم .. هبّات الريح تذوب هالجليد شوي شوي .. ترى كلنا بشر .. لنا طاقة تحمل .. ولنا حاجات للمشاركة والمحبة والسكن .. الجزء التاسع " يابنت خالد .." ناداها بصوت واطي .. " لبيه .." التفتت له لا شعورياً .. ابتسم لها يمكن لأول مره .. ماعندكم عيشة .. ترانى ما ذقت شي من اصبحت .." تكلم وهو يبتسم بهدوء .. " أبشر .." ارتبكت مها وقعدت تدور في الاغراض اللى عندها عشان تخفى توترها .. والله انى خبل .. لازم اهدا وامسك عمري شوي وهو كلما ناداني فزيت .. " فيه فطاير وفيه قرص .. وش تبي .." خيرته مها .. " اى شي .. " رد عليها ماجد .. شافت أن الفطاير أسهل له ياكلها وأنظف لا يوسخ المكان .. خذت لها صحن وحطت فيه فاين وحطت عليه كم قطعه وحطت الصحن بينها وبينه .. " تبي حليب بعد .. "سألته بدون ما تلتفت له وهى ترجع حرارة الفطاير عند رجيلها .. " ايه ولا عليس أمر .." رد ماجد وهو يسمّى ويمد ايده للفطاير .. صبت له الحليب ومسكته بين ايديها لين يدفأ له .. الذاهبة يالمعرفه ياما سعيت ادّورك وأنتي شرود امشي واصوت بالحياة ... يامن لقيت الذاهبه دخلت أدور كل بيت وظهرت أدّوج بالنفود واسـأل مراكيب الزّمان ... الشارقه والغاربه ولساري النجّمة سريت لعل نجمـاتي تجودْ يـا شـاهدةْ سرّ الزمان ... عطيني سرّ الغايبه سافرت للبعد ومشيت اتبع فوانيس الزمان وازور واحـات الـقلم ... عـند العجم والعاربه عوّدت للحرف وقريت أبي من الكلمة ردود لقيت كتّـاب الـفـلاه ... تطرد نياقٍ هـاربه يالمعرفة دونك غديت والحد من فوقه حدود والـمدّعين الـمعرفه ... أجـهل من اللي طالبه أبعد من أيامي مشيت والحمل بالكاهِل يزودْ رِجلٍ تورّدني خـطر ... ورِجلٍ تـأخر هـايبه لله توجّهت ودعْيت الخالق الفرد الودود يدّلني درْب الرشـاد ... درْب الـعباد الـتايبه غامت النظرة في عيون ماجد وهو يسمع القصيدة .. رجع له الماضي كله فى لحظات .. الماضي اللى حاول يتجاهله .. " تهقين من ضيّع يدل يا أم الجوهرة ..؟" سألها بصوت واطي بمرارة كانت واضحه في حروفه .. " إن مادلّ .. يدله الوقت يابو عبدالله .." انقبض قلب مها من سؤاله وسكتت .. " صدقتي .. وإن مادلّه الوقت .. يدلّه الدليل غصب .." التفت صوبها .. وتعابيره متغيره كأنه يهدد .. اختلف مزاجه .. ورجع ماجد القديم اللى تعرفه من زمان .. " تبي بيالتك .." سألته تغير الموضوع .. " ولا لس لوا .. شبعت .." صدّ عنها يطالع الطريق .. وعت الجوري وصارت تلعب بغترة ماجد من الكرسي اللى ورا .. انتبه لها وضحك .. ومد يده لها يلاعبها .. مد لها قطعه فطاير خذتها منه وقعدت تاكل .. صاح جوال ماجد .. ورد عليه " مرحبا يبه .. لا فديتك وراكم .. خوياي بخير وسهالة لا تحاتيهم .. تركي شأخباره .. بتمرون السوق ؟؟ .. ما ظنيت .. خلاص سقها وتوكل على الله .. ان شاء الله .. فمان الله " .. :: :: :: وصلوا للمخيم قريب الظهر .. وقفت السيارات ونزلوا الجميع وتحمدوا الله على السلامة .. كانت خمس خيام .. الكبيرة منها كانت صاده وجهها شرق وهذي كانت المجلس .. ووحده قريبه جنب المجلس وكانت للشباب وثلاث قريبه من بعض كانت للنسوان .. قرب ماجد سيارته للخيمه الأخيره ووقف هناك .. ونزل .. " الحمدلله على السلامه .." تحمدّ لخوياه السلامه .. " يمه هذي خيمتكم حطوا أغراضكم فيها حياكم الله المكان مكانكم .. عطوني الشيخه الجوهرة .." وخذا الجوري وراح للمجلس .. نزلت منيرة وبناتها .. ونزلوا اغراضهم في الخيمة .. كانت الشمس ساطعه .. والهواء نظيف فيه برودة خفيفة .. وعلى مدّ النظر الشوف واضح .. ما يكسره بناء ولا حاجز .. طلعت سارة عند باب الخيمة تشوف المكان .. " يمه شكل بيت عمى عبدالله خذوا الخيمه اللى على طرف .. وهذي اللى في النص شكلها لموضي وعيالها " كان المكان حلو والجو زين .. " يالله اخلصن وامشن سلمن على الجماعه .." كلمت منيرة بناتها وهى تسلم عقب ما صلت الظهر .. ولبست جلالها عشان تطلع .. " زين يمه خلينى أصلي الظهر بس .." ردت مها وهى ترتب الشنط .. " كلكن صلن وحياكن باسبقكن أنا .." طلعت منيرة وخلتهن .. حطت مها الأغراض وقعدت على الأرض وهى تتنهد .. التفتت لها سارة وهى تفصخ عباتها وتطلع لها جلال من الشنطة .. " وش بلاس تنهدين .." طلعت اللى تبي ورجعت سكرت الشنطه .. " والله مادرى كيف ذا العطلة بتمر .." ردت عليها مها .. " هي بتمر بتمر .. بالطول والا بالعرض المهم نعيش كل يوم بيومه ونطنش اللى ما يعجبنا .. والا بتصير طوييييييييييله ومممممممممله .." رفعت مها راسها لأختها اللى كانت واقفه تلف جلالها على راسها عشان تصلي.. " يا حظس بقلبي بس .." نقدت عليها مها .. التفتت لها ساره وهى واقفه على سجادتها " تبيني اصير مثلس ؟؟ كل كلمة تضايقني وكل شي احسب له الف معنى ومعنى ..؟؟ ممكن أسوي هالشي مع الشخص اللى أحس أني أهمه ويهمني .. واللي أدري لو تكدرت هو بيتكدر .. لكن مع ناس أدري أن همها الأول والأخير أنها بس تضايقني وتنكد علي لا والله .. اسمحي لي أكون غبية لو سويت كذا .. وأنتي فاهمه قصدي ..".. كانت مها تطالع أختها وهى تكلمها .. " خلي اذن من طين واذن من عجين عشان ترتاحين .. لأنه ماحد بتعبان الا أنتي .." وصدت عنها سارة تصلي الظهر .. كان كلام ساره منطقي وهو الشي اللى مفروض يصير .. الله يعين وتمر هالعطلة على خير بس .. من صاح من شي(ن) ما نجا منه .. قامت مها وراها تصلي .. لبست ساره نقابها وجلالها وقعدت تنتظر مها تخلص .. سلمت مها وقعدت مكانها التفتت على أختها " شفيس .." استغربت شكلها .. " مافيني شي انتظرس تخلصين عشان نروح .." ردت ساره .. " وين نروح .. " ردت عليها مها وهي تطوى سجادتها .. "وين يعنى .. عرين الأسد .." سكتت مها ودنقت وصدرها كل ماله ويضيق .." أنتي مواجهتهم مواجهتهم قويّ قلبس مثل الدعاية " ابتسمت لها سارة من تحت النقاب " وعلى راي الشاعر : الهجوم خير وسيلة للدفاع .." قالت لها وهي تضحك ومدت ايدها تقوم أختها .. " والله يالسوري مادري منين تجيبين ذا الكلام اللى ماله وجه من قفا .." ضحكت مها وهي تلبس نقابها .. " كلام درر بس أنتي شعرفس .. لكن انتبهي أن الهجوم اللى يقصده الشاعر ان الهرب مامنه فايده واجه الشي اللى تخاف منه .. مهوب نشّب على العرب ونهاوشهم .." ابتسمت مها لعيون اختها اللى كانت تبتسم لها من ورا النقاب .. " على رايس .. نهجم ماراح يصير اكثر من اللى صار .." شدّت سارة على ايد أختها وطلعن من الخيمة صوب خيمة مرة عمها اللى ما تبعد عنهم واجد .. " تدرين .." تكلمت ساره وعيونها في الأرض تشوف كيف الرمل يتشكل تحت خطوتها كل ما خطت .. " وش .." ردت مها .. " قلبي يقول لي ان حنا بنستانس في العطله ذي وكل شي بيرجع مثل اول واحسن .. وأنتي تعرفين كلام قلبي .. ما ينزلش الأرض .." كانت ساره فعلاً تحس بالشي هذا وتحس ان قلبها مرتاح للرحله هذي برغم صعوبتها .. " الله يسمع منس .." ردت مها .. " تظنين بنغرز ذلحين والا شوي ؟؟.." علقت ساره وكانت تمشي على الرمل بصعوبة .. ضحكت مها على أختها اللى تحاول تخفف من التوتر اللى فيها " لا شوي .. توس أول يوم .. " و شدّت على ايد ساره وهي تدعي في قلبها أن الله ما يحرمها منها .. :: :: :: كانت مها تسمع صوت ضحك وسوالف وهى تقرب من الخيمه .. شوى وانتبهت ان الجورى تركض برا وهى تضحك وماجد يلحقها وشلها وهو يلاعبها .. يالله شكثر تعقدت الأمور وصارت الجورى تعتبر ماجد جزء ثاني لها وما تستغنى عن وجوده .. تفقده لمن غاب .. وما تقعد الا عنده اذا كان موجود .. أنا ادري ان حبه لها حب حقيقي .. لكن .. "ماما .. " ماكملت أفكارها نادتها الجورى بفرح يوم شافتها .. وانتبه ماجد لمها وسارة اللى مقبلات على الخيمه .. نزل الجوري على الارض اللى راحت تركض لامها .. وتطير الرمل تحت خطواتها الصغيرة وهى تضحك .. شلتها مها وباستها .. وقف ماجد ينتظرهن يوصلن الخيمة .. " حي الله من جا .." تحفاهن عشان اللى في الخيمة يدرون ان به أحد جاي .. "الله يحييك .." ردت مها عليه بهدوء .. سبقهن ماجد ودخل قدامهن .. كان قلب مها يضرب بقوة .. سمت بالله ودخلت .. " السلام عليكم .." سلمت عليهم كانت امها قاعده جنب نورة ام محمد ونوف جنبها وروضة قاعده قدام الدّلال تقهويهن .. " عليكم السلام .." ردوا السلام وماعرفت مها من اللى رد ومن اللى تجاهل سلامها من رهبة الموقف كانت تحس بضغط شديد على أعصابها .. ماجد كان يراقب الوضع من بعيد بدون ماحد ينتبه له .. امه برود كامل ولا كأنه دخل عليهن أحد .. نوف مركزة على موقف أمها وعلى مها اللى تجرأت ودخلت تسلم بكل بساطة .. وروضه باين انها مستانسه وقفت تسلم على بنات عمها .. دنقت مها على مرة عمها " شلونس يمه " حبت خشمها وراسها .. " بخير الله يسلمس .." ردت نورة اللى ماتحرك فيها عصب .. التفتت مها على نوف تسلم عليها وكانت ساره وراها تسلم على مرة عمها .. " شلونس يا نوف .." نشدتها مها " الله يسلمس بخير .." ردت بصوت بارد .. وقفت روضه وحضنت مها بقوة " شلونس يا مهوي .. والله وحشتينا .." كانت فرحة روضه واضحه بعكس نوف .. " شوي شوي على مرتي كسرتي ضلوعها .." تكلم ماجد .. التفتت عليه أمه ببرود .. وعيونها من ورا البرقع تشتعل نار .. كان ماجد مقرر يوضح كل شي من البداية .. ويحط حد للماضي اللى يفصل بين العائلتين .. مها اللحين مرته ولازم الكل يفهم هالشي .. وأولهم مها .. " ندري مرتك ماقلنا شي بس لنا فيها نصيب .. " ردت روضه وهى تضحك وتوسع المكان لمها وسارة .. " ماحد له فيها شي .." تكلم ماجد بمزح لكن بصوت جاد " ويا ويله اللى بيزعل أم الجوري .." قال كلامه الأخير وهو يدغدغ بطن الجوري اللى كانت تضحك .. مها ماتت في ثيابها من الفشيلة حاولت تطلع من هالموقف وهى تشوف نظرات عمتها نورة لها .. ونظرات نوف لأخوها .. "يمه نورة شلونس .. وشلون عمي .." كان هذا اول ماطرى على بال مها تقوله المهم تقطع الكلام اللى بين ماجد وروضه اللى يشعل الموقف اكثر .. " بخير انتي شلونس وشلون بنتس .."ردت عمتها .. " يسرس حالها الله يسلمس .. " ردت عليها مها وهى تلاحظ شلون شدت عمتها على كلمة (بنتس) كأنها مهي ببنت ولدها ولا لحمها ودمها .. التفت نوره لسارة .. " شلونس يا سارة .." نشدتها بدون نفس .. " بخير الله ينشد منس يمه .. شلونس أنتي وشلون عمي .." ردت ساره وهى قاعده ورا مها .. " بخير جعلس بخير .. " ردت نوره وهى تصد عنهن وتشوف ماجد يلاعب الجوري .. البنات كانن يسولفن مع روضه ونوف كانت قاعده ساكته وماجد يلاعب الجوري .. " الا يمه هذي سارة مرة أحمد بن محمد ولد خالتس مادري خالة أمس ؟؟ .." .. قطع سؤال ماجد الكلام اللي يدور.. والتفت له الكل وعمّ الصمت .. وأكثر من كان منصدم مها وسارة .. اللى تجمدت من سمعت سؤال ماجد .. " ايه يمه .. وأم أمه تصير لأمي لكن والله يا ولدي مادري وش تصير لها اظنهن بنات خالة .. غير عرب(ن) فيهم خير وأحمد رجّال وماعليه كلام .." ردت نوره وهي تقهوى .. كانت سارة تصب عرق مع أن الجو عادى حست ببرودة في أطرافها .. " الله الله في ولد خالتي يا سارة .. " قالها ماجد بمزح وهو يطالع ساره .. " ماعليه شر هو اللي يبي يعرس ماحد ضربه على ايده .." ردت ساره بعصبية حسوا بها الكل والتفتوا عليها باستغراب وأولهم نورة ونوف .. نغزتها مها من تحت لتحت عشان تهدا .. ضحك ماجد من رد سارة .. " ايه والله .. الله يعنيه عليس يا ساره كان ذا كلامس وهو ما بعد جا .. عز الله بتصير علوم .. " رفع عينه يراقب مها اللى نزلت عينها .. " هو قال لك بيجي .." سألته أمه .. " اي والله يمه .. يقول عنده اجازه وبيجي .. ضاق صدره هناك لحاله وذبحه البرد .." رد ماجد .." لام الله من لامه يا ولدي .. الغربة شينة .." ردت نوره على ولدها اللى كان ملتفت على ساره يشوف ردة فعلها وكمل كلامه " واستانس يوم قلت له انه صار عديلي .. ما صدق الا يوم كلمه فهد وحلف له .. قال خلاص بنخلي العرس واحد وانا اللى اتكفل به .." ضحكت أمه والبنات .. الا مها وساره اللى طاحت عليهن السلطه .. ساره كانت تنتفض .. ومها ماغير تمد ايدها تعدل جلالها على راسها كل عشر ثواني .. التفتت روضه لاخوها " يبي يلعب عليك ويحطها براسك عرسك وعرسه .." علقت على كلامه وهي تضحك .. " ايه يبيها كذا .. قلت له سلامتك .. ما انا بولي أمرك عشان ازوجك .." كان مزاج ماجد رايق وهو يسولف ويضحك .. ما يدرى عن الثنتين اللى يغلن من التوتر .. " والله انه ولد حلال ذا الولد .." ردت عليه نورة أما منيرة كانت مدنقة تلعب بفنجال القهوة وتدوره بين اصابعها وهي ساكته .. " ايه الله يذكره بالخير .. كلها كم يوم وتشوفينه عندس هنا .." رفعت ساره راسها بسرعه لا ارادياً يوم سمعت كلام ماجد .. لكنها بسرعه رجعت نزلته .. بس ما طافت ماجد هالحركة .. لكن كان لازم يمهد للموضوع خاصه بعد اللى سمعه من أحمد .. " توني أدري انهم يقربون لكم يام محمد .." تكلمت منيرة .. " ايه والله بس من بعيد .. لكن عز الله أمه مرة(ن) أجودية وبناتها مثلها .." ردت نورة .. " والله ما سمعنا عنهم الا كل خير .. الله يستر علينا وعليهم .." ردت منيرة .. " موضي وينها ؟؟ .." نشد ماجد .. " راحت تشوف الغدا وتنكبه كنه خلص .. "ردت أمه عليه .. " وبنتها وينها ؟ "سأل روضه .. " بنتها معها .."ردت عليه روضه .. " وليش ماحد منكن قام معها يعاونها " سأل وعينه على نوف " ماله حاجه نروح الخدامات ثنتين معها والطباخ مسّوي الغدا .. " ردت نوف ببرود .. " وين المطبخ أنا بأروح أعاونها .." تكلمت مها وهى توقف كانت فرصة تطلع من هالجو المضغوط .. " سارة هاتي الجوري وحياس معي .. " كلمت أختها " روحن أنتن وخلن الجوري عندي ماعليها شر.." رد عليها ماجد بدون ما يرفع عينه لها .. قامت ساره ورا اختها .. " وأنا باروح معكن .." قامت روضه مع مها و ساره عشان يعاونن موضي على الغدا .. ماجد نظر لنوف نظره وصد عنها وقام طلع من الخيمة والجوري معه .. ساره طلعت مع مها وروضه بس اعتذرت منهن في نص الدرب لخيمة المطبخ بصوت مهوب واضح وراحت لخيمتها هي وامها .. تبعتها اختها النظر وهي تدري وش بلاها .. بس الوقت مهوب مناسب ذلحين بعدين بتكلم معها لحالهن .. دخلت مها على موضي اللى سلمت عليها بمحبة ظاهرة .. وانشغلن بالسوالف وهن ينكبن الغدا للمجلس ولخيمة النسوان .. حد يشل وحد يحط والصواني تروح وتجي واللى يامر على الماء واللى يامر على اللبن .. برغم التعب وبساطةالأكل اللى كان مجرد عيش وخروف مفطح مقسوم بين الرياجيل والنسوان الا ان الغدا كان لذيذ .. يمكن تغير الجو ويمكن لمة الأهل .. ويمكن بساطة المكان .. تغدا الكل الا سارة اللى اعتذرت بان راسها يعورها وقعدت في خيمتها .. وبعد الغدا كل(ن) راح لخيمته عشان يقيل ويرتاح .. كانت مها منسدحه جنب الجوري اللى من حطت راسها رقدت على طول من التعب واللعبة طول اليوم وأمها راقده بعد .. وسارة معطتها ظهرها وماتدرى هى رقدت صحيح والا ماتبي تكلم أحد .. رجعت مها تهوجس هذي أول مواجهه مع بيت عمي وعدت على خير .. كان لوجود ماجد أثر كبير في هالشي .. الحمدلله انه كان موجود والا الله العالم وش كان بيصير .. صح كلامه ما كان ماله معنى وفشلها قدام أهله .. بس أول مره تحس أنها تنتمى لأحد " هذي مرتي .. وماحد له فيها شي " كانت كلمات ماجد ترن فى راسها .. وكله عشان الجوري ..!! ..الله يسامحك يا منصور .. ظلمتنى وانت حي .. وظلمتني وأنت ميت .. وهذي النتيجة ..!!! التفتت تشوف امها واختها اللى قيلن بعد الغدا .. ضمت بنتها لصدرها ورقدت .. :: :: :: وفي خيمة ام محمد اللي كانت مقيلة وبناتها عندها كلهن .. " وناسه والله ان بيت عمي جو معنا .." قالت روضه بصوت واطي وهى منبطحه جنب اختها نوف عشان ماتزعج موضي وامها اللى رقدن .. نزلت نوف الرواية اللى كانت تقراها .." وين الوناسه ان شاء الله ..؟؟ " .. "ان كلنا نطلع مع بعض مثل قبل خاصه انه من زمان ما شفناهم .. بعدين شفتي الجوري فديتها تجنن .. والله ماتخيلتها كذا حتى امي حبتها .." صدت عنها نوف تكمل قرايه " اقولس .. قيلي احسن لس .. قبل تقوم عليس امي .." ما كان عند نوف الرغبة انها تسولف .. ولا عن بنات عمها بعد !! .. " وانا وش قلت عشان تقوم علي أمي .." صدت روضه ورقدت على ظهرها " الكلام معس ضايع اصلا.. اموت واعرف ليش ماتحبينهم ؟؟ " سألت نوف وهى تلحّف .. " حبس برص .. قيلي اقول لس " التفتت عليها نوف بعصبية وقطت عليها هالكلمه وصدت عنها .. حطت روضه راسها عشان تقيل هي بعد لأن المقيال أحسن من المناقر مع نوف .. :: :: :: توعت مها وكنها تسمع أذان .. فتحت عيونها .. شافت الخيمة وتذكرت هي وين .. شافت بنتها راقده جنبها لحفتها .. التفتت على مكان أمها وكان خالي .. انتبهت على سارة اللى كانت رابطه راسها بجلالها ومغطيه عيونها .. شكل راسها يعورها صحيح .. قامت عشان توضا وتصلي العصر .. نادت فاطمه وقالت لها تجيب لها ماي حار من خيمة المطبخ عشان توضا .. وقفت مها عند باب الخيمة تشوف برا .. انتبهت على سيارة ماجد .. من بعيد .. كان ينزل ثيابه وهى معلقه ويدخلها خيمتهم .. شوى وطلع لخيمة المجلس .. جابت فاطمه الماء الحار .. خذته منها مها وراحت ورا الخيمة .. مشكله الواحد وين يتوضا والمكان مكشوف كذا .. راحت لها في زاوية توقعت صعب احد يكشفها .. سمّت بالرحمن وقعدت توضأ .. خلصت دخلت الخيمه وخذت فوطه تنشف وجهها وايديها .. بدأ الجو يبرد شوي .. قررت لمن صلت تشب ضو في الخيمه عشان تدفيها قبل الليل .. لبست جلال الصلاة وتوجهت للقبلة مثل ما شافت العيال يصلون الظهر وكبّرت .. توعت سارة على صوت أختها وهى تسبحن .. التفتت لها بعيون حمرا ومنتفخه .. " يعورس شي .." سالتها مها وشكل أختها ما يطمن .. رفعت سارة راسها بثقل .. " أحس راسي بينفجر .. بس كنه أشوى بعد البندول والنوم .." غمضت عيونها وهي تضغط على راسها بقوة عقب ما فكت الجلال اللى رابطته به .. " جويعه اجيب لس شي تاكلينه .. تراس ماتغديتي .." سالتها مها .. كانت سارة متربعه وحاطه راسها بين ايديها " لا مانى مشتهيه شي .. أحس كبدي ثقيلة .." .. قامت مها من سجادتها وطوتها وقربت جنب اختها وقعدت مواجهتها .. حطت ايدها على رجل اختها بحنان " السوري .. وسعي صدرس ترى مابه شي يستاهل .. مهوب هذا كلامس لي اليوم .. " ساره غصتها العبرة وماقدرت ترفع عيونها تشوف اختها .. " السوري يا قلبي .. تعوذي من الشيطان شبلاس ..؟" .. كانت سارة تبكى بألم .. " ماتوقعت .. حتى هنا .. وش اسوى .. " رجعت تبكى بحرة .. " لا اله الا الله .. ذلحين انتى ليه مسوية مناحه ..؟؟ وسواء جا والا ماجا أنتي ماخذته ماخذته .. ليه تقهرين بعمرس وتسبقين الشر ..؟؟ " حاولت مها تخفف عن اختها اللى رجعت تبكى بقهر .. " شوفي السوري .. ابوى يمكن غصبس على ذا العرس لكن تأكدي أنه مهوب قاطس لاي واحد .. ولو انه شاف عليه اصغر زلة كان رده هو لحاله بدون ما يشاورس .. تراه لاهو بأول واحد ولا بأخر واحد يخطبس ويرده ابوي .. لكن النصيب لجا ماحد يقدر يمنعه .. ولو هو نصيبس خذيتيه غصب عن ابوى وعنس .. ولو نصيبس معه بيوقف ما خذيتيه لو اجتمعت الانس والجن .. " .. كانت ساره تبكى وتناشق بصوت يعور القلب " بس .. يوم عييت .. ليه يغصبني .. ليه .. يشاورني " كانت ساره تشهق بين كل كلمة والثانية وماتقدر حتى تنفّس عدل من الانفعال .. " يا بنت ماتدرين وش الخيرة فيه .. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. وما حد يدرى عن الغيب .." ضمت مها اختها لصدرها وهى تبكي .. وكانت تسمع اختها تردد حسبي الله ونعم الوكيل بصوت واطي .. حسبي الله ونعم الوكيل .. انقبض قلب مها .. السالفه مهي بسالفة عرس غصب .. يا خوفي يا السوري لا يكون في قلبس شي وخاشته ضمتها لين حستها هدت " قومي اغسلي وجهس وتعوذي من الشيطان .. وين اللى بتهجم معي والكلام اللى الظهر كله .. " ابتسمت سارة وهى ترفع عيونها اللى كلها دموع لأختها " عز الله ما نفعتيني يا سويرة .. " ابتسمت مها لأختها بطيبة .. " لا ماعليس .." ردت ساره وهى تمسح عيونها " هذا فاصل اعلاني بس .. نفرغ الخزان عشان نقدر نحتوى أكثر " وضحكت ساره واختها .. :: :: :: كان ماجد في خيمة المجلس ينفخ على الضو عشان تشب .. وعنده معاميله واغراضه عشان يسوي القهوة .. أبوه طلع مع عمه بالسيارة .. قالوا بيروحون قريب وبيجون .. ولا يدري قريب ذا وشو .. وتركي عده راقد في خيمته .. زين قهوته وعقب ما خلصت حطها على جال الضو عشان ما تفور .. وقام عشان يشب ضو خيمة أمه .. طلع من المجلس متلطم .. وما وعى الا بدخان يطلع من خيمة عمه .. لعنبو غيرهم احترقوا .. ركض ماجد بلا شعور صوب خيمة عمه ودخلها على طول حتى ما تنحنح .. تفاجأ بوحده قاعده قدام الضو تنفخ وعيونها تدمع و وجهها أحمر .. و وراها وحده تصلي وتكح .. " انتي خبل .." صاح في اللى عند الضو .. تشبين ضو بوسط الخيمه ؟؟" رفعت مها عيونها متروعه تشوف من ذا اللى يصيح عليها .. ما انتبهت له من الدخان والريحة .. وما انتبهت انها ماعليها الا جلال .. " قومي و وجع " صاح فيها وهو يمد ايده يسحبها من ذراعها .." وين الجوري .. " هزّ ذراعها اللى بيده وهو يصرخ فيها وعيونه تدّور في الخيمة .. " الجورى عند امي .." ردت بصوت واطي .. " تبين تحرقينا .. تو الناس ما كملنا يوم .." كان يصيح فيها و وجهها قريب من وجهه .. عرف النظرة وعرف العيون .. كان يشوف عيونها الحمرا من الدخان .. وخشمها الاحمر .. وعيونها اللى تدمع .. لأول مره تكون بالقرب هذا منه .. حس بيده تنغرز في لحم ذراعها بدون شعور .. كان احساس الألم باين على وجه مها بس ما نطقت ولا حتى بآه .. " اخلصي أنتي ياللي تصلين .." فكّ مها بقوة وصاح على اللى تصلي وراها .. ساره قطعت صلاتها اول ما سمعته يصيح على مها وهى تضحك بس ما قدرت تلف .. " فكي حجاب الخيمه مناك .. تحركي .. " صاح على مها اللى وقفت تمسّد ذراعها مكان قبضته .. راح يفك الحجاب من يمين الباب .. وخذت مها اليسار .. سارة لفت جلالها على وجهها و وقفت جنب أختها وعطتها نقابها .. " وش ذا .. " نشدتها مها باستغراب .. " نقابس .." ردت سارة وهى خانقتها الضحكه على شكل مها .. اللى انصدمت انها كانت تكلم ماجد بدون نقاب .. وشلون .. تجمدت ايدها يوم وعت على عمرها .. صدت عنه بسرعه تلبس نقابها .. سارة طلعت منها وهى تضحك ما استحملت منظر اختها اللى يفشل .. " مره ثانيه قبل ما تدخل خيمة نسوان مهوب محرم لك أستأذن .." لف عليها ماجد يشوفها بنص عين .. " مانتي بصاحية .. اخليكن تحترقن وانا برا استأذن .." كان يقرص عيونه فيها وده يخنقها .. " ما به حريق ولا غيره .. كنا نشب ضو وماحنا ببزران نلعب .." ردت عليه مها ببرود متعمد .. " اللي يبي يشب ضو يشبها برا .. ولمن جمّرت يدخلها داخل الخيمه.. مهوب يحشر العرب ويشبها عندهم .." رد عليها بدون حتى ما يلتفت صوبها .. " خلصت الله لا يهينك .. ما قصرت .. خلنا بنسنع خيمتنا لحالنا .. " تركت اللى في ايدها و وقفت تشوفه .. خلص اللى في ايده .. والتفت صوبها " وش ناوية تسوين فيها بعد .. تشبين فيها قاز .." شبك ايديه على صدره ورد عليها يتمقت .." انت وش تبي ذلحين ممكن أعرف .." صاحت فيه مها بدون شعور .." ابيس تعدلين نقابس ذا المقلوب .." .. كانت ترمش عقب ماسمعته لجزء من الثانية ما فهمت مها وش يقصد .. رفعت نقابها من طرف وعرفت انه صادق .. " شي ما يخصك .. ولو سمحت اطلع .." كانت مها متوتره على الاخر من الموقف كله .. " باطلع يابنت خالد .. بس ان جاني علم انس شابه ضو كسرت ايدس .. الضو انا باجي اشبها والا بيشبها الهندي .. وصوتس ذا لا عاد يرتفع وأنا موجود .. سمعتيني عدل والا اعيد كلامي .." وكانت اللطمه للحين على وجهه .. ومهو مبين منه الا عيونه اللى كانت تطالع مها بنظرات حادة .. سكتت مها وماردت عليها وكانت تطالعه بتحدى .. قرب منها ماجد بهدوء .. " سمعتيني والا اعيد .. " كانت عيونه مظلمة .. " سمعتك يابن الحلال سمعتك .." كان مركز نظرته على مها حتى عقب ما سمع الصوت الغريب .. التفت شوي شوي ونظرته ما فارقت مها الا في اللحظة الأخيره على موضي يوم دخلت عليهم .. " سلامات .. من اللى بغى يحترق .." كانت تبتسم ومن الواضح ان الجو متوتر على الآخر .. " لاحد يشب ضو في الخيام .. الضو انا اللى أشبها بس سمعتن .." وجه الكلام لهن بعد ما رجع يطالع مها بتحدي .. " ان شاء الله .. بس انت فك ذا اللطمة وانت غادي كنك راعي .." قربت منه موضي " امي مستبردة .. وماحد شب الضو عندها .." التفت ماجد على مها وطلع بدون ما يتكلم .. " أنتي ناوية تجننين أخوي .." ضحكت موضي وهى تشوف مها .. " هو اللي مجنن عمره بعمره .." ردت مها وهى تفك نقابها المقلوب .. " جاتني سارة وهى ميته من الضحك .. تقول الحقي على اختي بيذبحها اخوس .. " طالعتها موضي وهي تبتسم .. " شغلها عندي بعدين .. " تحلفت مها في أختها اللى طلعت وخلتها لحالها .. " وسعي صدرس يا مهوي .. بغيتي تحرقين العرب .. الحمدلله على السلامه بس " ردت عليها موضي وهى تطلع باقي الحطب برا الخيمة وتدفن مكان الضو .. كانت مها توها تحس بالروع من اللى كان يصير .. " العام احترقت خيمة المطبخ ولولا الله والعيال كانوا سهرانين كان احترقنا كلنا .. عشان كذا ماجد كان متروع ويمكن قسى عليس بالكلام .." كانت موضي تسولف عليها وهى تنفض ايديها من الرمل .. " حياس تقهوي معنا وخلى الضو بيشبها الهندي فى المشب وبيدخلها بعدين .. " قالت لها موضي وهى تشوف وجه مها المصدوم .. " زين بأغسل وجهي وبألحقس .. " ردت عليها مها وهى تلمس راس اصبعها المحروق .. " مها .." نادتها موضي بهدوء .. رفعت مها وجهها لها .. " ترى ماجد غير المرحوم .. حطي هالشي في بالس .. ولا تاخذين احد بذنب أحد يا بنت عمي .." وطلعت عنها بهدوء مثل مادخلت بهدوء .. غامت عيون مها بالدموع لكنها مسحتها بسرعه .. أخذه بذنب اخوه ..؟؟ وأنا ..؟؟ الكل ظلمنى وأولهم أنتي يا موضي وأنتي تدرين .. خذيتوني بذنب غيري وسكت .. قلت عيب .. لازم اتحمل .. وحملتونى ذنب(ن) جديد وسكت .. قلت ماعاد ينفع الكلام .. من زمان وماجد محملنى الذنب وساكته لكن انه كل مره يرجع واشوف في عينه الكره والظلم والحقد ..؟؟ لا يا ماجد لأ .. ماراح اسمح لك اكثر من كذا .. ولا راح اسمح لأي أحد .. يكفي ظلم ويكفي لوم وانا ساكته .. غسلت وجهها بماي بارد ونشفته وغيرت جلالها ونقابها وطلعت بقلب جامد .. :: :: :: رجع ماجد للمجلس وكان يدور في الخيمة زي المحبوس في قفص .. متوتر وضايق .. هذي وش ناوية عليه .. الى متى .. تبي تحرق العالم كلهم .. ما كفاها منصور .. ماكفاها منصور ..؟؟ .. ضغط بيديه على راسه بقوة .. بدا يرجع له الصداع وهو ماصدق انه فكّه .. حسبي الله عليس يا مها .. كنس ساس البلا من عرفتس .. ضغط باصابعه على عيونه .. بس هي ضعيفه .. لا تظلمها .. مهي بضعيفه .. الا شيطان .. بس شيطان قدرت تغرز اظافرك في جلده الرقيق .. قدرت تلمح الحاجه في عيونه الدامعه .. الحاجه للامان .. لا .. هى ماقدرت النعمه اللى في يديها يوم خذت منصور .. واللحين لازم تدفع الثمن على كل لحظه مرت بدون اخوي .. كل شي مقدر ومكتوب .. وماحد ياخذ اكثر من المكتوب له .. وهذا كان نصيب اخوك .. زين والا شين .. مالك الا ترضى به .. مثل ما رضت به هي .. طيب والا غصب .. الله سبحانه يسامح .. وأنت يا البشر العاجر ماتقدر تسامح .. لا ما اقدر .. ما اقدر .. " ماجد .." التفت ماجد بسرعه على الصوت .. " عسى ماشر وش فيك .." دخل عليه تركي وتروع من منظره ومن وجهه الأسود .. " مافينى شي .." .. تركي كان يعرفه عدل " رجع لك وجع راسك .." قرّب منه يشوفه .. " ايه .." رد ماجد بكلمة وحده كلها ألم .. استغفر تركي .. " وش اللى زعلك لين عورك راسك .." سأله وهو يعدل اكمام ثوبه عشان يصلي صلاة العصر اللى ماصلاها .. " قالوا لك بزر ازعل .." رفع ماجد عيونه لتركي .. " ايه بزر .. وجع راسك مايجيك الا لمن توترت .. يومنا في الدوحة قلت يمكن من الشغل .. ذلحين لا شغل ولا مكتب وش اللى ضايقك ؟؟ .." نشده تركي .. " ولا شي .. يمكن عشان السواقه وانى ماقيلت عدل .." تهرب ماجد من السؤال .. تنهد تركي اللى يعرفه عدل وعرف انه ما يبي يجاوبه .. " خير ان شاء الله .. خلنى اصلي العصر ونطلع نتمقنص على راي القصبي .. عشان يستاسع صدرك .." وما انتظر يسمع رد ماجد .. صد وراه وكبّر .. :: :: :: دخلت مها خيمة عمها لقتهم قاعدين كلهم .. " مساكم الله بالخير .." دنقت على امها وحبت راسها .. وسلمت على عمتها .. وقعدت .. كانت موضي تقهوي امها ومرت عمها .. " وش عندس بغيتي تحرقين الخيام يا مها .." سألتها مرة عمها وهى ما التفتت صوبها .. " ابد يمه .. وش حريقته ترانى عند الضو .. بس طلع الحطب اخضر ما يشب بسرعه ودخّن .." ردت مها عليها بهدوء .. " الضو بيشبها الهندي .. ولا تحطينها في الخيمة عشان بنتس .." .. " خير ان شاء الله يا يمه .. ولو حطيتها حطيتها وانا واعيه .. وقبل ارقد طلعتها برا .." التفتت لها عمتها بهدوء وصدت ما قالت شي .. " الضو مهي بمشكله لقد الواحد واعي .. الخطر لرقد وخلاها عنده .." ردت موضي وهى تقهوي مها .. " الله يكفينا الشر.. كم من نفس(ن) راحت والسبب الضو في الخيمه والا في البيت .. الواحد يتحذر .." ردت منيرة .. " السلام عليكم .." دخلت نوف .. ردوا السلام وقعدت جنب امها .. " وين اختس .." نشدتها امها .. " في خيمة موضي مع ساره والجوري .." ردت على أمها .. " تبين قهوة .." نشدتها موضي .. " لا صبي لي شاهي .." صبت لها موضي بيالة شاهي ومدتها لها .. " اسمع سالفة حريق .. من اللى بغى يحترق .." سألت وعيونها تطالع القاعدين واحد واحد لين وصلت لمها .. رفعت بيالتها تشربها .. " من اللى قال لس ان به حريق .." ردت عليها موضي .." ماحد قال لي .. صوتكم كان واضح .." .. " سلامتس يا نوف .. قطعة خشب شبيتها وكانت خضرا ما شبت وطلعت دخان يحسبون انه حريق .." ردت عليها مها وهى تطالعها ببرود .. " أنتي اللى شبيتها .. مهوب غريب .." .. " وش قصدس يا نوف .." ردت مها وهى تنزل فنجانها وتاخذ نفس بهدوء .. " سلامتس ماقصد شي .." ردت نوف وهي تصد منها .. " اشوى .." ردت مها بابتسامه بارده .. " ماعليس منها يا مهوي .." ردت موضي .. " وش معليس منها يا مهوي .. شايفتنى بزر عندس والا خبل .." عصبت نوف .. " شكلس تدورين المناقر .. وسعى صدرس ترى العالم جايه تستانس .." ردت عليها موضي وعطتها نظره حادة .. " خلصنا .." تكلمت نوره وهي مهوب عاجبها وضع بناتها اللى يتهادن قدام العرب .. شوي وسمعن صوت قصيد .. كان الفيصل .. ايوه ايوه قلبى عليك التاع مايحتمل غيبتك ليله عساه عساه مايرتاع عليك يانافل ٍ جيله غنيت يابو عيون وساع من غيرك اقصد واغنى له معذور لو صرت بك طماع من حبكم مالنا حيله القلب من يمكم نزاع لوحاولو صعب تحويله مانيب من عاذلى سماع والله ماقطع مواصيله من لام راعى الهوى خداع سيور الايام تبدى له ماضاع عمرى معك لو ضاع ماضيه والا مقابيله سلمت لك خافق ٍ جزاع عساك يازين تاوي له دق قلب مها يوم تذكرت جيتهم في السيارة مع ماجد .. وشلون كان مختلف عن ماجد اللى تعرفه .. وشلون تغير فجأة .. وشلون مسكها من ذراعها يوم دخل عليها .. ونظراته لها .. ماكانت كره ولا حقد .. كانت .. وش كانت يا مها .. ماجد لايمكن يشيل لس في قلبه الا الكره والحقد .. نسيتي يوم مات منصور وش قال لس .. نسيتي قبله وش قال ..؟؟ ماجد مثل اخوه .. نفس الطبع ونفس الغدر .. وهذا الشك ماليه من صوبس يعنى لا توهمين روحس باشياء مهي بموجوده .. والدليل شوفي ذراعس .. مكان اصابعه اللى انغرزت في ايدس ولا همه .. جرح ورا جرح ماعادت تفرق .. المهم انه يقدر يكسر خشمس اللى يشوف انس رافعته عليه .. ما يصير .. اللى شفته مهوب كره .. يمكن فيه مكان لشي ثاني .. يمكن لمن عرف الحقيقه يختلف كل شي .. غبية وبتظلين طول عمرس غبية .. تهقين بيكذب اخوه لحمه ودمه وبيصدقس .. بيكذب اللى شافته عيونه وبيصدق كلامس .. " قومي يا موضي شوفي اخوس وين بيروح .." تكلمت منيرة .. " ان شاء الله يمه .." قامت موضي وطلعت برا الخيمة .. قامت مها وقعدت مكانها تقهوي امها ومرت عمها .. شوي ودخل عليهم ماجد .. ماعرف من اللى معطته ظهرها وقاعده ولابسه جلال ازرق تقهوي امه ومرت عمه .. " السلام عليكم .." سلم وهو برا .. " حياك ياولدي ماهنا غريب .." نادته امه .. دخل ماجد ومساهم بالخير .. وسلم على مرة عمه وقوّم نوف عشان يقعد مكانها جنب امه .. عرف مها من عينها .. مدت له مها فنجال قهوة بدون ما تشوفه .. " وين الجوري .." نشدها بصوت جاف .. " مع خالتها في خيمة موضي .. " ردت عليه وهى تسكر الدلة .. " وراكم يا يمه ماشبيتوا الضو للحين .." سأل أمه وهو يشرب فنجاله .." شبها الهندي عنده ولمن خلصت بيحطها فى الدوّة وبيجيبها .." ردت عليه أمه وهى تشوفه بحنان .. " زين .. اكرمكم الله .." قام ماجد .. " وشفيك مستعجل يا ولدي .. " .. مافينى شي بأطلع مع تركي قبل الليل كود نصيد شي من الطيور .. " رد عليها وهو يتلطم .. " تحرصوا على عماركم .. " .. " ان شاء الله .. فى امان الله .." قالها وهو طالع .. خذت مها فنجاله وحطته فى الماء تغسله بهدوء .. ::؛:: لكل فعل رد فعل .. مساوي له فى المقدار .. ومضاد له فى الأتجاه .. قاعده فيزيائية بسيطه .. تنطبق وبشكل كبير على حال البشر .. ياترى .. متى بتكون المواجهه الحقيقية ..!!! ::؛:: نعيش لحظات بحكم الزمن كأنها سنين .. ونعيش سنين تمر بلحظة .. وبين هذي وذيك نتغير .. مثل مياه النهر الجارية .. تمر وتاخذ وتعطي وهي ماشية .. ايامنا كذلك .. مثل ماتعطينا تاخذ مننا .. لكن طبع البشر بخيل يحب ياخذ ونادرا ما يعطي .. لكن توجد فيه أرواح طيبة وبذرة خير في كل نفس .. فيك وفيني وفيهم .. بس تبي لها رعاية وحنان عشان تنبت أفضل الغرس .. خلك دايماً اليد الممدوة بالحب مو بالغدر .. القلب اللى يدعي بالخير حتى ولو انظلم .. لانه ما يضيع شي عند العزيز الحكيم .. الجزء العاشر بدا أول يوم ينتهي .. وبدت الشمس تغيب .. وطلعت مها وسارة يتمشن قريب من المخيم .. شوي وشافن سيارة ابوهن جايه من بعيد فعودن للخيام .. كان ابوهن يقرب سيارته عند خيمة المطبخ .. وفتح الدبه ونزل منها اربع خرفان .. " وعععععععع ابوى مركب خرفان في الجي .. يا حسافة على الكراسي بس .. " قالت سارة بقهر .. ضحكت مها " وين تبينه يركبها يعني .. " ردت عليها وهى تشوف سيارة أبوها من بعيد وكان الهندي يساعده يمسك الخرفان ويدخلها حوش الغنم .. " يااختي اي مكان بس مهو بالجي .. هذا موتر حشيمة مهوب عراوي .." ضحكت مها عليها لين قالت بس .. قربن من ابوهن يمسينه بالخير .. " مرحبا ومسهلا .." سلمت مها على ابوها وحبت خشمه .. " حي الله المها .. هلا وغلا يا السوري .. شلونس .." حبت ساره خشم ابوها .. " بخير فديتك .. أنت وشلونك .." ردت مها على أبوها .. " بخير عساس بخير .." والتفت ابوناصر على الهندي يكلمه .. " يبه وش انت جايب .." سألت سارة وعينها على الأغراض اللى ينزلها الهندي .. " كل خير يابنتي .. زاد للمطبخ وماء لكم .. خلى فاطمة تاخذ لكم كرتونين ماء لخيمتكن وقبل يخلص علمني .. والباقى وزعوه على خيام الجماعه .." أشر لها أبوها على الأغراض .. " جعل خيرك واجد يا يبه .." قالت له مها وهى تشوف ان ابوها ماخلا شي .. عوايده مايحب يثقل على احد ولا يحب يحس انه ضيف .. " عمى عبد الله مهو معك .." نشدت ابوها .." بلى معى ونزل .. الظاهر أنه عند اهله .. " التفت ابوناصرعلى الخيام وهو يأشر على خيمة مرت عمهن .. " زين فديتك حياك تقهوى .. بتروح خيمة عمي والا اجيب القهوة لخيمتنا .." سألته مها .. " لا باشوف وين عمس وباروح عنده .. يمكنه فى المجلس .." خلوا الطباخ ينزل باقي الأغراض عقب ما قالت له مها يفصل كراتين الماء ويودي حق بيت عمها لهم بعدين وخلت لهم كرتونين على جنب .. وكرتونين لخيمة العيال .. راحوا يمشون ويسولفون لين وصلوا خيمة ام محمد وكان ابو محمد هناك وبناته وام ناصر كلهم .. دخلوا الخيمة ابو ناصر وبناته سلمن البنات على عمهن اللى صار لهن منه فترة .. صحيح عمهن ما قطع بيت ابوناصر .. لكن كانت جياته من فترة لفترة .. يبارك برمضان والا بالعيد .. لكن ماعمره نشد عن الجوري الا رفع عتب .. ولا طلب يشوفها .. ومها ما حبت تربطها بجد والا بأهل ابو ما يبونها ولا يبون أمها .. لكن اللحين .. وهى تشوفها تلعب بين جدانها ويلاعبونها .. أشياء كثيرة تغيرت .. وعالم الجوري صار أكبر من مجرد أم تخاف عليها من النسمة الطايرة .. وخالة تدللها وجد وجده يحبونها عشانها بنت بنتهم .. نشد ابو محمد من العيال وقالت له نورة انهم طلعوا يصيدون من عصر .. ضحك ابو محمد وقال " عسى يجبون لنا اللى يعشينا ذا الليل .." .. " بيجيبون ان شاء الله .. ماجد هبّ ريح .. مايعود وايديه فاضية .." رد ابوناصر وهو يتفاول من التمر .. :: :: :: غابت الشمس .. وكان المنظر خيالي .. والهدوء مريح .. برد الجو وجاب الهندي الدوّة والضو فيها تشتعل .. اذن ابو محمد لصلاة المغرب وقام الجميع يصلي .. كانت النفوس هاديه وكأن الجو والفضا اثر عليها .. نورة ومنيرة ماغير ضحك وسوالف على الجوري اللى تلعب جنبهن .. وروضة تسولف مع سارة عن الجامعه والمقررات وتشتكى لها من الدكاترة .. والثانية ترد عليها " لا تشتكى لى أبكي لك .. حسبي الله عليهم ما يبونا نتخرج .." وكملن سوالفهن لحالهن .. قامت نوف وطلعت منهن .. كانت موضي تراقب مها .. اللى كانت هادية بشكل كبير وسرحانه .. " وش بلاس .. يوجعس شي .." سألتها بصوت واطي .. رفعت مها راسها " لا سلامتس .. ليه .." نشدتها مها .. " مادري .. بس اشوفس ساكتة .." ابتسمت مها من تحت النقاب " وش تبيني اقول .." ردت عليها مها .. " اللى في خاطرس .. " كانت نظرة موضي كأنها تقول لها تكلمي قبل تنفجرين .. سكتت مها شوي .. وعقبه صدت تشوف الظلام برا .. " تهقين يفيد الكلام ذلحين يا موضي .." ورجعت تشوفها بعين لوم .. نزلت موضي راسها وتنهدت .. " سامحي يا مها .. ترى اللوم ياكل فى النفس قبل ياكل الغير .. انشديني أنا .." رفعت راسها لمها وعيونها تلمع بدموع ما سمحت لها تنزل .. ارمشت بسرعه عشان ماحد ينتبه .. ضغطت مها على ايد موضي بدون ما تتكلم .. :: :: :: بعد شوي سمعوا صوت هرن الجي حق ماجد .. فزت الجوري تبي تطلع .. قامت مها وراها بسرعه عشان تلحقها لان الظلام برا شديد ويمكن ما يشوفونها .. وصلت لها وشلتها بسرعه .. بكت الجوري تبي تطلع برا عند ماجد .. " فكيها فكيها .. " صاح ماجد من بعيد وهو مشغل ليتات الموتر عشان يشوف الجوري .. شافت تركي نزل وراح للمجلس .. عدلت نقابها وجلالها عليها ومشت معها وهي شايلتها لعمها عند السيارة .. " مرحبا ومسهلا .. " كان ماجد واقف عند باب السواق مد ايده وشل الجوري من أمها .. ضمها لصدره وحب خشمها وقعدها على الكرسي .. شافت مها هالموقف وحست انها مالها مكان بينهم .. ضاق صدرها .. واحرقتها عيونها صدت وراها تبي تمشي .. التفت ماجد لمها اللى صدت عشان تروح .. " مها .. " وقفت مكانها وقلبها يدق بجنون .. التفتت صوبه وهي ساكته .." وشلونس .." سألها .. " بخير .." ردت بصوت واطي .. " شبيتوا ضو .." قال لها وهو يبتسم .. نزلت عيونها وهي ترمش بسرعة " شبها الهندي وجابها .." ردت بسرعة وهي تذكر الموقف اللى صار بينهم .. " زين .. اخذي هالطيور الله لا يهينس وعطيها الهندي ينظفها ويملحها ويلفها بقصدير ويجيبها لى للمجلس .." ومد ايده لها بالطيور .. كانت صغار اكبر من كف اليد .. يمكن سته او سبعه .. حط ايده تحت كفوفها وهى فاتحتها وحط الطيور فيها .. شافتهم بنظرة فزع .. كانت روسها مقطعه .. وبعضها للحين جسمه دافي ودمه يسيل بشويش .. " لاتروعين .. تراها حلال .. " لمس ايدها بايده .. كانت لمسته شرارة .. مها ماقدرت ترفع عيونها " ان شاء الله .. بأوديهم له .. انتبه للجوري " ضمت الطيور بيدينها وصدت وراها للمطبخ .. عطت الطباخ الطيور وعلمته وش يسوي فيهن وطلعت من عنده .. شافت روضة تدخل خيمة موضي .. فكرت يمكن سارة سبقتها بتروح لهن .. يوم قربت سمعت صوت صياح عالي .." اكرهها ماتفهمين وش يعنى اكرههاا .. " كان صراخ نوف واضح .. " زين قصري صوتس مالازم يسمعونس العرب كلهم .. " كان صوت موضي واضح .. " اسمعي يا نوّوييف .. جنبي مها أحسن لس .. والا شغلس بيكون عندي .. سمعتي " كان تهديد موضي لاختها واضح .. يالله باصير انا سبب خلاف جديد بين موضي ونوف .. وليه بس .. تضايقت مها وراحت لخيمتها بدون ماتحسس احد باللى سمعته .. :: :: :: اتساع الشوف وامتداد المدى .. يعطى الروح حرية كانت تفتقدها في البيوت المسّورة والمدى المنكسر على جدار او بيت او حتى شارع مزفلت .. هنا الواحد يحس نفسه والسما وحده واحده .. كيان كان بالاصل واحد وبيوم انفصل .. حنين الفرع للأصل .. والجزء للكل .. في هالمكان يحس همومه مهما كبرت صغيرة فى هالكون الشاسع .. هالمكان برغم انه فاضي .. الا انه مليان بكل شي نفتقده فى حياتنا .. التنفس بعمق براحه .. حرية الروح بلا موانع .. السكون اللى صار سلعه نشتريها فى المدن .. كانت مها قاعده برا على الرمل قدام خيمتها .. في الظلام .. كانت الافكار تدور فى بالها .. حطت لها شال صوف على كتوفها وقعدت تدفن رجيلها فى الرمل اللى مازال دافي من حرارة شمس غابت من فترة .. جاتها سارة " وش عندس يا فاتن حمامه .." التفتت لها مها وهى تبتسم " وش فيس .." سألتها مها وهي ترجع تشوف الافق الاسود .. تربعت سارة جنب أختها " انا اللى فيني والا أنتي اللى سرحانه .. وياليت فيه شي مبين عشان تسرحين فيه .." كانت سارة تلفت تشوف الظلام اللى حولها .. " وهنا المضمون .. انس تتخيلين اي شي تبينه وتشوفينه قدامس .." ردت عليها مها وهى تتنهد .. " يا سلام .. طيب وش تخيلتي .. " التفتت سارة تشوف وجه اختها اللى مو مبين منه الا ملامح بسيطة في الظلام .. " ولا شي .. كنت افكر كيف ان الانسان مهما كبر ومهما تزايدت همومه مايجي نقطه في بحر رحمة الله .." سكتت ساره شوي تفكر في كلام اختها " والله كلامس خطير يا مهوي .. يبي له قعده ومخمخه .." فصخت سارة نعالها وتربعت جنب أختها .. " مخمخى براحتس باروح اشوف بنتي .." نفضت مها ايديها من الرمل عشان تقوم .. " بنتس ماعليها شر عند جداتها جابها ماجد لهم من شوي .. وناديت فاطمه عندهم عشان تراقبها .." التفتت مها صوب خيمة عمها شوي .. ورجعت تعدل قعدتها جنب اختها .. وكل وحده سرحت فى عالم .. شوي وسمعن صوت غريب يشق هدوء الليل .. لحظات وكان النور واشتغلت الكهربا .. " لااااااااااااااااااااااااا .. " صاحت سارة بحسرة وهى ترفع راسها وتغمض عيونها .. " وجع وشبلاس .." تروعت مها .. " كهرباااااااااااا .. ليتنى جبت اللاب توب معي .. مادريت ان فيه كهربا .." .. ضحكت مها على أختها " مالت عليس يا الخبل ومن وين بتشبكين من الشمَعة ؟؟ " طالعتها مها وهي تبتسم .. " موب مهم من وين .. حتى لو أكتب مذكراتي عن هذي الرحله الغريبه .. ليتنى جبته بس .. " برطمت ساره وهي تشوف المخيم والع بشكل حلو بس ضجيج الماطور اللى كانت تحمله نسمة الليل هو الصوت الوحيد اللى كدّر هدوء المسا .. " كان مارجع فيه شي صاحي من ذا الرمله .. قومي بس نروح نشوف العرب .." كانت مها تبي تقوم بس ايد اختها اللى مسكت ذراعها وقفتها .. " لحظه بس .. " قالت سارة باضطراب .. رجعت مها قعدت جنبها " وش فيس .. " سألتها بقلق .. " ابي اروح قريب وخايفه اروح لحالى .. حياس معى مهوي تكفين .." للحظات بسيطة ما استوعبت مها وش تبي منها أختها بالضبط لكن من فهمت قصدها طاحت على جنبها تضحك .. " ذالحين وش الداعي للضحك ذا كله .." استغربت سارة .. " ولا شي بس تقولين خايفة .. " كملت مها ضحك .. كانت متوقعه أختها بتكلمها فى موضوع خطير .." احلفي .. والله أشك انكم بشر .. ياختى ماتبون تقضون حاجاتكم الطبيعية .. " كان وجه ساره مبوز .. مها ماردت عليها كانت غافلة تضحك .. " خلاص عاد .. ياختى وش اسوي مافيه الله يعزس حمامات وهذا اشين شي في البر .. والا والله ما قطيت وجهي عندس .. يالله عاد مهوي والله انى متورطه " ترجتها ساره .. " زين زين .. قومي هاتى لى بجلي من شنطتي وحياس بسرعه .." كانت عيون مها تدمع من الضحك على اختها اللى قامت بسرعه وراحت تجيب اللى يحتاجونه .. وتغطن عدل ومشن فى الظلام بعيد عن الخيام .. :: :: :: أذن ماجد لصلاة العشا .. كان صوته يسري في الظلام يوّحد الخالق سبحانه .. فقدت منيرة بناتها .. ارسلت فاطمة تشوفهن .. راحت الخيمة ولقتها فاضيه .. رجعت علمت ام ناصر .. قالت جربي خيمة موضي والا المطبخ .. طلعت الشغاله ومثل ما طلعت رجعت .. استغربت منيرة غياب بناتها بس سكتت .. قالت يمكن راحن قريب .. صلوا العرب العشاء وامر ابو محمد يحطون عشاهم .. قامت موضي تنكب العشا .. كانت مها وسارة يمشن على نور البجلي معودات للمخيم .. " تشوفين نوف شلون صايرة .. كن احد لاطمها على خشمها .." نشدت سارة اختها .. " عادي هذي هي من يوم ما ربي خلقها .." ردت مها وعينها على الارض تتبع النور على الأرض .. " عز الله خلق وفرق .. اللى يشوفها ويشوف روضه مايصدق انهن خوات .." ردت سارة وهى ترفه راسها تحس بنسمة الليل الباردة .. " حتى روضه تراها مو بعيد(ن) منها .. لمن طاشت قامت تقط خيط وخيط .." ردت مها اللى تعرف بنات عمها عدل .. " ولو .. روضه الطف شوي .. هذيك اعوذ بالله تنسد نفس الواحد لشافها .." تكلمت سارة وهى تمد الشوف للمخيم .. " ماعليس منها .. اسفهيها .." نصحتها مها اللى تعرف نوعية نوف بنت عمها .. " على رايس .. " استجابت سارة لاختها .. يوم قربوا من المخيم طفت مها الليت .. ومرن خيمتهن حطن الاغراض وفصخن عباياتهن ومشن لخيمة عمهن .. دخلن وسلمن على العرب .. انتبهت مها لنظرة أمها لها وجات وقعدت جنبها .. " عسى ماشر يمه .. " همست لها بصوت واطي .." انشغل بال مها يوم شافت نظرة أمها .. " وينكن من عقب المغرب .. " ردت أمها بهدوء وهى عاضة على ضروسها .. " رحنا قريّب يمه .. وهذا حنا جينا ما تأخرنا .." ردت مها .. " لاعاد تروحن بلحالكن .. خطر عليكن .." جاوبتها أمها بدون ماتلتفت لها .. " يعني من ناخذ معنا يا يمه الله يرضى عليس .. ابوي والا من ..؟؟ " نشدتها مها مستغربة من ضيق أمها عليهن وهن رايحات في شي ضروري .. " أنا باروح معكن .. والحديث قصير .. " صدت منيرة عن بنتها .. سكتت مها يوم شافت أمها معصبة .. التفتت حولها وماشافت الجوري " يمه وين الجوري .." سألتها بخوف .. " مع ماجد .." شوي الا صوت ماجد برا .. دخل عليهن ماجد يشل الجوري بيد وفي اليد الثانية صحن فيه الطيور اللى صادها بقصديرها .. " مساكم الله بالخير .. هذا عشاكم شوته لكم الجوري .. " كانت مها تشوف وجه بنتها شلون تعابير السعادة مرسومه عليه .. سعادة من نوع ثاني .. ماتوفرها الالعاب ولا الملابس الجديده .. نزلها ماجد وعطاها الصحن ومشت به لامها .. خذتها مها وحطتها في حضنها .. " ابشروا بالعوض بكره .. " قال لهم وهو يوقف وينفض ايديه .. " عسى مانعتاض فيك يا ولدي .." ردت امه .. " عسى عمرك طويل ياولدي جعل خيرك واجد .." ردت عليه منيرة .. التفت ماجد لامه " يمه ترى فهد يسلم عليس .. كلمته يسرس حاله .." .. " الله يسلمك واياه من الشر .. وش أخباره .. " نشدته أمه .. " ابد في الزام واموره زينه .. " رد عليها ماجد وعيونه على الجوري اللى تفك القصدير عن الطير اللى في ايدها .. " ياقلبي قلبه .. كان وده يطلع معنا بس ما حصل له .. " ابتسم ماجد وهو يتذكر ليه يبي يطلع معهم فهد .. دخلت موضي بالعشا .. " أنت هنا .. عشاكم راح للمجلس .. " كانت تكلم ماجد .. " يالله طالع .. " .. طلع منهم ماجد .. فزت مها تفرش السماط مع موضي .. " مادريت انس تحطين العشا والا كان جيت عاونتس .." همست مها بصوت واطي .. " ماتقصرين .. الشغالات معي وماهنا تعب .." حطوا عشاهم وكانت نوف غايبه .. " نوف وينها .." نشدت نورة .. " في خيمتي ماتبي عشا .." ردت موضي وهي تصب اللبن .. " عيالس تعشوا .. " نشدتها أمها .. " ايه يمه العيال مع ابوهم ونجول عند خالتها تعشيها الشغاله .." سكتوا و تعشوا الباقيين بهدوء .. وكل (ن) سرى لخيمته يرقد .. :: :: :: رقدت الجوري ولحفتها امها عدل .. وقامت تقعد عند الضو مع سارة .. " طلعن الضو قبل ترقدن .. لاتنسنها .." قالت منيرة لبناتها وهى معطيه البنات ظهرها .. ومتوسده يمينها عشان ترقد .. " ابشري يمه .. تصبحين على خير .. " ردت عليها مها وهى تشوفها منسدحه فى طرف الخيمة اللى بعيد عن نور الليت .. " وانتن منه أخير .." ردت منيرة بصوت نعسان .. سرحت مها في الضو اللى قدامها وكانت ساره تقرا لها روايه ومندمجه فيها .. شوي وغاب النور .. وسكت صوت ماطور الكهربا اللى كان يزعج الليل .. " افااااااا .. طيب عطونا انذار قبل تفصلون .. " تكلمت سارة بغيظ .. ابتسمت مها لاختها .. " زين طفوه .. كان صوته مزعج .. " ردت عليها مها وهي تسمع طقطقة الحطب في جوف الضو حطت سارة علامه على الصفحة اللى كانت تقراها وسكرت الرواية وحطتها جنبها .. التفتت مها على امها اللى رقدت ويدل صوت تنفسها الهادي والعميق أنها في سابع نومه .. ورجعت تطالع وجه اختها في نور الضو .. " السوري .. " نادتها بصوت واطي .. رفعت سارة وجهها لاختها وكانت عيونها تعكس وهج النار .. " ابي اكلمس في موضوع شاغلني .. " تكلمت مها بهدوء .. " وش موضوعه .. لا تكونين بتروحين قريب مثلي .." ابتسمت سارة لمها اللى ردت ابتسامتها انها دققت في وجه أختها بهدوء " وش الموضوع يا مهوي تراس شغلتني .. "سألتها سارة وهى مستغربة .. " انتى اللى قولي لي وش موضوعه .." مالت سارة راسها يمين باستغراب .. " سالفة عرسس اللى ما تبينه .. وبكاس اليوم اللى اكبر من مجرد رفض لواحد صار بحكم الزوج لس .." ارمشت ساره بعيونها كم مره ولفت بوجهها تشوف الضو بعيد عن عيون مها اللى كلها اسئلة كانت سارة عاجزة في اللحظة هذي أنها ترد عليها .. " السوري .. أنا اختس وموضع سرس .. واللى يهمها امرس مهما كان الوضع .. ولو ماقدرت اساعدس باكون على الاقل الصدر اللى تشكين له لضاقت دنياس ..وتبكين عليه لضدس الزمن .." حارت الدمعه في عيون سارة وبالأخير انتهت على رموش عيونها .. ترفض تنزل .. ترفض تعترف .. قربت مها من سارة .. وعلى حرارة وهج النار والاحساس بانك انسان تهم شخص ثاني بدون اى غرض خلا سارة تتنهد من أقصى جوفها .. وتنفجر تبكي بصوت مكتوم فى حضن أختها .. مسحت مها على راس اختها .. وتركتها تاخذ كل وقتها اللى تحتاجه .. عشان تزيح الهمّ اللى كاتم على نفسها بروحها .. ما اشتكت ولا بينت ولا غثت خاطر أحد .. ياما سمعت لمها .. واللحين جا دور مها تسمع لسارة .. :: :: :: قبل اربع شهور .. ليلة الثالث من رمضان .. كانت سارة قاعده عند أمها تسولف .. ومها فى حجرتها تصلي .. دخلن نسوان على ام ناصر عقب صلاة التراويح .. دخلن النسوان فجأة .. سلمت عليهن سارة ودخلت تجيب القهوة والقدوع .. كانت فاطمه تعشي الجوري .. " فاطمة وين القهوة .. " سألتها سارة مستعجلة .. " في مجلس عند بابا رجّال .. " ردت فاطمة .. " ماطلعوا للحين .. " التفتت بحيرة .. " مادرى ماما .. " ردت الشغاله " تبين اروح اشوف ؟؟ " سألت ساره .. " لا لا عشي الجوري أنا بأروح " .. مشت ساره على أطراف أصابعها للمجلس تسّمع .. ما سمعت صوت .. طلت براسها شوي كان المجلس فاضي .. والباب الخارجي مفتوح .. شكلهم راحوا .. وابوها قال بيطلع لبيت عمها يسلم عليهم .. " خلاص هذي القهوة جاهزة وش له اسوي جديدة .." دخلت سارة عشان تشل الصينية وهى مستعجلة .. دنقت تجمع الطفايات المستعملة .. ابوي مايدخن وش هالزقاير كلها .. وقفت سارة على حيلها وفي ايديها الصينية .. لكن .. شافت أطراف ثوب ابيض واقف قدامها وجوتي اسود .. مهوب ابوها .. شمت ريحة عطر رجالي قوي غريب .. ماقدرت ترفع عينها .. ضربتها نفاضة .. حست ركبها ما تشيلها .. ايديها ذابت .. وطاحت الصينية باللى فيها على رجيلها .. " سلامات عسى ما تعورتي .. " تكلم الرجال اللى عند الباب وهو يقرب شوي .. " الله لا يسلم فيك عظم .. وقف مكانك .." ردت سارة بغضب مكتوم .. انصدم الرجال من ردها ووقف .. " شلون تدخل البيت بدون ما تستأذن يا قليل الأصل .." كان صوت سارة حاد مرتبك متوتر .. " تعوذي من الشيطان يابنت الحلال ومهو بانا قليل الأصل اللى يدعر بيوت العرب بدون خبر .." رد عليها وهو يصّر على ضروسه .. ما قدرت سارة ترفع عينها اللى كانت غايمة ورا دمع غضب ودمع خيبة ودمع فضيحة .. " سارة .." التفتت وهى منزلة راسها لا شعوريا .. سمعت صوت مها تناديها من داخل البيت " اطلع الله لا يبارك فيك .. " تكلمت سارة بمرارة وعيونها على باب المجلس اللى وراه .. وتتصور وش بيكون موقف ابوها لو دخل عليها ذلحين .. وش بيكون موقفها هي قدام أبوها لو شافها بالمنظر هذا كاشفة قدام واحد غريب ووين .. في مجلس ابوها !!!.. " بأطلع يا بنت خالد .. لكن ذا الشنب مهوب على رجال ان ما ربيتس .. " كان في صوته غضب مكتوم .. " تخسي .. متربية قبل اشوف وجهك .. " قرب الرجال منها و وجهه مظلم .. " وحق من رفع سبع لواللى قايلها رجال .. لادفنه مكانه .. لكن مردودة ماكون أحمد بن خالد أن ما أدبتس .. " قرّب الرجال منها .. وبردت عظام سارة وهى مكانها .. لكنه دنق ياخذ جوال جنب المسند ما شافته سارة وطلع ما التفت عليها .. دخلت مها وشافت شكل اختها المتجمد .. " السوري شبلاس .. " قربت منها وتروعت يوم شافت الدلال متكسرة عند رجيلها والفناجيل صايرة كسر .. " احترقتى .. " صاحت وهى تدنق تشوف رجيلها اللى غرقها الشاهي والقهوة .. " لا .. " ردت سارة بصوت ميت .. " لا تحركين يدخل القزاز فى رجيلس اصبري شوي .." وطلعت مها تركض للمطبخ ورجعت جايبه لسارة نعال تلبسها وقعدت تنظف القزاز اللى على رجلها .. " وش اللى جاس .. " سألتها مها بتركيز وهي تشيل القطع المكسورة من رجيلها .. " حسيت بدوخة وطاحت منى الصينية .." ردت سارة بدون شعور .. " زين روحي داخل خلينى انظف المكان .. شفتي ابوي .." نشدتها مها وهي تجمع باقي القزاز المكسور .. " لأ .. " ردت سارة وهى تطلع من المجلس وتقول في قلبها الحمدلله انى ما شفته ولا شافني .. دخلت حجرتها تغسل وجهها .. وتصب ماء بارد على رجيلها مكان ما احرقتها القهوة يوم انتثرت عليها .. وكلام الرجّال يرن في راسها .. انا شلون كلمته كذا .. بيقول ما تربت .. ولا على راسها ولي .. يا الفضيحة .. وش بيقول أبوي لو درى .. حسبي الله عليك وش اللى جابك فى طريقي .. حطت ايديها على وجهها ودنقت تبكي .. وصوت الماء الجار يغطي على صوتها المكتوم .. :: :: :: فتحت مها عيونها مصدومة .. وهي تسمع من أختها تفاصيل الموقف اللى جمعها مع أحمد ذيك الليلة .. " والباقي تعرفينه .. " تنهدت سارة وهى تخلص كلامها .. " ايه اذكره .. عقبه بكم يوم طاح ابوي من الجلطه .. جعلها ماتسقا ذيك الأيام .. وجا أحمد وأهله يخطبونس .. وابوي وافق وأنتي عييتي .. " كانت مها تتذكر اللى صار .. مسحت سارة دمعه من طرف عينها بصمت .. " ليه ماعلمتيني ..؟" سألتها مها وهى تشوفها بتدقيق .. " وش أعلمس به .. ولو علمتس وش بتسوين ..؟" ردت عليها سارة وهى ترسم بعود حطب خطوط على الرمل .. " مادري بس أكيد بأسوي شي .. " قالت مها وهى تحط يدها على خدها وهي متربعه جنب أختها .. " يوم جات امى تعلمنى .. وعييت .. تفاجأت يوم وافق ابوي .." تكلمت سارة وهى تمسح خشمها .. " اذكر خذيتي لس مده زعلانه وضايقه .. " ردت مها وهى تحرك الحطب في الضو .. " بس تدرين .. ترى مثل ماقلت لس .. نصيبس وجا وماحد قدر يوقفه حتى أنتي .. وماتدرين وين الخيرة فيه .." حاولت مها تهدي من احساس أختها المؤلم .. " تفتكرين عقب كلامه لي بيكون فيها خيرة .." ردت سارة وهى سرحانه تحاول تتذكر تقاطيع وجه أحمد اللى ما تتذكر منها الا الفضيحة والخوف وسواد الوجه .. " تعوذي من الشيطان .. كل أمر المؤمن خير يابنت الحلال .. وصدقينى القسمة والنصيب هي اللى جابته لس .. والا على علمي أنه يدرس برا وكان معيي يتزوج .. " كانت مها تكلم أختها وعيونها مركزة تشوف الجمر شلون يتوهج وسط الضو .. تنهدت سارة .." ايه على حظي انفكت عقدته .. " تكلمت سارة بصوت مهو مسموع .. " لكن الغريب انه طلع يقرب لبيت عمي .." تذكرت مها كلام ماجد .. " مهوب بيت عمي .. عم أبوي .. " صححت لها سارة .. " ادرى بيت عم ابوي .. بس حنا طول عمرنا نقول له عمي .. ما اختلف الوضع اللحين .. بس الغريب ان أمي ماكانت تدري .. " كانت مها تفكر .. " زين من أمي تدري عن جيرانها اللى جنب بيتها بس .. " علقت سارة .. " وجع .. عشانها مهي براعية سوالف ولا مسايير .. امى مرة(ن) تستحي .. تسوي الواجب اللى عليها وبس .. مهي براعية حكي ونقل سوالف .. فديتها بس .." دافعت مها عن أمها الطيبة اللى فعلا كانت مثل ماقالت .. لاهي براعية نميمة ولا نقل كلام .. همها الأول والأخير بيتها وبناتها .. " واللحين وش السواة ؟؟.." نشدتها سارة .. " في وش .." ردت مها مستغربة .. " في ذا اللى بيهدف عقب كم يوم .." برطمت سارة وهي تذكر جية أحمد .. " وأنتي شعليس منه .. رجّال ومع الرجاجيل .. اللى يسمعس يقول بيجي ياخذس ذلحين .. " ردت مها وهي تلعب بعيدان الحطب المجّمرة .. " خذاه العزيز القوي .. " دعت عليه سارة بقهر .. " حرام عليس .. خافي ربس .. له عجوز وشيبة يرجون عينه .. استغفر الله بس .." رفعت مها راسها بضيق لأختها وهي ترد عليها .. " استغفرك وأتوب اليك يارب .." استغفرت ساره ولو انها ماندمت على كلامها في قلبها .. رجعت مها تتذكر كلام اختها للرجال .. وضحكت .. " بس تعالي .. أنتي ليش كلمتيه كذا صحيح .." شكل طولة اللسان وراثة في ذي العائلة فكرت مها فى نفسها .. " والله مادرى يا مهوي .. غير ان لساني كان طويل .. الظاهر من الفشيلة .." التفتت لها سارة تبتسم بحزن .. " لا عز الله ماقصرتي فيه .. ومثل ماخبصت قدام ماجد هذا انتي خبصتي قدام أحمد .." ابتسمت مها لعيون أختها اللى تذكرت موقفها الأخير قدامه اليوم قبل المغرب .. " أما تخبيصس اليوم غير شكل يابنت .. والله موقف ما ينسى .. " وضحكت سارة .." ذكرتيني .. " التفتت مها تشوف امها الراقده " شلون تطلعين وتخليني معه لحالي .. " قرصت عيونها في أختها .. " وش تبيني اسوي يعني .. قلت اطلع احسن مايحط حرته فيني .. بس شكلس بدون نقاب و وجهس احمر وخشمس منتفخ يساوي مليييون ريال .." .. لمست مها خشمها الدقيق " وجع خشمي مهوب منتفخ .." ارتاحت مها من تغير مزاج أختها وماحبت ترجع للموضوع تنكد عليها .. " اسمعي .. متى تبينا نقول لابوي يودينا الخبر ..؟؟" نشدت سارة وهى تضم ايدينها على ركبها لصدرها .. " شدراني .. متى تبين أنتي .." ردت سارة وهى تطالعها .. " والله مادري بكره بنقول لأمي وبنشوف .." سمعن صوت حركة برا الخيمة .. " من .. " صاحت مها وهى توقف عند الباب .. " انا أنا لاتروعين .. " كانت موضي جايتهم .. " حياس الله .. ادخلي .. " دخلت موضي وعلى راسها شال صوف وفي ايدها غوري حليب حار بخاره يفتح النفس .. وفي اليد الثانية بيالات " سويت حليب للعيال وقلت بأشوف كانكن واعيات باجيب لكن منه " ابتسمت موضي وهى تشوف مها وسارة .." ماتقصرين .. ذا الليل برد .. " ردت مها عليها " حياس الله يام عبد العزيز.. " تحفتها سارة .. دخلت موضي وقعدت جنب مها وحطت الغوري على الضو والبيالات جنبها " الله يحييس يابعدي .. ذا الليل مهوب برد وبس الا جليد .. " التفتت موضي تشوف اغراضهن في الخيمة .. " عندكم دفا كفاية ..؟ " سألت مها .. " ايه عندنا كفاية .. تبون أنتو .. " ابتسمت مها وهي ترد عليها .. " ترى الملاحف عندنا واجد .. والحلال واحد .." ردت موضي .. شافت ام ناصر راقدة " امى منيرة رقدت .." .. " اى والله تعبانه والجوري رقدت معها .. " التفتت مها تشوف بنتها وأمها في ظلام الخيمة اللى ما يكسره الا وهج الضو من بعيد .. " عساه منام العافية .. " صبت موضي الحليب لمها وسارة وصبت لها بياله .. وقعدت تسولف عندهن لين قربت الساعه 11 وطلعت منهن .. :: :: :: كان ماجد وتركي قاعدين عند الضو .. الشيبان راحوا لخيمتهم يرقدون من بدري .. والشباب قعدوا يتقهوون حليب .. " والله خوش حليب .. " قال تركي .. ضحك ماجد " أكيد خوش حليب دام ام عبد العزيز هي اللى مسويته .." ابتسم وهو يرفع عيونه لتركي اللى ضم شفايفه .. " يالله جارك من الحسد .. ياخي قل لمرتك تسوي لك .. " رد عليه تركي .. رفع ماجد عيونه وكأنه مندهش من كلمة مرتك .. " وش بلاك .. شكلك نسيت انك معرس .." ضحك عليه تركي .. " اى والله مرات أنسى .. " رد ماجد وهو مدنق يحرك الحطب في الضو .. " هاه وش عندك من جديد .." سأل تركي .. " وش جديده .." رفع ماجد راسه لتركي مستغرب .. " لنا وقت ما سمعنا قصيدك .." ابتسم ماجد واتكى تركي وراه على المسند وبيالته في ايده .. وقعد يراقب تعابير رفيقه اللى سرح في عالم ثاني .. تنهد ماجد .. وسرى صوته في هدأة الليل عذب صافي .. قريت الشوق ف اعيونك وفي ونّة تراتيلك أثاري الحبّ يا عمري توسّد وسط أوصالك ! هقيتك ما تعبّرني ولا تكشف تفاصيلك ولكنّ الهوى فضّاح وطيبه عطّر أقوالك تلاقيني بدمع الشوق اذا ما جيت اببكيلك وامد يمنى ومن خوفن تصافحني بها اشمالك ! حروف القاف لا شافتك من فرحه تغنّيلك تهلّي بك وتنشد عنك يا قلبي: وش احوالك ؟ عساك دّوم بوصالي ولا تقطع مراسيلك ولو دهري يطاوعني أقضّي عمري اقبالك على همس الهوى والشوق راح اضوي قناديلك واخلّي الوقت بالأفراح والبسمات يصفا لك مع النجمات والدلّه أبسهر في تعاليلك أناظر وجهك البدري وخمر الشوق فنجالك تعال اقرب هنا عندي وسمّعني مواويلك وخلّ الحلم يسرح بي ويمسي بجنة اظلالك انا ادري العين ما تشبع تناظر في تهاويلك ولا القيفان لا هلّت تفارق مفرق اقذالك ..* تنهد ماجد وسكت .. " صح لسانك يا ولد .. لا هنت " رد تركي بإعجاب .. " صح بدنك .. ولا تهون " رد ماجد بهدوء .. " وش اللى متعبك يا ماجد .. " كان تركي يقرأ ماجد مثل الكتاب المفتوح .. عِشرة سنين بينهم .. خلت تركي يفهم خويه وخال عياله من نظرة .. كان يدري بين ضلوعه همّ مشقيه .. وحزن ماكل كبده .. مهما حاول يخفي هالشي .. يبان بعيونه .. وفي لحظات يقلبه من ماجد الحبيّب اللى يعرفه لشخص ثاني داخله سواد .. يبطش بأقرب الناس له كأنه يعوض ألمه فيهم ويعاقب نفسه بألمهم .. ما رد ماجد على تركي .. كان يهوجس أن تكلم فضيحة .. وإن سكت قهر .. وهو ضايع بين اللى شافه بعيونه وسمعه بآذانه وبين الكلام اللى قالته له موضي .. من يصدق .. وشو الصحيح .. من الظالم ومن المظلوم ..؟؟ .. يصدق نفسه والا يصدق أخته .. وأخوه .. اللى راح .. واللى ما يقدر يرد ويدافع عن نفسه .. وخايف يظلمه لو سمع فيه .. ضغط على عيونه بابهامه والسبابة .. ::؛:: لما تجف الأحلام وتطيح على أرض الواقع مثل الطيور الميتة .. ولما تضيق فينا حتى أنفاسنا ومانلقى مفر .. نتذكر أن فيه ربّ اسمه الرحمن الرحيم .. ما ربطهم في أسمه سبحانه عبث .. الا عشان نعرف أنه أقرب لنا من قلوبنا اللى تنبض بصدورنا .. ::؛:: النفس الطاهرة .. هي أكثر نفس تتحمل و تشيل بصمت .. وتلوم ذاتها ولا تلوم الغير ولو كانوا السبب .. سعادة أقرب الناس لها أهم .. ولو كانت هالسعادة على حسابها هي .. يبقى الماضي يدور ويرجع في كلمة .. أو همسة أو حتى بقايا سؤال .. كلنا .. صورة من الماضي .. تتشكل فى الحاضر .. عشان تقدر ترسم لها طريق في المستقبل .. ومرات هالطريق ينحرف .. لكن بالنهاية .. النفوس الطيبة تلاقى المقابل الطيب .. الجزء الحادي عشر كان ماجد وتركي قاعدين عند الضو في ليلة باردة هادية .. والكل كان راقد الا هم سهرانين .. وكان حال ماجد مهوب معجب خويه اللى نشده وش اللى متعبه وكان عنده أمل أن خال عياله يشكي له همّه مثل ماكان يسوي قبل سنين .. لكن .. " والله يابو عبدالعزيز مابه شي متعبني .. لكن همّ العرب شاغلني بس .." كان رد ماجد على تركي يعني شي واحد .. خاصه لناداه ابو عبدالعزيز .. معناه حاجز بينه وبين ماجد .. معناه لا تسأل أكثر .. لكن تركي هالمره ماسكت .. " ماجد .." ناداه تركي .. رفع ماجد راسه لخوي عمره .. " لا تاكل بعمرك .. ترى الدنيا تمشي .. بكيفنا والا غصب عنا .. والمرحوم تحت رحمة ربه .. اللى ارحم منك ومني .. ماكان بيدك تسوي شي .. ولا بيدك اللحين تسوي شي .. غير انك ترضى بحكم ربك وأنت انسان مؤمن .. " اظلمت عيون ماجد .. وتنهد من اقصى ضلوعه .. " يابن الحلال مانقدر نرد عن عمارنا والا عن عيالنا .. وأنت من توفى المرحوم شي فيك مات .. واندفن معه .. وذا وانا اخوك اعتراض على حكم ربك وماهقيتك كذا .. وكنك مجبور على بنت عمك تذكر انك تضم لحم اخوك .. تضم لك يتيم وانت عارف قول الرسول عليه السلام عن اللى يحسن لليتيم ويكرمه .. " ابتسم ماجد بمرارة يوم ذكر تركي الجوري بنت منصور .. " اللهم صلي وسلم عليه .. يابن الحلال الواحد يكبر ويتعلم من دنياه .. وماحد يبقى على حاله .. وكل اللى قلته تحصيل حاصل .. أنت نسيت انى قربت الثلاثين .. وماعادني بالصغير اللى يسرح ويمرح بدون هم .. في رقبتي شيبة وعجوز عسى ربي يكرمنى بطاعتهم .. غير البنات وفهد .. والشغل لحاله همّ .. والشركة فوقه .. " رفع ماجد راسه لتركي وهو يبتسم .. " خلّ عنك أفكار الأفلام والمسلسلات اللى تشوفها يا ولد .. مافيني الا العافية .." سكت تركي شوي وهو يشوف وجه خويه " الله يطول لك بعمر شيبانك ويعطيك العافية .. وأنت قدها وقدود .. بس أبيك ترجع ماجد اللى أعرفه .. الجبل اللى ما يهزه شي .. والبحر اللى ما يغرقه هم .." شدّ ماجد على ايد تركي اللى يعتبره مثل أخوه من زمان .. حتى قبل ياخذ أخته .. بس فيه اشياء ما نقدر نشارك حتى الأخوان فيها .. " مانت بقايم ترقد .." سأله تركي اللى حط غترته على كتفه وقام .. " بأرقد هنا .. عندى السليب باق حقي يكفيني .." رد ماجد .. " تبيني أرقد عندك .." سأله تركي .. " لا واللي يرحم والديك .. أنا طاق منك ومن شخيرك .. الله يعين مويضي عليك .." ابتسم ماجد وهو يشوف تركي .. " بسم الله عليك أنت .. من تحط راسك تدق سايلنت .." رد عليه تركي .. " اذكر ربك .." ضحك ماجد .. " لا اله الا الله .. بكيفك ارقد وين ماتبي .. يالله تصبح على خير .." صد وراه تركي .. " والساري على خير .." طلع تركي وترك ماجد مع أفكار.. وذكريات عمر كامل .. تلتهب بحناياه مثل الضو اللى قدامه .. صحاها تركي بكلامه وهو مايدري ..!!! :: :: :: رجع ماجد دنق يزيد الضو حطب عشان ما تموت .. والضو اللى في جوفه تاكله ما ترمّد ابد .. وهو شي واحد اللى مات فيه مع منصور .. أشياء كثيرة ماتت قبله ومعه وبعده .. وماعاد فيه شي يخاف عليه الا الجوري .. هى العوض عن كل شي .. وعن كل انسان .. .. الجوري هي البسمة الوحيدة فى دنياه ذلحين .. اللى معها ينسى كل شي وأى شي .. ويرجع ماجد الطفل .. يلاعب اخوه منصور اللى اصغر منه .. يشوف فيها كل مراحل حياتهم سوا .. يومهم بالمدرسة الأبتدائية بزران .. وكان منصور يشوف اخوه شي كبير .. يشوفه السند والظهر .. مع انه كان أكبر منه بسنتين بس .. وكان داخله طفل خايف مثل منصور بالضبط.. وشقاوة الأعدادية يوم يجيه منصور يبكي ويشتكي من العيال اللى يضربونه ويضربه ماجد كفّ " ما تقدر تاخذ حقك بيدك لا تبكي .. ما تبكي الا البنت .." .. ومع ذلك فزع له وفي الوقت اللى كان منصور يبكى في حضن امه .. راح ماجد وضرب العيال وضربوه .. وضربه ابوه عشان هالمشكله لكن كل شي يهون دامه خذا حق أخوه .. تذكر يوم يطلعون القايلة يلعبون كورة ولمن رجعوا العصر مروا الدكان عشان يشترون عسكريم فراولة .. واذا ماكفت فلوسه شرى لمنصور بس .. اللى كان ينشده لمن شافه ما شرى الا واحد " وأنت ماتبي .." يرد عليه ماجد " لا مابي .. حلقي يعورني " يكذب عشان ما يشارك أخوه فى حاجه يشتهيها .. منصور اللى شافه يكبر قدام عينه .. شقيق روحه اللى ضربه عشان يكمل الثانوية ويدخل الجامعه .. واللى تخلى عن حلمه عشانه .. حلم كان ممكن يخلي الجوري بنته هو .. بنت ماجد .. :: :: :: رجع به الوقت لأربع سنين قبل .. كان أول ايام عيد الفطر .. وكان الجوّ حار .. دخل ماجد عشان يتسبح قبل الغدا .. وانتبه ان فيه نسوان فى الصالة الداخلية .. صد ودخل بسرعه يرقى فوق لغرفته .. شاف باب حجرة نوف مفتوح وسمع صوتها داخل تدور شي .. مرّ عليها عشان يقول لها تخلي الخدامه تسوي له فحم عشان يتدخن عقب ما يتسبح لأنه مستعجل .. قرّب يبي يدق الباب المفتوح شوي .. سمع ضحكة غريبة .. وصوت نوف كنه من داخل الحمام .. " شوفيه عندس في الدرج الأول .. " وشافها .. كانت تدور في الدرج عن شي .. مايدري وش هو .. وسمعها .. " مافيه شي في الدرج .. يمكنه عند روضة .. تبينى أروح انشدها .. " البنت سألت نوف .. " أكيد عندها الخبل .. روحي هاتيه بسرعة قبل يجون العرب خل نخلص .." كانت تتحرك بسرعة ورقة تفتح الادراج وتسكرها .. ماجد تجمّد .. اللى ماعمره ناظر له مره مهي من محارمه .. هالمره ما قدر يتحرك .. ولا قدر يفكر .. بس كان نبضه يقول له انها حلم قدامه .. مستحيل يكون بشر حقيقي .. سحره هالطيف اللى قدامه .. التفتت تبي تطلع مسرعة تدّور روضه .. سكرت الدرج ولفت .. رفعت راسها تبي تطلع .. وكان هو هناك .. كانت لابسة فستان صيني حرير .. لونه خمري .. ومشجر .. اكمامه قصيرة .. وايدها .. عليها رسمة حنا طويلة .. شعرها اسود .. ملفوف وفيه وردة جورية على جنب .. ملامح ناعمة .. خشم دقيق .. عيون أتعبت الرمش سهر .. وشفايف سبحان من رسمها .. تجمدت مكانها وهى تشوفه .. صدت تدور مكان تهرب من عيونه .. لاتصد هناك ياعمري دقيقه .. العمر محسوب.. بحساب الدقايق في بحر عينك .. تبينت الحقيقه .. كل موجه.. تنقل لعيني حقايق ... الهوى.. دلتني عيونك .. طريقه ... ثم سوت وسط قلبي .. لك طرايق ... كم نفس .. في هوى عينك ..غريقه .. واشهد اني رحت .. من ضمن الغرايق.. . كل مافرجت .. يامحبوب ضيقه .. غبت عني .. واصبح الخفاق ضايق ... التفت يمي .. ترى عمري دقيقه ... ليتي احيا .. في سماء عينك .. دقايق ... كان يهمس لاشعوريا بصوت خافت .. صوت فكر أنه ما تجاوز قلبه .. لكنه وصل لها .. يمكن أرواح وتناجت .. دمعت عيونها وهى محتارة واقفه قدامه وتحس ان الصمت ثقيل وأنها لازم تهرب .. " مهووووي .. وينس .." صرخة نوف من داخل الحمام ردته للواقع .. ونبهت البنت اللى انتفضت قدامه وركضت تسكر الباب في وجهه .. واختفى الحلم .. كانت لحظات بس من عمر الزمن .. لحظات بس عاشها كأنها عمر كامل .. كيف وشلون وليش مايدري .. بس لحظات انحفرت في روحه وذاكرته وشم عيا الزمن للحين يمحيه .. سمع صوت موضي تحت ناداها .. " من اللى عندكم تحت .. " سألها بتوتر .. " ماعندنا أحد بس بيت عمي خالد .. وبيت خالتي بيجون على الغدا " ردت عليه موضي بدهشة .. " بناته معه ..؟؟ " رجع ماجد يسألها بألحاح .. " ايه معه .. " جاوبت موضي .. " وش اساميهن .." نشدها ماجد يبي يتأكد حلمه حقيقي والا خيال .. " وش تبي في اساميهن .. " استغربت موضي سؤاله .. " مويضي اخلصي علي .. " تنرفز ماجد .. " مها وسارة تنشد كنك ماتعرفهن .." ردت موضي عليه " ليه تنشد .. " حسّت أن في الموضوع شي .. مهوب من عادة ماجد ينشد عن النسوان اللى يجونهم .. " سمعت صوت غريب و وحده تنادي مهوي وماعرفت منهي .. " حاول ماجد يبرر أسئلته قدام أخته اللى عيونها كلها استغراب وأسئلة .. " هذي مها في حجرة نوف تسوي لها شعرها قبل يجون بيت خالتي .. " وضحت له موضي بهدوء اللى سمعه وعيونها تقول له انها مهي مصدقه كلامه اللى قاله .. " زين قولي للخدامه تسوي لى فحم .. وتحطه عند الباب .. باتسبح وبأطلع .." صد عنها ومشى لغرفته .. " ان شاء الله .. !! " حطت موضي ايديها على خصرها مستغربة منه ومن اسئلته .. التفتت تشوف باب حجرة نوف اللى مسكر .. وباب حجرة ماجد المقفول .. :: :: :: دخل ماجد غرفته وسكر الباب .. غمض عيونه يسترجع الحلم اللى شافه .. يالله معقوله هذي بشر .. وبنت عمي .. يعني حلالي .. حلم ما انكتب له يعيش الا ايام في خيال ماجد .. اللى بنى وتمنى يكون له الملاك اللى شافه خاصه وهو يدرى أنه أولى به من اى احد ثاني .. ويقدر يوقف في وجه اللى يحاول بس مجرد محاولة انه ياخذه منه .. لكن اللى ماحسب حسابه أن اقرب الناس يكسر حلمه ويوقف بوجهه .. وعشان من !!!! .. كان الحلم اللى مات وداسه عشان ابوه وأخوه " المره بدلها مره وأنا كلمت عمك من قبل عشان نخطبها لمنصور .. تبي سارة خطبتها لك .." هذا كان كلام أبوه يوم شاوره يبيها .. المره بدلها مره .. والقلب ..؟؟ بداله قلب بعد ..!! غصب سكت وكتم حزنه وقهره.. وغصب تغير على الكل .. وانطوى على نفسه .. وهو يشوف فرحة أخوه وعلى قد مايقدر حاول ما يبين له شي وما يتغير عليه .. وصار يجهز لعرسه كأنه عرسه هو .. رضى بالقسمة والنصيب .. وعضّ على جرحه عشان ما ينزف .. وابوه فسّر هدوءه انه رضى بالواقع .. وعلم منيرة يوم نشدته عن تغير ماجد انه كان خاطره فى وحده وهو عيا عليه .. وماعلمهم منهي الوحدة ذي .. وانتشر الخبر ان ماجد يحب وان ابوه رفض اللى يبيها .. وصار الكل يحط سوالف ويزيد ويفسر على كيفه .. وماجد ساكت .. التفت لشغله وذبح عمره فيه بس عشان ينسى .. وداس قلبه عشان حلاله اللى حلم فيه صار محرّم عليه .. وللأبد .. خرّت دمعة ألم من عين ماجد .. كان الليل والوحدة والضو الشاهد عليها بس .. تهَدج صوته وهو يروي قصة أحزانه شعر .. وانسكاب جروحه حروف .. فمـان الله سافـر للنصيـب وديـرة المقسـوم فمـان الله سافـر للحنيـن وحلـل أشـواقـي فمان دموع عينـي والغـرام وحبـك المرسـوم مثل نقش الحجر في وسط قلبي لـه أثـر باقـي فمان الله فاتت شرهـة الخافـق ووقـت اللـوم لك الله ما بقت غير الدمـوع تباغـت أحداقـي ولا باقي سوى جسم(ن) نحيل وناظر(ن) محروم يراقب شمس(ن) أقفت من سماي وشالت اشفاقي زمن عدى على ذاك الفراق اللي تقـول اليـوم وأنا أرشف من يمين الجرح نزفي وأشكر الساقي نبت للحلم ريش وقلت أهده فـي سمـاك يحـوم ولكن خانت فجـوج الوسـاع وضاقـت آفاقـي رحلت وكل حرف ما لبس مـن هالكـلام هـدوم تذكـر يـوم أصافـح غيبتـك وأمـد خفاقـي ؟ أنا للحين مدري هـو أنـا الظالـم أو المظلـوم أنا مدري وإذا تـدري تعـال وفتـش أعماقـي أعرف إني سقيت الليل دمع ولاظهـر بـه نـوم عقب ما مرني فصل السهـاد وحتـت أوراقـي..* تنهّد ماجد .. ودنق يضغط باصابعه على عيونه .. وما انتبه ان فيه عيون تراقبه من بعيد .. وقلب محروق على قلبه .. سمع شكواه وبثه لحزنه في القصيد .. لكنه صد عنه واختفى في الظلام .. ::؛:: الليل ولو طال يتبعه شروق .. والألم وان زاد له يوم وينتهي .. وكل شي مقدر .. مثل ما الفرح مقدر .. الحزن كذلك .. والأيام بينهم وبيننا تدور .. ::؛:: ونعيش الحياة .. شبكة علاقات بينا وبين الآخرين .. وعن طريق تأثرنا وتأثيرنا فيهم نرسم مسارات حياتنا مثل مانساهم في رسم مسارات حياتهم .. كل كلمة لها تأثير .. وكل تصرف مهما كان بسيط حط فى بالك أنه راح يأثر على شخص واحد غيرك على الأقل .. إن ما كان أكثر .. يبقى العمل الطيب الذكرى الوحيدة اللي تستاهل الواحد يتعب عشانها .. ولو ماكان في الدنيا خير .. احتسب أجرك عند ملك عادل سبحانه ما يضيع عنده شي مهما كان صغير .. الفصل الثاني عشر فتحت مها عيونها على فجرٍ خجول .. ونسمة هوا باردة حنونة من طرف باب الخيمة المفتوح .. ضمّت بنتها لصدرها تبي الدفا ..التفتت تشوف مرقد أمها فاضي .. وسارة للحين راقدة .. مدت يدها تحت مخدتها وطلعّت ساعتها .. كانت الساعه 6:33 .. رجعت حطت راسها على المخدة .. طافتها صلاة الفجر .. والمرقد دافي وماودها تقوم منه .. تعوذت من الشيطان .. لحّفت الجوري عدل وقامت .. طلعت وهى ضامة ايدها على صدرها من لفحة هوا الصبح .. وهى تتنفس هوا نقي تحسه حتى على بشرتها .. شافت خيمة المطبخ مفتوحه .. وصوت في خيمة عمها .. لبست جلالها وراحت للمطبخ تجيب لها ما دافي عشان تغسل وتتوضأ .. كان الرمل تحت اقدامها بارد .. مركزة على الأرض مانتبهت للرجل اللى بغت تصدمه وهو طالع من المطبخ .. " بسم الله .. " مسكها من كتوفها .. رفعت راسها منصدمة .. " شكلس تمشين وأنتي راقدة .." ابتسم ماجد وهو يشوف عيونها ترمش مصدومه .. " لأ .. " ردت ببلاهة وهى مهى مستوعبة .. " لأ وش .. " سألها .. " واعيه مانا براقدة .. " فكها ماجد بقوة .. كأن لمسه لها يحرق كفوفه " معناه فتحيّ عيونس .. المكان مليان هنود لا تصدمين فيهم .. " .. ارتجفت مها مكانها يوم فكها .. " ماعلي منهم .. علي نقابي وجلالي .. وما اظن منهم خطر يدخلون الخيام مثل غيرهم .. " ردت عليه بتهور .. قرّص ماجد عيونه فيها وهو فاهم وش قصدها .. " ماشفتى خطر للحين .. الوعد قدام .. " غمز عينه لها ومشى للمجلس .. انتفض عرق في ظهر مها وصدت عنه تنادى فاطمة من داخل المطبخ تجيب لها ماي حار ورجعت لخيمتها بسرعة .. توضت وخلت فاطمة توقف حولها بالجلال عشان ماحد يكشفها .. خلصت ودخلت صلت وغيرت ثيابها .. وقعدت ترتب شنطتها عشان تضيع الوقت .. شوي ودخلت عليها فاطمة تقول لها ان موضي تقول لها تعالى للخيمة عشان القهوة .. قالت لها زين جايه .. :: :: :: اصبحنا واصبح الملك لله .. اللهم انى أسألك خير هذا اليوم وخير مافيه وأعوذ بك من شره وشر مافيه .. دعت مها فى قلبها قبل تطلع .. ونادت فاطمة تقعد عند الجوري الراقده .. وهي تقرب من خيمة عمها شمت ريحة الضو .. وسمعت صوت الراديو يشتغل وابو نورة يغنى .. يا نسيم الصباح سلم على باهي الخد نبهه من منامه قول له أني على وعده أسيرا مقيد حتى يوم القيامه قلت يا عاذلي مالي ولك ليش تحسد خلي عنك النمامه انت يا من ترى في جمالك مزيد شيء علينا ملامه غير في نظرة الخد الاسيل المورد من روابي تهامه ريقها الشهد واحلى من الشهد وابرد والحلا في كلامه من رأى غرته هلل.. وكبر ... وشهد بدر ليل التمامه ابتسمت مها وهى تقرب منهم .. ودخلت وسلمت .. دنقت على راس امها تصبحها بالخير .. ودنقت على مرة عمها .. و سلمت على موضي اللى وقفت لها .. وصبحت على ماجد .. " صبحك الله بالخير يابو عبد الله .." رفع ماجد راسه ونزل بيالته " صبحس الله بالنور والسرور .. وين الجوري .." سألها .. قعدت في ابعد مكان ورا موضي .. " عدها راقده .. " ردت بهدوء .. " مرقد العافية .. يالله اسمحو لي .." وطلع منهم .. " يمه نورة شلونس .. " .. " بخير الحمدلله .." ردت مرة عمها .. " شأخبارس .. كيف أمسيتي .." نشدتها موضي وهي تمّد عليها بيالة حليب .. " الحمدلله .. الجو يجنن .." ردت مها وهى تلتفت برا . .. " ايه اللهم لك الحمد .. " وقعدن يسولفن لين جاب لهم الهندي الفطور .. قامت موضي ومها حطن القدوع قرص وبلاليط عشان يتفاولن ام ناصر وام محمد .. وشوي ودخلت عليهن سارة وسلمت عليهم وقعدت تفطر مع البنات .. " أقول مهووي .. " قربت سارة تشاور اختها .. " نعم .." ردت عليها مها بصوت واطي .. " قلتي لأمي ؟؟.." نشدتها ساره .. " وشو عنه .." استغربت مها .. " السوق يالخبل .. ماقلنا بنقول لأمي اليوم .." .. " ماقلت لها .. اصبري شوي .." غمزت لها مها .. تحلطمت ساره مكانها .. شوي وقامت نورة للمجلس .. وطلعت موضي تشوف عيالها .. " يالله قولي لها اللحين .." تكلمت سارة وهى تطالع مها .." وش تقول لي ..؟؟" نشدت منيرة وهى تنقل عيونها بين بناتها .. طالعت مها اختها بغضب .. " ولا شي يمه .. بس بغيناس تقولين لأبوي ان حنا نبي السوق وبناخذ كم يوم عشان يسوي حسابه .." كانت مها تشوف أمها بهدوء لأنها متوقعه رفضها .. " اصبرن شوي تو حنا جايين البارحة .. " ردت أمها اللى فعلاً شكل الموضوع ماعجبها .. " ماقلنا اليوم يمه .. بس عشان يسوي حسابه بعد كم يوم " ردت عليها سارة .. " تو الناس والعطله طويلة .. بعدين تراني ماني برايحه معكن .. تعبت من لف اسواق الدوحه عشان الف أسواق الخبر .. ماطلعت من بيتى عشان اعود اسكن لى بجحر .. " ردت أمها وهى تنزل فنجال قهوتها .. " وشلون يعنى .. بنروح لحالنا يا يمه .. " ردت مها .. " يروح معكن أبوكن أنا مالي حاجه فى السوق .. ولا تروحن ذلحين اصبرن شوي لاحقات على المراح .." ردت أمها بحزم .. تنهدت سارة وهى تطالع مها .. " وين بيروحن .." سألت موضي اللى دخلت على آخر كلام ام ناصر .. " ابدا(ن) يبن يروحن السوق .. وقلت لهن مهوب ذلحين .." ردت أم ناصر.. " حنا بنروح السوق عقب بكره .. حياكن معنا .. " ردت موضي وهى تلف على مها وسارة بابتسامه .. طالعت مها أختها وكنها تقول لها زين كذا يا الملقوفة .. التفتت مها لأمها بنظرة عتاب .." أكيد كلنا واحد ياموضي بس والله ماودنا نعطلكم .. وحنا إن رحنا يمكن نتأخر يبي لنا أغراض واجد .. " ردت مها بصوت واطي .. " ابدا(ن) كلنا واحد .. اصلاً حتى لو ماتبن السوق خذيتكن معي .. بعدين الخبر اسواقها تجنن ويبي لها ثلاث اربع ايام عشان تلفينها .. تونا نتكلم البارحه في الموضوع أنا والبنات .. وعزمنا نروح أخر الأسبوع وناخذكم معنا .. وأمى بتقعد مع أمى منيرة لأنها ماتبي السوق بعد .." ردت موضي وهى تصب بيالة حليب وتمدها على أم ناصر .. " والله مادرى يا موضي .. لازم اخذ شور ابوي .." كانت مها فى اللحظة هذي تمنى أن ابوها يعيي .. " ماعليس .. ابوي خالد أنا بأكلمه خليه علي .." التفتت مها على سارة وحالها يقول حسبي الله عليس .. زين كذا .. كانت نظرة سارة تقول وأنا وش ذنبي .. " قلنا بنمشي الخميس الصبح عشان بيت خالتى بيجون الأثنين .. وبكذا نقدر نقعد الخميس والجمعه والسبت ونعوّد الأحد .. أربع ايام فى الخبر نعمة .. " شرحت موضي لمها وهى تشوفها بفرح .. " خالتس بتجي هى وبناتها .." سألتها أم ناصر .. " ايه يمه بناتها عليهن دوام للخميس .. وفهد ولد خالتى ماقدر ياخذ اجازه الا من يوم الأثنين .. " ردت عليها موضي .. " هو ما أعرس للحين .." نشدتها منيرة .. " لا والله يا يمه .. خطب مها ذيك السنه وأنتى خابره يوم رده عمي وعقبه ما سمعنا عندهم طاري خطبة .." كانت موضي تسولف عليهم وهى سرحانه .. " الله يوفقه .. الواحد ما ياخذ الا نصيبه يا بنتى .. " ردت منيرة .. " صادقة يمه .. الله يكتب له اللى فيه الخير .. " رفعت موضي راسها وابتسمت .. كانت مها تفكر في المشكلة اللى طاحوا فيها .. من صاح من شي مانجا منه .. كانوا يبونها فرصه يرتاحون بعيد منهم صارت اللحين انهن بيروحن معهم .. وقفت مها " السموحة منكم شوي .. سارة تعالي أبيس .. " نادت أختها وراحن لخيمتهن وعيون موضي تتبعهن بتفكير .. :: :: :: وفي المجلس كانوا الشيبان قاعدين مع أم محمد وماجد يقهويهم .. وسوالف عادية .. " يا ولدي اوخياتك يبن يروحن السوق كنك بتوديهن .." سألت أم محمد ماجد .. " على خشمي يمه .. متى يبن يروحن .. " والله يقولن يبن الخميس .." .. " وموضي بتروح معهن .. " .. " ايه وانا أمك .. بتروح مع تركي وأنت تسوق بخواتك .. " .. " ولا يهمس يمه .. من يقوم تركي بنرتب للموضوع .. " .. " والله ياذا البنات ما يشبعن من الاسواق .. " تكلم ابو محمد .. " لو مالهن حاجه يا عبد الله ماراحن .. بعدين ماتعودن على الحكرة في البر .. يطلعن كم يوم مع اخوهن يستانسن .. " .. " يطلعن الله يحفظهن ما قلنا لهن شي .. اخوهن أحرص منى عليهن .. " رفع راسه يشوف ولده .. " مالنا عنك غناة يابو محمد .. الله يطول بعمرك .." .. " وبناتك مايبن يروحن يابوناصر .." .. " والله ما قالن لى شي .. بس وكاد باوديهن السوق هنا والا في الحسا .." .. " خلاص يتخاوون جميع .. " رد ابو محمد وهو ياخذ فنجاله من يد ماجد .. اللى ماعجبه كلام أبوه يوم قال يتخاوون ورفع عينه يشوف عمه أربه يعيي .. " بأشوفهن وان شاء الله خير .. " :: :: :: دخلت مها الخيمة وهي معصبة .. " فاطمة .. روحي سوي حليب حق الجوري .. " قامت فاطمة مستغربة وهي تشوف الجوري اللى للحين نايمة وطلعت .. التفتت مها على سارة وهي تقرص عيونها فيها " زين ذلحين .. انتى ماتعرفين تمسكين لسانس .." وقفت قدام اختها بغضب .. " وأنا وش سويت .. " ردت عليها سارة .. " عدس تنشدين وش سويتي .. ؟؟ " فتحت مها عيونها على كبرهم مستغربة سؤال أختها .. " مهوي شوفي .. لاتحطين حرتس فيني .. " ابتعدت سارة عن اختها شوي .. " وش احط وش أخلي .. اخذي عندس هذي مخططاتس .. نروح السوق ونفتك من العرب اللى أنتى خابره " كررت كلام سارة وهى تقلد صوتها " وهذا العرب اللى أنتي خابره بيودونس معهم غصب .. وكله من تحت راسس .. ما قدرتي تنتظرين لحين نصير لحالنا ونقول لأمي ..؟؟" كانت مها تحرك ايدها قدام أختها بعصبية .. " وأنا شدراني عنها .. بعدين أظن سمعتي موضي بأذنس تقول كنا ناويين بناخذكم معنا ولو ماقلنا كانت جات وقالت لس .." حاولت سارة تبرر الموقف .. " ذلحين أنتي من عقلس تظنين أنى بأخاوي العله نوف ثلاث أيام عشان سوق ..؟؟ " سألتها مها بقرف .. " اووووف .. " تأففت سارة وقعدت على الأرض .. "يعني وش كنتي بتسوين .. " سألتها ساره وهى تشبك ايديها على ركبها قدامها .. " كنت بأعيي وبأتعذر بأي عذر عشان مانروح .. " ردت عليها مها وهى معصبة .. " خلصنا .. عذرس موجود ليش معصبة ذلحين .." ردت عليها سارة وهى تأشر بيدها .. " معصبة لأنه لما يعزمونا ونعيي شي .. ولما يدرون ان حنا اللى نبي نروح ويوم درينا انهم بيروحون عيينا شي ثاني .. " ردت مها وشبكت ايدها على صدرها .. " يا أنه عليس تفكير .. " هزن سارة راسها مستغربه .. " سويرة .. مثل ما ورطتينا ذلحين انتى تطلعينا .." .. التفتت سارة على أختها مستغربة " وشلون اطلعس منها يا ذكية ..؟؟" تقولين لأبوي انس هونتى ماتبين السوق .. او مريضة أو أي عذر .. " طالعتها مها وهي ترد عليها .. " ليه .. أبوي بزر عشان يصدقني لمن قلت له ذا الكلام .. " رفعت راسها تشوف اختها اللى واقفة .. عضت مها على شفايفها وهى تشوف أختها .. " ياختى اقعدي كسرتي رقبتي وأنتى واقفة .." قعدت مها وهى تلتفت على الجوري اللى أزعجها الصوت وقامت تتحرك فى فراشها .. " تهقين ابوي بيوافق .." سألت سارة .. " والله ابوي ماعاد عرفت له .. من يوم ضغط علينا عشان نطلع مع بيت عمي وخلا ماجد يسوق فينا وهو مهوب ابوي اللى اعرفه .. اشياء واجد تغيرت فيه .. " كانت مها تتكلم وهى سرحانه تطالع الأرض .. " زين لو قلنا وافق .. ترى ماحنا بمربوطين فيهم .. بنخلي ابوي يحجز لنا فى مكان بعيد عنهم .. ونروح ونجي على كيفنا .. يعنى لا تعقدين الموضوع .. " كانت ساره تشوف أختها اللى واضح انها متضايقه .. " ترى امي مهي برايحه .. " ذكرت مها سارة بكلام أمها .. " طيب ولو ماراحت .. بنضيع ؟؟ ابوي معنا وبناخذ الجوري وفاطمة .." ردت سارة بكل بساطة تبي تهون السالفة .. " زفرت مها بعمق " لو أنس بس ماتكلمتي .." تنهدت مها .. " الا أحسن درينا بدري .. عشان نخطط براحتنا .. " قالت سارة وهى توقف تبي تطلع .. " الله يكفينا شر مخططاتس اللي هذا أولها .. " رفعت مها راسها وهي ترد على أختها .. فى اللحظه اللى قامت فيها الجوري وفتحت عيونها .. وابتسمت يوم شافت أمها .. شلتها مها وحضنتها وخذتها تغسل وجهها وتغير لها .. وعقب نص ساعه رجعن للخيمة .. ومرّ اليوم بشكل هادي .. الجورى مع ماجد أغلب اليوم .. ويوم طلع يقنص صاد لها عصفور حي .. ربط رجله بخيط عشان ما يطير وخلاه عندها تلعب فيه .. وموضي تقول استاثمت في الطير .. وهو يقول مابه آثام ان شاء الله .. خله يوسع صدر الجوري .. وبكذا انتهى يوم ثاني .. :: :: :: يوم الأربعاء كان الجو مطر خفيف وطلعن البنات يمشن بعيد عن المخيم .. سارة وروضه ونوف مع بعض .. وموضي ومها وبناتهم نجلا والجوري يلعبن قدامهم .. وكان ماجد طلع مع تركي وعياله يصيدون من بدري .. " جهزتوا أغراضكم .." سألت موضي .. " وش أغراضه ؟؟ " ردت مها وهى تشوف الجوري تركض قدامها .. " عشان بكره .. والا نسيتي .." ذكرتها موضي بموضوع الروحه للخبر .. " ايه .. لا ما نسيت .. بس عدني ما قلت لأبوي .. بأشاوره وأشوفه يمكن وراه شي .. " حاولت مها تدور لها عذر .. شافتها موضي بنظرة تفكير وسكتت .. رجعن للمخيم بعد ما توسعت صدروهم من منظر المطر والغيم اللى تتخيله أقرب من ايدك لما تمدها تلمسه .. والارض اللى تستقبل قطرات المطر بفرح مثل الطفل الصغير .. والهوا النقي بلا هموم ولا قلق الحياة .. كان ابومحمد وابوناصر قاعدين فى خيمة ام محمد .. دخلوا البنات وسلموا وضحك وسوالف .. شوي وتكلمت موضي .. " يبه خالد طلبتك .. " كانت موضي غاليه عند ابوناصر وتعرف أنها لمن طلبته شي مهو برادها .." جاس يا بنتي .." رفع أبوناصر راسه لموضي وهو يبتسم .. " يبه بنروح بكره للخبر نتسوق ونبي البنات يروحن معنا .. فديتك لا تردني .. " انصدمت مها .. والتفتت على سارة اللى عيونها تبرق من ورا النقاب .. التفت ابو ناصريشوف بناته وهو متكي يتقهوى " والله يا بنتي بكيفهن الشور شورهن .. " رد على موضي .. " هن ودهن يروحن فديتك .. ولو أنا قلت لك كانت مها بتقول .. وأنا قلت نروح كلنا سوا مرة وحده .. " ردت عليه موضي وعيونها تطالع البنات شوى وتطالع عمها شوي .. " وش رايس يا مها .. " نشد أبو ناصر بنته يوم شافها ساكتة .. " والله يا يبه اللى تشوفه فديتك .. " ردت مها بهدوء .. " بتخاوينا يا أم ناصر .." التفت خالد على منيرة ينشدها .. " ولا لك لوا .. مالى حاجة فى السوق .. روحوا أنتو ربي يحفظكم .. " وكان هذا كلام منيرة الأخير بخصوص الروحه .. " أنت اللى بتوديهم يا عبد الله .. " سأل ابومحمد اللى قاعد جنبه .. " ولا لك لوا .. مالى حاجه فى الدورة ماطلعت عشان أرجع أحبس عمري .. بيوديهن ماجد .. وتركي بيخاويهم .. " رد عليه ابو محمد .. " خلاص برزن عماركن بكره ان شاء الله بنمشي مع الجماعة " وبكذا تحددت الروحة بشكل أكيد .. " جعلني ما اذوق حزنك يا يبه .. " قامت موضي وحبت خشم عمها .. والتفتت لمها بانتصار .. كان تعبير مها هادي بس مبين مهوب فرحان .. " ان شاء الله يبه .. " ردت مها وسكتت .. " وليه توديهن أنت .. مايسد الرجال اللى معهن ..؟؟" كان أبو محمد مركّز على وجه أبو ناصر وهو يسأله .. التفتت أبو ناصر لابومحمد بعد ما سمع سؤاله " وش قصدك .. " نشده أبو ناصر .. ومها بردت عظامها عرفت قصد عمها .. " يروحن مع خواتهن ويوديهن أخوهن والموتر وسيع .. وفوق كذا معهن تركي وموضي .. مراحك ماله داعى .. " رد أبو محمد عليه وهو يرد فنجاله على موضي .. نشف الدم في عروق مها .. سكت ابوناصر يفكر .. مرت اللحظات على مها مثل السنين .. تمنت أبوها يقول .. " كن المركب وسيع خيرو وبركة .. لكن ماودنا نضك العرب .. " تكلم أبو ناصر .. " مابه ضيق يبه .. أنا ونوف وعيالي مع تركي .. وسارة ومها وروضة والجوري مع ماجد .. وأبوي صادق لا تتعب عمرك فديتك .. بناتك خواتنا وان ما شالهن المكان تشلهن عيونا .." كان رد موضي الشعرة اللى قصمت ظهر مها .. " مابه شك يا بنتي .. " وسكت ابوناصر .. ترك الموضوع معلق .. وترك روح مها معلقة معه .. تكفى يا يبه لا توافق .. بردت أطراف مها ولا عاد سمعت اللى حولها وش يقولون .. دنقت وعيونها غايمة .. ماتدرى وش السواة لو ابوها وافق .. :: :: :: طلعوا الشيبان من الخيمة ومها ماحست فيهم .. ما وعت الا بيد سارة تهزها .. " شفيس .. " سألتها بصوت واطي .. " أنتي اللى وش فيس .. لى ساعه اناديس .." طالعتها سارة وهى ترد عليها .. " مافيني شي .. " ردت مها وهي مدنقة وايدها تلعب بالسلسلة فى يسارها .. سكتت سارة يوم شافت اختها متكدرة .. صلوا الظهر وحطوا غداهم .. تغدوا وكل(ن) راح خيمته يقيل .. منيرة قيلت عند نورة في خيمتها .. وسارة ومها فى خيمتهن .. وباقى البنات عند موضي .. " الموضوع تعقد واجد .. شوفي .. مافيه حل الا ان حنا نأجل روحتنا .." قالت مها تكلم اختها وهم فى خيمتهم .. " وش نسوي يعني .." حطت ساره يدها على خدها وهي ترد على مها .. " تسوين عمرس مريضة .. وبكذا يروحون هم ونفتك من هالمصيبة .." فتحت سارة عيونها وهي تسمع عذر أختها البايخ " وتظنينهم بيصدقون .." ردت سارة .. " وليش ما يصدقون ..؟؟.. بعدين عساهم ما صدقوا .. المهم ما نروح معهم .. سمعتي" التفتت مها عشان ترقد وعطت أختها ظهرها .. انسدحت سارة تفكر فى كلام أختها .. " الجوري .. الجوري .. " جاهم صوت ماجد ينادي من برا .. " هذا وش يبي ذلحين .." تأففت مها .. " قومي شوفيه فضحنا لا يوعي البنت .." قامت مها ولبست جلالها ونقابها وطلعت له .. وقف ماجد برا خيمة بيت عمه وهو ينادي على الجوري .. وكان يفكر في كلام موضي اللى قالته له من شوي .. يعني لازم الأمور تعقد أكثر ويصير فيها روحه ومشاوير .. والكل يخطط ويقرر وأنت يا ماجد دريول .. تنفذ اللى يقولونه .. طلعت له مها لابسة جلال ونقاب .." مساس الله بالخير .. " سلم عليها ماجد وكان متلطم .. " مساك الله بالنور .. " ردت مها .. " وين الجوري .." نشدها .. " راقدة .. " ردت مها وهى تشوف في ايده طيور حية مربوطة أجنحتها عشان ماتطير .. " مرقد العافية .. برزيها بكره عشان تروح معي الخبر على خير .. " رد ماجد بهدوء كان يبتسم من تحت اللطمة لكن كان صعب على مها تشوفه .. " يصير خير .. " صدت عنه مها تشوف بعيد .. تضايق ماجد من ردة فعلها " هو بيصير خير ان شاء الله .. وهى بتروح معي .. رحتى أنتى والا مارحتي .. " أعلن لها ماجد بتحدي .. " وش قصدك .. " التفتت عليه بخوف بان فى رعشة صوتها .. " قصدي لا تسوين لس حركة عشان ماتروحين .. تسوين عمرس مريضة والا يعورس شي .. مثل البزران اللى مايبون يروحون المدرسة .. " قرب منها وهو يكلمها .. " بتروحين يعنى بتروحين .. ان شاء الله اسحبس للسيارة .. ومهوب عشانس .. عشان الجوري تروح معي .. سمعتى عدل .." قرص عيونه فيها ينتظر ردة فعلها .. " يصير خير .." ردت ببرود مخالف للنار اللى فى صدرها .. ولفت عشان ترجع للخيمة .. " لحظة .. " ناداها بصوت واطي .. " نعم .. " ردت وهى معطيته ظهرها ولا ودها حتى تشوف وجهه .. " لقدني اكلمس ماتعطيني ظهرس .. قبل والله لاسحبس من راسس ذا اللى رافعته على الفاضي .." لفت عليه مها بهدوء .. ويوم التقت عيونها بعيونه " نعم .. " ردت بنفس البرود .. " الله لا ينعم عليس .. لقدس تكلمين معي تكلمي بأدب .. ترى لكل شي حدود يا بنت عمي .. وانا للحين حاشمس مهوب عشانس تستاهلين لأ .. حاشمس عشان شيبتس اللى هو عمي .. لكن وحق من انشأ سحابه لووصلت لاخري ماعاد يردني عنس شي لا ابو ولا عم .. سمعتي .. خلس جاهزة بكره وهذا آخر الكلام .." كان صوته بارد كله حقد وعيونه مظلمة .. صد عنها ومشى للمجلس .. رجعت مها للخيمة وهي تفور من اللى صار .. " وش عنده قيس بن الملوح .." سألتها سارة بضحك .. " ينشد من الجوري .. " ردت عليها .. " ايه .. نشدت عنه العافية .." ردت سارة وهى تبتسم لاختها من طرف عينها .. " خير .. وش عندس أنتي بعد .. " التفتت مها لأختها معصبة .. " وش عندي ماعندي شي .. تقيلين على خير .. " عطتها ظهرها عشان تقيل .. حطت مها راسها جنب بنتها وهى تفكر بتحدي ماجد .. وشلون توقع اللى هي بتسويه ؟؟ .. مايبي لها ذكاء .. يدري انس اكره ماعليس أنس تخاوينه هو وخواته .. طيب ليش صمم نروح وهو مايطيقني؟؟ أكيد عناد بس .. وش هالحاله .. بغيناها طرب صارت نشب .. الله يهديس بس يا السوري ليتس ماتكلمتي .. غمضت عيونها وهى تهوجس بماجد .. :: :: :: باقي اليوم كان الموضوع الأهم هو الروحة للخبر .. كان الكل مستانس خاصة روضة وموضي .. وكان ماجد يراقب من بعيد وهو يلاعب الجوري .. ويسولف عليها وين بيوديها في الخبر وشكثر بيلاعبها هناك .. وأنها بتكون هى وأياه لحالهم وبيخلون البنات كلهم لأنهم مهوب حلوين بس الجوري الحلوة .. وكانت الجوري تضحك على كلامه ومستانسه أنها أهم وحده عنده .. والكل ضحك على كلامه وخذاه على أنه مجرد مزح من ماجد وملاعبة للصغيرة اللى تعلقت فيه كثير .. لكن كان في كلامه تحذير .. مها بس اللى فهمته .. وكانت تلاحظ نظراته الغريبة لها .. وكأنه ينتظر منها غلطه بين لحظة والثانية .. مها تجاهلت كل الأشارات اللى كانت تخليها تتوتر أكثر سواء من ماجد أو من الناس اللى حولها .. كانت تنسحب لعالم داخلي خاص فيها .. بعيد عن كل اللي حولها .. وكل شي ممكن يأذيها .. عالم مريح .. مافيه إلا مها .. فى الليل انشغلت أو تشاغلت عن اللى يدور في راسها من أفكار وهواجس .. كانت تجهز شنطة بنتها وشنطتها .. كانت سارة تطالعها ومستغربة منها وفكرت أنها تسوي كذا بس تمويه وتفاجأت يوم قالت لها " جهزي أغراضس بنروح معهم .." قالت لها وهى مدنقة ترتب الشنطة .. " من جدس تتكلمين ؟؟" سألتها سارة متفاجأة .. " وش تشوفيني أسوي .." ردت عليها مها وهى مشغولة تحط أغراض وتطلع أغراض .. " واللى اتفقنا عليه .." سألتها سارة بصوت واطي .. " تغيرت الأمور .. بنروح وماعلينا من أحد واللى بيقط كلمة بيلاقى بدالها عشر .." كانت ترتب الأغراض بعصبية .. " بعدين ماتدرين يمكن نستانس .." رفعت رأسها لأختها بأبتسامه ميته .. " مهوي .. أنتي وش ناويه تسوين .." كانت سارة مستغربة وخايفه من تصرف أختها الغريب .. تركت مها اللى في ايدها وحطت ايديها في حضنها بتوتر .. " ما أدري .. بس أنا انحطيت بموقف ولازم أواجهه .. وطال الزمن والا قصر راح أضطر أعيش مع هالناس اللى أهرب منهم .. عشان كذا لازم أثبت وجودي من اللحين .. مليت من الهروب ومليت من خوف إنى أجرح أحد .. أبدي الكل حتى لو على حساب نفسي .. هالشي لازم يتغير إذا مو عشانى عشان بنتي .." التفتت لا شعورياًُ صوب بنتها الراقدة " بنتي هذي اللى بتعيش بينهم ولازم أحدد لي ولها مكان .. والا بيضيع حقها مثل ماضاع حق أمها قبلها .." سكتت مها بعد هالكلام .. سارة مالقت شي ترد فيه عليها .. التفتت صوب الضو تطالع وهج النار اللي يمتد فوق كأنها ظلال الماضي اللي لازم يمد ايدينه ويمسك الحاضر بقوة .. ويأثر بكل شي .. نفضت سارة ايديها وقامت بهدوء تجهز شنطتها .. :: :: :: وكان الخميس موعد الروحه .. والكل جاهز .. منيرة وصت بناتها على روحهن و وصتهن بالعقل وسعة الصدر .. ودعوا أهلهم وركبوا السيارات .. روضه مع ماجد قدام .. مها وسارة والجوري والشغاله ورا .. ونوف ركبت مع أختها وتركي .. وتوكلوا على الله متجهين للخبر .. كان الجو غيم وبارد بشكل لطيف وكالعادة فتح ماجد خالد الفيصل .. وتوالت الذكريات على باله .. لبس نظارته الشمسية وعدل منظرة السيارة اللى بالنص عشان يقدر يشوف مها اللى كانت قاعده وراه والجوري في حضنها .. كانت مها ساهمة تفكر .. وهى تسمع الفيصل وتتذكر جيتهم مع ماجد من قطر .. لاتصد هناك ياعمري دقيقه .. لا شعوريا مها رفعت عينها للمنظرة اللى قدام تشوف عيون ماجد اللى فكرت أنه مو منتبه لها .. لكن ماجد كان ينتظر هاللحظة هذي .. عشان يشوف رد فعل مها .. وهل بتتذكر والا لأ .. غامت عيون مها .. شلون ما تتذكر .. أول لحظه شافته فيها .. يوم العيد .. من أربع سنين .. لأول مره في حياتها تتجمد قدام واحد غريب .. بس هذا ماكان غريب .. هذا ولد عمي .. ولد عمي اللى حتى ماكنت أعرف أسمه .. ولما قال أبوي ترى عمس عبدالله جا يطلبس لولده .. فز قلبس من الفرح .. قلتي هذا هو .. اللى شفته .. يالله شلون كان الحلم عذب .. وشلون كانت الأيام حلوة يوم ظنيت أنه هو اللى خطبني .. كانت صورته مرسومه بعيوني غصب عني .. أشوفها بكل شي حلو .. بكل مكان أكون فيه .. صوته اللى سمعته وما سمعته .. همسه اللى وصلنى مثل همس الريح .. كان لذة الخفقة الأولى .. وبراءة الشوق الخجول .. لكن عمر الفرح البسيط ما يكتمل .. كان حلم ولازم تصحين منه .. كان الحلم اللي حلمتيه ومات قدام حقيقة أن الحلم انسان والواقع انسان ثاني تماما .. الواقع اللي كان أخوه .. الغصة اللى كبرت بقلب مها وصارت شوكة .. ومع ذلك .. ماعمرها بيوم خانت الأنسان اللي تزوجته ولا حتى بالتفكير .. حرّمت على نفسها حتى مجرد الفكرة .. لأنها بنت عرب وبنت ناس وتخاف ربها .. ورضت أن الحلم يموت بهدوء وبألم ولا أنها تخون نفسها وأهلها اللي ربوها .. وفعلاً مات الحلم واندفن ماحد درى عنه .. حست مها بمرارة الحسرة من موت جزء منها صعب يرجع من جديد .. كان الشي الوحيد اللى تمنته بخجل بينها وبين ربها .. لكن حكمته سبحانه شاءت غير كذا .. وعقب ماصار الحلم كابوس تحقق ..!! خنقتها العبرة ودنقت راسها ودمع ساخن كان ينزل بهدوء ويختفى فى سواد النقاب اللى ماكان بعيد عن سواد ايامها المقبلة .. كانت ماجد يراقب مها بدون ماتحس .. وماكان يدري باللي يدور فى نفسها من ذكريات وأحاسيس .. كان يشوف بس تغير نظرتها والدموع اللى ملت عيونها بدون ماتحس .. صدت مها تطالع برا .. ونزلت دمعه غرقت فى سواد النقاب اللى كانت لابسته واختفت .. مسحت مها الدمعه بدون ما تنتبه لعيون ماجد .. وتنهدت بحسرة على كل شي ضاع .. كل شي كان ممكن يختلف ويتغير .. لو اختلف أول الدرب كانت بالتأكيد اختلفت نهايته .. تمنى ماجد لو يعرف وش فيه تفكر .. لكن جدار الصمت عالي والماضي سد كبير بينه وبين هالأنسانة اللى بيوم شافها ملاك أحلامه .. والي لحد اليوم مايدري وش هي من البشر .. هل كانت نظرته صح .. والا غلط .. لاتصد هناك ياعمري دقيقه .. العمر محسوب.. بحساب الدقايق في بحر عينك .. تبينت الحقيقه .. كل موجه.. تنقل لعيني حقايق ... الهوى.. دلتني عيونك .. طريقه ... ثم سوت وسط قلبي .. لك طرايق ... كم نفس .. في هوى عينك ..غريقه .. واشهد اني رحت .. من ضمن الغرايق.. . كل مافرجت .. يامحبوب ضيقه .. غبت عني .. واصبح الخفاق ضايق ... التفت يمي .. ترى عمري دقيقه ... ليتي احيا .. في سماء عينك .. دقايق ... وبنفس اللحظات رجع ماجد في الزمن لورا.. رجع لعذر ابوه يوم طلب منه يخطب له مها .. " أخوك طايش ويبي له اللي يعقله .. وعمك مهوب رادنا لخطبنا عنده مها لمنصور .. وأنت رجّال وكل(ن) يبيك .. لكن أخاف على أخوك من بنات الحرام و ودي أزوجه كود أن ربك يهديه ويصلح حاله .." .. وسكت ماجد .. لو أنها من نصيبه كان انكتبت له .. لكن اللقمة اللى مهيب لك توصل لأثمك وياخذها غيرك .. وكلنا نمشي دروب لو اختلفت بدايتها كان اختلفت نهاياتها .. ::؛:: قلنا دروب .. تتقاطع عشان تبتعد .. وتتشابك عشان تشبك وتفصل .. وبينها قلوب .. شي يعاني بصمت وخجل .. وشي يعاني بكبرياء وشموخ .. صعب الصمت بيوم ينطق .. واستحالة الشموخ بيوم يتنازل .. والنهاية ..!!! يمكن ألم يستمر .. ويمكن حلم ويعيش من جديد .. ::؛:: يقولون أن الأنسان ما يعرف قيمة الشي إلا إذا فقده .. لكن بعد .. ما يعرف وش ناقصة إلا بعد ما يلقاه .. والموت لـ لقى اللي كان يتمناه وعرف قيمته وحس بحاجته له وانحرم منه .. الدنيا أخذ وعطا .. وساعات نشوف أنها تاخذ منا أكثر ما تعطينا .. يمكن هالشي صح ويمكن رؤيتنا احنا غلط .. الحياة أحياناً تاخذ منا اشياء ما تتعوض .. لكن ما ننسى أنها هي اللي عطتنا هالأشياء في المقام الأول .. وأن الحياة مهما خذت منا لابد بيوم ترضينا وتعطينا اللي نستاهله .. الجزء الثالث عشر ومثل ما قلنا قبل .. دروب الحياة تتقاطع بين البشر .. عشان تجمع بين ناس .. وتفرق ناس عن ناس ..وفي حياة أبطالنا ما تختلف النظرية .. استمر الدرب وكل واحد من قلوبنا عايش بعالم خاص فيه .. ماجد .. مها .. موضي .. وسارة .. كلهم قلوب تنبض بألم من الماضي .. أو خوف من المستقبل .. وكانت دروبهم ترتبط بشكل والا بالثاني .. كانت سيارة ماجد تتبع سيارة تركي .. والوجهه الخبر .. " ماجد .." انتبه ماجد على صوت روضه تنبهه لشئ .. " تركي يضرب لك اشارة من شوي ما شفته .." انتبهن البنات ورا لروضه .. مارد ماجد وخذا جواله يتصل في تركي .. " هلا الله حيه .. وش عندك .. أظن قدامك شيشة بترول .. ايه .. لا أنا كلمت الميريديان البارحه وحجزت هناك .. مالنا على غثا الشقق كلها يومين وبنرجع .. حجزت لنا ثلاث غرف ولكم غرفه وسويت .. تكفي يابن الحلال .. مافيني شي بس راسي يعورني .. خلاص خلني قدامك أنا أدل .. يالله في أمان الله .." وسكّر عنه وسكت وتقدم بالسيارة قبل تركي عشان يدّله .. التفتت روضة ورا تشوف البنات .. " ماجد .. تبي قهوة .." تفاجأ ماجد من صوت مها .. " ايه ولا عليس أمر .. " رفع عينه بالمراية اللي قدامه وهو يشوفها من ورا نظاراته .. مدت مها يدها لسلة الدلالّ وعطتها روضه عشان تقهوي ماجد قدام .. رفع ماجد عينه من ورا النظارات الشمسية وابتسم لمها اللى انحرجت ونزلت عينها .. شوي وراق مزاج ماجد وقعد يسولف مع روضه قدام وسارة ومها ورا يسمعون .. وصلوا الفندق ونزلوا .. دخل ماجد والبنات لين يوصل تركي وأهله .. وراح يكمل الأجراءات حقت الحجز .. شوي وصل تركي وموضي ونوف وراح تركي لماجد خلصوا الغرف ونادوا البنات عشان يطلعون فوق يرتاحون .. كانت ثلاث غرف جنب بعض وخذاها ماجد وحده له والثانيه لخواته والثالثه لبنات عمه وغرفه شوي بعيده وجنبها سويت على الزاويه لتركي وموضي وعيالهم .. :: :: :: " حلو الفندق يا مهوي .. " قالت ساره وهى تطل من البلكونه وتشوف المنظر من فوق والجو كان رهيب .. " ايه حلو .. " ردت مها وهى تغير لبنتها .. وفاطمه تدخل الشنط الخاصه فيهن .. " اللحين وش بنسوي .." سألت سارة وهى تلتفت لأختها .. " مادري عنهم بنشوف وش يبون يسوون .." ردت مها وهي مشغوله مع بنتها .. شوي ودق الباب فتحت فاطمة الا هذي روضة .. " واااو غرفتكم أوسع من غرفتنا .. " قالت روضة وهي تدخل الغرفة وتلف فيها .. " أحسن ترى حنا أربع انفار .. " ردت سارة وهى تبتسم .. " ثلاثة ونص وأنتي الصادقة .. فديت النص بس .. " ردت روضة وهي تقرص خدود الجوري .. "أقول مها .. ماجد يقول تعالوا غرفتنا .. " قالت روضة وهي ترفع راسها لمها .. " ان شاء الله .. " ردت مها .. " يالله يا السوري .. " .. " اوك صبر البس .." ردت سارة .. لبست مها عباتها ونقابها وخذت الجوري وطلعت لغرفة بنات عمها ورا روضة اللي سبقتها وتركت فاطمة فى غرفتهم .. " السلام عليكم .." دخلت عليهم وكان ماجد قاعد على الكنبه ونوف على السرير و روضة تطل من البلكونه .. " عليكم السلام يالله حيهم .. " ركضت الجوري على طول لحضن ماجد .. " فديت قلبس بس .." حضنها ماجد وباسها وقعدها في حضنه .. " وين سارة .." سأل مها عن أختها .." بتجي اللحين .." ردت مها على سؤاله بهدوء .. " طيب ادخلى واقعدى شبلاس واقفه .." كلمها ماجد ورجع يلاعب الجوري .. دخلت مها وقعدت على طرف السرير الثاني .. " جوالس معس يا نوف صح .." سأل ماجد أخته .." ايه معي .." ردت نوف .. " وأنتي يا مها .." وجه السؤال لمها .. " معي .." ردت عليه مستغربه سؤاله .. " تمام .. افتحوها واشحنوها اللحين عشان ماتطفا عليكم في السوق لأنكم بتستعملونها طول ماحنا هنا .. هذا شي الثاني .. تبون تريحون اللحين وتطلعون العصر والا تطلعون اللحين ساعتين وعقبه نتغدى ونريح شوي ونطلع عقب العصر .. " سكتوا البنات .. ومها ماردت .. " ترى أنا ماجيت الا عشانكم .. يعني وش اللى يناسبكم وأنا معكم فيه .." قال ماجد كلامه هذا وهو يطالع مها اللى دنقت .." براحتكم .." ردت مها وهي منحرجة .. " أنا اقول نطلع اللحين تو الناس على صلاة الظهر .." قالت روضة وهي تشوف ماجد .. " حلو .. معناه حطوا جوالاتكم على الكهربا وخلكم جاهزين بعد نص ساعه .." وقف ماجد عشان يطلع .. " ان شاء الله .." ردت مها .. " السلام عليكم .." دخلت سارة .. " وعليكم السلام .." ردوا عليها .. مشت سارة و وقفت جنب روضة وسكتت يوم شافت الموضوع اللي يبيهم فيه ماجد منتهي .. " طيب وموضي .." سألت نوف قبل يطلع أخوها .. " وش فيها .. " التفت ماجد لنوف مستغرب .. " مهي برايحه معنا .." سألته نوف وأصابعها تلعب بالسلسلة اللى حول رقبتها .. " موضي مرة مع رجلها لبغتنا دلتنا .. مانبي ننشب في حلقها ولا تنشب في حلوقنا .." رد عليها ماجد بهدوء .. " بس حنا اتفقنا نروح سوا .. " ردت عليه نوف .. " خلاص روحي معها .." رد ماجد عشان يسّكر الموضوع .. شافت مها أن وجودها ماله داعي وقامت تبي تطلع ونادت الجوري .. " خليها عندي بأنزل أنا واياها اللوبي تحت .." قال لها ماجد .. " زين .." قامت مها وطلعت منهم .. وراحت لحجرتها .. ما أمداها تدخل الا الباب يدق .. فتحته لقته ماجد واقف .." اطلعي برا شوي أبيس .." ناداها ماجد بصوت واطي .. " خير ان شاء الله .." طلعت مها برا الغرفة وردت الباب وراها .. " خير ان شاء الله .. حنا متملكين قد لنا تقريبا ثلاث شهور .." تكلم ماجد .. ومها ماتت في ثيابها من الأحراج .. وش مناسبة هالكلام اللحين .. وش يبي مني عشان هالمقدمة اللى مالها معنى .. " وأنتي في ذمتي أنتي وبنتس .. " مد يده لمخباه وطلع منه ظرف ومده لها .. " وهذا مصروفس أنتي والجوري .. ماكان فيه مناسبة أنى أعطيس إياه قبل لكن الموضوع ماطافني .. اخذيه .." مد الظرف عليها ومها تجمدت .. " أحد قال لك إنى في حاجة مصروفك ..؟؟ " ردت عليه مها بتوتر .. أظلمت عيون ماجد عقب ما سمع ردها " لا يابنت عمي ماحد قال لي .. وأدرى مانتى بحاجتى بس هذا حقس بالشرع مهو فضل مني .. أخذيه .." كررها للمره الثانية بصوت واطي وهو يشدد على كلمة أخذيه .. " كثر الله خيرك .. لمن احتجت قلت لك .." ردت مها وهي مدنقة .. " أنتي مادرى شلون تفهمين .. اقول لس حقس تقولين لمن احتجت قلت لك .. إلى متي يا مها .. إلى متى ؟؟" ارتفع صوته غصب .. قرّص عيونه فيها " هذي فلوسس تبينها والا احرقيها .. وتراها مهي بذاك الزود عشان تشوفين نفسس كذا " ورمى الظرف عليها .. ضرب الظرف بصدرها وطاح .. ما اهتم ماجد اللي رجع لغرفة خواته وخذا الجوري ومشي صوب المصاعد وتركها .. دنقت مها تاخذ الظرف اللى طايح على الأرض ودخلت حطته في شنطتها مثل ماهو .. دخلت سارة بعد دقايق .. علمتها مها عن اللى صار بغرفة بنات عمها وتجاهلت اللي صار قدام باب غرفتها .. بعد نص ساعه طلت عليهم روضة لابسه وقالت لهم ان ماجد اتصل من تحت ويقول لو جهزن ينزلن .. نزلن البنات وطلعوا كلهم مع ماجد صوب مجمع الراشد .. وقف ماجد سيارته ونزل معهن .. دخلوا المول التفت عليهن .. " كل وحده معها جوالها .. ما أبي أحد يضيع .. شوفن رقم البوابة اللي دخلنا منها " فتحت مها ونوف وروضة شناطهم وتأكدوا أن جوالاتهم شغاله .. ساره ضحكت فى خاطرها وهى تقول الله يرحم حال أهل البطاقات المدفوعه مقدماً .. " ترى المحلات تسكر وقت الصلاة .. بعدين انتبهن على عماركن .. أنا بأكون في الألعاب مع الجوري .. اي شي يصير اتصلن علي سمعتن .." وصاهن ماجد اللى كان متجاهل وجود مها عقب الموقف اللي صار .." ان شاء الله .." سمعها همهمة ومادرى من اللي رد .. خذا الجوري وراح .. :: :: :: انفصلن البنات كل خوات مع بعض .. ومن محل لمحل .. كانت سارة مبسوطة وشوي شوي مها بعد انبسطت .. دخلوا محل أرواب حلوة .. " الله السوري شوفي هالروب .. " نادتها مها عشان تشوف الروب اللي بيدها .. " الحمدلله والشكر .. هذا روب رضاعه يا بنتى .. " ردت سارة وهي تكتم ضحكتها .. " طيب عادي .. بأخيط الفتحات .. شوفي لونه يجنن والشغل نظيف .. " قالت مها وهي تقلب الروب بين ايديها .. " مهوي من جدس .. هذي حقت حوامل وش تبين فيها .." استغربت ساره من أختها .. " طيب وحوامل .. حلوة وبارده يا الخبل .. بأخذ لي ولأمي .. ماتبين منها؟؟ " ردت مها وهي تختار لها ولأمها وتسأل سارة .. " ماعليس شرهه .. اخذيهم يا الجدة .. أنا ما ابي منها .. ما بعد وصلت الستين عشان أخذ لي أرواب حمل " نفذ صبر سارة مع أختها .. تخيرت مها لها ولأمها كم واحد .. وحاسبت وطلعت .. " مهوي .. بغيتس بموضوع مهم .. " قالت لها سارة بتردد وهن يمشن في السوق طالعات من محل الأرواب .. " وش .. " ردت عليها مها وعيونها على فاترينات المحلات اللى يمرون عليها .. " وحده من البنات وصتني أشتري لها جهاز معي يوم درت إنى جايه للخبر .. " كانت عيون سارة تبرق من ورا النقاب وهي متوقعه رد فعل أختها شلون .. التفتت عليها مها مصدومة .. " وشو جهازه اللي تبيه .. " سألتها مها وعيونها شوي وتطلع برا النقاب .. " تبي قمصان نوم وأرواب .. يعني جهاز عروس وأنا استحيت اقول لها لأ .." ردت عليها سارة .. " اللى يسمعس ذلحين تعزمين وتشرين لخلق الله يقول على كيفس .. ماكنس جايه مع عرب وملزومه فيهم .. لا تكونين خذيتي منها فلوس بعد ؟؟ " ردت عليها مها وهي ترفع عباتها على راسها .. " لا ما خذيت منها شي .. بعدين أنتي ليه مكبرة الموضوع .. أنا قلت لها يمكن ما أطوّل .. قالت لي اللى بتشترينه لعمرس اشتري لى مثله .. وخلي الأسعار عليها مايهمني غالي والا رخيص المهم شي ذوق وحلو .. والبنت طيبة وتستاهل يا مهوي .. واستحيت اردها حطي نفسس مكاني .. " كانت نبرات صوت سارة لأختها تعور القلب .. طولت مها وهي تشوفها وتفكر في الموقف .. " بس أبيس تختارين لها معي .. وحنا جايين السوق وبنشترى بها والا بدونها .. تكفين مهوي .. " كانت نظرات عيون سارة لأختها كلها رجاء أنها ما تردها .. تنهدت مها واستسلمت لكلام أختها اللي عرفت توصل للي تبيه .. " خلاص .. معناه أنا اشتري لها من فلوسي .. وأنتي خلي فلوسس لعمرس اوك .. هذا اذا كفت .. " ردت عليها مها .. " اوكي فديتس يا مهوي .. ماعمرس فشلتيني في حاجه .. " استانست سارة وشوي وتنط تحب خشم أختها قدام العالم .. " صح على عكسس أنتي .. دايما مطيحه وجهي .." ردت عليها مها وهي تمشي وتتفرج على المحلات ضحكت سارة اللي استانست أن أختها ما فشلتها .. دخلوا محل لانجري راقي .. " جنان يا مهوي شوفي القمصان بس .." قالت ساره بصوت عالي من الوناسة .. " قصري صوتس فضحتينا الله يفضح العدو .. حلوة وجنان ..اختاري لس خلصينا بس .. " ومرّ الوقت وهن يختارن لسارة ولصديقتها .. " السوري شوفي هالقميص الساتان .. والله كنه قمصان نعومي شوفي فرق السعر بس بين هذا وذاك .. " كانت مها تلمس بيدينها القماش الساتاني اللؤلؤي .. كان قميص نوم طويل وعليه روب دانتيل فخم بلون العاج .. وعلى الصدر تخريمات ناعمة من نفس الدانتيل وله فتحات من الجنب توصل للركبة ومحدده بدانتيل مخرم .. " السوري .. وش رايس تاخذينه حق ليلة العرس .. " سألت ساره وهي تشوف تفاصيل القميص الناعمة .. ولّع وجه ساره وهي تسمع سؤال أختها المفاجئ .. " الله يفضح العدو بس .. " ردت سارة وهي مفتشلة .. " ليه وش فيه .. القميص حلو وراقي وفوق هذا كله محتشم .. والا تبينه عاري وقصير .. والخرابيط اللي نشوفها ونسمع عنها عند عرايس هالوقت ..؟؟ " التفتت مها على سارة وهي ناقده عليها .." ماقلت كذا .. أنا أصلا مفتشله من الموضوع كله .." قالت سارة وهي مبوزة من تحت النقاب وتلمس القميص بيدينها .. " أنا اشوف هالقميص يجنن لا موديل ولا سعر .. خلينا ناخذه وإن عجبس غيره شريناه .. خسارة والله نخليه .. بعدين أكره ماعندي هالعرايس اللى من أول ليله قلة حيا وقمصان قصيرة وعارية وسخافات .. حطي في بالس أنه حتى الرجّال ينقد على المره اللى كذا .." كانت مها تسولف وهى تدور في القمصان اللي معلقه .." يووووووووه يا السوري شوفي هذا نفس الموديل بس خمري .. يجنن لونه .. شرايس ناخذه حق خويتس .." سألت مها أختها وهي تتحسس القماش .. " حق ليلة العرس ..؟؟" سألتها ساره .. " لأ .. حق ليلة العرس هذا شي خاص فيها تشتريه هي بروحها .. هذا مع الجهاز اللى بتشترينه لها .." ردت مها وهي تشوف باقي الألوان .. " اوك .. متأكده بيعجبها دامه أعجبس " ردت ساره وهي مبسوطة .. " وش مقاسها طيب .." سألت مها وهي تشوف ارقام القمصان .. " قريب من مقاسس بس هي أقصر شوي .. " جاوبتها سارة وهي مشغوله بمكان ثاني تتخير بيجامات .. طلعت مها المقاس قدام ساره عشان تشوفه .. " ايه شكله مضبوط .. تصدقين حتى اللون روعه .. " انبهرت سارة بلون القميص الغريب .. " طيب وأنتي ماتبين لس شي منها .." سألتها ساره بتردد وهي تشوفها بطرف عينها .. " أظن تكلمنا في الموضوع ذا من قبل .. لاتنكدين علينا وتفتحينه من جديد .. " ردت مها على أختها وهي تدور بيجامات لصديقة سارة .. وسارة شافت أن الموضوع بيضايق مها سكتت عنه .. وبكذا مرّ الوقت على مها وساره وهم يتشرون .. ومانتبهوا أن الظهر أذن .. طلعن وقعدن على كراسي برا لين انتهت الصلاة .. وعقبه رجعن يكملن سوقهن .. وقريب الساعه 2 اتصل ماجد على مها .. " وعليكم السلام .. ايه خلصنا .. وينكم .. طيب عطنا عشر دقايق لاننا ماندل عدل .. ان شاء الله .." سكرت مها عنه والتفتت لأختها " السوري يالله العرب خلصوا ويبون يرجعون الفندق .." قالت لها وهي تشوف الأكياس اللى معهن .. " يالله خلصنا .. " شلن أغراضهن وطلعن مكان ما واعدهن ماجد .. وكان الكل هناك .. خذاهم ماجد وطلعوا .. تضايقت مها يوم لاحظت نظرات بعض البنات اللي بالسوق لماجد .. اللي متلثمات واللي بالنقاب .. وماقدرت تشوف رد فعل ماجد اللي كان يمشي قدامها .. :: :: :: وفي السيارة كانت روضه تسولف عن اللى شرته هى وساره ومها تلاعب الجوري اللى كانت نعسانه بعد اللعب والدورة في السوق مع ماجد .. وقالت فاطمه لمها ان ماجد اشترى لها وللجوري غدا .. رفعت مها عينها لماجد اللى حست في قلبه حنان مايطلع الا على الجوري وهالشي وصل للشغاله الي خلاه يشتري لها غدا بعد وما ينساها .. لكن ماجد كان لاهي عن نظرات مها بالسواقه .. ندمت مها على تصرفها معه يوم عطاها الفلوس وشافت انها تحسست من الموضوع بدون داعي .. وهو كان قصده كله يحسسهم أنهم أهله ومهوب ضيفات ملزوم فيهن .. " تبون تتغدون في الفندق والا أخذ لكم مندي على كيف كيفكم .." سألهم ماجد وهو يلتفت يمين يشوف السيارات .. " مندي يا ماجد أحسن من أكل الفندق .. " ردت روضة اللي كانت معروفة بحبها للعيش .. " هآآآه يا بنات .. " رفع عينه للمنظره يشوف مها .. " على كيفكم عادي .. " ردت عليه وماقدرت تشوف عيونه ورا النظارات الشمسية .. " خلاص .. بأجيب لكم مندي ماعمركم ذقتوا مثله .. " اتصل ماجد على تركي عشان يعلمه انه بيشتري لهم غدا .. وتواعدوا في الفندق .. وهناك تغدوا البنات فى غرفة نوف وروضة .. والعيال في غرفة ماجد .. وكان الجو حماسي والكلام يدور عن السوق وعن اللى اشتروه من هناك .. عقب زحمة الغدا خذت مها بنتها وراحت لحجرتها رقدت الجوري وصلت الظهر ورقدت على طول من التعب .. ساره رتبت الأغراض ونامت على طول على سريرها جنب مها .. والعصر تكرر المشوار .. سوق وتمشية وأغراض وروحة وجية .. وكان بال ماجد طويل مع البنات وهالشي لفت نظر مها .. اللى ماعمرها احتكت مع ماجد بالقرب هذا وبدت تشوف وجه جديد له .. كانت موضي معاهم وكانت الدليل بحكم أنها زارت الخبر كذا مره قبل .. وما انتهى اليوم الا والكل مهدود من روحة السوق .. طلبوا لهم عشا خفيف وناموا بدري .. وماجد وتركي طلعوا يتمشون بعد ما تطمنوا على البنات .. :: :: :: صحت مها على صوت غريب .. كانت الجوري تبكي وعليها حرارة .. شوي وبدت تستفرغ بقوة .. خافت مها وقامت بها على طول للحمام .. سمت عليها وغسلت وجهها .. كانت حرارة البنت عالية .. قعدت مها على أرضية الحمام مع بنتها لأنها رجعت تستفرغ .. صحت فاطمة على الصوت وقامت تساعد مها .. كانت الجوري من الحرارة مثل الخلق الذايب .. وتنفسها سريع وشفايفها بيضا .. شافت الساعه كانت 2:27 الفجر .. وكانت الطامة الكبرى أن مها نست شنطة الأسعافات اللى كانت مجهزتها .. وش السواة .. ماعرفت وش تسوي .. فكرت ترسل فاطمة على موضي توعيها .. يمكن عندها خافض حرارة .. بس الترجيع وش الحل معه ؟؟ .. " فاطمة .. عطيني جوالي .. " جابته لها .. مافيه الا حل واحد .. دقت الرقم وانتظرت بعيون مغمضة وهي ضامة بنتها لصدرها .. " آلـو .. " كان صوته نايم .. " م م مااجد .. " نادت بصوت متقطع .. " من .. " سأل وهو نص نايم ونص واعي .. " أأ نا مها .. " .. فزّ ماجد من النوم .. " عسى ماشر فيكم شي .. " .. غصتها العبرة وما قدرت تتكلم .. " فيكم شي .." صرخ فيها ماجد .. " الجوري .. " ردت عليه وسكتت .. " شفيها الجوري .. " صرخ ماجد بلا شعور " تعبانه .. عليها حرارة عالية وتستفرغ .. " قالت له وهي تنتفض .. " جهزي عمرس عشر دقايق وأجيس أوديها للطبيب .. " قامت مها وغيرت جلابيتها ولبست ملابس نظيفة ولبست عباتها ونقابها وقالت لفاطمة تغير ملابسها .. وعت سارة وعلمتها أنها بتودي الجوري للطواري لأنها تعبانه .. دق خفيف على الباب نبه مها .. شلت الجوري ولفتها بشرشف وحطت على كتفها فوطة .. وطلعت قدام فاطمة .. فتحت الباب وكان ماجد يلبس غترته .. " بسم الله عليها وش فيها .. " سالها ماجد يوم شاف حالتها .. " مادري وعيت على صوتها تستفرغ وجسمها ضو .. " ردت عليه مها بصوت يرتجف .. " هاتيها عنس .. " خذاها ماجد من ايدين مها وانتبه للشغاله وراها .. " هذي وينها طالعه .. " وكان يقصد الشغاله .. " بتروح معي .." ردت عليه مها .. " خليها تعود تقعد عند سارة .. وأنا معس ماعليس خطر .. مالها حاجه تروح في نص الليل .. " ترددت مها .. لكن ماجد قال للشغاله ارجعي واقعدي عند ساره ولا تفتحين الباب حق أحد الا البنات .. رجعت فاطمة للغرفه ولما تأكد ماجد أنها قفلت الباب مشى قدام مها والجوري بين ايديه .. ولحقته بسرعه .. نزلوا وسألوا الأستقبال عن اقرب مستشفى .. طلع ماجد وأمر مها تركب قدام .. كانت منحرجه صرخ فيها أن هذا مهوب وقت الحيا .. ركبت قدام وحط الجوري في حضنها وركب بدوره وحرك .. وصلوا الطواري ودخلوا وقال للاستقبال انها بنته وهذي زوجته وهم قطريين وعندهم حالة طارئة .. دخلوا الجوري .. وفحص عليها الدكتور وقال انه يشتبه انه يكون تسمم ويفضل يخليها عنده تحت المتابعه كم ساعه .. كانت مها ترتجف وتبكي بصوت واطي .. وكان ماجد يكلم الطبيب يبي يعرف وش الأجراءات اللى بيسوونها .. قال له اول شي وأهم شي ينزلون حرارتها وان شاء الله تكون بخير .. دخلوها لغرفه متابعة مؤقته وركبوا عليها مغذي والبنت من السخونة كانت في عالم ثاني .. يوم شافت مها بنتها بالحاله هذي انهارت وصارت تبكي .. حست بالوحده بعيد عن أمها وأختها .. حست بالخوف والجزع على بنتها وحيدتها .. حست بأنها تشوف بنتها تتعذب وهي مافي ايدها شي .. احساس العجز كان قابض قلبها .. ومدمّرها .. :: :: :: كان قلب ماجد يتقطع على الجوري وهو يشوفها .. بس لازم ما يبين شي .. يكفي مها منهارة .. كان يشوف الممرضة وهي تدخل الأبره في يدها الصغيرة كأنها تدخلها في قلبه هو .. عايرت الممرضة المغذي وطلعت وتركتهم .. فاجأه صوت بكا مها .. التفت لها كأنه أول مره ينتبه لوجودها معه .. حس بالألم يكوي قلبه وماعرف وش يسوي .. قرب منها .. وبلحظه .. ماعمره حسب لها حساب أو توقعها .. بلحظة احتياج بينه وبين مها .. قرب منه .. لفها مقابل وجهه .. وبدون حساب لأي شي حضنها .. غمض عيونه و ضمها لصدره " تعوذي من الشيطان .. ماعليها الا العافية .. أهدي أنتي بس .." همس لها بهدوء .. كانت بحضنه .. لحظه تمناها من سنين .. حس فيها تجمدت بين ايديه .. بس ما همّه .. شد ايديه حولها .. كان يحضن فيها الحلم اللى عاش في قلبه ومات .. كان يحضن فيها الأمل اللى كان يتمناه واختفى .. كان يحضن فيها حاجته للقلب اللى يدفي قلبه .. كان يحضن فيها الروح قبل الجسد .. سمع صوت بكاها زاد .. مسح على راسها وهو يسمي عليها .. حسها قربت منه أكثر وتعلقت فيه .. شدّ عليها أكثر .. كان مغمض عيونه يتمنى هاللحظه ما تنتهى .. وهو يحس كل الماضي رجع في هاللحظة .. كل الفرح والشوق واللهفه .. كل الأحلام انولدت من جديد في لحظه احتياج .. أنا وهي بس .. يالله .. ياليت الزمن يوقف .. ما أبي شي أكثر .. بس ماتبتعد عني من جديد ..حس بدفا جسمها في حضنه وبأنفاسها تهدا شوي شوي وتستجيب لدقات قلبه اللى تناديها .. كان احساس السعاده يسري بين جلده ولحمه .. احساس أن الحلم اللي حلم فيه بيوم صار واقع بين ايدينه .. واقع خلاه ينسى كل شي وأي شي .. ماعاد مهم وش اللي يبعده عن حلمه .. كل اللي يهمه أنه في حضنه وبين إيديه .. بس يبي ينسى .. حس أن هالجسد الضعيف ذاب فيه وفي أحضانه وأنه له بروحه .. كانت ناعمه ودافيه مثل العسل .. حست مها بيد على كتفها .. التفتت وبين الدموع كان طيف ماجد .. اللي ما انتظر ضمها لصدره .. تجمدت .. وش يسوي هالمجنون .. حاولت تفك روحها منه .. بس كانت اضعف من اى محاولة .. بكت وهي تحاول .. بكت أكثر .. لأنها كانت بين ايديه هو .. اللى تمنته من سنين .. بكت الحلم اللى مات وهو مادرى عنه .. بكت الأمل اللى تسمم يوم انسقى بدمع الحرمان .. بكت وماحست بنفسها وهي تتعلق في صدره أكثر وهي تبكيه أكثر وتبكي فيه كل شي ضاع .. تبكي فيه أحلام وأيام عمر راحت وماراح ترجع .. تبكي ماضي على قد ماجمعها معه بدون قصد فرقها عنه بكسر قلب ما ينجبر .. ورجع هالماضي يجمعها معه غصب وهو بعده مايدري عن اي احساس بقلبها صوبه نشأ في يوم .. رجع هالماضي يجمعها معه غصب وهو يكرهها ويشوفها خاينة .. بكت فيه حاضر الضعف والحاجه .. بكت فيه حاضر الظلم اللى امتد من سنين والله العالم إلى متي بيظل .. بكت وبكت وبكت .. بكت لحد ماحست ان دموعها انتهت .. ماتدري عن الوقت .. هو دقايق .. هو ساعات .. هو العمر كله .. كل اللى تدري عنه انها كانت تسمع نبضات قلبه القوية .. وأنفاس صدره الدافية فوق راسها .. تطمنها .. كان الأمان اللي تحتاجه .. كل الوعد اللي تبيه .. كل الأحلام اللي تلاشت مثل السراب رجعت قدام عيونها تنبض من جديد .. بس كان لازم تتحرك وتنهي هالاحساس قبل يحس هو بضعفها .. وبحاجتها له وأهم من هذا وذاك .. بحبها له .. :: :: :: حسها تتحرك بين ايدينه .. غصب عنه اضطر يحررها .. ابتعدت عنه وعطته ظهرها .. طلع ماجد من الغرفه مايدري وين يروح .. طلع لغرفة الأنتظار برا .. قعد على الكراسي وحط راسه بين ايديه .. وش اللى سواه .. ليه بس .. ليه يا ماجد ..؟؟ مادري مادري .. ماقدرت اشوفها كذا .. كنت محتاج أحس بقربها .. محتاج أتأكد أن الملاك اللى عاش في خيالي اربع سنين حقيقة مهوب وهم .. محتاج أحس أنى ماكنت مجنون يوم هويتها .. ماكنت غبي يوم حبيتها .. أنت نسيت وش سوت في أخوك .. هالملاك اللى تتكلم عنه ؟؟؟ نسيت خطاياها اللى بعينك سمعت وشفت أخوك يتهمها فيها .. بس موضي قالت لي غير كذا .. قالت انها مظلومه .. ولازم ما أظلمها بعد .. كل شي حولها يدل على براءتها .. قلبي يقول لي غير كذا فيه شي غلط .. قلبك هذا ميت والا لو فيه خير ما ظل للحين يحب وحده مثل هذي .. وحده كانت زوجة أخوك .. تفهم وش يعني زوجته .. يعنى محرمة عليك .. محرمة عليك .. محرمة عليك .. عورّه قلبه .. حط ايده على صدره لقاه رطب .. مكان دموعها على ثوبه .. أحرقه احساس الحاجه عندها له .. وصدمته درجة الضعف اللى ممكن يكون فيها قدامها .. صدت مها عن ماجد بسرعه .. ماقدرت تشوف نظرة الشماته في عيونه .. وهي تعرف فكرته عنها .. ولا قدرت تنتظر منه يقول لها أنها ماصدقت وقطت روحها على صدره .. بس أنا ما قربت منه .. هو اللي بدأ .. ولو .. كان المفروض صديتيه .. ماقدرت .. ماقدرت .. لأول مره في حياتي ألمسه .. ماعمري تخيلت هالشي يصير .. واليوم تحقق .. غبية وبتظلين غبية .. اللحين لقى عليس حجه ثابته .. بيقول ما صدقت الف عليه وقطت روحها على صدري قليلة الأصل .. ضغطت مها على أذونها عشان توقف الصوت اللي في داخلها .. لأ .. لأ .. وش توقعين يقول يعني .. كشفتي عمرس بعمرس .. وبيقدر يتحكم فيس على كيفه .. بيعرف شلون يلعب فيس مثل الخاتم في إيده .. ذليله وخانعه لقلب عمره ما فكر حتى مجرد تفكير فيس .. لأنس لو كنتي لفتي نظره كان خطبس مهوب قعد يتمنظر في شكلس وأنتي واقفه قدامه مثل الهبله .. وبنيتي في الخيال قصور وبالأخير ياخذس أخوه .. وش توقعين تكون نظرته لس الا هالنظرة الدونية .. نظرته لوحده تعرض نفسها على واحد حتى ما فكر فيها مرتين .. شرقت مها بدموعها وهي تبكي كرامتها اللى داسها ماجد للمره الثانية .. تبكي حبها له اللى مادرى عنه ولا عرف قيمته .. تبكي السعادة اللى حستها في لحظات بين أحضانه وانحرمت منها العمر كله بدون ذنب .. قعدت تبكي لين غفت من التعب على الكنبة .. :: :: :: بعد ساعه تقريبا دخل ماجد الغرفه .. كانت مها نايمه على الكرسي .. والجوري للحين غافيه ولون وجهها بدا يرجع طبيعي .. نزل الكيس اللى بيده وكان فيه ماي وعلب عصير .. ماعرف وش تحب مها فاشترى الانواع اللى لقاها .. شوي ودخلت الممرضه تاخذ حرارة الجوري .. وطمنته أنها نزلت .. وبمجرد ما تخلص المغذي يقدرون ياخذونها ويطلعون .. تنهد ماجد وحمد ربه أن الموضوع بسيط .. حست مها بالحركة حولها وفتحت عيونها .. تروعت لما شافت ماجد والممرضه عند راس الجوري .. فزّت " شفيها .. " قالت بصوت مبحوح من البكا .. " مافيها شي اذكري الله .. " رد عليها ماجد بتوتر .. " لا اله الا الله .. شلونها اللحين .." قربت مها من سرير بنتها من الجهه الثانية لماجد .. " يقولون أنها بخير .. وبيرخصونها متى ماخلص المغذي .. " جاوبها ماجد وعيونه ما فارقت وجه الجوري .. " اللهم لك الحمد .." قربت مها وحطت ايدها على راس بنتها بحنان .. " ترى شريت لس ماي " تكلم ماجد عشان يكسر الصمت اللى كان حولهم .. " ماقصرت الله يعطيك العافية .. " ردت عليه مها بدون ما تطالعه .. " أنا بأنتظر برا متى ماخلصتوا نادوني .. " وطلع ماجد وتركها مع بنتها بروحهم .. وقريب الساعه 5:40 كانوا داخلين الفندق بعد ما استقرت حالة الجوري وسمحوا لها تطلع مع تنبيهات على الأكل والشرب و وصفة دوا جابها ماجد بطريقه .. انتظر لحد مادخلت مها وبنتها غرفتهم و وصاها لو احتاجت أي شي ما تتردد تدق عليه .. دخلت مها وتوعت سارة على صوتها .. علمتها مها وش صار معاهم في المستشفى باختصار وتوضت للفجر وصلت ونامت جنب بنتها .. والصبح انتشر خبر مرض الجوري وروحة مها مع ماجد للمستشفى .. كانت ساره عند بنات عمها يفطرون يوم دخلت عليهم موضي تسألها عن حال الجوري .. " الحمدلله للحين راقده وان شاء الله أحسن .. " ردت سارة .. " ليش ماوعتني مها يوم البنت مريضة أروح معها .. " سألتها موضي .. " ماعندها رقمس ويوم قالت لماجد نتصل على موضي عيا وقال ماله داعي نزعجها .. " قطعتها ضحكة نوف الساخرة من وراها .. التفتت سارة مستغربة على موقف نوف .. قرصت موضي عيونها في نوف " ماعليها شر ان شاء الله .. واللحين شلونها "رجعت موضي تسأل ساره .. " بخير طلعت منها وماعليها حراره ومها راقده جنبها تلاحظها .. " ردت عليها ساره .. " زين تبن تروحن للسوق قبل الصلاة .." طالعت خواتها .." أنا ما أظن بأروح بأقعد لين تقوم مها .." ردت ساره .. " قعادس مامنه فايده .. تحبسين عمرس في الحجرة .. بنخلي فاطمة عند مها ومعها رقم جوالي وماجد موجود في غرفته .. اطلعي معنا وسعي صدرس كلها ساعتين وبنرجع عشان صلاة الجمعه .." قالت لها موضي .. ترددت ساره لكن روضه أقنعتها تروح معهم .. وهذا اللي صار .. :: :: :: قامت مها قريب الظهر وكانت الجوري تلعب عند فاطمة .. حست راسها لقتها بخير وماعليها حرارة .. كانت مها تحس بثقل شديد في راسها .. والثقل اللي في قلبها اشد .. رجعت نزلت راسها على المخده وهي تضغط عليه .. تذكرت اللى صار في المستشفى .. شلون لها وجه اللحين تقابل ماجد مره ثانيه بعد اللي صار .. عقب ما انهار كل شي قدامه .. وخسرت حتى كرامتها ماعاد لها شي يحفظها من نظراته الظالمة .. سالت دمعة قهر من عينها .. مسحتها بهدوء وقامت طلبت للجوري عيش أبيض ولبن عشان تعطيها دواها .. وخذت لها بندول ودخلت تسبح وما انتبهت للمسج اللي جاها .. رجعوا البنات من السوق وكانت مها على سجادتها تقرا قرآن من مصحف صغير مايفارق شنطة يدها .. دخلت عليها سارة شايلة أغراض ومبسوطة .. تنهدت مها في قلبها .. على الأقل وحده منهم مبسوطة .. قعدت سارة جنب أختها وسولفت عليها باختصار وش سوو في السوق وفتحت أغراضها عشان تشوفها مها واللى كان أغلبها بلايز حلوة وكم صندل عالي .. " صحيح نسيت .. ترى موضي تنشد من الجوري .. شسوت اللحين .." تذكرت سارة .. " الله ينشد منها .. الحمدلله أحسن بواجد .. " ردت عليها مها وهي تشوف أغراض أختها .. " فديت ذا الوجه .." ردت ساره وهى تبوس خذ الجوري .. " زين ذكريني بعد الصلاة أكلم أمي وابوي .. ترى ما طمناهم علينا من أمس .." التفتت ساره على أختها تذكرها أنهم ماكلموا ابوها من أمس .. " صحيح نسيت .. أنا بأكلمهم اللحين وأنتي اخلصي توضي وتعالي .." خذت مها جوالها وفتحته لقت ثلاث مسجات من ماجد .. ينشد عن الجوري .. وشكله كان معصب لأنها ماردت عليه من أول مره .. أرسلت له رد أنها بخير وجزاه الله خير على سؤاله .. واتصلت على رقم ابوها وكلمته .. شوي وجات ساره وكلمت أبوها بعد وقالوا له انهم مستانسين و وصوه يسلم على أمهم .. جات موضي تتطمن على الجوري عقب الصلاة .. وبعدها جات روضة ونوف .. كانت في نظرات نوف شي ما ريّح مها .. طلعت موضي تشوف العيال لو جابوا الغدا .. وسارة وروضه يشوفون الأغراض اللى شرتها ساره اليوم .. " سبحان الله .. الجوري ما مرضت الا يوم جينا الخبر .." قالت نوف .. " والمرض له مواعيد محدده عندس ..؟؟" ردت عليها مها .. " ما قلت كذا .. بس كان على الأقل مارحتي لحالس مع ماجد أبسط شي تخلين أحد يروح معس مهوب ظاهره نص الليل لحالس مع رجال غريب عليس .." ردت نوف وهي تشوف مها بطرف عينها .. " الرجال اللي تقولين عنه غريب علي رجلي وقبل لا يكون رجلي ولد عمي يعنى لحمي ودمي .. ومهوب ماجد اللي أظن فيه الردى .. يكرم عليه .. وإن كنتي نسيتي هذا عم الجوري ورجلي مثل ماقلت لس .. تشوفيني طلعت معه لحالي أتمشي ؟؟.. ظرف طارئ وبنص الليل .. بعدين مهوب أنتي اللى تعلميني الصح من الغلط يا نوف .. " انتبهت روضة للكلام اللى يدور وتفشلت من موقف أختها السخيف .. " كلامس صح يا مها ماعليس منها .. " التفتت روضه لأختها وهي واقفه " قومي عشان نشوف موضي وين راحت .. " طلعت روضه وهي شوي وتسحب أختها وراها .. " صدق لقالوا الملافظ سعد .. " ردت ساره وهي تلم أغراضها بالأكياس .. " معها حق .. المفروض ما عرضت نفسي للموقف هذا .. عشان ما أصير علك في حلق اللي يسوا واللي ما يسوا .." ردت مها بألم وهي سرحانه تلعب بالسلسله في يدها .. " شوفي هذي بعد .. وأنتي طلعتي معه تمشيّن عشان تقولين ذا الكلام ..؟؟ وبالأول والأخير هو رجلس وماحد له كلمه عليس غيره .. فاتركي عنس حكي الخبل نوف .. فاضيه ما وراها الا التنغيص على العالم " قامت سارة عنها عشان ترتب الأغراض في الشنطة .. سكتت مها وسرحت تشوف الجوري .. غافله عن الهوشه اللي كانت في الحجره اللى جنبها .. :: :: :: " وش السالفه .." كان هذا سؤال ماجد اللى لفت انتباهه صوت خواته العالي عقب مارجع من الصلاة دخل عليهن ولقاهن مجتمعات .. " مابه سالفه .. كنا نتناقش في موضوع .." ردت موضي .. " قعد ماجد على طرف السرير وهو يلاحظ الجو المتوتر بين خواته الثلاث .. موضي قاعده على طرف السرير الثاني .. نوف اللى واقفه متسنده على الجدار وشابكه ايديها على صدرها .. وروضه اللى قاعده على طرف الكرسي و وجهها أحمر .. " وش الموضوع طيب .. صار شي في السوق ..؟؟" كان شكل ماجد مرهق من بعد سهر وتوتر ليلة البارح مع الجوري في الطواري وماكانت موضي حابه تغثه أكثر .. " الموضوع أن أختك ذي ملقوفه ماتعرف تمسك لسانها .. ذلحين عازمين العرب معنا وهي الا تنكد عليهم وفي شي ما يخصها .." اندفعت روضه بالكلام وهي تمسح طرف خشمها .. انتفض عرق فى صدغ ماجد وعرف من تقصد روضة .. رفع عينه لنوف اللي بان عليها الأرتباك بعد كلام روضه .. " خير يا نوف .. " سأل أخته بصوت بارد .. " مابه موضوع ولا شي .. سوالف عاديه وتعرف رويض تسوي من الحبة قبة و .." ردت موضي اللى قطعها ماجد بدون ما يلتفت عليها وظلت عيونه مركزه على وجه نوف اللى صار ألوان " أنا سألت نوف يا موضي .." تكلم بصوت بارد وسكت ينتظر جواب نوف .. " ياخي مافيه شي .. مجرد سوالف عاديه ورويض كبرت الموضوع .." ردت نوف تبرر موقفها .. " كبرته .. يوم تطولين لسانس عليها وتقولين لها طالعه مع رجال مهوب محرم لس نسيتي ان اللى تكلمين عنه أخوس .. وكلامس البارد كله لها تسمينها سوالف عاديه .." انفجرت روضه في وجه نوف بدون شعور .. " سوالف عاديه ..!!! " رد ماجد ودنق يشوف الأرض .. " طيب .. أنتي واياها وعشان نقطع هالسوالف العادية اللي مالها طعم .. والكلام للجميع .. وللمره الثانية أقوله .. مها مرتي .. واللى يمسها يمسّني .. يعني .. لاعاد اسمع من أحد منكن تلميح على مها لا بالزين ولا بالشين .. والا علي بالحرام لتندم على اللحظه اللى طلع منها فيها الكلام .. ترى أنا مهوب فاضي لكلام النسوان هذي قالت وهذي سوت .. " رفع راسه وهو يشوف نوف " واضح كلامي .. " ركز ماجد على اخر جملته وهو يدقق في وجه نوف .. " ان شاء الله .. " ردت نوف وهي تحاول تتجنب نظرات أخوها اللي كلها لوم .. التفت على موضي وهو يقوم " تركي جاب غدا .. " سألها .. " ايه .. " ردت عليه وهي تشوفه بتركيز.. "حطوا غدانا .. بأتغدا وبأقيل راسي يعورني .." وقام وطلع منهم .. كانت موضي تعرف أخوها عدل وتعرف أن فيه شي مختلف .. حست بسواد و حزن غريب في عيونه .. كأنه فقد شي .. أو كأن شي فيه مات ..!! :: :: :: مضى باقي اليوم هادي اللى طلع السوق واللي قضاه قاعد بالفندق مثل مها والجوري .. يوم السبت كانت الجوري بخير .. خذتها موضي عندها عشان مها تتفرغ وتروح مع سارة تشوف فساتين العرس قبل ما يمشون بكره .. وكانت مها محتاجه فعلاً تطلع وتغير جو .. لأن مرض بنتها اثر على نفسيتها كثير وخلاها منطوية على روحها .. وفعلاً راحت مها مع سارة في تاكسي عقب ما تطمنت على بنتها وداروا لين قالوا بس .. ولقت سارة كم فستان عجبوها وخذت أرقام المحلات على اساس تمرها مع أبوها لمن رجعوا .. لاحظت سارة أن أختها هاديه على غير العاده وقالت يمكن من التعب هاليومين ومرض الجوري .. بس كانت تحس أن فيها شي متغير وماقدرت تحط ايدها عليه .. خلصوا سوقهم ورجعوا للفندق .. يوم دخلن انتبهت ان ماجد كان ينتظر في اللوبي بمجرد ما شافهن فزّ وجا صوبهن .. " وين كنتن ..؟؟" سأل مها بصوت مكتوم وعيونه تطلق شرار .. " في السوق .."ردت بصوت واطي .. " وشلون تطلعن بدون خبر .." رجع يسأل مها وهو يصرّ على ضروسه .. " موضي عندها خبر .." ردت مها وهي مدنقه .. " وجوالس وينه .." سألها .. " فضت بطاريته .." ردت مها وهي صاده عنه .. نزلت سارة راسها ومشت قدامهم ولحقتها مها ومشى وراهم ماجد .. دخلوا اللفت ساكتين وطلعوا صوب غرفهم .. وقبل تدخل مها غرفتها .. مسكها ماجد من ذراعها بقوة .. " هالشي لا يتكرر .. تبين السوق تعطيني خبر أنا اللي أوديكن وأنا اللي أجيبكن .. واضح .." كان التوتر ماخذ منه كثير وهو يحاول يمسك أعصابه .. " واضح .." ردت مها وهي مارفعت عينها في عين ماجد .. حسته تردد يبي يقول شي لكنه فك ايدها وراح .. يوم الأحد الضحى مشوا راجعين للنعيرية .. وكان جو الرحله يختلف تماماً عن أول ماجاو .. هدوء قاتل يعمّ السيارة .. حتى الجوري كانت هاديه .. وكل واحد سارح في عالم خاص فيه .. وصلوا النعيرية ونزلوا أغراضهم ولاحظت مها سيارات قطرية جديدة صافة عند خيمة المجلس .. دخلن خيمتهن وسلمن على أمهن اللي جات تشوف أخبارهن .. وقعدن سوالف وش صار معهن وايش اشترن من السوق .. شوي وقالت منيرة " السوري .. ترى عمس وعمتس هنا .." رفعت سارة راسها " اي عمّ وأي عمة يمه .." سالت أمها .." عمس ابو رجلس .." تجمدت ايدين سارة على الكيس اللى في حضنها .. " بيقعدون يومين وبيروحون .. واللي جايبهم أحمد .." تنهدت سارة وهي تسكّر أغراضها .. " يالله يا يمه قوموا سلموا على العرب .. " تكلمت منيرة يوم شافت بناتها ساكتات .. " ان شاء الله يمه " ردت عليها مها .. قامت منيرة عن بناتها وراحت لخيمة أم محمد .. " يالله قومي نسلم على عمس وعمتس .." ابتسمت مها وهي حاسة بشعور أختها تجاه هالموضوع بعد ماعرفت حقيقة السالفة " شكله ربيع المواجهات على وزن صيف المفاجأت يا سويرة " علقت مها عشان تخفف عن سارة الضيق اللي تشوفه في عيونها .. " اى والله على رايس .. شكلهم متعاونين علينا هالعطلة .. كل اللي ما شفناهم من شهور طلعوا مره وحده مثل الفقع .." ضحكت مها على تشبيه أختها .." الله يقطع عدوس .. فقع عاد .. " قالت مها وهي تضحك .. " يا إني مشتهيه فقع من قلب " ردت ساره بسرعه .. وابتسمت مها على سرعة أختها في تغيير الموضوع ونسيان اللي يشغلها .. " كل ما زادوا الناس صار المكان أحلى قومي بس .." ردت مها .. " شكل خالتهم نجلا بتجي بكره هي وبناتها .." علقت سارة .. " الظاهر على كلام موضي .." ردت مها وهي تلبس نقابها وجلالها .. " يالله اخلصي .." قامت مها وسبقت سارة اللى لحقتها على طول .. :: :: :: وفي خيمة المجلس كانوا الشيبان قاعدين عقب ماتقهوا يسولفون .. " حي الله الشيخ أحمد .." كان ماجد يبتسم لأحمد .. " الله يحييك ويبقيك .. شأخبارك يا ماجد .." رد عليه أحمد .. " يسرك الحال الله يسلمك .. شلونك أنت وشلون الأهل كلهم .. " قعد ماجد وأحمد بعيد شوي عن الشيبان يسولفون .. ودخل عليهم تركي وسلم وقعد معاهم .. وخذوا أخبار أحمد من أيام ما كان في بريطانيا يدرس لحد ما رجع في إجازة وجاب أهله عشان يتمشون ويمرون جماعتهم .. " جايبهم يتمشون والا خلت عليك الدوحة عقب المدام .." علّق عليه تركي وماجد يشوفه ويبتسم .. ضحك أحمد " الشكوى لله جاي اشوف المدام وعرفت أن نسيبك سرق العايلة كلها ورحّلها خارج الحدود قبل أجي بكم يوم .." غمز أحمد لماجد .. " لو أني داري أنك بتجي وراهم من بريطانيا كان رحلتهم من زمان .." علّق ماجد وهو يضحك على كلام أحمد .. " لا وبلشني في عمري .. ولد خالة ونسيب في نفس الوقت " رد أحمد وعيونه تبتسم لماجد اللي يعزه من قلب .. " تحمد ربك بيطلعون عيالك عيال خالة لعيالي .. ابشر بعزك والله .." رد ماجد وهو يقّرب الدلال من الضو .. كانت أم أحمد مرة طيبة وأجودية .. هذي كانت نظرة مها لها قبل وما تغيرت وهي قاعده تحفاها وتنشدها عن بناتها .. وسارة قاعده وراها عقب ما سلمت على الجماعه وتحفت عمتها ونشدتها عن حالها .. وموضي تقهوي النسوان ومها تساعدها .. ومضى اليوم هادي وفي الليل وصلت أخت أم محمد وبناتها .. اللى ماقدروا ينتظرون لين بكره .. وتوزعوا من جديد على الخيام .. أم محمد وأم ناصر وأم أحمد وأم فهد نجلا قعدن في خيمة وحده بحكم السن والبنات توزعن مابين خيمة موضي وخيمة مها وسارة .. وجود هالضيوف خفف كثير من التوتر اللى كان بين نوف وروضة من جهه وبين نوف ومها وسارة من جهه .. وكانت العنود وخواتها طيبات فيهم من موضي واجد .. وانبسطوا البنات معهم كانت ايامهم ضحك وسوالف ولياليهم سمر وقصص .. صارن البنات ينتبهن اكثر لمن طلعن برا المخيم .. علشان ماحد ينتبه لهم من الشباب .. غياب ماجد كان ملحوظ بس مها ما علقت عليه موضي بس اللى قطت ملاحظة بخصوص هالشي في ليله كانوا البنات متجمعات عند مها .. " تلاقينه مشغول مع هالشباب .." ردت روضة عليها وهي تاكل لها حب سعودي .. وحولها البنات قاعدين يتقهوون شاهي وياكلون حب ومكسرات .. " والله فهد اللي لنا كم يوم من وصلنا ما شفناه .." ردت العنود تتكلم عن أخوها .. رفعت نوف عينها لمها تطالعها اللي كانت مو منتبهه لها .. " شكلهم ما صدقوا يجتمعون وكل واحد نسى أهله .." ردت موضي وهي تضحك .. شرقت روضة بالشاهي قبل تتكلم " تراهم كل يوم يجتمعون عند أمي في الخيمة الصبح .. حتى أم أحمد استانست وقالت بتقعد لها كم يوم زيادة " ردت روضه وهي تغمز لسارة .. " مشتغله رويتر يا رويض .." ردت عليها سارة وهى تاكل حب .. " وش اسوي هذي هي التسلية الوحيدة هنا .. بس تدرون .. والله وناسه وتغيير عن الروتين اللي كنا فيه .." قالت روضه .. " اي والله ومابقى شي مسرع ما تمر الأيام وهذا حنا كم يوم ونمشي للدوحه .." ردت العنود .. " وش معجلكم .." سألتها موضي وهي تطالعها .. " نبي نمر الخبر يومين والحسا لازم تمره أمي خبرس بعد .. ماكن في الدوحة قهوة والا قناد .." ردت العنود وهي تاكل حب .. " ترا مثل ما نستانس في الخبر هم يستانسون في الحسا .. وترى أسواقها حلوة لا يغرس المحلات اللي نروح لها .." ردت مها على العنود وهي ترفع بيالتها وتشرب .. " صدقتي والله .." علقت موضي وهي تصب لها شاهي .. " وشرايكم نروح سوق النعيريه بكره مع العجايز .." سألتهم روضه فجأة .." حلو سوق النعيرية .." ردت مها .. " وش اللي محليه .. الأقط والا السمن المغشوش والا الحنا اللي نصه رمل .." ردت نوف بسخرية .. " السوق حلو باللي فيه .. واللي يبي يشتري يشتري واللي ما يبي يتفرج .." ردت مها .. " زين من اللي بيروح ذلحين .. عني أنا باروح .." علقت موضي وهي تشوف وجوه البنات اللي قاعدين حولها .. " أنا بأروح معس .." قالت مها .." وأنا بعد .." ردت ساره " وأنا معكم .." قالت روضة وهي تشوف العنود " ماتبين تروحين .." سالتها .. " والله مادري .. بأشوف أمي قبل كنها بتروح رحت .." ردت العنود .. ومضت الليله سوالف وبعدها كل وحده قامت ترقد .. :: :: :: والصبح تجهزوا يروحون سوق النعيرية بعد ماعطوا الشباب خبر ما يطلعون مكان .. ماجد بيودي أمه وخواته .. وفهد معه أمه وأم ناصر ومها وسارة وأخته العنود .. ماجد ماجاز له الوضع وماعجبه أن مها تروح معهم بس ماقدر يتكلم .. وأحمد خذا أمه .. وقبل لا يمشون راح ماجد على جنب وفتح جواله وأرسل مسج ورجع ركب السيارة .. ما ارتاحت مها لسالفة مراحهم مع فهد .. لكن ماقدرت تقول لأ عقب ما عرفت أنه هو اللى بيوديهم .. انشغل بال ماجد وعينه على الجوال ماجاه رد .. واضطر يحرك بعد ما مشوا الجماعه قبله .. " حي الله أم ناصر .." كان هذا فهد يسلم على منيرة .." الله يحييك يا ولدي .. وشلونك .." .. " بخير طال عمرس وشلونس أنتي .." رد عليها فهد .." بخير جعلك بخير .. " ردت عليه منيرة اللي كانت تشوفه مثل ولدها .. " وشلونكم يا بنات .." كان فهد يتحفا البنات اللي معه عرف منهن أخته العنود ومها اللي كانت بيوم طيف تمناه .. " الله يسلمك .." ردت مها بصوت واطي .. " شحالس يام الجوهرة .. " كرر عليها السؤال بشكل خاص كأنه وده هالصوت ما يسكت .. " بخير الله يسلمك .." كانت مها منحرجة منه .. " هذي الصغيرة الله يبارك فيها .." سأل فهد وعينه على المرايه اللي قدامه يشوف الجوري في حضن أمها ويشوف فيه البنت اللي كان ممكن تكون بنته لو الزمن ما وقف ضده .. مها ما ردت عليه .. " عساني اشوف عيالك يا ولدي .." ردت نجلا على ولدها .. " الله كريم يمه .." تنهد فهد وهو يرد وفتح الراديو عشان ينهي اي نقاش ممكن ينفتح بخصوص عرسه اللي تأخر .. وصلوا السوق ونزلوا .. وكل راح بصوب يتسوق .. كانت ريحة السوق حلوة .. خليط من نسمات الشتا المنعشة ومن ريحة البزار القوية والأقط الحامضة .. وأصوات البشر المختلفة بين همس وصياح وضحك .. واحساس دافي بحرارة الشمس الخجولة اللي تحاول ما تركز أشعتها على هالعالم اللي تسرح تحت .. راحت سارة مع أمها عشان تعاونها في شيل الأغراض .. وكانت مها تتبعهم وهي تشوف البساطات وش يبيعون .. اشترت أم ناصر لها حنا واقط ومرطبان سمنه على كلام اللي تبيع أنه اصلي .. خذتها ساره وقالت لأمها بتروح تحطهم في السيارة لأن الكيس ثقيل .. " الجوري .. " التفتت الجوري ومها للي ينادي .. قرّب منهم ماجد وسلم وردت عليه مها السلام وهي اللي كانت تتحاشاه من فترة .. وما تدري أنه هو بعد كان يتحاشا يشوفها .. خذا الجوري منها " افتحي جوالس .. " قال لها بهدوء وهو يمر من جنبها .. مرّ ماجد جنب مها ومشى لأمه وخواته .. غصتها العبرة وهي تحس أنه بعد سالفة المستشفى رجع ماجد الأولي اللي ما يطيق حتى يشوفها .. بعد ما حست أنه خلال الفترة الأخيرة كان متسامح معها .. حست به قريب منها ومن احساسها .. صح فيه بينهم استفزاز ماتدري ليش والا وش عشانه .. بس كان قريب .. لكن اللحين كل هالقرب والأحاسيس تدمرت عشان غلطه غير مقصودة .. صارت بلحظة طيش ماقدرت تمنعها .. بس لو هاللحظة تكررت .. يا ترى يا مها بتمنعينها والا بتعيشينها حلم من جديد ..!!! مشت ساره بالأغراض للسيارة .. فتحت الباب وحطتهم فيها وقبل تسكره سمعت وراها صوت " حي الله السوري .." تجمدت وهي تتذكر الصوت اللي سمعته من قبل .. نفس النبرات .. ::؛:: الحرمان احساس فظيع ممكن تتحمله لو ماعرفت وش ينقصك أو ما حسيت فيه فعلاً .. لكن يكون أفظع لما تلمس حلمك بيديك بعد طول عطش .. تحس بحلاوته .. تحس بروعته .. تحس بضياع اللي فات من عمر بدونه .. وبحلاوة الأيام الجاية معه .. وتتفاجأ أن الزمن مخبي لك صفعه جديدة أقوى من كل اللي مضى .. عطاك عشان يحرمك .. خلاك تحس عشان يذبحك بالأحساس هذا .. وماتدري .. هل تندم أنك عشت احساس حلمك ولو للحظات وانحرمت منه .. أو تندم عليه وتتمنى لو ظليت على حرمانك وعشت بدونه أفضل .. ::؛:: ::؛:: في الحياة نلتقى بناس كثير .. تظل ذكراهم تأثر على مسار حياتنا حتى بعد ما يرحلون .. بعضهم نذكرهم بالخير كل ما تذكرناهم .. وبعضهم يمتد أثرهم السئ حتى بعد ما يغيبون .. وبين هذا وذاك الذكرى تقبض على خيوط حاضرنا وتحدد مرات غصب عنا مسارات نسلكها .. وقرارات نتخذها .. على ضوء تجاربنا السابقة .. ويكون مستقبلنا نتيجة حاضر ممزوج بماضي من الصعب التخلص منه .. ::؛:: الجزء الرابع عشر وعند السيارة .. وهى تحط الأغراض فيها تجمدت سارة مكانها يوم سمعت صوته .. قالت يمكن يفكر أنه غلطان ويروح .. " شلونس يا الغالية ؟؟.." كان يسألها وهو يبتسم .. رجع يكمل كلامه " تصدقين ماتوقعت اشوفس بالسرعة ذي .. يعني أدري أنس موجوده هنا بس قلت فرصة أن حنا نتقابل هنا صعبه شوي .. " كان يكلمها وهى ساكته ومعطيته ظهرها .. ماقدرت تتحرك وحست بصوت قلبها مثل ضرب الطبول .. هذا صوته وإلا أنا واهمة ..!! كانت تمنى تكون واهمة .. غمضت عيونها وبدت ترتجف وهي موب عارفه وش تسوي .. " شكلس ماعرفتيني .. أنا أحمد بن محمد .. رجلس يا سارة بنت خالد .. والا يمكنس نسيتي .. تراس ما شفتيني إلا مره وحده .. تذكرين .." كان يتكلم وصوته مليان سخرية .. " والله أنا أذكرها كنها أمس .. والكلام اللي كان ينقط عسل منس .. على واحد كل غلطته أنه نسى جواله في مجلس ابوس .." كان كلامه كله لوم لها .. تأكدت سارة اللحين أنه هو وماعاد شالتها الأرض من الفشيلة يوم سمعت كلامه وتذكرت الموقف .. فكرت لو ما رديت يمكن يظن أنه غلطان ويروح .. كانت تحس بالعرق بارد ينزل على طول ظهرها .. هو خوف هو خجل ماتدري .. وطال الصمت اللي أربكها زود .. " عسى ماشر وين لسانس .." سألها أحمد وفي صوته ابتسامه يوم لاحظ أن سكوتها طوّل .. ما من المواجهه مفر .. خلني أتصرف قبل أحد يشوفني واقفة معه قالت ساره في قلبها .. التفتت وراها شوي شوي وكان فعلاً هو .. " حي الله ذا العين .. " غمز بعينه لها يوم شاف عيونها من ورا النقاب .. دنقت تتحاشى نظرته المباشرة " يالله صباح خير .. " ردت سارة باستسلام .. " ايييييه هذا هو الصوت اللي وحشني .." صفق بأيده بهدوء .. ارتبكت سارة .. " سمعت أنكم رحتوا للخبر .. " ابتسم بمكر وكمل كلامه " عسى جهزتي عمرس .. ترى مابقى شي على العرس .. ثلاث شهور بالكثير .. ويا طولها على المنتظر .. " رفعت ساره عيونها له موب مصدقة جرأته تنفست بقوة لدرجة أن نقابها تحرك على وجهها " أربع شهور يا الملقوف .. وعساك تنتظر دهر مهوب شهر .. " طلع الكلام منها بلحظة تهور وهي اللي كانت مقررة ما ترد عليه .. ضحك أحمد عليها لأنه في النهاية قدر يخليها ترد عليه " أشوى رديتي فكرت أني غلطان .. بس ذلحين عرفت أنها أنتي .. لأني ماعمري سمعت أحد له مثل لسانس اللي ينقط عسل .." سكت شوي وكمل بصوت تعمده ناعم " وأنتي بعد تعدين الأيام ظنيته أنا بس لحالي اللي مافيني صبر .." كان أحمد يستفزها بكلامه .. كانت بترد بلحظة انفعال بس بعدها مسكت روحها وصدت عنه وقالت له " لو سمحت وخر عني خلني امشي .." ردت عليه وهي تصّر على ضروسها عشان ما تقط الاغراض اللي حطتها في السيارة في وجهه .. " بأوخر يا سارة .. يا السوري " قالها بعذوبة خلت عروق ساره تنتفض وعيونها ترمش .. " بس أبيس تذكرين كلام من اللي مشي في الأخير .. " وابتسم لها ابتسامه على جنب وراح وتركها .. :: :: :: فتحت مها جوالها ولقت رساله من ماجد – هاتي الجوري وتعالوا لاتركبون مع فهد أنا بأوديكم – وشافت وقت الرساله لقت انها قبل ما يتحركون من المخيم .. وش عنده هذا .. استغربت مها من تصرفه وما ردت عليه .. هذا مهوب جايبها لبر .. ينغص على الواحد لو هو بعيد .. استغفر الله بس .. رفعت مها عباتها على راسها ودارت بعيونها في السوق تدور ساره .. وفي لحظه اشتبكت عيونها بعيون فهد اللي كان واقف جنب أمه من بعيد .. شكله كان سارح يطالعها لأنها استغربت نظرته ونزلت عيونها على طول .. والتفتت وراها وشافت ساره جايه .. " وين رحتي .." سألتها .. " أحط اغراض أمي في السيارة .. شرت لها حنا وسمنه تقولين لورباك مذوبة وهي مصدقة أنها سمن صافي .." ردت ساره وهي شبه ضايعه في الموقف اللي صار لها مع أحمد .. ضحكت مها وكملن مشوارهن يدورن أمهن .. ماطولوا في سوق النعيرية بعد ساعه تقريبا الا الكل متجمع عند سيارة ماجد .. اللي كان شايل الجوري بيد وبالثانية كيسة ألعاب ماتدري مها من وين جابها .. وكل وحده من البنات تنشد الثانيات وش شرن .. " شريت لكن اونو تقليد وبطاريات حق رادو أمي السهره صباحي ذا الليل " قالت روضة بفرح وهي تأشر على الكيس اللي بيدها للبنات .. " مانتي بصاحية يا رويض .. مالقيتي منبولي بعد .." ضحكت ساره وهي ترد عليها بصوت واطي .. " سألته والله قال ماعنده .. تهقين شي مهم مثل كذا يطوفني .. " ابتسمت روضه وهي ترد على سارة .. " من اللي بيخاوينا أنا والجوري .." قال ماجد وهو يلاعب الجوري " ترى الأماكن محدودة اللي يبي يتكلم بسرعه .. " وكان يقصد بكلامه مها اللي ما ردت عليه .. " السوري تعالي معنا واللي يرحم والديس .." مسكت روضة طرف عباية ساره اللي التفتت لأختها تشوفها .. " روحي معهم .. وأنا بأرجع مع أمي .. " ردت عليها مها .. " حتى أنتي يا مهوي تعالي .. فيه مكان .." قالت لها روضة وهي تأشر على سيارتهم .. " بأروح مع أمي ماله داعي أضيق عليكم .." ردت مها على روضة بصوت واطي .. كان ماجد يسمعهم .. التفت لها بهدوء " ترى الجوري بتعوّد معي ما أبيها تبكي .." كان يشوف مها بتحدي .. عضت مها شفايفها من تحت النقاب " الأمر هين .. مع عمها وعماتها وخالتها .." وشددت على كلمة عمّها .. قرص ماجد عيونه فيها وما رد عليها .. التفت يلبس نظاراته الشمسية والجوري معه .. مصمم على كلامه ياخذها .. ركبها قدام قبله وركب وراها السيارة .. نادى أمه وخواته عشان يركبون وركبت معهم ساره ومشوا وعيون مها تتبعهم .. ركبت أم فهد وام ناصر وكانت مها في السيارة قبلهم .. كانت العنود تحط أغراض أمها ورا وتفصلهم عن أغراض أم ناصر .. " وين سارة ؟؟.." سألتها العنود عقب ما ركبت جنبها مستغربه أنها مهي موجودة .. " ركبت مع روضه وبيت عمي .." ردت عليها مها .. ركب فهد وسلم عليهم .. " كل اخويانا هنا .." نشدهم وعيونه تدور في الموجودين .. " ايه كلهم هنا .." ردت عليه العنود .. " كن فيه واحد ناقص .." سألها وهو يطالع بعينه في المرايه ورا .. " ساره راحت مع بيت عمها وأنا أمك .." ردت عليه ام ناصر .. " ايه زين ..الله يحفظهم .. " طالعها لمره اخيره ونزل عينه وشغل السيارة .. وكانت هي لاهيه تلعب بأصابعها وتفكر في بنتها اللى راحت مع ماجد .. :: :: :: في الليلة الأخيرة قبل سفر فهد وخواته للخبر ورجعة أحمد وأهله للدوحة .. كانت السهره في خيمة مها وساره .. شاي الحليب والخبز والجبن والحب السعودي والاقط لزوم التجربة والمسجل اللي يغني .. والاونو حقت روضه .. ومضت الليله لعب وضحك وسوالف على نورالسراج والضو .. وكانت المفاجأة يوم علمّت روضة على العنود أنها سمعتها تغني وصوتها حلو .. وحلفت عليها تغني .. العنود صار وجهها أحمر .. وحاولت تتهرب لكن البنات ماعطوها فرصه .. وسكتوا كلهم وعيونهم على العنود .. تركوا اللي في ايديهم اللى كانت منسدحة واللي كانت قاعده جنب الضو واللي تشرب حليب كلهم انشدوا لها يوم بدت تغني بصوت كان فعلاً رخيم .. غمضت العنود .. وسرى صوتها صافي في ليلة الشتا .. ليالي نجد ما مثلك ليالي غلاك أول وزاد الحب غالي ليالي نجد للمحبوب طيبي أمانه يانور عيني يا ليالي ليالي نجد ما مثلك ليالي حبيبي ولذكرت أنه حبيبي درت أني حظيظ وزان بالي على شانه تهاونت المصاعب أذوق المرّ لأجل رضاه حالي ليالي نجد ما مثلك ليالي ولمن الزمان اشتّد حره لقيت بقرب مضنوني ظلالي عفى الله عنه مما جاني الاول غسل حبه جميع الهمّ تالي ليالي نجد ما مثلك ليالي ليالي نجد ما مثلك ليالي وانتهى الصوت الحلو .. لكن الأحساس كان مالي الجو .. والكل سارح فيه .. لثواني عمّ الصمت .. وبعدها انتبهوا أن العنود سكتت صفقوا لها البنات وصفرت روضة .. وكانت لحظات من العمر .. خذت مها لوقت(ن) بعيد .. وسارة سرحت في اللي صار اليوم وابتسامة سرّية على شفايفها .. سرحت في شكل أحمد .. مع أنها شافته قبل كذا بس .. شلون عرفني ؟؟ .. ماخاف أنه يخطي في وحده غيري ؟؟ ابتسمت وهي تتذكر شكله .. ونغزاته .. موب هين .. بس على مين .. أنا أربيه على كلامه اليوم .. نزلت راسها وهي تتخيل الموقف من جديد وتبتسم .. :: :: :: وفي خيمة المجلس .. كانوا العيال مجتمعين يلعبون بيلوت اللعبه اللي انتهت بهوشه يوم فاز ماجد وأحمد على تركي وفهد .. بعد ما خلصوا هوشتهم قعدوا على الضو يتسامرون .. سوالف بهدوء وكان فهد أغلب الوقت سرحان .. " عسى ما شر يا فهد .. وش فيك .." نشده ماجد .. " سلامتك مافيني شي .." التفت له فهد وهو يبتسم .. " شفت بنت منصور اليوم .. الله يحفظها ماخذه من أبوها واجد .." تكلم فهد وهو يشوف الضو تستعر .. " ايه فديتها .. أبوها راح الله يرحمه وأنا ابوها ذلحين .." رد عليه ماجد بحدة .. التفت تركي لماجد يوم سمع نبرة صوته .. يعرفه زين نبرته ما تطمن .. " والعم والد .. " رد فهد بدون ما يلتفت على ماجد وهو يبتسم بهدوء .. " أكيد .. " رد ماجد وهو مركز نظراته على ولد خالته .. " إلا صحيح ماعندك نيه تعرس .." سأله ماجد وهو متكي جنبه يشرب من بيالته .. " ماعندي نيه ذلحين .." طالعه فهد وكمل " خلنا نفرح بك أنت وأحمد قبل وعقبها تفضون لي تدورون لي عروس .." علق فهد وهو ينقل عيونه بين ماجد وأحمد .. " ولا يهمك .. خلني بس أفضى عقب العرس يعني يبي لي بين ست شهور وسنه .." رد أحمد وهو يشرب حليب .. ضحك تركي يوم سمع تعليق أحمد وقرر يتدخل يغير الجو بينهم " يعني ردد يا ليل ما اطولك يا فهد .. عز الله ما اعرست كانك ترجي ورا هالاثنين عرس .." علق تركي وهو يشوف فهد .. " اذا على كلام أحمد ذلحين صدقت .. " علق فهد .. وكان ماجد يتابع كلامهم ساكت .. " أنت بس اشر وقل يا عرس وأنا اللي بأخطب لك .." ابتسم ماجد لولد خالته وهو يقوله هالكلام .. " لا خلا ولاعدم منك .. عساك ذخر يابوعبدالله .." رد فهد على ولد خالته وهو يطالعه بهدوء .. وكملوا ليلتهم سوالف وكل واحد غارق في أفكاره .. ماجد ما نسى أن فهد بيوم خطب مها قبله .. وفهد يهوجس أن اللقمة كل ما وصلت لحلقه خطفها واحد من عيال خالته .. يمكن مهي من نصيبه طال الزمان والا قصر .. تذكر يوم راح يخطبها مره ثانيه لحاله .. عقب وفاة منصور بشهور .. وكان الرفض للمره الثانية وهالشي كان أثره أعمق لأنه كان الرفض الثاني .. وكانت المفاجأة اللي حطمت حلمه لشظايا للأبد .. ولد خالته خطبها وأهلها وافقوا ..!!! انكسر حلمه أنها تكون من نصيبه .. الحلم اللي ابتدا يوم شافها بيوم عيد من سنين .. في بيت خالته .. توقعها وحده من بنات خالته نوف والا روضه .. والمفاجأة أنها كانت بنت عمهم هم .. فزّ قلبه يوم لمح الطيف اللي استقبل أمه وخواته قريب من باب الصالة الداخلي .. كان نازل عشان يعايد خالته وقف عند باب الصالة اللي برا عشان ما تضربه الشمس وعطاه الباب المفتوح بشكل جزئي فرصه يشوفها للحظات وهي تبتسم .. وترحب بأهله .. وتضحك مع خواته .. كانت لابسه فستان خمري فارق في صفا لونها وبشرتها وشعرها الأسود .. حسها نسمة ربيع باردة في قيظ حياته .. حتى أمه يوم تكلمت عنها ماخلت شي ما مدحته .. دخلت خاطره وتمناها أم عياله .. ويوم شاور أمه فرحت وباركت له ودعت له تكون من نصيبه .. لكن .. " أقول يابو عبد الله .." نادى أحمد .. " سم يابو محمد .. " رد ماجد .. " وين قصيدك يا ولد .. " سأله أحمد وهو يمد فنجال قهوة على تركي اللي كان نص راقد .. " والله ما يحضرني شي ذلحين .." رد عليه ماجد .. " شف لك بيتين منا والا مناك .. " كررعليه أحمد الطلب .. " وهو صادق ما للسهر معنى دون قصيدك الشين ياماجد .. " رد عليه تركي وهو يضحك .. " ايه عشان ترقد عدل .. " علق أحمد على شكل تركي النعسان .. اللي صد عنه وهو يتثاوب .. " هات لنا في الفراق وموت الرجا .. " طلبه فهد وهو مدنق يشوف الضو .. تنهد ماجد " ان شاء الله تامر أمر يا فهد .. " سكت شوي ماجد وسكتوا الشباب .. وبعدها تردد صوته في هدوء الليل .. احساس الألم في صوته كان قاتل .. تسلل لكل من سمعه.. يفتح جروح ما اندملت .. ويعمي عيون أشقاها ذبول الحلم .. هذا المدى طال وسنين الوصل ممحلـه يبست مواعيد واخّضرت فروع النـوى طلح الشقايا شعيب الهـم ليـه اسئلـه دام الشقا في غصونه مـورقٍ مـاذوى صحيح دمعي ونزف الجرح قـد سيلـه البارحه سال قلت: اشوى غديه ارتوى وشلون يروى؟وسيل العـام مـابلله!! وش عاد لو سال باكر دام سيله سوى تعبت اشوف(النهار)...الليل يتسربلـه والنوم غادي وذيبٍ بالمحانـي عـوى وايدينـي اللـي بقـل الحيلـه مكبلـه ان قلت:هانت يرد الجرح:مالك لـوى!! حزن الفرح باد ثوب الهـم مـا بدلـه مليت جمر ٍ طويل الصبر منه اكتـوى كيف اجمع الشوق بغيابه وألم الولـه؟؟ تعبت اجّمع شتات الجرح وين الدواء؟؟ نخيت حظي بغيت الطيـب والمرجلـه اثره: ردي ٍ بخطواتـه تعثر..ثـوى!! الله لا يرحـم فـراقـه ولا يــحلله! لامن طرالي يشق العين ملـح الجـوى واللي عطاه الدلال وصـار قبلـة هلـه انه نبت في خفوقي من عروقـي روى حدثت قلبي وقلـت: العلـم قال:ازهلـه عز الله انه بحبه يـوم شافـه نـوى والله لـاحبه واضم الجرح واستقبلـه مدام روحي تشمه فـي حياتـي هـوى والله لـاحبه واضم الجرح واستقبلـه .. مدام روحي تشمه فـي حياتـي هـوى .. والجرح طال والأمل مات .. صفحة ولازم تسكرها يا فهد .. ترى العمر يمضي وأنت ماتحس فيه .. ولو هو نصيبك انكتب لك .. لكن اللي صار أنها عمرها ماكانت لك .. ولو ماشفتها ماكنت عرفت بوجودها .. مرتين وما صارت من نصيبك .. تفتكر بتكون فيه مره ثالثة ؟؟.. سرح فهد مع قصيد ماجد وما انتبه انه انتهى .. " صح لسانك وعلا شانك يابوعبدالله " رد تركي .. " صح بدنك ولا تهون .." رد ماجد وهو مركز عيونه في الضو .. " صح لسانك يا ولد .. مبدع من يومك .." رد فهد على قصيد ولد خالته اللي كان يحب يسمعه من زمان .. " صح بدنك عسى بس جازت لك .." سأل ماجد فهد اللي حسه تأثر واجد من الكلمات .. " والله طحت على العوق .." ابتسم فهد بمرارة وهو يرد على ماجد .. " الله يصلح الحال .." علق ماجد بهدوء .. " شكلك عاشق يا فهد .." رد أحمد وهو يغمز له .. ضحك فهد وهو يسمع تعليق أحمد .. " لا هونت عن العشق .. خلصنا .." رد عليه فهد .. " يا ولــد .." صاح أحمد .. " هآآه .." انتبه تركي على صوت أحمد يناديه .. " وش هآآه .. لي ساعه أناديك .. " رد أحمد .. " وش تبي .." رد تركي وهو منزعج منه .. " سلامتك .. تبي حليب .." سأله أحمد .. " لأ مابي حليب .. بأقوم أرقد .. تمسّون على خير .." وقام عنهم تركي يرقد .. شوي وتفرقوا وكل واحد قام لفراشه تملاه الهواجس والأفكار .. :: :: :: كانت ايام الأجازة ما تنسي عند الكل .. لكن مثل كل شئ حلو ما يدوم .. ولازم له نهاية .. تفرق المخيم .. اللي ضم ناس مختلفة وقلوب عطشانه .. وأرواح تدور لها وليف .. منها اللي ارتاح ومنها اللي زاد شقاه .. أحمد خذا أمه وابوه ورجعوا الدوحة عقب ما ترك أسئلة أكبر من الأجابات في صدر سارة .. وفهد اللي قرر يطوي صفحة ماضي ما انكتب له خذا أمه وخواته ومشوا للخبر وعسى في الأيام خيره له .. ورجعت الأوضاع هادية مثل ماكانت .. وبدا الأستعداد للرجعه للدوحة .. مها .. على كثرما حست أنها قربت من ماجد .. على كثر ما حست أن الحدود ما بينهم لا يمكن تذوب .. صحيح أن الجوري صارت تعتبره جزء كبير وأساسي من عالمها لا يمكن تستغنى عنه .. وصحيح أن العلاقة مع بيت عمها تحسنت واجد .. لكن فيه بعض الحواجز اللي لا يمكن بيوم تتجاوزها .. ومع ذلك نعمه أنها قدرت توصل للمرحله هذي .. سارة رجعت للهواجس والتفكير بأحمد .. بعد ما نسته فترة .. وأشغلها كلامه عن العرس والأنتظار .. واحتارت شلون تفسر معانيه .. وخافت أكثر من اللي جاي .. قرر أبوناصر يمشون قبل بيت ابو محمد بيومين علشان يمرون الخبر يشوفون الأغراض اللي محتاجتهم سارة .. واللي حجزتهم عشان ترجع تشيلهم .. وكان بيت أبو محمد بيمشون عقب يومين .. فاتفقوا يتخاوون بالطريق .. يوم الثلاثاء الأخير في العطلة .. في خيمة مها اللي بدت تفضى من الأغراض عقب ما ركبوا الشنط وسكروا الموتر وراحوا البنات يسلمون على عمهم ومرت عمهم وبناتهم .. وكان الموقف بالرغم من كل شي محزن .. كان ماجد شايل الجوري ويسولف عليها وينتظر بيت عمه يطلعون من الخيمة .. مشى معهم وتعمد يوقف بعيد عشان يركبون الا مها اللي رجعت تاخذ الجوري منه .. " الله الله في الجوري يا مها .." كان صوته واطي وفيه حزن .. " ان شاء الله .. لا توصي .." ردت عليه وهي مدنقة .. " رقمي عندس والمكان ترى مهوب بعيد .. اى شي تحتاجينه .." تردد شوي بالكلام .. وكمل " قصدي تحتاجه الجوري كلمينى .. سمعتي " ضاقت عيونه وهو يركز في عيونها .. غصتها العبرة وما قدرت ترد .. هزت له راسها باشارة نعم .. مد لها الجوري وتعمد يمسك يدها ويضغط عليها .. رفعت مها عيونها له وكانت مليانه دموع .. تفاجأ ماجد من دموعها وتمنى لوعنده الوقت عشان يسألها ليه الدمع .. لكن مثل كل مره .. عوايد الوقت يخونه وبدل ما يحل الأسئلة يزيدها علامات استفهام جديدة صعب تنّفك .. صدت عنه تشيل بنتها وما قدرت حتى تقول له مع السلامة .. قفّت وهي تحاول تبلع ريقها المرّ .. عيونها ترمش بسرعه في المسافة الفاصلة بينها وبين سيارتهم عسى تختفى دموعها قبل توصل .. حاولت تكلم بنتها بس حلقها كان جاف .. سمعت صوته يودعهم وما قدرت ترد ركبت السيارة والجوري تبكي تبيه .. ومشوا .. وظل هو هناك .. واقف مكانه ... :: :: :: الله لا يرحـم فـراقـه ولا يــحلله! لامن طرالي يشق العين ملـح الجـوى هالفراق اللي انكتب كل ما تعلق بالحلم واقترب .. آآآه .. ماعرفت لك يا المها .. أنتي حلم وأمل .. والا جرح وألم .!!! تعبت ومليت من هالضياع .. لاني عارف لك أرض ولا طايل لك سما .. تمكنتي وما قدرت أنزعك .. سكنتي الروح وعجزت أمنعك .. ورغم كل شي بعادك لهفة وشوق يحرق القلب .. آآآه يا التعب .. لا بقربك فرح ولا في بعدك راحة .. وقفت عينه تشوف طيفهم يوم رحل .. لا الرجل قادرة تتحرك .. ولا العين قادرة تصد عنهم .. وسمع صوت قلبه .. مهوب صوته هو ينظم سلاسل الوجع حرف وقصيد .. فراق مر في حدب المعاني تقل اخِيذة قوم ضحى منى نهبك بغفلتي واستسهل وثاقي يقولون العرب أن الأوادم ماعليها وسوم وأنا لو ادري أنك من نصيبي مانكسر ساقي يمر الشعر في درب الجديد ولا يجيب علوم بقى عندي كلام من رحلت يدور اعتاقي فمان الله وجّه للغياب وخلني موهوم ابعصر الحنين بغيبتك وأعتق أشواقي غابوا .. وغاب الحلم من جديد .. دمعة تسللت .. لكن نزلت بجوفه تحرقه .. وتزيد جروح الزمن ملح .. مشوار التعب بعده بأوله .. تنهد و توجه شمال بعيد عن المخيم .. ما يبي يكلم أحد أو يشوف أحد .. :: :: :: وصلوا الخبر .. وخذا لهم ابوها شقة أريح وأوسع من الفندق .. كان احساس مها بالمكان غريب .. كل شي مختلف عن المره الاخيرة .. ليش ؟؟ يمكن غياب ماجد له أثر كبير .. تذكرت كل مكان راحوا له كأن كل شئ فقد معناه وفقد طعمه بغياب ماجد .. ومع ذلك ما بينت شي لأهلها .. كانت تضحك وتبتسم لكن من غير روح .. تحس أن روحها تركتها وسافرت له .. أي سافرت له ؟؟.. هي من عرفته وروحها متعلقه به .. لكن النصيب حال بينها وبينه .. وأجبرها تعيش بقلب ميت .. كثير سألت روحها واستغربت من احساسها .. هل ممكن انسان يتعلق بأنسان ثاني من مجرد لحظات شافها فيه .. كانت تلوم روحها على هالأحساس وتفسره أنه طيش مراهقة وسخافة مالها معنى .. لكن كون هالشعور يستمر سنين .. أكيد له معنى .. تسوقوا وحجزوا فستان العرس حق سارة .. كان روعه .. لونه عاجي من التفتا الفرنسية .. وشغله دقيق .. صدره واسع وأكمامه طويله تنتهي بقصة فرنسية واسعه .. واختارت معه طرحه بسيطه ما تغطي جمال الفستان لكن في نفس الوقت متناسقه معه برقة .. خذت لها فستانين بعد حلوة ناعمه لبعدين .. مها اختارت لها فستان للعرس لونه ذهبي محروق بأكمام طويلة من التور المشغول تنزل للأرض بأطراف مشغولة بكريستال حلو .. وما نست تاخذ فستانين للجوري .. وخذت لفاطمة بعد بدلة حلوة انبسطت عليها الشغاله .. دفعوا البنات العربون وعطوهم العنوان على اساس يشحنون لهم الأغراض كلها من يضبطون مقاس الفساتين .. لأن السيارة ماكانت تتحمل زود أغراض ولا زود شنط أكثر من اللي فيها .. اتصل ماجد في أبو ناصر ينشده متى بيمشون واتفقوا على بكره الساعه 10 عشان يمديهم يتلاقون على الخط .. اصبحوا وقامت مها من بدري وسوت القهوة والحليب و شوي سندويشات لهم .. قام أبوها وأمها تقهووا ونزل أبوناصر يشيك عشان يطلعون .. جمعوا أغراضهم وحملوها في السيارة .. وكانت الساعه قريب تسع ونص وتوكلوا على الله متجهين للحسا .. وصلوا الحسا قبل بيت ابو ناصر اللي كان وراهم يمكن على بعد نص ساعه .. ونزل ابو ناصر وأم ناصر يشترون لهم قهوة وهيل والبنات قعدوا في السيارة وفتحوا الدرايش كان الجو حلو وبارد .. وقعدن يسولفن ويتقهون .. ويتفرجن على الناس اللي جايه ورايحه .. دق قلب مها وماتدري ليش .. التفتت وراها وشافت سيارات تدخل السوق .. عرفت كروزر ماجد الفضي ووراها الجي الاسود وكروزر تركي الأبيض .. ماتدري تفرح والا تحزن مشاعرها كانت مرتبكه وهي تحس فيه قريب منها .. وقفت السيارت جنب بعض .. شوي ولمحته ينزل من السيارة ويعدل غترته .. يالله توها تعرف وشكثر كانت مشتاقه له .. تمنت يجي صوبهم ولو عشان الجوري .. بس المهم تسمع صوته اللي غاب عنها .. لمحت عمها نزل ومرت عمها .. التفت صوبهم ماجد من بعيد وما قدرت تلمح نظرته .. كانت الشمس في وجهه مد ايده داخل السيارة وطلع نظارته الشمسة ولبسها والتفت على أبوه اللي قاله شي خلاه يلتفت مره ثانية صوب سيارة عمه .. شافته رد عليه لكن ماقدرت تفهم وش قال له .. شوي ومشوا كلهم داخل السوق .. " يا هووووه .. " صرخت سارة .. " وجع قصري صوتس .. " نزرتها مها .. " وهو عاد فيه صوت .. انبّح وأنا أكلمس وأناديس .." ردت عليها سارة وهي مستغربه حالة أختها .. تنهدت مها بخيبة أمل وهي تشوف ماجد يبتعد بدون ما يفكر يجي يشوفها .. " خير وش عندس .." التفتت مها وهي ترد على أختها .." ماعندي شي خلاص .." انتبهت سارة وين كانت أختها سرحانه .. " ايوااااا عرفت اللحين .. ما ألومس سرحانه .. بأنزل أروح اسلم على رويض وحشتني " قالت ساره وهي مستانسه .. " وين تنزلين صاحية أنتي .. ترانا في السوق مهوب في حوش بيتهم .." التفتت لها مها بضيق .. " وخير يا طير في السوق .. تراه سوق الحسا مهوب اللاند مآرك والا فيلاجيو .." ابتسمت ساره .. " يا حظس بقلبس البارد بس .." ردت عليها مها وصدت عنها .. " بتجين معي ..؟؟" سألتها سارة وهي تعدل نقابها .. " لأ .. مانابجايه روحي لحالس .." ردت مها وسكتت عنها وعيونها تدور في السوق عساها تلمح خياله .. عدلت سارة عباتها ونزلت لسيارة بيت عمها وعيون أختها تتبعها .. تضايقت مها من القعده وجننتها الجوري تبي تنزل من السيارة .. عطتها فاطمه وقالت لها " انزلي معها وخلكم حول السيارة لا تبعدون " .. نزلت الجوري وهي تضحك مع فاطمة وكانوا يدورون حول السيارة تحت شمس الشتاء الدافية .. وقت الضحى العود بين الناس اللي في السوق .. سرحت مها تفكر .. يعني ولا همه يجي ينشد حتى عن الجوري وهم مسوي عمره يحبها ؟؟.. ولا هان عليه حتى يرسل مسج واحد يتطمن علينا وصلنا والا ما وصلنا .. متقلب هالأنسان ما ينعرف له .. مره أحسه مهتم فينا صدق ومرات ...!!! بس هو فعلا يهتم والا نسيتي وقفته معس يوم الجوري مريضة ؟؟.. انتفض قلبها يوم تذكرت اللي صار في المستشفى .. غمضت عيونها وتنهدت بصوت حسته وصل آخر الدنيا من الألم اللي فيه .. بدت عيونها تحتر من حرارة الدمع اللي حبسته في عيونها خوف أحد يشوفه وخوف اللوم .. لوم نفسها قبل ما يلومها أحد ثاني .. لأنها مالها حق تحلم ولا لها حق تتأمل بيوم أنه بيكون لها .. وفوق هذا كله بيظل أسم أخوه بينه وبينها .. حتى هي ما تتجرأ تنساه .. سرق منها السعادة وهو موجود .. وسرق منها الفرح لباقي العمر بعد ما توفى .. وحرّم عليها الأحلام .. اللى جبرها النصيب تعيش معها بس محرومه تذوقها .. ماجد لها وبنفس الوقت مهوب لها يا قربه ويابعده بنفس الوقت .. وياحرقة القلب جنبه .. " ماما .." توعت على صوت الجوري يناديها من قريب .. فتحت عيونها غصب وغافلتها الدموع اللي حجزتها ورا جفونها .. ونزلت مندفعه مثل الأسير اللي أطلقوا سراحه .. التفتت على بنتها لا شعوريا .. لكن الجوري ماكانت بيد فاطمة .. كانت بيد ماجد اللي وقف يطالعها مثل التمثال .. تجمدت مها حتى ماقدرت ترفع ايدها تمسح عيونها .. تجمدت لأنها اشتاقت لصورته ولملامح وجهه المحفورة في قلبها .. خافت تمسح عيونها وتختفى صورته ماقدرت الا أنها تحاول تسرق كل تفاصيل هالوجه الحبيب لقلبها وتغمض عليها .. مرت لحظات السكوت ثقيلة لكنه ما تكلم .. مدّ لها الجوري من الدريشة وراح .. مثل الطيف صدّ وتركها لحالها .. قعدت بنتها بحضنها تسولف عليها ومها غايبه عنها بعالم ثاني .. تمنت تشوف نظرته اللي حجبتها عنها نظارته الشمسية .. شفايفه كانت مزمومه بتوتر .. عوارضه ثقيله على غير العادة بس معطيته جاذبية .. بس تفاصيله كانت تعب .. وجهه مو مثل ما كانت خابره شكله تعبان .. بس ليش ما كلمها .. ولا سلم عليها ؟؟ مهما كان هي .. هي وش ؟؟ بنت عمه .. وخير يا طير .. مرته ؟؟ وهو اختارها بكيفه ؟؟ هواجس عصرت قلب مها كل ما زادت .. وما انتبهت الا يوم ركبت سارة السيارة جنب أختها .. :: :: :: مشى وهو مدنق .. فكّ غترته وتلطم بها .. ضاقت به الدنيا .. كان جاي يبي يشوفها .. مشتاق يسمع صوتها الواطي لما ترد عليه .. صوتها الخجول لما يحرجها .. لمعة عيونها وهى تطالعه .. وخذا الجوري حجه عشان يجيبها لها يوم شافها مع الشغالة .. شل الجوري وجا وقف قدام بابها توقع ترفع عيونها له وتسلم عليه .. ويسألها وش سوت في غيابه .. بس تفاجأ أن الأخت سرحانه ولا همها هالصنم اللي واقف جنب الدريشة ولا حتى حست فيه .. للدرجة ذي ما يهمها ؟؟ والمصيبه يوم انتبهت أنه واقف وجا بيهاوشها صدمه منظر الدموع اللي نزلت من عينها .. هالبنت مهوب طبيعية ابد .. كل ماشافها لأنها تبكي ؟؟ فيها شئ .. فيه سر بحياتها ولازم يعرفه .. كسرت قلبه نظرتها وهي تلتفت له .. واختفى كل الكلام اللي كان مجهزة .. ماقدر يتكلم حتى .. خاف تفضحه نبرة صوته وتبين اهتمامه كره نفسه وكره ضعفه قدامها .. وكره مها أكثر منهم .. " جبت لس الأخبار .." قالت سارة .. " وش أخباره .." ردت مها بهّم .. " شوفي يا ستي .. الشيخ ماجد كان مريض .." وسكتت تبي تشوف ردة فعل أختها .. مها دنقت يوم رجف قلبها .. وحاولت ماتبين خوفها .. " ليه وش فيه ؟؟ .." سألت بهدوء .. " يعني ولا كأن قلبس وقف يوم قلت لس " ونغزتها سارة بكوعها في جنبها .. " اخلصي علي قولي والا اسكتي .." ردت مها .. " زين زين بأقول .. كان فيه حرارة وسخونة .. شكله برد .. من عقب ما مشينا أول أمس وهو مريض وما طاب الا اليوم .." قالت لها سارة .. " ما يشوف شر .." ردت مها وسكتت .. " على فكرة .." قالت سارة بتردد .. " روضة تقول أن القسم اللي يبنيه ماجد لكم خلص .." وسكتت كانت سارة تدري أنها قطت قنبلة على مها .. " أي قسم ..؟؟ " التفتت مها على أختها اللي كانت عيونها تبرق من ورا النقاب .. " ما أدري .. بس تقول أن ماجد بنى لكم قسم برا الفله حقتهم منفصل عنهم وقال لهم أن المهندس كلمه وقال له أن القسم خلص ويبيه يجي يشوفه عشان التشطيبات النهائية .. وهذا اللي خلا ماجد يستعجل الرجعه وهو مريض .. وقالت بعد .." وسكتت شوي تبلع ريقها " أنه يقول أن عرسكم قريب " .. مها تجمدت نظرتها .. حست أن فيه أحد صب عليها ماي مثلج .. كانت تسمع كلام سارة وماتدري عن أي قسم تتكلم .. يبي يعزلها عن أهله .. معناه للحين شكه فيها موجود .. طيب دامه يشك فيني ليش خذاني ؟؟.. ما يكفيه طردني من البيت بعد موت أخوه .. هالمره يبي يدفني بالحياة وتحت عيونه .. رنّ في راسها كلمة ( عرسكم قريب ) ما قدرت تتخيل أن هالشي ممكن يتحقق .. صحيح هي زوجته .. بس ماعمر جا في بالها ولا فكرت أنه في يوم بيجمعهم مكان واحد .. كان الموضوع مثل الحلم .. أو سالفة عناد وانتهت .. واللحين صار لهم عرس ولا قريب بعد !!! .. برغم الكره والشك اللي مالي قلبه صوبها .. أي حياة هذي اللي بتعيشها معه ؟؟؟ بردت أطرافها وحست بلوعة .. مدت الجوري لأختها ومسكت راسها ونزلته تحت .. سارة تروعت عليها " مهوي وش فيس .. مهوي وش يعورس .." كان صوت سارة يرتجف وهى ماسكه أختها بيد والجوري باليد الثانية .. " مافيني شي .. بس حاسه بلوعة .." ردت مها بصوت ضعيف .. عطت سارة الجوري فاطمة اللي كانت قاعده في الكرسي اللي ورا ومدت يدها لراس أختها ورفعت نقابها عشان تتنفس عدل .. " تبين ماء بارد .." نشدتها بخوف .. " ايه .. " ردت مها بصوت خافت .. مدت لها سارة بيالة فيها ماي بارد .. " فاطمة وين غرشة مال ماي حق ماما مال مكه ..؟؟" التفتت سارة تنشد فاطمة .. اللي مدت لها مطارة ماي زمزم كانت لأمها .. خذتها سارة ورشت على وجه أختها من الماي وتشهدت عليها.. غمضت مها عيونها وحست أن اللوعة خفت بس مسكها صداع قوي .. طلبت بندول من أختها .. وسكرت الدريشة المغيمة عشان ترفع راسها وتنزل النقاب وخذت لها شيلة وربطت راسها بقوة وغمضت واسندت جبهتها على قزاز الدريشة البارد .. نادتها سارة ولا ردت عليها أختها .. خافت وارتبكت وماعاد عرفت تتصرف .. طالعت بعيونها برا السيارة يمكن تشوف أمها وأبوها بس ماكان حولها أحد .. نزلت من السيارة وهي مثل الضايعه بين أختها اللي ماتدري وش بلاها وبين أمها وأبوها اللي لهم قريب الساعه ما بينوا .. انتبه ماجد لسيارة عمه وشاف تصرف سارة مهوب طبيعي .. ترك اللي في ايده وجاها " عسى ماشر وش فيكم ..؟؟" نشدها وقلبه قارصه .. " مها تعبانه وأبوي مهوب هنا .." ردت ساره وصوتها يرجف من الخوف .. " وش فيها .." سألها بتوتر .." ما ادري مسكت راسها تقول يعورها وغمضت ما ترد علي .. " كانت شوي وتبكي .. خذا ماجد جواله واتصل على عمه .. صاح الجوال في السيارة قدام .. ما كان فيه حل قدام ماجد الا أنه يشوفها بنفسه .. " زين اركبي وأنا بأروح لها من الباب الثاني .." قال لها وهو يلف من قدام الموتر .. " زين .." ركبت سارة جنب أختها .. ودار ماجد حول السيارة وقلبه يدق بجنون .. فتح الباب من صوبها شوي شوي .. حس فيها طاحت عليها بمجرد ما انفتح الباب .. مدت سارة يدها تمسك اختها .. فتح ماجد الباب على وسعه عقب ما مد ايده ومسك جسم مها البارد بيد متجمده من الخوف .. سمّى عليها وخذاها بحضنه وضربها على وجهها .. " مها .. مها .. قومي فديتس .." كانت سارة تبكي بدون صوت .. شاف شفايفها البيضا و وجهها المبلل الشاحب .. مسك يدها لقاها مثل الثلج .. وحس بتنفسها يتردد ضعيف .. " مها .. مها .." ناداها بصوت خافت شك أنها سمعته .. فتحت عيونها بشويش كانت نظرتها زايغة ومو مركزة على شي ورجعت غمضت .." هي كلت شي من الصبح .. " سأل سارة .. " لا شربت لها فنجال قهوة بس .." ردت عليه ساره بين دموعها .. " ماعليها شر شكل ضغطها نازل بس .. خليها عندس بأروح أجيب لها شي وبارجع .." وشوي شوي رد جسم مها اللي كان مرتمي على صدره صوب أختها وسكر الباب .. وكان الود وده يضمها لصدره ويركض فيها ..لف ماجد وراه يدور أقرب بقالة وراح لها يركض وشرى لها عصير طمام وكيسة ملح وغراش ماي بارده ورجع لها بأسرع ما يقدر كان يتمنى بس يطوي المسافة بينه وبينها .. وصل السيارة ودق على الدريشة ينبه سارة انه بيفتح الباب .. فتح الباب وكانت مها مرجعه راسها على الكرسي ورا وكانت واعيه بس بحالة ضعف ودوخة .. التفتت له بعيون زايغه نزل كيسة الأغراض عند رجيلها بعد ما طلع لها علبة عصير فتحها وحط معها شوي ملح ورجها عدل .. مد يده ورا راسها وقرب العلبة من اثمها .. " أنا بخير .." قالت بصوت ضعيف .. مارد عليها ماجد واسقاها العصير المالح شوي شوي .. بدا يرجع اللون لوجهها وشفايفها وبدت ترفع ايدها لوجهها بارتباك توها تنتبه أنها بدون نقاب .. نزلت عيونها وراسها منحرجة منه " خلاص .. أنا بخير .. " كررت الكلام عليه .. " متأكدة .." سالها بتردد .. " ايه مشكور .. الله يرحم والديك .." ردت وهي تحاول تغطي وجهها بس مهوب عارفه شلون .. " متأكده .. ماتبين مستشفى .." رجع يسألها وده يطول وقفته جنبها .. " لأ ما فيه داعي .. " حسها تمللمت من ايده اللى ورا راسها .. سحبها بشويش وسحب معها خصلة من شعرها طلعت من تحت شيلتها .. ردها بلطف تحت الشيلة وهو يتحسسها بنعومة .. " لو تعبانه نقدر ناخذ فندق ونرتاح .. " حاول يقنعها وايده بعدها ورا راسها .. " لا جعل ربي يعطيك العافية ماله داعي .." ردت عليه مها وهي تحاول تنسى احساسها بيده على رقبتها .. " زين .. محتاجة شي بعد .." سألها وهو يشوفها منحرجة .. " سلامتك .. " ردت ودنقت راسها .. طالعها شوي ورجع التفت لسارة " خليها تاكل شي خفيف ولا تكثر عشان ما تحس بلوعة .." وصاها عليها .. " ان شاء الله .. ما قصرت الله يعطيك العافية " ردت عليه سارة .. التفتت عليه مها وهو يسكر الباب .. وغامت عيونها بالدمع .. وبكت بصوت مكتوم .. دمعت عيون سارة على أختها وضمتها لصدرها وبكت معها وبكت وراهم الجوري يوم راح ماجد ولا عبرّها .. تمددت مها على الكرسي وهي تمسح خشمها وحطت راسها على رجل أختها وغمضت .. وخذتها الأفكار بعيد .. لعمر مرّ من ثلاث سنين تحسها اللحين ثلاثين سنه .. يوم تزوجت من منصور .. :: :: :: رجع ماجد لسيارتهم وكان صداعه بدا يشتد .. ماتخيل أنه بيخاف على مها هالشكل .. بس شكلها كان يخوف لكن الحمدلله أن الموضوع ضغط دم نازل والا الله العالم وش كان بيسوي لو ما فاقت .. ركب السيارة وسمع صوت همس وراه وبعدها سكون .. " رويض صبي لي بيالة قهوة راسي يعورني .." كلم أخته بدون ما يلتفت عليها وهو يضغط بيديه على راسه وينزل غترته وطاقيته .. " ان شاء الله .." دنقت روضة على الدلال تطلعها .. " عسى ماشر .. وش فيهم بيت عمي .." سألت نوف بسخرية .. تنهد ماجد كنه ناقص تمقت نوف ذلحين .. نغزتها روضة في جنبها عشان تسكت .. " مافيهم شي .." رد بطولة بال ما كانت موجوده عنده أصلاً .. التفتت نوف لأختها وكملت كلامها لماجد " مافيهم شي وانت تركض في السوق رايح جاي لهم ..؟؟" .. قرصت روضة عينها في أختها عشان تسكت " تراس فاضية ماجد يقول راسه يعوره يعنى اسكتي .." قالت لها روضه ومدت البياله لماجد " مها كانت تعبانه شوي وضغطها نازل رحت جبت لها عصير " رد عليها و وجع راسه يزيد ويخليه حتى ما يقدر يفتح عينه من وهج الشمس .. ضحكت نوف " عوايدها وهي أول مره تسوي كذا .." التفت عليها ماجد بعصبية وعيونه شوي وتطلع برا " اقطعي .. ولا عاد أسمعس تكلمين عليها كذا قطعت لسانس .." رد عليها بعصبية .. " تو الناس ياخوي .. هذا وأنت ماخذيتها للحين .. الله يعين بعدين .. شكلها عامله عمل لعيال هالعايلة .." ردت نوف بطولة لسان وتمقت .. التفت عليها ماجد ورفع البيالة اللي في ايده وبعده ما شرب منها ورشها بالقهوة الحارة في وجهها .. نوف شهقت من الخوف رفعت ايدينها تحاول تحمى وجهها من السايل الحار اللي طار وغرق وجهها وشيلتها وعباتها .. روضة صدت وراها متفاجئة وغطت وجهها بيدينها عشان تحمي عيونها .. " هذا ردي عليس .. وعلي بالحرام لا عاد تطرين مثل هالكلام ان تمنين أن الله ياخذ روحس ولا تطيحين بين ايدي .. سمعتي .." قال الكلمة الأخيرة بصوت أقرب للصراخ ونزل صفق الباب وكان شوي ويكسره .. نوف قعدت تبكي بصوت واطي وروضة تجمدت مكانها ولا قدرت تسوي أي تصرف وهي تشوف ثورة ماجد .. نزل ماجد من السيارة وهو حاس الأرض ضايقة به .. اتصل بتركي ونشده عن موضي وخذاها كلمها وسألها لو عندها حبوب بندول قالت له انها معها في الشنطة وطلبت منه ينتظرها عند سيارتهم وهي جايته اللحين .. سكر منها وكلم أبوه يستعجله عشان يمشون ورد عليه انه جايه ذلحين .. التفت على سيارة عمه وشافه يركب السيارة عقب ما حمل له كراتين في الموتر من ورا .. ما يدري وش سوت مها اللحين ..!! " عسى ما شر وش فيكم .." سأل ابو ناصر سارة يوم شاف شكل مها اللي رابطه راسها وراقده على رجل أختها .. " ما به شر ان شاء الله .. بس مها تعبت شوي ونزل ضغطها وماجد جزاه الله خير راح وشرا لها عصير طماط وشربته وصارت أحسن اللحين .. بس راسها يوجعها وتبي ترقد .." ردت سارة بعد ما هدت من الموقف اللي صار لهم .. " ماتبي تروح للمستشفى .." نشدها أبوها بقلق .. " لا يبه سألها ماجد وسألتها أنا وقالت ماله داعي وانها بخير .." جاوبته ساره وهى تشوف وجه أختها الراقده .. " بسم الله عليس .. هذا من قل العيشة .. لها يومين وهى ماتذوق الزاد .." ردت أم ناصر .. " ماعليها شر .. دامها بخير خلنا نكمل طريقنا نوصل قبل القايلة .." وحرك أبو ناصر واتصل على أبو محمد يعلمه أنهم بيمشون ومايقدرون ينتظرونه لأن مها تعبانه شوي .. ورد عليه أبو محمد أنهم وراهم ماشيين وخلصوا من السوق .. وبكذا تحركوا من جديد صوب الدوحة .. :: :: :: كانت الفرحة الخجولة يوم علمتها أمها أن عمها جا يخطبها لواحد من عياله .. عقب ما حجر على فهد بن سالم ولد خالة عياله .. وقالت أكيد هو .. بنت أحلام على مجرد لحظات شافته فيها .. وهمس قصيدة وصل لها .. لا تصد هناك يا عمري دقيقة .. كان حتى الحلم ممنوع عليها .. مجتمع يرفض ودين يحكم وعادات وتقاليد ما تسامح من يتجاوز الخطوط الحمرا خاصة لو كانت بنت .. لكن القلب فزّ في لحظة ماكانت مقصودة .. وكتمت الحلم .. على قد ما قدرت ما سمحت له يكبر .. بس غصب كان الأحساس يزهر في الروح خمايل ورد .. وغصب كانت الريح تنثر عطر الشوق في قلبها .. ونفس الريح كانت سموم .. حرقت كل الاحلام يوم عرفت من اللي خاطبها .. عاشت بقلب ميت .. وحاولت تنسى أو تناست كل حلم أزهر في قلبها بيوم .. وكانت نعم الزوجة الوفية .. اللي حفظت نفسها وحفظت زوجها وتحاشت أي موقف ممكن يحيي أي أمل في قلبها تجاه الحلم اللى مات .. تحاشت أي موقف مع أخو زوجها .. أو تواصل بغير حضور الأهل .. وكانت رسمية جداً معه .. وعاشت حياة عادية مع زوج تحترمه أكيد وتوده .. لكن خفقات القلب اللي تسمع عنها ماحستها معه .. عاشت شهرين معه قبل تعرف أنها حامل وصار هالكائن اللي يتكون فيها هو الأمل الجديد والحلم اللي تعيش عشانه .. لكن كأن الوقت مستكثر عليها الفرح مجرد ما استقرت احوالها بدت المشاكل تظهر مع منصور .. تصرفات غريبة وشكوك تنسج خيوطها حوله .. وزاد الجرح أن أهله كانوا عارفين بالشي هذا ومع ذلك ظلموها .. انتظر ماجد أخته لين جاته وشافت وجهه الأسود وما علقت .. طلعت من شنطتها شريط بندول وعطته .. خذاه منها وصد وراه يوم شاف أبوه رجع للسيارة رجع لهم وركب وهو ساكت .. وما التفت لنوف اللي سمع صوتها تنشق ورا .. " وش الموضوع .." سأله ابوه .. " يبه واللي يرحم والديك راسي يعورني خلنا نوصل البيت ويصير خير .." رد ماجد وهو يعض على ضروسه من الوجع .. " نشدتك وش الموضوع رد علي .. وش قومك على أختك .." كررابوه بعصبية سؤاله .. " أختى مره طول وعرض لكن يبي لها تربية .. وما أظن لمن ربيتها أنك تزعل .." جاوبه ماجد .. " خواتك متربيات عدل .. ولو مالت وحده منهن تراني حي أعدل ميلها .." زعل أبوه من كلامه عن أخته .. " يا يبه انا تصرفت والموضوع انتهى خلصنا طال عمرك .." كان ماجد طفشان وماله خلق حتى للكلام و وجع راسه معميه .. " اذكروا الله وخلونا نمشي .. ولمن وصلنا البيت خير وبركة تكلموا لين تشبعون .." ردت منيرة اللي كانت تشوف وجه ماجد الاسود من التعب وخايفه عليه .. حرك ماجد سيارته وهو ساكت وكان وجع راسه يزيد مع كل كيلو يقطعه .. لكن الله ستر عليهم ووصلوا بالسلامة .. نزل ماجد وصفق الباب وراه كان صداعه وصل لدرجه خلته ما يطيق حتى نفسه .. اول ما دخل حجرته شغل المكيف واتصل على عمه يتطمن عليهم .. ورد عليه أنهم وصلوا قبل نص ساعه .. تحمد له بالسلامة ونشده عن مها قال له أنها بخير وراقده في حجرتها .. سكر عنه وهو متردد يتصل فيها .. لكنه كان محتاج يتأكد أنها بخير .. دق الرقم وسمع صوت رنة الأتصال .. وكان قلبه يدق أسرع منها .. ::؛:: بني آدم ضعيف .. وربه سبحانه خلقه بالشكل هذا لحكمة كبيرة .. مثل ما خلق فيه الغضب خلق التسامح .. ومثل ما خلق الخطأ خلق النسيان .. والضعيف فعلاً اللي ما يقدر يسامح .. ولا يقدر يغفر .. مهي قوة لما نتسلط .. ولا شرف لما ربنا يعطينا الفرصة ونقدر ننتقم .. النفوس الكبيرة هي اللي تقدر تتجاوز عن الأخطاء وتقدر تغفر بدون حقد .. تغفر من منطلق قوة .. مو منطلق ضعف وخنوع .. ::؛:: ::؛:: البشر أرواح .. ما تعارف منها ائتلف .. وما تنافر اختلف .. كثير نسمع هالمقولة .. وكثير نستغرب منها رغم صحتها .. نحب ناس بدون سبب .. وبعد نكره ناس بدون سبب .. ونقول أرواح .. شلون لو روح انجذبت لروح .. ورغم بعد المكان .. وموت الأمل يبقى هالجاذب حي وموجود .. لكن قدامه عقبات توقف بوجهه .. يا كثر ما نخطي ونندم .. وياكثر ما نخطي ونكابر .. ويا كثر ما نظلم وننظلم بسبب ثقتنا في ناس ما تستحق هالثقه مهما كانت درجة قربهم لنا .. تكون هالثقه سلاح في ايدهم عشان يدمرون اقرب الناس لهم .. يمكن متعمدين ويمكن ضعف نفس منهم .. لكن الأكيد أن الظلم لما يضرب في جوف الصاحب الطيب يبطي ينزف .. ويصعب علاجه .. ::؛:: الجزء الخامس عشر وصلوا البيت .. وكان وجع راسها خفّ .. ومع ذلك كانت تحس بضعف ودوخة ومحتاجة ترتاح .. قالت لها سارة تدخل غرفتها وترتاح وهي بتخلي الجوري عندها .. وخذتها لغرفتها وبدت تدخل الشنط والأكياس للغرفة بدون ما تفرق بين أغراضها وأغراض مها وسوت للجوري سيريلاك وغدتها وخلتها تنام .. دخلت تطمن على مها شافتها على فراشها راقده وسجادتها على الأرض حتى ما شالتها من التعب .. دخلت طوت السجادة وطفت الليت وطلعت .. طلبت ساره لهم غدا من المطعم قبل تدخل تسبّح وحطت الفلوس عند فاطمة و وصتها على الجورى تفقدها كل شوي .. وصل الغدا ونكبت فاطمة لابوناصر وأم ناصر غداهم تغدوا يوم شافوا البنات كل وحده مشغولة بشي ودخلوا يقيلون عقب التعب .. طلعت سارة من الحمام ولقت الجوري للحين نايمة .. نشفت شعرها ولفته بفوطة وطلعت عشان تغدا .. كانت تسمع صوت غريب .. حاولت تعرف من وين بس ماقدرت .. فتحت عيونها وراسها يعورها .. كانت الحجرة مظلمة .. التفتت بتعب تدور مصدر الصوت اللي أقلق منامها .. كان جاي من شنطة يدها .. تذكرت جوالها المفتوح .. بس من اللي بيتصل عليها وماحد يعرف رقمها ..!!! مدت ايدها وهي تتنهد داخل الشنطة تحسس الأغراض لين لمسته وطلعته .. كان ماجد يتصل فيها .. لثواني ترددت تفتح الخط بس يدها سبقت تفكيرها وضغطت الزر .. :: :: :: كان ماجد على اعصابه لثالث مره يتصل وماحد يرد .. يمكن حاطته على الصامت .. أو يمكن بعيد عنها في الشنطة .. أو يمكن الشنطة في غرفة ثانية وهي ما تسمع رنة الجوال .. أو يمكن بكل بساطة ماتبي تكلمك .. كانت الهواجس تدور في راس ماجد وهو ينتظر على الخط عساها ترد عليه .. ضغط بايده على جبهته يبي يخفف الوجع .. لكن فجآة صمت في الجوال عقب ما اختفت رنة الأتصال شدّ انتباهه .. " ألو .." تكلم بصوت واطي .. " آلو .. " رجع كررها بلهفه لما ما سمع صوت على الطرف الثاني .. " مرحبا .." ردت مها بصوت فاتر من التعب .. " حى الله أم الجوري .. شلونس .." حاول ما يندفع بالكلام .. " بخير جعل ربي يسلمك .." ردت عليه .. " وش سويتي ذلحين أربس أحسن .." نشدها .. " ايه الحمدلله أحسن .." جاوبته وهى تضغط بيدها على بطنها عشان تخفف احساس اللوعة اللي حست فيه .. حس بصوتها التعب " تغديتي .." سألها وهو شبه متأكد من الأجابة اللي بيسمعها .." لا .. ماني مشتهيه .." طاري الأكل زاد احساسها بالمرض .. " مها .." ناداها وسكت .. ماقدرت ترد عليه .. خنقتها الدمعة وهي تحس وش كثر هي ضعيفة قدامه وتتمنى هالشي يختفى .. اسمها تسمعه في اليوم عشر مرات وما تتأثر .. لكن لما يناديها هو بأسمها بدون اي كلمة معه .. تحس أنها ودها تطير له .. " مها .. " كرر الصوت .. " معك .." ردت عليه بعد ما انتزعها من أفكارها .. " يابنت الحلال ما يصير تهملين عمرس .. أنتي بنفسس ضعيفة وماعليس حال .. من للجوري لمن تعبتي ..؟؟ " كان يعرف أن الشي الوحيد اللي ممكن يأثر فيها هو بنتها وعشانها راح تسوي أي شي .. " بس أنا بخير كلها دوخة وتروح .. " ردت بضعف .. " لا مانتي ببخير .. بكره بأمرس أخذس أنتي وأمس وأوديس للمستشفى ونسوي لس فحوص وتحاليل .. اللي صار لس اليوم ما ينسكت عليه .. جهزي عمرس وأنا بأكلم عمي أعطيه خبر " خذا قراره بدون ما يستشيرها وعطاها خبر.. فرصة يشوفها ويتطمن عليها .. " لأ يا ماجد .. واللي يرحم والديك " ردت عليه برجاء .. سمع اسمه منها نغم لكن هالشي ماخلاه يغير رايه " وش اللي لأ .. يا مها كلشي ولا صحة الانسان .. وكلها ساعتين ونرجع للبيت عقب ما نتطمن عليس .." حاول يقنعها بدون ما يضغط عليها أكثر وهو للحين يتخيل شكلها طايحه بين ايديه .. " والله ماله داعي .. هذي بس دوخة من قلة العيشة عشاني ما افطرت اليوم ولا تعشيت البارحة .. لكن بأقوم ذلحين وبأكل وماعلي شر .." رفعت نبرة صوتها عشان تحسسه أنها طيبه .. " متأكده .. " سألها بشّك .. " ايه الله يرحم والديك .. ماتقصر " ارتاحت يوم تركها على راحتها وما ضغط عليها .. " وش اللي صاد بنفسس عن العيشة .. شي مضايقس ؟؟." سألها وهو بنفسه من راحت عنه ماله خاطر في الأكل .. " يمكن تغير جو .." فاجأها بسؤاله وماعرفت وش ترد عليه .. " زين .. معناه ذلحين أنتي في بيتس اهتمي بعمرس واللي يرحم والديس .. اذا مهوب عشانس عشان هالبنية الضعيفة اللي في ذمتس .." طلبها وهو يقول في نفسه وعشاني أنا بعد .. " ان شاء الله .. ولا يهمك " وافقته بس عشان ماتروح معه .. " مها .." ناداها بلطف .. " لبيه .." ردت بدون شعور .. " لبينا سوا بالحرم مع الجوري .." قالها وهو يبتسم " الله الله بعمرس ولو احتجتي شي ليل والا نهار كلميني .." تمنى وهو يحس فعلاً أن هالأنسانة صارت مسؤؤليته .. " الله يرحم والديك ما تقصر .." انعقد لسانها وصارت تكرر نفس الجمله .. " يالله في امان الله .." سكّر عنها .. " بحفظ الكريم .." .. سكرت منه وحطت راسها على الوسادة وضغطت بيدها على جبهتها .. لبينا سوا بالحرم مع الجوري .. تحلم يا ماجد والا تبي تعيشني الحلم وتكسره بعدين .. حطت الجوال على الطاولة جنبها وصدت عنه .. كأنها تصد عن صوته اللي سكنها .. حاولت تتذكر وش صار لها بالسيارة .. كل اللي تتذكره أنها كانت متسنده على صدره وتذكر يده تضرب وجهها .. وشلون أسقاها العصير .. حست فيه وحست بلمسة ايده على رقبتها كان فيها .. وش فيها ؟؟ منتي بناوية تصحين من هالهلاوس اللي عايشها فيها .. قلبس بس هو اللي يصور لس ذا كله .. قلبس اللي ماعمره تعلم ولا بيتعلم .. غمضت عيونها عشان تغمض عن هالافكار .. حست باب غرفتها انفتح .. التفتت شافت سارة .. واقفة عند الباب .. " أنتي واعية .." سألتها ساره .. " أيه ادخلي .." ردت مها .." وش اللي وعاس .. جويعه .." نشدتها أختها .. " سويتوا غدا .." سألت مها .. " لا طلبت لنا غدا .. امي وأبوي تغدوا باقي أنا وأنتي .. " جاوبتها ساره .. " وين الجوري ؟؟ " سألت عن بنتها .. " راقدة .. سويت لها سريلاك وغديتها منه ورقدت .. " رجعت ساره تلف فوطتها على شعرها وهى ترد عليها .. رفعت مها عمرها على المخدات عشان تواجه أختها .. " بتغدين والا فيس رقاد .." سألت ساره .. " لا بنتغدا .. بس قبل علميني .. " ترددت مها .. " وشو .." قعدت جنبها على طرف السرير وهي تعدل الفوطة على راسها .. " أنا وش اللي جاني في السيارة .. " اخيرا طلع الكلام منها .. برطمت سارة " يا أختي فكينا من هالموضوع .. الله لا يعيدها من ساعه .. أخاف اقولس يصير فيس شي بعد أبتلش بس .." علقت ساره .. " لا قولي لي مافيني الا العافية .. " أصرت مها عليها .. " زين اسمعي .. خليني أجيب الغدا وأعلمس بالسالفه وحنا نتغدا .. زين " اقترحت ساره .. " زين .. " وقامت سارة تحط لها ولأختها غدا .. :: :: :: انسدح ماجد على سريره عقب ما فصخ ثوبه .. وده يتسبح بس عجزان .. وراسه يعوره .. لبينا بالحرم سوا أنا وأنتي والجوري .. ابتسم وهو يتذكر كيف خطرت هالفكرة على باله .. وتخيل أنه هو ومها والجوري مع بعض .. وفي الحرم .. هو شايل الجوري بحرامه ومها ماسكة ايده وتمشي جنبه .. حس براحه من مجرد التخيل .. بس هل ممكن يصير هالشي .. ممكن يا ماجد ليه لأ .. تراها حلالك ,, وزوجتك .. وبيدك أنت كل شي .. بيدك تحول حياتك معها جنه وبيدك تحولها جحيم .. بس اللي صار منها قبل ؟؟.. وأنت متأكد من اللي صار .. والا سمعت كلام أخوك قاله ويمكن صادق والا كاذب فيه .. لأ منصور مايكذب علي .. وموضي بتكذب عليك ..؟؟ وكل الأشياء الغريبة اللى مرت عليك بعد كذب ؟؟.. ماعمرها طلبت منكم ريال واحد مع أن لها حق في الورث .. ماعندها جوال .. ضعفها وقلة حيلتها اللى مرت عليك فى كذا موقف .. بعد هذا كله كذب وتمثيل ..!!! احتار في أفكاره .. ورجع به الوقت يوم ملكته .. يوم علمته موضي بموضوع كان مايدري عنه .. وللحين مهوب قادر يصدقه .. " وش عندس يا مويضي .." قال لها وهو يبتسم وايده في ايد أخته الكبيرة .. رفعت راسها له وهي تبتسم بطيبة " أول شي .. أمي تقول أن ابوي غصبك على العرس .. صحيح ذا الكلام .؟؟ " سألته .. ضحك وهو يرد عليها " أيه صحيح وش بتسوين .. " .. ارتاحت يوم شافته يضحك .. " شوف يا قلبي .. سواء كنت مغصوب والا خذيتها بمزاجك هذا شي مقدرة ربنا سبحانه وتعالى وماتدري وين الخيرة فيه .. لكن أنا أعرف مها بنت عمي خالد وأعرف أن اللي بياخذها الله يحبه .. " حست بذراعه مشدود تحت يده .. تعرفه لمن توتر لكن كان لازم يسمع منها عالكلام ذا اللحين .. بالوقت هذا بالذات " منصور الله يرحمه راح باللي هو به .. شين والا زين والله سبحانه الوحيد اللي يحاسبه .. الله يغفر له ويرحمه برحمته .. لكن تراه ظلم مها ظلم كبير وحنا صدقناه لسبب واحد بس هو أنه أخونا .. يمكن لو الوقت أمهله كان صلح غلطته .. بس .. " سكتت بألم .. كان صعب عليها تقول اللي تقوله .. وقفت موضي عن المشي مثل ما وقف الكلام بحلقها " كملي .. " وقف ماجد سألها وهو يلتفت صوبها ينتظر يسمعها .. :: :: :: " وبس هذا كل اللي صار .. " ردت ساره وهي تاكل .. " والله انس ملقوفة .. وما لقيتي احد تنادينه الا ماجد .." ردت عليها مها وهي مفتشلة .. " وش اسوي يعني .. هو اللي طلع قدامي .. أمس وابوس راحوا ولا عاد الفوا .. وأنتي طايحه علي وماعرفت وش فيس .. الا جزاه الله خير اللي أنقذنا .." قالت سارة وهى تبتسم ابتسامة عريضة وتكمل أكل وكلام بنفس الوقت " بعدين هذا رجلس مهوب غريب .. والله يا مهوي حسيته متروع عليس .. كان لونه منخطف وهو يحاول يوعيس .. ايديه ترتجف .. حتى شكيت أنه .. " سكتت .. رفعت مها راسها لأختها " شكيتي بوشو .." سألتها بأستغراب .. " والله مادري يا مهوي .. بس تذكرين كلامنا عن ماجد .. وأنه قاسي وما خذاس الا عشان الجوري .. وعشان يكسر خشمس والخرابيط اللي قلناها واجد .. " ترددت ساره وخذت نفس عميق " اللي شفته منه اليوم غير عن الصورة اللي في بالي عنه .. اللي شفته اليوم واحد فعلا يهتم لس أنتي يخاف عليس ويمكن حتى .." سكتت بتوتر.. "يمكن وش .. تكلمي .." كان قلب مها يدق من كلام أختها .. " يمكن يحبس .." ردت ساره بصوت واطي .. " مالت عليس .. عشان تدرين ان ماعندس سالفة .. اي شخص في مكانه بيسوي الي سواه وأكثر بعد .." فتحت مها عيونها مصدومة من كلام أختها بس ردت عليها يوم وعت لروحها .. " لا ماراح يسوي مثله .. يمكن أنا غشيمة مثل ماتقولين بس صدقيني قلبي مايكذب علي .. فيه احساس من صوبه صوبس .. فلا تخربين حياتس عشان أوهام الماضي .. وبعدين حتى لو كان خذاس عشان الجوري .. هذا معناه أنه ولد حلال وماتدرين عن قلبه ذلحين .. ومن اللي شفناه في العطله حسيت أن نظرتس له .. وحتى نظرتنا حنا كانت غلط .. مهوي .." رفعت مها راسها لأختها " حاولي تنسين اللي صار .. تراه بيخرب عليس حياتس الجايه لو استمريتي تفكرين بنفس الطريقة .." سكتت ساره وهى تشوف وجه أختها .. اللي رجعت تنزل راسها بتفكير .. :: :: :: كان نومه قلق .. وعاه صوت دق باب غرفته .. " نعم .. " صاح وهو ماغير رقدته .. دخلت روضة " أمي تقول لك تبي غدا .. " سألته بصوت واطي .. " لأ مابي .. خلوني أرقد لاحد يزعجني سمعتي .." رد عليها بعصبية .. " زين بأنكب لك غدا في حرّارة وبأحطها لك عند الباب .. تبي شي ثاني .." سألته وهو تشوفه معطيها ظهره وغرفته مظلمة على الأخر .. " لأ .. " سكرت الباب بهدوء وطلعت وراها .. نزلت لأمها تحت .. " مايبي غدا .." ردت على سؤال أمها .. " وش يسوي في حجرته .." سألتها أمها مره ثانيه.. " راقد .. مطفي الليت وراقد على فراشه شكلي وعيته .." جاوبتها " بأنكب له غدا وبأحطه عند بابه وبأروح أرقد راسي يعورني أنا بعد .. وتراه يقول خلوه يرقد لاحد يزعجه .." علمت أمها وطلعت روضة للمطبخ عان تخلى الشغاله تنكب غدا لاخوها وتحطه برا غرفته .. قام ماجد قريب المغرب .. بعد نوم كله أحلام مزعجة وقلق .. خذا له حمام وصلي فروضه اللي طافته ونزل لأهله .. لقاهم فارشين برا في البراد .. سلم عليهم وقعد جنب أمه يتقهوى وروضة لابسه جلال الصلاة وتصلي المغرب جنبها .. " أبوي وينه .؟؟ " نشد أمه وهو يتفاول .. " طلع يصلي المغرب ومابعد جا .." ردت عليه أمه نورة وهي تمد له فنجال القهوة .. التفت صوب قسمه المظلم اللي كان شبه جاهز .. مظلم وخاوي .. مثل اللي طاف من حياته ومثل الجاي .. قرّص عيونه وهو يدقق في تفاصيل البيت من برا ويشرب القهوة .. " مابقى شي على البيت ويخلص .. وش ناوي تسوي .." سألته أمه يوم شافت عينه على القسم حقه .. " وشو فيه .." انتبه لأمه تسأله ورجع التفت لها .. " في عرسك يا ولدي .." مد لها فنجاله الفاضي .. " مابه عرس يمه .. بأسوي عشا رياجيل وبس " رد على أمه بهدوء .. " والنسوان .." سألته أمه مستغربة .. " سوو اللي تبون عشا والا بوفيه كله واحد .. ولا تهتمون بالمصاريف .. بس طقطقة والا اغاني لأ .. " قال الجزء الأخير بصوت واطي لكن حازم .. " خير ان شاء الله .." ردت عليه أمه باستسلام .. وهي ماكانت اصلاً مهتمه تسوي عرس حق بنت خالد للمرة الثانية عندها يكفيها مره .. التفتت روضة بعد ما سلمت من صلاتها " شلونك مجودى .." سألت أخوها وهي تبتسم له .. " الحمدلله .. وين أختس .." نشدها عن نوف .. رفعت روضة عيونها للدور الثاني صوب غرفة أختها المظلمة " شكلها عدها راقده .." ردت عليه ورجعت تطوي سجادتها .. " وجهها فيه شي .." نشدها وهو حاس بندم على اللي سواه .. " ماعليها شر .. مافيها الا العافية .." ردت أمه اللي تعرف قلبه وش كثر حنون بس للي يعرف له .. " الحمدلله .." رد ماجد براحه .. " ماجد كم يبي له قسمك ويخلص .." سألته روضة وهي تعدل جلالها على راسها وتقعد جنبه .. " حوالي الشهر أو شهر وشي .. باقي الجبس .. ويركبون الحمامات والبيبان والليتات وبعدها نفرشه .." كرر ماجد كلام المهندس يوم سأله هو نفس سؤال روضه .. " حلو يمدينا نجهز .." ابتسمت روضة وهي تمد يدها لصينية الدلال وتسحبها صوبها .. " وش تجهزن بعد .. " سألتها أمها .. " نجهز البيت والحديقة وطلبيات صواني الحلا والبوفيه .. ترى بنسوي عشا كبير للنسوان وبنعزم أهلنا كلهم .." التفتت صوب أخوها بفرح وهي تنتظر منه يأيدها في كلامها .. " وشو عشانه ذا كله ؟؟.." سألها ماجد بهدوء وهي يشوفها .. " تراه عرسك وما يصير يمر كذا ماحد يدري به .. " انصدمت روضة من برود أخوها ورد فعله اللي ماتوقعته .. " بكيفكن سون اللي تبن .. لكن مثل ماقلت لا أغاني ولا طق .." لاحظ ماجد تغير مزاج روضة وتضايق من ذا الشي .. " موضي قالت أنك ماتبي بعد بس .. " ردت روضة وهي مدنقة عقب ماشافت أن ماجد مهو مهتم بالموضوع مثل ما كانت تظن .. " إني دارية أن مويضى ورا الموضوع .." ردت أمها بضيق تقطع كلامها .. " يا يمه نبي نفرح ونستانس مايكفي أن ماجد ما يبي لا طق ولا دي جي .." ردت روضة على أمها بضيق .. " سوو اللي تبونه لكن لاحد يخالف شوري .." قال ماجد وهو يوقف عشان يطلع .. " وين بتروح يا بوي .." نشدته أمه .. " 12 يوم وجهي في وجهس ما مليتي مني .." دنق ماجد على راس أمه يحبه .. " جعل يومي قبل يومك .. ومن اللي يمل من مقابلك .." ردت عليه أمه اللي كان غلا ماجد عندها غير عن باقي عيالها كان حنانه عليها وبره فيها ماخذ قلبها .. " عسى عمرس طويل يمه .. بأطلع اشوف الشباب وش أخبارهم .." رد عليها وهو واقف يعدل غترته على راسه ويشيك على مفاتيحه وجواله في مخباه .. " مايخالف فديتك .. الله يحفظك .." ردت أمه عليه .. " يالله في امان الله .." سلم عليهم ومشى صوب موتره .. ركب موتره وشاف أنه يحتاج غسيل عقب هالكشته وقرر يوديه بكره للمغسلة قبل الصلاة .. اتصل على المهندس واتفق معه على الباقي من الشغل وعلى اساس يروح معه السبت يشوف الحمامات والسيراميك اللي بيركبونه عشان يخلصون من القسم مرة وحده .. :: :: :: وفي بيت ابوناصر كانت مها قاعده في الحوش مع أمها وأختها وبنتها تلعب حولها .." والله استانسنا في الاجازة .." قالت سارة .. " اي والله .. الجَمعَة زينه يابنتي والواحد ماله الا أهله وربعه .." ردت منيرة اللي ارتاح بالها واجد عقب طلعة بناتها مع بيت عمهم حتى أبو ناصر تغيرت نفسيته .. " صدقتي يمه .. حتى بالسوق توفقنا الحمدلله ومابقى شي مهم نشيل همه .." علقت سارة وهي تقهوى .. " لاتنسين تذكريني بكره نحجز للمكياج والشعر .. تأخرنا واجد ومادري بنلاقي حجز والا لا .." تذكرت مها وهى تصب قهوة لأمها وتشوف أختها .. "لاتشيلين هم .. الماكييرات ذلحين أكثر من الهم على القلب .. وأنا ربي لك الحمد جمالي رباني موب محتاجه مكياج واجد .." ردت سارة وهى تفاول من التمر .. " ايه عدال يا هيفا وهبي .. قالت جمالي رباني .." ردت مها وهي تضحك " المهم ذكريني بكره بالحجز .. بعدين متى بيبدا الفصل الثاني للجامعه ؟؟.." سألت أختها اللي كانت غرقانه في تمر الحسا تاكل منه .. " أخر شهر اثنين .. ليه تنشدين .." رفعت ساره راسها تشوف أختها .. " عشان نرتب أمورس كلها .. لاتنسين العرس في 25\6 .. تهقين قد خلصتي امتحاناتس ؟؟ " سألتها مها وهي تحسب في عقلها الأيام .. " يوووه منا لين 25\6 يحلها الف حلال .. بعدين امتحاناتنا كل سنه تخلص قبل .. وأنا كلها 3 مواد للتخرج يعني أقدر أدبر عمري .." ردت ساره اللى كان التمر عندها أهم من كلام أختها عن عرسها .. " الله يوفقس يا بنتي ويتمم لس على خير .." دعت لها أمها من قلب صادق .." اللهم آمين .." وآمنت مها على دعاها .. :: :: :: " أوووووووووووووه .. القيادة العامة وصلت .." صاح فهد بفرح وهو يشوف أمه وخواته في الحوش .. جاهم ركض ودنق على راس أمه وحبه وحب ايدها .. وسلم على خواته بشوق .. " الحمدلله على السلامه يام محمد .. وشلونس عساس بخير .." تحفا أمه وهو ماسد ايدها بين ايديه .." الله يسلمك من كل شر .. شلونك يا ولدي عساك طيب .." ردت نوره على ولدها .." يسرس الحال فديتس .. حي الله نويف وشلونس .. " التفت فهد لأخته .. " بخير على فرقاك شلونك أنت .. " ردت عليه نوف بطولة لسان .. " بخير على فرقا لسانس اللي يبي له قص .. " رد لها الصاع صاعين وهو يضحك .. " وشلون الشيخه روضة .." التفت على روضه يسلم عليها .." بخير فديتك .. شأخبارك أنت وحشتنا يا الشين .. والله ماكان ناقصنا الا وجودك .. " ردت عليه .. " وش هالشحوم واللحوم يا رويض .. رحتي وحده ورجعتي اربع .. " علق عليها فهد وهو مبطل عيونه على الآخر .. " الله اكبر عليك اذكر ربك .." ردت عليه روضة وهي ترشه بالماء .. ضحك فهد " يا الخبل خليني انظلس عشان تضعفين .. فشلتينا شلون بتروحين الجامعه كذا .." رد فهد وهو يضحك ويمسح وجهه من الماء .. " والله لو أنك بتشلني على ظهرك وتوديني الجامعه .. عسى عمر ابو محمد طويل بس .. " برطمت روضه وهي ترد عليه .. " فديت ذي الخدود والله .. أمزح معس ياالدبه .. " مد يده وقرص خد أخته الصغيرة بمحبة .. التفت على أمه ورجع يسولف معها وينشدها عن أخبارهم وعطلتهم .. قعد معهم يمكن ساعه وعقبها قام فوق يغير بدلته وياخذ له شاور .. طلع جواله للمره الخامسه يتأكد .. ما أرسلت مسج تطمنه .. وليه ترسل له مسج ؟؟ .. تراها تدري أنى أحاتي .. أنت اللي مشقي عمرك بعمرك ..أنت اللي مشقي عمرك بعمرك والا هي مانشدت عنك .. الشكوى لله .. فتح الرقم عشان يرسل لها مسج .. قعد يفكر شوي وش يرسل وما لقى أحسن من الجوري حجه عشان يمرهم – بأمر اشوف الجوري لو ماعندكم شي – وضغط ارسال .. شوي وجاه الرد .. – حياك الله .. ماعندنا شي – انبسط على الآخر .. ومرّ على راعي الخضرة وحط من صناديق الفاكهة والخضرة وشرى للجوري العصير والربيان اللي تحبه وحرّك صوب بيت عمه .. صاح جواله وشاف الرقم لقاه رقم تركي .. " حي الله بوعبدالعزيز .." رد ماجد .. " تحيا وتدوم وشلونك .." تحفاه تركي .." بخير ربي يسلمك .. شلونك أنت .." .. " يسرك الحال .. وينك طالع .." نشده تركي .. " وش تبي بي .. ما مليت من مقابلي اسبوعين ؟؟ " رد عليه ماجد .. " ياخى اختك جننتني أبي أطلع وما لقيت حجه احسن منك .. وينك طالع يا ولد علمنى وباجيك .." جاوبه تركي .. " رايح لبيت عمي .. " تأفف ماجد وهو يعلمه .. " يا اخى ماطفشت منهم اسبوعين على قلبك .." كرر تركي كلام ماجد وهو يضحك .. " ضحكت بلا ضروس .. وش تبي ذلحين ؟؟" عصب عليه ماجد ونقمه .. " اسمع أنا جايك هناك .. بأعطيك بس نص ساعه تاخذ راحتك مع المدام .. ولا تاخذها على الاخر تسمع .." حذره تركي .. " فكنى من شرك لا تجيني هناك .. لمن طلعت دقيت عليك .. لا أشوف رقعة وجهك عندهم " جاوبه ماجد وسكر منه وهو متأكد أنه بيجيه في مجلس عمه .. فقال يستغل الوقت ويسرع قبل يصيده تركي .. :: :: :: انتبهت مها على صوت المسج في جوالها وانحرجت وهى تشوف عيون أمها وأختها عليها باستغراب .. " هذا ماجد يسلم ويستأذن يبي يجي يشوف الجوري .. " كانت تكلم أمها وهى منحرجة .. " معليه يا بنتي هذا ولدنا وهذي بنته حياه الله .." ردت منيرة بهدوء .. " يعني اقول له معليه يجي .." سألتها مها بتردد .. " وش رايس يعني بتطردينه .." ردت عليها سارة وهى تغمز لها .. " بس أبوي مهوب هنا .. " ردت مها وهى تشوف ساره بنظرة غيظ .. " أبوس شوي ويجي .. وانا موجوده وبأقعد معه .. " ردت عليها أمها .. " زين يمه .. " كتبت مها الرد باصابع ترتجف وسارة كل شوي تكح وتنحنح .. " أنتي شبلاس .. " نقمت منيرة بنتها .. " مافيني شي يمه .. " ردت عليها سارة وهى ماسكه ضحكتها .. " ترى العقل زين .. " ردت عليها منيرة .. " وانا وش سويت تشوفيني الوّح بالخرقة .. " حطت ساره عمرها ما سوت شي .. " امى تقول لي اعقلي والعقل مني حرام .. " علقت منيرة وصدت من بنتها .. " فديت أمي بس .. " ردت ساره وهى تحب كتف أمها .. " خلنى اقوم للمجلس اشوفه .." قامت منيرة .. " باروح انا يمه .." ردت مها وهى تب يتقوم " ماله داعي باقوم أنا أطلق رجيلي .. بس طرشي لي فاطمة أخليها تنظفه .. " عيت عليها أمها ومشت صوب المجلس .. " ان شاء الله .. " صاحت مها على فاطمه وقالت لها تلحق أمها للمجلس .. شوي والتفتت لأختها " وجع .. أنتى خبل .. " نزرتها بصوت واطي .. " خير وش عندس أنتي بعد .. " قلبّت ساره عيونها فوق وهى تشوف أختها معصبة .. " امى انتبهت لحركاتس اللى ما لها معنى .. والله انس في صوب والصحاة في صوب .. " ردت عليها مها .. " وأنا وش سويت بس .. والله أنكم ناس تموتون في شي اسمه نكد .. المهم خلس منى ومن أمس ولا تنسين كلامنا اللي اليوم .. قطي اللي فات ورا ظهرس وعيشي عشان بنتس وعشانس .." نصحتها ساره .. دنقت مها تفكر في كلام أختها .. ولو تركنا الماضي ماراح يتركنا .. الجرح لو برا اثره ما ينمحي .. لامست بيدها كفها اللي انجرح يوم عرفت بخطبة ماجد لها .. صحيح الجرح اندمل بس الأثر للحين ما اختفى .. وهذا جرح الجسد وجروح الروح أعمق واشدّ .. " قومي يا اختى غيري لبنتس والبسي لس قلابية غير ذي اللى عليس .." وعتها سارة من أفكارها .. " وش فيها قلابيتي ذي .." دنقت مها تشوف قلابيتها باستغراب .. " مافيها شي غير أن لونها أملح وقديمة .. يا أختى عيب تبين الرجّال يقول ماعندها ثياب كل ماجا الا أنتى بالعباة .." حطت ساره ايدها على خدها وهى تفّسر لاختها معنى كلامها .. " بأقوم اسوي قهوة جديدة .. " تهربت مها من الموضوع .. " ايواااااااا .. هذا اللي أنتي فالحه فيه .. المطبخ والقهوة .. لكن تعدلين شكلس قدام الرجّال اللي جاي بعد شوي لأ .." نقمتها ساره .. " أنتى فيس شي .. والله ما أنتي بصاحية .." استغربت مها من أختها وتصرفاتها اليوم .. " عجيبين .. صار اللي يقول الحق مهو بصاحي .. روحي سوي قهوة وأنا بأغير للجوري .. بعد اخاف تخلينها كذا لمن جا عمها يشوفها .. ناس تدور الفشيلة .." قامت سارة وشلت الجورى معها وهى تلاعبها .. برطمت مها ورجعت تشوف قلابيتها من جديد .. :: :: :: دخّل ماجد سيارته حوش بيت عمه .. التفت يمين وشاف زولية مفروشة ومساند .. واحتار يدخل المجلس والا يقعد برا .. نزل وقرر يقعد في الحوش دام الجو حلو .. وفتح باب الموتر من ورا عشان ما ينسى الأغراض اللي شراها .. لأنه من فترة صاير ينسى كل شي ومستغرب من عمره .. نزل كيس ألعاب الجوري وكيس الربيان معه وحطها جنبه على المسند وقعد ينتظر العرب .. سمع همهمة صوت قدامه .. رفع راسه وشاف الجوري .. فزّ قلبه لها .. " لبى والله قلبس .. تعالى فديتس .." دقات قلبه كانت اثبات كافي .. لو أن هالبنت بنته ما حبها هالكثر .. جاته الجوري تركض وقام لها ماجد بسرعه يقطع المسافة بينه وبينها عشان ما تتعب .. شلها وطيرها في الهوا بين ايديه وهى تضحك .. رجع راسه لورا وهو يرفعها لدرجة أن عقاله طاح من راسه ما انتبه له .. ضمها لصدره وهى تلعب بأذنه وهو مغمض عيونه يضحك .. قعد واياها على الزولية وفتح الكيس اللى شراه لها وخلاها تدوّر فيها وهى تسولف عليه وهو يبتسم لها رغم أن نص سوالفها ما يفهمه .. انتبه ان فيه احد واقف ورا الباب يراقب الجوري .. نزل عينه وما كرر النظرة للبيت داخل .. شوي وجاته أم ناصر وقف يسلم عليها ويتحفاها .. وقعدوا على الزولية يسولفون ينتظرون القهوة .. " ما ودك تدخل المجلس يا ولدي .." نشدته أم ناصر .. " لا يمه خلينا هنا الجو حلو .." رد عليها ماجد وهو يلاعب الجوري .. " على هواك يمه .." " أنتي ماخلصتي .." دخلت سارة على اختها في المطبخ .. " خلصت وش وراس .." سألتها مها وهى تسكّر دلة القهوة .. " ماجد برا مع أمي والجوري عندهم .. " قالت لها ساره .. " زين خلصت نادى فاطمة تودي لهم القهوة وأنا بألبس عباتي وأطلع لهم .. " ردت عليها مها وهى تمسح الصينية من الماء .. " شف ذي .. أي عباة .. يا بنتي خافي ربس .. تراس في بيتس وهذا رجلس .. قرفتيه وأنتى كل ماجا طلعتى له متلملمة بالعباة .. غيري قلابيتس والبسي لس جلال وانتهينا .." صرّت ساره على ضروسها وهى تكلم أختها اللى طالعتها بتعجب .. " أخاف ينقد علي .." ردت مها بصوت واطي .. " وش ينقد به .. بيتس وقدام رجلس .. ومهوب غريب ولد عمس وين المنقود فيه ؟؟ " ردت عليها سارة وهى حاطه ايديها على خصرها .. احتارت مها ودخلت غرفتها تغير ملابسها وماعرفت وش تلبس .. بالاخير استقر رايها على قلابية مشغولة خفيفة لونها ازرق غامق وفيها تشجيرات وردية .. حطت على راسها جلال .. وشافت عيونها في المراية رجعت عادت على الكحل داخلها بالقلم ومسحت السايح .. لبست نقابها وهى تنتفض .. وطلعت لين وصلت باب الصاله وتجمدت ما تجرأت تطلع .. " ياليل الليل انتي عدس هنا .." ضحكت سارة ومشت وراها وفجأة دفتها برا الباب ما وعت مها بعمرها الا قدام باب الصاله من برا بغت تطيح على وجهها وعيون ماجد تشوفها باستغراب يوم انتبه على صوتها .. تنحنحت وهي تمشى صوبهم وتسمع صوت ضحك سارة من داخل .. هين يا سويرة والله ما أخليها لس .. كانت شوي وتبكي من الفشيلة .. خذت هوا بشكل عميق وسلمت عليهم وقعدت صوب أمها عقب ما سلمت على ماجد ونشدته عن حاله وحال أهله .. " عسى ما تعورتي .." سألها ماجد وهو يبتسم .. " لا الحمدلله .. بغيت أتعثر بالنعال الله يكرمك اللي على الباب .. " حاولت تشرح الموضوع ببساطه .. " قد قلت لكن لاتحطن النعال على الباب ماحد سمعنى .." ردت أمها اللي زين ما انتبهت أن سويرة ورا السالفه .. " أقول مها قولي للشغاله تنزل الأغراض مع الدريول من الموتر .." قال ماجد لمها وهو ملاحظ شكلها الجديد .. التفتت مها صوب سيارته " وش أغراضه .. " سالته .. " شوية أغراض للمطبخ خضرة وفاكهه .. " رد عليها ماجد .. " كان ماكلفت على عمرك يا ولدي .." قالت له ام ناصر وهى مفتشله منه .. " مابه كلافه يمه الحلال واحد .. " رد عليها ماجد بهدوء .. انتبه ان مها قامت بتروح للموتر " أنتي وينس رايحه " كلمها بصوت حاد شوي .. " بانادي الدريول ينزل الأغراض .." التفتت عليه مها وهى تكلمه .. " قلت لس خلي الشغاله تناديه مالس حاجه تروحين أقعدي .." كان صوته حاد وهو يكلمها .." خلي المره تنادي الدريول يا مها .." قالت لها أمها .." ان شاء الله يمه .." قامت مها ودخلت البيت تنادى الشغاله ورجعت طلعت لهم وقعدت قدام ماجد تقهويه وهى ساكته مغتاظه من طريقته في الكلام معها .. انتبه ماجد لتفاصيل قلابيتها .. وايدها الصغيرة اللي تمد له الفنجال .. وترتفع بارتباك تعدل جلالها على راسها .. وعيونها اللي تتهرب من عيونه وتطالع في كل اتجاه الا صوبه .. حسّ بها تبتسم من نظرتها على سالفه قالتها أمها له .. والتفت يرد على ام ناصر وهو رايق .. والجورى جنبه تشرب عصير .. أذن العشاء وقامت أم ناصر ودخلت داخل .. " وشلونس ذلحين .. أربس أشوى .." سألها بصوت هادي .. " ايه الحمدلله .." ردت عليه وهى مدنقة .. " راحت الدوخة والا عدس تحسين بشي .." سألها وعيونه تطالع عيونها اللي ما قدر يشوفها وهى منزلتها .. " لا الحمدلله .. كانت مجرد دوخة من التعب اليومين اللي راحوا .." ردت عليه وهى بعدها مدنقة .. " الحمدلله .. لا تهملين عمرس يا بنت الحلال .. ترى كل شي ولا صحة الانسان .. " كان يحاول بكل طريقة يجذب اهتمامها صوبه عشان ترفع له عينها .. " ان شاء الله .. " جاوبته وهى مشغولة بالنظر للجوري .. كان ماجد يراقب تفاصيلها كلها .. وده يدخل داخل عقلها ويعرف وش به تفكر هالأنسانة اللى حيرته .. اللي حولها كل هالشكوك ومهو بقادر يحدد موقفه منها للحين .. " أصب لك شاهي .." سألته بنظرة خاطفة .. " والله ذا القهوة تعدل الراس ماتخلي الواحد يبي يشرب عقبها شي .. من اللي مسويها .." سألها ماجد .. " انا .." ردت بحيا .. " والله .. زين هذا معناه ماحد راح يسوي لى القهوة لمن جيتي بيتى الا أنتي .. " تكلم بصوت خافت .. تجمدت مها وتررد كلامه في راسها ( يسوي لى القهوة .. أنتي .. في بيتي) مجرد الفكرة خلتها ترتجف .. التفتت على بنتها وهى تلعب جنب ماجد .. اول شي طرا على بالها أنها تاخذها وتهرب منه .. تبي تبتعد عنه وعن الخوف اللي تحسه .. " كثر الله خيرك يا ولدي ماكان له داعى تكلف على عمرك .." جات أم ناصر وكانت تكلم ماجد .. " مابه كلافه يا يمه الحلال واحد .." رد عليها ماجد وهو يحاول يفهم وش سر رجفة ايد مها .. " عسى عمرك طويل يا ولدي .." انتبهوا على صوت موتر يدخل البيت .. وكان ابوناصر جاي عشان يتوضا قبل يروح للمسجد يصلي .. لقتها مها فرصه شالت بنتها ودخلت داخل بحجة أنها بتغسل ايديها لها .. دخلت عليها سارة وهى تغسل بنتها في الحمام .. كانت ماسكة ضحكتها غصب .. " هلا هلا .. "قالت مها بغضب يوم شافتها وصدت عنها تكمل غسل ايدين بنتها .. ماقدرت ساره تمسك ضحكتها أكثر وانفقعت ضحك قدام مها اللى كانت متوترة .. " وجع .. " نقمتها مها بغضب .. " يوجع عدوي .. وش فيس معصبة .." سألتها ساره بكل براءه .. " لعنبو غيرس مره طول وعرض وتسوين الحركات ذي .. فرضاً طحت على وجهى قدام الرجال .. وش بيقول .." ردت مها بعصبية على أختها .. " بيقول بسم الله عليس يا قلبي .. وش بيقول بعد .." كانت ساره رايقه على الآخر وهى تشوف أختها متوترة بدون سبب .. " ما أقول غير الحمدلله والشكر على نعمة العقل .. " كملت غسيل لبنتها وطلعتها من الحمام .. حطتها جنبها على الارض قدام الكبت وطلعت لها بيجامه .. " والله لوما سويت كذا كان ماطلعتى .. ترانى أعرفس .. بتقعدين ساعه تشاورين عمرس منقود .. عيب وش بيقول ومن ذا الخرابيط .." كلمتها ساره وهى واقفه تسند على الكبت .. " تعرفيني ..؟؟ تقومين تدفينى كذا بغيت اطيح على وجهى أتكسر؟؟.." كانت مها للحين معصبة .. " وهذا أنتى ماطحتى .. ولا تكسرتي .. بالعكس طلعتى قدام ابو الشباب واستانس .. ليش زعلانه ..؟" ردت ساره وهى تكتف ايديها على صدرها وتكمل كلام " بعدين حركة امى رهيبة يوم دخلت للمطبخ وخلتكم لحالكم .. أمانه ما قال لس شي .." غمزت عينها وهي تنشد أختها .. " قال لى اقلبي وجهس .. " ردت عليها مها وهى كاتمه ابتسامتها .. تفاجأت ساره " ايا ياللي ما تستحى ..عقب هالتعب كله يقول لس كذا " سوت سارة روحها أنها ما فهمت وش قصد مها من كلمتها .. ضحكت مها غصب عنها " حسبي الله عليس طاح وجهى يوم شافنى تعثرت .. لا ويقول لي سلامات عسى ماتعورتي .. والله الود ودي اخنقه يوم قال لى كذا .." كانت مها تكلمها وهى تغير لبنتها .. " اخنقيه أبركها من ساعه والله ما يقول لس شي .. وأبصم لك على العشرة .. " قعدت ساره تلحن كلامها .. " الله يستر يا سويره بس .. " ردت مها عليها بصوت مكتوم .. " يا حبس للتشاؤم .. فليها بس وربس يحلها .." ردت عليها ساره .. " الله كريم .." قالت لها مها وهى تشل بنتها .. :: :: :: مرت ثلاث أسابيع عقب العطله وانتهى شهر فبراير ودخلنا في مارس .. والأمور هاديه .. رجعت سارة تداوم في جامعتها وكانت تشوف روضة تقريبا كل ما سمحت لها محاضراتها .. ورجعت علاقتهم زينه مع بعض .. موضي ما قطعت بيت عمها .. بين فترة وفترة تمّر عليهم تطمن وتسأل عن أخبارهم .. مها رجعت تتابع أغراض أختها وتتأكد أنها جاهزة قبل العرس .. انتهى قسم ماجد وتم تركيب الجبس والحمامات والبيبان والمكيفات .. كلم أمه عشان تروح تختار معه الأثاث وعيت .. تعذرت أنها تتعب ومالها خلق للدورة في الأسواق .. كان متوقع رفضها ومتهئ نفسياً له ومع ذلك كان لازم يشاورها عشان ماتشيل في قلبها شي .. قال مالها الا موضي اللى كانت معه من أول الموضوع واختارت ألوان الصبغ هاديه حق القسم وخلتها هاديه وتناسب اى نوع أثاث .. اتصل فيها ماجد ومر خذاها وراحوا يشترون غرفة النوم والكنب حق الصالة ويختارون المطبخ عشان يمديهم يركبونه .. وخلال اسبوع وصل الأثاث كله وانتهى القسم .. مرت موضي عشان تشوفه عقب ما جهز ودخلت مع ماجد القسم عقب المغرب .. " بسم الله ماشاء الله .. الله يفرح قلبك يا أخوى ويجعله منزل(ن) مبارك .. " قالت موضي بقلب فرحان .. " الله يبارك بعمرس .. ويبلغس في عيالس " رد عليها ماجد وهو يمشى وراها .. تمشت موضي في القسم وتأكدت من تركيب المطبخ عدل ومن نظافة الحمامات .. " خلاص ما يبي له شي .. اقفليه وخلي مفتاحه عندس .." قال لها ماجد وهو يشوف أخته .. " وش اللي ما يبي له شي .. بتسكنه كذا ..؟؟" سألته موضي مستغربة .. " ايه .. ليه وش ناقصه ؟؟" سألها ماجد وهو يتلفت حوله في القسم مستغرب يفكر وش اللي ناقص بعد !! .. " ناقصه اشياء واجد .. الصالة يبي لها أباجورات وزوليه صغيرة تحت الطاولة ويبي لها شوي أغراض زينه .. غرفة النوم تبي لها شراشف وملحف .. والا ناوى ترقد على البلاستيك ..؟؟" قالت لها موضي وهى تأشر على المكان في كل غرفة دخلوها .. " والله ما أدرى عن شغلاتكم يا النسوان .. قلت بأخلي القسم كذا لين تجي مها واللي تحتاجه زياده بتشتريه .." قال لها ماجد وهو يحك راسه .. " بنجهزه حنا على الأقل مؤقتاً .. لين تسكنون على خير وعقبه تغيرون براحتكم .." ردت عليه وهي تكمل مشي .. دخلت الغرفة اللى كان المفروض تكون غرفة الجوري .. وتفاجأت يوم شافت سرير مفرد موجود على جهه .. جنب السرير اللي اختاره ماجد للجوري .. التفتت لماجد وفي عيونها سؤال .. " شبلاس ..؟؟" سألها ماجد وهو مهوب عارف شفيها .. " وش ذا .." سألته وهى تأشر على السرير .. " طاولة طعام .. سرير وش يعني .." عرف ماجد ليش سألته فحاول يلطف الجو بالمزح .. " أدرى أنه سرير .. وش حاجته هنا ؟؟ " كانت نظرة موضي له مزيج حزن واستغراب وعدم فهم أو يمكن لوم !! .. " أبد .. عشان تكون الجوري قريبه من أمها لاحتاجتها .." طالعت موضي أخوها بتركيز وما ردت عليه مشت وراها وطلعت من الحجرة .. التفت ماجد يشوف السرير المفرد بنظرة حزن وطفى الليت وطلع من الغرفة .. كانت موضي تنزل على الدرج يوم لحقها ماجد .. " موضي .." ناداها .. رفعت راسها له وما تكلمت .. " ترى الموضوع غير اللي في بالس .." حاول يبرر بس ما قدر يكمل كلامه .. " وش اللى في بالي يا بعدهم ..؟؟" سألته موضي بصوت حزين .. " مادري عنس .. مزاجس تغير مره وحده .." قال لها ماجد .. " لأني اشوفك أنت ما تغيرت .. واللي في نفسك للحين في نفسك رغم اللى قلته لك .." كانت تتكلم بصوت يرتجف .. تنهد ماجد يوم شاف حالتها " ما به الا الخير يابنت الحلال .. أنتى بس لاتهوجسين .. " رد عليها بهدوء ونزل لين وقف جنبها " هاس المفتاح خليه عندس لا تعطينه أحد .." ود ايده لها بالمفتاح ولما اخذته مد يده لبوكه وطلع بطاقة الفيزا ومدها لها " وهذي البطاقة شوفي اللي ناقص البيت وهاتيه ولا تهتمين بالسعر .." مد ايده لراسها وحبّ جبهتها .. دنقت موضي وغصتها العبرة ولا قدرت ترد عليه .. ضمها بايده ونزل معها " يا حبس للبكا أنتى وبنت عمس " مزح ماجد معها .. ابتسمت موضي من ورا دموعها وهى تشوف صورة أخوها قدام عيونها ضبابية .. " خلصي لى المكان خليني أعرس أرتاح .." قال لها ماجد وهو يغمز عينه عشان يهدا بالها .. " تأمر أمر .. الله يشرح لك صدرك وييسر لك أمرك .." دعت له من قلبها وهى تمسح خشمها .. " آمين يارب .. آمين .." رد ماجد .. وبرا القسم افترقوا ماجد ركب سيارته وطلع .. وموضي وقفت تراقبه لين طلع من الحوش .. عقبه راحت تمشي لبيت ابوها وهى تهوجس .. خذتها الأفكار قبل تقريبا ثلاث سنين .. كانت طالعه من اللاند مآرك قريب المغرب .. وفجأة شافت سيارة أخوها واقفة عند الباب فكرته جايب نوف والا روضة للسوق .. مشت صوب سيارته تبي تسلم عليهم .. لكنها تفاجأت يوم انفتح الباب ونزلت وحده غريبة ماتعرفها .. تروعت وقالت الحمدلله أنها ماراحت للسيارة كان تفشلت .. مع أنها نفس سيارة أخوها بالضبط لكن .. البنت اللى نزلت التفتت على راعي السيارة تكلمه وكان صوت ضحكها مرتفع .. ومدت ايدها داخل السيارة تاخذ كيس وفي ضوء السيارة الداخلى شافته .. دارت الدنيا فيها .. وصدت ترجع للمول قبل يشوفها تنتظر الدريول يجيها للباب .. :: :: :: تحدد تاريخ عرس ماجد ومها في نص أربعه .. عقب ما شاور ماجد ابوناصر وقال ماعندهم مانع .. مرّت عليهم موضي عقب المغرب تعطيهم بطاقات العشا اللي طبعوها .. عطتها أم ناصر عقب ما قامت مها داخل تغير الماي حق الفناجيل .. " يمه هذي بطاقات العشا حق ماجد ومها .. قلت أجيبها لكم بدري عشان يمديكم توزعونها براحتكم .. " مدت عليها الكيس اللي فيه البطاقات .. " الله يعطيس العافية يا بنتى .. ويتمم لهم على خير .." ردت أم ناصر .. " اللهم آمين يا يمه .. ويعوضهم كلهم خير ويبارك بينهم .." قالت موضي .. دخلت عليهم مها وفي ايدها الجوري اللى راحت لعمتها تحبها وتسلم عليها .. وقعدوا يسولفون وجاتهم سارة وسلمت وقعدت معهم .. شوي واستأذنت موضي تبي تكلم مها لحالها .. قامن ودخلن غرفة مها .. مدت مها يدها وفتحت الليت ودخلت قبل موضي " حياس تفضلي .." .. " زاد فضلس .." ردت عليها موضي وهى مهي بعارفه شلون تفتح معها الموضوع .. قعدت موضي على طرف السرير ومها قدامها على الكرسي .. " تفضلي وش عندس سر عن أمي .." قالت لها مها وهي تبتسم .. " ترى تحدد موعد العرس مثل ما أنتى عارفه .. " بدت موضي تكّلم بهدوء .. هزت مها راسها باشارة ايه يعنى تابعى أسمعس .. " وما أدري كنس تدرين أن ماجد بنى لكم قسم لحالكم منفصل عن الفله عشان تاخذون راحتكم أكثر .. خاصه أنتى والجوري .." هدوء مها وسكوتها ما شجع موضي تكمل كلامها .. شبكت اصابعها في بعض عشان تخفى توترها وتقدر تكمل اللى تبي تقوله " اليوم أنا جيت عشان حاجتين الأولى جبت لأمس البطاقات عشان توزعها على جماعتكم اللي تبون .. " شافت وجه مها واللون يختفى منه شوي شوي ومع ذلك كملت " الثاني وهو الأهم .. أبي أناقش معس تفصيلات العشا وترتيباته .. يعني نبي نحط لس مكان عشان الناس تجي تبارك لس و.." .. " لأ .." قطعتها مها وهى مدنقة .. " وش اللي لأ .. العالم جايه تبي تبارك لس يا مهوي .. وأظن خلاص يا تجاوزنا ذا المرحلة .. " ردت موضي بتوتر .. " العالم جايه تعشى وتروح مالهم فيني حاجه .." قالت لها مها وهى مدنقة تلعب بسلسلة في ايدها .. " يا مها الله يهديس .. شلون يتعشون ويروحون؟؟ قالوا لس ميتين من الجوع .. والا ناويه تقعدين بينهم بنقابس ..؟؟ " ما ردت مها عليها .. " مها .. اذا أنتى كنتى متزوجه من قبل لا تنسين أنس أول نصيب ماجد وأول حظه واللي تسوينه حرام وأنتى انسانه مؤمنه .. أنتى بالطريقة هذي تعاقبينه على شي ماله ذنب فيه .. وتعاقبين عمرس على ماضي انتهى .. " كانت نظرة موضي لمها غامضة وهى تكلمها .." حنا ما اتفقنا على كذا .. ماجد قال بياخذنى بثيابي .. ماقال عرس وخرابيط .." رفعت مها راسها وهى ترد على بنت عمها .. " وهذا اللي بيصير.. بس وش رايس يعني .. بتجين بيتنا بقلابيتس ذى ونقابس ؟؟ حتى في حقس أنتى وفي حق أهلس مهي بزينه قبل لاتكون بحق أخوي .." قالت لها موضي وكان كلامها صحيح .. " مها .. ماجد ماقصر عليس ولا هو بمقصر في يوم من الأيام .. وقد قلت لس قبل .. ماجد غير عن منصور .. اسمعي نصيحتى واكسبيه لا تضيعين حياتس أول وتالي .. بسبب غلط غيرس في أول عمرس وبسبب عنادس وجهلس تاليها .." وقفت موضي " راح أخليس تفكرين في الموضوع براحتس .. وبأكلمس عقب كم يوم أشوف اللى في خاطرس .." وقامت وطلعت منها .. وتركتها وراها في الحجره .. صادفت ساره برا .. وعلمتها بالمختصر وش صار بينها وبين مها و وصتها تقنع أختها وتحاول تأثر عليها .. وساره وعدتها خير .. لبست موضي نقابها وسلمت على ام ناصر وطلعت .. :: :: :: طلّعت جوالها واتصلت فيه .." منصور .." كان صوتها متوتر على الآخر .. " هلا وغلا .." رد عليها أخوها ببرود .. " وينك فيه ؟؟ " سألته .. " أنا .." رد عليها وهو رايق .. " لا أنا .. رد علي وينك فيه .." كررت سؤالها عليه بتوتر .. " ابد موجود .. مع واحد من الشباب .." رد منصور .. " ايه وين فيه مع واحد من الشباب ؟؟ .." كانت موضي مصممه تعرف وين مكانه .. " مويضي وش عندس على ذا الأسئلة كلها ..؟؟" أستغرب أخوها تصرفها .. " حرك للبيت وأنا قدامك .." قالت له موضي وهى تصر على ضروسها من الغبظ .. " أنتى وش بلاس ..فيكم مصيبه ؟؟ " بدأ يتوتر .. " مافينا الا العافيه .. بس أبيك في موضوع مهم سمعتنى .." كان صوتها يرتجف .. " وهالموضوع المهم ما يتأجل ؟؟.." ماكان فاهم وش السالفه .. " لأ ما يتأجل .. اترك اللي في ايدك وتعال البيت ما يبي لك شي .. نص ساعه والا أنت عندى .." قالت بحزم .. " وش دراس انها نص ساعه بس .. " سألها وهو مستغرب .. " أدري .. انتظرك مع السلامه .." سكرت عنه وما انتظرت حتى يرد عليها .. طلعت من المول مع دريولها وهى ما تشوف من القهر .. وصلت البيت قبل يوصل منصور .. ما اصبرت لين تدخل .. دقت على جواله " أنت وينك ..؟" سألته على طول .. " لا اله الا الله .. أنتى وراس مصيبه مانتى بخاليه .." رد منصور وهو طفشان .. " بتجي والا لأ .." سألته وهو ضايقه .. " جاي جاي .. عشر دقايق وانا عندس .." جاوبها بضيق .. سكرت عنه ودخلت البيت .. شافت عيالها وقالت للشغاله تجيب لها قهوة وشاهي في الصاله ولمن جا أخوها تدخله ولا تخلي أحد يدخل عيلهم .. شوي ودخل عليها أخوها وعقب ما سلم قعد .. " خير وش عندس .. وقفتى قلبي .." نشدها وهو يشوف وجهها المتوتر .. " منيصير .. وين كنت .." سألته وعيونها ما فارقت عينه .." وين كنت بعد .." رد عليها وهو يشوفها بتعجب .. " في اللاند مآرك صح .." قالت له على طول .. ضاقت عيونه وهو يطالعها .. " ترانى شفتك .." قالت له عشان ما يفكر يكذب عليها .. " زين وشفتينيى وش فيها .. حرام الواحد يروح السوق " حاول يبرر لها ببساطه .. " متى بتعقل يا منيصير .. لعنبو غيرك كملت 25 سنه وتوك متملك بنت عمك وهذي سواياك ؟؟" صرخت في وجهه وكان صبرها انتهى .. " ما سويت شي .. وش سويت يعني .." وقف قدامها بغضب.. " من اللي كانت معك ؟؟ " واجهته وكانت تمنى تكون غلطانه بس ماتقدر تكّذب عيونها .. " ما معى أحد .." أنكر بكل بساطة .. " منصور .. تراك تلعب بالضو .. وهذي أعراض ناس .. خاف ربك ترى عندك شوفات .. وفي ذمتك مره تسوى الف من اللى تعرفهن.. وأنت للحين تلعب كنك بزر ابو 15 سنه ؟؟" وقفت قدامه وهى تصرخ عليه .. " ما غصبت احد هي اللي ركبت برضاها .." صد عنها وهو يرد عليها .. " لعنبو غيرك ما تستحي .. رجال طول وعرض وهذا ردك .. ما سويت حساب لأبوك ولا لعمك اللى أمنك على بنته .. لو مسكتك التحريات وش بيكون موقفك ؟؟ بتقول هى اللي ركبت برضاها ..؟؟ " حست بالأرض تدور فيها وهى تسمع مبرراته التافهة " منيصير .. لو ما تبت عن سواد الوجه اللي تسويه علمت أبوي عليك .." حاولت تخوفه بأبوه عساه يوقف اللى يسويه .. " اعوذ بالله منكم .. لا ترحمون ولا تخلون رحمة ربنا تنزل .." التفت عليها وهو يتأفف " أنا لا طلبت عرس ولا خرابيط .. هذي حياتى ومرتاح فيها وشعليكم أنتو مني ..؟؟" رد عليها بوجه قوي .. " هذي عقوبة مهي برحمه .. خلك رجال واصطلب .. واترك عنك بنات الحرام .. العرس واعرست قبل اللي أكبر منك .. ومادفعت ولا ريال من مخباك .. وخذيت لك جوهرة الكل يتمناها عطاك اياها عمي يبيك تحفظها وغيرك كان أولى فيها .." اندفعت موضي بالكلام بلا شعور.. " من غيري بعد اللي اولى فيها منى .." سألها بتمقت .. سكتت موضي وما جاوبته .. " الكلام جاك .. رقمك ذا غيره .. اليوم أنت عزوبي بكره في بيتك مره .. ترضى تسوي اللى تسويه أنت ؟؟" سألته وهي تفور من الغيظ .. " تخسي .. عشانها ادفنها حيه " رد منصور بغرور.. " هي بتدفنها .. والا الخياس اللي تعرفه حاطه فوق راسك .." حاولت تحرجه بكلامها .. " يا اختى خلاص .. انتهينا من الموضوع ذا .. والله كنت حاط في بالي انها اخر مره .." رد عليها ورجع يقعد مكانه .. " منيصير .. علم(ن) ياصلك ويتعداك .. ذي المره بأسكت .. لكن والله لو تكرر والا سمعت من مها شي عن خرابيطك أن ماحد يوقف بوجهك إلا أنا .. سمعتنى ..؟؟ " .. لكن للأسف ما كانت المره الأخيرة .. وما قدرت توقف بوجهه ..!!! ::؛:: وبكذا .. تكتمل دائرة الظلم .. ظلم النفس .. وظلم الغير .. الله سبحانه ما رضى هالشي لنفسه وما رضاه لخلقه .. ورغم ذلك .. نشوف الأنسان أشد ظلم خاصه على لحمه ودمه .. إما بسبب كره أو بسبب محبة .. وهذا أكثر شي يوجع .. ظلم أهلك وأقرب الناس لك .. يخليك تنكمش على ذاتك .. وتسأل روحك .. اذا أهلى ولحمى ودمى سوو كذا .. شلون الغريب ..؟؟ فقد الثقة في الناس وقبلها في الذات أبسط نتائج الظلم .. فقد الأمل .. وكره الواقع نتايج تبقى في الروح لمدة طويلة .. وكل ما مر عليها الزمن صارت معالجتها أصعب .. وصارت تراكمات هالظلم أقوى .. يا بخت من نام مظلوم ولا نام ظالم .. ::؛:: ::؛:: تحكمنا الذكريات ولو غصب .. كل الحاضر اللى نعيشه انعكاس لقرارات وذكريات ومواقف الماضي .. كل صورة في الحاضر يعكسها طيف من الماضي .. ممكن يشجعنا نكمل طريقنا وممكن يكون عقبة في وجه المستقبل .. ومثل ما قلنا .. للظلم أكثر من وجه .. وعشان اللي رابطة الدم ممكن نظلم أنفسنا .. ونظلم الناس .. ونظلم ايامنا .. مواعيد الفرح .. نادراً ما تكتمل بالسعادة .. إلا تمر علينا ذكرى فيها .. ذكرى انسان أو موقف أو حزن .. نتمنى وجود البعض .. ونذكر البعض بالخير .. والبعض يكون عايش بينا وبين الفرحه اللى نتمناها .. وكل ما اشتدت الرغبة بالنسيان صار حضور الماضي أقوى .. وصار تجاوز السد اصعب .. خاصه لو تعلق الموضوع بقلوبنا .. الجزء السادس عشر دخل ماجد بسيارته عقب المغرب للبيت .. لفت انتباهه موتر أخوه اللى واقف في نص الدرب للكراج .. هو ومرته .. شكلهم مهوب طبيعي .. طفى الموتر ونزل يشوفهم .. " قلت لس الموضوع انتهى وماعندي كلام غيره .." صاح منصور بتوتر " مره بتمشين على كلامى حياس الله .. والا بيت ابوس وراس .." هددها وهو يرفع اصبعه في وجهها .. " أنت مثل ماخذيتنى من بيت أبوي تردني له .. تراك ما لقطتني من الشارع .. " ردت بصوت يرتجف .. " قلت لس خلصنا والجوال ماعاد به جوال .." ضرب الجوال باقوى ماعنده على الارض وتكسر عشرين قطعه .. انتبه منصور على ماجد جايهم .. " تعوذي من ابليس وعودي حجرتس .. وبكره يصير خير .." حاول منصور ينهي النقاش قبل ما يوصل أخوه عندهم .. " السلام عليكم " سلم ماجد ببرود وهو يحاول يستوعب الموقف .. " وعليكم السلام والرحمة .." رد عليه منصور .. " عسى ماشر .. وش فيه صوتكم واصل لاخر الشارع ..؟؟"" سأل ماجد ويده تلعب بمفتاحه وهو ينقل عيونه بين أخوه ومرة أخوه .. " مابه شر .. خلاف بسيط " رد منصور بتوتر .. التفت ماجد على مها اللى صدت عنه .. " زين والخلاف ذا ما ينحل في البيت .. لازم صراخ وصدعه راس قدام الله وخلقه .." كان صوت ماجد بارد يبي يحسسهم بالغلط اللى سووه .. نزّل منصور غترته " خلصنا بندخل داخل .. قدامي يا مها .." قرب منها .. طالعته بنظره حاده وابعدت عنه قبل يلمسها .. مشت صوب البيت بدون ما تلتفت لهم ولحقها منصور .. " منصور .." ناداه ماجد .. " نعم .." رد عليه وهو معطيه ظهره .. " لا ترد علي وانت معطيني ظهرك .." كان صوت ماجد واطي ومع ذلك أجبر منصور يرجع ويلتفت له .. " وش الموضوع .. وش سالفة هالجوال المكسور .." سأله ماجد بشك .. " مابه موضوع .. مشكله بسيطه وحليتها " رد منصور وهو يتابع مها بنظره لين دخلت البيت .. " متأكد ؟؟ " كانت عيون ماجد مركزه على وجه أخوه المتوتر .. " ايه .." رد منصور بسرعه يبي يخلص .. " ترى بعض الأمور ما ينسكت عنها .." حذره ماجد .. " وش قصدك .." رفع منصور عيونه بخوف لأخوه .. " قصدي كل شي الا السمعه .. المره بدالها مره لكن سمعة الواحد وشرفه ماتعوض .." دنق منصور يوم عرف تفكير أخوه لوين وصل " الأمور بسيطه ما توصل للدرجه ذي .. لا تشيل هم .. " التفت منصور وراه صوب الجهاز المكسور ورجع شال الشريحه من الجوال ودخل البيت .. وقف ماجد يراقبه لين دخل .. والتفت بهدوء يشوف الجوال المكسور ويحاول يربط الأفكار اللي في راسه مع بعض .. ضغط ماجد على راسه عشان يوقف الأفكار اللى اندفعت تملاه .. والشك اللى ياكل قلبه وماعرف له طريق يبعده .. واللى يزيد كل ما قرب وقت عرسه .. وتملاه ألم وخوف من الجاي .. وصارت تحرمه حتى النوم زي العالم .. اللي شافه وسمعه من أخوه بعدين يقول له أن مها خاينه .. واللى قالته له موضي وشافه عقب وفاة منصور شي ثاني مخالف للي في باله .. وش الصحيح و وين الحقيقة .. هى خاينه والا طاهرة ؟؟.. هى مذنبة والا بريئة ؟؟ .. يتبع قلبه والا يتبع عقله .. هالتشتت ذبحه .. عذاب نفسي ماحد يقدر يطيقه .. حتى هو عجز منه من كثر ما يفكر ولاهو بقادر يوصل لقرار .. يالله ترحمنى وتغفر لى كني ظلمتها وترشدني للحق .. يالله .. غمض عيونه يحاول ينام وهو موكل أمره للحي الذي لا ينام .. :: :: :: انفتح باب غرفتها .. رفعت راسها تشوف من اللى دخل .. طلت ساره براسها " واعيه .." سألتها .. " لا راقده .." ردت مها عليها .. دخلت ساره وقعدت على طرف السرير قدام مها اللى كانت تقرا لها رواية وهي راقده .. " خير .. وش تبين .." سألتها مها وهى تنزل الرواية اللى في يدها وتشوف أختها .. " ولا شي .. بس قلت أجي أنكد عليس قبل ما أرقد .." قالت ساره بابتسامه .. تنهدت مها ورفعت الرواية ورجعت تقرا .. " أقول مهوي .. " تكلمت ساره بتردد .. " خير .." ردت مها من ورا الرواية .. " أقول وش بتسوين ذلحين .." نشدتها ساره وهى تراقبها بهدوء تحاول تفهم تعابير أختها الجامده .. " في وش ؟؟ .." ردت مها من ورا الرواية بدون اهتمام .. " عرسس اللى بعد كم يوم .." كملت ساره كلامها .. " ولا شي .." ردت مها وكان راسها للحين ورا الرواية .. " مهوي ترى ما يصير .. والله مهي بحلوة لا بحقنا ولا بحقهم .. وش بيقولون العرب عنس ..؟؟" سألتها ساره وهى تحاول تسحبها بالكلام .. " ماعلي منهم .. اللي له عندي ريال ياخذ بداله عشره .. " ردت مها بدون اهتمام و وجهها بعده ورا الرواية .. " كيف ماعليس منهم .. تبينهم ياكلون وجهس و وجه هالضعيف اللى ماخذس ويقولون مقصر عليها .." كانت ساره عارفه ان مها بتتضايق من كلامها .. بس تتضايق ذلحين أحسن ماتندم بعدين وتقول ليتنى سويت وما سويت .. نزلت مها الرواية وهى شوي وتدخلها فى حلق اختها من الحرة " تقولين لى الضعيف والعرب ..؟؟ والعرب وينهم يوم طلعت من بيت رجلى مطرودة .. وينهم يوم ربيت بنتى لحالى وماحد نشد عنها كنها بنت حرام .. وينهم يوم احتجت احد يوقف جنبي .. وهالضعيف وينه عن بنت اخوه ولحمه ودمه يوم ولدتها .. لا هو ولا أهله نشدوا عنها .. تبينى ذلحين أهتم لهم والا أنشد عنهم ؟؟ .." انفجرت مها بدون شعور في وجه أختها اللى انبهتت من كلامها وما قدرت ترد إلا بكلمة وحده ثبتت في راسها .. " مطرودة ..؟؟" كررت ساره الكلمه بصوت واطي .. " ايه مطرودة .. واللى طردنى اللى بياخذنى ذلحين .. الضعيف اللي تبينى اتعدل عشان الناس ما تاكل وجهه .. " قالت لها بصوت مقهور وسالت دموعها بدون ماتحس .. ساره انخطف لونها من ردة فعل أختها اللى ماتوقعتها كذا .." وش الموضوع زين علمينى .." قربت ساره منها وسألتها بصوت واطي .. " مابه علوم .. طول عمرس تنشديني ليه انا اخاف منه وليه أكرهه وليه رفضته يوم خطبني .. الانسان هذا ظلمنى بدون سبب .. ظلمنى بس عشان اخوه .. وجاي ذلحين يكمل ظلمه .. عرفتي السبب .." شرحت لها مها وهى مدنقة تمسح عيونها .. هزت ساره راسها بدون شعور وهي تحاول تفهم " وش فيه ظلمس .. فيه شي غير حلالس وحلال الجوري .." سألتها ساره بخوف .. " فيه حساب عمر كامل .. ما ترجعه فلوس ولا حلال .. فيه حساب شك للحين رصيده مفتوح في نفسه .. قاله لي من سنتين .. وللحين أحسه فى نظراته وتصرفاته يكبر كل ما شافني .. شك بيرافقه لأخر العمر صوبي .. شك مادري وش اللي يمكن يزيله من نفسه ؟؟ واللي أكيد بيزيد ذلحين .. وظلم مادري كيف أنا بأنساه ؟؟" ردت مها بحزن وقهر ياكلها من سنين .. " بس مهوي الناس مالها الا الظاهر .. ولو هو ظلمس تراهم مايدرون .. هم بيشوفون تصرفاتس أنتي وبيحكمون عليس أنتي .. مايدرون عن اللي بينس وبينه .. وبتطلعين قدامهم بالشينه لو سويتي اللى في راسس .. وبتغدين علك في حلق اللي يسوا واللي مايسوا .. وأنتي ما تستاهلين هالشي .. وأبوي ما يستاهل منس بعد .. " حاولت ساره تشرح لها بهدوء .. مها ظلت مدنقة تفكر في كلام أختها تدري أنه صح .. بس هي ماتقدر تسويه .. انتهزت ساره فترة الصمت وكملت كلامها " ما قلنا البسي فستان عرس وطرحه .. لكن لازم يكون شكلس مرتب .. عشان تقهرين العدو قبل الصديق .. وتدرين أن الناس يروحون للاعراس عشان يشوفون العروس مهوب عشان الاكل .. وماجد مطمع لبنات واجد .. " قالت لها ساره وهى تضغط على أخر جمله .. " ليتهن ياخذنه ويفكّنى منى .." ردت مها بيأس وهي مدنقه تمسح دمعه نفرت من عينها اليسار .. " مهوي .. البكا والعناد مهو مرجع لس شي ولا هو بماخذ لس حقه اللي تقولين أنه عند ماجد .. وعنادس هذا هو اللى بيضيع عليس كل شي .. أنتى بس بطيبتس وبتصرفاتس الصح صدقيني تقدرين تشيلين أى شك وأى حاجز بينس وبينه .. وأنا متأكده أنه لمن عرفس عدل أنه بيموت في التراب اللي تمشين عليه .." نصحتها ساره .. " خلينى أفكر.. وربس يعين .." ردت مها وهى تضغط على عيونها بايديها .. شافت ساره انه كفايه كلام لليلة .. ودامها بتفكر يعني فيه فرصه توافق .. " زين .. اقوم أرقد أنا بعد وراي دوام بكره .. امسحى وجهس وتعوذي من الشيطان " قربت وباست أختها على راسها وطلعت عنها وهي تحس أنها ضغطت عليها واجد .. بس يمكن هالشي أحسن عشان تخفف من توترها اللى البيت كله ملاحظه .. لفت مها تطمنت على بنتها وطفت الاباجورة وحطت راسها على المخده .. تعوذت من الشيطان وحاولت تنام .. برغم الدموع اللى سالت في الظلام .. :: :: :: كانت تحاول تستقر في حياتها مع منصور .. خاصه أنها صارت حامل في بنته والا ولده .. فرحت يوم عرفت انها حامل .. بس فرح مليان خوف من الجاي .. لكن قالت يمكن هالطفل يقدر يجمعنا بشكل أقوى .. ويثبت حياتنا سوا .. ويعوضني عن كل شي تمنيته في حياتي .. كانت منحرجه شلون تبلغه بالخبر.. ويوم قالت له تقبل الخبر بهدوء هذا إذا ماكان برود .. ماكانت ردة الفعل اللى تخيلتها بس قالت زين أنه ما زعل .. بعدها حسته تغير أكثر .. كان يتأخر واجد في الليل .. ليلة الجمعة والسبت يطلع ويقول مع اخوانه والعيال .. لو حاولت تتصل فيه خطه دوم مشغول .. كانت هي فى فترة الوحم وتعبانه حتى أنها تكلمه .. أو تدقق على تصرفاته .. لين كانت ليلة .. رفعت راسها عن المخده .. كأنها سمعت صوت سيارته .. شافت الساعه كانت قريب 3 الفجر .. طلت من الدريشة شافته في السيارة يتكلم بالجوال .. استغربت وش هالمكالمه الضرورية تالي الليل .. انتظرته .. لكنه تأخر .. ساعه ونص وهي على أعصابها .. حست فيه دخل القسم .. سوت روحها راقده .. سمعته يدخل .. نزل مفاتيحه وجواله على الكومدينو .. صوته يفصخ ثوبه ويقطه على الارض .. دخل الحمام .. رفعت راسها وقلبها يدق بجنون .. نزلت من السرير وراحت لجواله وايدها تنتفض .. دقت أخر رقم .. وحطته على أذنها .. وظلام الغرفة يحيط فيها .. شافت نور .. باب الحمام انفتح .. التفتت بعيون تجمدت فيها الدموع صوبه ... :: :: :: " هآه وش رايك .." سألته موضي بفخر .. كانت عيون ماجد تدور في القسم بدهشة " وش سويتي أنتى .." سألها بفرح ممزوج بدهشة.. " ما سويت شي .. شوية حركات عشان يكون المكان لايق فيك وفي بنت خالد .. أنت مفكر عمرك رخيص عندنا ؟؟ " ابتسمت موضي وهي ترد عليه .. تغير القسم واجد .. اي تغير بس .. هذا شكله مكان ثاني مختلف .. الصاله صارت أحلى .. الزرع اللى في الزوايا عطاها حياة .. الخداديات المطرزة كانت حلوة .. الزولية اللى في نصها عطت المكان فخامة .. اللوحات كانت حلوة .. الاباجورات .. الشموع .. ماعرف وش يشوف وش يخلي .. دق قلبه وهو يتخيل وش سوت في غرفة النوم .. طلع معها الدور الثاني .. دخل غرفة النوم .. كانت الاباجورات عاكسة ضوء ناعم على الملحف الابيض الفخم اللى كان على السرير .. قرب منه ماجد يلمسه بشغف .. كان ملمسه ناعم ذكره بملمس يدها يوم عطاها الطيور اللي صادها في النعيرية .. المخدات كانت منثورة عند راس السرير بترتيب رايق .. الشموع على أطراف الكومدينو والفواحات المنتشرة في الغرفة .. الزولية عطت دفء للمكان وكسرت حدة اللون الغالب للقص .. طلع لغرفة الجوري وشاف الألعاب المصفوفة على جنب .. والاباجورة الصفراء على شكل دب حاضن شجرة .. والقصص في المكتبه الصغيرة والزولية على شكل ميكى ماوس بنص الغرفة .. التفت صوب السرير المفرد شافه بدون غطا .. كأنه يشتكى له .. عوره قلبه وصد عنه .. كانت موضي تراقب تعابير اخوها وقلبها فرحان .. انها قدرت تعوض هالاثنين ولو بشي بسيط عن كل اللى مروا فيه .. حاولت تكون هذي أول خطوة عشان تجمع بينهم ويسكرون صفحة الماضى اللى غطت على ايامهم سنين .. " والله مادرى وش أقول لس يا موضي .." التفت ماجد لاخته عاجز عن التعبير .. " لاتقول شي .. الا أنك راح تبتدي حياتك ان شاء الله بقلب وعقل جديد .. وتترك الماضي وراك بكل اللى فيه .." قالت له موضي برجاء مرسوم في عيونها و وجهها .. " الله لا يحرمنى منس .." كانت نظرته لها كلها محبة وشكر وحنان .. خلت عيون موضي تدمع .. وهى تعرف وش كثر أخوها انظلم في حياته وتعب عشان الكل ومع ذلك كان آخر واحد يفكرون فيه .. " ولا يحرمنى شوفة عيالك قول آمين .." دعت من قلب صادق لأخوها .. " آمين .." رد عليها وهو منحرج .. " يالله هذي بطاقتك وهذي مفاتيح قسمك .. " مدت موضي يدها بالأغراض صوب أخوها اللى ما شبع من شكل القسم للحين .. " خليهم عندس .. " رد عليها .. " المفاتيح باحطها عند أمي .. والبطاقة مالى فيها حاجه فديتك .. خيرك واصل عسى يومي قبل يومك .. " قالت له موضي وهى تمد له البطاقة .. " ابد حلالس .. " التفت ماجد يشوف القسم من جديد .. تغير واجد عن ذاك المكان المظلم اللى شافه أول مارجع من السعودية .. ذا المكان فيه ريحة الحياة .. والوعود المقبلة .. والأمل .. والفرح اللي يتمناه يكتمل .. :: :: :: مابقى على عرس مها شي .. وهي للحين ماردت خبر لاختها .. وموضي جننت ساره بالتلفونات تبي ترتب كل شي .. دخّلت ساره أمها اللي كلمت أختها وقالت لها أنها مهي بعدله تروح للعرب كأنها رايحه لعزا والا لعشا عادي .. حتى العشا العادي الوحده تعدّل له والناس بياكلون وجهها هي و وجه أهلها .. غير عن أنه بيكون هناك الصديق والعدو .. واللى جاي يفرح واللي جاي يشمت .. والمره العاقل ما تخلى لأحد عليها منقود .. ولو سوت الشي غصب عنها دامه شي يرفع راسها وما يوطيه .. ومها ما سوت شي غلط .. وهذا نصيبها وسالفة أن ماجد أخو رجلها لاهو بعيب ولا هو بغلط .. ولاهو بشي يخليها تخاف من الناس .. هذا نصيبها وماجد الف وحده تمناه .. ولو ما شاف فيها هي شي زود عن غيرها ماخطبها .. وكل اللي تبيه منها أنها ماتخلى لاحد عليها فرصه وأنها تكون مثل ما ربتها وعلمتها مرة(ن) عاقل ورزين ما تطلع منها العيبه ولا الغلط .. سكتت مها و وعدت أمها خير .. وقامت عنها تروح لغرفتها .. اتصلت موضي في مها قبل العشا باسبوع .. وافقت مها انها تقعد على كرسي عشان الناس تبارك لها .. وحذرتها موضي لاتكون تسوي فيهم مقلب وتقعد بالعباة والنقاب .. ضحكت مها وقالت لها لأ .. بتلبس شي بسيط وماراح تفشلهم .. لكن اشترطت ان ماجد ما يدخل ولا يجلس معاها .. وافقتها موضي .. واتفقوا على التفاصيل .. " هآآه وش قلتى لها .." سألتها ساره بفضول .. " ابدا .. قلت بالبس شي بسيط بشرط ما يدخل اخوها وهي وافقت .." ردت عليها مها .. " قالت لس وين بحطون الكوشة .." نشدتها ساره بسرعه .. " قلت لها ما أبي كوشة .. مكان مرتب بس استقبل فيه الناس ساعه يباركون وخلصنا .. تقول بيكون في القسم الجديد حق ماجد .." ردت مها وهى ترفع عيونها لأختها بتوتر.. " أريح .. عشان تاخذين راحتس وتكون الجورى عندس .." ردت عليها ساره وهى تلوح بيدها .. " وش عندي بعد .. بتكون جنبي .." ردت مها بعصبية .. " فوق راسس ياختي ولا يهمس بس لا تزعلين .. زين وش بتلبسين ..؟؟" سألتها ساره وهى تفكر وتحط اصبعها على اثمها .. " مادرى بأشوف لى قلابية والا بدلة مرتبه .." ردت مها بدون اهتمام .. " جدتى .. وش قلابيته اللى بتلبسينها .. صاحية أنتي .." فتحت ساره عيونها ع الآخر وهى تسمع كلام أختها اللي يقهر .. " وش تبيني ألبس يا حظي .. " ردت عليها مها وهى تحط يدها تحت خدها .. " فستان وش بعد .. وش رايس باللي خذيناه من الخبر .." اقترحت عليها ساره .. " لا هذا حق عرسس .. وبعدين شغله واجد ما ينفع .." رفضت مها اقتراح أختها .." وانتى تبين تلبسين ساده .. البسي ساري أحسن .." ارتفع صوت ساره وهى ترد على أختها .. " تطنزين ؟؟" قرصت مها عيونها فيها .. " أنا أدري عنس .. شوفى لو ما لبستى فستان بالبس مثلس ترى .. وعساني ألبس خيشه آثامي في رقبتس ترى " حذرتها ساره .. " سويرة .. اطلعي من راسي .. ترى بأهون عن الموضوع كله .." هددتها مها .. " لا ياختى وش عليه تهونين .. بس والله الفستان حلو وخساره تخلينه لعرسي .. " ردت عليها ساره عقب ما غيرت نبرة صوتها للمسكنه .. " قلت لس لأ .. يعنى لأ .." صممت مها على رايها .. " خلاص بكره نطلع السوق ناخذ لس واحد خفيف.. ونمر نفصل لس عباة بعد .. " قامت ساره تخطط وهى تتكلم مع أختها بنفس الوقت .. " وش له العباة بعد .." سألتها مها مستغربة .. " بتروحين بعباتس القديمة ان شاء الله ؟؟" استنكرت ساره سؤال أختها وشافته عجيب .. " صدقس محتاجه لى عباة .. خير ان شاء الله نشوف بكره .. " ردت مها بهدوء .. وثاني يوم طلعن للسوق .. وخذت لها فستان بيج فاتح قطعتين تنورة وكورسيه مطرز خفيف وعليه شال ستان من نفس القطعه .. وشرت لها صندل عالى فضي غصب يوم حنت عليها ساره تاخذه في المحل .. ومروا محل العبايات وفصلت لها ثلاث عبايات بالغصب كانت شوي وتضرب أختها في المحل .. ورجعوا البيت ماتشوف من الصداع .. :: :: :: اتصلت ساره على موضى وعلمتها بالترتيبات .. واتفقن على شكل الكوشه والوانها اللى مقاربة لفستان مها .. وطلبت منها تجيب أغراض مها والجوري وترتبها قبل العرس بيومين على الأقل .. منها تعرف ساره المكان ومنها ماعاد شي يشغلها عن أختها اللى بتكون قنبلة موقوته في ذاك الوقت .. رجعت ساره لأختها " ترى حجزت الحنايه وبتجي يوم الثلاثاء .." أعلنت بسرعه وهى متخوفه .. " كنسليها .." بكلمه وحده قطعت مها كلام أختها .. " والله مانتى بصاحيه .. ماتبين تحنين .." قالت لها ساره وهي حاطه ايديها على خصرها .. " قلت لس كنسليها .." ردت مها بهدوء وكملت وهى مارفعت راسها عن الدرج اللى تنبش فيه .. " ترى وافقتكم على اشياء واجد لهنا وبس .." قررت وما التفتت حتى على أختها تشوف شكلها .. " بكيفس ياختى .. هذا عرسس أنتي مهوب عرسي .. بعدين مهوي أبي فلوس .. " طلبت منها ساره بخجل .. " كم تبين .." سألتها مها .. " تقريبا خمس الاف .." ردت ساره وهى تشبك اصابعها ببعض .. " وشو له .. " نشدتها مها وهى تشوف شكل أختها المريب .. " ابي أشتري لس هديه " ردت ساره بابتسامه عريضة يوم شافت نظرة الشك في عيون مها .. " الحمدلله والشكر بس .. البطاقة عندس في بوكي في الشنطه والرقم السري بتلاقينه في ظرف صغير معها .." ردت عليها مها ورجعت تدور في الدرج .." فديتس يا احلى مهوي .." قامت ساره وضمت أختها .. " تبيني أروح معس ..؟؟ " سألتها مها .. " وشلون تصير مفاجأة لو رحتى معي يا ذكيه .." ردت عليها ساره وقامت بسرعه عقب ماخذت البطاقة وطلعت .. البنت ذى مهي بصاحيه .. الله يعين اللى بياخذها .. قالت مها في قلبها .. قامت مها الصبح وما لقت لا أمها ولا أختها .. قالت لها الشغاله انهم طلعوا من بدري .. توقعت مها انهم راحوا السوق .. أفطرت وفطرت الجوري وخذتها لحجرتها .. شغلت لها التلفزيون على الكارتون عندها وهى قامت تشوف كبتها وش ممكن تاخذ معها لبيت ماجد من ملابس .. سبحان الله شلون تتغير الأيام وتختلف .. من اللي كان يتوقع أنها بترجع بيت عمها مره ثانيه عروس عقب ماطلعت منه أرمله .. فرق كبير بين ذاك الوقت وهالوقت .. يمكن غياب الفرح كان الشي المشترك بينهم .. بس .. اللحين تحس بثقل في قلبها .. كأنها شايله حجر في صدرها .. يضغط على أنفاسها قبل ما يضغط على أيامها ولياليها .. مدت ايدها تلمس الملابس المعلقة .. كل ملابسها عاديه .. من زمان ما خيطت شي جديد .. أو شرت لها شي .. كأن الحياة تتوقف لما يتوقف القلب عن النبض .. وقلبها توقف من سنين .. حذفت قلابياتها اللى شافت أنهم أحسن الموجود عشان تروح فيهم لبيت عمها على السرير عشان تحطهم في الشنطة بعدين .. لقت لها كم جلال جديد حطتهم معهم .. فتحت درج ملابسها الداخليه .. صح قديمة بس زينه بعدين من اللي بيشوفها عشان تشتري لها جديد .. تنهدت وسكرت الدرج .. عندها أرواب النوم اللى شرتهم من الخبر مابعد لبستهم .. دورتهم لقتهم في اخر الكبت مثل ما خذتهم من المحل .. طلعتهم من الكيسة وحطتهم معهم على السرير .. كانت تتحرك بشكل آلي وفي عينها دمعه رفضت تنزل .. تدري لو نزلت راح تكون بداية سيل ما ينتهى من الألم .. وفي العمر اللي جاي باقي أنها تبكي كفاية .. المهم اللحين تتماسك عشان بنتها .. وعشان تقدر تواجه الأيام اللي جايه .. هالمره مع انسان تعرفه عدل .. وماراح تكون غشيمة وغبية مثل أول مره .. تعلمت الدرس عدل ودفعت الثمن غالي .. دفعته من عمرها وروحها وقلبها اللى مات لولا رحمة الله .. حفظ لها هالبنت اللى خلت عندها أمل في الجاي من الايام .. رجعت ساره ومعها أغراض الدنيا وأكياس غريبه من محلات السلام وطقم شنط سفر واكياس محلات عطور عربية وأكياس محل الخياطة اللى حطوا عنده قلابياتها قبل يسافرون النعيريه .. دخلت مها على ساره الغرفه وهى تكوّم الأكياس فوق السرير .. " وش أنتي شاريه .." سألتها مها مستغربة من كثرة الأكياس .. " شوية أغراض .." ردت عليها ساره باختصار.. " طلعت قلابياتس من الخياط ؟؟.. " سألتها مها يوم لمحت كيسة الخياط .. " اي قلابيات ؟؟ ايه قصدس هذي طلع نصها ونصها عقب اسبوعين .. " ردت ساره وهى تفتح الاكياس وتسكرهم .. قعدت جنبها مها ومدت ايدها للكيس حق الخياط .. " وش تسوين .." سألتها ساره وهى تمد ايدها للكيس تخطفه من بين ايدين أختها .. " وجع روعتيني .. وش بأسوي يعني باشوف القلابيات .. " نقمتها مها يوم شافت سوات أختها .. " لا واللي يرحم والديس لاتفكينها خليها في أكياسها عشان ما تعفس .. مافيني بعدين أرتب وأعدّل .." ردت ساره وخذت الكيس بعيد عن مها .. استغربت مها ردة فعل اختها وتركت الكيس الثاني وقامت عنها وهى شايله في خاطرها منها .. " وين بتروحين .. " نشدتها ساره .." بأطلع اشوف أمي واحط غداها .. شكلس لفيتي بها الدوحة كلها وما رحمتيها .." طلعت مها بدون ما تنتظر رد أختها وما شافت ابتسامة ساره وراها .. عقب المغرب دخلت سارة غرفة اختها اللى كانت مقلوبة فوق تحت .. وشافت قلابياتها وثيابها على السرير وعلى الأرض وحالتهم حاله وأختها حايسه على الأرض بينهم تشل وتحط .. " جايكم قصف ؟؟.." سألتها ساره بتمقت .. رفعت مها راسها لأختها بتعبير اللى مافهم .. " وش بلاس تشوفينى كذا .." نشدتها ساره وهى متكيه على حافة الباب .. " أنتى ما وراس شي غير التمقت ؟؟.." سألتها مها بضيق.. " لا وراى كل خير ان شاء الله .. وخري خليني اشوف .. وين ثيابس اللى بتاخذينها معس .. " سألتها ساره وهى تدخل الغرفة .. تنهدت مها ورجعت تشوف الملابس المكومة قدامها " والله مادري .." قالت وهى تحط ايدها على راسها .. " ذلحين ماتدرين ؟؟ .. يوم أقول لس قومي نخيط لس كم قلابية تلبسينها قدام العرب هبيتي فينى وكليتيني بثيابي .. ذلحين تقولين ما أدري .." ذكرتها ساره بكلامها لها قبل .. رفعت مها راسها لاختها بحزن .. " قومي بس .. خليني أشوف .. " قالت لها ساره و قعدت جنبها تدور في الثياب .. " الله يفشل العدو .. هذا بس اللى ينفع تروحين فيه .." فرزت ساره الملابس وطلعت بس اللى تشوفه ينفع تاخذه اختها لبيت رجلها .. " بس ..؟؟" انصدمت مها يوم شافت الخمس قلابيات اللى اختارتهم ساره .. " وش اسوي لس .. هذي العدله عشان تقابلين فيها العالم .. الباقي شماطيط " ردت ساره وهى تدور بين القمصان وطلعت لها كم تنورة وبلوزة .. " وهذي بالغصب بعد .. بأحط لس معهم كم بدي من اللى عندي " لمتهم ساره في ايدها وقامت بتطلع .." وين بتروحين بهم .." سألتها مها .. " بأعطيهم فاطمة تكويهم عدل وبأحطهم في الشنطة ".. وطلعت عنها .. شوي ورجعت لها بشنطة صغيرة من الطقم الجديد اللى شافته مها وقالت لها " حطي أغراض الجوري هنا .. ملابسها المهمه والباقي تقدرين تاخذيه عقب ما تستقرين هناك .." قالت ساره وهى واقفه حاطه ايديها على خصرها .. " بس هذي شنطتس أنتي .." قالت مها وهى تشوف الشنطة الجديده .. " لأا هذي هديتى لس اللي شريتها من فلوسس .." وابتسمت ساره ابتسامه عريضه .. خلت مها غصب تبتسم " حلال ابوه طالبوه .. هآآه " ردت عليها مها وهى تفتح الشنطه تشوفها .. " أنا مادرى لو أنى مهوب عندس وش سويتي .." قالت ساره وهى تتنهد وترفع عيونها.. " اى والله .. " ردت عليها مها وهى تبتسم .. :: :: :: كان الوقت يمر وماجد مهو متخيل أنه فى اخر هالاسبوع بينتقل لقسم جديد ولحياة جديدة .. حياة كان يحلم فيها .. بس للأسف تحقق الحلم فى الوقت الضايع مثل ما يقولون .. تنهد ودنق وهو في سيارته .. كان واقف قدام قسمه عقب المغرب يشوفه منور .. عرف ان موضي وسارة هناك يرتبون أغراض مها والجوري .. وبكره موضي بتنقل أغراضه هو.. باقى يومين بس .. ضغط بايديه على دركسون السيارة بدون ما يحس حتى ابيضت مفاصله .. يومين بس .. ويعيش في المكان هذا معها .. مكان واحد بلا فواصل .. ولا حواجز .. الا اللي بيقدر يحطها هو عشان يحمي نفسه لا يضعف .. ولا ينهار وينسى اخوه .. اللى وقف بينهم بأول العمر .. وللحين واقف حتى بعد ما رحل .. يوم الخميس .. كان الكل مشغول .. موضي في قسم ماجد ترتب كوشة مها .. وتدخّن غرفة النوم وتعطرها للمره العاشرة خلال اليومين اللى طافوا .. وفهد وتركي برا يشرفون على ترتيب الطاولات والبوفيه .. وماجد ومحمد في الصالة اللى حجزوها حق عشا الرياجيل يتأكدون من كل شي .. ومها .. كانت مها تعيش ذكريات يوم شبيه بهاليوم .. بس الأول كان بقلب بارد واليوم تعيشه بقلب مهموم ونفس خايفه وقلب واجف .. اتفقت موضى أن مها تجى عقب صلاة العشاء عشان ترتاح وتاخذ وقتها قبل يسلمون عليها الضيوف .. وكلها ساعه أو اقل وتخلص منه هالصدعه كلها .. العصر طلعت مها من الحمام بعد ما خذت لها شاور .. وكانت تنشف شعرها يوم دخلت عليها سارة .. " وين الجوري .." سألتها مها .. " راقده .. مهوي ترى الكوافيره برا .." قالت لها ساره .. " اى كوافيرة ؟؟ " التفتت مها لاختها باستغراب عقب ماكانت معطيتها ظهرها .. " اللي بتسوي لس شعرس ومكياجس .. " طاحت من يدها الفوطة وهى تسمع كلام ساره .. " ومن اللي قال لس انى باتمكيج والا باسوي شعري .." سألتها مها بغضب .. " حنّا وقلنا ماتبي بكيفها .. لكن وشلون بتلبسين فستان وبتروحين بدون مكياج ولا تسريحة ؟؟" كتفت ساره ايديها على صدرها وهى مستعده تواجه غضب أختها اللى شكلها واصله معها للاخر .. " ما يحتاج ترانى دايما اسوي شعري بعمري ومكياجي انا احطه .. " ردت مها وهى تدنق تلقط الفوطه من الأرض .. " معليه يا بسام فتوح .. هاالمره جاملينا وخلي المره تسوي لس المكياج .. اخلصي عشان يمديها تسوينى عقبس .. " ردت ساره ولا كأنها سمعت أختها تعيي .. " قلت لس مابيها .. خليها تشتغل لس أنتى وتخلص .. " صدت مها عن أختها تنشف شعرها .. " مالى شغل فيس .. ترانى طفشت منس وأنتى كنس بزر اغصبس على كل شي .. هذي المره جاتس وتفاهمي معها والا اطرديها .. وشوفي .. سالفة انس تروحين كذا شيليها من بالس .. وش بيقولون العرب لمن شافوس .. بيقولون أختها مثلها وأهل أحمد بيكونون هناك .. ترضينها لى .." نزلت دموع ساره وطلعت بسرعه قبل تسمع رد أختها .. تنحت مها شوي مستغربة موقف أختها وحساسيتها الزايده .. دق الباب ودخلت فاطمة وراها الكوافيرة اللبنانيه .. اللى دخلت وسلمت وحطت أغراضها وكأن المكان مكانها .. وقربت تفحص شعر مها و وجهها وتمدح تقاطيعها وبشرتها .. مها تفشلت تقول للمره اطلعى مانبيس عقب ماتعنت وجات .. وبدت اللبنانيه تفتح شنطتها وتظهر العدة ومها بالها مشغول مع أختها .. استأذنت منها وطلعت شوي .. دخلت حجرة ساره لقت الليت مطفى والجوري راقده على السرير بين المخدات .. راحت للحمام دقت الباب شوي شوي .. " السوري .." نادت أختها .. كانت تسمع صوت الماء بس .. " السوري .. ردي علي أنتى بخير .." سألتها بصوت خايف .. كانت ساره تضحك فى الحمام على التمثيليه اللي سوتها .. يوم سمعت صوت مها يناديها من برا تعبرت وهى ترد عليها " أنا بخير .. " .. " السوري فديتس اطلعي .. واللى تبينه بيصير .." تنهدت مها وهى توافق غصب .. قعدت السوري ترقص تحت الشاور .. " سوي اللى تبينه .. أنا تعبت معس .." ماقدرت ساره الا تكمل تمثيليتها على أختها .." سويرة خلصنا .. اطلعي خل المره تسوي شعرس وتضبط مكياجس عشان ما نتأخر .." قالت مها .. " مانى بمسويه شي قبلس .. إن سويتي سويت والا مالازم خلي الدريول يرجعها .." كانت ساره تدرى ان مها بترضخ لها .. تنهدت مها " اخلصي زين انا باسبقس .. لا تأخرين " قالت مها وهى تطلع من حجرة أختها .. كتمت ساره ضحكتها وهى مستانسه ان اللى في بالها صار .. وبدت تغسل شعرها بسرعه .. رجعت مها للكوافيرة وطلبت منها تبتدي فيها على بال ماتخلص أختها .. دخلت عليهم فاطمة بدلة شاهي وصحن بسكوت وفطاير .. سألتها وش لون فستانها طلعته مها لها من الكبت .. وبدت المره شغلها في مها .. :: :: :: وفي ليلة الفرح .. كانت الصاله مليانه بالضيوف .. من معارف ماجد في البنك ومعارف أبوه وجماعتهم .. كان واقف في نص الصاله وابوه عن يمينه وعمه عن يساره .. وتركي وفهد بين الضيوف يستقبلون ويسلمون .. ويمرون على ماجد يقطون عليه نغزة ويمشون .. كان ماجد تعبان من كثر ما قام وقعد عشان يسلم .. حس ان ريقه ناشف وانه من سنه ما شرب ماء .. انتبه لغرشة الماء اللى قدامه لقاها فاضيه .. التفت للى قدام ابوه وعمه وكانوا بعد فاضيين .. رفع راسه يدور تركي .. اللى انتبه له وجاه بسرعه " هآآه وش فيك .." سأله تركي وهو يبتسم .. " ياخي عطوني ماء ذبحنى الظما " قال له ماجد بصوت واطي .. " لعنبو غيرك قربه .. تراك شربت ثلاث غراش قدامك وانت ماتحس .. بسك .." رد عليه تركي وهو يضحك .. " تريكي .. عطنى ماء قلت لك .. " كرر ماجد كلامه بصوت واطي وهو مسوي معصب .. " مهوب منك .. يا المعرس .. زين اصبر باجيب لك ماء .. والا اقول لك ماتبي بيبسي أحسن .." قرص ماجد عيونه في تركي اللى راح وهو يضحك على خويه .. :: :: :: جهزت مها وسارة والجوري .. تأكدت مها قبلا لا تطلع أنه مهو مبين شي من مكياجها ولا شعرها وركبت السياره وركبت معهن فاطمة .. لان منيرة سبقتهم لبيت ابو محمد عشان تكون مع ام محمد فى الأستقبال .. كان قلب مها يدق ولا دق الطبول .. تحس الخوف شلّ كل احساس فيها ماعادت تشعر بأي شي بس ببرودة خفيفة تسري على طول ظهرها .. وصلوا بيت عمها وكانت الحديقة منوّرة والمعازيم موجودين .. بعضهم واقف يسلم وبعضهم قاعد يتقهوى .. ساره وصت الدريول يلف من ورا الحديقة مثل ماعلمتها موضي عشان يجون قدام باب القسم حق المعاريس وتنزل مها براحتها عشان ما يزعجونها المعازيم .. وما أمداهم وصلوا باب القسم الا كانت موضي و روضة قدامهم وكل وحده متغطيه بجلال عشان الدريول .. نزلوا مها ودخلوا معاها داخل .. " يامرحبا مابغيتي ترجعين لبيتس " قالت روضة من بين دموعها وهي تضم مها بمحبة .. " رويض و وجع مانبي دموع .. الليله فرح وبس .." نزرتها موضي اللى خذت عباة مها منها وهى تلاحظ رجفة ايديها وشفايفها .. دخلتها الصاله وقعدتها على الكنبة وراحت تجيب لها عصير .. الجوري كانت مع فاطمة مبسوطه بالبيت الجديد وماتدرى انه بيتها خلاص .. ساره فصخت عباتها وعدلت تسريحه شعرها وقعدت جنب أختها .. مسكت يدها اللى كانت قالب ثلج " بردانه .." سألتها .. " لأ .." ردت مها بصوت تايه .. " اخذي اشربي وارتاحي لس شوي .. " جات موضى وعطتها كوب العصير .. خذته مها وقربته من شفايفها بدون ماتحس بطعمه .. كانوا البنات حولها يمزحون ويضحكون ويمدحون فستان مها .. وفستان ساره اللى كان لونه اصفر وفيه طبعات زي ريش الطاووس باللون الأزرق والأخضر والموف .. طلعت روضه كاميرتها وقعدت تصور مها والبنات ومرّ الوقت وماحسن الا بنوف داخله عليهم .. سلمت على مها من طرف خشمها وباركت لها وقالت لموضي أن أمها تقول اخلصوا عشان العرب بيجون يباركون لمها .. عشانهم بيحطون العشا .. قالت لها موضي عطينا ربع ساعه بالكثير .. خذت موضي ايد مها ودخلتها للغرفة اللى حطت فيها الكوشه .. شغلت الشموع حولها وجابت البخور وبخرت مها .. وشغلت روضه شريط زفات بصوت واطي .. وكانت مها زى الغزال اللى مبهور بليت سياره .. جامده مكانها وموضي هى اللى تحركها يمين ويسار وترتب لها فستانها .. وقعدت الجوري جنبها على الكرسي الطويل .. شوي ودخلت نوره أم محمد وكانت لابسه قلابية حرير سودا فيها ورد أحمر تلمع من كثر الرينبو اللى فيها .. دخلت وسلمت على مها وباركت لها وكانت وراها منيرة أم ناصر اللى ماقدرت تحبس دمعتها يوم شافت بنتها .. وبدن يدخلن عمات ماجد وخالاته وبناتهم وامتلت الغرفة بالناس وفلاش الكاميرات اللى تصور .. مسكت منيرة ايد الجوري وفاطمه معها وطلعت عقب ما سلمت على بنتها .. كانت مها ما تسمع إلا اصوات وضجيج وترد بشكل آلي " الله يبارك فيس .." ورغم برودة المكان حست مها بالحر من كثر الناس اللى حولها والتفتت تدور موضي اللى كانت حولها في ثانيه " وش بلاس .." سألتها موضي بصوت واطي .." أحس بالحر .. الناس زحمة .." قالت مها وهى تحاول تتنفس بهدوء .. " ذلحين بيطلعون ..اهدي أنتي بس .. وتنفسي شوي شوي" رجعت موضي وراها شوي ونادت النسوان " العشا يا جماعه .. تفضلوا حياكم الله .." بدوا المعازيم يطلعون وموضي قدامهم .. وبدا يهدا المكان ويبرد .. شوى ودخلت لولوة مرة محمد ومعها أختها آمنة .. انقبض قلب مها يوم شافتهن بس ما بين عليها انشغلت بترتيب طرف فستانها .. " مبروك مها .." مدت لولوة يدها تسلم على مها .. " الله يبارك فيس يام راشد .. " ردت مها عليها .. " الف مبروك يا عروس .." قالت آمنه وهى تسلم بطرف ايدها .. " الله يبارك فيس " ردت مها بابتسامه .. " ماشاء الله يا مها .. ماتغيرتي .. نفس شكلج يوم عرس منصور .." تعمدت لولوة تجرح مها بتذكيرها بالماضي .. " والذهب ما يتغير لو تمر عليه السنين .." انقذتها روضة من الرد على لولوة اللى قعدت تطالع مها بنص عين .. " على رايج .. " ردت لولوه وهى تلوى اثمها .. " أقول لولوة ما تبين عشا .. ترى البوفيه رهيب لا يفوتس .." قالت لها روضة بابتسامة عريضة يعنى اطلعى من غير مطرود .. " شقالوا لج .. ميته من اليوع .." تنرفزت لولوة من نغزة روضه .. " ماحد قال لي شي بس ابي تسوين درب عشان ماجد شوي ويدخل .. " ردت عليها روضة .. " أبركها من ساعه .. فرصه عشان ابارك له .." ابتسمت لولوة ابتسامه كبيرة وردت على روضة وهى تلتفت على أختها وراها .. انصدمت روضة من ردها " طيب براحتس .." رجعت روضة وراها شوي عشان ترد على جوالها .. دقايق ودخلت موضي تبتسم .. " حي الله اللاه .. وشلونس .." سلمت موضي على مرة اخوها .. " بخير ربي يسلمج .. " ردت عليها بغرور .. " شلونس آمنه .. " سلمت موضي على أختها " هلا موضي .. بخير ربي يعافيج .. شلونج أنتي .." ردت عليها آمنه وهى ترفع شيلتها الخفيفة على راسها .. " بخير عساس بخير .." ردت موضي وهى تبتسم لها .. " أقول موضي .. " قربت روضه من اختها وهمست في اذنها بكلام ما سمعوه الموجودين .. " طيب .. طيب .." هزت موضي راسها وهى تسمع اختها .. التفتت موضي على لولوة وأختها " اقول اللاه ترى ماجد بيدخل ذلحين بتقعدين والا نطلع سوا .." حاولت موضي للمره الأخيره تطلعهم من الغرفة .. " لا بايلس عشان ابارك له .." ردت لولوة ببرود متعمد.. " براحتكم .. " ردت عليها موضي بدون تعبير .. مها انصدمت وش ماجد اللي بيدخل .. نادت موضي اللى دنقت عليها وقالت لها مهوب وقته تهاوش والعقرب قاعده عندها .. هذي جايه تبي تشمت وموضي ماراح تخليها تبرد قلبها فيها .. ضغطت على ايد مها اللى كانت ثلج وهى تطالعها بتركيز في عيونها وقالت " ماجد رجلس وماعليس من أحد .. لا تصرفين تصرف يبرد قلبها فيس وفي اخوي سمعتى .." كانت عيون مها غايمه بالدمع .. اختفت ملامح موضي اللى قدامها .. هزت مها راسها لمها .. ومسحت موضي دمع مها قبل ينزل وضغطت على ايدها عشان تماسك .. ساره باركت لأختها واستأذنت وطلعت برا .. ومابقى الا مها وموضي وروضة اللى كانت زى رجال المخابرات بالتلفون تكلم فهد عشان يدّخل ماجد .. ولولوة وأختها اللى واقفين بالزاوية .. سمعوا هرنات السياره برا .. شوي ودخلت أم محمد وكان ماسك يدها ماجد ولابس البشت وهو مدنق يبتسم لشي قالته أمه له و وراه اخته نوف .. بدت روضة وموضي يزغردون يوم دخل .. انتبه ماجد ورفع راسه وشافها .. خبروا(ميل) الكحل عن رمش عينه وعلمـوه انه بليـاه اكتحـل!! وانشدوا ذاك الشفق عن شفتينه هو صحيح انه من شفاته ثمـل؟؟ وأسألـوا دمٍ (يبش) بوجنتينه عن خدودٍ يشتكي منها الخجـل كل ما ازجى :ضحكتةٍ مع يا سمينه يلعب المرمـر (بسلسال العسـل)!! النسايـم ما تهب الا لعينـه والنفـل لولاه ماسمي نفـل تنتصف كل:الشهور أعلى جبينه وكل بـدرٍ للدجي غاب وأفـل وللحريـرحكايةٍ بين اصبعينـه تبتدي لأظلـم جديله وانسـدل المرايـا تستحي توصيف زينـه ينكسـر خاطر صورها لاوصـل!! اشهـد ان البرد ما صافح يمينـه يوم صافحت الدفـا بردي جفـل! ان حكى له نبرةٍ ماهي حزينـه تتجـه بالروح لديـار الامـل بـه دلال ودللـوه مدللينـه يبتسم بين الهدب بنت وطفـل ان زعل تزعل علي احلى سنينـه وان رضى يزعل علي كل الزعـل!! ايه احبه وازعلو يا حاسديـه وأيه لا شفته بلاحفل احتفـل لــ..اتبعه لو للوهم موج وسفينه ان حصـل لاماه والا ما حصـل لايمي جعل العمى يمسي بعينـه وسـط عينه لايميـل ولا يـزل نفس الحلم القديم .. والملاك اللى تمناه .. صار حقيقة قدامه .. نفس ذاك الشعور .. ونفس ذيك اللهفه وذاك الشوق القديم بدا يرجع ويتنفس .. انتبه على امه تجره عشان تسلم عليه .. وقالت له موضي يقرب يسلم على عروسه .. قرب منها وحط ايده على راسها وسحبها صوبه بشويش وباسها على جبينها .. وصوت القصيد يرتعد في صدره .. وده يرفع الصوت ويحتفل فيها .. بس لا المكان مكانه ولا الزمان زمانه .. التفت وراه وشاف نسوان واقفات وحده مغطيه وجهها بشيله خفيفه والثانيه كاشفه وجهها .. نزل راسه على طول .. " ماجد هذى لولوة مرة محمد بتسلم عليك .." قالت موضي عشان تخلص منها هى واختها وتسلم وتطلع .. قربت لولوة " مبروك يا مايد .. " قالت لها بصوت هادي .. " الله يبارك فيس يام راشد .." رد عليها وهو مدنق .. " هذي أختي آمنه تبي تبارك لك .." قالت وهى تسحب أختها جنبها كأنها تقول له شوف وش طافك يوم تركتها وخذيت الأرملة .. " مبروك مايد .." قالت آمنه بصوت رقيق .." الله يبارك فيس ماقصرتي .." رد عليها وهو ما رفع راسه من الارض .. قربت موضي وبيدها صينيه عليها علبة مجوهرات كبيرة .. وفتحتها قدام ماجد .. كانت طقم ألماس روعه .. انبهروا منه المعازيم برا يوم لفت فيه موضي عليهم .. حتى لولوة بان القهر على وجهها اللى توها تشوف هدية ماجد لمها .. قرب منها ماجد وخذا العقد والتفت على مها يلبسها إياه وروضة تصور كل حركه .. وماجد يمزح مع موضي ويضحك .. وأمه تدعي له وتبارك له وسارة دخلت متغطيه مع أمها عقب ما نادتهم موضي عشان يحضرون ويشوفون هدية ماجد اللى مرروها على النسوان برا قبل العشا .. " يالله عشان العرسان ياخذون راحتهم .. واصورهم .." قالت روضه كأنها تطرد لولوة وأختها اللى ماكان لوجودهم داعي أبد .. طلعت لولوة وأختها وبدت روضة تصور المعاريس وأمها بينهم .. ونوف وموضي وعيالها وجابوا الجوري اللى نطت في حضن ماجد .. وهو شالها بفرح ظاهر .. :: :: :: مها من شافت الباب انفتح وشافت طرف الثوب الأبيض والبشت غامت عيونها .. دنقت راسها وما قدرت ترفعه .. صوت دقات قلبها غطى على أى صوت ثاني .. برغم برودة الجو كانت تحس بالحر .. كانت تلوى اصابعها في ايديها بتوتر .. كانت ردود أفعالها آلية سحبتها موضي عشان توقف .. لمحت طرف الثوب جنبها وشمت ريحة دهن العود والعطر الرجالي اللى اسكرها .. حست بيده تلمس راسها غمضت عينها يوم لمست شفايفه جبينها .. ومن لمسة شفايفه اشتعل .. اشتعل الدم فى عروقها .. صار صوت النبض أعلى من أى صوت ثاني . صارت تحس أنفاسها اسرع من الريح .. حست جو الغرفة يضيق حتى ما يبقى الا هو .. وهي .. وأنفاس العطر المسكرة اللى تهب من صوبه .. وحنين الماضي اللى صحى بلحظة شوق على غفله .. وحلم وعا عقب غفوة سنين .. كأن الزمن دار وتغيرت الأوضاع وصارت الأماني حقايق .. حست بالجوري تمسك طرف فستانها .. توها تنتبه لبنتها .. عضت على شفايفها وهى تحس بالندم .. ابتسمت لها الجوري وهى توريها الخمسمية اللى في يدها وتصد عنها تتركها وتركض لفاطمة اللى كانت عند الباب وخذتها وطلعت .. حست رجيلها ما تشيلها من الرجقه .. قعدت بسرعه .. وقعد هو جنبها .. حست بدفا جسمه أو هي حرارة المكان !!.. حاولت تبعد عنه شوي بدون ماحد يحس .. لكن كان المكان ضيق ويا الله يكفيهم .. حطت ايديها في حضنها تلعب فيهم .. قربت لهم موضي العصير عشان يشربون .. وقعدوا يسولفون عقب ماطلعوا العالم ومابقى الا موضى وروضة .. حاولت موضي تخفف التوتر اللى حسته مكهرب الجو بشكل كبير .. " ماقلت لى مجود .. وش رايك بالكوشة .." سألته موضي وهى تبتسم له .. " شغل مرتب ياام عبد العزيز .. عسى تحطينها على عرس عيالس .." رد عليها ماجد بمحبة .. " في حياتك جعلني قبلك .. " كانت موضي تراقب مها اللى ساكته كأنها صنم .. " والموسيقى مجود .." قالت روضة وهى تخش وجهها من أخوها .. " خالفتي شوري صح .. " عاتبها ماجد .. " وش اسوي فديتك هنا بس حطيتها .. ترى ما يصير زفة داقه سايلانت " قالت له روضة وهى ترمش بعيونها .. " عشان خاطر مها باعديها لس هالمره .. " قال ماجد وهو يبتسم لأخته .. " الله لا يحرمنا من بركات الشيخه مها .. " غمزت روضه عينها لأخوها وهي تضحك .. " اقول ابوي .. ترى عشاكم فى المطبخ .. تبني اجهزه لكم ؟؟ " سألته موضي وهى تشوف ساعتها .. " الله يعطيس العافيه ماله داعي .. تعبناس معنا " رد ماجد .. " تعبكم راحه .. يالله معناه أطلع أنا .. قربت الساعه 11 ونص .. " التفتت موضي تغمز لاختها روضة عشان تطلع قدامها .. " وين بدري .. " قال لهم ماجد وهو يشوفهن بيطلعن .. " بدري من عمرك فديتك .. الله يبارك لكم ويجمع بينكم على خير .. " ردت عليه موضي وهى تشوفه بمحبه .. " الله يبارك فى عمرس ويبلغس في عيالس .." رد عليها ماجد وقام من الكرسي .. صدت موضي عشان تطلع .. " موضي .. " نادتها مها بصوت واطي .. " لبيه .." ردت عليها بسرعه .. " فديتس قبل تروحين شوفي الجوري مع خالتها .. هاتيها عشان ارقدها تأخر الوقت واجد .. " قالت لها مها بارتباك .. التفتت موضي صوبها بهدوء ورجعت تطالع ماجد .. " بس الجوري راحت مع خالتها وجدتها للبيت عقب ما تعشوا العرب .." ردت موضي بتردد .. وقفت مها بلا شعور " وش يعني راحت .. " سألت موضي وبدت عيونها تدمع وشفايفها ترتجف .. " مها .. اهدي .. " قال ماجد والتفت لاخته " متأكده أنهم راحوا البيت " سأل موضي .. " ايه عقب ما باركوا لكم طلعت امى منيرة وساره وقالوا لى ابلغس انهم بياخذون الجوري معهم عشانها نعسانه وتبي ترقد .. وهالكلام له اكثر من ساعه الا ربع .. وأنا انشغلت ماطرى علي الا ذلحين يوم نشدتيني .." قالت موضي وهى تنقل عيونها بين مها وبين ماجد .. بدت شفايف مها ترتجف " عطينى .. عطينى جوالي اكلمها .. " طلبت من موضي .. " هذا جوالي هاس .. " مدت لها موضي جوالها .. خذت مها جوال موضي وبدت تدق رقم أختها باصابع ترتجف .. كان يصيح وماحد يرد .. " يابنت الحلال اهدي ماعليها شر .. " قالت لها موضي وهى تشوف توترها .. " الساعه قربت 12 واكيد العالم رقدوا ذلحين .." كملت كلامها .. " بس شلون تاخذها وماتقول لى .. هذي ماترقد الا معي .." قالت مها وهي شوي وتبكى .. " وخذتها وش صار يعني .. تراها خالتها وبكره الصبح بتشوفينها عندس تعوذي من ابليس الله يهداس .." حاولت موضي تمتص خوف مها وتكلمها بصوت هادي .. " تبينها باروح أجيبها لس ذلحين .." سألها ماجد بهدوء وهو مركز عيونه على وجهها .. التفتت مها صوبه ورجعت دنقت بسرعه كأنها توها تحس بوجوده ارتبكت يوم سألها وماعرفت وش تجاوب .. " مهوي فديتس .. البنت تعبانه من اللعبه برا طول الليل وماعليها شر .. خليها ترقد فى مكانها وترتاح وبكره من الفجر أنا بأجيبها لس .. وش قلتي .." طمنتها موضي وهى ماسكه ايديها وتدعى ان الله يهديها .. انحرجت مها من تصرفاتها ومن كلامهم وهم يهدونها كنها بزر زعلانه ويحاولون يراضونها بأي شكل .. " خير ان شاء الله .." ردت مها وهى مدنقة .." ايه الله يرضى عليس .. يالله تصبحون على خير .." طلعت موضي وسكرت الباب وراها وتركتهم بروحهم .. :: :: :: رجعت مها قعدت مكانها .. حست بالغربة والخوف .. " ماتبين تعشين .." سألها ماجد بهدوء .. " لأ .." ردت بكلمة وحده وهى مدنقة .. " طيب قومي فوق ارتاحي .. " رجع يكلمها بنفس النبرة الهادية .. " مرتاحه هنا .." ردت بتوتر .. لاحظ ماجد اصابعها اللى تلويها في حضنها ورحم حال ايديها .. " زين .. خذى وقتس لكن لا تتأخرين .. أنا بأطلع فوق أصلي لي ركعتين .. " قام عنها ومشى صوب باب القسم وقفله وحط المفتاح فى مخباه .. مها من سمعت تكة المفاتيح في الباب رفعت عينها وشافته ياخذ المفتاح ويروح يمين صوب الدرج .. شكله خايف لا أطلع واخليه .. تنهدت ورفعت ايديها قدام وجهها وهى تشوف رجفتهم السريعه .. غطت وجها بايديها البارده وتعوذت من الشيطان .. وتذكرت أنها ما صلت العشا .. قررت تطلع بهدوء فوق وتسكر على روحها فى الغرفة الثانيه اللى قالت لها ساره عنها .. اللى فيها أغراض الجوري .. قبل ما ينتبه لها وينزل .. قامت وطفت الشمع وطلعت من الصاله .. رقت الدرج بهدوء .. لين وصلت فوق وشافت ثلاث غرف قدامها والصاله المفتوحه .. احتارت اى غرفة .. بس نور باين من تحت باب الغرفة البعيده قال لها أن ماجد هناك .. فتحت اقرب غرفة لقتها فاضية .. سكرت الباب ومشت للغرفة اللى جنبها .. فتحتها .. وكانت غرفة الجوري مثل ما وصفتها ساره لها .. اعجبتها واجد .. وعرفت أن الجوري بتستانس فيها .. دخلت وسكرت الباب وراها .. لقت الشنط مصفوفة على جنب .. زين عشان ابدل .. قربت مها من الشنط وشالت اقرب وحده لقتها فاضيه .. جربت اللى بعدها وكانت مثل الاولى .. معناه ساره فضت الشنط .. التفتت وراها للكبت الصغير وهى تسأل نفسها وين حطت أختها أغراضها .. قامت للكبت وفتحته لقت ملابس الجوري وبيجاماتها وأغراضها .. فتحت باب ثاني شافته قالت يمكن غرفة ملابس طلع حمام ملحق بالغرفة .. سكرت الباب وهى تفكر .. وين حطت أغراضي الله ياخذ عدوها ؟؟ حست ببرودة يوم تخيلت أنها حطتها في غرفة النوم الرئيسية .. وشنطتها وعباتها كانت مع موضي .. وأكيد حطتها هناك بعد .. وش السواة ذلحين .. التفتت مها حولها في الحجره الفاضية كأنها ممكن ترد عليها الجواب .. كان ماجد في الحمام يغسل وجهه بماي بارد وايديه ترتجف .. ليه خذوا الجوري .. ليتهم خلوها .. كانت على الأقل بتكون حاجز بينه وبينها وبتخلي هالليله تعدي على خير .. للدرجه هذي أنت ضعيف قدامها ؟؟ مهوب ضعف .. وشو طيب اذا ماكان ضعف .. أنا اصلاً ماخذيتها الا عشان بنتها وجودها هنا لحاله ماله معنى .. بلى له معنى .. أنها زوجتك وحتى لو الجوري موجوده تراها تثبت هالشي أكثر .. وتثبت أنها محرمة علي بعد أكثر وأكثر .. غمض عيونه بقوة وهو يتذكر شكلها ورجفة ايدينها .. لمعة عيونها .. حسها أحلى بواجد من الصورة اللي كانت في باله .. بلع ريقه بصعوبة .. مد ايده للفوطه ونشف وجهه بقوة .. طلع من الحمام وتعوذ من الشيطان وقرر يصلي السنه وركعتين عسى الله يهدي باله ويطفي النار اللى بصدره .. خلص صلاته وسلم وقعد مكانه يهوجس .. أنا كيف خليتها تحت لحالها .. وهى بزر بتضيع ؟؟.. بس المكان غريب عليها وماتدل .. خلها شوي تاخذ على المكان وهى لحالها بتجي .. بعدين الخوف واضح عليها .. أى خوف ؟؟ أنا اللى هو أنا فيني توتر الدنيا .. كيف هي ..؟؟ أنت معذور أول مره تعرس لكن هي .. هى أول مره تعرس ؟؟ انقبض قلبه .. خلنى أنزل أشوفها مهوب زينه ادخل واخليها لحالها برا .. كلها ليله ومصيرها تعدي بالطول والا بالعرض .. رجع لبس ثوبه ودخل اصابعه فى شعره يرتبه قبل ينزل .. طلع من حجرته ونزل الدرج .. كان المكان تحت هادى ومظلم .. الصاله فاضيه .. والغرفة الثانيه بعد ليتها مطفى .. يمكن في المطبخ .. فتح باب المطبخ ومالقاها .. وين بتروح ذي ؟؟ .. شاف صينية الأكل مرتبه بس ماكان له نفس ياكل اي شي .. فتح الثلاجه وخذا له غرشة ماي بارد وطلع من المطبخ .. التفت صوب باب القسم .. انا قافله بيدي .. حط ايده في مخباه يتحسس المفتاح .. لكن وجود المفتاح معه مامنعه يتأكد من مسكة الباب اللى عيت تنفتح .. معناه طويلة العمر فوق .. رجع يطلع الدرج وهو في وسطه شاف باب غرفة الجوري ينفتح .. مرت ساعه الا ربع وما سمعت صوت .. قررت تطلع بهدوء وتستكشف المكان حولها يمكن يكون نام وتقدر تاخذ لها شي يغطيها على الاقل عشان تصلي .. فتحت الباب شوي شوي وطلت براسها صوب الغرفة اللى المفروض تكون غرفة ماجد .. كان الباب مفتوح والنور فيها خافت .. فصخت الصندل عشان ما يسوي صوت على الرخام وطلعت .. " لازم أدورس يعني .." .. التفتت مها بعصبيه صوب الصوت اللى كان جاي من وسط الدرج .. شافته واقف هناك وفي ايده غرشة ماي .. " أحد قال لك انى بزر بأضيع ..؟؟" ردت بتوتر .. كمل ماجد طلعته على الدرج لين صار قدامها .. لفت نظره سرعة تنفسها وشكل صدرها يرتفع وينزل بتوتر مع كل نفس مضطرب تاخذه .. تنهد من أقصى جوفه .. " انشغل بالي يوم تأخرتي قلت أنزل اشوفس يمكن يعورس شي .." قال لها بهدوء وهو يحاول يهدي الجو .. دنقت مها من شافته قدامها .. " أنا ما صليت العشا .. أبي لي ثياب عشان أصلي .. " ردت بتوتر .. " زين كان جيتي ودورتي في الغرفه .. غرفة الجوري مافيها كبت ثاني عشان تحطين أغراضس .. حياس .." مشى قدامها للغرفة .. مشت وراه كأنها تمشى على الجمر رغم برودة الرخام تحت رجيلها .. دخل قدامها و وقف عند الباب .. وسع لها عشان تطوف .. دخلت وهى تحس قلبها بيوقف من قوة ضرباته .. سكر الباب وراها .. التفتت برعب كأنه سكر مجرى الهوا اللى تتنفسه .. مشى صوب الكبت وفتح الباب اللى بالنص واللى جنبه " أظن ثيابس هنا .. وشكل الأدراج اللى هناك بعد لس .. دوري براحتس " ولف عنها وتركها قدام الكبت .. قربت وشافت الثياب اللى معلقه مهوب لها .. قلابيات جديده وقمصان دورت بيد مرتجفه عن أغراضها لقت لها قلابيتين من حقاتها القديمه .. راحت صوب الباب الثاني واحترق وجهها يوم شافت وش الموجود وتخيلت أنه شافه يوم فتح باب الكبت .. حست الدم نشف من عروقها يوم شافت قمصان النوم اللى شرتها هى وساره يوم كانوا في الخبر .. اللى قالت لها أنها لخويتها .. كلها موجوده هنا .. يعنى كانت تكذب عليها والا وش ..؟؟ .. حست في عيونه تخترق ظهرها وهو يطالعها وهى واقفه قدام الكبت ماقدرت حتى تلف تتأكد هو يطالعها والا لأ .. مدت ايدها تدور لها روب نوم من اللى اشترتهم بس مالقت .. غمضت عيونها شوي .. من اللى رتب الشنط ؟؟ حاولت تتذكر .. ساره .. من اللى خذا ملابسها وحطها فيها .. ساره .. من اللى جا هنا ورتب الأغراض .. ساره .. حسبي الله عليس يا سويرة كنس حطيتينى في موقف ما يحط العدو عدوه فيه .. دنقت وحاولت تاخذ نفس عميق .. سمعت صوت الباب انفتح .. ترددت شوي والتفتت وراها لقت الغرفة فاضيه .. بسرعه رجعت تدور في قمصان النوم واختارت لها بيجامه حرير لونها بنفسجي فاتح شافت أنها أفضل الموجود واسترهم .. راحت بسرعه لخزانة الأدارج .. فتحت أول درج لقت عطورات وبخور ومخلطات .. سكرته .. فتحت الثاني .. لقت بعض اغراض مكياجها وأغراض ثانيه واجد .. سكرته .. فتحت الثالث لقت ملابس داخليه جديده بأوراقها .. وأطقم حرير قلبتها بين ايديها مستغربة .. سكرته ومخها مهوب قادر يستوعب وجود هالأشياء كلها .. فتحت الرابع لقت بعض ملابسها الداخليه القديمة خذت لها غيارات وسكرته .. فتحت الدرج الأخير لقت الأجله وسجادتها سحبتها بقوة وسكرت الدرج والتفتت تبي تطلع قبل يدخل .. لكن كان الوقت متأخر .. كان واقف قدام الباب يراقبها ماتدرى من متى .. :: :: :: كان وجودها معه وفى نفس الغرفة وبالشكل هذا أقوى مما تحتمل أعصابه .. الضعف اللى بانت فيه وهى تطل من الغرفة .. شكلها وهى تدور في أغراضها .. الضياع اللي باين في ملامحها كل هالأشياء تغريه أنه يروح ويحضنها ويقول لها لا تخافين .. ولا تشيلين هم .. أنا موجود عشانس .. طاح الشال عن كتفها وهى ترفع ايدها تدور في الملابس .. رجعت رفعته .. تذكر ملمس ايدها .. تذكر يوم حضنها .. تذكر .. ماقدر يستحمل أفكاره أكثر طلع من الغرفه بسرعه .. نزل تحت يدور في الصاله زي المحبوس .. حاول يهدا وياخذ أنفاس عميقه ويتعوذ من الشيطان .. دخل المطبخ وحاول يشغل روحه بالأكل .. فتح الصواني .. لقا أكل ماله حد وسلطات .. خذا له قطعة سندويش وكلاها .. حس طعمها مثل الورق في حلقه .. رد راسه لورا وهو مغمض يحس بتشنج فى رقبته وكتوفه .. وبداية صداع راح يقلق ليلته أكثر من القلق اللى هو عايشه .. لف رقبته يمين ويسار يحاول يخفف من توترها .. خذا له صحن وحط فيه كم قطعة سندويش وطماط وخيار .. وخذاه معه فوق .. دخل الغرفة .. واستغرب شكلها وهى تدور بسرعه كنها حرامي يسرق وخايف أحد يمسكه .. ماتكلم .. خلاها لين تخلص دواره .. والتفتت عليه بسرعه عقب ما لقت اللى تدوره .. توسعت عيونها يوم شافته كنها تفاجأت بوجوده .. شكلها مفكره أنها بتعيش هنا لحالها .. حسها لمت الأغراض لصدرها بقوة .. " عينتي اللى تدورين .." سألها .. " ايه الله يعطيك العافيه .. ما ودى أزعجك .. تصبح على خير .. " ردت مها وهى تحاول تمر من جنبه بدون ما تلمسه .. " لحظه .. وين بتروحين ؟؟ " سألها .. " باروح الحمام .." ردت عليه بدون ماترفع عيونها .. " حمامس هنا .. أظن الحمام الثاني مافيه حتى الصابون .. اخذي راحتس هنا .." بلعت مها ريقها وغصب لفت ودخلت الحمام وقفلته وراها .. حط ماجد الصحن اللي في يده على الطاولة وغطاه بورقة فاين .. فتح الكومدينو يدور حبوبه حقت الصداع .. مالقا شي .. دور في الكبت حقه ونفس الشي .. تذكر شنطته السمسونايت .. فتح الكبت وطلعها لقى فيها شريط طلعه ورد الشنطه مكانها .. خذا له اربع حبات عشان يعرف يرقد .. فصخ ثوبه وعلقه .. تعطر شوي وحط له دهن عود وراح انسدح على الفراش ينتظر مها لين تطلع .. قفلت الباب مرتين .. ونزلت كرسي التواليت وقعدت عليه واغراضها في حضنها .. ركبها تنتفض وتحس بتطيح من طولها .. ارمشت بعيونها كذا مره بسرعه تحاول تطرد الدموع .. الحمام حلو ومرتب .. وهذا وقته تمقلين في شكل الحمام ؟؟.. حاولت تشغل نفسها باي شي يبعد تفكيرها عن الشخص اللى ينتظرها برا .. قعدت تشوف رسمة السيراميك الدقيقه باللون الذهبي والأسود .. الفوط الفخمه المعلقة بترتيب كأنها فى حمام فندق .. أطقم الشاور المشكله .. سلال الورد المجفف الصغيرة الموزعه فى زوايا الحمام .. وشموع بعد .. ياعيني .. يا زين السبوح ذلحين .. اى سبوح اللى في نص الليل ؟؟.. وقفت قدام المغسله وشافت شكلها .. غمضت واستغفرت ربها .. وبدت تغير ملابسها .. ابتلشت بالعقد خافت تنزله يضيع .. خلته لين تطلع وتسأل ماجد وين تحطه .. لبست البيجامه ولبست الجلال على راسها وشلت السجاده والفستان وفتحت الباب بهدوء .. لفحتها ريحة الحجره المعطرة بشكل يسحر والبارده بشكل يغري بالنوم .. والضوء الخافت .. وشكل ماجد اللى راقد على الفراش الأبيض الساتان .. بلعت ريقها وطلعت .. ما التفت لها .. توقعت انه رقد .. قالت الحمدلله .. سكرت باب الحمام بهدوء .. وش تسوي بالعقد ذلحين ؟؟ .. مافيه الا الكومدينو .. فتحت اول درج ولقت علبة الطقم .. أشوى .. نزلت السجاده من يدها وفصخت جلالها .. ودنقت عشان تفك سلسلة العقد .. " خليني اساعدس .." قال لها بصوت خافت من وراها .. التفتت بسرعه لدرجه هزت الكومدينو .. " ماله داعي .." ردت بسرعه وهى مستغربه شلون ماحست فيه يوم قام .." لفي اشوف لا تكثرين كلام .." رد بتعب .. لاحظت عيونه شبه مغمضه وباين انه تعبان .. عطته ظهرها وعضت على شفايفها عشان ما تركض برا هالمكان الخطر على مشاعرها وقلبها وتوازنها .. ولو بغت تركض مافيها حيل .. قرب منها ولمس رقبتها وهو يفك السلسلة .. غمضت عيونها وهى تحس بأنفاسه ثقيله ودافيه على رقبتها .. حست كفوف ايديها عرقانه .. سكرت ايديها بقوة .. لحظات مرت كانها ساعات قبل تسمع تكه خفيفة من السلسله .. وزلق العقد البارد على صدرها .. رفعت يدها بسرعه تمسكه .. سبقتها ايده ومسكت العقد على صدرها .. حراره كفه أحرقت المكان اللى يلمسها فيه تناقضت برودة الماس مع حرارة الدم فى كفه .. وجننها هالأحساس .. لفها بيده الثانيه وصارت مقابلته .. سحب العقد وحطه في يدها اللي رفعها بكفه الحار .. " فكيته .." همس بصوت خفيف .. " مشكور " ردت بصوت ما ينسمع .. صدت عنه وهى تحس انه للحين وراها حطت العقد بيد ترتجف في العلبة وابتعدت عنه .. " جبت لس شي عشان تاكلين .." قال لها يوم شافها ابعدت عنه .. " مشكور .." ردت بصوت آلي .. " وين القبلة .." سألته بسرعه .. أشر لها على الأتجاه .. " تصبح على خير .. " ردت وهى بتطلع .. " وين .." سألها بعيون ذابله من تأثير الدوا .. " باصلي برا .. " ردت عليه وهى تشوفه بخوف وتضم السجاده مانع بينها وبينه .. " صلي عندي .. لا تطلعين ..أنا باروح أرقد تعبان " .. لف عنها بهّم .. ماتحركت لين شافته لف وراه وراح للسرير ينام .. فرشت سجادتها ولبست جلالها وكبرت تصلي .. ماعمرها صلت صلاة طول هالصلاة .. بتأني وخشوع ويمكن بخوف .. سلمت ورفعت عينها له .. شافته معطيها ظهره ومتغطي .. قامت بهدوء وطوت السجاده .. شافت الصحن حق الفطاير كشفت عنه الفاين وخذت لها قطعه وغطته .. وقررت تنام في غرفة الجوري في السرير الثاني اللى شافته يوم دخلت هناك .. طلعت بدون مايحس وردت الباب وراها .. دخلت الغرفة وفتحت الليت .. شافت ان السرير ماعليه لا شرشف ولا غطا .. تنهدت .. مستحيل ارجع انام معه ولو رقدت على الأرض .. نفضت السرير بيدها .. وفرشت جلالها عليه .. وخذت مخده الجوري وحطتها فوقه طفت الليت وسكرت الباب .. خذت الغطا من السرير وحطته فوقها .. سحبته وصل لين ركبتها .. مهوب مشكله .. ليله وبتمر .. كانت تحس راسها بينفجر من الصداع وجسمها متوتر .. غمضت تحاول ترقد .. والغريب أنها رقدت .. صحت على صوت مزعج .. فتحت عيونها وماعرفت وينها فيه .. تكرر الصوت والصراخ .. قامت وتعوذت من الشيطان .. حست بخوف .. فتحت باب الحجره تسمع برا .. التنهد والونين جاي من غرفة ماجد .. وش هالليله اللى ماراح تعدي على خير .. عضت على شفايفها وهى محتاره تروح له والا لأ .. تكررت الآهات بصوت يقطع القلب .. وش فيه بعد .. أخاف مريض والا فيه عله .. بخطوات متردده قطعت المسافة بين غرفة الجوري وغرفة ماجد .. وفتحت الباب المردود .. وشافته .. :: :: :: بس هي لحظه .. خطوة وحده لو قدر يتجاوزها راح يحطم كل شي .. يعرف تأثيره عليها .. يشوفه في عيونها ورجفة جسمها جنبه .. خطوة وحده تحدد مصير حياته معها .. لو استسلم لها يمكن يصير له مثل منصور .. يعيش الحلم لحظات .. ويذوق السعاده اللى تمناها .. لكن بعدين أكيد بيندم .. يوم يصحى على الحقيقة ويكتشف الكابوس اللى ورا الحلم .. كانت تدور فى باله هالأفكار وهو مغمض .. حس فيها طلعت من الحمام .. ماتحرك .. شافها قدام الكومدينو .. تحاول تفك العقد .. ماحس بروحه الا واقف وراها .. بس يبي قربها .. كانت ريحتها حلوة .. وملمسها ناعم ودافي .. تعمد يتأخر في فك العقد .. وهو يشم عبير شعرها .. زلق العقد على صدرها وحط ايده عليه عشان يمسكه .. حس بدقات قلبها المجنونه تحت ايده .. ماتفرق عن دقات قلبه ابد .. لفها عليه يبي يشوف عيونها بس ما رفعت راسها .. سحب العقد وفتح كفها البارده وحطه فيه .. بدا يحس بدوار من تأثير الحبوب المسكنة والا من تأثير قربها منه .. حس بحاجه لوجودها جنبه .. تركها تصلي وراح يرقد ينتظرها تخلص .. ونام بدون ما يشعر .. مثل دق المطارق في راسه وعاه .. فتح عيونه بثقل .. راسه يعوره واجد .. ماعرف وينه فيه .. حاول يقوم من السرير لكنه مانتبه ان هذي مهى بغرفته القديمة .. ضرب في رجل الكرسي .. صرخ بألم وهو ماسك راسه بين ايديه بقوة .. ترنح في وقفته .. ورجع قعد على طرف السرير وهو منزل راسه بين ايديه .. وجسمه كله عرقان .. ماحس ان صوته عالى .. ونسى .. أن فيه أحد جنبه نايم في الغرفة الثانية .. :: :: :: شافته .. كان قاعد على طرف السرير في الظلام راسه طايح بين ايديه .. يوّن بصوت واطي .. فتحت الباب .. " ماجد .." نادته بصوت يمكن ما سمعه .. رفع راسه مثل المصدوم .. " من " سأل بتشنج وهو يقرص عيونه في الخيال اللى يشوفه واقف برا الباب .. " أنا .. يعورك شي .." سألته بخوف .. " مها ..!!! " رد كنه مهو مصدق أنها هى اللي واقفه قدامه .. " عسى ماشر .. أنت مريض .." قربت منه وهى تشوف حالته الغربية .. عيونه الحمرا شعره العرقان .. " راسي يعورني .." رد بضعف وهو يغمض عيونه عنها .. " اجيب لك بندول ؟؟ " سألته وهى تقرب منه تلمس جبهته .. تنهد من ملمس كفها البارد .. " ماعليك حراره .. وين البندول " سألته وهي تلتفت في الغرفه ماتدري وين تدور .. اشر لها على درج الكومدينو اللى جنب السرير .. راحت وفتحته لقت بندول وحبوب ثانيه .. خذت حبتين بندول ورجعت له .. مشت من جنبه " وين بتروحين .." نادها بلهفه وكنه ماصدق أنها جاته .. " بأجيب ماء من المطبخ وبارجع .." لفت وراها بسرعه ونزلت .. رجع ماجد يضغط على راسه .. وماحس الا بيدها على كتفه .." سمّ بالرحمن وأخذها .. ماعليك شر ان شاء الله .. " مدت له الحبوب .. وكوب الماء .. شرب الماء ورد لها الكوب وحطته على الطاوله .. لفت بتروح .. مسكها من يدها .. سحبها بشويش جنبه وماتكلم .. حط كفها على راسه .. ماقدرت مها ترد عليه ولا قدرت تبتعد عنه وهي تشوف حالته .. قعدت جنبه ومدت يدها الثانيه لراسه تمسده .. كان أطول منها واضطر يحنى راسه عشان تمسده له .. " قم ارقد عشان أمسد لك راسك عدل .. كذا بتعورك رقبتك .." قالت له بصوت واطي .. قام بدون مايرد ودخل الفراش مكانه .. لفت مها من الجهة الثانيه ودخلت في الفراش قرب ماجد من رجلها وحط راسه عليها وغمض .. بدت مها تمسد راسه وتقرا عليه وهو مغمض " لا تروحين وتخليني .." همس من بين شفايفه بصوت خلا دمعة مها تنزل .. " ماانا برايحه .. بس أنت ارقد .." بلعت ريقها وتركت دموعها تنزل .. وهى تشوفه بين ايديها .. محتاج لها .. وماتقدر تكون له اللى تمناه ... ::؛:: وبكذا .. يموت الفرح .. وتنكسر القلوب .. مابين اقبال وصد .. مابين رغبة حلال في الحب والهدوء والسكينة .. والعيش برضى .. وما بين اشباح ماضي تفسد كل لحظة حنان .. وكل أمل في العيش باقى العمر براحه .. صور مختلفة في النفوس .. و واقع ما يتشابه برغم الظروف .. وعقد كل مالها وتزيد .. وقلوب تنادي بصمت " يا أنا أنت .. ياحلم الماضي وحنان الحاضر وأمل بكره .. افهمنى .. سامحنى .. واحضني " ::؛:: ::؛:: ونبقى مع القلوب .. اللي رافضة تعيش الحاضر .. زي الكثير من البشر .. يتمسك بالماضي ويرفض يغيره .. يعيش في قوقعة ويسكر على روحه .. لسبب بسيط جداً .. هو خوفه من الحاضر .. ونسوا أو تناسوا .. ان الماضي اللي عايشين فيه كان بيوم حاضر لهم .. وغمضوا عيونهم عن حاضر جديد يمكن يفتح لهم نافذة أمل يتنفسون منها بحرية وسعادة .. الجزء السابع عشر فتح عيونه .. ورجع يغمضهم بقوة .. باقى الصداع مشوش عليه .. ماعرف المكان أول ما فتح عيونه .. شوي وتذكر العرس تذكر ليلة البارح .. مد يده على جواله يشوف الساعه .. كانت ثمان ونص .. شاف سيل المكالمات والمسجات اللى طافته .. تنهد ورجع نزل راسه على الوسادة وضغط بيده على عيونه بقوة .. التفت على المكان اللى جنبه كان فاضي .. هو يتذكر أنه رقد على رجل مها بس .. وش صار بعدين ..؟؟ مهوب قادر يتذكر .. قام من فراشه يوم ما سمع صوت .. وين راحت ؟؟ فتح باب الغرفة وطلع .. شاف باب غرفة الجوري مفتوح .. دف الباب شوي شوي كان الليت مطفا .. وهى كانت راقده على السرير متكومة وفوقها لحاف صغير مغطي نصها بس .. يدها مسكرة تحت خدها .. وشعرها مرخي على الوسادة حول راسها .. كان تنفسها هادي ومنتظم .. تنهد من شكلها اللى ماكان يفرق عن شكل الجوري واجد .. صد عنها وطلع لغرفته ياخذ له شاور ويصلي الصبح اللى طافته .. :: :: :: فتحت مها عيونها وهى تحس بوجع فيهم .. وصداع متركز ورا محاجر عيونها .. أكيد من كثر البكا ليلة البارح .. رجعت تضغط براسها على الوساده .. بس فجأة رفعت راسها بسرعه لما حست أن بنتها مهوب جنبها .. وقعدت على حيلها تدورها .. بس هدا روعها يوم تذكرت أنها عند خالتها .. وقررت تقوم تدق عليها عشان يجيبونها لها .. دخلت الحمام اللى عندها وهى تفكر فى ماجد اللى راقد فى الحجرة اللى جنبها وفي حالته البارحه .. غسلت وجهها وعيونها بماي بارد عسى يخف انتفاخهم .. وتوضت عشان تصلي .. طلعت من الحجرة بهدوء وعيونها على غرفة ماجد .. ما سمعت صوت قربت شوي شوي وفتحت الباب .. كانت الغرفة فاضية .. قالت يمكن فى الحمام .. قربت وحطت أذنها على الباب ماكان فيه صوت .. رجعت للغرفة وطلعت لها ثياب وقلابية مغربية حرير مشجرة لونها أبيض ودرجات البنفسجي .. خذت شنطة مكياجها .. وفتحت الباب الثاني لقت شنطة يدها فى كبت الأدارج خذتها بسرعه ورجعت غرفة الجوري وقفلت الباب وراها .. غيرت ملابسها وصلت وقعدت تفتح جوالها عشان تتصل في أختها وتتطمن على الجوري .. " وش هالحظ .. البطارية فاضية .." كانت تكلم روحها وهى تشوف جهازها المطفي في ايدها كان الجهاز بين ايديها يشتغل ويطفي عقب مايعطيها اشارة أن البطارية فاضية .. تأففت بقوة وهى تدور بعيونها في الحجرة .. " مافيه الا إني أطلع أدوره وأخذ منه جهازه هذا لو رضى .." قامت وطوت سجادتها وحطت جلالها على راسها وطلعت لغرفة ماجد .. دخلت كانت الغرفة مثل ما خلتها .. رتبت الفراش وقعدت على الكرسي تنتظر ماجد يطلع من الحمام .. طال الوقت وهى قاعده .. قامت ودقت الباب .. ما سمعت رد .. نادته " ماجد ..!! " ماحد رد عليها .. فتحت الباب شوي شوي وكان الحمام فاضي .. استغربت وين بيطلع من الصبح واليوم جمعه .. نزلت تحت للدور الأرضي .. وراحت للمطبخ تدور لها شي تشربه .. لقت باقي الأكل من البارحه وما اشتهت تاكل .. خذت لها كوب عصير من الثلاجة وطلعت تقعد برا فى الصالة وهى ماتدري وين تروح والا وش تسوي عقب ما جربت تطلع ولقت الباب مقفول عليها .. شوي وانفتح باب القسم برا .. دق قلبها بقوة .. قامت تشوف من .. سمعت صوت ضحك وحس الجوري يناديها طلعت تركض لها وضمتها لصدرها بقوة .. بدون ما تنتبه من اللي وراها .. " فديتس شلونس .."نشدتها بلهفة وهى تضمها .. " انا تيبه .." ردت عليها الجوري وهى تبتسم .. " فديت قلبس .. وين ساره .." سألتها عن خالتها .. " ساره في بيتهم .." رد عليها ماجد من ورا الجوري وهو يدخل الصاله .. وقفت مها وعدلت جلالها على راسها " صباح الخير .." سلمت عليه .. " صباح النور .. " رد عليها بهدوء .. " وأمي وينها .." استغربت مها وجود الجوري لحالها وسألت ماجد .. " فى البيت .. بيجون يتغدون عندنا بعدين .." وضح لها وهو يدخل الصاله .. " ومن اللي جاب الجوري ؟؟ " سألته باستغراب .. " أنا جبتها .. قلت أكيد بالس مشغول عليها من البارحه .. قمت بدري ماعندي شي ورحت جبتها .." رد ماجد وهو يشوفها ويبتسم .. " الله يرحم والديك ما قصرت .." ردت عليه مها ومسكت ايد بنتها ومرت من جنبه تبي تروح فوق .. " افطرتي .. " سألها .. " مالى خاطر .. تبيني اسوي لك شي ؟؟ " وقفت مها وردت عليه .. " لأ .. الفطور بيجي من بيت أمي .. بأكلمها تطرشه .. بس خلكم افطرو معي ماعرف أكل لحالي " قال ماجد كذا وهو يشوف الجوري ويبتسم لها .. " أنا ابي اكل .." قالت الجوري وفكت ايد أمها وراحت لماجد .. انحرجت مها وهى واقفة وحست مالها داعي بينهم .. " زين .." لفت عنهم وقررت تروح للمطبخ تشغل عمرها بأي شي .. " وين بتروحين .." نشدها ماجد يوم شافها صدت .. " للمطبخ .." ردت عليه .. " ليه .." رجع يسألها وهو مستغرب منها .. " أبي أرتبه فيه عيشه من البارحه ماحد كلاها ولازم أقطها " ردت عليه .." اقعدي هنا مع بنتس .. المطبخ بيجون الشغالات يرتبونه .. " وتقدم صوبها وسحبها من ايدها .. جفلت من لمسته .. وهو حس بتوترها ففك ايدها .. " بغيت الشاحن حقك .. تلفوني فضت بطاريته وما معي شاحن .. "تكلمت بارتباك وهى تحاول تبتعد عنه بأي طريقه .. " شوفيه في حجرتي .. في حد الأدراج .. " رد عليها بدون ما يرفع عينه لها وهو يلاعب الجوري .. " تروحين معي فوق .. " سألت بنتها وهى تبتسم لها .. " اييه " ردت الجوري وهى تنزل من حضن ماجد وفى يدها مسباحه .. " روحوا ولا تتأخرون علي .. ترانى ميت من الجوع .." قال لها ماجد وهى تاخذ بنتها .. " ان شاء الله .. " مسكت ايد بنتها وطلعت معها وهى تفكر في ماجد اللى كان يحاتيها ويدري انها تحاتي الجوري من البارحه .. واللي طلع من الصبح عشان يجيبها .. غريبه انه فكر في اللي يهمها .. وأنتي تظنين أنه جاب لس خبر اصلاً والا فكر فيس ؟؟ .. تراه راح يجيب الجوري عشانه هو يبي يجيبها مهوب عشانس .. عشان يفتك منس ومن مقابلس .. ضاق صدر مها من هالفكره .. دخلت حجرة ماجد وتذكرت احساسها .. وصوت دقات قلبه .. ورجعت تهوجس وهى تدور الشاحن .. بس هو البارحه !!.. وش البارحه ..؟؟ هو حتى ما قرب منس .. وش تتوقعين منه ؟؟؟ .. مرت اخوه اللى مات وفوق هذا وذاك يشوفس خاينه وقليلة اصل .. غصتها العبرة يوم تذكرت .. بس أنا حسيت غير كذا .. احساس كذاب .. ولو حس بشي صوبس تراه رجال .. وأى رجال فى مكانه بيحس كذا قدام مره .. أى مره مهوب شرط أنتي .. ضاق صدرها وحست بثقل في جوفها .. التفتت حولها تشوف غرفة الجوري .. وتشوف السرير اللي نامت عليه البارحه .. وش معنى وجوده إلا أن حياتهم بتكون منفصلة بشكل تام .. ما يجمعهم الا هالبنت بس .. ولو صار شي .. بيكون بس عشانه رجال وهى مره مثل أى مره .. تنهدت وهي تتخيل الأيام الجاية وشلون بتكون .. :: :: :: " مها .. " سمعت صوته برا الحجره .. " لبيه ." أرمشت بعيونها بسرعه وهى ترد عليه .. دخل عليها و وقف عند الباب " شبلاس لي ساعه اناديس ولا تردين .." سألها وهو واقف برا مادخل .. " معليه ما سمعتك .." ردت عليه وهى تنزل عيونها بسرعه .. " الفطور تحت .. وترى امي بتجي هى والبنات يسلمون عليس بعد شوي .. " قال لها .. " حياهم الله .. " ردت مها ومارفعت راسها .. " لقيتي الشاحن .." سألها بصوت واطي وهو يشوف الجوال اللى في ايدها .. " ايه هذاني أركبه .." ردت عليه ورجعت تحاول تدخل بلك الشاحن فى الكهربا .. " هذا تلفونس ..؟؟ " سألها .. قرّص عيونه شوي وهو يراقبها .. ودخل خطوتين للغرفه .. " ايه .. ليه ؟؟ " سألته وهى مدنقة للحين تحاول تشبك الواير في الكهربا وما انتبهت لنبرة الشك فى صوته .. " هذا مهوب التلفون اللى شريته لس .." صرّ ماجد على ضروسه وهو يتكلم .. توها تفهم وش معنى سؤاله .." وين الجهاز اللى شريته لس .." سألها السؤال اللى توقعت .. بلعت مها ريقها ورفعت راسها بس بدون ما ترفع عيونها فيه " موجود .." شافت أن أحسن حل دامه معصب أنها ترد بكلمة او ثنتين .. " ايه .. وينه .." رجع يسألها بنفس النبرة الواطيه .. " في البيت .." رفعت عيونها لثواني وشافت عيونه مظلمه لسبب ما تعرفه .. معقوله هذا كله عشان الجهاز اللى شراه لها ؟؟.. " أي بيت .." تنفس بقوة وبهدوء وهو يستجوبها .. " بيتنا .. " كانت مها مفتشله منه وفى نفس الوقت مالها حق تعصب وترد عليه .. وتدري معاه حق يسألها عن شي شراه لها لكن .. " أول شي مالس بيت غير ذا من اليوم وطالع .." قرب منها وهو يعد على أصابعه ويتكلم بصوت حاد .. " ثاني شي .." قطع صوته الحاد أفكار مها وأجبرها ترفع راسها فجأه عشان تشوفه .. " على خبري ماعندس رقم .. أقدر أعرف ليش ما استعملتيه .. ترانى ما شريته لس عشان تخشينه .." وقف قدامها وعيونه في عيونها .. " زين .. " نزلت مها عيونها يوم ركز نظرته عليها وردت بأول كلمة طرت على بالها .. " وش زين .." ماجد حس أن ارتباكها مهوب طبيعي .. جهاز سعره فوق الثلاث الاف ريال وين ودته ؟؟ وليش ما استعملته ؟؟ خذا نفس عميق وسألها " كلمه وحده .. التلفون عندس والا مهوب عندس .. " وسكت ينتظر جوابها اللى كان شبه متأكد منه من موقفها .. " مهوب عندي .. " ردت بهدوء وهى مدنقه .. قرّص ماجد عيونه فيها وطلع من الحجره بدون ما يرد عليها .. عضت مها شفايفها ندم لأنها ماقالت له الحقيقه .. بس شلون أقول له ان هديتك عطيتها أختي .. عذر أقبح من ذنب .. بس مهوب أحسن من الموقف الي أنا فيه ذلحين .. ليتنى قلت له ولا كذبت عليه .. بس أنا ما كذبت .. التلفون صدق في بيتنا عند السوري مهوب عندي .. بس أنتي خشيتي عليه وهذي كذبة .. وهو ولله الحمد مهوب محتاج سبب عشان يشك فيس أو يكرهس أكثر .. أنا الملقوفه يعني كان لازم أطلب منه الشاحن .. مافيني صبر لين تجي ساره .. بعدين وش ذا البخل اللى فيه .. يحاسبنى حساب الملكين على جهاز شاريه لى من ثلاث شهور .. يا حياة النكد كان حنا بنصبح وبنمسي على هالحال .. تأففت وهى تنهد .. :: :: :: رجع ماجد للحجره و وجهه بدون تعبير .. " فيه شي نسيت أعطيس اياه .. " مد ايده لها بعلبة مخمل .. تروعت من صوته العالى لانها ماحست فيه يوم دخل .. " هاس .. " نزرها يوم شافها قاعده تشوفهو ما خذت العلبه منه .. " وش ذا .." سألته بدون تعبير على وجهها .. " وش ذا بعد ؟؟ هذي صباحيتس يا عروس .." ردعليها وهو يتمقت .. تجمدت مها من طريقة كلامه وتجمدت نظرتها على العلبة .. احساس الألم شق صدرها يوم سمعته يكمل كلامه .. " ولا تقولين ما أبيها مثل الظرف .. وتسوين فيها كرامه .. هذا واجب لا أكثر ولا اقل .." ورمى العلبة على السرير " عشان صورتي قدام الناس .. يعني لا يروح تفكيرس بعيد .. واذا ماتبينها وديها مكان ما وديتى الجوال اللي شريته لس " قال كلمته الأخيره بمراره وطلع منها وسمعت صوت صفقة باب حجرته رجّ المكان .. حست بالفراغ الكبير داخلها وحست وش كثر هى خسرانه بأول الأمر وتاليه .. حست وش كثر ايامها الجايه مظلمه .. كل ما فتحت لها شق من النور رجع زمانها وردمه وكل ماحاولت تعيش خنقها الوقت .. بكت وكأن عيونها صادقت الدمع وصار لها عاده .. بكت وماحست بيد الجوري عليها .. وصلت حتى انها ما تستعمل الجهاز اللى أنت شاريه لها .. كل ذا كره لك واستهتار فيك .. وأنا اللى أحاول بكل طريقه أجبر الكسر .. وأمشى الطريق عشانها ولو كنت عاجز .. عشان تعرف وش هى من البشر .. وتعرف مكانك عندها وأنت اللي فكرت فيها ورحت تجيب بنتها لها عشان تفرح بها لمن قامت من النوم وشافتها جنبها .. وأنا اللى صدقت كلام مويضي عنها وقلت مظلومة ..غبي ومن يومك غبي .. ضغط ماجد على عيونه بقسوة .. ضغطها وكأنه يضغط على قلبه اللى لان للأحساس القديم .. عجزت أفهمها .. وش تفهم .. كل شي واضح بس أنت اللي ماتبي تشوف .. تحاول تنكر الماضي عشان تعيش معها والماضي لاحقك لاحقك وعايش فيها وبينك وبينها .. وماراح يموت مثل ما مات منصور .. ضغط على راسه بيدينه بقوة .. منصور .. يا حسرتي اللى بتبقي في قلبي لين أتوسد يميني .. مارحمتنى وأنت حي .. ولا رحمتنى وأنت ميت .. حسبي الله ونعم الوكيل .. رّوعه صوت جواله يدق .. رفع راسه وشاف رقم أمه " مرحبا يمه .. لا فديتس .. حياس .. يا مرحبا .." سكر جواله وقام للحمام يغسل وجهه .. طلع لحجرة الجوري وفتحها لقى الجوري تلعب لحالها " مها .. " ناداها بصوت عالي .. انفتح باب الحمام " نعم .." ردت من ورا الباب بدون ماتطلع له .." انزلى تحت امى والبنات بيجون يسلمون عليس .. الجوري تعالي معي " نادى الجوري ونزل معها بس عقب ما شاف أن العلبه اللى رماها على السرير اختفت .. ضحك فى خاطره .. هذا اللى يهمها بس ..هين ما أكون ماجد ان ماربيتس .. :: :: :: غسلت وجهها من الدمع .. وما استغربت شكل عيونها الحمرا والمنفخه من البكا .. مشت خشمها بفاين .. وفتحت شنطة المكياج .. وبدت تحط من كريم الأساس عشان يخفى الانتفاخ والسواد تحت عيونها ورسمت عيونها بالكحل أكثر مما تعودت عشان تخفى النظره الذابلة والحزن .. ياليت فيه شي يقدر يمسح الحزن اللى في قلبها .. طلعت وفتحت الكبت تاخذ لها شيلة .. شافت العلبه اللى جابها ماجد .. واللى خذتها وقطتها حتى ما شافت وش فيها .. حستها جزء من النار اللى تكويها .. وكان لازم تبعدها عن نظرها .. مدت ايدها ودست العلبة تحت الأغراض .. ماتبي تشوفها ولا تبي تعرف وش فيها .. سحبت شيله ونقاب وسكرت باب الكبت وهى تتمنى لو ترجع بالزمن ورا .. قبل تعرفه وقبل تشوفه وقبل هذا الوجع كله .. لبست شيلتها ولفت وراها ومشت صوب الباب ,. " صبحكم الله بالخير .." دخلت نوره قبل بناتها تسلم .. " حى الله أم محمد .." قرب منها ماجد ودنق على راسها يحبه .. " الله يبقيك يا ولدي .. وشلونك .." سألته وهى تشوفه وتحاول تكشف شعوره .. ""بخير فديتس .. شلونس أنتى عقب البارحه " نشدها وهو يبتسم لها.. " .. " بخير جعلني قبلك بس رجيلاتي تعورنى .. " قالت له وهى تقعد على الكنبه جنبه " صباحية مباركه يا عريس .." دنقت روضه على اخوها .." الله يصبحس بالرضا والسرور .." " صباح الخير .." دخلت موضى وراهم .." حى الله ام عبد العزيز صباح النور .." وقف ماجد يسلم على اخته اللى اكبر منه .. " صباح الخير ماجد .. " وكانت وراها نوف .." مرحبا ومسهلا .. " سلم عليها ورجع يقعد جنب امه .. " الجوري سلمي على جدوه نورة .." سحب الجوري المتعلقة فى ثوبه قدام أمه عشان تسلم عليها .. " فديتس تعالى .." مدت نوره ايدها لبنت ولدها اللى جاتها وحبتها .. " شأخبارك يا عريس .." سألته روضه وهى شاقة الحلق تبتسم .. " أنتى مافي وجهس حيا .. " التفتت عليها أمها ونزرتها .. " وش بلاس يمه .. ماتبينى أتكلم يعني .." ردت روضه وهى مبرطمة .. وكانت فرصه تضحك عليها نوف .. " وش تقولين بعد .. السلام وسلمتن قومى اظهرى انتى واختس .. عندكن غدا نسوان برزن القهوة .. " .. " يووه يا يمه الخدامات فى البيت بيسنعن القهوة .." ردت روضه وهى شابطه ايديها على صدرها ومبوزة .. " ماجد وين مها .. " سألته موضي عشان تغير الموضوع .. " بتجي ذلحين .. " .. " السلام عليكم .." دخلت عليهم مها عقب ما لبيت نقابها وجلالها .. " عليكم السلام يا مرحبا .." ردوا عليها كلهم .. " وش ذا الرقاد كله .. ماعاد الا القايلة .." علقت نورة عليها وهى تشوفها من طرف عينها .. دنقت مها على راس عمتها ولا كأنها سمعت شي .. " صبحس الله بالخير .. " تحفتها بهدوء .. " مرحبا .. " ردت نوره من ورا ضروسها وصدت عن مها .. حاوت موضي تخفف من الموقف .. " صباحية مباركة إن شاء الله .. " ماحد رد عليها لا ماجد ولا مها .. حست موضي أن الوضع متوتر بينهم فسكتت ..تحفت مها البنات وقعدت جنب موضي .. وقعدوا يسولفون .. " على فكره يا ماجد ترى غدا الرياجيل في المجلس عند أبوي بعد الصلاة .. " ذكرته موضي.. " ان شاء الله .. مسوين غدا للنسوان ..؟؟" سألها ماجد .. " ايه بس غدا محفوف ما به أجناب .." ردت عليه موضي وهى توجه كلامها لمها .. " خير ان شاء الله .." قامت مها للمطبخ عشان تجيب لهم العصير .. لكن حلفت عليها روضة وهى اللى قامت وقدمته لامها واخوها .. شوي وطلعت أم محمد وبناتها وطلع معها ماجد والجوري .. وقفت مها فى الصاله وهى غاصتها العبره عقب ماطلعوا .. شوي و رجعت لها موضي " أنتي وش عندس على ذا النقاب اللي لابسته ..؟؟" سألتها وهى متضايقه .. " ليه .." ردت عليها مها بدون اهتمام .. " تنشدينى ليه .. ماكنس عروس .. ماباقى الا تلبسين لس قلابية مطبخ وتقعدين بها .. " تنهدت مها وماردت عليها .. " قومي أشوف افصخي النقاب ما قدامس أحد في البيت .. ورتبي شعرس وغيري هالقلابية والبسي فستان .. تراس بتواجهين النسوان .." مسكتها موضى من طرف ايد القلابية .. " اى نسوان توس تقولين محفوفة ومابه أجناب ..؟؟" التفتت عليها مها تسألها .. " ايه مابه أجناب .. بس فيه مرة محمد وأمها وعماتي وخالتى وبناتها .. وأنتى عروس وهذا مهوب شكل عروس .. لحظه .." صاح جوال موضي وردت عليه وطلعت ساره وقالت لها تنزل أمها في البيت وتجي هى قسم ماجد عشان تساعد مها تبدل ثيابها .. صدت عنها مها وهى تسمعها تكلم سارة وطلعت فوق .. شوي وسمعت دق على باب حجرتها .. " صباح الورد يا ورد .." طلت عليها ساره وهى تبتسم .. قامت أختها وسلمت عليها وتحفتها .. " الله لا يسامحس يا السوري على اللي سويتيه .." عاتبتها مها .. " وش سويت بعد .. " فتحت عيونها وكأنها ما سوت شي .. " الأغراض اللى فى الكبت حقت خويتس هاه .." قرصت مها عيونها فى أختها .. ضحكت سارة يوم فهمت قصدها .. " وش اسوي لس .. لو علمتس كان نشبتى فى حلقي ونغصتي علينا الرحله كلها .. قلت أسوي فيس معروف وأكسب أجر.. بس بالله وش رايس فيني ؟؟" قالت لها ساره وهى ترقص حواجبها لها .. " وهى عاد فيها راي .. ربس يعين .." تنهدت مها ونزلت جلالها .. " مهوي ماكن مكياجس واجد .. والله أحس أنه ماخذ حلاس كله .." دققت سارة فى وجه اختها .. " خليه كذا .. ماحد بينتبه واجد والا شوي .." ردت مها بضيق .. " بعدين تعالي .. أنتى كنتى قاعده بنقابس .." .سألتها سارة متعجبة. " ايه .." رفعت مها راسها وهى ترد .. " رجعنا على حركات البدو .. يابنتى أنتى عروس يعنى رجاء اتركي حركات الكم الطويل لبعد بكره .. يكون صار لس ثلاث ايام وصرتي عروس عتيقه وقتها البسي نقاب وعباة راس .." ابتسمت ساره وهى تكلم أختها وماتوقعت موقف مها اللى صدمها .. مها اللى انفجرت تبكى في حضن أختها الصغيرة .. اللى ارتبكت من الموقف وماعرفت وش تسوي غير انها تضمها لصدرها لين تهدا .. :: :: :: كانت ريحة العود والبخور ماليه البيت .. وصوت الفناجيل والسوالف واصله للباب الخارجي .. سمّت مها قبل تدخل .. وكانت ساره وراها تقرا عليها عن العين .. فصخت عباتها وشيلتها برا ودخلت الصاله وتقريباً كل الكلام توقف بس صارت تسمع همس وهمهمة وهى تسلم على النسوان .. وشوى لعلع صوت روضه تلولش وشغلت المسجّل واختفى صوت النسوان في صوت المطرب اللي يغني .. كانت مها تسّلم وترد بشكل آلي .. " الله يبارك فيس .." طول ماهى تنتقل من وحده لوحده .. وكانت وراها ساره .. تعلقت الجوري في فستان أمها الأخضر الفاتح .. ومسكتها مها بايدها وكملت سلامها بعدين رجعت تقعد عل الكرسي اللى اشرت لها عليه موضي ورجع الجو مثل ماكان سوالف وضحك .. جابت روضه لها عصير و وقفت جنبها تسولف عليها .. " والله لو أنها عروس جديدة .. ماتستحى على ويها .." قالت لولوة لاختها وهى تشوف مها بنص عين .. " أنتي اللحين شتبين منها .. " تثاوبت آمنه وهى ترد على أختها " أووف ياني فيني رقاد .. الله يسامحج بس سحبتيني على ويهي عشان نيي ونشوفها .. وهذا احنا شفناها قومي نرد البيت .." ردت آمنه وهى تغطى اثمها بكفها .. " أي بيت بعد أنتي يالخبله ؟؟ احنا لازم نعسكر هنيه من اليوم وطالع .. غلطتنا تركناه على هواه أونه بيي بروحه .. وهالدعله اللى عندي مايدري شي عن الدنيا .. ابوه واخوانه يتصرفون وهو خبر خير .." ضربتها بكوعها .. " الريال عرّس اللحين وشو له تعب القلب بس .." فالت آمنه وهى تمسح على ذراعها مكان ضربة لولوة .. " لأنج غبية .. الريّال هذا كلها كم شهر وبيعرّس على هالرمله اللى ماخذها .. وأنتي بتكونين العروس .." قالت لها لولوة .. وابتسمت ابتسامة الواثق من روحه.. " وأنتي بتيوزينه على كيفج .." رفعت آمنه حواجبها مستغربة كلام أللاه .. " لأ يا حبيبتى .. على كيف أمه .." وغمزت لها عينها .. " مرتاحه ..؟؟" سألتها روضة بصوت واطي .. " ايه .." ردت عليها مها وهى تبتسم ورجعت سألتها " وين الجوري .." .. " مع فاطمة فى حجرتي تشوف التلفزون .." ردت روضة وهى تشوف النسوان شلون يشوفون مرة أخوها الجديدة .. " زين غيرتي مكياجس .. هذا أحلى من حق الصبح .. " علقت عليها .. " فديتها سويره حاست فيني لين قالت بس .." انحرجت مها وردت عليها وهى مدنقة تعدل الفستان .. " بس فنان .. حتى الفستان روعه .." كان اعجاب روضه بالفستان واضح .. " من الخبر .. " ردت مها .. " يجنن تقطعينه بالعافيه .. خلى ابو الشباب بشوفه بس .." رقصت روضة حواجبها لها .. " الله يعافيس .." ردت مها وتجاهلت النص الثاني من التعليق .. رفعت روضة عيونها تشوف النسوان اللى دخلن " يوه نسيت أقهوي النسوان لبغيتي شي اشري لي زين .." قالت لمها وهى تدنق عليها .. " ماتقصرين .. " حمدت ربها مها ان النسوان جاو فى الوقت المناسب وروضة مشت عنها بدون اى تعليقات اضافية عن ابو الشباب .. " حي الله مهوي .. أقول وش فيها العقرب تخايلس كذا .." كانت سارة تنتهز اى فرصه عشان تقعد جنب أختها .. ويوم قامت وحده من النسوان اللي جنب مها طارت سارة وقعدت مكانها .. " أى عقرب ..؟" سألتها مها مستغربة .. " الللاه مافيه زاحفه هنا غيرها .." ردت سارة وهى تغمز أختها من تحت لتحت .." خافي ربس .. حرام عليس " مسكت مها ضحكتها وهى ترد عليها .. " خايفة(ن) ربي قبل أشوفها بس أنتى لاحظي كيف تشوفس الود ودها تخنقس .." كانت ساره تكلم وعلى وجها ابتسامة عريضة وهى تطالع جهة لولوة مرة محمد .. " لا اله الا الله .. وأنتي دخلتى قلبها عشان تدرين وش فيه .." لفت مها جهة ثانيه عشان المره ماتدري انهم يتكلمون فيها .. " مايحتاج أدخل قلبها .. المكتوب باين من عنوانه يا حبيبتي .." صدت ساره عن اللاه وهى متأكده مليون بالمية انها تتكلم عن مها هى وأختها .. " لاتقعدين تطالعينها العرب انتبهوا لس .." همست مها لأختها بصوت واطي .. " يا قوّ عينها بس .. عقب اللى سوته البارحه قدام ماجد خافي منها .. " ردت سارة .. :: :: :: " مهوي .." قربت موضى وهى مشتطة " وين الصباحيه عشان يشوفنها النسوان .." سألت موضي بقلق وهى تدقق في الذهب اللي لابسته مها .. توترت مها وارتجفت شفايفها يوم تذكرت العلبة اللي في الكبت .. " وش فيس .. لا يكون نساها ؟؟.." سألتها موضي وهى متروعة .. " لأ لأ .. ما نساها .." ردت مها بسرعه .. " أشوى يابنت الحلال .. وقف قلبي .." غمضت موضي وهى تاخذ نفس " مالبستيها صح .." سألتها .. " لا .. " ردت مها .. " زين وين مكانها أروح أجيبها .." قالت موضي .. " في القسم .." رفعت مها عيونها لأختها برجاء اللى انتبهت لها وردت بسرعه " خلاص يا موضي أنا بأجيبها لس .. وينها يا مهوي.." ابتسمت ساره لمها .. " تلاقينها فى كبت الجوري " .. " زين .. بأروح أوخر الغدا شوي .. وأنتي استعجلي .." ولفت موضي عنهن وطلعت من الصالة .. " وش السالفه ؟؟" دنقت ساره على أختها وسألتها .. " عطانى صباحه بس مادرى وش هي .." ردت مها بصوت واطي .. فتحت سارة عيونها مستغربة " ما شفتيها ؟؟ " سألتها .. " لا .." ردت مها " شوفى " سكتت شوي وكملت " بتلاقينها في كبت الجوري .. شوفيها أنتي .. لو هي عدله وتبيض الوجه هاتيها .. لو كانت بهنسة قطيها فى الكبت واخذي أى عقد من اللى في شنطة الذهب حقتى وجيبيه وماحد بداري .." قالت مها بعزم .. وهى مصممة تحافظ على كرامتها قدام الناس .." بس مهوي .. " تكلمت سارة بتردد " شوي اللي قلت لس عليه ولا تأخرين .." طلعت ساره بدون ما تعلق .. وقفت عن باب الصالة والتفتت على أختها كأنها تسألها متأكده من اللي تبين أسويه .. ابتسمت لها مها .. وطلعت ساره .. ناظرت مها قدامها وسرحت بعيد عن اللي حولها .. كان الوقت غير الوقت .. نزلت عينها شافت فستانها الأصفر .. والشيفون المتطاير مع كل حركة .. الساعه الألماس اللي كانت صباحتها .. حنة ايدها اللي كانت فارقة فى لونها .. وحست بخفقة قلبها تبكى الفرح .. وحلم(ن) مات ماكان لها .. الليلة اللي فاتت غيرت حياتها .. وصارت تحمل اسم انسان وعليها واجب الحفاظ عليه ولوماكانت هذي رغبتها .. خلاص وأنتى بتقعدين تندبين حظس إلى متى .. المكتوب ما منه مهروب مثل مايقولون .. وش دراس .. يمكنه أحسن من اللي تمنيتيه .. يمكن يسعدس .. ويكون فال خير عليس .. ابتسمي ترى الحزن ما يفيد .. وماراح يغير شي .. لاتخربين حياتس عشان شي ما يستاهل .. بعدين باين عليه ولد حلال وفوق كذا ولد عمس يعنى مهوب ظالمس .. وبين أهلس مهوب عند أحد غريب .. ابتسمى الناس حولس .. لاحظوا صمتس الغريب ونظراتس الحزينه .. ومهوب محتاجين شي عشان يتكلمون فيس .. رفعت مها عيونها وهى تبتسم .. وشوي شافت ظل غطى مدخل الصالة .. ضربت بعينها في الباب وشافته هناك .. شافت منصور واقف .. اختفت الصورة في ثواني وحل مكانها سواد .. :: :: :: طلع وهو مهوب عارف وين يروح .. هالقلق والهمّ ماله نهاية .. الله يسامحك يبه .. كنت تعودت على الوحدة ومرتاح ونسيت اللي صار .. جيت وربطتني فيها غصب عقب ماطابت النفس .. ونفسك طابت منها ؟؟ أنت مصدق عمرك .. ايه .. لازم أمحيها من حياتي .. أنا تساهلت واجد معها ومع نفسي وقلت يمكنها تغيرت .. لكن ذيل الكلب عمره ما يستعدل .. عوجا وبتظل عوجا .. مكانها محدود .. تربي البنت تحت عيني وبس .. وتجاهلها سهل .. بأعتبر انى ماتزوجت وماتغير فى الحال شي .. ولا حرقة القلب والأعصاب اللي عايش فيها قدلي شهور .. وشو عشانه .. عشان شي ما يستاهل .. وحلم عشته لحالي ويمكنه وهم .. بس هي مهي بوهم .. الا وهم .. شفته لحظه وعشته شهور وتحطم على ايد اخوك .. اللى صبر عليها وكتم اللى فى قلبه .. لو هى عندك كان يمكن ذبحتها .. وهذي هي عندى ولانى بقادر عليها .. ليه ؟؟ .. مادري .. لازم تدري .. أنت اللى تدير لك فوق 100 موظف تحت ايدك .. مانت بقادر على مره ؟؟ .. بس هي ما سوت شي .. عشانها ما استعملت الجوال .. كله واحد يمكنه ماعجبها والا ماعرفت له .. من اللي مايعرف للجوالات ذلحين .. تدور لها عذر .. زين .. هذي هى تحت عيونك .. راقبها ولابد تصيد عليها خطأ .. وذاك الوقت تصرف معها .. وهذا اللي بيصير .. كنها تظن انى مثل منصور بأتحمل وبأسكت عشانى أحبها غلطانه .. غلطانه .. :: :: :: " مهوي وش فيس .." لمست سارة كتف أختها .. " هاااه .. " انتبهت مها من أفكارها على صوت أختها .. " انتي تعبانه ؟؟" نشدتها سارة .. " شوي .. " أرمشت مها بعيونها وهى ترد .." زين بيحطون الغدا للنسوان ذلحين وأنتي قومي ارتاحى " فالت ساره وهى تقعد جنب أختها يوم بدن النسوان يطلعن للمقلط عشان يتغدن .. " أما صباحتس شي يا مهوي .. " تكلمت ساره وهى سرحانه " تستاهلين الصراحه " ردت وهى تلتفت على أختها .. دنثت مها وماردت .. " ولا تبين أجيب لس طقم ذهب من حقاتس .. كان تفشلنا قدام العرب .." رجعت سارة تكمل كلامها يوم شافت أختها ساكته .. " الجوري تغدت .." سألت مها وهى مدنقة .. " اظن .. خذتها روضه مع فاطمه وخلتهم في حجرتها يشوفون التلفزن .." ردت سارة وحست أن أختها تبي تسكر على موضوع الصباحية .. " شوفيها كنها خلصت جيبيها لى للقسم .." قالت مها وهى توقف عشان تروح لقسمها .. " ان شاء الله .. " راحت ساره تشوف الجوري .. خذت مها عباتها وغشوتها من الشغاله وسرحت تفكر بعد كلام أختها .. الحمدلله انى غيرت قلابيتي والا وش كان بيكون منظري قدام العرب .. أنا اصلاً وش فيني جنبه ماعاد أميز ولا أعرف أفكر .. لولا الله سبحانه وبعده السوري اللى تدبر أموري كلها والا كان صرت مضحكة خاصه قدام العلة مرت محمد .. الله يعين أنا ماقلت على الله أخلص منها رجعنى لها النصيب مره ثانية .. النصيب اللي جاب ماجد ..!! لكن بسيطه .. ما راح أنسى لك اللي سويته اليوم .. والواجب بأطلعه من عيونك نغص .. مفكرنى ميته عليك والا على فلوسك .. ماعرفتنى للحين .. والأيام بيني وبينك .. قلطوا النسوان للغدا ومها قامت لقسمها ومعها بنتها وساره .. طرشت لهم موضي غداهم هناك عشان يتغدون براحتهم .. تغدت مها شوي .. وقعدت معها ساره وهى ترقد الجوري .. " يالله أنا بأروح أمى تدق علي .. تبين منى شي .." قالت سارة وهى تشوف شاشة جوالها " وين تروحين تو الناس .." ردت مها .. " وش تو الناس .. رجلس بيجي ذلحين يقيل يعيني في وجهه " وقفت سارة تلبس عباتها .. " مهوب جاي ذلحين اقعدي يالسوري والله تو الناس " ترجتها مها عشان ماتروح .." امى بتاكلنى لو تأخرت .. صح نسيت .. " طلعت ساره من شنطتها شي .." هذا الشاحن حقس .. لقيته في حجرتي .." مدته لأختها .." هذا اللي تو الناس صحيح .. تلفونى من البارحه مفضي دار راسي وأنا أدوره .. بس زين جبتيه .." خذته مها وخشته فى الدرج .." يالله فديتس باروح .. الله الله في عمرس هآآه .. وحللي اللي شريته لس " غمزت بعينها لمها .." وجع .. حل الله بطن العدو .." عصبت مها يوم فهمت وش قصد أختها وضربتها على كتفها .." لا تدفين زين .. بأطلع لحالي .. مع السلامه .." نزلت سارة وهى تضحك على أختها .." الله يحفظس .." ابتسمت مها وسكرت الباب الخارجي ورا أختها ورجعت تطلع فوق .. ما أمداها وصلت لباب الحجرة الا صوت الباب الخارجي ينفتح .. ويتسكر .. وصوت القفل يدور فيه .. ماكانت تبي تشوفه ولا لها خلق تكلمه .. دخلت بهدوء غرفة بنتها الراقده .. طفت الليت وسكرت الباب .. :: :: :: دخل وقفل الباب .. تنهد شوي وطلع على الدرج .. دخل غرفته توقعها هناك .. بس الغرفة مرتبه ومظلمه .. كان باب غرفة الجوري مسكر .. موضي قالت له انهم هنا .. يمكن قيلت .. دق الباب شوي شوي .. أنت وش تدق .. تراك في بيتك .. بس هذي غرفتها هى ومالي حق ادخل عليها كذا .. قطع حبل أفكاره ودخل .. كانت الجوري راقده في سريرها .. قرب منها .. دنق عليها يحبها .. فديت ذا الوجه .. ولو ما خذيت منس يا مها الا هالبنت يكفي .. " وش تسوي .." سألته بصوت حاد .. جاه الصوت فجأه من وراه " بأكلها .. وش أسوي يعني .. " اعتدل ماجد فى وقفته وكمل " تعالي لحجرتي أبيس في موضوع .. " تكلم بدون ما يلتفت وراه .. " تكلم هنا .. " ردت مها بتوتر .. التفت عليها .. كانت واقفه عند باب الحمام .. والنور من وراها .. منعكس على خصلات شعرها وقذلتها .. كان مسوي حولها هالة غريبة .. فستانها لونه أخضر مفصل جسمها .. لحظات قدر يستجمع فيها كل التفاصيل وبعدها صدّ عنها .. بلع ريقه " البنت راقده .. والمكان مهوب مكان سوالف .. الحقيني الحجرة .." رد عليها وهو يشوف وجه الجوري النايمه بهدوء وطلع منها بدون ما يلتفت عليها .. دخل غرفته .. غمض عيونه ومرت صورتها فى باله ..كاشخة بفستان أخضر أكيد من فلوسك .. والله العالم وش سوت في باقي الفلوس .. خلها تزبر قدام الناس اسمها أنها مرتك .. لكن من اليوم ورايح بيكون التعامل معها غير وبيكون لكل شي حساب ثاني .. سمع دق على الباب " ادخلي .." التفت وراه وشافها واقفه وحاطه على راسها جلال مغطيها كامل .. قرص عيونه فيها ورجع يقعد على الكنبه وراه .. " شوفي يابنت الناس .. أنتى ذلحين مرتي ومسؤولة(ن) منى أنتى وبنتس .." سكت شوي يشوف تأثير كلامه عليها .. كانت هي تنتظر باقي كلامه وش بيقول لها ..!!.. " يعنى اي شي يخصكن يخصني .. واللى تحتاجنه تعلمنى عليه اما جبته او خليت الدريول يجيبه لس .. غير كذا ماتطلعين من البيت الا بعلمي مهما كان السبب .. عندس رقم جوالى وبأعطيس أرقام المكتب كلها فى البنك والا في الشركة تخزنينها عندس .. وأهم شي .. ماتنسين انس تشيلين اسمي .. عندى خطوط حمرا ما أسمح لأي(ن) كان انه يتعداها ولو كان اخوي ولد أمي وابوي .. أولها سمعتي تحافظين عليها مثل عيونس وأكثر .. ثانيها أمي ماتحسين خاطرها بشي ولو غلطت عليس اعتبريها أمس ومالها الا الحشمة والكرامة " سكت ينتظر منها جواب .. شافها ساكته ومدنقة .. " كلامي واضح ؟؟" سألها .. " ايه واضح .." ردت بصوت مافيه احساس وهى مدنقة .. كان الصمت ثقيل .. حس انها مطنشته ومهي معتبره لوجوده .. " ترانى أكلمس .." صاح بتوتر .. " وأنا قلت لك سمعتك .." ضايقه ردها .. قام من الكرسي وقرب منها .. وقفت فى وجهه وماتحركت .. " كن كلامى مهوب عاجبس ؟؟.." سألها بصوت واطي مكتوم .. " أنت ماتبيني اقول ان شاء الله ؟؟ " رفعت حواجبها وهى ترد عليه .. قرص عيونه فيها وهو ماسك عمره .. " ايه ابيس تقولين ان شاء الله وأنتى مقتنعة بالكلام .." رد عليها وكأنه يدور سبب بس عشان يهاوشها.. " والله عاد ما اظن تفرق اقتنعت به والا لا .. لأنك ما قلته الا تبيني انفذه طيب والا غصب .. مهوب صح .." رفعت عيونها له بتحدي .. بلحظة وقبل ما تنتبه مسكها وسحبها من ايدها ورصها على الجدار .. وضغط على معصم ايدها اليسار بقوة " لا تضغطين علي اكثر .. ولا تختبرين صبري يا بنت الناس .. ترى النفس عليس مهى بطيبة .. سمعتى .." كان الكلام يطلع من بين ضروسه .. كان ضغطه شديد وماحس فيه ..شديد لدرجة ان طرف الساعه انغرز فى ايدها ومع ذلك ما ردت عليه وهى تحس بالمعدن يشق جلدها .. عضت على شفايفها وهى مدنقة .. قرب منها اكثر ورفع وجهها بايده الثانية عشان يشوفها وايده اليمين تضغط على معصم ايدها اكثر " لمن كلمتس مره ثانيه ترفعين عيونس لى وتردين علي بأدب مفهوم ؟؟.. " كان يتكلم وهو يرص على ضروسه .. غصب عنها نزلت دمعتها من الوجع .. انتبه انه ضاغط عليها على الجدار وراه .. انتبه ان حاجته لقربها شديده .. انتبه ان خلايا جسمه انجذبت لها بشكل رهيب .. انتبه أنه يبي قربها .. دف ايدها بقوة وصد عنها " اطلعى ابي ارقد " .. طلعت بسرعه قبل لا تنفجر قدامه .. دخلت غرفة بنتها وقفلتها وراها وراحت للحمام .. تسندت على المغسلة تبكى .. كان اثر جرح الساعه المغروزه فى لحمها واضح بشكل كبير.. شوي شوي فكتها وغسلت الجرح بالماء وغسلت وجهها وطلعت عند بنتها .. نزلت جلالها وفصخت الفستان وقطته فى زاوي الغرف .. تمددت على السرير وقلبها ثقيل من الهمّ .. وصورة أيام جايه نسخه عن اللى صار من شوي تزيد قلبها ثقل وحزن .. أنا وش سويت بعمري .. الى متى وانا والهم اخوان .. ناس مصيبتها فى البعيد وناس مصيبتها فى اقرب قريب .. من اخوه له وكلهم سوا .. غمضت ونزلت دمعتها مثل كل يوم .. " اطلعي أبي أرقد .." صرخ فيها وصد عنها ينزل ثوبه .. حس فيها وهى تطلع .. التفت وراه ومالقاها راح وصفق الباب بقوه وطفى الليت وانسدح على سريره .. ضغط باصابعه على عيونه .. هزته دمعتها يوم نزلت وهى ساكته .. تعاندني تفكر عنادها بينفعها .. لا ماعرفتنى عدل .. تستاهل هى اللى خلتنى اتصرف معها كذا .. خلها تفهم انى غير.. ولو عاندت مره عاندت انا الف .. وفي الاخير كلامي أنا هو اللي بيمشي .. بس هذي مهي بطريقة تعامل ولا طريقة حياة .. هذي هي الطريقه اللى تفهمها هى .. لازم اكسر راسها عشان تتأدب .. وهى سوت شي فيه قلة أدب ؟؟ هذا أنت عرفتها من كم شهر .. وسافرت معها .. عمرك نقدت عليها بشي ؟؟ هذي صورة بس عشان تخدعنى وتخدع اللى حولها .. اللي عرفها صح منصور .. بس ماعرف يتصرف معها والا ماكان ذا حالها .. حتى لو وصلت انى أقفل عليها الباب باقفله .. و ولد ابوه يسألني ليش .. هذا وأنت أول يوم تحلّف فيها .. عجل لو خذت عندك شهر وش بتسوي ؟؟ .. ماظنيت بتطول عندى وهذا حالها .. تراها ماطولت عند منصور ..غمض بقوة .. وتنهد بألم مجرد ماتذكر احساسه بقربها .. وجسمها اللى كان محصور بين الجماد وبينه .. وقرر يكون هو مثل هالجماد .. قلب حجر .. وروح بلا احساس .. استغفر الله لف على جنبه اليمين وتعوذ من الشيطان وحاول يرقد .. ::؛:: وتسير مراكب العمر فى بحر الحياة .. سواء كان بحر هادي .. والا موج غادر .. ما فيه مجال للتراجع .. والمواني بعيدة والأمانى محكومة بالمدى المجهول .. والمسار اللي قدامنا موب دايما سهل وسلس .. مجبرين نتحمل .. ومثل ما ذقنا المرار بيجي يوم ونذوق حلاوة الوصول لبر الأمان .. ::؛:: ::؛:: ونرجع يا قلوب .. رافضة تعيش الحاضر خوف .. وتعيش الماضي ألم وحزن .. مرات كثيرة يمنعنا الخوف نتقدم .. سواء بعلاقات خاصه .. أو عمل .. أو مواقف تصادفنا .. ونسينا أن كل شي بيد الخالق سبحانه .. وماراح يصيبنا الا المكتوب لنا .. وما ندرى أن الخوف بذاته يشل فينا كل قدرة على التفكير أو التمييز .. لانه ببساطة يغطي على العقل ويركز بس على جهة وحده ويا ليتها صح .. واحنا لو فكرنا شوي .. بنتأكد ان الجاى ما راح يكون أسوء من موقف الخوف نفسه .. اللى نعيشه لو تشجعنا واقدمنا مره وحده ويمكن نكتشف أن خوفنا ماكان له داعي .. وأن الموقف أبسط مما نتصور وان احنا كنا محملين الأمور أكبر من طاقتها .. ونتيجه لذلك نفوز برغبتنا اللى نبيها .. وبين ان احنا نعيشه ألف مره كل ما تذكرنا عجزنا عن اتخاذ القرار .. بالنهاية .. مافيه شي أبشع من الخوف .. الا الخوف ذاته .. الجزء الثامن عشر عقب مرور كم يوم .. وكان الوضع لازال على ماهو عليه .. توتر .. وأعصاب مشدودة وكل واحد يحاول يتجنب الثاني قد ما يقدر .. مها ما قدرت تنسى تصرف ماجد القاسي معها .. وماجد .. يحاول يتجنب مها عشان ما يضطر يسوي شي يندم عليه .. كان مجرد وجودها قدام عينه ضغط رهيب عليه .. وصراع داخلى مرّ .. بين جنتها ونار الشك اللى في صدره .. يوم الأثنين المساء .. صحى ماجد من النوم .. التفت ياخذ جواله يشوف الساعه كانت 5:45 .. طافته صلاة العصر ومابقى شي على المغرب .. تعوذ من الشيطان ونفض لحافه وقام .. دخل الحمام .. وهو يغسل وجهه قدام المراية كان يفكر فيها .. حس أنه قسى عليها من غير داعي .. وعاملها بعنف ماله لزوم .. هذا وهو المعروف ببروده وحلمه وطولة باله .. بس تصرفاتها ترفع الضغط غصب وتطلع الواحد من طوره .. بس هذي بنت عمك .. وبتعيش معك عمر كامل .. أنت من تصرف واحد ماتحملتها .. تفكر بتستمر معها واجد على هالمنوال ؟؟.. كثر الدق يفك اللحام .. المره تحت عينك وماراح تخطي خطوة الا بأمرك .. عاملها كأنها مربية للجوري وبس .. ريح بالك اللي فيك كافيك .. وهى مسكينة .. تبي تعيش وتربي بنتها .. ما تبي منك شي .. رفع راسه يشوف وجهه فى المراية .. هى ما تبي منى شي .. لكن .. أنا وش أبي منها .. تردد هالسؤال فى نفسه وضل معلق بلا جواب .. طلع من حجرته عقب مالبس وشاف ليت حجرة الجورى مطفى والحجرة فاضية .. استغرب وين راحوا .. نزل الدرج سمع صوتهم فى المطبخ .. دخل عليهم شاف الجوري قاعده تلعب على الأرض ومها واقفة على كرسي تدور شي في الرفوف الفوقية .. ما انتبهت له يوم دخل .. لحظات بس كانت كافيه يدقق في جسمها قدامه .. ويتذكرها بين أحضانه .. يتذكر دفاها ورقة أطرافها .. يوم بكت فى حضنه خوف وهلع على بنتها .. " السلام عليكم .." سلم عليها عشان يقطع سيل الأفكار اللى غزت راسه .. " عليكم السلام .." انتبهت مها لدخوله وارتبكت وحاولت تنزل من الكرسي بدون ما تطيح .. عدلت جلالها على راسها والتفتت له .. " هلاهلا بشيخة العرب .." مد ايده صوب الجورى وشلها يشغل روحه لثواني عشان يهدا.. " وش تدورين فوق .." سأل مها بدون ما يلتفت عليها .. " أدور أغراض وما لقيت شي المطبخ فاضي .. نبي اغراض عشان نطبخ .. " ردت عليه .. " وشو له تطبخين ؟؟ الطباخ يطبخ للبيت كله .. لس ولهم .." رد عليها وهو يلاعب الجوري .. " ماتبينى اطبخ لك ؟ .." سألته بتردد وهى مستغربه .. " لأ .. غداى وعشاي عند أمي والا برا .. أنتى خلس مع بنتس .." رفع عينها فيها وهو يكلمها .. " زين .. بس بعد لازمنا أغراض .." ردت عليه وهى تلف للمغسله تغسل ايديها .. " اكتبي اللي تبين وبأروح أنا والجوري كارفور نجيبها .." التفت لها " تبين تروحين معنا ؟؟ " سألها ببساطة .. " ما أقدر .. أنا تونى عـ .." سكتت " لا تعبانه شوي .." ردت وبلعت ريقها .. " بكيفس .." رد بدون اهتمام وصد للجوري " خلاص لبسي الجورى واكتبي اللى تبين لين اروح أصلي واسلم على أمي وأرجع .. " عطاها الجورى وطلع .. و وقفت هي تشوفه وهو مقفي .. أنا تونى عروس .. وقفت الكلمة فى حلقها وخنقتها .. منعها خجلها تكملها .. والا عشان ما يفشلس .. وش يفشلنى أنا صدق عروس .. عروس الهم .. هذا حال وحده عروس ؟؟ اللى يشوفكم يقول لكم 15 سنه متزوجين .. برود ولا مبالاة وفتور .. وتقولين عروس .. تأففت من أفكارها وخذت بنتها فوق تغير لها .. شوي وسمعت جوالها يصيح وكان ماجد .. " خلصت الجورى .." سألها على طول بدون سلام .. " ايه .." تنهدت وردت .." هاتيها لى برا .. والبسي جلالس .." سكر الخط على طول .. " ألبس جلالي ؟؟ " نزلت مها الجوال .. سكر الخط فى وجهى ..!! بعدين وش ألبس جلالي .. مفكرنى صلبيه والا مافى وجهى حيا عشان أطلع بدون جلال .. زمت شفايفها من الغيظ .. لبست جلالها وشلت الجورى ونزلت .. مرت المطبخ وخذت ورقة الأغراض وطلعت له .. فتحت باب الكروزر بسرعه " انتبه لها .." مدت البنت له .. وحطت الورقه على الكرسي وسكرت باب السيارة ورجعت وراها داخل البيت وسكرت الباب .. استغرب ماجد تصرفها وقعد يبحلق فى الباب المسكر وراها .. سكرت الباب وتسندت عليه ترتجف .. لازم أكون أقوى من كذا .. صح أنا موب عروس بس بعد أنا بشر .. والطريقة اللى يعاملنى فيها كأنى عدوته .. هو مفكرنى لوح ما أحس .. حتى الأعتذار عن اللى سواه فينى ما اعتذر .. تحسست معصم ايدها مكان الجرح .. الله يسامحك يا منصور كنك ظالم وأنت حى وظالم بعد ما مت .. لكن أنا ماراح أسكت وبأرد له الصاع صاعين .. تعبت من ظلمهم لى.. واستغلالهم طيبتى .. طيبة والا ضعف ؟؟ .. طيبة بس يفكرونها ضعف لأن قلوبهم جامده مافيها رحمة .. طيب يا الطيبة .. وريني وش بتسوين .. وكيف بتوقفين فى وجه ماجد .. غمضت عيونها بقوة عشان ما تبكي .. :: :: :: وفى سيارة ماجد .. قعّد الجوري جنبه وربط لها الحزام .. وتأكد أنه قفل الباب وحرّك .. مد ايده تلقائيا لسي دي قصايد خالد الفيصل وشغله .. يا طـارد اللى راح يا طارد اللي راح خله وملوه ما يستقيم الظل لا عوج عوده ولا ينفع الندمان قولة حولاه جحر لدغ يمناك لا لا تعوده مد النظر في خلق ربي تمعناه إلى انتقص من حال حال يزوده الله جعـل للمبتــلي داه وداه وكل على عزمات قلبه حدوده تنهد ماجد .. خليته لكن هو اللي ماخلاني .. رده لى الزمان غصب عنه وغصب عني .. " يالله سلام .." قط منصور ورقته وخذا غترته من فوق المسند .. " وين سلام .. اقعد ماخلصنا .. شوي ونطلع للشباب خاونا بنتعشى عندهم .. " قال له ماجد وعينه على الكروت اللى في ايده .. " يا أخي وش أبي في خوتكم .. بأرجع البيت احسن .. أتعشى وأوسع صدري بالسوالف عند أم عبدالله .." قال منصور وهو ياخذ جواله ويقوم بيطلع .. " مايسوى علينا زوجناك .. قبل تعرس هايت ما تنقبض .. وبعد عرسك لازق في البيت .. لعنبو غيرك ماعندك حل وسط أنت .." رد عليه ماجد وهو يرفع عيونه لأخوه اللى واقف يتمغط .. " بأشوف وش بتسوى لمن أعرست يابو الشباب .." رد عليه منصور وهى يغطى اثمه يتثاوب .. " ماظنتي بأسوي سواتك .. رح رح بس لا تقفل المدام الباب وتخليك تمسى برا .." رجع ماجد يلعب ورقه .. ضحك تركي وهو يسمعهم " ماعليك منه كلها كم شهر ويطق بعمره من البيت .." غمز تركي لماجد وهو يضحك .. " متى أعرس عشان أطق من البيت أنا بعد .." علق فهد بحسرة وهو يبرطم ويشوف ورقته .. " لاحق خير .. خلص دورتك واثبت بشغلك وثاني يوم مزوجك .. لا تحاتي .. " رد عليه ماجد وهو ينغز تركي عشان يلعب .. " كفو كفو .. فديتك يابو عبدالله .." نط فهد يحب خشم ماجد و شوي ويطيح فى حضنه .. " زين زين اركد لا تطيح فى حضني .." دفه ماجد عشان يرجع مكانه .. " يالله فى امان الله " سلم عليهم منصور وهو يلعب بجواله وطلع .. قرص ماجد عيونه وهو يتذكر اشياء كثيرة ماضية .. كان واجد من تصرفات منصور غريبة على طبعه .. ماعمره رجع البيت بدري قبل 1 والا 2 .. ولا عمره فوّت سهرة ليلة الخميس مع الشباب أبد .. اما فى البر اذا كان الجو بارد والا فى الشاليهات ايام الحر والصيف .. حاله انقلب بعد ماتزوج .. والكل قال ان العرس خلاه يركد ويعقل .. ماجد اللي يعرف أخوه عدل ما توقع هالتغيير الجذري فيه .. لكنه قال عسى الله هداه وابعده عن الشلة اللى كان ملتم عليها وملاحق البنات فى الاسواق والمولات .. في ذاك الوقت صدقه ماجد .. كان كلامه عن السعاده اللى هو حاس فيها يخليه غصب يصدق .. يمكن عشانه تمنى فعلاً ان اخوه القريب من نفسه واجد يتعدل حاله و يكون مستقر ومرتاح فى حياته مع ..... " مادد " انتبه ماجد من أفكاره على صوت الجوري يناديه .. " لبى قلبس .. " التفت لها وهو يتنهد .. " ابي حثان " قالت له الجوري .. " وش تبين .." قرب منها ماجد وهو يبتسم " حثااااااان .." مدت الالف عشان يفهمها وهى تأشر بيدها على حجم الحصان اللى تبيه " أبي حثان تبييييييير " قالت وهى تبتسم وتشبك ايديها فى حضنها .. ضحك ماجد يوم فهم وش تبي " حصان كبير هاه .. أبشري وانا عمس .. باشترى لس اكبر حثااااان فى كارفور" .. صفقت الجوري بيدها فرحانه .. مسح على راسها ورجع يشوف قدامه .. معقول كل اللي كان يسويه كان مجرد خداع لنا .. كان مجرد غطا لتصرفات ثانية .. رجع له كلام موضي يوم ملكته .. وقفت قدامه وعيونها في الارض " شوف يا اخوي .. أنا أعرف غلا المرحوم عندك .. وهالشي هو اللي خلاني أسكت واجد .. بس ذلحين وعقب اللي صار كان لازم أعلمك .. " رفعت عيونها له وسكتت .. " تكلمى يا موضي وش فيس .." توتر ماجد وهو يشوف ارتباك أخته قدامه .. " صحيح ان الميت ماتجوز عليه الا الرحمة بس الله بعد ما يرضى بالظلم .. ترى الكلام اللى قاله لك منصور عن مها كذب .. " كانت موضي متوترة .. " قرص عيونه فيها " وأنتي وش دراس عن الكلام اللي قاله لي .. " سألها وهو مهو مصدق ان ممكن منصور قال الكلام اللى قاله له لشخص ثالث .. " يعنى هو قال لك كلام .. زين .. هذا اللى توقعته واللى توقعته المسكينه اللي خذته .. " هزت راسها .. " تكلمى .. " صرخ فيها .. " أنت تعرف سلوك منصور قبل ياخذ بنت عمى خالد .. وتعرف سوالفه الشينه .. " سكتت تنتظره يعلق على كلامها .. " اعرف اخلصي علي قولى وش عندس .. " اشر بيده بتوتر .. " منصور يوم كان يعيي يسهر معكم ويقول لكم انه يرجع للبيت .. يوم انكم تطلعون تسهرون والا تخيمون برا .. كان يكذب عليكم .. كان يغيب ليله كله والا يوم بليل مع اخوياه اللى أنت خابر .. فى لعانه وسواد وجه .. " كانت موضي تشوف عيون أخوها وهى ترمش بعصبية وتوتر وهى تقول كل كلمة ضد أخوها اللى توفى .. " وأنتى وش دراس .." سألها بشك اللى كان متوقع هالشي بس مهو مصدق .. " كانت المسكينه تشتكى لى من أشياء واجد تشوفها غلط عليه .. وكنت اصبّرها .. ومره من المرات نشدت تركي هو منصور يسهر معكم قال لى لا .. ومن عقبها بديت اراقبه .. كان يكذب عليها ويقول لها انه معكم .. ويكذب عليكم ويقول لكم انه فى البيت .." .. سكتت موضي يوم شافت وجه ماجد أظلم .. صد عنها ماجد وسرح فى أفكاره .. " واجهت منصور باللي يسويه .. وقال لى انها حياته وهو حر فيها .. قلت له والمسكينه اللى فى ذمتك .. قال وش ناقصها .. مهوب كافي انكم زوجتونى اياها غصب وأنا ما ابيها .." كملت كلامها يوم شافته مارد عليها .. " ما يبيها .." سألها بصوت واطي .. " يقول لا ماكان يبيها .. " ردت موضى وهى مدنقه.. " ما يبيها .." صرخ ماجد بقوة خلت موضى تنط من مكانها متروعه .. " ليه ياخذها يومه ما يبيها .. ليه وافق ابوي يوم نشده .. ليه .." التفت لها ماجد بعنف كان عرق فى فكه ينبض بقوة .. خافت موضي من ردة فعله .. ورفعت ايدها تلمس صدره بشكل تلقائي " هدي نفسك يا خوي .. أنا مثلك زعلت وتضايقت لكن وش بيدنا نسوي .. هذا نصيبه ونصيبها معه .. ولو وقفنا كلنا فى وجهه ما قدرنا نمنعه .." حاولت تمتص غضبه وعصبيته .. " ليه يظلمها معه ويظلم نفسه ويظلمنى معهم .." دنق ماجد وكان في صوته انكسار خطف قلب أخته .. " وشو فيه ظلمك يا ماجد .. تكلم .." قربت منه ومسكت ذراعه بقوة .. رفع ماجد عيونه لها " تقولين النصيب هاه .. وش قوم النصيب ماجابها لى قبل ياخذها اخوي .. وجابها لى ذلحين ؟؟ .. عشان نعيش الظلم من جديد ..؟؟؟" .. فتحت موضى اثمها من الصدمه " وأنت كنت تبيها .." بلعت ريقها وهى تنتظر جواب أخوها .. اللى كان واضح فى ظلام ملامحه والنظرة المكسورة في عيونه .. " ليه ما قلت لأبوي أن خاطرك منها ؟؟ ليه ياخوي .." قالتها بحرقة وهى اللى تعرف قلب ماجد عدل وتعرف لبغا شي وماجاه زهد فيه لو كان غالي .. " قلت له وعيا .. قال اخوك أولا بها .." صد ماجد وهو يرد على اخته عشان ماتسمع الحسرة بصوته .. نزلت دمعة موضي بهدوء .. وهى تشوف شلون أخوها عانى كثير وشلون أبوها ظلمه مع انه ما يستاهل .. وظلم بنت عمها اللي مالها ذنب .. " ماجد .." نادته وحست بينها وبينه بلاد .. التفت لها بعيون مات الأحساس فيها " ماجد .. الله سبحانه عوضك بها اللحين .. وهذي هى صارت من نصيبك .. وغير كذا بتضم بنت أخوك هاليتّيم وبتكسب فيهن كلهن أجر .." مسحت دمعتها وهى تلمس ذراع أخوها .. " وشو عقبه يا موضي .. وشو عقبه .." رفع ايده يمسح وجهه .. " ماجد قلت لك ترى كلام منصور مهوب صحيح .. والتلفون كان له مهوب لها .. منصور كان لعّاب قبل ياخذها .. واستمر على سواياه عقب ما خذاها .. والبنت صبرت واجد وعقبه انفجرت وما لقت غيري تشتكى له .. صدقنى أنا أدري بكل اللي صار وكلمت منصور واجد لكنه عيا يرجع عن اللي يسويه .. وآخرتها يركب بنات الحرام معه ويطلع معهن ومرته مريضه في البيت ماتعين من يوديها للمستشفى .. وهى داريه وين مكانه من عقب ما ضربها وهى بايعته .. بس صبرت عشان اللي في بطنها وعشان ما تخلي العرب عربين وتفرق بينهم .. والله لو أن أبوي درا والا عمى كان ما قعدت على ذمته يوم واحد .. ومع ذلك هي سكتت وأنا سكت .. هالكلام كله ماحد يدري عنه .. منصور مهما كان أخوي .. وهى بنت اصل .. راحت وسترت عليه حي وسترت عليه ميت " كان صوتها يرتجف وهى تعلمه بأشياء كثيرة صارت ماحد درى عنها .. " ضربها .." ردد بصوت واطي الكلمه اللي ثبتت فى راسه من كلام أخته .. " ايه ضربها يوم درت بسواد وجهه .. ومع ذلك ماعلمت أحد .. خابره أبوي راعى سكر وعمى راعي قلب .. وعدها يتعدل ويخلي خرابيطه .. لكنه كذب عليها وعلي .. " .. انقطع حبل أفكاره يوم وصل للمول .. وقف سيارته ولف على الجوري فتح بابها ونّزلها ودخلوا لكارفور .. :: :: :: دخلت روضه حجرة نوف .. " نوف .. نوويف .. نوويف .. " هزتها وهى تناديها .. " وجع .. وش تبين .." ردت نوف من تحت الغطا .. " قومي نروح لمها .. سوّيت سويت .. حياس نتقهوى عندها .. " ردت روضة وهى تبتسم وتفرك ايدها ببعض من الوناسه .. نزّلت نوف الغطا عن راسها بهدوء " أنتى مصدقه عمرس .. ما مليتى من هالدور اللى تمثلينه .." سألتها نوف وهى ترد قذلتها بايدها .. " أى دور اللى تقصدينه .." سألتها روضة مستغربه .. " دور الحماة الحبوبة .. اللى تحب مرت اخوها ولا ترضى عليها بشي .." ردت نوف بصوت رقيق وهى تطنز على أختها .. وقفت روضة وحطت ايديها على خصرها " الى متى يا نوف .. ماجد خذاها خلاص .. والا مفكرة تعيدين السالفه من جديد ؟؟.. " رفعت حواجبها وهى تسألها .. " بأرجع أعيدها لين يمّل منها ويطلقها مثل منصور .. " ردت نوف وهى تعدل مخدتها وتغطى راسها من جديد .. " فال الله ولا فالس .. " ردت روضة وهى تسحب اللحاف عن أختها بقوة .. " ولعنه .. " صرخت فيها نوف بدون شعور بعد ماعورت رقبتها يوم سحبت لحافها .. " تاخذ العدو .. خافي ربس .. يمكن اللى تسوينه في هالضعيفه هو اللي قاطع نصيبس للحين .. خافي ربس ماعمرها ضرتس بشي .. " قالت لها روضة بصوت مرتفع .. " ما سوت شي ؟؟ ما ضرتني بشي ؟؟ وهذا كله وما سوت شي .." صاحت فيها نوف .. " ايه ما سوت شي .. تراها مادقت باب خالتى وقالت زوجونى ولدكم .. هو اللي عال عليهم وخطبها .. مهوب ذنبها انه يبيها وما يبيس " ردت روضة على أختها بقسوة .. وقفت نوف على حيلها على السرير وبخطوة وحده كانت على الارض قدام اختها اللى ما وعت الا بذاك الكف اللى خلا راسها يدور .. :: :: :: نظفت مها قسمها عقب ما صلت المغرب .. رتبت حجرة ماجد وحجرة الجوري .. مسحت الحمام .. ورتبت المطبخ الفاضي .. تمللت وهى بروحها وقررت تروح بيت عمها تشوفهم .. لبست جلالها ونقابها وعباتها وقفلت القسم وطلعت .. وهى تمشى طرشت مسج لماجد – ترانى في بيت عمي – ورفعت راسها وهى تمشى تشوف البيت وحوشه اللى لها منه سنتين .. سبحان من يغير ولا يتغير .. هنا كانوا يسهرون كلهم ليلة الجمعة .. وهناك شافت منصور وهو يكلم خويته الساعه 3 الفجر .. تذكرت يوم دخل عليها وسوت عمرها راقده وشيكت على تلفونه بعد مادخل الحمام .. وضربت آخر رقم وحطت الجوال على أذنها تسمع .. انفتح الباب والتفتت وراها يوم غمرها نور الحمام .. كانت عيونها مليانه دمع " آلـو حبيبي .. نصوري شفيك .." مدت يدها بالجوال له بدون شعور .. خذاه منها بقوة وسكر الخط عقب ما سمع صوت اللى ردت .. " أنتى شلون تتجرئين وتفتشين جوالي .." صرخ فى وجهها .. " تكلم بنات يا منصور .. هذا واحنا ما كملنا ثلاث شهور .." الصدمه شلّتها .. كان الشك موجود بس الحقيقة أقسى بواجد .. " هذي .. هذي وحده مزعجتنى هى اللى تتصل .." حاول يبرر لها بصوت عالى .. صدت عنه تحاول تتنفس حطت ايدها على صدرها .. " مهوي حبيبتى .. انا تركتهم كلهم عشانس .." كان يتكلم بلطف .. خاف يوم شافها تحاول تاخذ هوا .. مد ايده يلمس ذراعها " وهذي عيت تخليني دايما تتصل واسكر فى وجهها .. ليش اتصلتى فيها ذلحين بتقول انى انا اللى متصل .." قال لها بنبرة تحمل اللوم .. غمضت بقوة والتفتت عليه بهدوء .. " غير أرقمك .." ردت بصوت بارد .. " شلون اغيره بس .. كل الشباب يعرفونه .. وكل معاملاتى على هالرقم .." رد عليها وهو يخش الجوال فى درج التسريحة .. " مهى بمشكلة .. الشباب تعلمهم برقمك الجديد وتحول هذا عليه لين يعرفونك ربعك وعقبها تقطعه .." صدت عنه ولمست بطنها " لكن الماضي لازم تنساه وتبتعد عنه .. أرجوك لو تبي حياتنا تستمر مع بعض .." حست بالالم وهى تترجاه .. وعدها خير وقرر انه يبدا صفحة جديده قدامها بشرط تنسى اللى صار وتستمر حياتهم بشكل طبيعي .. وصدقته واستغربت من برودها معه .. صح الموضوع جرحها .. لكنه ما أثر فيها واجد .. يمكن لأنها ما حبته ولأنه كان زوج بس .. مهوب حبيب ولا سكن ولا روح .. قررت تتغاضى عن اللى صار عشان الحياة تستمر .. مهوب معقولة ترجع بيت أهلها مطلقة وهى ماكملت اربع شهور ..!! .. هذا غير الجنين اللي بدا يتكون داخلها .. صدّقته .. لكنه ما كان صادق أبد .. " يالله حي ام الجوري .." التفتت مها وراها وشافت فهد بن عبدالله .. " الله يحييك يا مرحبا .." عدلت عباتها فوق راسها .. " على البركة يا بنت خالد .. تو ما نوّر المكان " بارك لها فهد اللى كان يحبها من ايام منصور ويحترمها واجد .. " الله يسلمك ويبارك فيك .. شلونك عساك بخير .." تحفته مها بصوت رزين .. " بخير جعل ربي ينشد منس شلون ابوى خالد والجماعه كلهم " .. " بخير وسهالة .. الله يسلمك " .. " ببتروحين للبيت .. الجماعه كلهم هناك .. " أشر لها على بيت ابوه .. " ايه فديتك .. رايحه لهم " ردت عليه مها .. " زين .. ماجد وينه .." سألها وهو يطلع مفتاح موتره من مخباه .. " خذا الجوري معه وطلع .." .. " الله يحفظه .. يالله أنا ماشي .. تامريني بشي .." سألها .. " سلامتك .. الله يحفظك .." .. " فى امان الله .." صدت عنه عقب ما رد سلامها وهو راح للكراج .. كملت مشي بسرعه لين وصلت لمدخل البيت .. سمّت بالرحمن ودخلت .. " السلام عليكم .." سلمت مها على عمتها اللى كانت قاعده لحالها فى الصاله .. " وعليكم السلام .." ردت نورة اللى تفاجأت من وجود مها .. " مساس الله بالخير يمه .. وشلونس .. " دنقت مها تحب راس عمتها .. " مسيتي بالنور .. الحمدلله .. شلونس وشلون بنتس .." تحفتها عمتها بصوت بارد وهى تشوفها وهى تقعد قدامها .." بخير فديتس .. وين البنات .." سألتها يوم شافت المكان هادي .." يصلن فوق .. " ردت نورة .. " الله يعطيهن العافيه .." قربت مها وخذت الدله عشان تقهوى عمتها .. قرّبت منها القدوع وقعدت مواجهتها تصب عليها .. " وين ماجد .." سألتها نوره وهى تاخذ فنجالها .. " طلع يمه وخذا الجوري معه .." ردت مها وهى تصب لها فنجال قهوة .. " وينه رايح ..؟؟" كررت نورة السؤال بحده .. " بيجيب شوية أغراض للمطبخ .." رفعت مها راسها لأم محمد وهى متوقعه أنها بتعصب .. " وش أغراضه وأنا تونى شارية اغراض بالفين وشي .." ردت نورة وهى تعطيها فنجالها تهزه وهي ضايقه .. " لا فديتس .. هذي عشان مطبخنا حنا .." ردت مها وهى تغسل فنجالها وتصب لها بياله شاهي .. " وأنتى ناوية تطبخين صحنس لحالس .." اشرت لها بايدها انها ماتبي شاهي.. " لا يمه .. بس لبغيت اسوي لكم والا للجوري شي لين عندي اغراض .. والجوري ما تاكل كل شي .. لازم أسوي لها عيشة .." ردت مها بهدوء أعصاب وهى ترد بيالة الشاهي للصينية .. " المهم الصحن واحد .. والطباخ بيسوي الغدا والعشا مثل كل يوم وتعالى هنا تغدى معنا ماعاد له داعى تغدين لحالس أنتى وبنتس .." قررت نورة وانهت الموضوع وهى تغطي صحن الفوالة .. " ان شاء الله يمه .." رفعت بيالتها وهى تشرب الشاهي بهدوء وتفكر .. " السلام عليكم .." دخلت روضه " مهوي .. " صرخت وجات بسرعه تحضن مها يوم شافتها .. " عليكم السلام مرحبا روضة .." قامت مها تسلم عليها .. " حى الله المها وشلونس .." ضمتها روضة لصدرها .. " طيبة فديتس .. شلونس أنتي .." نشتدها مها وهى تحس بصدق شعور روضة ومحبتها .. " بخير الحمدلله .. " ردت روضة وهى تبتسم .. " وش ذا اللي في وجهس .." تروعت مها يوم شافت خد روضة اللى فيه ضربه لونها ازرق .. " مافيه شي زلقت وانا طالعه من الحمام الله يعزس وضربت حد الباب .." ردت روضة وهى تلمس طرف خدها .. " بسم الله عليس .. حطيتيى عليه ثلج ؟؟" سألتها مها بقلق وهى تتفحص الضربة .. " ايه سويت له كمادات عادى ما تعورني بس شكلها يخوف .." ردت روضه وهى تلمس مكان الكدمة .. " الحمدلله على سلامتس زين ما كسر وجهس والا خشمس .. " قالت مها وهى تصب لها بيالة شاهي عقب ماقعدن .. " ايه والله على رايس .. الله يكفينا شر ذا الباب .." وضحكت روضه ومها " ذوقي ذا الحلا سويته وكنت بأجيبه لس وزين جيتي أنتى .." رفعت روضة القصدير عن القالب البايركس اللى كان مع القدوع .. " جعل ربي يسلمس ما تقصرين يا رويض طول عمرس لس نفس في الطبخ وخاصه الحلويات .." علقت مها وهى تاخذ منها أول صحن وتمده على أم محمد .. " واللي يرحم والديس قالوا لس الشيف رمزى .." ضحكت روضة وهى تنكب لمها صحن .. " لا الشيف روضه .." ضحكن سوا وروضه تمد لمها صحن الحلا وهن يتقهون.. وأم محمد قاعده تشوفهم بهدوء .. " وشرايس بالحثان هذا .." أشر ماجد على حصان بنى كبير.. " حلو تبير .." ردت الجوري وعيونها طايرة على الالعاب حولها .. " ايه تبير واجد .. وين بنربطه .." سألها ماجد وهو يمد ايديه عشان ياخذ الحصان من الرف .." عند امى .." ضحك ماجد وحط الحصان في العربانه ودفها للكاشير وهو يسولف على الجوري .. سحب عربانه الاغراض حقت المطبخ وحطها ورا عربانة الألعاب .. والتفت ينادي الجوري .. لكن كان مكانها فاضي .. ترك اللي في ايده وصار يتلفت مثل المجنون يدورها .. صار يركض بين الممرات وهو ينادى بصوت عالى ولا همه انه في سوق .. :: :: :: قعدت مها عند بيت عمها لين بعد صلاة العشا .. وعقبها قامت لبيتها وقلبها متواكل على بنتها .. دخلت قسمها وفصخت عباتها وخذت جوالها عشان تتصل في ماجد تشوف ليش تأخروا .. رفعت جوالها الا تشوف رقم سارة يتصل بك .. ابتسمت لا شعورياً قبل ترد عليها " ألو .." ردت مها .. " يا أحلى ألو .. مسا الورد يا حلوة .." ردت ساره على أختها .. " مساالنور يا الشينة .." علقت مها وهى تبتسم .. " افااااااااااااا .. ايه يا الدنيا .. مقيولة .. العرس لاثنين والشقا لالفين .. هذي جزاتي اخب وأطيح عشانس وأخرتي الشينه .. معليه معليه .. الله يسامحس بس " ردت ساره وهى تعبّر يعنى أنها بتبكي .. ضحكت مها " فديتس بس .. انتي الحلا ياخذ من حلاس على راي راشد الماجد مدرى نبيل شعيل .." .. " لاااااا .. الله يخليس خلينا فى راشد أرحم .. " علقت سارة .. " راشد والا أحمد .." قالت مها بصوت ماكر .. " يا ليل النكد .. وش جاب طاريه ذلحين .." ضربت ساره على جبهتها يوم سمعت اسمه .. " ابد كنت عند عقب المغرب عند عمتى ونشدتنى عن عرسكم .. قلت لها والله مادري شكل احمد للحين ماجا .. قالت أنها كلمت أمه الأسبوع اللى طاف وقالت لها بيجي الاسبوع الجاي يعنى الايام هذي .. يالله برزي عمرس .. ترى ما بقى شي على عرسكم .." ضحكت مها وهى مسويه تبشرها .. " باقي شهر وشوي .." ردت سارة بضيق .. " يالله الله يتمم لس على خير .. صحيح اخترتى اغنية الزفة .. عشان نضبطها " سألتها مها .. " يس .. اخترت اغنية شي .. رببببببببببببببببشه .. " بسرعه تغير مزاج سارة .. " الله يفضح العدو .. وش اغنيته بعد .." نشدتها مها .. " عندي على اللاب .. باسمعس اياها لمن جيتينا .." ردت ساره .. " اوكى .. الا وش أخبارس .." سألت مها .. " بدري توس تنشدين عن أخباري .. الحمدلله أخبار الخير .. " ردت ساره .. " وشلون امى وابوي .." .. " يسرس حالهم .. بس والله البيت عقبكم ما يندخل .. ماتخيلت مكانكم بيكون كبير كذا .. " غصتها العبرة وهى تكلم .. " ياكثر ما قلتى متى أفتك منكم ومن لعبة الجوري بأغراضي .. اسرحي وامرحي ذلحين " ردت مها بضحك عشان تغير مزاج اختها اللى حسته تكدر " الا على فكرة .. أكدتى على حقت المكياج والشعر .." نشدتها مها .. " لا والله .. زين ذكرتيني .. باروح أدق عليها .." ردت ساره بسرعه وهى ناسيه الموضوع .. " زين .. سلمى على امى وأبوي .." وصتها مها .. " الله يسلمس .. يالله مع السلامه .." .. " الله يحفظس .." .. سكرت منها مها وفتحت رقم ماجد وضغطت اتصال .. نزلت نوف بعد ما درت أن مها طلعت .. دخلت على أمها اللي كانت تصلي العشاء في الصالة .. انتظرت لين سلمت ودنقت تحب راسها .. " تو الناس .. وينس من عصر .." نشدتها أمها وهى تسبحن على أصابعها .. " كنت راقده وقمت راسي يعورني .. ومانزلت .." قعدت نوف وسحبت الطاولة صوبها ومدت ايدها تقهوى .. " وش قومس على أختس .." نشدتها أمها .. " أى أخت .." ردت نوف بدون ما تلتفت على أمها وهى تصب لها فنجال قهوة .. " وأنتى لس أخت غير رويض في البيت ذا ..؟" قرصت أمها عيونها فيها .. " ايواااا واشتكت لس كالعاده ام لسانين .." التفتت لها نوف وهى ترد .. " ما اشتكت لي بس دريت .. كفى ايدس عن أختس تراس مانتي بجاهل واختس مهي ببزر تضربينها .. لعنبو غيركن وحده موظفه والثانيه بتخلص الجامعه وعدكن تهادن مثل البزران ؟؟.." صدت عنها أمها بضيق ورجعت تسبحن .. " خليها تكف لسانها عنى .. ما أتدخل فى أمورها وش عليها منى ؟؟ " ردت نوف بضيق ورجعت تشرب من فنجالها .. " اعقلي وبس .. ترى أبوس ان درى جرى علم(ن) مهوب طيب والكلام قصير .." صدت نورة وراها وهى توقف تكمل صلاتها .. مدت نوف ايدها لقالب الحلا تاكل منه .. وهى تقول في خاطرها يصير خير .. سكرت سارة تلفونها عقب ما أاكدت على البنت حقت المكياج واتصلت في اللبنانية اللي بتسوي الشعر واتفقت معها .. قطت الجوال على السرير وراحت فتحت الكبت و وقفت قدامه .. مدت ايدها تلمس فستان العرس المغلف اللى ماخذ نص الكبت .. لمست أطراف الطرحه الناعمه .. مررت ايدها بخوف ورهبة على القماش .. هل معقوله بأصير عروس .. أحمد .. تذكرت أحمد .. وتذكرت آخر موقف بينها وبينه يومهم في السعودية .. وشلون عرفها فى السوق .. ويوم ناداها " السوري " .. توترت .. فتحت الكبت الثاني وشافت كل الأشياء الجديده المعلقة .. فساتين .. قمصان نوم وبيجامات .. زاد الخوف في قلبها .. العرس مهوب فستان ومكياج وملابس جديدة .. العرس أكبر من كذا .. شخص بأشاركه كل شي .. شخص ما أعرف عنه شي .. وش يحب .. والا وش يكره .. شلون تفكيره .. شلون بأعيش مع انسان لمجرد أنى عجبت أمه وأهلى يناسبون أهله ؟؟ .. بس أنتى شفتيه .. صدت وراها تمشى .. وتركت باب الكبت مفتوح وقعدت على طرف السرير .. طيب وشفته خير ياطير .. وكلمتيه .. اى كلام بس وكل ماشفته نطت قدامى شياطين الأرض .. وهو شوي ويمسكنى من رقبتي .. اى حياة هذي اللى بنعيشها سوا .. غمضت عيونها وتنهدت بقوة .. وش بتكون حياتي معه .. شلون بأقدر أتحمله .. وهو سخيف وحركاته حركات بزران .. دمعت عيونها وهى تتصور حياتها مع أحمد .. وما حست بالباب اللى انفتح .. ولا بالشخص اللي دخل عليها .. رنّ جوال مها .. راحت بسرعه ترد .. " مساكم الله بالخير .." كانت موضى تسلم .. " مسيتى بالنور يا مرحبا .." ردت مها .. " وشلونس .. وشلون ماجد والجوري .." .. " بخير الله يسلمس .. شلونس أنتى وشلون العيال .." ردت مها وهى ترفع يدها تشوف الوقت في ساعتها .. " طيبين ربي يعافيس .. عسى ما شر وشفيه صوتس .." نشدتها موضي يوم استغربت نبرتها .. " مافيني شي سلامتس .. " ردت مها عليها .. " ولو مهوي .. ترانى أعرفس .." قالت لها موضي بثقه .. " مادرى .. ماجد طلع مع الجوري لكارفور .. وأكلمه ومايرد علي .." قالت مها .. " طالع .. وش مطلعه لحاله ؟؟" سألتها مها باستغراب .. " راح يجيب أغراض لنا .. شاهي ونسكافيه وخبز وحليب .. يعنى اشياء كذا " ردت مها وهى تمشي فى الغرفه .. " وليه ما رحتى معه .. " سألتها موضي بضيق .. " وين أروح بس .." استغربت مها سؤالها .. " مكان ما راح .. تراس مرته .." ردت موضي بنرفزه .. " بس ما يجوز أطلع ذلحين .." .. " وليه ما يجوز .. نفاس؟؟ حتى النفاس ذلحين صارت تطلع وماتقرّ في البيت .." علقت موضي .. سكتت مها وهى ماعندها رد .. " مهوي .. ماجد رجلس متى بتعرفين هالشي .. وذا الوقت شين صارت المره هى اللى تطرد الرجال .. يعنى انتبهي .. بعدين تعالي علميني صار بينكم شي ؟؟ " سألتها بصوت واطي .. " ما صار شي .. " ردت مها بهمّ .. تنهدت موضي " اسمعيني .. رجلس حطيه بين عيونس ترى لو ما تصرفتى بيطير من ايدس وأظنس فاهمة قصدي " شرحت لها باختصار.. " ماحد ياخذ أكثر من نصيبه .." ردت مها باستسلام .. " وهو ذلحين نصيبس حافظي عليه .. والله مهوب عشانه أخوى أقولس ذا الكلام .. لكنى أعرف معدنه زين .. حرام تهدمين بيتس بأيدس .. كافى اللى صار قبل .." ذكرتها بحياتها مع منصور .. " اللى صار مهوب ذنبي وتدرين عدل .." ردت مها بنبرة دفاع .. " صح مهوب ذنبس .. لكن المره ذي بيكون ذنبس .. والجورى ما تأثرت بفقد ابوها يوم توفى الله يرحمه .. لا تخلينها تجرب اليتم مرتين " قالت موضي بمرارة .. " بس هو يا موضي ما يبيني .. مغصوب علي .. " ردت مها بصوت مجروح .. " والله أنس غبية .. المغصوب على وحده يعطيها مهر 200 الف .. المغصوب على وحده يبنى لها فيلا خاصه فيها ويدور راحتها .. المغصوب على وحده يجيب لها صباحية ساعه كارتير ألماس مع اسوارتها ..؟؟ متى بتفهمين يا مها .. متى .." فاض صبر موضي وقطت الكلام لا شعوري .. سكتت مها وهى تفكر بكلام موضي .. " كل شي بأيدس مثل ماقلت لس .. وهو بيجيبه الطيب وأنتى بنت عرب ومعدنس طيب .. وما تحتاجين اللي يعلمس لو الود ودس .." رجعت موضي تكلمت بهدوء يوم حست أن اللى قالته قبل ضرب وتر فى نفس مها وفتح عيونها على شي يمكن ماكانت منتبهه له .. " الله يسهل يا موضي .. " ردت مها .. " الله يوفق بينكم ويجمع ما بينكم على خير .." دعت لهم موضي من كل قلبها .. " الله يرحم والديس .." .. " يالله كلمى رجلس شوفيه وينه .. وتجهزي له قبل يجي ..سمعتى .." وصتها موضي قبل تسكّر.. " معليه .." .. سكرت مها من موضي وبالها مشغول بكلامها .. صحيح هو ماقصر علي بشي .. لكن .. وش لكن .. هو ما يبيني .. وأنا ما اقدر أقط وجهى عليه .. كافى اللى سواه اليوم وأنا ما سويت شي .. من أول يوم يبي يسوي عمره رجال على حسابي .. ماجد رجال وتعرفين ذا الشي عدل .. ومهما كانت عيوبه عمره ما شاف نفسه على مره .. والا أهانها عشان يثبت رجولته .. ماجد حنون وعطوف وقلبه كله رحمه خاصه على الشوفه .. تراس عشتى معهم فترة وشفتى وسمعتى وش يكون ماجد لأهله .. ايه .. هو كل شي حلو تمنيته لكنه ما تحقق .. هذا هو صار وتحقق .. بس يبي لس تعب عشان توصلينه .. لا تضيعينه منس عشان أوهام قديمة .. أنتى بس اللى تقدرين تخلينه يشوف الحقيقة .. ومهو بس بالكلام .. لا .. اثبتى له هالشي بالمعامله .. والحنان والمحبة .. بس .. وش بسه .. أخاف يردنى ويكسر قلبي .. ولو ردس وش بيصير .. ما راح يصير أسوأ من الوضع اللى أنتى فيه .. على الأقل بتكونين حاولتى .. وسعيتى عشان نصيبس وبيتس .. والله سبحانه مايرضى بالظلم وأنتى انظلمتى .. وبيرد لس الحق .. وبيعوضس خير .. ابتسمت مها بتردد يوم وصلت للنتيجه هذي .. وقامت تغير ملابسها وتستعد قبل يجى ماجد .. :: :: :: استجن ماجد وهو يدور الجوري .. جاه السكيورتي ينشده وش لابسه وهو من الروع قاله ما أدرى .. يذكر بس أنها لابسه تنورة جنز انضغط قلبه خوف أنه فقدها وضاعت منه .. وش بيقول لأمها الضعيفه اللى وراه .. شلون بيعيش وهو مضيع بنت أخوه .. بنته .. دارت به الدنيا وهو يتخيل كل شي شين ممكن يصيب الجوري .. عذبه قلبه وحست الخوف سكين بارد يشق قلبه نصين .. نشف دمه وهو يتخيل الحياة بدونها .. شوى وجا واحد من العمال يركض صوبه ويقول له أنهم لقو بنت صغيرة تبكى مع مره وأنها عند الأدارة ويبونه يجي يشوفها يمكنها بنته .. لحقه ماجد لين وصلوا مكاتب الأدارة وكانت البنت ماسكه عباة المره اللى عيت تخليها من خوفها عليها لين يجون أهلها .. " الجوري .." صرخ ماجد وهو مهو مصدق أنه لقاها .. لفت الجوري عليه و وجها صاير من البكا اصفر .. فكت عباة المره وراحت له تخب .. شلها ماجد لصدره وحضنها بقوة وماحس بالدمعه اللي خرت من عينه .. " انتبهوا لعيالكم .. حرام عليكم حد يخطفهم والا يضيعون .." انتبه ماجد ان المره تكلمه " الله يجزاس خير ويحفظ لس عيالس ماقصرتي .." شكرها .. " انتبه لها الله يخليها لك .. " وراحت المره .. طلع ماجد وهو يشل الجوري وحاس ان مافي جسمه قطرة دم من الروع .. طلع من كارفور وعقبه تذكر الاغراض وحصان الجوري .. " والله ماردنى الا حصانس والا الاغراض جعلها بحريقه .." رجع والبنت بين ايديه ما نزلها الارض .. حاسب على الاغراض وخلى الصبي يوصلها للسياره .. ركب الجوري جنبه وشغل ومشى .. شوي وسمع جواله يرن .. رفعه شاف البيت يتصل فيك .. " ألو .." رد بتعب .. " السلام عليكم " .. " عليكم السلام .." .. " اتصلت كم مره وينك مارديت علي .." سألته مها بقلق .. " كان على الصامت .." رد ماجد بإختصار .. " ماجد وشفيك ؟؟ " سألته بتردد .. " مافيني شي " كانت ردوده قصيره .. " الجوري فيها شي .. " سألته مها بخوف وهى تتوقع أى مصيبه .. " الجوري بخير وهذي هي جنبي جايين البيت لا تشغليني خلينى اسوق .." قال لها ماجد عشان يسكر بسرعه .. ماكان له مزاج يسمع أحد .. " زين ربي يحفظكم .." سكرت عنه مها وبالها مشغول .. نزل جواله وهو للحين تعبان .. التفت على الجوري اللى بدت تنعس من التعب والبكا .. الحمدلله اللي ربي ردها لى .. وصل للبيت وقف سيارته وفتحها ونادى الدريول ينزل الأغراض .. شل الجوري اللى رقدت ودخل .. طلع فوق لقى مها قاعده ترتب كبت الجوري .. وقفت يوم شافته دخل وشافتها بين ايديه .. " شفيها .." سألته بسرعه .. " مافيها شي .. راقده .." رد عليها بصوت واطي .. سمعها تنهدت بارتياح .. " هاتها عنك .." قربت منه ومدت ايديها عشان تشيل بنتها .. " لا خليها باحطها أنا .." ضمها لصدره وابتعد عن طريق مها .. وصل لسريرها وحطها فيه .. فصخ نعالها ودلاغها ولحفها .. وقف جنبها يطالعها .. استغربت مها من وقفته قدام سرير الجوري وكأنه أول مره يشوفها .. انتبهت لتعابير وجهه اللي كانت كلها حزن .. ماعرفت وش تسوي .. تسأله وش فيه .. والا تصد عنه .. " عسى ماشر .. فيك شي .." سألته .. " سلامتس .. بس المره الجايه تطلعين معنا .." رد عليها بدون ما يغير وقفته قدام سرير الجوري .. " ليه وش صار .." كانت نبرلت صوتها فيها شك وخوف .. " ماصار شي .. بس الجوري بزر وتبي اللى يتابعها على طول .. " دنق وحب خد الجوري وصد وراه وطلع لحجرته بدون ما يزيد حرف .. استغربت مها من تصرفه وقربت تشوف بنتها اللى راقده .. :: :: :: دخل ماجد الحمام يغسل وجهه بماء بارد .. توضا وقرر يصلي ركعتين شكر لله .. اللى رحمه ورحم هالمسكينه اللي برا ورد لهم بنتهم .. صلى العشا وصلي الركعتين عقبها قام وطفا الليت وانسدح على فراشه .. كان الصداع رجع له يضرب في راسه بقوة .. حس بصوت الباب انفتح .. رفع ايده عن عيونه شاف مها واقفه شابكه ايديها فى بعض بتوتر .. " فيه شي .. " سألها .. " سلامتك .. بس قلت اشوف لو تبي اسوي لك شاهي والا أجيب لك عصير .." ردت عليه .. " مشكورة .." رد ماجد ورجع يغطي عيونه بيده .. ترددت مها برا .. بس تذكرت كلام موضي .. قررت تدخل .. قربت وجلست على الطرف الثاني من السرير " ماجد .. " نادت بصوت واطي .. " نعم .." رد وهو مازال مغطى عيونه .. " يعورك شي .." كان فى صوتها اهتمام خفيّ لمس قلب ماجد غصب .. " راسي .." رد بكلمه وحده وتنهد .. " تبي أجيب لك بندول ؟؟" .. " خذيت لى .." .. " زين بأنزل أجيب لك شي بيريحك .." قامت بدون ماتنتظر منه ايه او لا .. رفع ماجد راسه وشافها طلعت وردت الباب وراها عقب ما طفت الليت .. وش بتسوي ؟؟ سأل نفسه وهو مستغرب .. نزلت مها للمطبخ عقب ما خذت جوالها .. اتصلت على روضه وطلبت منها تطرش لها كم غرض مع الشغالة .. دقايق الا والشغاله تدق الباب .. فتحت لها مها الباب وخذت الاغراض .. وقالت الشغاله ان روضه قالت لها تساعدها لو تبي شي .. شافت مها الأكياس والأغراض حقت كارفور مكومه عند الباب عقب مادخلها الدريول .. طلبت من الشغاله تدخلهم المطبخ وترتبهم .. وتحط أغراض الثلاجه فيها .. والباقي تصفه على الطاولة ومها بترتبها بعدين فى الادراج .. خلصت مها وقفلت الباب ورا الشغاله بعد ماطلعت وحطت الكاس على الصينية وطلعت فوق .. فتحت الباب بهدوء ودخلت .. قربت جنبه .. وهزت كتفه شوي شوي .. رفع ذراعه عن عيونه .. رفع حواجبه وهو يشوفها تمد له كاس ماء .. " شربت ماي خلاص .." قال لها .. " بس مهوب مثل ذا الماء .. سم بالله واشرب .." ردت عليه بصوت ناعم .. رفع نفسه على المخدات وراه ومدت مها ايدها تساعده .. قربت منه ولمست صدره وهى ترفع المخده ورا ظهره عشان يقعد مرتاح .. غمض عيونه للحظه وهى يتخيل وش ردة فعلها لو مد ايديه وحضنها فجأه .. " تفضل .." نبهته مها .. مد ايده وخذا الكاس منها .. وشرب .. كان بارد .. وريحته حلوة .. وطعمه منعش .. " وش ذا .." سألها وهو يدقق في الكاس .. " شوي ماء ورد وحبتين هيل وماي .. يريحك ويزيل الهم من صدرك .." رفع ماجد راسه يشوفها .. كانت عيونها في عيونه .. هاديه وصافيه .. تحرك شي في صدره .. قال له مستحيل تكون هذي عيون خاينه .. قرب منها وأنفاسه تتسارع .. لاحظ أن عيونها بدت تبرق .. شي يلمع فيها .. مد ايده يلمس وجهها .. غمضت .. قرّب منها .. حط ايده ورا راسها وجذبها صوبه .. وغمّض .. مثل الحلم .. لامست شفايفه خدها .. كانت ريحتها عطر .. الأحساس عطر .. اللحظه عطر .. ارتجفت وحسها تبتعد عنه .." أنا .. أنا بأروح أشوف الجوري .." قالت بصوت يرتعش .. مد ايده يبي يمسكها .. بس كان طيفها اسرع بالهروب .. راحت .. وبقت ايد ماجد معلقه فى الهوا .. دخلت غرفة الجورى وسكرت الباب وراها .. كانت عيونها تدمع .. وقلبها ينتفض فى صدرها .. ماتدرى خوف .. والا رهبة .. والا فرح .. والا ايش .. حست حلقها جاف .. بلعت ريقها .. حطيت ايدها على صدرها عشان تهدي دقاته .. تخيلت نظرته لها .. غمضت تتخيل لمسته .. غبيه .. تظنينه تغير؟؟ بالعكس .. لحظات بس ويقطس وراه مثل ما سوا أخوه .. لأ ماجد غير .. منهو عليه تكذبين ؟؟ .. تراس تعرفينهم كلهم نفس الطينه نفس منصور .. بس ذاك ماضي ومات وموضي قالت له الحقيقة .. وأكيد يدري ذلحين .. والا وش معنى نظرته لى .. نظرته معناها يبي منس شي وأنتى عارفه عدل وش يبي .. لا تكذبين على روحس .. لأ .. ماجد غير .. ماجد غير .. اى غير .. كلهم صنف واحد .. ما يختلفون .. نفس الانانية والقسوة لبغوا شي ماتلاقين أحن منهم ولا أطيب منهم .. ولشبعوا قطوس مثل الثوب الوسخ .. تعلمى إلى متى وأنتى غبيه .. نزلت دموعها حاره .. ما مسحتها تركتها تغسل نفسها .. رصّ ماجد على اسنانه من الغيظ .. هو وش سوا .. مسح وجهه بقوة وقام وخذا غترته وطلع من الحجرة بدون ما يلتفت وراه لحجرة الجوري .. ضاق صدره حيل .. وكان لازم يطلع قبل يتصرف تصرف يندم عليه .. ركب موتره وطلع من البيت .. وتسلل صوت خالد الفيصل همس عذب زاد أوجاع ماجد .. ساري ساري وأصوّت لك أبيك النظرة في عيوني تبيك والرعشة في قلبي تبيك ساري ساري شعوري ذا الليلة غريب كيف الحبيب يشكي حبيب أنا ملكتك وأنا فقدتك ليتني لمّا عرفتك ما تركتك سارى ساري لمّا عيوني عانقوك في غمضة وحده ضيّعوك اسأل زماني و المكان واجمع سواليف الحنان أنا ملكتك وأنا فقدتك ليتني لمّا عرفتك ما تركتك سارى ساري قلبي و ليلي به سرى واللي جرى لي ما جرى أمشي وأدور في الوجوه الوجوه تايه وعيونك توّهوه ساري كان ماجد ساهم وهو يسوق بلا هدف .. يبي بس يهدا .. ويسكت الشعور اللى يحرق صدره .. ويبتعد عنها .. مد ايده يلمس شفايفه مكان ما لمست خدها .. هل حقيقي لمس خدها والا وهم من أوهامه اللى عاشت فيه سنين .. حتى صار يتخيلها واقع ..!!! تعبت .. من كل شي تعبت .. قربها عذاب وبعدها عذاب .. من أصدق .. من أسأل .. واحد راح ومستحيل يرجع .. والا أخت عرفت وسكتت سنين وعقبها جات عشان تزيد نارى نار .. ليتها خلتنى على عماى كان ما انقسم قلبي قسمين .. قسم يقول ظالمه وقسم يقول مظلومة .. كان ما احترت ولا تعبت .. لازم ألاقى حل .. والحل عند موضي .. لفّ على طول يدور أقرب طريق يوصله لبيت تركي .. :: :: :: فزّت ساره بخوف يوم حست بلمسة على كتفها .. " بسم الله عليس .. وش بلاس .." سألتها أمها متروعه من ردة فعلها .. " مافيني شي يمه بس روعتيني .. وش بلاس أنتى .." حطت ساره ايدها على صدرها تسمّي .. " روعتس !! لعنبو غيرس ما شفتينى يوم دخلت عليس .." .. " لا يا يمه ما شفتس .. أنتو تبون تجننونى أدرى .. حتى الشيب طلع فى راسي منكم .." قالت ساره وهى تمسك خصلة من شعرها قدام وجهها .. " الشيب طلع فى راسس من شواهتس .. اسمعينى .. أم أحمد كلمت .. وقالت بيجون الأسبوع الجاى يسلمون علينا .. أنتى خلصتي أمورس .." .. " وش يبون يجون .." .. " استحى على وجهس .. كلها كم اسبوع ويصيرون أهلس .. خلصتى أغراضس والا لا " رفعت منيرة صوتها منقهرة من برود بنتها .. " يس خلصتها .. لا تصايحين علي " ردت ساره وهى ترمش بعيونها .. " الله يرفع ضغط العدو .. الواحد ما ياخذ منس رد(ن) عدل .." عصبت منيرة وصدت وراها تطلع .. " يمه .." نادت ساره أمها وهى تطلع " خير .." .. " فديتس وش فيس معصبة .." وقفت وقربت من أمها .. " مافيني شي .." غصتها العبرة وهى ترد .. كان زواج بناتها فى نفس الوقت وبعدهم عنها ضاغط على قلبها واجد .. بعد ما راحت مها فقدتها وفقدت حس الجوري فى البيت .. وساره بعد بتروح لبيت رجلها .. وبيفضا عليها المكان .. صحيح تمنى سعادتهم وراحتهم .. بس بعدهم صعب .. قربت ساره من أمها وضمتها " أقول يمه .. وش رايس نروح نتمشى فى فيلاجيو .. " ساره تدرى أن أمها مضغوطه حيل فقالت لها تروح تمشى وهى تعرفها ما تحب فيلاجيو .. " والله انس فاضيه مالقيتي الا فلاجو .." دفتها منيرة وراها " اسمه فيلاجيو يا يمه فيلاجيو .. يا شين البدو لمن تمدنوا .." ردت ساره وهى تضحك .. " روحى منى وراس خلينى اطلع للمطبخ .." .. " ايوااااا .. هذا اللى انتن فالحات فيه أنتى وبنتس الثانية .. الله يرحمس يا جدتى قطعتى سر أمى في المطبخ وامى قطعت سر بنتها الكبيرة فيه .." علقت ساره وهى تمشى ورا أمها للمطبخ .. " جعلس نذرها بنتى الكبيرة .. مرة(ن) صاملة وماعليها قصور .." لفت منيرة وقرصت بنتها فى ذراعها .. " آآآخ .. زين ما قلنا شي الله يخلي لس بنتس .. قالوا لس مارثا ستيوارت من العازه .." ردت ساره وهى تفرك مكان القرصه .. " وش تقولين .." التفتت عليها أمها ضايقه .. " ما قلت شي فديتس .. اقول .. ما ودس نروح بكره سوق واقف الصبح .. أدرى هذا غرامس .." دنقت ساره وحبت ايد أمها .. " والله من زمان مارحت له .. ما وراس شي بكره .. " نشدتها منيرة وهى تدور لها شي في كبت المطبخ .. " افاااا بس يا أم السوري ولو وراي شي .. أبيع الدنيا كلها لأجل عيونس .. أنتى بس أشري وأنا الحقس حافيه .." ..التفتت منيرة على بنتها باستغراب " الله يخلف على اللي بياخذس بس " قالت لها وهى تشوف بنتها تضحك من قلب على شكل أمها المنصدم من أسلوب كلامها .. :: :: :: قفلت مها باب الحجرة عليها وعلى بنتها ودخلت الحمام تاخذ لها شاور .. فتحت الماء الحار عشان يغسل حزنها قبل يغسل جسمها .. فركت شعرها بالصابون بقوة كأنها تحاول تبعد كل الذكريات الماضية عنها .. نظرات ماجد مهوب نفس نظرات منصور .. ماجد غير .. خذتها الذكريات لليلة ما توفى منصور .. ليلة ما ضربها عشانها فتشت جواله وعرفت أنه للحين على وضعه القديم ما تغير .. واكتشفت أن وعده لها كان مجرد كلام .. وطلبت منه يوديها بيت أهلها ويطلقها .. مد ايده لشعرها يسحبها منه .. " فكنى حسبي الله عليك .." صاحت من الألم وهى تمسك ايده اللي على شعرها .. " وصلت فيس الجرأة تفتحين جوالى من وراي .." كان يسحبها بقوة لصدره ويردها " يا قليل الحيا هذي اخرة صبري عليك .. قلت لى خلاص وأنا صدقتك .." كانت دموعها تسيل على خدها وهى تبكى بلا صوت عاضه على شفايفها وهى تحس بشعرها يتقطع في ايده .. " بكيفي .. اسوي اللي أبيه .. مالس عندي شي .." دفها بقوة وطاحت على الأرض .. " طلقني .. اللي مثلك مهوب كفو ياخذ بنات الناس .." رفعت عيونها المليانه دمع فى وجهه بتحدي .. " لو تموتين ما طلقتس .." رد عليها وهو يلبس ثوبه " تبين أطلقس عشان تاخذينه هاه .. " قرب منها ورفسها .. " أخذ من ؟؟ مانت بصاحي أكيد .." وقفت قدامه وهى تسمعه يتهمها .. " لا صاحي .. تحسبين انى خبل .. ترانى اعرفس زين .. محترق قلبس يومه ما خذاس هاه .. لكن حريمتس .. والله ما تعرفينه وأنا حي.. وحطى في بالس انى اقدر امسح فيس الأرض .. بكلمة وحده منى أخلي راسس وراس ابوس في الطين .. وماعلي من أكبر كبير .. بأسوي اللي يعجبني .. وهذا أنا طالع ورايح لها ولو فيس خير علمي أحد .." وطلع وصفق الباب وراه .. تجمدت مها وطاحت على الأرض .. يدري .. بس شلون .. وأنا ما علمت أحد ولا سويت شي غلط .. شلون .. رجعت دموعها تنزل حارة .. صارت تشهق بلا شعور .. توجهت للقبلة ورفعت ايديها تدعي يالله انك تدري انى ما خنته لا بقول ولا بفعل .. يالله انك تدري انى حفظت عمرى وصنت اسمه .. يالله كنى أخطيت بشي والا ظلمته انك تاخذ حقه منى .. وكنه ظلمنى وكذب علي واتهمنى في شرفي ان تاخذ حقي منه .. وسبحان الله .. دعوة المظلوم مابينها وبين الله حجاب .. وقدرته عز وجل فوق كل شي .. ::؛:: مها قررت تحاول تنقذ حياتها مع ماجد .. وما تعيش الظلم مرتين .. ماجد فى دوامة يبي وما يبي .. لكنه بشر بالنهاية .. ياترى وش بتكون نتيجة الصراع اللى يدور داخله .. اللهم اجعلنى مظلوما ولا تجعلنى ظالماً .. سبحانه حرم الظلم على نفسه وحرمه بين عباده .. لكن وين اللي يتعظ !!! .. بشر مغرورين برغم ضعف حيلتهم .. غرتهم الدنيا .. وهى بالنهاية بتروح منهم .. وما يبقى يا ابن آدم الا عملك الصالح .. وذكراك عند الناس .. ::؛:: ::؛:: قالوا .. فاقد الشي لا يعطيه .. يمكن هالكلام صحيح وينطبق على الأشياء المادية .. لكن هل ينفع نطبقه على المشاعر والأحاسيس .. لأ .. مصدر الأحاسيس والحنان والمحبة داخلي .. نبع خلقه الله سبحانه .. وما يجف إلا بأمره .. يعنى لو ماحصلت بيوم من حن عليك .. مهوب معناه أن قلبك صخر ما يعرف يحن على الغير .. لو أحد حرمك الحنان والمحبة .. يبقى فى قلبك كنز منها .. ينتظر اللي يستاهله .. الدنيا أخذ وعطا .. وما يتوقف نصيب الأنسان إلا إن توقفت أنفاسه .. ::؛:: الجزء التاسع عشر مرّت الأيام .. والعلاقه بين ماجد ومها فى هدوء .. صحيح تغيرت معاملة ماجد لمها شوي .. لكن للحين القلوب بعيدة .. مها اندمجت فى حياتها الجديدة .. وكانت تشوف تغيرات بنتها الجوري وراحتها فى ظل والد يراعيها ويهتم فيها .. لو شككت مها فى مشاعر ماجد صوب اى شي مستحيل تشكك فى مشاعره واحساسه صوب الجوري .. مها حاولت تعدل علاقتها مع ماجد .. برغم تجاهله لها كانت قايمه بواجبه على أكمل وجه .. ملابسه يلاقيها معلقه ومبخره فى الكبت .. غرفته وحمامه نظاف .. بيته هادى ومريح للعين والقلب .. تعاملها معاه بكل أدب واحترام .. لكن بقت بينهم فجوة كبيرة .. واللى ماقدرت تتجاوزها مها .. ولا حتى تفكر انها تتجاوزها .. كل اللي تبيه انها تعيش مع بنتها بهدوء وسلام .. حتى لو كان على حساب مشاعرها كزوجة ومره قبل كل شي .. تجاهلت الحب اللى كان فى صدرها يكبر يوم ورا يوم .. برغم قسوته كانت مشاعرها مثل جذور النخيل .. اللي كل ما صادفت حجر والا جفاف .. تعمقت أكثر في قلب الأرض .. عسى تلقى الماء اللي يرويها .. ماعمرها شكت فى نظرتها لماجد .. وبرغم أنها ما تصادفت معه واجد يوم كانت مرة اخوه .. بس معرفة ماجد وش يمثل لأهله واللي سمعته منهم ومن غيرهم عن شهامته وأخلاقه ورجولته تخليها تحاول مره وثنتين وعشر .. عشان تكسب القلب الطيب اللى ينبض فى صدره .. تكسبه زوج لها يحميها من غدر الزمن .. وتكسبه الجوري أبو عوضها به الله سبحانه عن أبوها اللي راح بخيره وشره .. وهذا اللي يستاهل التضحيه عشانه ولو على حساب كرامتها .. وكلام موضى صحيح .. لو ماحرصت عليه بيضيع من ايدي .. حياتها مع بيت عمها كان يشوبها التوتر شبه اليومي .. كانت سالفة انهم يتغدون مع بعض بشكل يومي ترهق أعصاب مها .. عمتها شكلها للحين ما بلعتها .. ونوف واضح رد فعلها .. وزين انها أغلب الوقت تتغدى فى حجرتها .. ترّيح وتستريح .. روضة بس اللى كان وجودها يريح مها ويخفف عنها .. فتحت مها باب قسمها وهى تشيل الجوري على يدها .. " اووف .. وش ذا الحرَ .." نزلت الجوري اللى كانت مغطيه راسها بفوطة عن الشمس .. وحذفت عبانها ونقابها على الكرسي .. حتى الحرّ له ريحه .. قالت مها فى نفسها وهى تلمس العباه الحارة وتحس بوهج حرارة الشمس فيها .. خذت العباة والشيلة والنقاب وحطتهم فى سلة الغسيل فى المطبخ .. ورجعت للصاله وخذت بنتها وطلعت فوق .. " تغديتوا .." سألها ماجد من فوق الدرج وهو يشوفها طالعه هى والجوري .. " ايه الحمدلله .." ردت عليه بهدوء .. وهى تتذكر نظرته لها يوم دخلت الصالة هى والجوري قبل ساعه .. سلّمت ودنقت تحب راس عمها وعمتها .. ومسته بالخير وما رد عليها .. " هاتيها .." مد ايده للجوري يوم وصلت فوق يبي ياخذها .. مدت البنت له بهدوء ومرت من جنبه ودخلت غرفتها .. كانت تسمعه وراها يلاعب الجوري .. دخلت الحمام تغسل وجهها وترتب الكحل اللى سال من الحر .. غيرت جلابيتها ولبست لها روب قطن ناعم .. كان راسها يعورها وتبي بس تاخذ الجوري وترقدها عشان تقيل لها شوي .. تعطرت بشكل خفيف وحطت على راسها جلال وطلعت .. سمعت صوتهم جاى من حجرة ماجد .. دخلت عليهم .. كان ماجد راقد على السرير والجوري تلعب جنبه بجواله .. دخلت " ماتبي تقيل .." سألته .. التفت لها وهو يبتسم " وهى بتخليني اقيل .." رد عليها وهو يأشر على الجوري .. رقص قلب مها وهى تشوف ابتسامته " الجوري .. قومى يالله عشان نرقد .. " وجهت كلامها لبنتها .. " مابي .. باردد عند مادد " عيت الجوري تطلع .. ضحك ماجد يوم سمع ردها .. " شفتي .. قلت لس .. " شبك ايديه تحت راسه وهو يشوف مها " ماعليك منها .." التفتت على بنتها " تعالى معى ترى عندى حلاوا .. " حاولت مها تغريها عشان تقوم .. " لأ .. ديبيها هنا .. " دت بنتها بذكاء .. " لا هنا بتوصخين سرير ماجد .. بعدين بيهاوشنا .. " مدت مها ايديها لها عشان تشلها .. الجوري قامت ترافس ماتبي تروح معها .. " مسك ماجد ايد مها عشان تفكها " خلاص يا بنت الحلال خليها تقيل عندي .. " قال لها بهدوء .. " لازم اغير لها " ردت مها وهى تحس بمسكته قيد نار على ايدها .. " هاتي ثيابها هنا وغيري لها .. " انحرجت مها من مسكته لايدها وطلعت بسرعه .. جابت ملابس الجوري وغيرت لها .. ودخلت الجوري الفراش جنب ماجد وهى فرحانه .. لفت مها وراها تبي تطلع .. " وين بتروحين .." سألها ماجد بسرعه .. " باطلع اخليك تقيل .. " لتفتت عليه وهى ترد ..ا " وبنتس ذي من بيقعد عندها .. تعالى يابنت الحلال انا تعبان وراسي يعورني .. ارقدى جنبها لين ترقد وبعدين اطلعى .." رقد على جنبه وهو يشوف الجوري .. ترددت مها اللى كانت تعبانه ومافيها حيل تتكلم.. حطت ملابس الجوري على الكنبه ولفت من الجهه الثانيه عشان ترقد جنب بنتها .. دخلت تحت اللحاف .. وكان صعب تعطي بنتها ظهرها .. لفت عليها الجوري واندست فى صدر أمها .. كان ماجد يراقبها بهدوء .. مها حست أنها مستحيل ترقد بالوضع الغريب هذا .. غمضت عيونها وهى تحس أن ماجد يطالعها .. وهالشي سبب لها قلق كبير .. حاولت تتذكر لو على شفايفها روج والا لأ .. حست برغبه تحك خشمها .. بس ماتجرأت .. عشان ما ينتبه لها ويدرى أنها واعيه .. كان ماجد يدقق بهدوء فى ملامح مها اللى راقده قدامه .. ما يفصله عنها الا جسم الجوري الصغير .. لو مد ايده قدر يلمس خدها .. وهدب عيونها .. وخشمها .. وشفايفها المسكرة بقوة .. تبي توهمه أنها راقده .. ابتسم وغمض عيونه ونسى كل شي الا أنها جنبه .. :: :: :: يوم الخميس كان عندهم عشا .. أخت نورة وبناتها بيجون يتعشون عند بيت عمها .. وقررت مها تسوي لهم نوع سلطه ونوعين حلويات .. كتبت اللى تبيه .. واتصلت فى ماجد .. " السلام عليكم .." .." وعليكم السلام " .. " ماجد بغيت اغراض " .. " وش اغراضه .. " .. " أغراض للمطبخ .. بيت خالتك بيجون يتعشون عندنا بكره .. وبغيت اغراض عشان أسوي لهم حلا " .. " زين برزي عمرس عقب صلاة العشا باجي اخذس " قال لها بسرعه بدون ما يناقشه واجد .. " مافيه داعي .. الاغراض شوي .. اعطيهم الدريول وهو يجيبهم " اقترحت عليه .. " لأ .. بنروح كلنا عشان الجوري تستانس لها كم يوم ماطلعت " رفض بصوت قاطع .." زين " ردت مها .. سكر الخط بدون ما يقول حتى مع السلامة .. شكّت مها اصلا أنه سمع كلمتها الأخير .. جهزت مها نفسها ولبسّت الجوري .. كان قلبها يدق لانها أول مره بتطلع معه عقب ماتزوجوا .. وقفت قدام المرايه تشوف شكلها .. كانت عيونها محدده بكحل خفيف وشفايفها عليها روج لحمى فيه لمعه .. شعرها مرفوع بالعضاضه .. رتبت قذلتها .. كان عليها بلوزة حرير بيج بشرايط خفيفه سودا .. وتنورتها لونها بيج مموج بأسود .. لبست لها ساعه سيرها جلد أسود .. وخذت شنطتها وعباتها ونقابها ونزلت مع الجوري تحت ينتظرون ماجد .. شوي وصاح جوالها وكان ماجد .. طلعوا له وكان عند الباب .. فتحته وسمت باسم الله وركبت الجوري وركبت .. " السلام عليكم .. " سلمّت عليه .. " وعليكم السلام .. رد ماجد اللى كان يمد ايديه ياخذ الجوري ويقعدها فى حضنه .. مسكها بيد وبالثانيه مسك الدركسون ولف .. " هاتها عنك عشان ما تلهيك " مدت مها ايديها عشان تاخذ بنتها .. " خليها شوي تساتنس ولمن وصلنا للشارع العام عطيتس اياها " رد ماجد وهو مركز على الطريق قدامه .. كانت الجوري تضحك وتسولف على ماجد .. ولما وصلوا للشارع عطاها مها مثل ما وعد .. ورفع عيونه وشافها .. دقق فيها النظر ومها شافته اول مره وعقبه انشغلت تعدل قعدة بنتها في حضنها .. رجعت تلف عليه شافته للحين يطالعها " وش فيك ؟ " هى تذكر ان نقابها نظيف ومكوي .. وش قاعد يشوف فى وجهي .. " مافيني شي .. بس بتطلعين معي كذا .؟؟ " سألها بأستغراب .. دنقت مها تشوف شكلها فكرت انها ناسية شي والا لابسة شي غلط .. " وش فيه شكلى ؟" سألته .. " مافيه شي .. بس عيونس ظاهره .." رد بكل بساطه .. " وشفيها زين " سألته بتعجب وهى للحين مهب فاهمه وش يقصد .. " مافيها شي بس نزلى شيلتس على عيونس أستر " قال لها كذا وصد عنها يسوق .. نزلت مها عيونها وغصتها العبرة .. سحبت شيلتها شوي وغطت عيونها وهي في قلبها تقول هذى اخر مره اروح معك .. لا والله والعيون عيون سميرة توفيق من العازة هذا لو هى مرسومه بالكحل كان وش قال .. مدت الجوري يدها للراديو تبي تشغله .. وفهمها ماجد وشغل لها الاف ام وكانت اليسا تغنى بصوت حنون .. لو ماتجي لو ماتجي عا نوم عينيي.. وبأيدك تهز الغفا توعي الحنين اللي فيي.. اللي كان ع البعد انطفى لو ماتجي صالحتني مع هالدني .. رجعتني للولدني طفلة زغيرة مشيطنة ..ع الارض عم تركض حفا قبلك قلبي كان .. شجرة بلا عصافير جنة بلا الوان .. فراشة مافيها تطير غيرت الزمان .. وبدلت البرد بدفا لو ماتجي لو مالهوى يمرق ع بابي .. ويمحي بنسماتو الضجر كنت رضيانة بعذابي .. لاهم حب ولاقمر لو مالهوى علمت قلبي ع الحكي .. نسيتني كيف البكي ومسحت دمعة ملبكة ..ع رموش تعبانه سهر تغرغرت عيون مها بالدمع .. كانت تسمع الأحساس اللى تتمناه واللى فقدته بحياتها كلها اللي قبل واللي اللحين .. تسمع الحسرة وحجم الخسارة اللى عاشتها واللي للحين تدفع ثمنها .. ليته ما رجع ولا جا .. بين ايدينى ومحرم عليّ .. وفوق هذا وذاك سوء ظن وقسوة بدون سبب .. كل اللي سويته له ما أثر فيه ولا حرك في قلبه شي .. ذابت دموعها فى النقاب .. وباقي الدموع نزلت بجوفها .. بلعتها عشان ما يحس فيها .. كان يفكر في عيونها .. معقوله ماتعرف وشكثر عيونها حلوة .. لا وبتطلع كذا لكارفور وبالليل .. المفروض ما تكحّل عيونها .. عيال الحرام من يشوفون سواده لحقوها كيف وهى متكحله والا متعطره .. حاول يشّم ريحة عطرها بس ماقدر .. كانت خفيفه واجد .. زين بعد ما تسبحت بالعطر .. غابت صورتها هذي وحضرته صورتها أول مره شافها .. حاول يتذكر ملامحها عدل بس للأسف ماقدر كانت الصورة مشوشة .. تلاشت شوي شوي وحل مكانها صورتها وهى عروس .. ملامحها الناعمة رجفت ايديها يوم قعد جنبها .. رمشة عيونها السريعه وتوترها الواضح .. خوف والا رهبة والا ايش بالضبط .. كم مرّ على ذاك اليوم .. اسبوعين .. ثلاثه .. شهر .. سبحان الله ماسرع ماتمر الأيام والواحد مهوب حاس .. لها شهر جنبك وما لمستها ..!!! ما اقدر .. بعد كل هذا وماتقدر .. ولو قدرت .. عمرها ماكانت لي .. وبيتم اللي صار جدار كبير بيني وبينها .. مستحيل تلمسها الا وتتذكر أن أخوك لمسها قبلك .. أخوك اللي ظلمها وظلمك .. وصلوا لكارفور ونزلوا كلهم .. خذوا عربانه ودخلوا .. تذكر ماجد آخر مره كان فيها هنا يوم ضاعت الجوري انقبض قلبه ومسك ايدها بقوة .. ومشوا سوا في كارفور بين الممرات .. تملل ماجد وهو يدور ورا مها .. مسكته الجوري وجرته صوب قسم الألعاب .. تردد ماجد يخلي مها لحالها .. " باروح مع الجوري اخذ لها لعبه .. لاتروحين بعيد زين .. " رفعت مها راسها له مستغربة " ان شاء الله .." قعدت تطالعه لين اختفى في الجهة الثانية .. يعنى وين بأروح .. والا مفكرنى بأطق منه .. رفعت شيلتها عشان تقرا الورقة الل في ايدها ورجعت تمر على الرفوف تاخذ الأغراض اللي تبيها .. وما انتبهت للي كان يمشى وراها بهدوء .. خذا ماجد الألعاب اللى اختارتها الجوري ومسك ايدها ورجع معها يدورون مها .. وهو يمشى بسرعه قبل يوصل للمكان اللي تركها فيه .. شاف زول يشبه زولها رجع بسرعه يتأكد .. وكانت واقفه وجنبها واحد يكلمها .. أظلمت الدنيا فى عيونه .. سحب الجوري بلا شعور وهو يمشى صوبهم .. كانت مدنقة تلعب بالجوال .. من شافه الرجال اللى واقف وراها انسحب بسرعه .. " خلصتي " صرخ فيها ماجد .. فزّت مها من الروعه .. والتفتت وراها تشوف لو فيه أحد .. " اي خلصت .. " .. قط الأغراض اللي بيده فى العربانة وبدون سبب مد ماجد ايده لجوالها وسحبه وحطه فى مخباه " قدامي .." قال لها وهو يعض على ضروسه .. " شفيك .." سألته .. " ماتقولين خلصتي .. قدامي .." كرر كلامه بنفس القسوة .. " ليش خذيت جوالي .." سألته وهى واقفه قدامه بتحدي .. " الرقم مهوب أنا اللي مطلعه لس ؟؟.. " رفع حواجبه لها وهو يرد .. مشى قدامها وايده فى ايد الجوري .. وقفت وراه مستغربة تصرفاته .. رجع التفت عليها واشر لها بدون صوت انها تنزل شيلتها على عيونها وصد عنها يمشى صوب المحاسبين .. عدلت شيلتها وسحبت العربانه بهدوء ومشت وراه .. :: :: :: دخلت نوف حجرة روضة اللى كانت مشغله اغاني على اللاب توب حقها وهى تدور لها شي في الكبت .. دخلت وقعدت على طرف السرير بدون صوت .. التفت روضة وفزت يوم شافت أختها " بسم الله الرحمن الرحيم .. أنتي ماتعرفين تدقين الباب ؟؟ " سألتها بضيق .. "الباب كان مفتوح .." ردت نوف ببساطه .. صدت عنها روضه تدور .. " رويض .." نادتها .. " خير .." ردت روضه بدون ما تلتفت لها .. " خلاص زين .. الى متى وأنتى زعلانه .." .." مانى بزعلانه .. تبين شي ثاني .." ردت روضه وهى للحين تدور فى الكبت .. " رويض .. ترى مافي البيت الا انا وانتى .. بتطولين وانتى مطنقرة .." .. ماردت روضة " اسفه .. زين .. بس ترى انتى اللى خليتينى اسوي كذا .." .. التفتت لها روضة " نوف .. ترى والله ماحد مخرب عليس غيرتصرفاتس .. انتى تغيرتي واجد .. ولسبب مايستاهل .." .. وقفت نوف " لا تفتحين الموضوع هذا مره ثانية " قطعت أختها وهى متوترة .. " الا بافتحه مره ومرتين وثلاث لين تصحين من الوهم اللى انتى فيه .." قربت روضه منها " علمينى انتى وش ناقصص يومس تسوين اللى تسوين ؟؟ ومعيشه عمرس بمأساة من خيالس .. تركضين ورا وهم وسراب .." سكتت روضة يوم شافت شفايف اختها ترتجف .. " نوف .. " نادتها بصوت خافت .. " خلاص مابي اسمع شي .. رضيتي بكيفس مارضيتي جعلس ماترضين .." وطلعت بسرعه وصفقت الباب وراها بقوة .. حتى امها اللى فى الصاله تحت سمعت صوته واستغربت .. طلع ماجد من كارفور وكن وراه جن .. والهندى يلحقه بالعربانه ومها شلت بنتها عشان تقدرتجاري خطواته .. ركبت معه بهدوء وبنتها فى حضنها .. دق سلف وطلع من المواقف وهو ساكت .. مها كانت مدنقة بصمت وهى تفكر باللي صار فى كارفور .. يوم راح منها ماجد والجوري كملت الصف وطلعت لصف ثاني تدور باقي اغراضها .. وهناك نشب لها واحد قليل حيا .. بغت تدعمه وهى تدور .. ورفعت عينها له بدون شعور .. ومن لحظتها لزق لها .. يمشي وراها ويقط كلام وهى ما التفتت حتى صوبه .. حيا وخوف احد يشوفها فى الموقف هذا .. آآآه بس لو السوري معي كان غسلنا شراعه عدل .. حاولت تبتعد عنه بس هو كان مصمم يلحقها ويتعرف عليها خاصه انه شافها لحالها .. خافت يجي ماجد ويشوفه .. فقررت تفتح تلفونها وتكلمه عشان يجي هلى الاقل هالقليل الحيا يسمعها تكلم رجال فيستحى على وجهه ويذلف .. لكن ما امداها تطلع جوالها الا وصوت ماجد يخرق طبلة اذنها " خلصتي .." يالله .. ماعمرها فزت وطار قلبها مثل هالمره .. كانت عيونه مظلمه .. ونظرته تخوف .. التفتت وراها خافت لا يكون شاف هالخايس اللى مرابط وراها بس اشوى انه راح .. شكله مل منها وتركها وراح يدور له صيده جديده .. التفتت له تشوفه من طرف عينها .. لاحظت عرق فى فكه ينبض بقوة .. بس هذا وش فيه معصب كذا .. سألت نفسها هالسؤال اللى ظل بلا اجابه .. وقلبها مقبوض .. كان ماجد راص على اسنانه بقوة لدرجه انه حس بالصداع يشتد فى راسه .. كنت غبي يوم طلعتها معى .. مقيولة ابو طبيع ما يخلي طبعه .. لعنبو غيرها هى مريضه والا فيها بلا والا مهب صاحية .. شلون تتجرأ وتسوي كذا وأنا معها .. هى تحسبنى خروف .. والا ثور ما أفهم .. لكن أنا أربيس .. كن منصور ماقدر عليس .. أنا أوريس .. مانا بولد عبدالله كان ماخليتس تمنين ان امس ما جابتس .. رن جوال مها فى مخباه .. ومع رنته زاد ضيقه .. وماطلعه حتى يشوف من المتصل .. انتبه لها وهى تشوفه .. تنتظر يرد على الجوال وعقبه صدت وراها ونزلت راسها .. قرب من البيت سحب جواله ودق على روضه " رويض .. اطلعى برا اخذي الجوري وخليها عندس .. أنتي تفهمين والا لا .. قلت لس اطلعي اخذيها نسينا غرض وبنروح نجيبه وهى تعبانه .. اخلصى انا عند لفة البيت .." وسكر على طول .. " اي اغراض اللى نسيتها .." سألته مها بارتباك .. " بعدين بتعرفين عطيها البنت بدون كلام .." تنفست مها بعمق وعرفت ان الليله مهي معدية على خير .. شوي والا هو واقف عند باب الفيلا .. طلعت روضه لابسه جلالها فتحت باب مها " حى الله مهوي .. وشلونـ .." تحفتها لكن صوت ماجد فجأها .. " اخلصي علينا اخذي البنت وخلى السلامات بعدين .." قطعها ماجد بصوت عالى .. تروعت روضه والجوري خافت يوم شافته كذا .. نطت فى حضن عمتها " الله الله فيها .. شوي محنا متأخرين .." قالت لها مها بصوت هادي .. خذت روضة البنت وهى تشوف أن الموقف ما يحتمل كلام سكرت الباب ودخلت وسمعت صوت كفرات الموتر على الارض يوم مشى .. " من اللى عند الباب .." نشدتها أمها .." ماجد ومها .." ردت روضه .. " وينهم مانزلوا .." نشدتها أمها وهى مستغربه .." راحوا يجيبون لهم أغراض ونزلوا الجوري عندى .." ردت روضه وهى تفصخ نعال البنت .. " ولو فيهم بلاء .. مها ماتخلى بنتها " ردت نوره وهى تفكر .." مافيهم الا العافيه " قالت روضه وخذت الجوري للمطبخ تعشيها .. :: :: :: وصل ماجد عند باب قسمهم ونزل " انزلى .." زعق على مها .. نزلت بهدوء ولفت ورا السيارة تنزل الإغراض " خليهم .. امشى قدامى داخل .." بنفس النبرة أمرها .. " بس الأغراض بتذوب فى الحر وبتخترب .." ردت مها وهى واقفه قدامه .." فى اللعنة .. ادخلى قلت لس .." صرخ كن مافيه صبر .. طالعته وهى ساكته وخذت شنطتها فتحت الباب ودخلت قدامه .. دخل وراها وصفق الباب بقوة رجتّ الصالة .. كملت مها مشي لفوق .. " لحظه .. انزلى ابيس " ناداها بصوت عالى .." خير .." لفت نص لفه وردت عليه .. " انتى ما تستحين .. مافي وجهس حيا .." زعق عليها .." احترم نفسك .." قطعته بسرعه .." وانتى خليتيى فيها احترام .. واقفة تغازلين عيني عينك .. ما خليتي لى حشيمة ولا قدر .. ولا حتى لابوس اللى مربيس .. " فتحت مها عيونها بقوة .. " حاسب على كلامك .. وانا ان ما حفظت عمرى والا ماحفظتنى انت .." ردت عليه .." وين الدليل .. اول ماطلعتى فصختى .. لازق فى ظهرس يسولف عليس لعنبو غيرس ما قدرتى انى معس وفى سوق تاخذين الرقم بوجه قوي " ارتفعت ايد ماجد في وجهها وهو يصرخ .. " انت وش تقول .. لا مانت بصاحى .." تروعت مها من تفكيره .. " لا صاحي .. ليش فاتحه تلفونس وهو جنبس .. لايكون يرسل لس أناشيد دينية ؟؟" رد ماجد وهو يتمقت عليها.." فتحته عشان أكلمك يوم تأخرت .. والله ما أدرى وش شكله اللى كان وراي .. واحد قليل حيا تبينى اتناشب معه فى السوق عشان تدري انى ما عطيته وجه ؟؟" دافعت عن نفسها قدام غضبه الشديد .. لفت عنه تطلع فوق .. طلع وراها درجتين مره وحده وسحبها من ايدها " ماخلصت كلامى .. وقد حذرتس .. ماتعطيني ظهرس وأنا أكلمس .. والله لولا حشمة ابوس كان صار علمن غير ذا .." ضغط على ايدها بقوة عكست الغضب اللي في صدره .." الكلام معك ضايع .." نفضت ايدها من ايده بقوة .. لكنه ماتركها .. مد ايده سحب نقابها وشيلتها بيده اليسار " وصلت فيس تقولين لى ذا الكلام .." وماحس بعمره الا ويده اليمين تفك ايدها وترتفع وتضرب خدها فى نفس اللحظه اللى طاح فيها نقابها على الارض وبقى طرف شيلتها في يده .. تردد صوت الكف فى المكان .. وتناثر شعرها على وجهها من قوة الصفقه .. لحظات تجمد كل شي .. ايد ماجد .. وجه مها .. التفتت عليه ببرود .. واثار اصابعه على خدها وأذنها " ارتحت .." لفت عنه وطلعت فوق بدون صوت .. وتركت بقاياها عنده .. نقاب على ألأرض .. وطرف شيله في يده .. سمعت طنين قوي فى أذنها .. وعقبه حست بشي حار ضرب وجهها .. طاح النقاب فى نفس اللحظة اللى شافت فيها ايد ماجد قدام وجهها وكانت رحمه من الله انها ماشافت تعابير الكره فى وجهه .. تردد الطنين بقوة فى راسها .. وللحظات ما سمعت شي .. نفرت الدموع بسرعه رهيبه لعيونها وبنفس السرعه تحجرت .. ومانزلت .. حست مها فى لحظتها بكل الأحلام اللى تمنتها معاه ماتت .. حست انها طاحت فى بير ماله اخر .. حست أنها عاشت الموقف مره ثانية وبعد مظلومة .. بس هالمره ماراح تسكت .. وماراح تبكي .. شافت تعابير الصدمة على وجه ماجد .. كأنها هى اللى صفقته .. " ارتحت .. " كلمة وحده بس كانت كافيه .. ماراح تسأله ليش .. ولا تلومه .. ولا تنهار .. ماعاد فى القلب مكان للبكا ولا للترجي .. لفت عنه وطلعت فوق .. دخلت غرفة بنتها وقفلت عليها الباب .. دخلت للحمام .. وهناك بس .. بكت ... رفع ماجد شيلتها يشوفها .. شلون قدرت أسوي كذا .. وشلون قدرت أمد ايدي عليها .. ايدي اللى عمرها ما انمدت على مره .. تنمد عليها هي بالذات .. قط الشيله جنب النقاب على الأرض .. وطلع مايشوف قدامه .. رن جوال مها فى مخباه .. هذا جوالها .. نساه .. طلعه يشوف من المتصل لقاه روضه تركه يرن لين سكرت .. ولما تسكر لقا قائمة الاسماء مفتوحه على اسمه يعنى كانت تدور رقمى ..؟؟ فتح قائمة المكالمات الفائته .. لقى مكالمتين من ساره .. شاف الجهاز البسيط اللى في ايده .. حتى بلوتوث مافيه .. شاف المكالمات الوارده والصادرة .. شيك على الارقام .. كانت القائمة بسيطه .. اهلها وأهله .. وكم اسم لبنات .. والخياط .. ياترى هو تسرع وظلمها والا كان شكه فى محله .. طفى الجهاز اللى صار يحسه جمرة فى ايده ورجع للبيت ياخذ الجوري .. دخل على أمه وروضه عندها تعشي البنت .. سلم على امه وقعد " روضه .. نادى الخدامه خليها تنزل الاغراض من السياره وتدخلها المطبخ عند مها عشان باطلع .." مد ايده ياخذ فنجال قهوة من امه اللى ماعجبها كلامه " وش قومها مانزلت أغراضها بعمرها .." قالت له وهى تزم أثمها مهوب عاجبها كلام ولدها اللى حسته صاير يهتم بمرته أكثر من اللازم .. " يا يمه واللي يرحم والديس تراها شغاله .. ما تبينها تنزلها انا باروح انزلها " رد بصوت عالى وهو قرفان حتى نفسه قط فنجاله وقام .. " تعال بس بتروح الشغاله ما وراها شي .." ردت روضه وهى تقوم بسرعه وراه .. " ياخى ليش كلامى ما يمشى في البيت ذا .. لازم اشرح كل شي لبغيتكم تسووون حاجه .." وقف عند الباب وهو مهوب طايق عمره " الخدم وعندكم بدال الوحده اربع غير الطباخ .. مستكثرين علي خدامه وحده تنزل الاغراض .. الله لا يبارك فيهن من خدامات " طلع من الباب وخلا أمه وراه مندهشة من ثورته .. وروضه مبرطمه والجوري راقده جنب عشاها .. " هذا ما يمّل من الهواش .." قالت لهم نوف وهى تدخل عقب ماطلع ماجد .. :: :: :: غسلت مها وجهها .. وتوضت عقب ماغيرت ملابسها وطلعت تصلي لها ركعتين .. كان وجهها يعورها وتحس بصداع .. صلت وقامت تدور لها بندول .. خذت لها حبتين ورفعت وجهها فى المرايه وشافت خدها منتفخ ومزرق .. والله مهوب بعيد من خد روضه يوم زلقت فى الحمام .. حسبي الله ونعم الوكيل .. تذكرت بنتها شلون بتجيبها ذلحين .. وجوالها مع ماجد .. وماعندها خدامه توصيها تجيبها من بيت عمها .. لبست عباتها وخذت لها نقاب وجلال ونزلت عشان تجيب بنتها من عقب ما سمعت صوت موتر ماجد يشتغل من ثلث ساعه .. نزلت وشافت الاغراض عند الباب .. دفت الاكياس بطرف رجلها وطلعت .. وصلت بيت عمها ودخلت للصاله وشافت عمتها وبناتها كلهم قعود حولها .. والجوري راقده على الكنبه .. " مساكم الله بالخير .." سلمت عليهم .. دنقت على راس عمتها تسلم وهى بعباتها ونقابها .. وقفت لها روضه ونوف يسلمون .. " ما شاء الله عليكم ما تأخرتوا .." قالت لها روضه .." لقيت كيسة الاغراض اللي نبيها فى الكرسي اللى ورا عقب ما نزلنا الجوري .." ردت مها .." وشفيه ماجد .." سألتها نوره ,," مافيه الا العافية .. ليش وش فيه يمه .." لفت مها على عمتها وهى ترد عليها .. بدون ماترفع نقابها .. " مادري به .. كنه ضايق من شي .." ردت عمتها وهى تخز مها من فوق لتحت .. " مادرى عنه .. بس الظاهر انه مايحب الدوره فى الاسواق .." ردت مها وهى تقعد جنب بنتها .. " وش اللى حاده يروح والبيت فيه بدال الدريول اثنين .." نغزت نورة بكلامها وهى تقصد مها .. " قلت له يا يمه وعيا .. الله يعطيه العافيه .." كانت مها تبي تسكر على الموضوع عشان تطلع .. " ماعليه شر .. بيوديكم مره والا مرتين وعقبه بيمّل وبيقول عندكم الدريول .." ردت روضه وهى تبتسم تحاول تلطف جو الحديث بين أمها ومرة أخوها " مهوي .. اقعدى شفيس واقفه .. تقهوي .." عزمتها روضه .. ونوف كانت ساكته تراقب .. " معليه تعبانه والله .. والجوري يبي لها تبديل وهى راقده .." تعذرت مها وهى تشل بنتها .. " خليها بخلي الشغاله تشلها عنس .." قالت لها روضه .. " لا فديتس انا بأشلها ما فيه داعي .. " سمت عليها وشلتها .. " زين تعشى معنا .." عزمت عليها روضه وأم وأختها ساكتين .. " تعشى معكم العافيه .. ما انا بمشتهية .. يالله تمسون على خير .." ودنقت على عمتها تحب راسها وضمت بنتها لصدرها وطلعت .. " وانتى من أهله .." ردت عليها نوره وروضه .. طلعت وعيونهم تلاحقها مستغربين .. " فيها شي .." قالت نوف وهى تقرص عيونها في مرة أخوها اللى راحت .. " شكلها متضايقه .." ردت روضه وهى ترجع تقهوى .. " الله يضيق عليها مناسمها كنها ضيقت صدره .. " دعت عليها نورة .. " يمه حرام عليس .. وشدراس انها هى السبب .." دافعت عنها روضه .. " ومن غيرها وهو متقهوي عندى المغرب مافيه الا العافية .. مشغلته عندها دريول يوديها ويجيبها .." ضحكت نوف على كلام أمها .. " الأمر هين يا يمه لمن وداها .. تراها مرته .." ردت روضه وهى تزم شفايفها متضايقه من أختها اللي عاجبها كلام أمها .. " تمرمرتى انتى واياها .. أشوفس واقفه فى صفها .." قرصت نورة عيونها في بنتها .. ونوف ضحكت زياده يوم سمعت تعليق أمها .. التفتت روضه على أختها بضيق " يا حبكم للمشاكل .. ماتعرفون تعيشون مثل الناس .." تأففت روضه وقامت وخلتهم وراها " روحى يا المصلحة الاجتماعية .. " ردت عليها نوف والتفتت لامها تكمل كلامها " يمه .. تظنين ماجد متهاد معها والا ضاربها .." استنتجت نوف .. " وشو .." فتحت نوره عيونها مستغربه .. شلت مها بنتها وطلعت من بيت عمها وهى تنهّد مرتاحه .. مشت لين وصلت لقسمها ودخلت وقفلت الباب .. طلعت الدرج ودخلت الحجرة وغيرت لبنتها وحطتها فى فراشها وقررت تنزل تحط الاغراض في الثلاجه قبل تخترب .. لبست جلالها وحاولت تغطى طرف خدها المزرق .. ضغطت على راسها من العوار وهى تنزل .. سحبت الاغراض للمطبخ ورتبتها بسرعه طفت الليت وطلعت ترقد جنب بنتها .. وماحست بعمرها وهى تقوم ثلاث مرات تتأكد أن باب الحجره مقفول ...!! طلع ماجد ضايقه فيه الدنيا .. دق عليه اخوه فهد ينشده وين مكانه وقال له ان الشباب مجتمعين فى مجلس تركي وينشدون منه .. قال له انه بيجيهم عقب ما يخلص له كم شغله .. سكر منه وطلع للكورنيش .. كان محتاج يخفف من الضغط اللى في صدره .. من بادي الوقت وهذا طبع الايامي عذبات الايام ماتمدي لياليها حلو الليالي توارى مثل الأحلام مخطور عنى عجاج الوقت يخفيها أسري مع الهاجس اللي ما بعد نامي وأصور الماضي لنفسي واسليها أخالف العمر وأراجع سالف أعوامي وأنوخ ركاب فكري عند داعيها تدفى على جال ضوه بارد عظامي والما يسوق بمعاليقي ويرويها الا صفى لك زمانك عل يا ظامي اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها الوقت لو زان لك يا صاح ما دامي يا سرع ما تعترض دربك بلاويها حتى وليفك ولو هيّم بك اهيامي سيور الأيام تجنح به عواديها اييييييه .. شكل مالك فى السعاده والفرح نصيب .. كل ما قلت هانت جد علمن جديد .. لا كلام موضي قادر يقنعك .. ولا تصرفاتها بتقنعك .. وش اللي بيقنعك ؟؟.. تطلع اخوك من قبره تنشده ليه سوا كذا ؟؟.. واللي شفته اليوم .. وش شفت .. واحد خبل من واجدين مالهم لا شغله ولا مشغله الا الدوارة فى الاسواق وملاحق النسوان عطته وجه والا ماعطته ماتفرق عنده .. تذكر كلام موضي يوم جاها ونشدها .. وعادت عليه كل الكلام اللى سبق وعلمته اياه يوم ملكته على مها .. " والله أنا ضايع ماعاد عرفت من اصدق .." رد عليها ماجد بحيره .. " صدق قلبك ياخوي .. صدق قلبك .. وشوف وش يقولك من صوب هالمسكينه " حطت موضي ايدها على صدر اخوها صوب قلبه وهى تتمنى أن كلامها يوصله .. دنق ماجد وهو يلعب فى فنجال قهوته .. " ترانى تعبت وأنا أعيد لك نفس الكلام .. أنا نشدتك يوم تملكتها ابوي غاصبك عليها قلت لى .. لاتعذبها وتعذب عمرك .. تبيها ياخوى لازم تفتح معها صفحه جديده .. ما تبيها خلها تربي بنتها مرتاحه .. قدرت تتحملها عندك خير وبركه .. ماقدرت ردها من حيث أخذتها " ملت موضي وهى تحاول تقنع أخوها .. " أردها ؟؟.. والناس وش بتقول .." رفع ماجد عيونه لأخته.. " ماعليك من الناس .. عليك من نفسك .. تبيها والا لأ .." ظل السؤال معلق بينها وبينه .. " الموضوع عندس بسيط لانس ماتدرين وش قال لي منصور .." " أدري بالسالفه ماتبي لها ذكاء .. صحيح ما أعرف الكلام اللي قاله لك لكن وحق من رفع سبع أن مها مالها بالسالفه كلها .. والتلفون اللى شفته كسره كان له مهوب لها .. أنت شفت موقف واحد يا ماجد وبنيت عليه شكوك وظنون .. ومنصور الله يسامحه زاد الضو حطب .. خوفه منك خلاه يكذب عليك " شرحت له موضي .. " وفهد .. مالها في موضوعه بعد ..؟؟" رفع صوته بغضب وهو يسألها .. " وش فهد .." استغربت موضي من سؤاله .. " شفتي انس ماتدرين خير شر .." دنق ماجد .. " ماجد .. مها بنت عمي .. والله لو شفت عليها منقود كان علمت منصور قبلك .. والله انها تسوى وزنها ذهب .. لا تصدق كل ماتسمع .. هذا اخر كلامي لك .. وماعندى غيره .. أنا بريت ذمتى من صوب هالمسكينه .. يكفى اخوك راح بذنبها فى رقبته وهو ميت .. لا تشيل ذنبها أنت بعد وأنت حي .. " دخل ماجد على الشباب فى بيت تركي وقعد معهم يسولف تعشوا وهو تعذر أنه متعشي قبل يجيهم .. قعد بروحه يهوجس عند القهوة .. خلصوا عشا وقعد بعضهم يلعب ورقة وبعضهم متكي يسولف قدام التلفزيون .. دخل عليهم فهد بن سعيد ولد خالتهم .. سلم عليهم وتحفوه قعد جنب ماجد " شلونك يابو عبد الله .. عساك بخير .." .. " بخير الله ينشد منك .."رد عليه ماجد .." وش علومك من عقب العرس ماعاد شفناك .." سأله فهد وهو يبتسم .." علوم خير .. ابد الدوام ماخذ وقتى كله .." رد ماجد ببرود .. " الله يعطيك العافيه .." حس فهد أن ولد خالته مهوب طبيعي فقصر السالفه .." ومن قال .." رد عليه ماجد وسكت .. دخل عليهم أحمد .. وتغير جو المجلس .. كلن قام يرحب ويهلي فيه .. وهذا يعزم وهذاك يحلف عليه .. " يا جماعة الخير انا جاي عشان أقعد خلصنا من بريطانيا .. وكل واحد عزم تراه ملزوم بعزيمته وباسجلكم فى دفتر .. عشان ماحد يجدحنى .." قال لهم أحمد بصوت مرتفع خلا الكل يضحك .. قعد جنب ماجد يسولف معه .. شوي شوي خلا المجلس قريب 11 ومابقى الا ماجد واخوه وتركي وفهد وأحمد .." وش جديدك يابوعبدالله .. من زمان ما سمعنا لك قصيد .. من عقب طلعتنا وقت الربيع .." نشده أحمد .. " جايك القصيد .." رد عليه ماجد .. ياصاحبي دنياك هذي عجيبه والوقت يا (فهاد) للناس خداع كيف الخوي ياناس ينسى صحيبه من عقب ما كان لمشاكيه سماع اليوم صدري ودي آشق جيبه ياكود انا القى لضيقة الصدر مطلاع جتني على صدري هموم ٍ عصيبه وابحرت فيها دون مجداف وشراع يامن رمى ذاك الحجر في قليبه وحرك سكون الجّم والناس هجاع قلت: الطفل معقول؟؟ ينسى حليبه يمكن..ولكن كيف؟! يذكر الياجاع واخذت افكر بالفياض الرحيبه يمكن بعد تنسى وفا الغيم للقاع!! يا وقتنا والله ناسك غريبه هذي صحيح وجيههم اوهي قناع!! اشوف ناس ٍ من بعضها قريبه واشوف ناس ٍ قربهم كنه وداع واليوم يا(فهاد) بالنفس ريبه يا صاحب ٍ كنت بيمينه له ذراع؟! قل لي: وخبر صاحبك ويش عيبه؟؟ او عيبه: انه للوفا دوم تباع وقل لي : من اللي غيّرك لأجل اجيبه واعلمه من كان يشري وينباع!! ان كنت ما تدري فهذي مصيبه وان كنت تدري شف مسافات الاوجاع... ترى الخوي وقت الشدايد يجيبه والا الرخا كل ٍ يجي فيه فزاع نسيت عشرة صاحب ٍ تلتجي به ونسيت يوم نقسّم الهم بالصاع! اي والله اشره والعتب ويش ابيبه دام العتب مثل الصدى وسط الاسماع: واحذر ترى دنياك هذي عجيبه ووقتك ترى يا صاحبي دوم خداع... " صدقت .. عز الله صدقت .. صح لسانك ولاهنت يا ماجد .." رد فهد وهو يحس بقلب ولد خالته عليه شي .. " جزله من جزل يا مجود .. صح لسانك .." قال تركي .. " صحت أبدانكم ولا تهونون .. " .." يا أخى وأنا .. ماعمرك طريتنى فى قصيدك .. ترى لى عليك ثلاث حقوق(ن) .." تدخل أحمد .. " وش حقوقك .." ضحك ماجد وهو يسأله .. " أول شي إنى خويك .. ثاني شي أنى تونى جاى من غربة .. ثالث شي وهو الأهم أنى عديلك .. ورجل خالة عيالك .." رد أحمد وهو مسوي عمره جاد بكلامه .. العيال ضحكوا عليه .. " ولا يهمك طال عمرك .. بأكتب لك قصيده ليلة عرسك وش تبي بعد .." وعده ماجد .. " عساك سالم يا العضيد ما قصرت .." وتقدم أحمد وحب خشم ماجد .. وفهد يراقبهم بسكات .. :: :: :: وصل ماجد لقسمه قريب الساعه 1 الصبح .. دخل وشاف القسم هادي والليتات مبنده .. طلع الدرج وشاف باب حجرة الجورى مسكر .. دق شوي شوي وماحد رد عليه .. فتح الباب لكنه كان مقفول من داخل .. تنهّد ولف وراح لحجرته يرقد .. توعت مها ما تدرى كم الساعه .. خذت جوالها وفتحته كانت الساعه خمس وعشر الصبح .. قامت توضا عشان تصلي .. لمست خدها وهى تحس بوجع فيه .. تذكرت وش سبب هالوجع رفعت وجهها فى مراية الحمام تشوف شكلها وتفاجأت بخدها المورم .. قررت تنزل وتحط لها كمادات بارده عليه أربه يخف .. صلت ولحفت بنتها عدل وطلعت من الحجرة .. التفتت على حجرة ماجد وهى ماتدرى هو رجع البارحه والا لأ .. رجعت تاخذ لها جلال تغطي راسها ونزلت للمطبخ .. فتحت الليت ودخلت وراحت صوب الثلاجه وخذت لها كماده بارده وحطتها عليها .. شافت الأغراض اللي شرتها البارحه .. مافيها نوم .. فقررت تبتدي تسوي الحلا .. قعدت فى المطبخ تشتغل لحد ما صارت الساعه 6 ونص .. حطت صينية التشيز كيك فى الثلاجة .. وطلعت البسبوسه من الفرن .. كانت ريحتها تفتح النفس على هالصبح .. حطتها على الطاولة وغطتها .. نظفت وراها وتأكدت أنها سكرت الفرن .. وسكرت الباب وطلعت لحجرتها .. دخلت وسكرت الباب وراها بالمفتاح .. نزلت جلالها ودخلت فراشها عشان ترقد .. رجع الحلم القديم يتصور لماجد فى نومه .. وجه أخوه الميت بين ايديه .. ومها واقفه بعيد عنه .. وبينه وبينها ضو شديدة .. ضمه لصدره وحس بحزنه على أخوه يشق صدره .. دنق يشوفه .. وتروع يوم شاف وجه أخوه أسود .. حاول يمسحه وينظفه بس ماقدر .. شاف جنبه طرف ثوب .. رفع عينه شاف مها واقفه على راسه .. تعطيه جلالها عشان يمسح وجه أخوه .. مد ايده بس ما قدر يوصلها .. فزّ ماجد من فراشه متروع .. وقلبه مقبوض من الحلم .. وقرر يتصدق عن اخوه .. تسبح وراح يفطر عند أمه وعقبها طلع للدوام بدون مايشوف مها ولا يكلمها عقب اللي صار البارحه .. قامت مها ثمان ونص على صوت الجوري توعيها .. قامت وغسّلت وغسلت وجه بنتها عقب ما بدلت لها .. فتحت الباب شوي شوي كان باب حجره ماجد مردود .. طلعت له الجوري تركض بس لقت الحجرة فاضيه .. وهالشي ريح قلب مها .. خذت بنتها ونزلت للمطبخ تسوي لهن فطور .. عقب ما أفطرن نظفت المواعين ورتبت المطبخ ورجعت فوق ترتب الغرف .. بدت فى غرفة ماجد .. وطلعت لها طقم شراشف جديد شرته الاسبوع اللى طاف مع ساره يوم راحت لبيت أهلها من المخازن الكبرى .. كان لونه عنابي مع دانتيل ذهبي .. عطت الجوري العاب وخلتها تلعب فى الحجره جنبها وهى ترتب المكان .. مسحت الطاولات والكومدينو من الغبار .. لقت جوالها على الكومدينو ومطفا .. بغت تاخذه لكن فى اللحظة الأخيرة تركته مكانه .. دخلت الحمام ونظفته وبدلت الفوط .. حطت الغسيل فى سله وحطت فوقه الشراشف الوسخه وطلعته برا الحجره .. عطرت السرير .. وشغلت المكيف وطلعت .. دخلت حجرتها ورتبتها ورتبت فراش بنتها غيرت شراشفهم بعد .. ونظفت الحمام على السريع .. حطت الغسيل كله فى السلة .. ونزلت عشان تغسله .. نزلت بنتها معها .. خلصت شغلها تقريبا على 10 ونص .. وقررت تروح بيت عمها عشان تاخذ لها صواني حق البسبوسة وحق السلطه .. غيرت للجوري ولبست عباتها عقب ماحطت على وجها كريم أساس عشان يخش باقى اللون اللى معلّم على خدها من ضربة ماجد لها لبست نقابها وطلعوا صوب بيت عمها .. دخلت على عمتها فى الصاله " صبحس الله بالخير يمه .. وشلونس " دنقت تحب راسها .. " صباح النور ..بخير الله يسلمس .." .. مدت الجوري لها تسلم على جدتها .. " وينس من رجلس اليوم .." توترت مها " عسى ماشر وشفيه ؟؟." سألت عمتها .." مافيه شي .. بس يبي له اللي يقابله لمن قعد يفطر .. " رفعت مها راسها عقب ماصبت لعمتها فنجال قهوة وردت عليها " والله يا يمه قلت له أسوي له فطور عندي عيا قال بيفطر هنا .." .. " تعالى هنا قبله وقومي بموجبه الصبح .. يبي اللي يسنعه .." ردت نوره وهى مصممة تحمل مها الغلط .. " ماعليه شر .. بنتى ترقد الصبح ومانا بمخليتها لحالها في البيت .. حتى ماجد مهوب راضي انى اخليها عشان فطور.. بعدين انتى عنده جعل ربي يعطيس الف عافيه .." قدرت ترد الكلام عليها .. " دامكم متراضين بكيفكم .. بغيتى تجين والا بكيفس .." ماردت عليها مها وسوت عمرها مشغوله تشرب لها كوب حليب .. بعد لحظات من الصمت تكلمت مها " يمه تراني باخذ لي مواعين من المطبخ عشان احط فيها حلويات مسويتها عندى .." وتوقعت مها ان عمتها تعيي .. " وشو له تسوين حلويات .. الطباخ بيسوي كل شي .." ردت عليها نورة .. " الأمر هين .. أنا سويتها بس ماعندى مواعين ارتبها فيها .. " قالت مها لعمتها .." يا مريم .." صاحت نورة على شغالتها .." نعم ماما .." .." شوفى روحى مع مها وعطيها مواعين عشان اكل .. واعرفى مواعين عدل عشان ما تضيع .. زين .." وصتها نورة .. " زين ماما .." .. " ماقصرتي يا يمه .. يالله انا باروح اشوف اللى وراي .." دنقت على راسها وطلعت ورا الشغاله وهى تضحك فى خاطرها .. والله والمواعين .. لو انى باكلها ما وصتها هالوصاه كلها عليها .. جهزت مها صواني الحلا .. وخلصت شغل السلطة وجهزت الخلطه حقتها وخلتها فى الثلاجة لين وقت العشا .. سوت غدا حق بنتها .. وخذت لها سندويشة جبن وكوب عصير .. غدت بنتها وتغدت وطلعت ترقدها فوق .. عقب ما رقدت الجوري تأكدت أن بابها مقفول ودخلت الحمام تسبح .. كان ماجد فى الدوام وقلبه للحين مقبوض من الحلم .. قرر يدق على الاستعلامات وياخذ له رقم شيخ من الشيوخ اللى يفسرون ويفهمون فى الدين .. وكلمه وقال له عن الحلم اللي شافه بس بدون ما يذكر مها .. قاله الشيخ ان أخوه عليه دين والأغلب ظالم له أحد وأنه إن قدر يعرف من ظلم ويرد لهم الحق زين .. وإن ماقدر يتصدق عنه عسى الله يرحمه برحمته .. سكر عنه وباله مشغول .. هل ممكن يكون الظلم اللى قصده الشيخ ظلمه لمها ..!!! كم مره حاول يرفع السماعه عشان يكلمها ويتردد .. لكن ماقدر .. اللي سواه البارحه شي كبير ومهوب بالسهولة انه هو ينساه والا هى تنساه .. بس هل أنت فعلا صدقت أنها كانت تغازل .. كل شي صار يدل على هالنتيجة اللى وصلت لها ؟؟.. ترى كان تصرف اخوك شي والحقيقة شي ثاني .. كل الحب اللي كان يحبه لها كان مجرد قناع يخفي فيه تصرفاته الشاينة .. واللحين هذا أنت فى وضع صعب .. لا أنت بقادر تنسى وتكمل حياتك .. ولا أنت بقادر تتخذ قرار تبعدها عنك .. وفى الحالتين أنت متعذب .. ومعذبها معك .. وش اللى مخليك ما تصدق موضي ؟؟.. أنا ما كذبتها .. بس أنت ما صدقتها .. ما اقدر أنسى أخوي وهو يموت بين ايديني .. ما أقدر أنسى كلامه .. ما اقدر أصدقها وأكذبه .. معناه ما من الكلام .. كل الكلام فايده .. دامك مقتنع انه صادق .. حتى لو حلفت لك على المصحف ما صدقتها .. حتى لو عادت لك موضي كل اللى تعرفه مره ومرتين والف مانت بمصدق .. ليش .. لأن قلبك وعقلك مقتنع بالكلام اللي سمعته .. وتفسر كل شي يصير على هالاساس .. ماتركت للمخلوقة شي تدافع فيه عن نفسها .. كل حركة مصدر شك .. كل تصرف فيه ريبة .. إلى متى .. كم مره راجعت نفسك وقلت بتعطيها فرصه .. ومع ذلك من أول لحظه تحطها فى خانة الشبهة .. شلون تبيها تتعامل معك .. نسيت أنك طردتها فى أضعف لحظاتها .. خذتك العزة بالاثم وطردتها حتى بدون ماتسمع منها تبرير او دفاع عن النفس .. ظلمت وشكيت وقسيت ووصلت فيك تضرب .. ولا هذا أنت ولا هذي تربيتك .. ليش .. ليش .. لأنى أحبها .. غمض ماجد عيونه يوم أعترف أخيرا بينه وبين نفسه أنه كان .. ومازال وللحين رغم كل شي .. يحبها .. :: :: :: رجعت ساره من الجامعه عقب ما قدمت امتحانها .. وصلت للبيت الا تشوف رنج أبيض عند الباب .. التفتت على فاطمة " فاطمة من فيه عند ماما ؟؟.." سألتها .. " مادرى انا يروح مافيه نفر .." ردت فاطمة .. رفعت ساره ساعتها تشوف الوقت .. كانت 10 ونص الصبح .. وش هالزيارة الغريبة .. نزلت من السيارة وخذت شنطتها وشالت الملزمة والكتاب في ايدها .. وعطت فاطمة كيس هدايا من صديقاتها عشان تشله لها وتدخله .. " مدام .. هذا بابا أهمد .." تكلمت فاطمة من ورا ظهرها .. " وش بابا أهمد بعد .." ردت ساره وهى مدنقة في السيارة تاخذ اغراضها " أنا يا ماما سارة .." .. طلعّت راسها بسرعه بدون ما تنتبه ويضربها حد السيارة من فوق فى راسها .. اممممممم .. كتمت أنة الوجع بقوة .. بلعت ريقها والتفتت له .. " سلامات .." كان أحمد واقف قدامها لابس ثوب أبيض .. وغترة بيضا .. يبتسم .. كان شكله أضعف مما تتذكر .. " الله يسلمك .." ردت بضعف .. " تبينها فى شي .." وأشر براسه صوب فاطمة .. هزت راسها تقول له لا وهى ميته تبي تفرك مكان الضربة فى راسها .. " روحى ودي اغراض داخل .. وهاس هذا بعد .. " مد ايده وخطف الكتب والملازم اللى في يدها .. وعطاها فاطمة .. ابتسمت له فاطمة ابتسامه عريضة ودخلت .. " وشلونس .." سألها بهدوء وهو يدقق في وجهها .. " الحمدلله .." المفاجأة صعقت سارة .. وماخلتها تعرف تتصرف .. وسع عنها عشان تمر وتمشى جنبه للبيت .. " وش سويتي فى امتحانس .." سألها أحمد .." زين .." ردت ساره بضيق .. " طيب قولى لى الحمدلله على السلامه .." عاتبها أحمد بمزح .. " ليه .." كانت ساره مركزه عيونها قدامها وتقول متى أوصل لباب الصاله .. ضحك أحمد بقوة على جوابها .. التفتت له مستغربه بس انتبهت لروحها وبسرعه دنقت .. " ليه .. لانى واصل تونى من يومين من بريطانيا .." وسكت شوي " وما قدرت أصبر اكثر عشان أجي أشوفس .." تعثرت ساره فى طرف عبايتها وبغت تطيح على وجهها .. " بسم الله عليس .." بادرها أحمد بالكلام .. وخرت عنه ومشت أسرع للبيت وهى تسمعه يقول " انتبهي لنفسس ترانى دافع فيس 100 الف .. " التفتت عليه بسرعه وشافته يضحك .. صدت عنه ودخلت وهى تبرطم من الضيقه والاحراج .. " وين ماما .." صرخت على فاطمة .. " ماما فى مجلس مع ماما مال أهمد .." .. ضمت سارة شفايفها بقوة ودخلت حجرتها وصفقت الباب .. قطت عباتها وشيلتها ونقابها على السرير .. رفعت ايدها قدامها كانت اصابعها ترجف .. كان قلبها يدق بجنون .. فكرة انه مشتاق لها وماقدر يصبر عشان يشوفها هزتها بقوة .. غطت وجهها بيدها .. وتسللت ابتسامه لشفايفها .. دخل ماجد القسم بهدوء .. ماسمع حس أحد فيه .. استغرب ان مها ماجات تغدى ولا طلبت غدا للجوري .. عسى ماتكون مريضه بس .. طلع فوق ودق الباب .. ما سمع رد .. دق أقوى .. نفس الشي .. ناداها .. سمع صوتها من ورا الباب .. " نعم .." ردت مها .. " الله ينعم عليس .. عسى ماشر .. ليش ماتغديتي .." سأل ماجد .. " مابي غدا .. كثر الله خيركم .."ردت من ورا الباب .. تنهد " الجوري فيها شي ؟؟ ."سأل بخوف .. " مافيها الا العافيه .." .. " وأنتى .." سأل بصوت واطي .. " بخير مافيني شي .." .. " زين افتحى الباب والا عاجبس الكلام من وراه .." تضايق ماجد وحاول يمسك أعصابه .. " ماعندى شي أزيده .. كنت راقده وصحيت على صوتك .." سكتت شوي ورجعت كملت " تبي شي ..؟؟" نشدت بضيقه .. " سلامتس .." لف وراه دخل حجرته يقيل وقلبه يهوجس وهو يغير ثيابه باللي سواه مع مها .. وشلون قررت تعاقبه بطريقتها .. من أمس ماشافها .. ومهوب عوايدها ماتنتظره في الليل ولا تقعد تسولف معه عقب الغدا .. بدا يتذكر لحظات بسيطه معها لكن حلوة .. شلون تنتظره فى الليل وتنشده لو تعشى والا لا .. ويوم سألها " لو قلت لس انى ماتعشيت بتسوين لي عشا ..؟؟ " .. لمعت عيونها وهى ترد عليه " أكيد ما يبي لها سؤال .." .. طريقة لفها للجلال حول وجهها حتى قدامه هو .. زوجها حلالها .. خجلها وشلون تتأثر لما تطلع من قذلتها شعره .. وتحاول تردها مكانها .. ملابسها اللي لاحظ أنها محتشمة واجد .. على عكس اللي يشوفهن معه فى الدوام والا فى الأسواق .. صوتها الواطي لمن تكلمت .. هدوء حركتها كلها أشياء تدل على رقتها وعلى معدنها .. التفت للكومدينو شاف موبايلها مثل ماهو .. تذكر فواتير مكالماتها يوم شافها .. استغرب من بساطة المبلغ الموجود واللي قارنه مع موبايل اخته نوف اللى توصل فاتورته للالفين والثلاثه على غير داعي .. لاحظ أن كل مكالماتها ما تتجاوز اربع خمس دقايق .. وأغلبها حق محلات والا لدريولهم .. حتى مالها صديقات واجد اغلب المخزن عليه ارقام خواته واهلها بس .. هل معقول تكون هذي راعية تلفونات ومغازل .. قعد على السرير وضغط بايديه على راسه وتنهد بقوة .. ليتنى قدرت أمسك عليها شي واحد بس يثبت الفكرة اللى في راسي .. معناه .. عطها فرصه .. واحكم عليها بشكل محايد .. بعيد عن كلام اخوك وكلام موضي .. أنت بس ماجد .. وهى مها .. بدون اى احكام مسبقة ماخذها عنها يمكن تكون صح ويمكن تكون غلط .. عشان تكون مرتاح من اى قرار تتخذه معها .. وماتكون ظلمتها .. وبدا يخطط للشي هذا بعيد عن أهله وأهلها ..حط راسه ورقد بعد ما أرهقه التفكير .. :: :: :: كان اليوم الخميس ليلة الجمعة عشا خالة ماجد أم فهد .. تجهزت مها وحطت لها مكياج خفيف ابرزه جمال بشرتها وهدوء نفسها اللي انعكس على عيونها حنان وحزن مكتوم عطاها رقه وحاذبية .. استشورت شعرها وقذلتها .. وغيرت ملابس بنتها وكانت تنتظر بس يطلع ماجد عشان تروح تاخذ لها بدلة من الكبت وعباة مرتبه .. أذن المغرب قامت وصلت واستغربت انها ما سمعت صوت ماجد وهو يطلع .. جننتها الجوري تبي تطلع فقررت تفتح الباب .. طلعت الجوري قبلها تركض لحجرة ماجد .. انتظرت مها تسمع صوته يلاعبها والا يضحك .. لكن كان الجو برا هادي .. رجعت لها بنتها مبوزة .. لحقت بنتها ودخلت الحجره اللي كانت فاضيه .. زين انه طلع بدري .. رتبت السرير وخذت لها بدله وطلعت مع بنتها .. خلصت لبس .. وقفت تشوف روحها فى المرايه .. بدي وردي فاتح .. وتنورة حرير سودا .. حطت قلوس وردي على شفايفها ولبست لها خاتم وساعة آجنر بسير أسود .. تعطرت بدهن العود .. وطلعت عباتها وشيلتها وعطرتهم .. اتصلت على روضه عشان تطرش لها الشغاله تساعدها فى الأغراض .. وخذت بنتها ونزلت تحت .. وهى فى نص الدرج .. انفتح باب الفيلا .. " ادخلي حبيبتى .. شيلى صينية على طاولة فى مطبخ .. ودي بيت ماما .." قالت مها بدون ماتنتبه للي دخل عليها وهى تلبس شيلتها .. " ولا يهمس .." رد عليها ماجد .. انصدمت مها ورفعت راسها بسرعه .. حطت الشيلة على شعرها .. ودنقت .. ماعاد قدرت ترجع فوق .. وماتبي تنزل تحت عنده .. فكت الجوري ايدها وركضت لماجد اللى شالها .. اندهش ماجد من جمال مها .. اللى ماكان جمال بمعنى الشي الخارق الواضح .. لا .. كان جمالها هادئ .. ما يبين من أول نظره .. صحيح ملامحها جذابه .. بس فيه شي ثانى .. يأسرك أول ماتشوفها .. يمكن براءتها يمكن بساطتها .. شي عميق .. بس حلو .. خذت مها نفس عميق ونزلت ومرت من جنبه تبي تروح للمطبخ .. " لحظه .." نادها ماجد .. " نعم .." ردت مها برسمية .. " لفى علي زين ترانى أكلمس .." رد عليها وهو يحاول يمسك أعصابه .. " تفضل اسمعك .." وقفت مها على جنب .. " بخصوص اللي صار .." وسكت وهو منحرج مهوب عارف كيف يعتذر .. مها كانت ساكته ومابينت أي ردة فعل .. " اللى صار غلطة .. وأوعدس ما تتكرر .. " رد باختصار شديد .. التفتت له بكل برود " أفهم من كلامك انك غيرت نظرتك لي .." سألته بصوت بارد .. " وش تقصدين .." ماتوقع ماجد هالسؤال منها .. " تعرف وش قصدي .. أنا في عينك مجرد وحده خاينه .. مالها أمان .. وهذا سبب الغلطة اللي صارت .. ما تثق فيني .. وماراح تنسى الماضي .. حاولت أكسبك بكل وسيلة وماقدرت .. ما اهتميت ببرودك معي .. وتجاهلت نظراتك لى .. قلت تصرفاتي راح تغير رايه فيني .. لكن للأسف أنت مثل ما أنت .. ماتغيرت .. فما فيه داعي تعتذر .." كان كلامها قاسي .. وماتوقعه منها قربت منه خطوتين و وقفت " لمن تأكدت انك ظلمتنى .. ذيك الساعه بس أبي اسمع اعتذارك .." تجمد ماجد وهو يشوفها .. فى نفس اللحظه اللي كان بيرد عليها دخلت روضه والشغاله من الباب .. وقفت روضه تنقل عيونها بين ماجد وبين مها " مساكم الله بالخير " سلمت بتردد .. "هلا روضه .. " التفتت لها مها .. " قلت اجى اساعدس بالصواني .. " تكلمت روضه اللي حست أنها جات فى وقت غير مناسب .. " جزاس الله خير ..حياس المطبخ .." لفت مها عن ماجد وراحت للمطبخ .. " شلونك ماجد .." سألته روضه .. صد وطلع بدون حتى مايرد عليها .. " هذا وش فيه .." سأل روضه مستغربه تصرف أخوها .. " لا تندشيني عنه .." ردت عليها مها وهى تعطي الشغاله صينية السلطة وتطلع الخلطه من الثلاجه .. " والله ماحد بيطلعه من طوره الا أنتي .." قالت روضة وهى تاخذ قطعة من صينية البسبوسة .. " شمعنى .." سألتها مها وهى تلبس عبايتها .. " مادرى .. بس أحسس الوحيده اللى ممكن تطلعه من طوره و اللى يداري خاطرها بنفس الوقت.." ردت روضه وهى تشوف مها .." غلطانه .." ردت عليها مها وهى تعطيها صينيه البسبوسة عشان تشيلها .. ابتسمت مها وهى تتذكر اللى صار البارحه .. " فنانة هالبسبوسة .." قالت روضة وهى تمص أصابعها .. " يالله مشينا قبل يوصلون العرب وما يلحقون على شي من البسبوسة .." ردت مها وهى تضحك على روضه .. طلعت الشغاله والجوري وروضة ولحقتهم مها بعد ما قفلت الباب .. كان كل شي جاهز .. مها اللى متعوده تشرف على كل شي ماقدرت الا انها تمر على المطبخ تتأكد من العشا ومن ترتيب البوفيه .. نزلت نوف لابسه فستان حرير كحلى .. كانت شاريته من مانجو .. " الله يانوف .. فستانس يجنن .." قالت مها بصدق .. " أدري .. " ردت نوف بدلع .." الله يحفظس من العين .." .. " كنى سلمت من عينس ماعلي خوف .." ردت نوف بوقاحه .. " لا اله الا الله .. عيني باردة .. ولو ضرت الناس كلهم ما ضرتس أنتي .." ردت عليها مها .. وقفت نوف تحد النظر في مها .. لفت عنها مها ودخلت الصاله .. بدوا الناس يوصلون .. وصلت أول شي موضي وبنتها نجول .. وقعدوا يسولفون لين وصلت خالتهم وبناتها .. وكانت العنود كاشخه تجنن .. لابسه بدله لونها أخضر زمردي .. ومكياجها خفيف وشعرها مرفوع .. وكلهم علقوا عليها لو شافها فهد بن عبدالله ماطلعت من بيتهم .. تفشلت واجد وصار وجهها أحمر وقامت عنهم .. وصلت ساره وأم ناصر وكانت مها فرحانه فيهم .. سلموا على الموجودين وراحت أم ناصر قعدت مع النسوان وساره راحت لروضة وشلتها .. ومها كانت توجب الموجودين وتقهويهم هى وموضي .. شوى والا دخلت عليهم اللاه وأختها آمنه .. " السلام عليكم .." .. التفتت مها يوم سمعت الصوت استغربت وجودهم وما توقعت عمتها تعزمهم .. تكدر مزاجها لكن ما بينت شي .. " عليكم السلام والرحمة .." واجهتها وسلمت عليها .. " حى الله آمنه .. وشلونس .." تحفت مها آمنه .. " بخير الله يسلمج .. شلونج أنتي .." ردت عليها.. " بخير الله يعافيس .. يا مرحبا ومسهلا .. " دنقت آمنه على أم محمد تسلم عليها " مساج الله بالخير يمه .. شلونج .." .. " يامرحبا والله يا بنيتي .. طاب لونس وشلونس أنتى وشلون أخوانس .." ردت نورة عليها .." يسرج الحال فديتج .." كانت آمنه حلوة التقاطيع ولابسه فستان أسود حرير عارى وعلى صدره بروش كريستال كبير شكله يلفت النظر لصدرها اللى كان مزموم فى الفستان بشكل جذاب .. قارنت مها بين صدرها الصغير وصدر آمنه .. وكانت النتيجه لصالح الثانية .. خلصوا سلام على الضيوف ونادت أم محمد آمنه تقعد جنبها .. ومرت لولوة من جنب مها وهى تطالعها بطرف عينها وتبتسم .. " ماعليس منها .. تذكرى أن البيت بيتس .." همست لها موضى وهى تاخذ منها دلة القهوة .. عطتها الدله وهى تبتسم من ورا قلبها وراحت تشيل صينية الحلا صوب اللاه " وش أخبارس يا أم راشد .. وشلون البنات .." .. " بخير .. شلون مايد عساه مرتاح .." .. " الله ينشد منس .. الحمدلله مرتاح ومستانس دامه مع الجوري .." ابتسمت مها وهى ترد عليها بغيض ومرت صوب آمنه " وش أخبارس يا آمنه .. " .. " بخير الله يسلمج .." .. " تخرجتى والا للحين .." .. " تخرجت السنه اللي طافت واللحين اشتغل .." .. " ماشاء الله .. الله يوفقس .." .. " مشكورة الشيخة .." .. ولفت عنها مها وهى تحس وجهها بيتشقق من كثر ما تغصبت الابتسامه .. أشرت لموضى انها بتروح تشيك على العشا .. طلعت من الصاله وهى تأأفف .. حطت ايدها على وجهها تضغط عليه .. وش هالعالم يا ثقل دمهم .. شوي ولحقتها موضي وهى تضحك .. " أنتى هنا .." .. " وين تبينى أروح .." ردت عليها مها .." والله ان مرة اخوي هذي نكته .." .. " شفيها بعد .. " .. " تكلم عن اللى خطبوا أختها .. فلان مادرى وش فيه .. وعلان مهوب من مواخذينا .. خرابيطها واجد .. لا وتقول لو عند محمد اللى هو أخوى المحترم اخو مثله كان زوجته آمنه .." ضحكت موضي .. " هذي ما تستحى .. " استغربت مها من جرأة الللاه قدام نسوان ماتعرفهم .. " لأ ما تستحى .." ولفت عليها بوجه جاد " عشان كذا احرصى على رجلس .. الزمن ذا المره هى اللى تطرد الرجال .. فهمتى كلامى .." كانت نظرات موضي فيها كلام واجد .. " ايه .." ردت عليها مها ..ولفت موضي عنها ورجعت للصاله .. شوي ولحقتها مها وهى بالها مشغول باللي سمعته .. كان الكل يسولف ويضحك ومها مركزه على عمتها وشلون مستانسه وتسولف مع آمنه .. والللاه مثل الحية تبتسم بشماته كل ماطاحت عينها فى عين مها .. كان العشا بوجودها شي لا يطاق .. الله يعدي هالليلة على خير .. :: :: :: صار وقت العشاء وقاموا الناس تعشوا بعد ما شيكت موضى ومها على الترتيبات .. وخلصوا وقعدوا يحلون .. كانت مها تطل على البنات كل شوي تتأكد أنهن تعشن ومهوب ناقصهن شي .. قامت ساره تغسل ايديها وأشرت لمها تروح معها .. " عسى تعشيتيى زين .." سألت مها أختها .. " ايه الحمدلله .. بس أبي أقول لس شي .. " ترددت ساره .. " قولي .. " ابتسمت مها وهى تشوف توتر اختها .. " أنا متبهدله مهوب عارفه اسوي شي ... " قالت ساره .. " ليه وش فيس .." سألتها مها .. " مادري .. كل شي يمشى بسرعه وماباقي على العرس الا 21 يوم .." ردت ساره وهى مرتبكه .. " زين وش مبهدلس .. اغراضس وجهزناها .. والكوشة واتفقنا خلاص مع الرجال وش باقي .." نشدتها مها .. " مادرى .. بس حاسه فيه شي ناقص .. وشي كبير .. " قالت ساره وصوتها يرتجف .. " تعوذي من الشيطان بس .. وركزى فى امتحاناتس مابقى شي .. " حاولت مها تهديها .. " مهوي تكفين قولي لماجد يخليكم تمسون بكره عندنا فديتس .. هذا لس من يوم ما أعرستي فوق الشهر تجين عندنا بس ساعه وتروحين .. تكفين قولى له .." ترجتها ساره وهى تمسك ايديها .. " ان شاء الله باقول له لا تحاتين .." طمنتها مها .. " بكره زين .. والا ذلحين حياس معنا .. ومالازم ثياب الكبت حقس مليان .." كانت ساره محتاجه لأختها واجد .. " زين قلت لس .. بس مهوب ذا الليل .. يمكن بكره .." ردت عليها مها .. سكتت ساره يوم دخلت عليهم العنود عشان تغسل ايديها .. " الله يغنيكم ويكثر خيركم .." شكرتها العنود .. " جعل فيه الف عافيه والله .." ردت عليها مها بابتسامه .." الله يعافيس فديتس .." .. " هاه متى ناوية تشرفين بيتنا يا عنوده .." نشدتها مها وهى تبتسم .. " الله العالم .." وقلب وجه العنود الوان .." الله يوفقس بس ونفرح فيس .." قالت ساره .." أنتم السابقون ونحن اللاحقون .." ردت عليها العنود وهالمره صار دور ساره يتلون وجهها بعشرين الف لون ومها تضحك عليهم .. كانت بسبوسة مها ماخذه الجو .. " ماشاء الله يا أم محمد .. طباخكم كل شي يعرفه حتى البسبوسه .." قالت أم فهد .. " ايه معلمته موضى والبنات .." ردت نورة بفخر .. " حتى الحلويات يعرفها ..؟؟" نشدتها أم فهد .. أم ناصر كانت ساكته لأنها تعرف شغل بنتها .. ومع ذلك ماعلقت .. " ايه كل شي يعرفه .." ردت نورة بثقه .. "بس ياأم محمد هذا مهب شغل مها .." نشدتها منيرة أم ناصر .. " هآآه .. والله مادرى البنات وصوا على العشا والحلويات .." ترددت نورة وهى تجاوبها .." هذا شغلها وأعرفه من بين الف .. " ردت منيرة وهى تبتسم .. " مها ماشاء الله عليها مرة وراعية بيت .. الله يوفقها ويرزقها الذرية الصالحه ويعوضها خير .. " دعت لها أم فهد .. " آمين .." ردت منيرة .. " اللحين الكتب تعلم حتى الشغالات .. ماعاد فيه شي كايد .." علقت اللاه بفتور .. " على كذا تعرفين تطبخين يا أم راشد .." ردت عليها أم فهد .. " ويه وشعليه أطبخ .. ابوي الله يطول بعمره حط بدال الطباخ اثنين وبدل الشغاله خمس .. ومحمد موب مقصر علي بشي .. شله التعب والغثا اروح أطبخ .." ردت الللاه وهى تفر اثمها .. " الحمدلله .. كلنا عند خدم وحشم .. غير المره السنعه هى اللى تعرف للمطبخ لاحتاجت لعمرها .. الخدم مهوب دايمين للوحده .. والرجّال يحب ياكل من ايد مرته .." ردت أم فهد .. " ولعت بين خالتى وبين الللاه .." همست روضة بصوت واطى فى اذن مها .. خلها عسى تولع في ثيابها .. ردت مها فى خاطرها .. " هذاك أول يا خالتى .. اللحين المطاعم ماتقول لا .. " ردت لولوه بوجه قوي .. " دام الرجال مهوب مقصر على المره وحاط لها خدامات تفرغ له ولبيتها وتخلى الطبخ للشغالات .." تدخلت نوره فى الكلام .. " تسجيل حضور لامى وتهدئة موقف .." رجعت روضه تهمس فى اذن مها .. اللى دنقت وهى تبتسم .. " كذا والا كذا .. البسبوسة تجنن .. جعل ربي يسلم ايدين أم عبدالله .." ردت موضي تحاول تسكر الموضوع .. وجه مها ضرب ألوان من الاحراج لما قالت موضي أم عبدالله .. والللاه رفعت عينها لموضى اول وبعدين لفت على مها تبتسم من طرف اثمها .. " اللهم آمين .. ويسخر لها هى ورجلها " ردت أم فهد وهى تطالع مها بمحبة .. البنات مدحوا التشيز كيك حقت مها والعنود خذت طريقتها منها .. وموضي طاحت فى البسبوسه وسحبت دلة القهوة جنبها وقعدت تاكل .. وام محمد ماعلقت بشي .. شوي ودق جوال روضه .. طلعت برا الصاله ترد عليه .. لحظات ورجعت تقول لأمها أن فهد ولد خالتها يبي يسلم عليها وأنه واقف برا هو وماجد .. يقول يدخل والا تطلعون له .. " لا يا حبيبتى بنطلع له .. حتى أنا أبي أواجه ماجد .." ردت أم فهد وخذت جلالها عشان تطلع .. وقامت هى ونوره .. مها طلعت وراهم عشان تشوف بنتها .. دخلت عليها كانت تلعب عند فاطمه وتنعس .. " حطيتى لها عشا .. " نشدتها .." لا مدام .. " .." حسبي الله عليس ليه لا .. كان قلتى لى الخدامات فى البيت اربع .." تضايقت مها وقامت مها للمطبخ عشان تحط لبنتها عشا .. فكرت العيال برا والا دخلوا البيت عشان يسلمون .. يوم طلعت ورا عمتها وأم فهد كانوا العيال برا .. خلنى أروح بسرعه للمطبخ أجيب عشا للجوري .. خطفت مها بسرعه فى المسافه اللى كانت فاصله بين الحجر الداخلية وبين المطبخ .. وما انتبهت أن العيال كانوا موجودين عند الباب الداخلى وأن ماجد شافها .. عشت مها بنتها وغيرت لها ولبستها بيجامه وخلتها راقده عند فاطمة .. ورجعت للصاله تشوف من بقى من العرب .. سمعت صوت ضحك ماجد .. معقوله للحين واقفين يسولفون .. طلعت وحده من الشغالات من المطبخ وأشرت لها مها تعالى .. ويوم جاتها سألتها من اللى واقف برا .. قالت هذا بابا ماجد مع واحد حرمه .. طلعت مها تشوف من اللى واقف معه برا .. انصدمت يوم شافته واقف يسولف مع آمنه .. " ولا يهمس .. مايصير خاطرس الا طيب .." .. " مشكور ماتقصر .. قالت لى لولوة ماحد بيساعدج الا مايد .." .. " توكلى على الله وأنا بنفسي بأتابع الموضوع .." .. " أعتمد عليك يعني .." ردت آمنه بدلع .. " اعتمدى على الله وان شاء الله خير .." قربت منهم مها وهى تبتسم ابتسامه صفراء .. انتبهت لها آمنه وعدلت شيلتها على راسها " خلاص .. اذا بغيت شي كلمنى اوك .." .. " ان شاء الله .. يالله مع السلامة .. " وصد ماجد وهو يشوف مها وطلع بدون ما يكلمها .. ولفت آمنه بعد بتدخل للصاله " لحظه .." نادتها مها .. " تكلمينى .." سألتها آمنه ببراءة .. " ايه أكلمس .." .. واجهتها آمنه وهى تنزل شيلتها عن شعرها وتنثره .. " خير .." .. " أشوفس تكلمين ماجد .. عسى ماشر ..؟" سألتها مها بتوتر .." مافيه شر .. بس أنتى ليش تبين تعرفين ..؟" سألتها آمنه وهى تبي تضايقها .. " وهذا سؤال .." ابتسمت مها ببرود .. " موضوع خاص بينى وبين مايد .." ردت آمنه وهى تكتف ايديها على صدرها .. " أهاااا .. وهالموضوع سر ؟؟.." ردت مها .. " تبين تعرفينه أسأليه .. يمكن يقولج .." وابتسمت آمنه بدلع ولفت عنها .. سكرت مها ايديها بتوتر ملحوظ .. وهى تتنفس بضيق .. مهوب من حقها تكلمه كذا .. تطلع قدامه كذا .. مهما كان هذا مهوب محرم لها .. وأنتى وش يهمس منها .. ماتهمنى بشي .. بس منهى عشان تكلمه بشي خاص .. وشو السالفه اللي بينها وبينه .. وليش يوم شافنى سكر الموضوع وطلع .. وش قالها عشان تكون واثقه من نفسها كذا وتكلمنى بكل جراءة .. تجمعت الدموع فى عيونها بسرعه .. مسحتها بطرف اصبعها ورجعت للمطبخ تشرب ماي .. مرت الحمام رتبت شكلها وطلعت للصاله .. دخلت عليهم وهى تبتسم .. كانت آمنه لازقه فى أختها وتشاورها بصوت واطي .. وتضحك .. قعدت جنب موضي " وش طافنى .." سألتها .. " ولا شئ .. ليه .." ردت موضي .. " آمنه كانت برا تكلم ماجد .." .. " فتحت موضي عيونها " وش .." .." اللى سمعتيه .." .. " وش تبي منه .." .. " علمى علمس .." سكتت مها وموضي لفت تشوف مرة أخوها وأختها اللي قاعدين يضحكون بصوت واطي .. :: :: :: خلص العشا والضيوف سروا .. كانت مها تعبانه على الاخر ومافيها شدة حتى تمشى .. شلت بنتها وراحت لقسمها .. دخلت وسمعت صوت التلفزيون في غرفة ماجد يشتغل .. قفلت الباب وطلعت الدرج تشيل بنتها .. دخلت غرفتها وحطت بنتها على فراشها ورجعت تقفل الباب .. غيرت ملابسها بصعوبة وغسلت وجهها ورقدت على طول .. صحت يوم الجمعه وطلعت تسوي فطور للجوري .. شافت باب حجرة ماجد مفتوح .. نزلت جلالها على صدرها ودخلت .. كان ماجد يمشط شعره عقب ما تسبح للجمعه .. " صباح الخير .." .. " صباح النور .. " .. " تبي أسوي لك فطور .. " .. " مشكورة .. " طلعت عنه مها ومازادت ولا كلمة .. جهزت له الفحم تحت عشان يتدخن قبل يطلع .. وعلى نفس المنوال .. مرت ايامهم .. برود فى التعامل كلام محدود جداً .. إن دخل لمكان طلعت هى .. وأن تكلم سكتت .. والجدار اللي بينهم يوم عن يوم يقوى ويرتفع .. حتى كأن الواحد منهم ماتزوج .. بس عايش بعيد عن أهله .. استغنى ماجد بنفسه وأحاسيسه عن وجود مها .. وتعودت مها على غياب ماجد عن حياتها .. وحاولت تعّود بنتها اللى ظلت الحلقة الوحيده بينهم .. في ليله انتظرت مها ماجد عشان تطلب منه تروح لأهلها .. رجع قريب 11 ونص .. كالعاده المكان هادي .. وهو طالع على الدرج انفتح باب غرفة الجوري .. تلقائياً رفع راسه .. شافها واقفه .. معقوله تنتظرنى ..؟؟.. " السلام عليكم .." سلّم بصوت واطي .. " عليكم السلام .." ترددت شوي " بغيتك بموضوع .." تكلمت مها .. " خير ان شاء الله .." وقف ماجد على أخر درجه يطالعها .. " تدرى عرس ساره الأسبوع الجاي .. وهى محتاجه إنى أكون جنبها .." وسكتت " زين روحي لها .." رد ماجد ببساطه .." أبي أمسى هناك .." ردت مها .." متى .." سألها .." الأسبوع الجاي كله .." .. رفع ماجد حواجبه مستغرب " كله .." رد عليها .. " أغراضك كلها مرتبه وتكفيك اسبوع وزياده .. عيشتك عند بيت عمى .. وأظن وجودى مثل عدمه .." ردت عليه بهدوء ..سكت ماجد شوي وهو يدقق فى ملامحها .. " خير ان شاء الله .. روحي لها .. " رد عليها بصوت ميت الأحساس .. مشى من جنبها ودخل غرفته وسكر الباب وراه .. وقفت مها لحظات تشوف الباب المسكر .. دنقت ورجعت لغرفتها وسكرت بابها .. مر آخر اسبوع قبل عرس ساره بتوتر شديد .. كانت مها تتابع أخر ترتيبات العرس .. وتطلع ملابس ساره الباقية عند الخياييط .. وترتب غرفتها .. اللى امتلت من الأغراض .. واضطرت مها تفضي الكبت حقها عشان تحط باقي أغراض ساره وتكون حجرتها مرتبه شوي عشان ما يزيد توترها اللى مهوب محتاج شي يزيده .. يوم الثلاثاء وصلت الحناية .. دخلتها مها الصالة ودخلت تعلم سارة .. دخلت عليها مالقتها في حجرتها .. دقت باب الحمام " السوري .. الحناية هنا اخلصي اطلعي .." .. انفتح الباب وكان وراه وجه السوري المنتفخ والمحمر من البكا .." بسم الله عليس وش فيس .." .." ما .. مافيني .. شي .. بس .. مابي .. اعرس .." كان كلام ساره مقطع لانها تشهق وهى تبكى .." تعوذي من الشيطان بس .." ضمتها مها لصدرها وخلتها تطلع اللى في خاطرها كله " توس اللحين تنتبهين انس ماتبين تعرسين " قالت لها مها بمزح .. وهذيك من سمعتها زادت في البكا .. ضحكت مها " والله أنس خبل .. اللي مثلس تحمد ربها .. عند أهلها وعند ولد عمها .. واللى مثل أحمد ما ينخاف منه .. تعوذي من الشيطان بس .." حضنتها لين حستها هدت .. " يالله فديتس .. خلي المره تدخل عشان تخلصين .." مسحت مها على راس أختها .. " طلبتس قولى تم .." .. " تم وأنا أختس .." قالت لها مها .. " تحنين معي .." رفعت ساره راسها تشوف وجه أختها .. " بس .." ردت مها .. " لا بس ولا حاجه .. أنتي تممتي لي .. من لى غيرس يفرح معي .. " دمعت عيون ساره وهى تحاكيها .. بكت مها وضمتها لصدرها .. تحنت مها وساره والجوري ومنيرة حتى فاطمة .. تحنت معاهن .. وجاء يوم الأربعاء الأخير في حياة ساره كانت مثل اللي عايشه حلم .. ومجرد ماتصحى منه راح ينتهي ..قضت ليلتها الأخيرة مع أختها على فراش واحد .. وصار فجر الخميس .. قامت مها من بدري تجهز أغراض أختها رن جوّالها وهى ترتب الأغراض .. تركت اللي في ايدها وراحت له " الو .." .. " حى الله العروس .. " كانت صوت موضي .. " الله يحييس .. شلونس .." تحفتها مها .. " بخير جعلس بخير .. شلونس انتى وشلون ماجد .." .." يسرس الحال بخير .. شلون تركى والعيال .." .. " ابد ماعليهم .. بخير وسهاله .." ردت موضي وسكتت " اقول مها .. وش أخبارس مع ماجد .." سألتها بتردد .. " الحمدلله .." ردت مها بكلمتين .. " الحمدلله يعني معاملته لس زينه .." رجعت موضي تنشدها .. " الله يعين .." .. " مها .. اسمعيني وأنا أختس .. ماجد غير عن المرحوم وقلتها لس ألف مره .. صدقيني قلبه قلب بزر وتقدرين تكسبينه .. أنا تكلمت معه وقلت له الموضوع كله .. حتى سالفة التلفون علمته بها " وضحت لها موضي .. " بس أنا أحسه ما صدقس .. عيونه تقول كذا .. " .. " معليه عطيه وقت .. وأنا متأكده متى ماعرفس بيعرف طيبتس وبيعرف ان الله يحبه يوم صرتي من نصيبه .. " كانت موضي تكلم وهى تسمع صوت تنفس مها المضطرب .. " مهوي .. خلس ذكيه ولا تضيعين ماجد من ايدس .. مصيره يصدق لكن كل شي بايدس .. " .. " وش اللى بيدي بس .." ردت مها بيأس .. " باسألس سؤال .. سؤال واحد بس .. وعليه يعتمد كل شي .. أنتى تبينه والا ماتبينه .. " .. صارت الساعه 12 وكان لازم يمشون كلهم للفندق .. فى زحمة الأسبوع اللى فات كان صعب على مها تتذكر ماجد .. الا فى لحظات سكونها فى الليل .. ما اتصل يتطمن .. ولا حتى أرسل مسج .. شكله ما صدق انى اخليه .. حتى لو اتصل في ابوي يتطمن علينا ما يكفي .. ايه وش عليه دام بينه وبين آمنه سوالف خاصه .. تكدر خاطرها يوم تذكرت الموضوع .. كلام موضي خلاها تشيل همّ جديد .. خلها تخلص الليله من ساره .. وعقبها بيحلها ألف حلال .. مرّ الوقت بشكل سريع غير معقول .. صارت الساعه 9وربع .. دخلت مها الحمام تلبس فستانها الذهبي وخلت ساره برا تخلص اخر اللمسات على مكياجها وشعرها .. حست أن مقاسه صار أكبر .. أو هى ضعفت .. مهوب مشكله .. وسيع أحسن من ضيق .. لفت تشوف تسريحه شعرها اللى كانت رفع ومكياجها الحلو .. لبست صندلها الذهبي وطلعت برا .. طلعت من الحمام كانت مدنقة .. رفعت راسها وتفاجأت .. كانت سارة وسط غيمة حرير سكرية .. كانت أختها قدامها لابسة فستان العرس .. واقفه وايدها تنتفض وشفايفها ترتجف وعيونها تلمع بالدموع .. " لأ .." مشت لها بسرعه " الليلة ليلة فرح فديتس .." كانت ساره بديعة المنظر .. ماتوقعتها مها بتكون هالشكل .. قعدت عشان تثبت لها الكوافيرة الطرحه .. قعدت مها تقرا عليها .. كانت ايدين ساره مثل الثلج .. جهزت وكان لازم تنزل .. دخلوا عليها بنات عمها عبد الله .. موضي لابسة فستان أخضر .. ونوف فستان اسود .. وروضة فستان اصفر .. اتصلت عليهم العنود .. ونادوها بعد .. جات المصورة وكانت فرصه يصورون قبل الزحمة .. وجود البنات معها خفف عليها هم اللحظات الصعبة الجاية .. وجا دور أبو ناصر .. دخل وعيونه دموع .. باس راس بنته .. ومسكته مها عشان يصور معاهم .. للحظات وقف يتامل بنته .. خرت دمعه من عينه كسرت قلب ساره .. صد أبوها وطلع .. دخلوا عليها البنات من جديد عشان ينزلون معاها .. دخلوا قبلها وسكروا الباب عشان الزفة .. وقفت ساره عند باب القاعه المسكر .. وصوت دقات قلبها غطى على صوت الزفة .. انفتح الباب .. ماعرفت تمشى والا لأ .. ماتسمع غير طنين قوي فى اذنها .. التفتت لمها اللى أشرت لها تمشى .. ومشت ساره .. على صوت محمد عبده .. هذا المسا للحب للشوق للمواعيد هذا المسا في القلب شمع وأغاني وعيد هذا المسا لك أنت .. هذا المسا لك أنت مهما تكون بعيد .. مهما تكون بعيد .. زغاريد فرح وتبتدى الزفة .. لعيون ساره .. ][`~*¤!||!¤*~`][لعيون ســــاره][`~*¤!||!¤*~`][ لعيون ساره تشرق الشمس وتغيب نبض الحياه بخافقي من نظرها بنت القصيد اخت النجوم المراقيب وجه السنين المقبلات وقمرها كن اسمها عطر القلم والمكاتيب لامن بدت فيه القصايد شهرها من بعدها مالي جروحن معاطيب من بعدها عيني هجرها سهرها هذا غلاها له بالاعناق تجريح انشد وتلقا بالمحاني خبرها هي مطلبي هي لاتعدى المطاليب هي بسمتي ايامي وغيري قدرها بنت الرجال اللي بهم ينظرب صيت افعالهم بحبر القلم ماحصرها مادامها تسند على القلب تجريب معذور لو قلبي وروحي نهرها مشت ساره .. بين الهزج والأغانى والفرح .. نجمة منورة وسط قاعة الفرح الداكنة .. يتبعها قلبين .. حبوها أكثر من كل البشر .. منيرة .. ومها .. قلبين بكوا قبل تبكى العيون .. بكوا فرح .. بكوا خوف الفراق .. بكوا أمل فى بكره .. كانت لحظات لا توصف .. ساره تمشى زي اللى تطير على سحابه .. تتبعها من بعيد عيون مها .. وصلت للكوشه .. وزغرد الكل .. والتموا الحبايب حولها .. أهل أحمد .. وأهلها .. صديقاتها .. مرت الساعات .. واتصل ابو ناصر على مها عشان تطلع أختها فوق .. رجلها ينتظرها .. وطلعت سارة وكنها بالحلم .. لبست مها عباتها وتغطت عدل .. غطت أختها عشان تطلع فوق مع أمها .. مشوا وكانت ساره ترتجف .. مها عورها قلبها على أختها .. قعدت تقرا عليها لين وصلوا الجناح .. لقوا أمه وخواته قد سبقوهم .. كشفت مها شيله ساره عن وجهها .. ابهرها النور .. والصوت والزغاريد .. مشت بدون شعور من اللى يدفها صوبه .. كان أحمد واقف قدامها .. عليه بشت بيج .. كانت عيونه تبرق بالفرح .. وعلى شفايفه ابتسامه .. تجمدت ساره .. وقفت جنبه ماتدرى شلون .. ابتسمت فى الصور بدون شعور .. لحظة بدا الكل يطلع .. والمصورة تصورها لقطات واجد .. ماتدرى ساره شلون قدرت تسويها .. والا شلون صبرت عليها .. " الله الله فيها يا ولدي .. تراها أمانه فى رقبتك " كان صوت أمها مبحوح .. وعيونها تدمع .. وين بتروحين يمه .. كانت ساره تشوف أمها تقرب منها وتحب راسها وتصد تطلع عنها .. قربت مها منها ووصتها على عمرها وعلى رجلها .. باستها وهى تبكى .. ليش يطلعون .. راح أحمد وسكر الباب ..ورجع لها .. وقف قدامها يبتسم .. بدت شفايفها ترتجف .. قرب منها .. مسكها بيديه الثنتين من ايديها .. "من كُتب الحب العتاق .. وتاريخ الفراق وستاير الدمع الرقاق .. جمعت قلبي غبار .. وقطع فخار .. ومن على المرمر البارد .. ومن ما نسته النار .. من غيمي المحروق .. وحملت عيوني وركبت أول سفينه تبحر .. على وجهي الاصفر .. خريفٍ طال .. وسلال من رذاذ وملح .. وفي صدري حجارة نسيوها بحاره .. مروا علي فـ يوم .. وقالوا تعال معنا .. وما كان يجمعنا .. إلا الضياع والريح .. راجع من الايام .. من الاحلام .. ومن الف سناره .. مغروسة بقلبي .. لقيت لي بشارة .. ما اغلى عطا ربي .. أثر العمر ساره .. وموج البحر ساره .. وكل المدى ساره .. سافرت كل العمر .. وراجع احب سارة .. " انتهت ليلة الفرح .. وكل رجع لبيته .. طلعت مها برا تنتظر ماجد .. عقب ما تأكدت أن أمها رجعت للبيت مع فاطمة والجوري .. كانت تعبانه على الآخر .. وماجد اتصل فيها عشان تنتظره .. وترجع معه للبيت .. قالت له انها بترجع مع أمها والجوري .. عيا .. قال خلي الجوري ترجع مع جدتها .. وهو بيوصلها لهم بعدين .. قالت لها أمها ترجع مع رجلها للبيت صار لها اسبوع عندهم .. عيب في حقها وفى حقهم .. قالت مها بتشوف وش يبي وبترجع للبيت .. جا ماجد فى موتره .. ركبت معه مها " السلام عليكم .." .. " وعليكم السلام .." .. حرك ماجد للبيت .. وهو يشوف طرف فستانها .. وايديها عليها حنا .. يالله .. يوم عرسنا ماتحنت .. ولا لبست كذا .. ليه ؟؟ شايفتنى ناقص .. والا غيري يستاهل وأنا لأ .. ضاق صدره واجد .. لكن مسك أعصابه .. " قلت تبينى في موضوع .. عسى ماشر .." التفتت عليه مها تنشده .. " نوصل للبيت ونتكلم .. راسي يعورنى من عقب العرس .." رد عليها وعيونه على الطريق .. صدت عنه وهى للحين متغشيه .. وصلوا بيتهم ونزلت مها .. فتح ماجد الباب و وسع لها تدخل .. دخلت قبله .. دخل وقفل الباب .. راح للمطبخ جاب له ماء وهو واقفه تشوفه .. مر من جنبها وطلع لحجرته فوق .. خذت نفس وطلعت وراه .. وقفت عند الباب برا .. " وصلنا البيت .. تكلم .." .. كان مشتاق لها .. بس مهوب قادر يقول .. حس بفراغ كبير عقب ما راحت لكن صعب يعترف .. التفت عليها ومشى صوبها .. مسكها من ايديها ودخلها للحجره .. مد ايده وقلبه مضطرب .. رفع شيلتها شوي شوي .. شافها .. بكل جمال وكل عذوبة .. حلمه القديم قدامه لحم ودم وروح .. فصخ عباتها وهى مثل المنومه .. عيونها ما فارقت عيونه .. كان قلبها يدق بجنون .. وش عنده يا ساتر .. تبعته للطابق الثانى .. وقفت عند الباب ماتجرأت تدخل .. " وصلنا البيت تكلم .." .. ما تكلم.. لف عليها وهو مركز النظر عليها .. مشى صوبها .. جف ريقها .. وماعاد فيه مجال تهرب منه .. ثبتت مكانها .. وقف قدامها .. تعالت فى راسها اصوات الفرح والخوف .. حست فى صدرها الاف القلوب تنبض في نفس الوقت .. بلعت ريقها .. مد ايده لراسها .. غمضت .. حست بشعاع النور يلمس جفونها .. فتحت عيونها .. وقابلت عيونه .. المخلوقة عشانها .. وأطياف الشوق فيها تدور .. لمست ايدينه على جسمها نار .. انفاسها ريح تضطرب .. رفع ايدينها يشوف نقش الحنه .. قربها من نار شفايفها وباسها .. أحرقتها أنفاسه .. وجننت أسراب خيل تحت جلدها فزت تسبق الشوق فى جسمها كله .. قرب منها " مهـأ .." كان صوته مبحوح .. رغبة عمر مضى وحلم وعد جاي .. كان صوته كل الفرح وكل الحلم وعد بأجمل اللحظات .. بس .. بعد ما تنتهى اللحظة .. من أنا .. " لا .. يا ماجد لا .." صرخت بصوت هامس .. عقد ماجد حواجبه مستغرب .. " ليه لأ يا مها .. ليه .." .. حست بأصابعه تنغرز فى لحم ذراعها .. " لأا يا ماجد .. أرجوك .." .. ضغط أكثر عليها .. حست بوجهه تغير .. اسودت النظرة فى عيونه .. " تبين تذبحينى .. تبينى أذل نفسي لس .. لا واللي رفعها سبع وبسطها سبع .. " كانت نبرته مخيفة قربها منه واجد .. حتى ما بقى بينه وبينها الا ما بين الشفه والشفه .. شافت انعكاس وجهها فى عيونه .. قال هذا ثمر قلبـي تدلـى قبـل .. يأتـي موسمـه مدي يدينك واجمعي فرقـاك مـن عـذق العتـب أنا ثملت من الفراق اللـي خـذا وجهـي سمـه شوفـي ملامـح غيبتـك تقـرا قبـل لاتنكتـب في وجهي الشاحب وفي آهات صـدري ونسمـه في ناضر عيون ٍ هميـل الوجـد منهـا ينسكـب يا نور لحظات ٍ غدت مـن دون وجهـك معتمـه وينك؟بدا هذا الحنين بجـوف صـدري يحتطـب ياحب ٍ إجتـاح الضلـوع وفـج قلبـي وقسمـه نصفين..وأزريت اجمع النصفين وغيابك سبـب! حب ٍ بقى لـو واقعـه مـره بحاليـه.. صدمـه عشق ٍ حيا رغم العطش في روض روحي معتشب ليـت الغـلا ذنـب ٍ تجنـاه الخفـوق ويندمـه وليت الصبر جرم ٍ اليا طاولـت همـي يرتكـب! ليـت الغـلا ذنـب ٍ تجنـاه الخفـوق ويندمـه وليت الصبر جرم ٍ اليا طاولـت همـي يرتكـب! ليـت الغـلا ذنـب ٍ تجنـاه الخفـوق ويندمـه وليت الصبر جرم ٍ اليا طاولـت همـي يرتكـب! إلى متى وأنا اهيـن الوقـت وأرجـع واحشمـه وأنا على رجم الوصال اشرف.. وأنادي.. وأرتقب يـاأم العيـون الفاتـرات الناجـلات المغـرمـه يا من رموش عيونها تشكي سبب عكش الهـدب يامبسـم ٍ لـه ضحكـة ٍ تنطـق بشـي ٍ تبهمـه يانبـرة ٍ لامـن حكـت كـل المعانـي تنقـلـب ياللـي خذيتـي خافقـي قبـل اعرفـك واقدمـه ياللي غيابك لحن ٍ تغنـي بـه أعـواد القصـب عودي على قلب ٍ طواه الهـم والشـوق هزمـه قلب ٍ معك غنايمه ضاعت ولاادري وش كسـب؟ أنا انتهيت وشوقي بصـدري بـدت لـه همهمـه جمر انتظاري سَمدت ناره وانا صـرت الحطـب حتـى ثمـر قلبـي تدلـى قبـل ياتـي موسمـه هزي طرف جذعه تساقط لك من عذوقـه عتـب! كرر البيت اللى بالنص ثلاث مرات .. وبكل مره يغرس سكين فى قلب مها .. كانت تسمع القصيدة وهى مهوب مصدقة .. وش يقول .. معقول .. كانت دموعها تنزل على وجهها بدون شعور .. ماعاد حست باصابعه اللى انغرزت فى لحمها .. يوم انتهى .. ارتجف دقنه .. دفها بكل قوته وراها على السرير .. وطلع من الحجره .. وتركها مذهولة .. لحالها .. ومع حقيقة قلب ماجد .. ::؛:: وتبتدى ليلة فرح .. وليلة حزن ,, ليلة وصل .. وليلة فراق .. والحياة مجموعة حقايق .. ولكل حقيقة وقت .. ولكل وقت أحاسيس .. ولكل احساس قصة .. تبتدى وتنتهى داخل القلوب المحرمة .. حقيقة أحمد ظهرت فى سطور بسيطة ~ راجع أحب ساره ~ .. وحقيقة ماجد ظهرت فى نفس السطر .. لكن بشعور مناقض تماماً ~ أنا انتهيت وشوقي بصـدري بـدت لـه همهمـه ~ تدور فينا الحياة .. وكلنا نتحمل عاقبة اختياراتنا .. ::؛:: ::؛:: وترجع كل القلوب لخالق واحد سبحانه .. يقلبها بين يديه كيف يشاء .. قلوب مليانه فرح .. وقلوب مليانه خوف .. وقلوب مليانه ندم .. صدق من قال القلوب مثل الزجاج .. مثل كاس كريستال .. رقيق ورائع المنظر .. وسبحان الله مهما امتلا مشاعر وأحاسيس ما ينقص بيوم ابد .. يفيض هالمشاعر على كل اللي حوله .. لكن مجرد ما ينكسر هالقلب .. يكون صعب جداً تصليحه .. وحتى لو صلح ,, مستحيل يرجع مثل أول .. يمكن شكله الخارجي يكون كامل .. لكن الخدش القديم .. والكسر موجود .. ساعتها يكون القلب غير صالح للأستخدام .. قلب ماجد في لحظة اعترف بكل شي .. فى لحظه فاض فيه الحب اللى انحبس سنين .. بين ايدين المخلوقة اللى هواها قبل يعرفها .. ونساها غصب قبل تكون نصيب أخوه وقبل ينكشف هالسر القديم .. فى لحظات احتاج هالحب يتنفس وهو اللى انكتم قبل يشوف الشمس ويشم نسمة هوا حقيقية جنب اللى نبض لها .. لحظات كانت ممكن تغير النفوس لكن سبحان الله .. لكل شي حكمة .. وكان الرفض من جانب اللى نبض لها هالقلب .. عشان تكون الصدمة أكبر .. ويكون الجرح أعمق .. ماجد بيوم رفض مها .. طردها من بيت أخوه اللى كان بين ايديه جثه دافيه .. أعماه حزنه على أخوه أنه يشوفها بأى صورة ثانية الا صورة الخاينه والقاتلة لأخوه عضيده .. هالصورة اللى ترسخت على مدى السنين .. وصار من الصعب تبديلها .. لكن بدايات الشك بين اللى يعرفه وسمعه .. وبين اللى يشوفه قدام عينه خلت بذرة الحب تكبر من جديد .. ولو فى الظلام بعيد عن نور عيونها وبسمتها .. خلاها تزهر فى قلبه ربيع ينتظر الدفا والشمس .. لكن الرفض تكرر وهالمره من مها .. كما تدين تُدان .. والجروح قصاص .. ساره وأحمد .. قلبين اجتمعوا فى ليلة .. دقوا قبل هالليله بشهور .. بس ساره الغشيمة فى الحب والغشيمة فى أطباع الرجال كانت خايفه وهذا وضع طبيعي .. حتى لو تظاهرت بالقوة .. داخلها انثى خجولة ماقد جربت الحب من قبل ولا عرفت الشوق .. ولا قدرت تواجه طوفان الأحساس فى كلمات أحمد لها .. وأحمد .. فاضت أحاسيسه لعروسه غصب .. بعد شهور الأنتظار صارت له .. بكل عفويه باح باللى في صدره .. لكن شلون كانت ردة فعل ساره ... الجزء العشرون كانت واقفه قدام أحمد من دقايق بس .. فى حسابها هى كانت ساعات .. تسمعه وهى تحس أنها تسمع الكون كله .. أثر العمر ساره وكل المدى ساره .. سافرت كل العمر .. وراجع احب سارة .. " معقول يحبنى ..؟؟ مستحيل .. متى وكيف .. لأ .. أكيد هذا كلام بس .. عشان .. عشان .. رجعت لعقلها كل السوالف القديمة اللى كانت تسمعها من صديقاتها يوم تزوجن .. ومع كل فكرة تطرى على بالها ترمش عيونها ألف رمشه .. تقطعت أنفاسها وهى تشوف عيونه تضيع فى عيونها .. " أنا .. " نشف لسانها وماقدرت تكمل .. " أنتى .. تدرين .." رد أحمد وهو للحين ماسك ايديها " لو اللي قال قصيدة ساره شافس .. وعرفس كان غير الأسم لمنيرة والا حصه والا بتله .." خلص كلامه وهو يبتسم ابتسامة هاديه .. انفجرت كلماته فى وجهها .. فك ايديها بكل بساطه والتفت وراه عشان يفصخ بشته .. لفت على طول واعطته ظهرها وهى تمنع عيونها تدمع .. مشت خطوتين وشافت باب الحمام واتجهت له .. " وين بتروحين .." سألها .." بأغير ثيابي .." ردت عليه بدون ما تلتفت صوبه .. " تبين مساعده ؟؟.." قال لها ورنة ضحك فى صوته .. " لأ .." ردت عليه بقهر .. " زين لا تتأخرين عشان نتعشى .." رد عليها وهو يشوفها معطيته ظهرها وكل شي فيها يرتجف .. جعله ما يطلع من بطنك .. مشت بسرعه وهى تدعي عليه فى قلبها .. دخلت الحمام وقفلت الباب وراها مرتين .. قعدت وهى تنافض .. ضمت ايديها مع بعض بقوة .. يضحك علي .. شايفنى خبل قدامه والا بزر .. لو عرفس والا شافس كان غير الاسم لمنيره وبتله .. كررت كلامه فى قلبها وهى تقلده .. مالت عليك بس وعلى ذوقك .. وش أنت مفكر عمرك .. حظك اللى جابنى لك .. وقرادتى اللى طيحتنى بين ايديك .. والا وين أنت و وين أنا .. التفتت حولها تشوف الحمام المرتب .. وش أسوى ذلحين .. ماجبت معي ثياب عشان أبدل .. بأقعد فى الحمام لين يرقد .. والشكوى لله .. حاولت تهدا شوي وتنسى اللى ينتظرها ورا الباب .. رجعت تفكر فى العرس والحفلة .. لمست طرف كمها الواسع المشغول .. وحبات الخرز والكريستال تلمع .. ابتسمت وهى تتذكر أختها .. وصديقاتها وبنات عمها .. وخذتها الأفكار في محاولة هروب من الواقع اللى ينتظرها برا في الغرفة .. سلّم أحمد عقب ما صلى ركعتين .. ودنق يفكر فى كلامه لساره .. يعنى كان لازم يخبص ويكسر بخاطرها .. تنهد .. وش اسوى .. هو به واحد يقول لوحده أول مره يشوفها ويقعد معها أنه يحبها .. بتقول نصاب وكذاب .. وهى ملسونه لو ما سبقتها بالكلام كان قالتها فى وجهى .. أستغفر الله .. بعدين البنت كانت شوي وتذوب بين ايدي من الخوف .. وأنا قاعد أتغزل فيها .. والله ماعندى سالفة .. دق على الباب نبه ساره من أفكارها .. " نعم .." ردت بنرفزه .. " انتى حية والا ميتة .." سألها أحمد من ورا الباب .." فيه شي .." ردت بنرفزه .. " سلامتس مافيه شي بس بتطلعين والا أعطيس مخده ترقدين عندس ..؟؟" رد يتمقت عليها .. سفهته وماردت عليه .. " يعنى لازم أقول لس انى ابي الحمام والا أروح للغرفه اللى جنبنا ؟؟.. اخلصى اشوف .." سمعت صوته طفشان .. تورطت ساره وقفت عشان تطلع .. فتحت الباب وكان أحمد واقف وراه .. قعد يطالعها من فوق لتحت .. وكانت اصابعها متشابكة تلعب في بعضها من التوتر " ليش ما غيرتي ثيابس .." سألها .. " ثيابي برا .. " ردت بدون ما تشوفه .. ابتسم أحمد " تدرين لا تبدلين خلس كذا أحسن .. تعالى نتعشى .." قال لها ومد ايده لها .. " مانى بمشتهية .." ردت وهى تتجاهل ايده الممدوده صوبها ولفت عنه تدخل داخل الغرفه .. " زين اقعدى معى ما اعرف أكل لحالى .." طلبها وهو فى قلبه يقول يا كذبك .. يا من مره كليت لحالك وأنت فى بريطانيا .. بس عسى ما تكشف كذبتك وتفشلك .. لفت عليه ورفعت راسها بهدوء تشوفه .. مشت قدامه وقعدت جنب الطاولة وايديها فى حضنها .. دخل الحمام يغسل ايدينه ويرش على وجهه ماى بارد تنشف وطلع .. قعد قبالها ورفع أكمامه وبدا يفتح الاكل المسكر .. ويسولف عليها .. قعدت ساره تشوفه وشلون قعد ورفع اكمامه .. شكله من سنه ماكلا .. وش ذا .. يا ساتر .. كان ياكل من الخاطر حست ساره بالجوع يوم شافته .. وتذكرت أنها عقب الغدا ماكلت شي الا كوب عصير عقب المغرب وشربت نصه بالغصب من عند مها .. بس ما قدرت تمد ايديها تاكل .. لاحظ أحمد نظراتها للاكل .. بس متعمد ما قال لها اكلى معى ولا لزم عليها .. جويعه تاكل لحالها .. وبالعمد كان يتظاهر أنه ياكل بشهية وهو يحس أنه يبلع حصى من التوتر اللى حاس فيه .. " أقول ساره .." سألها وهو يمد لها قطعة كباب .. " ذوقيها .. عشان خاطرى .." قال لها بوجه برئ .. ترددت ساره شوي .. قال عشان خاطرى قال .. مادرى انى ميته من الجوع .. زين حس على دمه وعرف ان قدامه بنى آدم .. قربت مدت ايدها تاخذها " لأ .." قال لها وهى يبعد ايده عنها .. تراجعت بخوف .. " أكليها من ايدي .." ردع قرّب اللقمه منها .. بلعت ريقها غصب .. والود ودها تخنقه .. وعين على حبة الكباب وعين عليه .. بس كان الجوع أقوى من الخجل .. قربت منه ورفع ايده لشفايفها .. توتر أكثر .. مسوي لى فيها حسين فهمى .. خذ اللحين .. نبض عرق بجنون فى رقبته يوم لمست شفايفها طرف اصابعه .. كن لمسته كهربا .. سحب ايده بسرعه وزين ما طاحت اللقمة فى حضنها .. ابتسم لها ابتسامة اللى مسوي مصيبه ومكشوف .. " جعل فيه العافيه .." قال لها وهو يبلع ريقه غصب .. " اقربي زين تعشى .. والله الأكل ماله طعم وانتى قاعده عليه ما تاكلين .." قرّب لها الشوكة والصحن وصب لها كوب عصير .. قربت شوي وحاولت تمد ايدها تاكل وهو ما أنتظر غرف لها من كل شي شوي فى صحنها وقرب لها السلطة .. وكمل سوالفه عن ايامه فى بريطانيا .. مر الوقت وساره تضحك فى قلبها على سوالفه بس ما بينت له .. خلصوا عشا وقامت تغسل ايديها .. طلعت وانتظرت انه يدخل الحمام يغسل عشان تقدر تاخذ لها ملابس وتبدل هالفستان اللى كاتم على نفسها .. حسّ انها متورطة وتبي تقول شي .. وقرر يقوم الحمام عشان يخليها على راحتها لدقايق .. دخل وغسل ايدينه عدل وعطرهم عشان تروح ريحة الاكل .. رفع راسه يشوف وجهه .. وراح باله للى فى الغرفة جنبه .. حس أنها فعلاً صغيرة وبريئة وخايفة منه .. غمض عيونه بقوة .. ليتها تعرف بس .. ما بغى يفهم ويروح .. فتحت ساره أدراج الكبت ولقت قميص النوم الأبيض اللى خذت لمها مثله خمرى .. دمعت عيونها يوم تذكرت أختها .. سحبت العلاق وسحبت لها فوطة وخذت شنطة المكياج حقتها اللى جهزتها لها أختها .. وقعدت على السرير تنتظر أحمد يطلع من الحمام .. باين عليه طيب ودمه خفيف من سوالفه .. لكن الوضع متوتر ويخوّف .. يارب تعدي هالليله على خير .. انفتح الباب وفزت بسرعه واقفه .. طاحت الشنطة عند رجيلها .. قرب منها أحمد ودنق ياخذ الشنطة وعطاها اياها " ترى ماله داعى كل هالخوف .. أنا مانا بماكلس .." لف عنها ومشى للسرير يطفى الاباجورة اللى من صوبه .. " لمن خلصتى الله لا يهينس تطفين الليتات عشان أعرف أرقد .. ترى ورانا سفر بكره .." قال لها بصوت هادى ما يعكس الاضطراب اللى داخله .. " اي سفر .." سألته بذهول .. " شهر العسل .. ما قال لس ابوس .." التفت عليها مستغرب .. " لا .." ردت بكلمة وحده .. " مهى بمشكله .. هذا انا قلت لس ذلحين .." وسحل الملحف عشان يدخل الفراش .. " بس أنا ماجهزت نفسي .. " ردت عليه بنرفزه .." وش بتجهزين بعد ..الشنطه اللى بتروحين فيها لبيتنا هاتيها معس ولو احتجتى شي ثاني شريناه عقب .. " وضّح لها بهدوء .. " متى بنسافر .." سألته وهى تتنهد .." رحلتنا الساعه 3 الظهر يعنى بالكثير فى المطار وحده ونص .." .. لفت ساره وراها وراحت للحمام تبدل .. غسلت جسمها بسرعه وتنشفت .. لبست الروب فوق قميص النوم وقلبها يرجف .. تعطرت خفيف وفتحت باب الحمام .. طلعت فستانها أول بهدوء وحطته على الكنبة .. شافت أحمد بطرف عينها قاعد على السرير ينتظرها .. نطت الدموع لعيونها بسرعه .. رجعت للحمام تاخذ الشنطة وباقى ملابسها .. لمتهم فى ايدها بحيث ما يبينون و طلعت حطتهم فى درج الكومدينو .. وقفت قدام المرايه تفصخ الطقم .. وكل لحظه تمر تزيد من توترها حست بريقها جاف وتمنت لوتغمض وتفتّح تلاقى روحها في غرفتها .. طالعت ايديها عقب دقايق وانتبهت انها فصخت كل شي .. ماعاد لها حجه .. ولازم تواجه مصيرها .. لفت وراها وراحت تقعد على الكرسي .. كان أحمد متوقع خوفها بس مهو بالشكل اللى صاير ذلحين .. حاول يهديها ويغير الجو بينهم ويسولف معها لكن ابد .. البنت اذن من طين وأذن من عجين .. دخلت الحمام مره ثانية .. يالله شكلها مهى بطالعه الا الفجر .. لكن ولو.. أنا قاعد لها .. شوى وطلعت من الحمام ..وش ذا .. يالله ما احلى تفاصيلها .. انتبه للحنا فى رجيلها وهى تمشى ولابسه نعال فيها فرو أبيض .. هذا اللى يسمونه قميص نوم .. والله وصرت متأهل يا أحمد وتشوف قمصان نوم .. ابتسم فى قلبه .. كانت ايدين الروب نصها دانتيل مبينه تفاصيل ايدها من وراهم .. شاف الحنا اللى شكله واصل لكتفها .. انتبه لها وهى تتحرك قدامه بهدوء وتتحاشى تلتفت صوبه حتى هو حس بالارتباك وبديت ايدينه ترتجف .. ملامحها حلوة واجد .. وهى لى .. كلها لى .. بس البنت حالتها مهى بحاله .. تغيرت 180 درجه عن اللى أخبرها .. أخاف اسوي لها شي وأندم والا تتعقد وهى خلقه معقده وملسونة .. ملسونه بس حلوة .. لازم أخذها بالركاده وما أضغط عليها .. تراها عشرة دوم مهى بيوم .. شوف ذى وين راحت تقعد .. هى خايفه درينا لكن انا مادرى وش اسوي معها .. " ساره .. " ناداها .. رفعت راسها له .. " مانتي براقده .. " سألها .. " بعدين .. " رجعت دنقت وهى ترد عليه .. " متى بعدين الساعه قربت وحده ونص .." قال لها .. " لمن تعبت رقدت .. " .. " تعالى ارقدى يا بنت الحلال .. ما أعرف أرقد وعندى احد واعى .." حاول يكذب عليها .. " ماعليك منى أنا بأرقد هنا .." أشرت بيدها على الكنبه .. " صاحيه أنتى والا مانتى بصاحية ..؟؟ بترقدين على الكنبة .. عسى ماشر .. أحد قال لس ان فينى جرب .." بدا يتضايق من طريقتها .. " لأ بس عشان ترتاح .. " بررت كلامها .. " أنا مرتاح كذا .. تعوذي من الشيطان وتعالى ارقدى .. أنا راسي داير من عقب العرس وتعبان و ورانا بكره سفر .. مابي اعيد كلامى .." رفع الغطا على صدره وعدل راسه على المخده ونام .. " اخلصى علي قومي طفى الليت وارقدي .." قال لها وهو مغمض عيونه .. قامت ساره متردده وخايفه .. لفت من الجهة الثانية للسرير طفت الليت واندست فى الفراش على الطرف .. وسحبت مخده وحطتها بينه وبينها لكنها شكت أنها تقدر تنام وهى تحس فيه جنبها وتشوف طرف وجهه وهو راقد .. لكن شوي شوي غلبها النوم وغلبها التعب ورقدت .. وما حست باليد اللى شالت المخده اللى بينهم ورفعت الغطا تلحفها عن هوا المكيف .. :: :: :: غمضت مها عيونها كم مره ورفعت راسها تمسح خشمها .. بكت لحد مانامت .. كم ساعه بكت.. ساعتين .. ثلاث .. ماتدري .. اللى تدري به أن الصبح طلع .. وأنها للحين فى ثياب العرس اللى البارح .. وأن ماجد ما رجع من يوم طلع .. قامت تعوذت من الشيطان وفي قلبها ثقل .. لو توزع على الارض كفاها وزاد .. توضت وغسلت وجهها وطلبت ربها يهديها ويرحمها برحمته .. تذكرت صباحية أختها وأنها لازم تمر على أمها عشان أختها بتمر تسلم عليهم قبل تسافر .. قعدت تستشور شعرها وتعدل مكياجها .. ولبست لها فستان بسيط بنفسجي فاتح .. خذت جوالها عشان تدق على ماجد .. وترددت واجد .. بالاخير دقت .. وغمضت تنتظر تسمع صوته .. لكنها تفاجأت أن الجوال مسكر .. ياربي وينه .. انشغل بالها عليه .. وين ممكن يروح واليوم جمعه .. لقطت عباتها وشيلتها وطلعت .. راحت لبيت عمها وكانت الساعه قريب تسع ونص .. دخلت لقت عمها وعمتها فى الصاله يتقهوون .. " صبحكم الله بالخير .." سلمت عليهم .. دنقت على راس عمها تحبه وعلى راس عمتها .. " صبحس الله بالنور يا بنتى .. وشلونس .." رد عليها عمها .. " بخير جعل ربي يسلمك .." قعدت قدامهم تقهويهم .. " وين ماجد ما صبّحنا مثل عواديه .." سألها عمها .. ترددت مها وماعرفت وش تقوله .." طلع من بدري يبه وما قال لى وين بيروح .." اضطرت تكذب لأن ما فيه جواب مناسب للسؤال هذا .. " يمه بأخذ الدريول و وحده من الشغالات عشان توصلنى بيت أهلي .." قالت لعمتها وهى تقهويها .. " وش عندس هناك .. على خبري ما عندكم صباحية .." ردت عليها نوره اللى ما عجبتها روحات مها لبيت أهلها الكثيرة .. " لا يمه مافيه صباحية بس ساره بتسافر وباقى لها أغراض ماجهزتها .. " ردت مها وهى تمد على عمها الفنجال .. " الأمر هين يا بنتى روحى .. وكنس تبينى أوصلس اركبي .." رد عليها عمها أبومحمد .. " لا فديتك جعل عمرك طويل .. الدريول يسد لا تتعب عمرك .." ردت عليها مها وهى تبتسم له .. " زين يالله قومى قدامى خلينى أناديه لس ونادى الشغاله .." قال لها وهو يهز فنجاله ويقوم .. " ان شاء الله .." قامت مها قدامه ودخلت داخل تنادى الشغاله ولبست نقابها وطلعت ورا عمها وعمتها نوره تطالعها لين ظهرت ساكته .. :: :: :: صحت ساره الصبح .. فتحت عيونها وشوي ماعرفت وينها فيه .. غمضت يوم استنكرت شكل الغرفه ورجعت فتحتها وتذكرت هى وين .. التفتت شوي شوي جنبها تشوف طرف السرير الثانى .. كان فاضي .. شكله قام قبلها بس وين راح .. مسحت وجهها .. وقعدت تشوف المكان حولها .. ماعرفت كم الساعه بس يمكن قريب العشر .. شافت جوال أحمد على الطاولة اللى جنبه بس ما قدرت تفتحه تتأكد من الساعه .. قامت وهى تمسّد الروب اللى كان عليها ومكرمش من النومه عليه .. ماقدرت تفصخه وترقد بدونه البارحه .. سمعت صوت الماى فى الحمام وعرفت أن أحمد فى الحمام .. تطمنت انه ماطلع وتركها لحالها .. فتحت الكبت وسحبت الشنطه حقتها اللى فيها أغراضها .. وطلعت لها غيارات عشان تتسبح ولقت لها بدله معلقتها مها ومبخرتها جنب عباتها الجديدة .. فديتس يا مهوى .. طلعت موبايلها وفتحته كانت الساعه عشر وربع تقريباً .. لقت مسجات من صديقاتها يباركون لها ومسج جديد من مها توصيها لقامت تكلمها .. دقت عليها " صباح الخير يا عروس .." ردت مها بكل فرح .." صباح النور .." ردت ساره بخجل .." مبروك يا السورى والله وصرتى مدام .." علقت عليها مها بضحك .. " هين .. الوعد بعدين .." ردت ساره بصوت واطي .. " ايه مانتى بقادرة تردين يا أم لسانين صح .." ضحكت مها وهى تسمع الخجل فى صوت اختها .. " متى بتجون يا حلوة .. ترا وراكم سفر .. " قالت مها .. " يومس تدرين ورانا سفر ليه ما قلتى لى .." سألتها ساره بضيق .. " والله .. أنا ماقلت لس صحيح ؟؟.." انصدمت مها .. " سلامات يا اختى .. لا ما قلتى لى .." جاوبتها ساره .." والله مادرى احسب انى قلت لس .." ردت مها عليها ورجعت تكمل كلامها بسرعه " على العموم مهى بمشكله أنا مجهزة لس الشنطة اصلاً وحطيت لس كل اللى تحتاجينه .." .. " حطيتى كل شي يا مهوى .. أهم شي اللى بالي بالس .. لا توهقينى .." ضحكت مها يوم فهمت قصد أختها .. " ايه ايه لا تشيلين هم حطيتهم .. تعالوا أنتو بس عشان تعرفين وش في الشنطة ولو تبين شي زياده تحطينه .. السوري .. امى عندى تبي تسلم عليس .. لا تنسين ذهبس هاتيه والأغراض الباقيه خليها فى الغرفه بأجى ألمها أنا العصر .." .. " زين .." ردت ساره وهى تنتظر تسمع صوت أمها .. كلمت منيرة بنتها وباركت لها فى صباحيتها وطلع أحمد وهى تكلمها .. استحت ساره تسولف قدامه فاعتذرت من أمها وسكرت .. " صباح الخير .." صبح عليها وهو يبتسم .. " صباح النور .." ردت بصوت واطي .. " عسى رقدتى عدل .." سألها وهو ينشف شعره بالفوطه .. " اي الحمدلله .." .. " وش تبين فطور .." سألها أحمد وكمل كلامه قبل ترد عليه " ولا تقولين مانى مشتهية .. تراه ببلاش .." ابتسم لها .. انحرجت ساره ونزلت راسها " عادى أى شي .. بس بسرعه عشان يمدينا نمر على البيت وأجهز أغراضي .. " ذكرته .. " أنا جاهز .." قال لها .. " زين شوى وأخلص أنا بعد .." ردت مها وهى تاخذ أغراضها معها .. دخلت الحمام وخذت لها شاور سريع وحطت مكياج ناعم واستشورت شعرها بسرعه على السريع .. لبست الروب وطلعت .. كان أحمد قاعد فى الصاله يكلم أمه .. " ايه يمه هذى هى لحظه .. " قرّب الجوال من ساره " هذى امى تبي تبارك لس .." .. بلعت ريقها وغدا وجهها ألوان من الأحراج .. خذت الجوال وكلمت عمتها شوي وبعدين ردت الجوال لأحمد ورجعت للغرفه تلبس .. تجهزت وطلعت للصاله لقت أحمد قاعد قدام الفطور ينتظرها .. قعدت بهدوء وبدت تاكل شي خفيف .. " ما سألتينى وين بنسافر .." سألها وهو يشرب قهوة .. " كله واحد .." جاوبته ساره .. " المهم تكونين معي صح .." رد عليها بخفة دم .. رفعت عيونها بسرعه لعيونه وماردت عليه .. حسته يستفزها فسكتت .." بنسافر تركيا .." قال لها .. يا عيني .. فرحت فى خاطرها واجد .. بس ما بينت له " زين .." ردت بصوت عادى .. " زين بس .. توقعتس تفرحين .." سألها وهو يبرطم .. " عادى .. قلت لك اى مكان مهو بمشكله .." رفعت راسها له تجاوبه .. " اوك .. زين حنا بنطلع نمر نسلم على أبوى وأمى ونودعهم .. عقبه نمر بيتكم نسلم عليهم وتاخذين شنطتس ونمشى للمطار .." .. " طيب خلنا نمشى اللحين لأن مافيه وقت لذا كله .." وقفت ساره ودخلت تاخذ عباتها كانت تبي تبتعد عن اى مكان يجمعهم سوا .. وفى نفس الوقت كانت بتطير من الفرح .. وينس يا مهوى بأروح تركيا .. يا سلاااااااااااااام والله وبيصير على جوازى ختم جديد غير ختم السعودية والامارات .. "جاهزة .." سألها أحمد وكان يعدل غترته قدام المنظرة .. " ايه .." ردت عليه وهى تلف شيلتها على راسها .. قرب منها ومد ايده " هذي صباحتس يا عروس .." .. تجمدت نظرة ساره بين ايده وبين عيونه .. شلون صباحيه وحنا ما .. أنا للحين .. هو ما قرب منى .. الاف الاسئلة دارت في بالها بسرعه .. " ترى ما فيها ضب .. " علق أحمد يوم شاف نظرتها المرتعبه .. وفتحها لها شافت فيها ساعة شوبارد حلووووة كلها ألماس تاخذ العقل .. لمست المعدن البارد بطرف ايدها وهى سرحانه فى أفكارها .. مسك ايدها .. " ساره .. أنا ما أبيس ليله وحده بس .. أنا أبيس وخذيتس عشان العمر كله .. فاهمتنى .." كانت نظرته لها عميقه .. نظرة اللى تمنى أنها فهمت قصده .. هزت راسها وهى مدنقة .. فتح كفها وحط العلبة فيها .. " يالله يا الغاليه عشان نمشى تأخرنا .." وطلع قدامها يجر شنطة ملابسه .. وتبعته وهى تحس في قلبها شي كبير يتفتح .. :: :: :: كانت مها فى بيت أهلها ترتب شنطة أختها وبالها مشغول بماجد اللى ما بيّن ولا اتصل من البارحه .. كانت الجورى تلعب حولها .. وتحاول تكلمها بس مها ماكانت صوبها أبد .. دخلت عليها أمها .." خلصتى يا بنتى " سألتها وهى تشوف الأغراض منثورة حولها .. " ايه يمه خلصت .. " ردت عليه مها بدون ماتخلى اللى فى ايدها .. " عساس ما نسيتى شي بس تراها أول مره تسافر ولو نقصها شي ما قالت للرجّال من الحيا .." نبهتها أمها .. " ان شاء الله يمه .. مانسيت شي وهى بتجى تحط اللى تبيه زياده " جاوبتها وهى تسكر الشنطة .. " يا بنتى وش بلاس .. فيس شي .." سألت منيرة بنتها اللى مبين عليها التعب .. " لا يمه .. ليه .." رفعت مها راسها لامها .. " ما ادرى بس .. بس ما أنتى بطبيعية من كم يوم .." .. تنهدت مها .. وأنا من متى كنت طبيعية مثل هالناس .. " لا تشغلين بالس يمه مافيني الا العافية .." ردت مها وهى تفك العضاضه من شعرها وتلمه من جديد .. طلعت منها أمها وهى مهي بمصدقتها .. رجعت مها تشيك على جوالها يمكن اتصل والا طرش مسج .. لكن كان الجوال فاضي .. أخاف صاير فيه شي .. أعوذ بالله من الشيطان .. من أنشد عنه بس .. ما فيه إلا موضي .. ردت مها الباب عليها ودقت على موضي .. وعقب السلام والتحفى نشدتها عنه .. " مادرى به .. عدي به من يومين .. " قالت موضي .. " زين انشدى تركى يمكن يدري عنه .." طلبت منها مها بيأس .. " أنا بأنشده .. بس أنتى علمينى أول .. وش صار بينس وبينه .." انحرجت مها وقالت لموضي السالفه بشكل بسيط وما ذكرت القصيده ومعانيها .. " لا حول لا قوة الا بالله .. شوفى يا مها .. الحق ينقال ومهوب عشانه أخوى لا والله .. لكن اللى تسوونه فى عماركم ظلم ومهوب حق .. بعدين كم شهر لكم معرسين .. شهرين وشي .. وللحين مانعته من حقه .. كانت قدامس فرصه البارح لكن للأسف ما كسبتيها .." سكتت موضي عشان تعطى مها فرصه ترد .. " وش تبينى أسوي وهو يا موضي للحين يشك فينى .. أنا أبيه يثق فينى وعقبها ياخذ اللي يبي .." ردت بألم .. " وظنس الحياة والسكن اللى بين الزوجين مهوب ثقة ؟؟ .. أنتى ما جربتى الحياة عدل .. صح انس متزوجه قبل بس هالشي ما فادس فى حياتس مع ماجد .. قلتها لس لين مليت .. ماجد غير المرحوم لكنس ماتبين تصدقين .." .. سكتت مها وهى تبكى .." بأقول لس شي ما فهمته الا عقب سنين من زواجى بتركي .. نظرتنا حنا يا النسوان تختلف عن نظرتهم هم للحياة بين الزوجين وأنتى فاهمه قصدي .. الرجال لمن أخطأ بحق زوجته يشوف ان تعبيره عن الحب بالطريقه هذى هى اعتذاره .. الرجّال لاحتاج صدر حنون دور على زوجته عشان تلمه وتحتضنه وتهدى مخاوفه بدون ما يشتكى .. عيالنا ماتعودوا على البكاء ولا الشكوى ولا الأعتذار .. كل هذى الأشياء عيب في حقهم .. ربوهم أهلنا على كذا وحنا رجعنا نربي عيالنا على نفس الخطأ .. هالتربية خلتهم ينسون أنهم بشر وتذكروا أنهم بس رجاجيل .. وهالتناقض اللى هم عايشينه سبب كثير من المشاكل اللى نعيشها .. لمن الزوجة اصرت واستكبرت والزوج رفض يعتذر تبدا الجدران تفصل بينهم ويوم ورا يوم يصير الكلام صعب والتفاهم أصعب .. هالشي يا مها الله خلقه فى البشر غريزة وبين الزوجين لا هوب غلط ولا هوب حرام .. وسبحان الله كثير من مفاتيح بنى آدم تلاقينها فى أسلوب الرحمة والمودة اللى بينهم لخاف كل واحد فيهم الله فى الثانى وعامله بالحسنى .. مهوب كل البيوت عايشه على الحب والغرام .. لا يا مها .. البيوت اسرار لكن لغاب الحب المفروض الأحترام والأيمان بالله ما يغيب .. راجعى نفسس عدل وهاللي تسوينه في نفسس وفيه ما يرضى الله ولا يرضى رسوله .. وتعرفين جزاء المره لبات زوجها عليها غضبان .. والسبب شي بسيط جداً .. وحق من أبسط حقوقه .. تبينه صلحى خياتس معه .. ماتبينه ترى كافى اللى مر عليكم من هموم انفصلوا أريح لكم .." سكتت موضي وكانت تسمع صوت بكا مها المتقطع .. " بأدق على تركي وبأشوف كان عنده خبر وبأرجع أتصل فيس .. وأنتى اهدي وتعوذي من الشيطان .." سكرت موضي وقامت مها للحمام تمسح الكحل اللى ساح وتعدل مكياجها عشان ماحد يلاحظ .. وخصوصا أختها العروس .. :: :: :: ركبت ساره سيارة أحمد وتأكدت أنها خذت شنطة ذهبها معها وشنطة ايدها .. ركب أحمد جنبها وشغل السيارة لبس نظارته الشمسة ومدّ ايده يمسك ايدها بشكل طبيعي جداً .. بدت ترتجف .. ضغط عليها بشكل خفيف وما تكلم .. " وش تحبين تسمعين .." نشدها .. " عادى .." ردت .. " أنتى عندس حد معين لأستعمال الكلمة ذى والا الليمت مفتوح .." التفتت عليه ساره مستغربه مافهمت وش يقصد .. " كلمة عادى .. ماعمرى سمعتها من أحد كثر ما سمعتها منس البارحه واليوم .. هذا وحنا ما كملنا 24 ساعه مع بعض .." وضّح لها .. ابتسمت من ورا النقاب وماردت .. " وين السورى أم لسان طويل اللى أعرفها اللى بغت تاكلنى بثيابي أول مره شفتها فيها .." سألها وهو يبتسم .. طاح وجهها عقب ما سمعت كلامه ذا .. موجوده يا ما لك من الخير بس اصبرشوي .. التفت عليها شافها ساكته ماعلقت .. " وصلنا .." رفعت ساره عيونها تشوف البيت اللى راح يضمها عقب بيت أبوها .. جف حلقها وتوترت .. " امشى وشفيس .." .. ترددت واجد قرّب منها ومسك ايدها اللى كانت مثلجة .. " شفيس ترى أهلى مثلي ما ياكلون .." وغمز لها بعينه .. سحبت ايدها من ايده وهو يضحك .. دخلوا ولقوا أهله مجتمعين أمه وخواته اللى كانوا فرحانين بساره واجد .. وكانوا مجهزين القهوة والقدوع والغدا .. إلا أن أحمد اعتذر ان ماعندهم وقت وهو ملاحظ ارتباك ساره بين أهله بحكم أنها أول مره تشوفهم وهى مرة ولدهم .. باركوا لها قبل تطلع ومسكتها أمه " الله الله فى أحمد يا سارة .. " .. انتهزها فرصه وقرب جنبها " سمعتى وش توصيس امى .. الله الله فيني .." وجه ساره قبع ألوان وهى ترد عليها " ان شاء الله يمه .." سلموا عليهم وخذوا شنطة أحمد حقة السفر معهم عقب ماردوا شنطة ملابسه الصغيرة .. طلعوا ركبوا السيارة بيروحون بيت أبو ناصر .. " تدرين .. بديت أشك أنهم زوجونى وحده غير سارة اللى أعرفها .." .. رفعت ساره عيونها له بأستغراب " ليش .." .. " مادرى .. بس أنتى متأكده ما نسيتى لسانس في بيت ابوس يوم زفوس لى البارحه .." كان يتعمد يشاغبها ويرفع ضغطها عشان يكسر الحاجز اللى بينها وبينه .. لفّ ودخل بيتهم و وقف موتره .. " لأ ما نسيته لكن مافيه شي يستاهل أحرق أعصابي عشانه .." ردت ساره وهى تنزل من السيارة وتلف عشان تدخل البيت ..شالت نقابها وعدلت شيلتها قبل توصل باب الصاله سحبها من ايدها " ولا حتى هذا .." قربها منه ولامست شفايفه طرف شفايفها فى أول تواصل جسدي بينهم وبين بعض .. كانت خطوة متهورة منه لكنه ماقدر يضبط نفسه أكثر من كذا .. تجمد وجه أحمد وهو يشوف عيون ساره المشدوهة من تصرفه .. ارتجفت شفايفها غصب .. بلع ريقه وهو حاس بحراره تاكل جسمه .. رفعت ايدها برجفه تغطى اثمها .. تجمدت اللحظات بينهم وكل واحد عينه في عين اللى قدامه .. نظرة شوق ولهفة ونظرات لوم وعتاب .. مدت ايدها تفتح الباب وتدخل .. سمع صوت أمها تحفاها كان محتاج يتمالك نفسه شوي .. ناداه أبو ناصر من البيت " جايك جايك بس اجيب جوالى من السيارة .." رد عليه ورجع للسياره شغل المكيف وغمض عيونه بقوة وهو يتنفس بعمق عشان يهدا .. ضغط على وجهه بايدينه شوي .. فتح المنظره يتأكد أن شكله طبيعى ورد نزل ودخل بيت عمه .. :: :: :: " هاه وش اخبارس .. أربس مرتاحة .." سألت مها أختها عقب مادخلوا حجرتها وصارن لحالهن .. " الحمدلله .." ردت ساره وهى تبتسم .. " وشلون يعاملس .." سألتها مها .. رفعت ساره عيونها وتذكرت اللى صار قدام الباب وبخّ الدم فى وجهها من جديد .. مها سكتت وفسرت اللى شافته أنه خجل عرايس .. " الله يوفقس ويسخر لس .. والله الله بعمرس وأنتى مسافرة .. ترى مالس أحد إلا الله وثم أحمد حطيه في عينس بيشيلس فوق راسه سمعتينى .. " وصتها مها .. " ان شاء الله .." .. " وش فيس يا السوري .. يعورس شي .." قربت منها مها يوم شافت وجه أختها تغير .. تغرغرت عيون ساره بالدموع وخنقتها العبرة .. " افاااا عليس .. فيه وحده تبكى في صباحيتها .." ضحكت مها وهى تحضن أختها وتفسر اضطراب مشاعرها بخوفها من حياتها الجديدة مع رجل توها تعرفه من أقل من 24 ساعه .. فتحت لها شنطتها و ورتها كل شي فيها وحطت لها حبوب بندول ولزقات جروح .. ضحكت يوم شافتها سارة .. " وش فيس تضحكين .." نشدتها مها وهى مستغربه .. " تذكرت شنطة الطواري اللى سويتيها يوم بنسافر النعيرية اللي ما بقى شي ماحطيتيه فيها إلا الدكتور .."جاوبتها ساره .. ضحكت مها يوم تذكرت السالفه .. " وش أسوي لازم الواحد يسوى احتياطه .." دخلت عليهن أمهن " يمه قومى تغدي قبل تسافرين .. عشان ما يدور بس راسس وأنتى فى الطيارة .." قالت لساره .. " تغدا ذلحين ؟؟.. ووأبي وينه .." نشدتها مها .. " ابوس راح مع أحمد عشان يلحقون صلاة الجمعة .. ويقول أحمد مهوب ممديه يتغدا .. قومى انكبي لأختس لقمة .." أمرت منيرة مها .. " لا يمه فديتس مانى بمشتهيه .. أفطرت متأخر .." ردت ساره وهى تبوس راس أمها .. " يابنتى اكلى لس شوي عشان الطياره .." .. " يمه المطار فيه مطاعم وتراهم بيغدونهم فى الطيارة .. " جاوبتها مها .. " وهو غدا الطيارة غدا .. الله يديم النعمة بس .." تطمنت منيره على أغراض بنتها و وصتها على عمرها ورجلها وطلعت منهم عشان تلحق تصلي وتسمع الخطبة على الرادو .. قعدت مها شوي تسولف مع أختها وعقبه قامت توضت عشان الصلاة .. وقامت وراها ساره تصلي .. شوي وصاح جوال مها .. مدت ايدها له وهى على السجادة بسرعه .. شافت رقم موضي .. ردت عليها .. " يامرحبا .. ايه فديتس .. لا والله تصلي .. سلام يوصل .. ايواا .. وش .. وين .. " تغير وجه مها وصوتها وهى تسمع كلام موضي .. بس ما حبت تبين شي لأختها .. " معليه .. ان شاء الله .. خلاص .. يالله مع السلامة .." سكرت وانقبض قلبها وخنقتها العبره وهى على سجادتها .. غمضت بقوه وقالت في قلبها المهم أنه بخير.. قامت و وقفت وكملت صلاتها .. لأنها الشي الوحيد اللى ممكن يخفف من النار اللى شابه بصدرها .. :: :: :: ركبت ساره السيارة بعد لحظات وداع مشحونة مع أهلها .. اللحين بس حست أنها خلاص ماعادت السورى بنتهم .. الصغيرة المدللة .. اللى لضاق صدرها بكت على صدر أختها مها .. واللى ماكان لها الا أمها تشاغبها وأبوها اللى حنانه يسوى الدني كلها .. صارت لها حياة ثانية مع واحد غريب عنها .. هل ممكن يكون صدره بسعة صدر أختها .. وحنانه يشبه أبوها .. ما أظن .. وزاد بكاها .. " يابنت الحلال وشفيس .. اللى يشوفس يقول ذابح أهلس .." حاول أحمد يهديها " كلها اسبوعين وترجعين لهم كامله .." كمل كلامه يوم ماردت عليه .. التفت عليها يبتسم وهو يشوف عيون النقاب اللى غرقانه دموع .. " تصدقين .. لو شافوس شرطة المطار كذا مهوب قايلين عروس وبتسافر بيقولون خاطفها غصب عنها .." ماردت عليه " اهدي الله يرضى عليس .. وامسحى عيونس .. ترى شكلس صار نكره .." رفعت عيونها بغيظ تطالعه .. ضحك بهدوء ونزل لها المنظرة اللى قدامها .. تفاجأت ساره من منظر عيونها والكحل السايح .. انحرجت وفتحت شنطتها بسرعه تطلع لها مناديل ازالة المكياج وقعدت تمسح من تحت النقاب وتوهقت .. بس قالت يالله أهم شي أمسح عيون الباندا وفى المطار داخل بأغسل وجهى عدل .. دخلوا المطار عقب ما اتصل أحمد فى دريولهم اللى كان ينتظره هناك عشان ياخذ موتره ويرده البيت .. شيكوا على شنطهم وخلصوا جوازاتهم ودخلوا قاعة الدرجة الاولى ينتظرون الاقلاع .. دخلت ساره الحمام وغسلت وجهها عدل .. حطت مرطب وبودرة خفيفه وعدلت كحل عيونها وحطت روج وردى هادى .. نظفت نقابها ومسحت عليه بماى عشان تروح البودرة منه .. لبسته وطلعت لأحمد اللى كان مجهز لها صحن غدا خفيف وكوب عصير برتقال .. " ماعرفت وش تحبين فحطيت لس من كل شي شوي .." قال لها وهو ياشر على الصحن .. انحرجت ساره وشلون بتاكل قدام العالم .. عدل لها أحمد الكرسي " ماعليس منهم عطيهم ظهرس وتغدى .. " قعدت ورفعت نقابها شوي شوي وبدت تاكل .. كان أحمد يراقبها بهدوء ويشوف شفايفها الوردية اللى لمسها قبل ساعات .. تنهد بقوة وشلون بيقدر يصبر عنها ويعطيها فرصه تعوّد عليه مثل ما قرر البارحه .. الله يعين .. رفعت ساره نظرتها له سرقة ونزلتها بسرعه .. ياليل الليل وشفيه يطالعنى كذا .. شكلى بأغص منه .. ابتسم لها ورجع ياكل .. اووف ما بغى .. قعدت ساره تطالع صالة المطار الجديد من حولها وهى مبسوطة بالسفر وتحاول تتجاهل الخوف اللى فى داخلها تجاه أحمد .. وتجاه الليالي الجايه اللى بتجمعهم سوا فى بلد غريب .. ركبوا الطيارة .. وبدت تقلع .. بدت ساره تتمتم دعاء السفر ولا شعوريا مسكت ايد أحمد تضغط عليها بقوة .. من صغرها وهى تخاف من الطيارات .. صرّ أحمد على ضروسه وهو يحس بلمستها ونعومة ايدها وبرودة الدبلة اللى لابستها فى شمالها يربك دفا ايدينه .. ياليت هالخوف ما ينتهى .. دخيلك يا كابتن لا تطير .. وشوي واستقرت بأمر المولى سبحانه فى الجو .. وهدت ساره وانتبهت أنها ماسكه ايده بقوة .. سحبتها شوي شوي .. لكن أحمد ما فكها .. " هالمره دورى .. أنا أخاف من الطيارة لصارت فى الجو .." قال لها وهو مسند راسه لورا ويشوفها بارتياح .. ابتسمت ساره وانحرجت من نغزته " وعلى كذا كم ساعه بينا وبين تركيا .." سألته .. " يعنى تقريبا قولى خمس ست سبع ثمان ساعات .. حسب الدريول وشطارته .. " ضحكت ساره وقالت الله يعين كنه بيمسك ايدى خمس ست ساعات .. " شيلى النقاب ماحد حولنا .. " طلبها أحمد .. " والعالم هاللى قاعده .. " قالت له ساره مستغربه طلبه .. " أنتى فى الزاوية ورا فى أخر كرسي وكلن لاهى بعمره مادروا بس .. " رد عليها .. " زين فك ايدي عشان افكه .. " قالت له بصوت واطي .. " لأ .. فكيه بايدس الثانية .. " رد عليها بعناد طفولى .. طالتعه بنظرات سحرته " زين .. " مدت ايدها اليمين وسحبته عن راسها .. وعدلت شيلتها بصعوبة .. " كذا زين .. " التفتت عليه تسأله .. " ايه زين .." قالها بهمس .. خلا وجه ساره يشب حيا .. صدت عنه تشوف البحر الازرق تحتها وهى تبتسم براحه .. وتدعى ربي أنه يحفظهم .. وبكذا ابتدأت حياة ساره الجديدة .. :: :: :: في بيت أبو ناصر .. كانت مها وأمها يتغدون سوا عقب ما تغدا أبوها ودخل يقيل .. كان الهدوء ثقيل برغم وجود الجوري اللى تلعب بالاكل جنب أمها .. كانت منيرة ساكته وتاكل بثقل .. ومها غرقانه فى أفكارها وتبلع اللقمة غصب .. شوي وسمعت مها امها تنشق .. " بسم الله عليس .. شرقتى يمه .." مدت ايدها تعطيها ماء .. " امحق بيت عقب سويره .." وبدت ام ناصر تبكى على فرقا بنتها .. نفضت مها ايدها من الغدا وغصتها العبره .. " ماعليها شر يمه .. ادعى لها باالتوفيق بس .." جاوبتها مها .. " مسحت منيره عيونها وشكلها يقطع القلب .. وقعدت تتمتم وتدعى لبنتها ومها تفكر .. وشلون بيكون البيت عقبها .. وكيف بتتأقلم أمها مع الوضع .. في بيت أبو محمد كان الوضع مختلف تماماً .. " صباح الخير .." سلمت نوف على أمها وأختها اللى قاعدين فى الصاله يتغدون .. دنقت تسلم على امها وقعدت .." كان ما قمتى .. ماعاد الا القايلة .. صليتى الجمعة .." نشدتها أمها .. " ايه يمه صليت .."ردت نوف وهى تشوف وش غداهم .. "أقول يمه وين مها .." سألت روضه وهى تنكب لها عيش .. " راحت لأهلها .. كان ما وراها بيت ولا رجل .." ردت نوره بضيق .. " معليش يا يمه .. أختها توها معرسه ولازم بيجيهم احد .. يا سلام كان العرس البارحه شي .. يمه .. قالت لس مها أن أختها بتسافر .." سألت روضة أمها .. " مادرى بها بتسافر والا بتقعد .. " ردت نوره وهى تاكل .." تقوله أخت أحمد البارحه .. تقول بيسافرون تركيا .." كملت روضه كلامها .. " ماعاد الا هالاشكال تروح لتركيا .. عشنا وشفنا .." دخلت نوف فى الكلام وهى تطنز .. " وانتى شعليس منها .. رايحه من حلالس .. " نقمتها روضه .. " أنتن ماتعرفن تقعدن مثل الناس .. لازم تناقرن .. بتغدن والا قومن .." ضاقت نوره من مناقر بناتها اللى ماله معنى .. " شوفي كلامها .. الرازق فى السما والحاسد فى الأرض .." ردت روضه بضيقه .. " وشو عليه الحسد يا حسرة .. من زينها .." ردت نوف ببرود .. " ياختى الناس يوم جمعه يعنى اذكري ربس أحسن .. استغفر الله بس .." ورجعت روضه تغدا بتوتر .. بعد لحظات .. " صبي لى ماء .. " قالت نوف تامر روضه .. " صبي لعمرس ايديس مهى بمكسورة .." جاوبتها روضه بدون ما تلتفت لها .. " الله ياخذ عدوكن بس .. خلاص انتى وهى .. " صرخت أمهن بينهن .. :: :: :: العصر طلعت مها مع أبوها للفندق عشان يجيبون باقى أغراض أختها وفستانها .. دخلت مها للجناح وغصتها العبره .. وهى تشوف مكان أختها .. حطت الفستان فى كيسته وطلعت شنطة الملابس حقتها .. وطوت الشراشف والملحف اللى خذته لها من المخازن الكبرى .. يوم حلفت عليها به وقالت لها .." هذي الهدية عشان تذكريني كل ما رقدتي على ملحفي والا دخلتي الحمام تسبحين بأغراضي .. " اختنقت وهى تبكى .. تذكرت يوم لحقها ماجد ومسك ايدها ضايق ويوم أرسل لها المسج اللى جننها .. _ نسيت أقول لس .. الملحف يجنن _ .. يالله هذا وقت وذاك وقت .. هذى السوري راحت .. وماجد بعد راح .. خشت وجهها فى الملحف وقعدت تبكى .. وماعاد عرفت تبكى على فراق أختها والا على حالها اللى ما يسر عدو ولا صديق .. اتصلت فى ابوها عشان يرسل لها الحمال وخذوا الاغراض وشيكوا من الفندق وطلعوا .. وصلوا البيت ونزلت الأغراض فى حجرة أختها ورتبتها .. " يابنتى منتى برايحه لبيتس .. ماعاد الا الليل .." دخلت عليها أمها وهى ترتب .. " لا يمه بأمسى عندكم .. " جاوبتها مها .. " لا بالله .. ارجعى لبيتس ورجلس .. تراس عندنا الاسبوع اللى طاف كله وجزاه الله خير اللى خلاس تقعدين .. قوم اخذى بنتس والشغاله خليها توصلس .. " عيت عليها منيرة .. " ماله داعى يمه ماجد مهوب هناك عشان أعوّد .. بأمسى عندكم اليوم وبكره خير .. " .. " يابنتى حالس مهوب معجبنى .. صاير بينس وبين رجلس شي .." نشدتها أمها اللى كانت حاسه ان بنتها مهوب مرتاحه .. " وش بيصير فديتس .. ماهنا الا الخير لا تحاتين .." لفت عنها أمها وطلعت وهى شاكه فى كلامها .. وهى اللى تعرف طبعها الكتوم .. كانت مها محتاجه تبتعد عن اى شي يذكرها فيه .. محتاجه تفكر بهدوء عقب كلام موضي لها .. محتاجه ترتاح بعد كل التعب .. وتعيد حساباتها فى حياتها من جديد .. ثانى يوم خذت مها بنتها ورجعت لبيتها قريب الظهر.. مرت على عمتها قبل تدخل البيت عشان ما تقعد عندهم واجد ماكان لها خلق كلام ولا رفع ضغط .. وقالت يمكن تسمع عندهم شي عن ماجد .. دخلت لقتهم كلهم قاعدين .. نوف تفرفر في التلفزيون .. وروضة تقرا لها رواية .. وعمتها قاعده تسبحن بمسباحها .. سلمت عليهم وتحفتها روضة .. قعدت جنب عمتها اللى راحت لها الجورى تبي منها المسباح .. " شأخبارس مها وشأخبار العروس .." سألتها روضه .. " بخير ربي يسلمس .. والعروس طيبة .. الفال لس أنتى ونوف .." ردت مها عليها .. " الله كرييييييييييم .." قالت روضة من قلب .. " طالعتها أمها ناقمة عليها .. روضه سوت عمرها ما شافت نظرة أمها وقعدت تسولف عن ليلة عرس ساره وتمدحها وتمدح ترتيبات العرس .. وطلبت من مها تاخذ ارقام اللى تعاملوا معهم بيت أم أحمد عشان عرس فهد ان شاء الله .. وعدتها مها خير وقالت بتجيبها لهم قريب .. قعدوا يتقهوون بهدوء .. " الا يمه ماعندكم نية سفر ذا الصيف .." رفعت روضه راسها تنشد أمها .. " ما درى عن ابوس والعيال .." ردت نوره وايدها تلعب فى المسباح .. " ماقال لس ماجد شي يا مها .." لفت روضه تنشد مها .. بلعت مها ريقها .. ليتس تدرين بس وش قال .. " لا ماجاب لى طارى .." جاوبتها مها .. " غريبه .. الا هو وينه صحيح .. من أول أمس ماشفته .." سألت روضه مستغربه غياب ماجد عن البيت .. مها سوت عمرها تقهوى وما سمعت السؤال .. " مهو بهنا مسافر .." ردت نوره .. " يا سلام .. يعنى هم يسافرون ويوسعون صدورهم وحنا ننطق فى الحر هنا .." تفاجأت روضه وردت بضيق على أمها .. "رايح في شغل للبنك يا الخبل مهوب يتسيح .." تضايقت نوره من كلام بنتها .. " أنا ماعلي من أحد .. بأسافر مع موضي لبنان .." دخلت نوف عرض فى السالفه .. " وش .. وين ياختى .. سلامات .." ردت روضه على نوف وهى ترفع حواجبها لها .. " الله يسلمس .. ماحد له منة(ن) علي .. باسافر بفلوسي ومع أختى .. وعلى فكرة .. قلت لأبوي وهو موافق.." ردت عليها نوف عشان تقهرها وهى تلعب بأظافرها .. " اخص يا النذلة .. بتروحين لحالس وبتخلينى .. لو أنه أنا ما رحت لحالى وخليتس .. " ردت روضه على أختها بعتاب .. " ابوى يقول لو تبين تروحين ماعنده مانع .." قالت نوف لروضه وهى تمط شفايفها .. " حلو .. وتروحون معنا أنتى والجورى وماجد .." التفتت روضه لمها وهى تكلمها .. " ويش .. " شرقت مها .. " نروح معكم وين .. " سألتها .." نروح كلنا لبنان .. والله بنستانس لصرنا جمعه .." قالت روضه .. " صحيح .. خاصه أن لولوة وأختها بيكونون هناك " علقت نوف بهدوء وهى تلتفت على مها " عندهم شقه هناك تجنن ولولوة عزمتنى أقعد عندها كم يوم .." خلصت كلامها بابتسامه صفرا " ماشاء الله .. الله يهنيهم .. بعدين مادرى عن ماجد وشغله وظروفه .. يصير خير .. اسمحو لى ذلحين .." قامت مها ونادت الجوري .. " وين ما تغديتي .." وقفتها روضه .. " تغدا عندكم العافيه .." ردت مها .. " مها .." نادتها نوره .. " لبيه .. " التفتت عليها مها .. " لمن اتصل فيس ماجد خليه يكلمنى.. أدق عليه جواله مسكر .." .. " ان شاء الله يمه .." وطلعت عنهم وهى تقول في قلبها .. هو ما يكلمنى عدل من قبل عشان يتصل علي ذلحين .. :: :: :: وصلت ساره وأحمد لتركيا .. وكانت مندهشة من جمال الطبيعة والجو اللى يفرق واجد عن جو الدوحه .. أحمد طلب منها تفصخ النقاب عشان تكون مرتاحه فى طلعاتهم .. ما كانت مرتاحه أول شي بس بعدين تعودت .. مرت ايامهم فى طلعات لمطاعم وأماكن اثريه واسواق .. تغيرت نفسية ساره واجد .. وصارت تشوف أحمد بشكل ثاني .. بدا الخوف والرهبه منه في قلبها تختفى .. عقب ما شافت طيبته وحنانه معها واهتمامه فيها وفى راحتها .. لكن من يجى الليل ترجع لها الهواجس والشكوك .. وتحاول تبتعد عنه بأى وسيلة .. كانت قاعده فى البلكونه تتذكر كيف مرت الأيام بسرعه وهذا لهم يوم رابع .. وأحمد يعاملها بحنان ولطف وما حاول يقرب منها أو يجبرها على شي .. وهالوضع زاد من حساسيتها تجاهه .. صارت تنتهز اى فرصه عشان يطلعون برا وما تقعد هى واياه فى مكان واحد لحالهم .. كل ليله تمثل خوف جديد .. بعد شوي بتدخل تغير ثيابها وماعاد عندها بيجامات .. احتارت وش تلبس وتذكرت أختها يوم تاخذ لها جلابيات من الخبر وضحكت عليها هى .. ليتنى خذيت لى معس يا مهوى .. غمضت عيونها وكتفت ايديها على صدرها يوم حست بلسعة هوا بارده وتذكرت يوم حضنها أحمد البارحه قدام التلفزيون .. يالله .. دارت فيها الارض .. احساس ممزوج بخوف وفرح ونشوة وقلق وتوتر .. تنفست بعمق .. كانت قاعده قدام التلفزيون بعد ما غيرت ملابسها حطت شوي عطر وروج فاتح ولبست لها بيجاما حرير لونها اسود وفيها حاشية ذهبية .. جا أحمد وقعد بكل بساطه جنبها .. وحط ايده ورا ظهرها بهدوء .. حست بدفا جسمه وبدت ترتجف .. " بردانه .." سألها وهو يقرب منها أكثر .. " لأ .. " طلعت منها مبحوحه وماتدرى هو سمعها والا لا .. لأنه قرب منها أكثر ومد ايده الثانيه ياخذ ايدها اللى بحضنها ويضغط عليها بقوة .. ماعادت تسمع أى صوت ثانى الا صوت دقات قلبها القوية وصوت أنفاسه عند اذنها .. حسته التفت عليها .. " ساره .." همس باسمها .. بلعت ريقها والتفتت له بدون ماترد .. قرب منها .. وماحست الا بلمسته على شفايفها وغابت عن الوجود .. لأول مره تنام جنبه البارحه .. رفض يخليها تبتعد عنه مثل كل ليله .. سحبها من ايدها وحط ايده تحت راسها وغمض وتركها تعانى فى شعورها بدقات قلبه تحت خدها اللى مرتاح على صدره .. طلع أحمد من الحمام بعد ما تسبح بسرعه .. وقف قدام المنظره يمشط شعره .. وكل عضله فى جسمه متوترة .. خلاص ماعاد يقدر يصبر عنها .. البارحه اختبر احاسيسها وعرف أنها ما تكرهه ولا تشمئز منه .. والدليل أنها ذابت بين ايديه من مجرد بوسه .. كل الموضوع احساس خوف من تجربة جديده ماتعرفها .. وهو صبر واجد ماعاد يتحمل يشوفها قدامه وهو محروم منها .. يبي حياتهم مع بعض تكتمل .. كزوج وزوجه .. ماعاد يقدر يعاملها ببساطه وهو يحترق من كل نظره منها .. كل لمسه .. تراه انسان من لحم ودم .. اوووووف .. الله يستر بس .. تنفس بعمق وطلع لها برا .. " وش تسوي الحلوة .." سألها وهو يبتسم لها .. فزت ساره من سمعت صوته .. وبّخ الدم فى وجهها من أفكارها اللى كانت حول هالانسان اللى واقف قدامه .. " ولا شي .. " ردت بإرتباك .. " السوري .. عساس مستانسه .." قعد قدامها ومد ايده يمسك ايدها .. " ايه .." جاوبته وهى مدنقه .. " أنتى ماتعشيتى عدل اليوم .. يعورس شي .." سألها .. دنقت راسها خاف أفكارها تفضحها وهى تحس بكهربا من حركة ابهامه على ايدها " لأ .. " ردت بشرود .. " زين وش رايس نطلب لنا كيك وشاهى والا قهوة .." .." على راحتك .." .. قام يكلم الروم سيرفس ودخلت هى تبدل .. دورت فى الكبت وما لقت الا قمصان نوم .. البيجامات الثلاث كلها مستعمله .. مدت ايدها لقميص نوم بنفسجي فاتح .. ودانتيل على الصدر .. مفتوح ومطرز من الصوبين لفوق الركبة بشوي .. معاه روب ناعم .. هذا أفضل الموجود .. دخلت وخذت لها شاور سريع وتعطرت وحطت لها مكياج خفيف .. وربطت الروب على خصرها وطلعت له برا .. :: :: :: صار يوم الاثنين وماجد ما بين ولا اتصل .. وحياة مها روتين يومي مابين بنتها وشغل البيت فى قسمها وروحتها لبيت عمها .. كانت تغدا عندهم وتمر عليهم عقب المغرب .. والعشا تعتذر لأنها ما تشتهى .. تاخذ معها عشا للجورى والا سوت لها شي خفيف .. صلت العشا وعشت بنتها وسبحتها ورقدتها .. تمللت .. نزلت للمطبخ تسوي لها شي حلو .. طلعت أغراض عشان تسوي تشيز كيك أسرع واسهل شي .. بتدق بعدين على روضه تجى تاكل معها وتسهر عندها لانها تقول انها جايبه فيلم جديد احسن ما تقعد لحالها مثل كل ليله .. وهى بتحط القالب فى الثلاجة سمعت صوت الباب الخارجي ينفتح .. " بنت حلال .. تونى بأدق عليس .." قالت مها وهى تفتح الثلاجه برجلها .. " السلام عليكم .." .. التفتت بقوه لدرجه ان القالب بغى يطيح من ايديها .. " عليكم السلام .." ردت بدون شعور .. نزّل شنطته وفتحها بدون ما يزيد كلمة " خلى الخدامه تاخذ الملابس الوصخه وتغسلهم .. والغتر توديهم للمغسله غسيل وكوي .. " قال لها بصوت جاف .. اعتدل فى وقفته وسألها " وين الجوري .." .. " راقده .. " ردت عليه .. صد عنها وطلع يركب الدرج بدون ما يلتفت لها .. " تعشيت .." سألته وهى واقفه عند باب المطبخ .. وقف فى نص الدرج .. التفت عليها بهدوء .. " يهمّس .." سألها ببرود .. وقف الرد فى حلقها .. وماهانت عليها نفسها تبين له انها انشغلت عليه .. " تبي عشا بأسوي لك .." ردت بدبلوماسيه .. " سألتس .. يهمّس .." عاد عليها السؤال بعناد .. " عادى .." ردت مها .. " هذا اللى توقعته .." رد بسخرية .. وصد وراه يطلع الدرج .. عضت مها شفايفها بقوة .. يعنى كان صعب اقول ايه .. وين راح كل التفكير عن تغيير الوضع .. وين راح كلام موضي لس .. اووف الله ياخذها من حاله .. رجعت للمطبخ تغسل المواعين .. حطت حرتها فيهم فرك وتنشيف .. حتى أنها قربت تصير شفافه من كثر النظافه .. مسحت المطبخ وقررت تطلع له فوق تكلمه .. كان الباب مردود .. دخلت الغرفه .. سمعت صوت الماى فى الحمام عرفت انه يتسبح .. فرصه تغير ملابسها .. راحت لغرفتها بسرعه وطلعت لها بيجاما .. شافت قمصان النوم .. وترددت .. وبسرعه قبل تغير رايها رجعت البيجاما وخذت لها قميص نوم أسود .. دخلت الحمام بسرعه .. غسلت وخلصت .. تعطرت وحطت روج خفيف ورتبت شعرها .. لبست لها صندل وطلعت .. وقفت عند الباب .. أول مره تطلع له بالشكل هذا .. بالملابس الخاصه هذي وبدون ماتغطى شعرها .. كان قلبها يدق بجنون .. وكلام موضي يدور فى راسها .. سمت بالله وطلعت .. ::؛:: دايماً .. أصعب الخطوات أولها.. وأصعب الكلمات اللى للحين ما قلناها .. لكن لو الأنسان حسب خطواته صح .. ماراح يندم ولو كان الطريق وعر .. كثير ما تغرنّا المظاهر .. وتخدعنا عزة النفس وتخلينا نخسر ناس يعنون لنا الشي الكبير .. فيه خيط ضعيف بين عزة النفس والغرور .. لو قدرنا نمسكه من النص راح تتوازن حياتنا صح .. فى الحياة مواقف كثير اضطرينا فيها نخسر الكثير والسبب عزة النفس .. والكبرياء .. مع أننا لو حللنا الموقف صح وحطينا الميزان قدامنا بالعدل راح نشوف أن عزة النفس مالها مكان بالموضوع كله .. كلمة اسف .. أو كلمة طيبة كان ممكن تجنبنا زعل او جفاء أشخاص لهم وزنهم فى محيطنا .. وبغيابهم غاب الكثير من الفرح والسعادة عن حياتنا .. الانسان عمره ما يندم على الكلمة الطيبة ولو كانت نتيجتها غير اللى تمنيناه .. اذا ما جّمعت وقربت صدقونى ماارح تفرّق .. يبقى الأنسان جزوع .. يسيره قلب وعقل ممكن يخطي وممكن يصيب .. ::؛:: ::؛:: مافيه شي يتم على حاله .. التغيير يلامس كل شئ .. الجمّاد قبل الحي .. وأكثر ما يتغير في ابن آدم أفكاره .. سبحان الله هذى سنته فى خلقه .. لكل عمر نمط تفكير ومحدودية رؤية .. تتوسع وتتغير كل ما تقدم فى السن .. وعركته تجارب الحياة .. عشان كذا اللى كان يعجبنا من سنه ماعاد يثير اهتمامنا .. حتى مرات نستغرب .. ونقول فى قلوبنا .. أنا شلون سويت كذا .. أو ليش تصرفت هالشكل ..؟؟ أو نقول .. لو كان عقلي اللحين عندى ذاك الوقت كان ما سويت كذا .. الحياة تجارب .. فوز وخسارة .. عثرات فى الدروب ممكن تخلينا نطيح .. لكن العبره أنك بعد ما تطيح تقوم أقوى من قبل .. وتبنى من الحصى اللى تعثرت فيها سلم تصعد عليه وتتجاوز الآمك وأخطائك القديمة .. ::؛:: الجزء الواحد والعشرون "حى الله السوري .." قال لها أحمد وهو يشوفها داخله .. " الله يحييك .." قعدت مقابلته على الطاولة .. " تبين شاهى والا قهوة .. "سألها .. " خلنى اصب أنا .. " قربت ساره الكرسي من الطاولة .. تراجع أحمد فى كرسيه ورا وقعد يراقبها لفت نظره لون قميص النوم .. تبي تذبحنى ذى .. انتبه لفتحه صدرها وهى تدنق تصب .. يا حياة الشقا بس .. حركة شفايفها وهى متوتره .. كل شوي تطلع لسانها ترطبهم .. يشوف اصابعها وهى تحط الكيك فى الصحن وتصب له القهوة .. وتحط عليها السكر وتحركه له .. " تفضل .." مدت له الكوب .. " زاد فضلس .." طلع منه الكلام بالغصب .. " ماشاء الله وش هالبيجامه الحلوة .." حاول يرطب الجو المتوتر بينهم وهو يعلق على ملابسها .. ارتبكت ساره زياده ورفعت ايدها تغطى صدرها وما علقت .. وش يفهمه ذا في الثياب بس .. " هذا بيجامه والا جلابيه .." رجع يسألها وهو يحرك السكر فى كوبه وشوي وتذوب الملعقه فيه .. " قميص نوم .." ردت بصوت واطي .. " وأنا شدرانى عن أغراضكم يا النسوان .. يا كثرها بس .." علق وهو يضحك بإرتباك .. مدت ايدها تاخذ كوب الشاهى وتحط فيه ورق نعناع .. " وين تبين تروحين بكره .." سألها عقب لحظات من الهدوء .." على كيفك .." ردت عليه .." عندس عباه مسكرة .." سألها .. " ايه عندى .. " استغربت ساره سؤاله .. " عندس بنطلون جينز .." .. " بنطلون .. لا ماعندى .." رفعت راسها له هالمره .. " مهوب مشكله .. بكره ننزل تحت للسوق اللى فى الفندق .. ناخذ لس بنطلون وجوتى رياضه .. " رد عليها وهو مبسوط انه قدر يلفت انتباهها .." وليه ذا كله .." سألته بفضول .." عشان بأوديس رحله بحرية لجزيره حلوة .. وعشان ترتاحين في الحركه البسي بنطلون وجوتى رياضه " شرح لها وعيونه تحفظ كل تفاصيل وجهها الغاليه عليه.. " بعيده .." سألته وهى خايفه يوم جاب لها طارى البحر .. " لأ مهوب بعيده .. بس يبي لنا يوم عشان نلف فيها براحتنا .. والأحسن نروح مع شركة سياحيه .." قال لها وهو يطالعها بتركيز .. " زين .. " ردت عقب ما رجعت تدنق يوم حست بنظراته الغريبة لها .. " اسمها جزر الأميرات .. وهناك بأركبس الحنطور مثل ما يسمونه المصريين .. ولو لقيت ذرو مشويه شريت لس بعد " ابتسم لها ودقات قلبه تزيد .. مافاده تغيير الموضوع ولا المزح .. كل ما رفع عينه لها شبت الضو بجوفه .. سكتوا شوي يتقهوون وكل واحد بعالم .. " ماتبين ترقدين .." سألها وهو يوقف قدامها .. " مافيني نوم .." ردت ساره وهى مدنقة من ورا الكوب .. " ساره .. تعالى .." مد ايده لها .. رفعت عيونها لها .. تفاجأت بنظراته اللى كلها شوق " قومى فديتس .. بكره ورانا طلعه من الفجر ولازم نرقد بدري .. " مد ايده لها .. انحبس الهوا فى صدرها .. نزلت الكوب على الطاولة ومدت ايدها له وقامت .. سحبها بايده وحط ايده الثانيه ورا ظهرها ودخلوا .. :: :: :: دخلت مها حجرة ماجد .. كان واقف يمشط شعره المبلل قدام المنظره .. التفت لها ببرود ورجع يكمل تمشيط ولا كأن أحد دخل عليه .. " الحمدلله على سلامتك .." قالت له وهى تبلع ريقها من ردة فعله .. " الله يسلمس .." رد ببرود .. نزل المشط من ايده وصد عنها يلبس ثوبه .. " تعشيت .. " سألته .. ما رد عليها .. فتح الكبت ياخذ له غترة .. " بتطلع .." رجعت بتوتر تكلمه .. "وش تشوفين .. " رد بأستهزاء وهو ما التفت صوبها .. " توك واصل من السفر وين بتروح .." رجعت تسأله وهى تفرك ايديها والعرقانه ببعض .. " وش ذا السؤال بعد ..؟؟ " قرب منها و وجهه مافيه تعبير وايدينه تسكر ازرار ثوبه بشكل تلقائي .. تراجعت وراها خطوة لانه ماكان ناوى يوقف الا لما يصدمها .. " هذا اللى ناقص .. ما ودس أستأذنس بعد قبل ما أطلع ..؟؟" كانت أنفاسه تحرق وجهها وهى مدنقة مركزه نظرها على صدره .. بلعت ريقها بصعوبة وهمست " ماجد .." .. قطع كلامها بصوت حاد " من اليوم وطالع مابي اسمع هالسؤال سمعتينى .. وين طالع ومنين جاى مهوب شغلس ابد .." رد عليها وصد صوب المنظره لبس غترته والتفت عليها وهو يقرص عيونه فيها وكأنه يحسب المسافة اللى تفصله عنها بنظراته .. " بس فيه موضوع مهم لازم أكلمك فيه .." قالت له وقلبها يرتجف من برودة نظراته ومعاملته .. " مافيه بينى وبينس مواضيع .. الا الجوري .. كلامى واضح ..؟؟ " سألها وهو يتعطر بثقل قدام المنظرة .. حط مفاتيحه وجواله فى مخباه .. " ماجد من فضلك ..أنا مرتك ولى حق عليكـ .." قاطعها وهو يضحك بصوت مخيف قرب منها رفعت خشمها مضايقه من قوة العطر .. دخل ايده فى شعرها وسحب راسها لورا يجبرها تطالعه .. " مرتى ..؟؟ من متى ..؟؟ ترى ماتغير شي .. ولا تهقين بيتغير .. أنتى هنا عشان الجوري وبس .. لا تفكرين تعدين حدودس .. والا ذنبس على جنبس .. " صر على ضروسه وهو يكلمها و وجهه قريب من وجهها .. " فك شعري .. " غصتها العبره وما قدرت تتكلم أكثر .. " هالمره بأفكس .. لكن احذري المره الجايه .. عشان تعرفين قدرس عندى ايش .. وما تتعدينه .. " طالعها من فوق لتحت بقرف مد ايده الثانيه يسحب صدر قميص النوم بأصبعين " وافصخى ذا الخنيز اللى لابسته وش مفكره عمرس .. بزر .. " دفها باشمئزاز من طريقه وطلع من الحجره .. انتفضت شفايفها .. ارمشت عيونها وكلامه يرن فى راسها .. شهقت غصب عنها وبدا سيل دموع مالحه ينهمر من عيونها اللى ماعادت شافت قدامها .. مدت ايدها ترد شعرها اللى سحبه بلا رحمة .. حست قبضته قطعته من عروقه .. هذا وأنا جايه أعتذر منه وأطيب خاطره .. أنا اللي استاهل .. لأنى غبيه .. فكرته تغير .. لكن هذا هو .. الحقير .. وصلت فيه يمد ايده عليّ .. أول شي أخوه وبعدين هو .. نفس الطينة الخبيثة .. .. حسبي الله ونعم الوكيل .. هو وش يبي بالضبط وش يبي .. تردد صدى هالسؤال فى نفسها .. ضمت ايدها بقوة على صدر قميص النوم وهى تشهق .. :: :: :: طلع وهو يصّر على ضروسه .. من الغضب .. ضغط با يديه بقوة على السكان وهو يلف طالع من بيت أبوه حتى ما مّر يسلم على أمه ولا مَر أبوه فى المجلس على عوايده .. ذى تبي تجننه .. جايته كنها عروس .. عشان تحرق دمه وتطير الباقي من عقله .. زين قدر يمسك نفسه قدامها .. وتبي تكلمنى فى موضوع .. جايه بقميص نوم تكلمنى فى موضوع ..!!!! أول مره يشوفها كذا .. تنهد بقوة حس بنار تاكل صدره مع كل نفس يطلع .. وش قصدها يوم تدخل عليه كذا عقب اللى صار .. تبي توريك اللى ما تقدر تاخذه منها .. شوف وحراق جوف .. شعرها .. غمض عيونه بقوة وهو يتذكر ملمسه بين اصابعه .. حط ايده على خشمه يشم بقايا عطرها اللى تخللت بين اصابعه .. ريحه عطرها للحين موجوده .. تبي تعاقبه على سفرته يعنى .. الغبية .. مادرت ان الحجز كان لاثنين .. كان يبي ياخذها لحالها عشان يقدر يصفى كل اللى بينهم .. ويقدرون يفتحون صفحه جديده بعيده عن اوجاع الماضي وشكوكه .. ويحاولون يعيشون مع بعض مثل اى زوجين .. لكن سوت لى فيها عزيزة وماتبينى ألمسها ولا اقرب منها وهى حتى ماسمعتنى .. وجايتنى اللحين بقميص نوم .. تبينى فى موضوع .. اعتذار والا كسر نفس والا شفقة .... فار الدم فى راسه .. ما تدرى انى ممكن وبكل بساطه أهينها وأخذ اللى أبيه منها وأتركها مثل الحيوانه .. هذا كان ظنه .. بس قلبه راح يخليه يسوي كذا ..؟؟ يمكن .. :: :: :: صحت الصبح .. فتحت عيونها وتمغطت بهدوء .. التفتت جنبها كان السرير فاضي .. احضنت المخده وغمضت عيونها .. وهى تسمع صوت الماى فى الحمام .. لمست وجهها بهدوء .. قامت للمرايه تشوف شكلها .. هذى هى ماتغيرت .. بس ليش تحس أنها غير ساره اللى كانت البارح .. لفت راسها يمين ويسار تشوف ملامح وجهها .. الاحساس مختلف .. وفى نفس الروح .. البارح كنت شي واليوم شي ثانى .. اليوم زوجه بكل معنى الكلمة لرجل .. طيب .. حنون .. بدت ابتسامه تتسلل لشفايفها وهى تتذكر حنانه ولطفه .. سمعت تكة باب الحمام ينفتح .. التفتت تشوفه ووجها صاير أحمر من الحيا .. " صباح الخير .." قال لها وايده تنشف شعره وهو يبتسم .. " صباح النور .. " قرب منها وباس راسها .. " شلونس يالسوري .." ضمها لصدره بايد وحده .. " بخير .." ردت وهى مدنقة .." تعبانه والا تبين نروح الجزيره مثل ماكنا مقررين .." سألها وهو يدنق يشوف وجهها .. " لا مانى بتعبانه .." كانت تحس بالخجل الشديد من هالانسان اللى يحضنها .. ومحتاجه تكون معه فى مكان عام على الاقل اليوم عشان تهدا أفكارها .. " على كيفس .. أطلب لس فطور والا نفطر فى البوفيه تحت .." سألها .. " لا خلنا ننزل تحت .. " قالت له وهو تبتعد عن ايده .. " زين .. لا تتأخرين وأنا بألبس وبأصلي وبأنزل اشوف الباص متى يتحرك وبارجع لس على بال ماتخلصين " قال لها وهو يقرب من الكبت ويفتحه .. هزت له راسها .. ودخلت الحمام وراه .. شافها لين سكرت الباب .. يا عينى على الحيا .. وابتسم وهو يلف وراه يطلع له ملابس وهو يصفر ويتذكر أحداث البارح .. :: :: :: صحت مها وهى تحس بهمّ ثقيل على قلبها .. شافت جوالها كانت الساعه 9 .. غمضت عيونها .. حست بالجوري تهزها .. جرتها لصدرها تحبها وتلاعبها .. وقامت معها .. دخلتها الحمام تغسل لها وتغير ملابسها وأفكارها بعيد .. قعدت البارحه سهرانه لين 2 ونص وهو ماجا .. ويوم قامت تصلي الفجر شافت باب حجرته مسكر .. عرفت انه رجع .. بس متى؟؟ هذا اللى ماتدري عنه .. قررت أنها تبتعد عن طريقه عقب اللى شافته منه البارحه اى أمل بسيط فى قلبها صوبه تبخر .. لبست جلالها وفتحت الباب للجوري اللى نزلت على الدرج عقب ما ملت وهى كل يوم تفتح حجرته وما تلاقيه فيها .. " جوجو .. روحى شوفى بابا ماجد جا .." ركعت قدام بنتها وهى تأشر على باب حجرته .. " جا .." ركضت الجوري للحجره وفتحتها .. طلت وراها مها من بعيد بس كانت الحجره فاضيه .. التفتت صوبها الجوري وهى مبوزة " ماجا .." .. شافت مها السرير المعفس وعرفت انه على الاقل رقد هنا .. " لا يمه هو جا بس يمكنه راح الشغل .. بتشوفينه على الغدا .." قالت لها وهى تقرص خدها بمحبة .. وعلى هالمنوال مرت ايامهم .. برود وتجاهل من الصوبين .. كان يحفر فى اساس حياتهم أكثر من قبل .. :: :: :: عقب اسبوعين رجعت ساره وأحمد من تركيا .. كانت هدية ساره بعد رجعتهم بيوم .. وانتقلت من بيت ابوها اللى ضمها صغيرة وكبيرة لبيت أحمد .. مع عائلة جديدة ومختلفه عن اللى تربت معها .. برغم طيبة أحمد ومراعاته لها إلا أن احساس الغربة بين أهله كان قوي .. وما قدرت ساره تقول له اى شي من اللى تحس فيه .. كانت الاتصالات بينها وبين أمها وأختها شبه يوميه وهذا الشي خفف من الاحساس الموجع بالبعد عنهم .. مر ما يقارب الشهر من أخر مواجهة بين ماجد ومها .. كان ماجد قاعد مع أمه يتقهوى عقب المغرب .. وروضه تقهويهم .. والجوري تلعب جنبهم .. " أقول ماجد .." تكلمت نوره بتردد .. " لبيه يمه .." رد ماجد وهو يتصفح الملحق الأقتصادي بين ايديه .." مانت بناوى تعرس .." نزل الجريدة ورفع ماجد راسه لامه .. " اى عرس يمه .." سألتها روضه .. ما ردت عليها أمها .. " وش السالفه يمه .." سألها ماجد .. وعيون روضة تدور بين أمها وأخوها .. " ما قلت لى انك بتاخذ اللى على هواى عقب ما تاخذ بنت خالد وتضمها هى وبنتها .." .. التفت ماجد لأخته ياشر عليها تاخذ الجوري وتقوم .. " مهوب وقته يمه .." رد عليها بهدوء ورجع يفتح الملحق .. " ومتى وقته يا ماجد .." ردت أمها بتصميم ورجعت تكمل كلامها " هذا انتو بتكملون الخمس شهور وما شفنا لا حمل ولا غيره .. زود عن انك مانت بمرتاح معها .." سكتت وهى تطالعه تحداه يقول العكس .. " وشدراس انى مانى بمرتاح معها .." ابتسم ماجد وهو مدنق .. " ولدى وأعرفك .." ردت بثقة .. تنهد ماجد وهو يقول فى خاطره اى حمل اللى تبين وولدس للحين ما لمس منها شعره .. ضغط على فنجال القهوة بيده .. " ترى ما يداوي المره الا المره .." رفع ماجد عيونه مستغرب لأمه .. " ذى شايفة(ن) عمرها لا فوقها ولا تحتها .. مرمل وماخذه ولد بأول شبابه تبطرت على النعمة .. اخذ على راسها مره اما استعدلت والا ريحّت راسك وارتحت عند غيرها .." قالت له وهى تمد ايدها لفنجاله .. " يصير خير يمه .. " رد عليها وهو يبي يسكر الموضوع بدون ما يضايقها .. " والعروس عندى .. اللى تبرد خاطرك وتسعد قلبك .." كانت نورة مصممة تخلص من السالفه مره وحده .. " ومن هى سعيدة الحظ " سألها ماجد وهو يتمقت .. " أنا اشهد انها سعيدة حظ .. آمنه بنت عبدالرحمن أخت مرة أخوك محمد .." ردت نوره بكل ثقة .. " يا يمه أنا وين وذي وين .." هز راسه بهدوء .. " وش اللى قاصرك ماتاخذها وتاخذها اللى أحسن عنها .." ردت بضيق .. " يا يمه ما ابيها ولا أبي اللى احسن منها .. هذى مزباه وتبي لها واحد فاضي 24 ساعه يدلع فيها ويخب بها بين المولات والاسواق والكوفي شوبات وأنا ذا الكلام ما يمشى عندي .." رد عليها ماجد بنفاذ صبر .. " أبد(ن)ماعليك من ذى الناحيه تطمن .. هى اللى بتدلعك وتداريك وأنت علمها على اللى تبي وهى مهى بمخالفتك .." قالت له وهى تضغط على رجله .." يمه .. هذى لخذيتها تبي لها بيت لحالها مثل ما سوت أختها .. وأنا ما أبي اتلته يوم هنا ويوم هناك .." رد عليها ماجد وهو مركز عيونه على وجه أمه .. مرت على بالها صورتها .. وش بيكون موقفها لو درت .. " البيت موجود .. طلع مها وبنتها وحطها معنا وخل القسم الجديد للعروس .." ردت نورة اللى باين عليها مخططه لكل شي .." يمه مهو بوقته ذلحين رمضان ما بقى عليه شي .. اصبري علي شوي .." رد ماجد وهو يتأفف .. " شكلك نسيت وعدك لى يوم ملكتك .." صدت عنه نورة وهى تعبّر .. " لا يا يمه ما نسيته .. بس أنتى تبين راحتى بالعرس ذا صح .. " قرب منها وحب راسها .. " صح .. " ردت عليه وهى مدنقة .. " خلاص خلينى أختار الوقت اللى يناسبنى واعلمس .. " نزل فنجانه الفاضي من زمان و وقف حب راس امه مره ثانية " تبين منى شي فديتس .. "سألها وما انتبه للظل اللى كان واقف ورا الباب واختفى .. " سلامت عمرك جعلنى قبلك .." سلم عليها وطلع وهو عند الباب جاه احساس ان كان فيه أحد واقف .. التفت حوله ما لقى أحد .. صد وراح لموتره يشغله .. :: :: :: في حجرة روضة .. " اقولس امى بتزّوج ماجد وأنتى تقولين لى متى .. " عصبت روضه وهى تضغط على سماعة التلفون بايدها .. " أنا سمعتها بأذنى .. " قالت وهى تأشر بأصبعها على أذنها .. " ومن غيرها أخت الحيه آموووون .." حطت ايدها على خصرها بتوتر وهى منفعله .. " أقص يمينى أن طلعت غيرها .. من يوم أعرس مجودى وهى تحوم وأختها معها بداعى وبدون داعى .. والا من متى نزل الوصل على اللاه عشان تواجه امى صبح ومسا .. وتوجبها فى كل عزيمه .." ردت وهى تقرص بعيونها .. " بكيفس .. أنا علمتس وأنتى بكيفس .. هذى واشكالها ما وراهم الا المصايب .." .. فتحت عيونها بقوة وهى تسمع الرد من الطرف الثاني " أى اخو يا حسرة بس .. وهذا ينعد أخو .. هذا أخو مرته مهوب أخونا .." .. " زين زين كليتينى .. هذا وأنا المتصلة والمكالمة علي .. خلاااااص .. متى بتجون .." وقفت قدام المنظرة ترتب شعرها .. " زين لا تنسين اللى وصيتس عليه .. سلام(ن) يوصل .. سلمى على العيال ونجول .. يالله مع السلامة .." سكرت جوالها وحطته على الكومدينو .. وطلعت لنوف فى حجرتها عشان تعلمها بأخر الأخبار .. دفت الباب بسرعه " وجع .. ماتعرفين تدقين الباب مثل المسلمين .." صرخت نوف من الروع عقب ما نقزت وهى قاعده على السرير تصبغ اظافرها .. " زين .. زين يا المسلمة .." طلعت روضه برا ودقت الباب ودخلت " زين كذا دقيناه مثل المسلمين .." دخلت عليها .. " تستخفين دمس أنتى والا وش سالفتس .." سألتها نوف وهى ماسكة فرشاة المناكيير في الهوا قبل تلون اظفرها وهى تصرخ على أختها .. " اووووووه اذا على السالفه سالفتى كبيييييييرة .." وفتحت روضة ايديها على كبرهم .. " الحمدلله والشكر .." دنقت نوف ورجعت تكمل صبغ أظافر رجيلها .. " عندى لس خبر بمليون جنية .." قالت روضه وهى تفرك ايديها ببعض .." أخبارس مثل وجهس ماتسوى حتى عشر ريال .." ردت نوف وهى مهوب مهتمة .. " إلا هالخبر .." ردت روضة وهى تمط شفايفها .. ماردت نوف اللى عارفه ان أختها بتتكلم سواء نشدتها والا مانشدتها .. " دريتى أن أخوس بيعرس .." علمتها روضه بصوت واطي وكأنها خايفه الجدران تسمعهم .. " شفتى أن الخبر مثل وجهس .. اى اخو فيهم يا غبيه .. وكل واحد منهم فى رقبته مره والا نسيتى .." ردت نوف وهى مدنقة تطنز على روضه .. " لا ما نسيت .. بس هذا اخوس حبيب الماما .. مجودى .." ردت روضه وهى ترقص حواجبها .. رفعت نوف راسها لأختها وهى للحين حاقده على ماجد لانه عيا يخليهم يروحون لبنان مع أختها موضي ورجلها .. ".. خله يعرس يمكن يفك عنّا شوي .." ردت عقب ما استوعبت الخبر ورجعت تكمل شغلها .. " يا برودس يا اختى .." علقت روضه يوم ما شافت رد الفعل البارد من أختها .. " وش تبينى اسوي .. اقوم ارقص والا ادور له عروس " ردت عليها نوف وهى مدنقة لاهية .. " لا يا اختى ارتاحى .. العروس موجوده .." ردت روضه وهى تبتسم .. " انتى صادقه والا تمزحين .." سألتها نوف يوم شافتها جاده فى الموضوع .. " لا يا اختى صادقه صادقه .." مدت روضه ايدها تلعب بالمناكيير اللى صافتهم نوف قدامها .. " والله لتموت لو ماجد تزوج عليها .." علقت نوف بهدوء .. " من قصدس مهوى ؟؟.. ماعندها خبر .." ردت روضة وهى ترفع غراش المناكيير قدام عيونها تشوف ألوانهم .. " وأنتى من اللى قالس .." سألتها نوف .. " الماما .. فتحت الموضوع قام ماجد اللى قلفعنى من قدامه بحجة اشيل بنته لكن ما طافت علي الحركة .." ردت روضة وهى تختار لها غرشة .. " وما عرفتى من العروس .." سألتها نوف .. " من غيرها .." دنقت روضه وهى تجرب لون على اظفر رجلها " آمووون أخت اللاه .." ردت وهى تنفخ على اصبعها عشان يجف .. " خيبه .. وأمى ما لقت الا ذى عشان تخطبها له .. قلوّا البنات .."رفعت نوف راسها وهى تفكر .. " أشوف الموضوع جايزن لس .." علقت روضه وهى تكمل صبغ .. " عادى .. وش علي منه تزوج والا قعد .. بس آمووون بتطلع عيونه مثل ما طلعت اللاه عيون محمد .." ردت نوف ورجعت تكمل باقى اظافرها .. " سلامات .." ردت روضه وهى تتمسخر " ليش يا أختى اخوس ماجد مثل أخوس محمد .. فرق السماء عن الارض يا شيخة .." ماردت نوف اللى انشغلت بتنظيف اصبعها من الصبغ اللى تلخبط .. " والله ليمشيها على العجين ما تلخبطوش .." علقت روضه بهدوء وهى مركزة تحط للون على اصبع رجلها الصغير .. :: :: :: قرّب رمضان وما بقى عليه إلا أسبوعين .. مها اللي تعودت على البرود من صوب ماجد .. صارت ماتلاقى صعوبة تبادله نفس المعاملة وخاصه أنه ما بينهم اى مواقف تجبرهم على الكلام مع بعض .. أكله كله فى بيت أبوه .. ملابسه دايما جاهزة ومكانه مرتب .. والجوري اللى قربت تكمل ثلاث سنين صارت ما تحتاج أذن أمها عشان تروح حجرته .. والا يصيح عليها من بعيد لبغى يطلع معها " ترى الجوري معى .." ويطلع بدون ما ينتظر رد أمها .. اللى كانت توقف فى حجرتها فى الطابق اللى فوق تراقبه وهو يشل بنتها رايح لبيت جدها .. نامت الجوري ودخلت مها تتسبح .. طلعت ولبست لها بيجامه فتحت الباب تشوف حجرة ماجد .. كان الليت مبند والباب مفتوح مثل ما تركته المغرب .. ماتدرى وش تسوي تنتظره والا ترقد .. له كم يوم تعبان ويشتكى من زكام .. نزلت سوت له دلة شاهى وحطت جنبها ليمونه مقطعه وبندول وحطتها على الطاولة فى حجرته .. كانت الساعه قريب عشر ونص يوم خلصت .. سكرت الباب عليها ورجعت ترقد .. وعت منزعجه على صوت غريب .. رفعت راسها تشوف بنتها كانت راقده .. غمضت عيونها وفتحتهم تحاول تعرف من وين الصوت جاى .. دورت جوالها فى الظلام وفتحته .. أعماها النور الضعيف لثوانى قبل ما تشوف ان الوقت 2 ونص الفجر .. الصوت للحين يتردد .. خافت يكون فيه أحد فى البيت .. مشت على أطراف رجيلها .. فتحت الباب شوي شوي .. لفت كان باب حجرة ماجد مسكر .. معناه رجع .. قربت من باب حجرته فتحته ودخلت .. شافت على النور اللى دخل من الباب شكل كبير مكوّم على السرير يتحرك بصعوبه ويطلع أصوات غريبه .. " ماجد .." .. قربت منه .. حركت رجله بشويش .. لكنه ما صحى .. كان شكله شكل اللى مخنوق ويدور الهوا .. تنفست بعمق وقربت منه اكثر .. مدت روس اصابعها لصدره توعيه .. أكيد يتحلم .. " ماجد .. قم .. ماجد .." .. حست بحراره جسمه تحت اصابعها .. حطت كفها كله على صدره العرقان .. تروعت .. قربت منه ومدت ايدها لراسه .. كان مولع من السخونه .. كان عرقان ومتضايق وجسمه كله يرتجف .. ويهلوس !!.. هذا اللى فهمته يوم قربت منه .. شعره الرطب اللى كان لاصق على جبهته .. أنفاسه المتقطعه .. دنقت عليه و سحبت اللحاف عنه .. وفى لحطه قعد على حيله وايده تمسك رقبتها .. تروعت من شكله ومن عيونه اللى مركزه عليها بس بدون ما تشوفها .. " ممما ماجد فكنى .. " تكلمت بصوت مخنوق وهى تحط ايدها على ايده تبي تفك اصابعه عن رقبتها .. كانت عيونه حمرا .. ونظرته نظرة اللى ما بعد وعى من نومه .. شوي شوي خف ضغط ايده على رقبتها وفكها .. ابتعدت عنه .. في اللحظه اللى طاح هو وراه على الفراش تعبان .. التفت وراها بتروح الحمام تجيب له ماى تسوي له كمادات .. لفت انتباهها كراتين الحبوب المرميه على طاولة المنظره .. وكيسة دوا من المركز الصحي .. مريض صدق ..!!! قالت فى قلبها .. كانت تبدل الكمادات على راسه والحرارة ما نزلت .. بدا يضغط على راسه من الوجع .. ويهذى بكلام مهوب مفهوم .. كانت الساعه اربع الا شي .. سمعت صوت الجوري توعت .. بدلت الكماده على راسه وقامت تشوف بنتها .. رجعت لحجره ماجد وتفاجأت أنه قام من فراشه يدورها " وينس .. " تكلم بصوت واطى ومحشرج .. " أنا هنا عوّد لفراشك يا ماجد أنت محموم .. " ما كان قادر يفتح عيونه من الحراره .. " راسي .." صرخ وهو يعض على ضروسه ويضغط على راسه بايديه .. قربت منه بسرعه تسنده قبل يطيح .. كان يحس انه يطيح فى بير ماله قرار .. مد ايده يتمسك بأى شي قدامه .. ضربت كفه المفتوحه بقوة صدر مها اللى صدت وراها من الالم .. تعلقت ايده اللى كانت تزلق فى سلسلتها اللى كانت اضعف من أنها تتحمل ثقل وزنه انقطعت فى ايده اللى نزلت تقطع كل ازرار بيجامتها فى طريقها للأرض .. كان من المستحيل انها تقدر تسنده .. الفرق بينها وبينه كبير .. ماقدرت الا تنحنى غصب واصابعه تقطع بيجامتها بسرعه رهيبة .. طاحت جنبه على ركبها وهى تضم أطراف البيجاما بيدها .. وهو قدامها لا حول ولاقوة .. بدت تبكى لا شعوريا .. على حالها وحاله .. سحبت الملحف الثقيل من السرير وفرشته جنبه .. وخذت شراشف جديده من الكبت وحطتها عليها .. وقربت منه عشان تسحبه ينام عليه بدل الارض .. فتحت دواه وحاولت تقرا بعيون مليانه دمع .. سندت راسه على صدرها و قربت الماى من شفايفه عقب مادست الحبوب بينهم عشان يشرب .. مسحت الماى اللى انكب على رقبته بطرف بيجامتها .. وقعدت عند راسه تغير له الكمادات .. رحمته مع أنه ما رحمها .. تذكرت الكلام اللى سمعته ذاك اليوم .. وكانت تنتظر تشوفه متى بيفاتحها بالموضوع .. ليالي ما رقدت تفكر .. حياتها من البداية منهارة .. والضغط كبير جسدي ونفسي .. ما أدرى هو وش يبي .. ولا أدرى أنا وش ابى .. كل اللى أعرفه إنى بأموت لو تزوج وحده ثانية .. بأموت .. غمضت بقوة ودموع ساخنه نزلت من عيونها على وجه ماجد اللى يرتجف من المرض في حضنها .. وموب واعي لها .. ضمته لصدرها بقوة بكل الألم اللى تحسه .. وكل العذاب اللى بقربه .. وكل الأحلام اللى مصيرها تموت قبل لا تنولد بينها وبينه .. :: :: :: صحى يضغط بايديه على راسه .. مسح خشمه بطرف ايده .. فتح عيونه مستغرب المكان اللى هو فيه .. تلفت حوله .. وش اللى صار البارحه .. وش اللى جابنى هنا .. لمس المفرش اللى على الأرض .. قرص عيونه وهو يشوف شي غريب قدامه .. زحف على ركبته لحد ما وصل له ومسكه بين ايديه .. سلسلة وحرف م بالانجليزي .. هذا حق مها .. وش اللى جابه هنا .. بلع ريقه بصعوبه من وجع حلقه .. ومن صورة دارت فى باله .. لقى أزرار مقطوعه .. خذاها فى ايده .. مهوب له .. وش معنى هالاشياء ..؟؟ السلسة فى يمينه واالزرار فى يساره .. وفراشه المعفوس ورقدته على الأرض وثيابه المعفسه .. مستحيل .. غمض عيونه بقوة يحاول يتذكر وش صار البارحه .. أنا لازم أشوفها .. وقف بسرعه وحس بدوره .. تسند على الجدار وطلع .. دخل حجرتها .. كانت نايمه .. قرب منها .. تروع يوم شاف صدرها أثر الاصابع عليه واضح .. اثر اظافره .. دنق ياخذ قميص البيجاما اللى عند باب الحمام .. نفس الازرار اللى لقاها فى حجرته .. ومقطوعه .. صرّ على ضروسه .. يالله .. معقوله .. مستحيل أسوي فيها كذا .. بس لو أتذكر وش صار .. غمض بقوة .. ورجع فتح عيونه بسرعه يوم حس فيها تتحرك .. طلع من الغرفه قبل تحس فيه .. دخل غرفته ورمى كل علب الحبوب الفاضية اللى على طاولة الكمدينو .. دخل الحمام يتسبح وهو يضغط على راسه عشان يتذكر .. دار فى رسه شريط البارحه .. سهرته مع الشباب .. بداية الصداع .. الحبوب اللى خذاها .. رجعته للبيت .. وجع حلقه .. وبعدها رقد ..!!! :: :: :: صحت مها وراسها صاكها من الوجع على صوت الجوري يوعيها .. قامت وهى مالها خلق .. حطت ايدها على رقبتها من ورا .. وحست بمكان احتكاك البيجاما على جلدها يوم سحبها ماجد .. كان الجلد متورم وتحس فيه مثل المحترق .. سبقتها الجوري وطلعت لحجرة ماجد .. حطت كريم على رقبتها ولبست جلالها عقب ما غيرت ملابسها وطلعت .. شافت ماجد قاعد يلاعب الجوري والتعب باين على وجهه شكله متسبح .. " صباح الخير .." سلمت عليه بهدوء .. " صباح النور .." رفع ماجد عيونه بحذر لمها اللى كانت نظرتها ما تدل على شي غير البرود والبعد .. " تبي فطور .." سألته ببرود .. " حلقى يعورنى عطينى شاهى بس .." دخلت ورفعت الشراشف اللى على الأرض وشلت الصينيه اللى جنبه من البارحه وصدت عنه عشان تنزل للمطبخ .. وش ينتظر عشان يعلمنى .. عقب ما يخطب ؟؟؟ وأنا والجوري .. اللى صارت تشوفه عم وابو وكل شي .. أرجع أحرمها منه .. كانت أفكارها تنعكس فى توتر وضيق على ملامحها اللى تشتغل بشكل آلي فى المطبخ .. سوت له كوب شاهى وسوت حليب لبنتها وكورن فليكس .. وطلعتهم فوق .. حطت له الشاهى والليمون والبندول ونادت بنتها عشان تفطرها برا .. " خليها تفطر عندى .." رد عليها ماجد .. ماردت عليه .. رجعت شلت صينية الفطور وحطتها فى الصاله الصغيرة اللى فوق .. طلع ماجد والجوري برا " وين بتروحين .." سألها وهو يقعد ويحط الجوري جنبه .. " بأنظف الحجرة .. " ردت عليه وهى تشغل التلفزيون .. " خليها واقعدى عندنا .." طلب منها بهدوء .. " هذا فطوركم وأنا مانى بمشتهية أشوف اللى وراى ابرك .." صدت عنه ودخلت هى لحجرته تنظفها .. بيقولها قدام بنتها .. اللى ما يخاف ربه .. كأنها ما سهرت عليه البارحه وهو تعبان .. سحبت الشرشف بكل قوتها .. باقى بينها وبينه خيط ضعيف .. لو قال لها وقطعه ماعاد لها حياة .. بتموت .. وحياتس معه وش هى غير موت .. على الاقل أشوفه .. وتشوفه الجوري .. لو خذا وحده جديده بيتغير .. ولو .. لو جاه منها عيال .. وش مصير بنتى ..؟؟؟ كانت شفايفها ترتجف وهى تحّرك فى الحجره بعصبية وما حست بماجد اللى كان واقف عند الباب يراقبها .. :: :: :: صب الكورن فليكس للجوري وقعد يأكلها وهو يشرب الشهى حقه عقب ما حط عليه ليمون ويفكر فى اللى راحت وخلته .. ماتبي تقعد معه ولا تكلمه .. عمره ماشاف هاللوم فى نظرة عيونها ولا الجرح .. حتى يوم تهور وضربها .. ماتبي تقعد معه عقب اللى سواه .. غمض بقوة .. سمع صوت ضجه غريبه فى حجرته .. قام يشوفها .. كانت عصبية فى حركاتها ومبين انها مهى معه .. تسحب الشراشف وتغير المخدات وعقلها مهوب معها .. انتبه لرجفه شفايفها ولتعبيرات وجهها المختلفه .. حس بخوفها وقلقها وألمها بدون ما تتكلم .. وش كثر هالانسانه شفافه وهى ماتدرى .. معقول اللى سويته فيها أثر فيها للدرجه ذي .. بس لو صار شي وهذا اللى أنا شاك فيه فهو من حقي والمفروض ما تزعل .. بس مهوب من حقك تعاملها كحيوان .. هذى بشر .. زوجتك بالنهاية .. تنهد بقوة " مها .." التفتت صوبه بقوة متروعه .. من متى وهو هنا .. نظرة الفزع فى عيونها لامست قلبه غصب .. " وش بلاس .." سألها بهدوء يوم شاف ردة فعلها .. " مابلاي شي .." ردت عليه وهى تصد عنه بسرعه .. " كسرتى الحجرة وأنتى تنظفينها .." قال لها وهو يتابع حركتها .. التفتت حولها تشوف الشراشف اللى على الارض .. بلعت ريقها ودنقت تجمعها .. " اهدى شوي اهدي .." قرب منها ودنق يمسك ايديها اللى كانت بارده .. غمضت بقوة .. بيقول لى اللحين بيقول .. جرها بهدوء للكمدينو وفتح اول درج .. " أنا لقيت ذي .." ورفع بيده اليمين السلسلة حقتها .. سحب جلالها عن راسها ولفها عشان يلبسها اياه .. " كان المشبك مكسور وعدلته .." وخر شعرها عن رقبتها وانتبه للحز الملتهب فيها .. عض شفايفه بقوه وهو يلمسه بطرف اصبعه ويلعن هالحاله اللى وصلوا لها .. شبك السلسله ومسكها من كتوفها وهو ما يشوف وجهها حب راسها وضم ظهرها لصدره وهى مدنقة راسها قدام .. تبكى .. ماقدر يسألها وش اللى صار عقب اللى شافه .. وهى ما قدرت تسأله متى ناوى يتزوج عليها .. صمت ثقيل كله عتاب وألم وخوف من الجاى سيطر عليهم .. انكسرت اللحظه بدخول الجوري اللى كانت تبي تغير قناة الكرتون .. انسحبت مها من حضن ماجد بهدوء ودنقت تاخذ الشراشف وطلعت .. :: :: :: وجا رمضان شهر الرحمه والمغفرة والتصافي .. فرصه للغفران والتوبة .. لكن من ينتهزها صح ..؟؟ قبل رمضان بأسبوعين بدت الحركه فى بيت أبو محمد تزيد .. كان من عادة أم محمد تبنى لها خيمة وبما أن الوقت صيف ركبت لها مكيف فيها .. بنوها بين بيت ماجد والبيت العود .. وفصّلت مساند جديده مثل عادتها كل سنه حق رمضان والعيدين .. وتولت مشتريات رمضان هى وروضه .. رجعوا بالسيارة محمله أكل يكفى سنه قدام .. هذا اللى فكرت فيه مها وهى تشوف الطباخ والشغالات ينزلون الأغراض وهى قاعده على عتبة بيتها .. وماجد خذا الجوري يوم راح يشترى الذبايح .. وخلا الدريول يقصبها ويرجعها للبيت .. تنهدت وهى تتذكر بيت ابوها وبساطه العيش هناك .. جاتها الجوري مستانسه وهى تسولف لها عن الغنم والخرفان .. " مسيس بالخير .." سلم عليها ماجد .. كانت معاملته لها تغيرت شوي من عقب مرضه .. وهى .. ماعاد شافت للعناد حاجه غير انه يوجعها أكثر .. سلمّت أمرها لله سبحانه اللى بيدبرها وبيدبر بنتها اليتيمه .. وما انتبهت لنظرة اللوم والحزن القديم فى عيونها .. اللى مهما حاولت تخفيها إلا أنها ظاهرة .. وتباعدها اللى حسه ماجد هالمره غير .. كان فى تباعدها ألم وانكسار ما قدر يفهم وش أسبابه .. مات الفرح في عيونها حتى لما تكلم بنتها اختفت البهجة اللى كان دايم يشوفها وتعزيه عن أشياء كثيرة فقدها فى حياته معها .. ليالي كثيره سمعت صوته يوّن من وجع راسه .. لكن ما تجرأت تدخل عليه عقب اللى صار .. " مساك الله بالنور .." ردت .." شفتى أغراض رمضان .." سألها .. " لا والله مارحت .. أمى نورة عندها .. وهى تحب ترتبها كل سنه .." علقت وهى مدنقة تلعب بأظافرها .. " خير ان شاء الله .. تبين شي والا بأطلع للمجلس .." سألها وهو يراقبها .. " سلامتك .." .. تردد شوي وهو يشوفها ساهمة تشوف قدامها .. " يعورس شي .." .. " لأ .. " ردت عليه بهدوء .. وقفت ونفضت ثيابها ونادت بنتها ودخلت .. :: :: :: ساره تأقلمت مع أهل رجلها .. وبساطتها وخفة دمها ساعدتها على هالشي .. كانت فى المطبخ ترتب الأغراض مع نورة أخت أحمد .. " شكل رمضان هالسنه غير يا ساره .." قالت نوره وهى تطلع كراتين الجلى من الكيس .. " شمعنى يا اختى .." ردت عليها ساره .. " عشان بيكون أول رمضان لس معنا .." قالت نوره وهى تبتسم .. " وعشان كذا لازم اسوي لكم فوازير بهالمناسبه .." ردت عليها ساره وهى ترقص حواجبها .. " وبطل الفوازير الشيخ أحمد .." علقت نوره .. " وش فيه الشيخ أحمد .." سألهم أحمد اللى دخل المطبخ على غفله .. " أنا ماقلت شي مرتك هى اللى قالت .."رفعت نوره ايديها مثل اللى ما سوى شي وردت وهى تأشر على ساره بعيونها .. " هين يا السوري .. الوعد بعدين .." تحلف أحمد فى مرته وهو يغمز لها عين .. " تتحدى .." ردت ساره بصوت واطى .. " لا فديتس ما أتحدى .." قرب أحمد منها وهو مسوي عمره خايف .. " رياجيل أخر زمن .. " قالت نوره وهى تصد عنهم .. " طبعاً الواحد صار يخاف من مرته .. بنشوف رجلس وش بيسوي لمن أعرستى يا النوري .." رد أحمد على أخته وهو يجر طرف جلالها .. " لا أحد يتدخل بينى وبين رجلي لو سمحتوا .." ردت نوره وهى ترفع اصبعها .. " هذا وأنتى للحين ما أعرستى هذا كلامس .. بنات آخر زمن .." سحب أحمد جلالها بقوه وهو يمزح .. " ايه مثل رياجيل آخر زمن .." ردت ساره وهى تضحك .. :: :: :: ليلة رمضان .. أول رمضان يمر على مها وهى مرة ماجد .. وعلى ساره العروس اللى ما صار لها شهرين .. كان حدث بكل المقاييس مختلف .. مها الى بالنسبة لها صارت الأيام معدودة على الخبر اللى بيفصل بينها وبين ماجد .. بس فكرت فيها ليش تزعل .؟؟ وحياتها معه أصلاً ميته .. حتى ولوالمفروض ما يتزوج علي .. وليش ان شاء الله .. الواحد لمن تزوج يدور الراحه وهالشي ما وفرتيه له .. ليش تلومينه لو هو فكر والا أمه فكرت تزوجه وحده ثانيه .. تنهدت وهى ترتب حجرة ماجد عقب ما طلع يصلي التراويح .. هو أكثر واحد بنى بينى وبينه حواجز .. وهو أكثر واحد يعرف ليه .. ماقدر يسامح وينسى .. ما أنكر أن علاقته بالجورى ما تفرق عن علاقة اى أب وبنته .. بس علاقته فيني أنا شي مختلف .. شي عمره ما راح يتغير ضغطت على عيونها بإيديها وفتحتهم .. لفت انتباها شي طايح عند راس السرير .. مدت ايدها لقته زرار ثوبه .. فتحت الدرج اللى جنب راسه عشان تحطه فيه لكن لفت انتباهها أوراق وظروف عليها ختم مستشفى وتحاليل حقت مختبرات .. رفعتها لعيونها تحاول تقهم وش المكتوب فيها .. وما انتبهت للزرار اللى طاح من ايدها ... ::؛:: يقولون .. كل شي ينولد صغير ويكبر إلا الحزن .. ينولد عملاق .. مهول .. يجرف كل شي بطريقه .. وعقبها يصغر .. ويصغر .. حتى يتلاشى .. وهالشي نسبيا مو صحيح .. الحزن لتمكن من قلب ابن آدم ما تركه إلا بموته .. الحزن ما يصغر .. لكن يتخذ اشكال ثانية من الوجع .. يذبل الدمع .. ويتحول الأنين لكمد أسود يملا القلب .. وغصة في العين والحلق .. ما تروح الا بإرادة رب العالمين .. ويا كثر الأحزان الجاية .. ::؛:: ::؛:: الحياة اختيارات .. مجموعة طرق نمشى فيها .. يمكن الظروف مرات تجبرنا نختار طريق دون غيره .. لكن الغالب .. دروبنا نمشيها برغبتنا .. وعشان تكون شخص مسؤؤل .. وتمشى حياتك صح .. لازم تتحمل نتيجة اختياراتك سواء نجاح والا خسارة .. تعليق الفشل على الآخرين شي سهل جداً .. ويخفف كثير من قسوة التجربة .. لكن بالنهاية .. خداع النفس مرّ وقاتل .. لأنك ماراح تتقدم فى حياتك أبد .. مثل الطير اللى جناحه مربوط .. مهما طار .. ما يقدر يطير بعيد .. الجزء الثاني والعشرون كان أول يوم صيام مُتعب للأعصاب خاصه للى تعودوا على القهوة وما يستغنون عنها .. وهالشي خلا نورة أم محمد عصبية بزياده تصرخ وتنطر الطباخ والشغالات ماحد سلم من شرها .. وكأن الصيام صيام عن الأكل بس ...!!! دخلت مها الصاله عقب العصر عشان تحط بنتها عند روضه والا عند حد الشغالات وتدخل المطبخ تشرف على الفطور مثل ما تعودت فى بيت أهلها .. لقت روضه قاعده قدام التلفزيون فى الصاله .. " السلام عليكم .." سلمت مها .. " عليكم السلام .." ردت روضة بدون نفس .. " وشفيس .." سألتها مها وهى مدنقه تحط ألعاب الجوري قدامها .. " مافيني شي .. لكن سالفة كل رمضان .. أمى مولعه حريقه فى المطبخ .." ردت روضة بضيق وهى تفر بالريموت .. " ليه وش اللى صاير .." وقفت مها وسألتها .. " يعنى كأنس ما تعرفينها .. ضايقه وبس .. " ردت روضه .. " خير ان شاء الله .. خلى الجوري عندس بأروح اشوفها .." لفت مها جلالها عدل ولبست نقابها .. " تبين نصيحتى لا تروحين .. وأنتى بكيفس .." ردت روضة وهى تنزل عشان تقعد جنب الجوري .. ماردت عليها مها عدلت نقابها وطلعت للمطبخ اللى برا .. " مساس الخير يمه .." دخلت مها المطبخ وكانت نوره واقفه على راس الطباخ وهو يضرب الهريس .. " مسا النور .." ردت نوره من بين ضروسها .. " الله يعطيس العافيه يمه .. وش موقفس هنا فى الحر .. ادخلى داخل وأنا بأشرف على الفطور .. " قالت لها مها .. " وش موقفنى ؟؟ اللى موقفنى انكن ما منكن فايده لا أنتى ولا حمواتس .. ماغير رقاد لا شغله ولا مشغله .. ماكن وراكن فطور رياجيل فى المجلس .." ردت نوره بصوت عالى لفت انتباه الخدم اللى واقفين .. التفتت مها حولها فى المطبخ .. الشغالات الاربع واقفات ينكبن الأكل فى الحرارات واللى تغسل الاكواب واللى تطلع الصوانى .. والصبيان برا ينقلون الأغراض للمطبخ والطباخ يشتغل بأيديه ورجيله .. استغربت منها وش تبي بعد " يمه هذى شغلتهم يعرفونها من زمان خليهم يسوونها ترى مهوب أول رمضان يمر عليهم وهم عندس .." حاولت مها تلطف الجو .. " وكاد ان ذا بيكون ردس عشان ترجعين ترقدين والا تقعدين عند التلفزون .. عودى داخل أنا بأقعد عندهم .." ردت نوره بضيق .. " ولا لس لوا ما قلت كذا عشان أعوّد ارقد .. أنا اللى بأقعد معس أعاونس .." ردت وهى تدخل المطبخ داخل .. قربت للفرن وكشفت اللى فوقه .. نعمة مالها حد الله لا يعاقبنا بس على الأسراف .. نادت الشغالات ينزلون صفرية الصالونه على الأرض عشان تسوي الثريد .. حطت الخبز الرقاق في الحرارات وبدت تصب عليه الصالونه الحارة وتتأكد أنها تشربت كفايه وعقبه تسكرها عشان ما تبرد .. وتردها وتاخذ غيرها .. وأم محمد وراها ماغير تصارخ على الخدم هذا ورا هذا حتى ماعطتهم فرصه يكملون الشغل اللى قالته لهم أول .. دخل الدريول وخذا صينية حرارات الثريد الكبيرة وطلع صوب المجلس .. نزّلت مها صفرية الشوربة وهى تصبها فى الحرارة سمعت صوت ماجد وراها .. يسلم على أمه .. ما التفتت صوبهم وكملت شغلها .. نادت الشغاله تحط الحرارات فى الصينية الثانية عشان ياخذها الدريول الثاني وعلى طول للمجلس .. قربت تبي تنزل صفرية العيش البرياني من الفرن .. " أنتى خبل .." سمعت صوته وراها .. " وخرى وراس .." أمرها ماجد وهو واقف جنبها .. " لا توصخ ثوبك .." قالت له وهى تعطيه الفوطة عشان الصفرية حاره .. " بسم الله .." وشد على ايديه وشلها وحطها على الأرض .. " لا عاد تنزلين القدور الثقيلة الطباخ موجود عشان كذا .." التفت لها وهو يمسح ايديه بالفوطة .." ان شاء الله .." ردت وهى تحس الخدم كلهم عينهم عليهم .. " الطباخ مهوب فاضي يشل ويحط .. هبابه اللى في ايده .." ردت نورة " ماعليها شر تشلها والا يشلنها الخدامات .." ورجعت تكمل كلامها وعينها على ولدها .. " الله يهديس يا يمه .. مهى بشالتها ولا بشالتها الخدامات .. يشلها ذا الرجّال اللى ضامينه بفلوس .. انفلع صدري وأنا رجال عشان أنزلها من ثقلها .." قط الفوطة من ايده وصرخ على الطباخ .." كبير .. ماتخلى مدام ولا حرمه يشيل هذا أكل .. خلاص سويته حار أنت تنزله تحت على الأرض عشان ينكبون .. سمعت .. " صرخ على الهندي وهو عاقد حواجبه .. " ان شاء الله بابا .." رد الهندى بسرعه وعين على ماجد وعين على أمه .. " قم خلاص بترقد على الهريس .." قالت له نوره .. قام الهندى وتربعت نوره قدام صفرية الضغط حقت الهريس " عطونى المواعين أنكب الهريس ما عاد الا المغرب .. مريم .. هاتى الدهنه من المخزن .." صاحت على الخدامات .. " الله يعينكم .." همس ماجد فى أذن مها وهو يطلع .. التفتت عليه تشوفه باستغراب .. عمره ما علق على تصرفات أمه .. ابتسمت ورجعت تكمل شغلها .. نكبت مها البريانى فى صحون كبار وغطتها .. نفضت ايديها وقامت جنب عمتها تعاونها .. حطوا باقى أغراض الفطور واللقيمات والفيمتو وشالوها الصبيان للمجلس .. " خلاص يمه ما بقى الا فطورنا بأنكبه وبأجيبه .. قومى أنتى داخل ارتاحى .." قالت لعمتها عقب ماخلصوا .. " الله لا يبارك فيهم من صبيان ما منهم خير .." ردت نوره وهى تقوم بثقل .." يمه وين تبين الفطور فى الخيمة والا الصاله .." نشدتها مها وهى تنكب .. " في الخيمة واخلصن علينا .." ردت نوره وهى تطلع .. تنهدت مها عقب ما طلعت عمتها .. ورجعت تنكب من جديد فطور النسوان .. رفعت نقابها من الحر لأن الهندى ماكان موجود .. وقعدت تجهز الفطور .. " وش تسوين .." فزت مها من سمعت الصوت وتلقائيا نزلت نقابها .. " انكب فطورنا .." كان ماجد قاعد جنبها .." وليه ما ينكبنه الشغالات .. " سألها وهو يدقق في عيونها من ورا النقاب .." تعرف امى نوره لازم توقف على الفطور.. وقلت لها تدخل ذبحها الحر وأنا بأوقف على روسهن .. لين يخلصن .." ردت مها وهى مدنقه .. " خلهم يزيدون فى ملال التمر تراكم ماحطوا الا وحده .. " قال لها ماجد .. " ان شاء الله .." نزلت اللى في ايدها بتقوم .. " قولى لهن ما يحتاج تقومين .." مسك ذراعها وهو يتكلم .. " مريم .. عطينا ملة جديده حق تمر فى الستور .. هاتى 6 .." التفتت على ماجد .. " تكفى .." سألته .. " تكفى .." مد اصبعه يمسح قطرة عرق نزلت جنب عينها وهو يفكر .. أمه تبيه ياخذ آمنه .. تظن أنها يوم بتوقف مكانها فى المطبخ ؟؟.. وبتوصخ أظافرها وايديها وهى تنكب لها الفطور ؟؟.. والا بتحمل الحرّ وريحة الأكل بدل ريحه العطور والطيب .. والا بتحمّلها هى على اللى كل اللى يجي منها من كلام ..؟؟.. ارمشت مها ونزلت عيونها ورجعت تكمل شغلها .. وقف ماجد وطلع بدون اى كلمه ثانيه .. والصبي وراه يشل ملال التمر .. جهزت مها الفطور وقالت للشغالات يشلونه للخيمة .. وسبقتهم بصينية القهوة والشاهى والتمر .. دخلت لقت روضه قاعده مع الجوري يشوفون أم خماس على قناة دبي .. والجوري مستانسه ترقص على الأغنية .. " وش عندكم على ذا الصوت .. " سألتها مها وهى تدخل الخيمه .. " ابد بنت ماجد مستانسه وترقص على ام خماس .." ردت روضه وهى تصفق للجوري .. بنت ماجد .. ضربتها الكلمة فى قلبها مثل المخرز .. تنفست بقوة ودنقت تحط الصينية تحت .. دخلت وراها الشغاله تفرش السماط .. " قصري على الصوت تعرفين امى ماتحب تسمع شي قبل الفطور الا الحديث على قناة قطر .." ردت عليها مها وهى ترفع نقابها وتقعد .. شوي الا دخلت أم محمد .." قصري على التلفزن خلينا نسمع المذن .." صرخت قبل حتى تقعد .. " حاضر يمه .." ردت روضه وهى مبوزة .. " وين أختس .." نشدتها أمها .. " مادرى بها .. " ردت روضه .. " ماوعيتيها .." رجعت تسألها .. " بلى دخلت عليها وقومتها .." .. " السلام عليكم .." دخلت نوف تسلم .. " عليكم السلام .." ردوا عليها .. " شلونس يمه .." .. " بخير الله وش عندس راقده ما قمتى الا المغرب .." سألتها أمها .. " راسي يعورنى .." ردت نوف .. شوي وأذن المذن للمغرب .. وأفطروا الناس بسكينة وهدوء .. :: :: :: عقب ما أفطرت مها قامت لقسمها عشان تتسبح بسرعه وتلحق صلاة المغرب .. خلت الجورى عند روضة عشان ما تأخرها .. دخلت لقسمها وهى قرفانه من الريحه .. حطت لها قطعة فحم على الضو وطلعت فوق تتسبح .. خلصت وطلعت .. ربطت شعرها بالفوطة عدل وخذت جلال الصلاة وفرشت سجادتها و وقفت تصلي .. خلصت رتبت الحجره ونظفت الحمام .. طلعت الثياب في سلة الغسيل .. ربطت شعرها بشكل سايب بالعضاضه ونزلت للمطبخ .. حطت الملابس فى الغساله على طول .. كافى ريحة المطبخ ملت البيت .. وطفت الضو تحت الفحم .. قربت المدخن وحطت الفحمة فيه التفتت وهى تنفخ عليها تبي تطلع .. " وش تسوين .." فاجأها صوته .. " بسم الله .. " فزت يوم سمعت الصوت .. " بسم الله عليس شبلاس .." قرب منها وهو يضحك على شكلها وهى متروعه .. " روعتنى .. متى دخلت .." سألته .. " من زمان .. يومس تصلين " .. انتبهت انه متسبح وشعره للحين مبلول .. وغترته على ايده .. " زين اصبر تدخن قبل تطلع .." قالت له .. مرت من جنبه بسرعه وطلعت فوق جابت له العود .. ودهن العود ونزلت .. كان قاعد فى الصاله .. " وين الجوري .." سألها .. " عند عمتها .. ما قدرت اجيبها معى وانا لازم اتسبح قبل اصلي عشان ريحة المطبخ .." ردت عليه وهى مدنقة تحط كسرة العود على الجمر .. كانت فرصه يدقق فيها .. بقلابيتها الحرير التفاحية المعرقة بخيوط بنية رقيقة .. وشعرها اللى نازل على ظهرها .. أذنها الصغيرة .. عيونها المكحلة بشكل بسيط .. شفايفها وهى تنفخ على العود .. رقبتها .. السلسلة اللى قطعها ذيك الليله .. " تفضل .." مدت له المدخن .. وقف قدامها وفتح غترته بايديه الثنتين .. ماكان منها الا أنها تقرب هى منه بالمدخن وتحطه بينه وبين غترته وايدها وراه عشان تحمى ثوبه .. بلعت ريقها وهى تشم ريحة عطره .. " بتروحين مكان .." سألها بصوت واطى وهو مغمض .. " لأ .. ليه .." ردت عليه .. " ابد أشوفس لابسه .. " فتح عين وحده وهو يشوفها .. " تدرى .." ردت وهى تنقل المدخن للصوب الثانى " وجبة رمضان وأكيد جماعتنا بيجون يباركون لأمى نوره فيه .. ومهوب عدله أطلع لهم بقلابية المطبخ وريحة الأكل.. " .. " الله يعطيس العافيه .. " قال لها يوم سحبت المدخن وابتعدت عنه مسافه .. " البسي لس شغاب .. " لمس شحمة أذنها بطرف أصبعه وهو يبتسم .. ارتجفت من لمسة ايده .. " ان شاء الله .. " دنقت وهى ترد عليه .. لف عنها عشان يطلع وهى تراقبه .. " ذكرينى بكره أقدم طلب للمكتب عشان أجيب شغاله حق الجوري .." التفت عليها وهو يفتح الباب .. ابتسم لها وطلع .. وقفت والمدخن فى يدها تلمس طرف أذنها اللى لمسه وفي عيونها دمعه رفضت تنزل .. عقب التراويح .. كانت مها فى الصاله تبخر البيت عقب ما برزت القهوة والفواله والجوري قاعده قدام التلفزيون .. نزلت روضه من فوق وقربت لمها " عطينى فديتس خلنى أتدخن .." .. " عسانى أدخنس عروس قولى آمين .." ردت مها وهى تبتسم .. " آآآآآآممممممممممممممييييييييييين يارب العالمين .." رفعت روضه عيونها للسما وهى ترد .. " والله ماعاد فى وجهس حيا يا رويض .." ضحكت مها .. " يابنتى الطموح مهوب حرام .. مهوي قلابيتس تجنن .." ردت روضه وهى تلمس قماش القلابية والتطريز .. " هذا ذوق السوري فديتها .." دنقت مها وهى ترد تملس القماش الناعم .. " الله يا الأيام .. تدرين من متى ما شفتها من يوم الهدية حقتها يعنى اكثر من شهرين .. ما يسوى علينا عرسها .." رطمت روضه وهى تتذكر .. " ربس يعين وش يسوي الواحد .." حطت مها المدخن على الطاولة ولفت على روضه " حياس تقهوى وذوقي الحلو اللى سويته .." جرتها مها من كم بلوزتها .. " والله ماحد بمخرب رجيمى الا أنتى وحلوياتس .. خفي علينا ياختى ترانا أول يوم رمضان .. وأنا كليت من اللقيمات لين طلع من خشمى .." ضحكت عليها مها .. " ماعليس رمضان أصلا الواحد ما يمتن .." ردت مها وهى تغمز لها .. " هذا أنتى يا جدتى .. أنا ما أصدق أكل جالاكسى واحد يضرب الميزان اربعه كيلو زياده .." .. قعدن يتقهون وشوي ونزلت نوف .. " امى مابعد جات من الصلاة .." سالتها أختها .. " لأ .. اقعدى تقهوى معنا .." ردت عليها مها .. قعدت نوف وهى تطالع مها بشكل غريب وعلى شفايفها ابتسامة مالها معنى .. " وش عندس يا نوف .. شكلس في خاطرس شي .." نشدتها مها وهى تصب لها فنجال قهوة .. التفتت روضه بنظره ضيقه على أختها اللى قاعده تشرب قهوة وشكلها وراها خبر .. كانت فى نظرات روضه تحذير لكن نوف ما التفتت لها .. " أبد سلامتس .. بس كنى سمعت طارى عرس قريب .." ردت نوف وهى تبتسم .. " الله كريم ونفرح فيكن .." ردت مها بابتسامه هادية .. " الله كريم .. " ردت نوف بنظرات المتشمتة وهى تطالع مها .. كانت روضه على أعصابها لا تتهور أختها وتقط كلمة على مها بخصوص عرس اخوها عليها .." الا ماتدرون وش مسلسلات رمضان الزينه ذى السنه .." قطعت السالفه بين نوف وبين مها .. " خافى ربس توس أول يوم رمضان .." ضحكت مها وهى ترد عليها .." ذنبنا فى رقبتهم .. اللى يشوفهم وهم يصبون هالمسلسلات صب يقول التلفزون باقى السنه مسكر .." ردت روضه وهى تمد ايدها لصحن الحلو وتاكل منه .." أنا يمكن أتابع باب الحاره الجزء الجديد .." ردت مها .." هذا صار كنه مسلسل دالاس .. ما يخلص .." علقت روضه وهى تاكل .. " والله انس قديمة .. طلع من حلقس غبار .. دالاس اللى على وطر جدتى تعرفينه .." ردت نوف وهى تمقت على أختها .. " ايه أعرفه يا جدتى وترانى أصغر منس .." ردت روضه وهى تبلع لقمتها .. " مالت .. لا تغصين بس نبتلش فيس " ردت نوف وهى تصد عنها .. " السلام عليكم .." دخلت أم محمد عليهم عقب ما خلصت صلاة التراويح.." عليكم السلام .." ردن عليها.. " الله يعطيس العافيه يمه .. " قالت لها مها .. " الله يعافيس .. ماحد جاكم " نشدتها .. " لا يمه .. بس موضى اتصلت وقالت بتجى عقب الصلاة .. " ردت عليها مها وهى تقرب منها صحن الفواله .. " زين .. " مدت رجيلها وقربت روضه تهمزها .." ماعاد به صحه طاحت رجيلي وأنا اصلي .." قالت نوره .. " الله يواجرس يا يمه ." ردت مها وهى تصب لها فنجال قهوة .. شوى وجاهم نسوان يباركون لأم محمد فى رمضان .. وكانت مها فى الصورة .. قامت بواجبهم .. وروضة معها .. تقهوى وتدخن .. وانشغلوا معاهم .. مرّ الوقت وماحسوا الا بموضى دخلت عليهم .. اللى من رجعت من لبنان زارتهم بس مره وحده وعقبه انشغلت فى بيتها وفى تجهيز أغراض رمضان وتوها اليوم تمرهم .. دخلت عليهم وفى ايدها أكياس .. وعقب السلام والسوالف " مابغيتى .. وين أغراضي .." قربت روضة تفك الأكياس .." وجع اصبري .. كنس ما شفتى خير .. " ردت عليها موضى وهى تسحب الأكياس من ايدها .. " يمه هذي لس .." خذت أقرب كيس لها ومدته على أمها .. " الله يكثر خيرس ماله داعى يابنتى تكلفين على عمرس .." ردت نوره وهى تفتح الكيس .. " فديتس ماعرفت وش اشترى لس مناك .. فجبت لس نعال وشالات حق البرد عشان الربيع .." لفت وراها ومدت ايدها على اكبر كيسة " اخذى هذى لس يا المشفوحة .." وعطتها روضه .. " وهذى لس يا مها .." مدت لها كيستها وهى تغمز لها بعينها يعنى لا تفتحينها .. " فديتس كان ما كلفتى على عمرس .." ردت مها وهى منحرجه .. " لا كلافه ولا شي .. والله ودي لكم بأكثر من كذا .. ترى شريت للجوري فستان حق العيد مع اكسسواراته نفس حق نجول شوفيه يارب مقاسه زين .. وهذى لس يا نوف " مدت ايدها لاخر كيس لأختها .. فتحن البنات أغراضهن .. ومها حطت الكيس جنبها ما فتحته .. كانت شاريه لهم بلايز حلوة ونعال وشنط .. ومر الوقت بين سوالف وقهوة لين قربت 11ونص وكانت الجوري راقده من زمان .. أستأذنت مها وقامت عشان تطلع وتخليهن لحالهن .. ونادت الشغاله تشيل الكيس معها وشلت بنتها وطلعت عقب ما سلمت عليهم .. وصلت بيتها غيرت لبنتها الراقده وحطتها فى فراشها .. خذت الكيس وفتحته .. كان فيه فستان للجورى حلو .. من التفتا العسليه وشرايط دانتيل .. معه شنطة صغيرة وتاج للشعر وشباصات .. حطته على جنب .. ولقت بلوزتين حلوات .. وقميصين نوم .. فتحت الاول .. كان بنفسجي بشرايط ستان بيضا .. قصير .. شافت سعره بس ماعرفت تحسبه من الليرة للريال .. نزلته وطلعت الثاني .. كان لونه أصفر .. طويل مزموم تحت الصدر ومشغول شغل خفيف .. وقفت قدام المنظره تشوفه عليها .. " حلو .. " بسرعه نزلت القميص وحطته ورا ظهرها وايديها تنتفض .. وهى تشوف ماجد واقف عند الباب .. :: :: :: " يمه أنتى ما نسيتى ذا الموضوع .." سألتها موضي بتعب .. " وليه أنساه .. ولدى مهوب ناقص ياخذه له مرمل وقلتها لكم قبل غير ماحد سمع منى .." ردت نوره بصوت ثقيل .. " يمه .. مها بنت حلال والله لو يدور الشرق والغرب ما يحصل مثلها .." قربت منها موضى وهى تحاول تسايسها .. " بنت حلال ما قلنا شي .. بس ما تنفعه .. شوفيه من يوم ماخذاها والهم راكبه .." ردت أمها .. " يمه هذا ماجد من عرفناه .. " .. " ما صدقتى .." علقت أمها وهى تصد عنها .. " لا حول .. هو شكى لس الحال .." نشدتها موضي .. " من غير ما يشكى أدرى به .." ردت نوره بثقه .. " وهو موافق ؟؟ .." سألتها موضي بشك .. " مهوب مخالف(ن) شوري .. تراه ماخالف شور أبوس يوم زوجه بنت أخوه " ردت نوره بغيظ .. " يمه الله يرضى عليس .. ترى الموضوع مهوب عناد والا فرض راي .. ومهوب عشان المسكين يقدركم تسوون فيه كذا .. أبوي من صوب وأنتى من صوب .." ردت موضي بيأس وهى تهز راسها .. " وأنتى وش اللى حارق قلبس .. تراه راضي .." علقت أمها وهى تطالع موضي .." يا أختى اطلعى أنتى من الموضوع وريحي عمرس .. وش عليس من اللى بيتزوج والا بيطلق .." التفتت نوف على موضى تقطع كلامهم وهى تحط الشنطه فى حضنها.. " فال الله ولا فالس .. يا اختى خافى ربس .. تراه ما يضرب بعصا .." ردت روضه اللى حذفت أختها الوسطانيه بعلبة الفاين وهى ضايقه .. " وجع يوجعس .." قالت نوف وهى ترد لها الفاين .. " بس أنتى وهى .." تنهدت موضى بضيق والتفتت صوب أمها تكمل كلامها " يمه .. كنس معزمة وهو موافق شوفي له غير آمنه .. تراها ماتنفعه .." .. " وش فيها ما تنفعه .." ردت نوره وهى ترفع حاجبها .. " يمه ماجد غير محمد .. وتدرين .. " ردت موضي وسكتت ماكملت .. " وآمنه غير لولوة .. أنت بس ريحى ملايكتس .. ومهوب صاير الا الخير " قالت أمها تنهى الموضوع .. " الله يكتب اللى فيه الخير .. كان الواحد كل ماقال هدت أمور ذا العائلة رجعتوا تغثون بعض كنكم تدورون المشاكل من تحت الأرض .." علقت موضي وهى سرحانه .. ماردت عليها أمها اللى ماعجبها كلام موضي .. ولا ردت نوف وروضه اللى انشغلن فى الهواش بينهم وبين بعض على الأغراض .. :: :: :: كان ماجد واقف قدام الباب وفي ايده أكياس .. كان ارتباك مها قدامه مصدر للرضى مايدرى ليش .. " ما شفتك .." ردت مها بأرتباك .. " واضح .." .. " شكلك ناوى تذبحنى .. ترى ذى ثالث مره تروعنى اليوم .." قالت له وهى تبلع ريقها .. ضحك وما رد عليها شوي وسألها " وش اللى في ايدس .." وهو يأشر براسها لقميص النوم اللى خشته ورا ظهرها .. " ولا شي .." كذبت مها .. " لونه أصفر فقع عينى وتقولين ولا شي ..!!!" علق ماجد بخبث .. " هدية من موضى .." ردت مها وهى تبلع ريقها قدام ماجد " وجابت بعد فستان للجوري عشان العيد .." كملت بسرعه عشان ما ينشدها وش نوع الهديه الصفرا .. التفت ماجد صوب سرير الجوري اللى غارق فى النصف الثانى المظلم من الحجرة .. " الله يكثر خيرها .. تعالى الحجره أبيس .." طلع قدامها وهو يأشر لها براسه تتبعه للحجره .. انتظرت مها لين اختفى من قدامها وخذت القميص الاصفر ودعسته فى الكبت بين أغراضها .. طلعت لها جلال والتفتت تشوف بنتها .. لقت القميص الثانى البنفسجي خذته ودعسته بسرعه جنب اللى قبله مهى بناقصه يشوفه بعد .. دخلت الحجره وكان ماجد قاعد على طرف السرير .. " تعالى .." أشر لها على السرير جنبه .. قربت وقعدت .. شافت الأكياس اللى كان عليها اسم محل مشهور للعود .." مادرى شلون نسيت اشترى العود حق ابوى ذى السنه .." مها اللى كانت تعرف ان ماجد متعود يشترى العود ودهن العود لأمه وأبوه مخصوص قبل رمضان .. وقبل العيد .. فهمت وش عنه يتكلم .. ومع ذلك ما ردت .. انشغلت تشوف اصابعه وهى تفتح الأكياس .. " هذا لأبوي .. أربع كيلو عود .. وهذا لأمى .. " سكت ودنق وهو ياخذ أخر كيس " وهذا لس .." مده لها وهو يبتسم .. مدت ايدها له وهى مندهشة .. أول مره يجيب لها شي .. فتحت الكيس .. شافت كيسة عود .. وغرشة دهن عود فى علبة .. وغرشة ثانية لونها غامق .. " هذى مخمرية .. يقول الهندى اللى يبيع انها زينه حق الشعر.. شميتها وعجبتنى ريحتها وشريتها .. مادرى هى زينه والا هو لعب علي .." رد ماجد وهو مغضن حواحبه .. فتحتها مها وهى مترددة .. حطت منها على ايدها .. شمتها .. ريحتها حلوة .. كانت سائل لزج غامق وفيه مثل الرمل الناعم .. " هاتيها .." مد ايده لها وخذاها منها .. التفت كله صوبها ومد أيده يسحب جلالها وينزله عن رقبتها .. " كذا يحطونها .." صب على اطراف اصابعه منها ومد ايده ورا اذنها .. وغمر شعرها بالعطر الثقيل .. غمضت مها من حست بلمسته .. وصار حلقها جاف .. مد ايده للجهة الثانية ودخل اطراف اصابعه بالعطر فيها .. " بس .. كذا " قال بصوت هامس .. بلعت مها ريقها وفتحت عيونها .. كانت عيونه حكاية .. " مبارك عليس الشهر .." تغرغرت عيونها بالدمع وهى تتذكر أنها ممكن تنحرم منها قريب .. غمضت ونزلت راسها .." ليه البكا .." سألها .. رفع راسها بايده .. " ولا شي .. بس تذكرت أهلى .." ردت بغصه .. " ولا يهمس .. بكره نفطر عندهم كلنا .. " قال لها وهو يضم راسها لصدره .. خنقتها العبره وهى تشوفه يعاملها بطيبة زايدة .. لازم تتماسك .. " ماتقصر .. " رفعت ايدها تمسح خشمها .. مد ايده يمسح وجهها " خلاص ما ابي أشوف دموعس .. أنا بأطلع لأبوي في المجلس يبينى ضرورى عنده رياجيل .. والا ماكن خليتس لحالس .. تبين شي .." قال لها وأصابعه تمسح عيونها .. " سلامتك .." .. قام وخذا الكيس حق ابوه وطلع .. وهى تطالعه بعيون كلها دمع .. :: :: :: ثانى يوم رمضان قبل الفطور نزل ماجد ومها والجورى فى بيت ابو ناصر .. وكانت سياره أحمد قدامهم واقفة .. دخل ماجد المجلس ومها وبنتها البيت .. كانت فرحة منيرة بشوفة بناتها كلهم عندها كبيرة .. خاصه عقب ما فضى البيت عليها .. وصارت تحس بوحشة كبيرة .. لجزء من اليوم .. رجعت حياة بيت ابو ناصر لماضي حلو كان يجمعهم مع بعض .. لحظات ضحك وفرح بين الأم وبناتها اللى كانوا يجهزون الفطور .. ويقسمون الصحون بين المجلس والبيت داخل .. جو كانت تغمره السكينة والأطمئنان والفرح البسيط الخالى من أى هموم .. مها اللى لاحظت الحزن في عيون أمها .. واحساس الوحدة اللى كان غريب على ملامح الوجه الحبيب كان قاتل .. متى وشلون كل هذا صار .. التفتت لساره اللى كانت بكل حيوية تسولف لهم عن بيت أهل زوجها وعن طيبتهم معاها .. معقول ما انتبهت للشي هذا .. والا مثل دايما .. تتجاوز كل أزمات الحياة بروح عاليه وبقلب مليان أمل وفرح .. على عكسها هى .. ابتسمت وهى تشوف أمها تضحك على كلام أختها .. أبو ناصر .. كان مرتاح وهو يشوف رياجيل بناته حوله .. اختيار الله سبحانه وفقه فيه .. عشان يرتاح قلبه .. ويتطمن على بناته بعد عينه .. مروءة وشهامة وطيب اصل ودين .. كان يسمعهم يتهاوشون حوله من الأغلى عنده .. زوج الكبيرة والا زوج الصغيرة .. وكل واحد يعدد الاسباب اللى تخليه أغلى من الثاني .. والجوري فى حضن ماجد مستانسه .. تنهد براحة .. وحمد ربه وشكر فضله اللى أنعم عليه بولدين مهو من صلبه .. بعد ماحرمه الذرية الا من بنتين ملوا عليه حياته سنين وعقبها كل وحده توفقت مع زوج .. وراحت معه تملا حياته وتكمل دورها فى الحياة .. أذن المغرب .. افطروا على تمر وقاموا يصلون وعقبها قعدوا يفطرون سوا .. وعقب الفطور استأذن أحمد وماجد عشان يطلعون .. وقبل لا يطلع ماجد نادى مها .. " لخلصتى دقي علي تلفون عشان أجى أخذس .." وصاها قبل لا يطلع .. " ماله داعى بأروح مع دريول أهلى .." قالت له .. " لأ .. أنا اللي بأجي أخذس .. زين .." حذرها وهو يمسك طرف خشمها بمحبه .. " ان شاء الله .. " ردت وهى تبتسم .. لمس خدها " يالله مع السلامه .." .." فى أمان الله .." ردت عليه وعيونها تتابع طيفه لين اختفى .. " أنتو ماتستحون .. شيبان وعدكم تسوون ذى الحركات .." قالت ساره وهى تطل من ورا الباب .. " شيبان فى عينس .. وش عندس واقفه مثل ابليس عند الباب .." انحرجت مها من أختها وردت عليها بعصبيه عشان ما تضحك .. " انتظر دوري يا جولييت .." ردت ساره وهى تسبل عيونها .. " أنتى قبل العرس مافى وجهس حيا عشان نقول ذلحين انس تستحين .. وخرى وراس .." دخلت مها ودفت أختها من طريقها وهى تكتم ابتسامتها .. " الله يرحم الحال بس .. باروح اشوف روميو السوري وينه .." قالت ساره وهى تطلع جوالها عشان تتصل في رجلها .. " طلع .. شكلس مجننته وما صدق ينزلس عند أهلس .. " قالت مها بشماته .. " أفااا .. يا اختى حرام كسر الخواطر .." ردت ساره بحزن وقطعها صوت جوالها " موتوا بغيظكم .. هذا هو يتصل .." ردت بفرح وهى ترقص حواجبها .. " الله يهنى سعيد بسعيده .." لفت مها عشان تدخل وهى تضحك وخلت أختها برا تكلم رجلها .. :: :: :: دخلت على أمها فى الصالة .. " راح رجلس .." سألتها أمها .. " ايه فديتس .." .. " وش علومه معس .." نشدتها .. " علوم خير يمه .. الحمدلله .." ابتسمت مها لأمها اللى للحين تحاتيها عقب حوالي نص سنه من زواجها .. نص سنه ..!!! مسرع ما تمر الأيام .. سرحت مها وهى تقهوى أمها .. اللى تسولف لها عن جيرانهم و ولدهم المسجون عشانه دعم هندى ومات .. دخلت عليهم ساره وقطعت حبل أفكار مها .. شوي ودخل عليهم أبوناصر عقب ما تسبح عشان يعلمهم انه بيطلع بيصلي التراويح وعقبها بيروح معزوم على السحور .. قامت له مها تدخنه قبل لا يطلع .. حب راسها بكل حنان الدنيا .. غارت منها ساره وقامت تحضن أبوها وتدف أختها بعيد عنه .. " والله مانتوا ببعيد من رياجيلكم .. كل واحد يقول لى من الاغلى عندك .." ضحك أبو ناصر وهو يعلمهم .. " ماتبي لها كلام يبه .. طبعا أنا وأحمد .." ردت ساره وهى تطلع لسانها لأختها الكبيرة .. " أنتى واختس عينين فى راس .. الله يكبر حظوظكن ويفرح عيونكن بعيالكن .." ضم ابو ناصر بناته لصدره وطلع .. انقبض قلب مها ماتدرى ليه .. تعوذت من الشيطان ورجعت تقعد جنب امها تدخنها .. قريب الساعه 11 جا أحمد وخذا ساره .. وعقبها بشوي طلعت مها وبنتها مع رجلها .. " عسى استانستوا .. " سألها ماجد وهو يشوف الجوري اللى راقده على حضنها .. " ايه الحمدلله .." ردت مها .. " امى منيره فيها شي .." سألها .." مافيها الا العافيه .. ليه .." استغربت مها سؤاله .. " مادرى والله .. بس مهى بمثل ما أنا خابر .. قلت يمكنها تعبانه والا شي .." حتى هو .. الغريب .. حس بأمها .. وهى التهت بحياتها ومشاكلها .. اللى خذتها بعيد عن الأحساس بأمها وبضيقة صدرها .. لامت نفسها وقررت ماتخلى شي يبعدها عنها مهما كان .. ضمت بنتها لصدرها بدون شعور .. وصلوا للبيت .. انتبه ماجد لسياره واقفة عند باب بيتهم " شكل أمى عندها نسوان .." .. التفتت مها صوب ماكان ماجد يطالع " هذى مهوب سيارة بيت خالتك .." سألته .. " قرص عيونه عشان يشوف عدل " اى والله .. فرصه اسلم عليها وأبارك لها فى رمضان .. بتجين معى .." التفت لها يسألها .. " شوفة عينك .. الجوري راقده وما أقدر أخليها لحالها .. وأنا والله تعبانه والا لها الحق نجيها .." ردت مها .. " أنا كلمت المكتب خلاص والشغاله ان شاء الله بتجى عقب العيد .. يوم قلتس لس ذكرينى وما ذكرتينى .. خلاص أنزلى وأنا بأروح أسلم عليها .." .. " أسوي لك سحور .." سألته .." لا معزومين عند تركي .." .. نزلت مها ونزل ماجد قبلها عشان يشل الجوري الراقده .. نزلهم ماجد ومر على البيت العود يسلم على خالته ومن هناك راح يتسحر عند تركى .. :: :: :: مرّت ايام .. ومها ما خلت أمها .. أن ما مرتها نص ساعه والا اتصلت فيه مرتين ثلاث فى اليوم تطمن عليها .. كانت الأوضاع بين ماجد ومها عادية .. مها اللى فكرت واجد أنها تغير من حياتها معه .. كان يمنعها شي واحد .. موقفه من الزواج الثاني .. اللى للحين ماتحدد .. كل ما قررت تبدا الخطوة الأولى تذكرت أخر مره وش صار لها يوم جرحها بكلامه .. صدق معاملته لها تغيرت للأحسن .. بس يمكن هذا تمهيد عشان يعلمها أنه بيعرس عليها .. ينكسر قلبها لوصلت للمرحلة هذى من التفكير .. الحنان اللى تحسه فى عيونه وفى لمساته لها .. الشعور بالذنب اللى يظهر مرات بشكل خاطف في نظراته .. كل هالأشياء تخليها ودها تقرب منه وتضمه وتقول له لا .. لا تاخذ غيري .. أنا بس اللى اقدر أعوضك .. وأنت بس اللى تقدر تحتويني .. لحظات الفرح تجبرنا نتصرف بدون شعور .. وبيأس بعض المرات .. مها اللى حست براحه أكبر فى التعامل بمحبة وحنان مع ماجد .. أدمنت لحظات الود والراحه اللى تجمعهم بعيد عن التوتر والخلافات .. تجرأت أكثر وصارت تمشى قدامه بدون جلال .. بس عشان تحس بشعور غريب من البهجة والخجل لشافت نظراته لها وهى تتبعها .. رجعت تنتظره مثل أول .. تسهر عشان تشوف بسمته لمن رجع ولقاها قاعده فى الصالة تنتظره .. مجهزة الشاهى والكيك .. تسرق من الزمن لحظات لها وله .. تكون فيها بس مها .. ويكون هو فيها حلم ماجد .. اللى ماتحقق لها .. وهى واقفه قدام المنظرة تشوف وجهها .. تلمسه .. هل معقوله هذى أنا ؟؟ هالانسانه اللى واقفه قدامى تتعدل وتتزين عشان زوج يشوفها مثل أخته .. وناوى يتزوج عليها .. هى أنا ..!!! شافت قميص النوم الوردى اللى لابسته .. كان نص كم .. مشقوق بدانتيل ناعم .. وطويل يغطيها كلها .. هل هذى هى مها اللى توعدت وحلفت انها ماتسامح ولا تنسى .. تغيرت اشياء واستجدت أشياء .. وفيه أشياء ما ماتت رغم الوقت .. والماضي .. وبالنهاية هو زوجى وهذى حياتى .. وأنا استحق فرصة ثانية .. عشان أعوض كل اللى فات .. مستحيل أكون غلطانه .. هو يميل لى .. وأنا أقدر أحول هالميل لحب .. وأكسبه طول العمر زوج لى وأبو مايتعوض لبنتى .. لمست وجهها وهى تبتسم .. :: :: :: ماجد .. اللى غزا قلبه شعور الذنب واحساس أنه أهان مها قبل يهين نفسه لما حاول ياخذ حقه منها بالقوة .. أو هذا اللى خطر في باله .. واللى زاد هالشعور ألم أنه مهوب قادر يتذكر اللحظات اللى عاش عمره على رجاها .. لحظة لما يقرب منها .. اللى بدأت يوم حضنها على أرض غريبة وفى مكان غريب لما حس انها محتاجته مثل ماهو محتاجها يوم مرض بنتها .. وصارت تتراكم فى صدره .. يوم ورا يوم وليلة ورا ليله .. حبسها كبرياء روح وخوف قلب أنها ترفضه .. وهذا اللى صار .. بعدها انقلب شي في قلبه الى سواد يلتهم كل احساس حسه صوبها .. لكن سبحان الله .. قدرت ترّجع مكانتها فى قلبه مثل أول ولا كأن مر عليها شي .. صارت اللحظات الهادية اللى تجمعها معه غالية .. وصار هو حريص عليها أكثرمنها .. يحاول يتجنب زعلها مثل ما يدرى انها تتجنب زعله وتسعى انها ترضيه .. صارت الراحه اللى توفرها له كل مارجع بالليل جنة فى حياته .. برغم ان علاقتهم ناقصة كزوجين .. إلا انه راضي فيها .. وبيخليها للوقت .. هو الكفيل بس أنه يداوى كل جرح فى النفوس .. مثل ما حاولت أنها تتحرر من قيود واجد في حياتها معاه .. وأبسطها غطا راسها قدامه .. هو بعد صار الماضى بالنسبة له أشباح قديمة ما لها اساس على الواقع .. صار بكل سهولة يقدر يبعدها عنها بنظرة رضا من عيون مها .. دارت كل هالأفكار فى راسه وهو يدخل مفتاحه فى الباب ويدخل البيت قريب 12 ونص .. ابتسم وهو يشم ريحة العود .. وريحة خفيفة لعطرها اللى تحبه .. تقول له انها كانت هنا قبل لحظات بس .. طلع فوق .. ومثل ماتعود كانت قاعده قدام التلفزيون تنتظره .. " السلام عليكم .." سلم عليها .. " عليكم السلام يا مرحبا .. " .. " تسحرت .." سالته .. " ايه الحمدلله .. " رد عليها وهو رايح صوب حجرته .. " تعال اقعد تقهوى .." نادته .. " زين خلنيى افصخ ثوبي بس .." دخل حجرته وحط مفاتيحه وجواله على الكومدينو .. وفصخ غترته وثوبه .. دخل غسل وجهه وايديه وتعطر ومشط شعره وطلع لها .. " شأخباركم .." .. " أخبار خير الحمدلله .. " ردت عليه وهى تصب له شاهي .. " شأخبارك .." نشدته بهدوء .. " الحمدلله .. وين الجوري .." سألها وهو يلتفت ورا لحجرتها .. " راقدة .." .. " فديت قلبها .." قعدوا يتقهوون بصمت وهم يتابعون النلفزيون .. " الا باسألك .. أمى نوره متضايقه من شي ؟؟.." سألته .. " لأ .. ليه وش بلاها .." رد عليها وعينه على المسلسل .. " مادرى .. من أمس وهى متغيرة .. حتى روضه مهوب طبيعيه .. ونوف كله تعبانه وقاعده لحالها .." قالت مها .. " ما قالت لس روضة شي ؟؟.." سألها وهو يشوفها بطرف عينه .. "شي ..؟؟ وشو عنه .." سألته وهى تعقد حواجبها .. " خالتى .." رد بكلمه وحده .. " لأ .. وش فيها خالتك .. عسى ماشر .." نزلت بيالتها وانتبهت له .. " خالتى خطبت روضه لولدها فهد .." تجمدت مها لثواني .. كانت كافيه عشان يلاحظ ماجد ردة فعلها وينكمش هو بعد .. " خطب روضة ..؟؟" سألت بصوت مبحوح .. " ايه روضة .. وش فيها .. ناقصة شي عشان ماتعرس .." رد بتوتر.. " لأ .. بس .. نوف .." وسكتت .. " نوف بيجيها نصيبها .. " سكت ودنق يشوف الشاهى .. " يضايقس الموضوع .." سألها .. " وليه يضايقنى .. بالعكس .. روضة بنت حلال وتستاهل كل خير .. و ولد خالتك ماعليه كلام .. الله يوفقهم .." ردت مها وهى تاخذ بيالتها وتشرب .. " للحين ما وافقت .. " .. " ما سألتها ليه .." رفعت راسها له تنتظر جوابه .. " شكلها مهى بمرتاحه للموضوع كله .." رد ماجد وهى يقرص عيونه فى الفراغ اللى قدامه .. " ماتدرى وش الصالح فيه .." ردت مها وهى سرحانه .. " ليه ما تكلمينها وتقنعينها .." .. " أكلم روضه .." .. " ايه .. طبيعي انها تخاف وماتقدر تاخذ القرار لحالها .. كلميها وشوفي وش تقول لس .. " .." يمكن أمى نوره ماتبينى أتدخل .." .. " ماعليس من أمى خليها علي .. أنتى شوفى وش مضايق روضة ومخليها مترددة بس .. " .. " ان شاء الله .." .. مها اللى حست أن الجو تغير .. وماكان هذا اللى تبيه .. لامت نفسها .. والله أنى ملقوفة والا وش لى أجيب طاري أمه اللحين .. وقته عشان نسولف فى أشياء تجيب الهم .. التفتت عليه شافته سرحان حاولت ترجع مزاج ماجد مثل ماكان .. " ودي أشوف مدرسة زينة للجوري .." قالت أول شي خطر على بالها .. " وش مدرسته .. تراها صغيرة .." رد مستغرب .. " ذلحين يدخلون من عمر 3 سنين .. بتستانس أحسن من قعدة البيت .." ردت عليه وهى تبتسم .. " مهى بمشكلة .. نشوف لها مدرسة .." .. قعدت تمسد قماش الروب الحرير على رجيلها بتوتر .. لمحها ماجد من طرف عينه .. " جديد ..؟؟" سأل عقب لحظات صمت .. " وش الجديد .." سألته .. " قميص النوم .." .. " ايه .." ردت باحراج وهى مدنقه .. وش تقول بعد وثلاث أرباع جهازها للحين جديد .. بتوتر .. دخلت شعرها ورا أذنها .. وحست بالحر .. وهى تلاحظ نظراته لها .. وقلبها يدق بقوة .. " لاتقصين شعرس .." قال بصوت ناعم .. " هاه .." .." شعرس .. لا تقصينه ابد .. لأنى أحبه طويل .." تكلم بصوت واطي وهو يلمس خصلات شعرها .. بلعت ريقها بصعوبة .. " مها .." .. رفعت عيونها له بدون ماترد .. " أبي أكلمس فى موضوع شاغل بالي .. " .. " خير .." .. " تذكرين يوم كنت مريض .." هزت راسها له .. " أبي أعرف .. " تردد شوي " صار شي بينا ؟؟.." سألها وعيونه في عيونها .. يدور الحقيقه .. " شي ..؟؟ شي مثل ايش ..؟؟" ردت وهى مافهمت وش يقصد .. " مثل اللى يصير بين اى زوج وزوجته .. " .. ولع وجه مها من الأحراج وماعرفت وش ترد .. " جاوبيني .." سألها وهو يرفع وجهها عشان يشوفه .. " لا .." ردت بصوت واطى .. " والله .." .. " ايه .. ليه أنت ما تتذكر وش صار .." سألته وهى ترفع عيونها له بتردد .. مارد عليها ضم راسها لصدره وهو يتنهد براحه ويحمد ربه فى قلبه أن الشي اللى كان خايف منه ماصار .. " لا .. ما أتذكر .." رد عليها وهو مغمض ومسند دقنه على راسها .. هى ذابت فى احساس الدفا على صدره .. ودقات قلبه القويه تحت راسها تقول لها وش كثر هى تحبه .. حطت ايدها على صدره فوق قلبه .. كأنها تلتمس منها الأمان والسكينة .. والفرح .. " قولي لى .. وش صار .." همس فوق راسها .. تنهدت وحكت له وش صار فى ذيك الليله يوم تعب .. ويوم شق بيجامتها .. ويوم سهرت عليه وهو مسخّن .. كان ماجد يسمعها وهو مغمض عيونه ويتخيل شكلها .. وريحة عطرها تملا كل خليه فيه .. يحس بكفها الصغيرة على صدره .. هى سكتت من زمان .. بس هو ماكان ناوى يكسر هاللحظة اللى تجمعهم .. ولا دفا قرب هالانسانه اللى سكنت روحه من سنين .. مها من التعب غفت على صدره .. حس ماجد بانتظام تنفسها وعرف أنها رقدت .. ناداها بهمس بس ماردت عليه .. هزها بشويش .. " هاه .." .. " قومى خلينا نرقد داخل .. " قال بصوت واطى .. " زين .. " وقف ماجد وطفى التلفزيون .. مسكها من يدها ومشوا خطوات صوب غرفة النوم .. ماجد اللى كان خاطره تنام مها بغرفته تضايق يوم شافها دخلت حجرة الجوري ببساطه .. دخل وراها .. وضمها وحب راسها " تصبحين على خير .." تجاوبت معاه بشكل تلقائى .. ما حبّ أنه يضغط عليها أكثر .. طلع لغرفته .. وقرر يتهجد شوي ويدعى ربي أنه ييسر لهم كل خير .. :: :: :: ومثل هالوقت .. قبله بكم ساعه .. فى حجرة روضه .. اللى كانت تتكلم على الجوال ومتضايقه " يعنى وش أسوي .. " .. " أمى مهى براضيه .. ونوف مطنقرة ومن أمس وهى مسويه حملة بكا لها أول ومالها تالى .. " .. " يا أختى الحمدلله اللى قالت لنا أمى وحنا لحالنا .. لو تشوفين كيف تغير وجهها كنه دخلها شيطان .." .. " الله لا يبارك فيها من خطبة .. ناقصين وجع راس .." .. " ما قلت فيه شي .. بس تعرفين .." .. " داريه .. يعنى وش تبينى أسوي وهذا موقفها غير انى أرفض .." .. " ما عطتنى فرصه أكلمها .. زين انها نزلت اليوم تفطر معنا وعقبها ماعاد شفناها .." .. " والله يا موضي تعبانه وماجد يضغط علي .. مكلمنى يقول الرجال يبي رد وماله داعى التفكير .. " روضة اللى كانت تدور حول نفسها فى الحجرة من التوتر .. " واللى يرحم والديس كلمى أمى وقولى لها انى معيه .. وانى ما أبي العرس ذلحين .. قلت لها وضاقت علي ولعنت خيري .." .. " تقول وش فيه ولد اختى ماتبينه .." .. " خلاص تصرفي أنتى .. يالله اخليس ذلحين .. زين .. لا ما انا بمكلمتها لين تجين .. زين .. يالله تصبحين على خير .. فى امان الكريم .." .. سكرت من أختها وقعدت على طرف السرير تتنهد .. تعبانه من التفكير .. ضغطت على عيونها وقطت الجوال جنبها وطاحت على ظهرها وعيونها ترسم أشكال خياليه على السقف .. مرت ايام رمضان وقت الفطور مثل كل يوم .. أم محمد تركت تنظيم الفطور لمها .. لكن هالشي ما منعها من التنكيد على الكل .. قبل الفطور كانت مها قاعده على السفره مع بنتها وروضة قاعده جنبها ورابطه راسها اللى كانت تشتكى منه من الظهر .. وأم محمد قاعده على أعصابها .. شوي ودخلت عليهم نوف .. " السلام عليكم .." دنقت على أمها وما عبّرت الباقيين .. " تو الناس كان رقدتى للعشا .." نقدت عليها أمها .. " وش تبينى أقوم اسوي يمه .." ردت نوف بملل .. " قومى قابلي الفطور .." .. " وهالخدم والصبيان وش حاجتهم حاطينهم .." علقت نوف .." مالت على شبابكن .. يوم أنا فى عمرس ابزى فهود وأشتغل في البيت لا خدامه ولا غيره .." .. " يمه واللي يرحم والديس ما أبي محاضرة ..راسي يعورنى ومهوب ناقصه " ردت نوف وهى تقلّب عيونها .. مها ماعلقت ودنقت تأكل بنتها .. وروضه ما طالعت أختها اصلاً .. أذن المغرب وأفطروا .. وكالعاده راحت مها لقسمها وغيرت ثيابها وصلت .. ورجعت عقب صلاة العشاء .. مرت الصاله تشيك عليها وحطت بنتها عند الشغاله وطلعت فوق .. مرت من قدام حجرة روضه وكملت مشى .. وقفت عند بابها .. خذت نفس عميق ودقت الباب .. " نعم .." سمعت الصراخ من داخل .. فتحت الباب ودخلت .. :: :: :: بعد التراويح .. وفى مجلس أبو محمد .. كان المجلس مليان .. والعيال يقهوون الرياجيل .. شوى وقعد فهد جنب ماجد .. " يا اخى مايسوى علينا .. قل لأبوك يجيب له مقهوى .." .. " وليه المقهوى تراك موجود .." رد ماجد وهم يكتم ضحكته .. " يا اخى تعبت ما يسوى علي .. لا وهذا وأنا قايل باخذ نص رمضان أجازة .. عز الله ما ارتحت شكلى بأكنسلها خير شر .." قال فهد لأخوه بصوت واطى .. " يعنى ذلحين هذرتك ذى كلها عشان وقفت نص ساعه تقهوى .. ترانى قبلك أقهوي سنين .." رد عليه ماجد بصوت جدى .. " ايه وأحالوك ذلحين على التقاعد وأنا مسكت مكانك .. والله العالم الى متى .." ضحك ماجد ومارد عليه .. " ألا أنت ما أنت بناوى تجيب لك عيال يمسكون عقبي القهوة .." انعصر قلب ماجد من كلمة أخوه اللى قطها عليه وهو مايدرى .. " عيالي مهوب ماسكين القهوة .. وبتمسكها أنت وعقبك عيالك .." رد ماجد عليه عشان يرفع ضغطه .. " الا على طارى العرس .. صحيح بتاخذ الثانية .. " سأل فهد أخوه بهمس .. قرّص ماجد عيونه فى أخوه " لا تخايلنى كذا .. معناه العلم صحيح .. يا أخى ارحمنا .. توك معرس مالك سنه وتبي تثني .. خل الدور لى .." .. " قم قهوى العرب قم .. ماعندك الا ذا الكلام الفاضي .." نزره ماجد بعصبيه .. " لاتدف زين .. بأقوم بأقوم ..لكن ترى مافيه عرس الا عقب ما اعرس أنا .. " قام فهد وهو مايدري أنه فتح فى قلب أخوه جرح جديد .. :: :: :: " السلام عليكم .." سلمت مها .. " عليكم السلام .." ردت نوف من بين ضروسها ورجعت تبحلق في شاشة اللاب توب حقها .. " صليتى .." سألتها مها وهى للحين واقفه عند الباب .. " وأنتى وكيل علي ..؟؟" ردت نوف وهى ترفع حواجبها مستغربه .. " لا والله .. بس قلت أنشدس يمكن نسيتى وأنتى قاعده على النت .." ردت مها بهدوء وماخلت أسلوب نوف البارد يأثر عليها .. " لا ما نسيت .." ردت نوف ونزلت شاشة اللاب وهى تكمل كلامها " نعم .. فيه شي .." سألتها بضيق .. " بغيت أتكلم معس فى موضوع .." قالت مها .. " وش موضوعه ..؟؟ ما أخبر بينى وبينس مواضيع .." ردت نوف وهى تمط شفايفها .. " لأ فيه .. ومواضيع قديمة بعد .. " ردت مها بثقة .. قرصت نوف عيونها فيها " وش عندس .." سألتها بضيق .. " ممكن أقعد قبل ما أتكلم .. " سألتها مها .. " تفضلي .. " ردت نوف من ورا خاطرها .. دخلت مها وسكرت الباب وراها بكل هدوء وقربت منها وقعدت على طرف السرير .. " شوفى يا نوف .. أنا قبل أكون مرة أخوس بنت عمس .. يعنى دمنا واحد .. وتعرفين مكانتس عندى .." سكتت مها تشوف تأثير كلماتها قبل تكمل .. " وبعدين .." قالت نوف بملل .. " يعنى بكلمتين .. أمرس يهمنى .. " سكتت مها تنتظر تعليق نوف ولما شافتها ساكته كملت كلامها " أبي أسألس سؤال .. عاجبس وضعس .." .. " أى وضع بعد .." نشدتها نوف .. " اللى أنت فيه .. عزلتس عن أهلس .. قعادس طول الوقت لحالس .. نفسيتس التعبانه من كل شي ومن أى شي .. معاملتس الجارحه لى بدون سبب .. ليه يا نوف .. ليه تسوين بعمرس كذا .." تكلمت مها بحرقه قلب .. " وأنا شكيت لس الحال ..؟؟" توترت نوف من كلامها .. " مهوب لازم تشتكين عشان أحس فيس .." انقبض وجه نوف للحظات .. دنقت وماردت .. " نسيتى .. ترانى مها .. اللى كانت لس أقرب حتى من خواتس .. أعرف وش اللى مضايقس قبل لا تقولين .. وش اللى تفكرين فيه .. ليه يا نوف تغيريتي .." سألتها بصوت واطي .. " ماتغيرت .. كنا بزران ولا نفهم .. " بررت نوف .. " واللى أنتى فيه ذلحين تسمينه فهم والا كبر سن ..؟" سألتها مها بشك وهى ترفع حاجبها .. " ذلحين أنتى وش تبين بالضبط ..؟؟" تنرفزت نوف وسألتها بتوتر .. " أبيس تفهمين وتصحين من الوهم اللى أنتى فيه .." ردت مها بصوت حاد .. " أى وهم أنتى بعد .." رفعت نوف حواجبها .. " نوف .. أنتى كرهتينى وأنا مالى ذنب .. وقلبتى حياتى فوق تحت حتى عقب ما تزوجت أخوس ومع ذلك .. سكت وما تكلمت .. ناويه تكررين القصة نفسها مع روضة ..؟؟ " وقفت نوف وهى تنتفض " وش قصدس .." سألتها بصوت قاسي وشفايفها ترتجف .. " أنتى فاهمه قصدي عدل .. يا نوف .. ماحد ياخذ الا المكتوب له .. وهالأنسان مهوب مكتوب لس .. لا تضيعين حياتس وحياة أختس وتخسرينها عشان وهم .." ردت عليها مها وهى تطالعها واقفه قدامها تنتفض وعيونها مليانه دموع .. " أنتى اللى خليتيه وهم .. لو ما وقفتى فى طريقي كان خذانى من زمان .." ردت نوف وهى ترتجف .. " وقفت فى طريقس ؟؟ " وقفت مها تكلمها " اللى يسمعس يقول انى مسكته من ايده وغصبته يخطبنى .. والا ربطت عيونه عشان ما يشوفس ومنعته عنس .." قربت منها " يا نوف هذا ولد خالتس .. يعنى أقرب لس منى .. أمه خالتس .. لو يبيس ما منعه عنس شي .. لا أنا ولا ألف غيري .." صدت عنها نوف بعصبية " وش تبين منى ذلحين .." عطتها ظهرها وهى تكلمها .. " أبيس تهدين وتفكرين عدل .. وقبل هذا وذاك يكون عندس ايمان أن الله ما يظلم عبيده .. وماحد ياخذ غير المكتوب له وتكون عندس ثقه فى أن الخيره فيما اختاره الله .. لا تخسرين أكثر مما خسرتى ترى مابقى فى العمر شي .. والنفوس ما تتحمل ظلم أكثر من اللحين " حست أن الكلام فى الموضوع هذا انتهى .. وحالتها ما تحتمل نقاش أكثر من كذا .. لفت عنها عشان تطلع .. وقبل ما تفتح الباب التفتت عليها " كرهتينى وأنا بنت عمس عشان موضوع خطبة ماتم .. مستعده تكرهين روضة .. أختس .. عشان هالشي بعد ..؟؟" نوف .. ماردت عليها .. مها اللى شافت ظهرها يرتجف وهى تحبس دموعها .. تنهدت وطلعت سكرت الباب وراها بهدوء .. وايدها ترتجف .. وهى تدعى في قلبها أن الله يهديها لنفسها .. مرت على حجرة روضه اللى كانت على سجادتها تقرا قرآن .. حست فيها يوم دخلت .. سكرت المصحف ولفت عليها " أهلين مهوي .. وش عندس مشرفه البيت فوق .." .. " أبد خلصت صلاتى وجيت أشوفكم .. :: :: :: خلصتى .."سألتها .. " ايه الحمدلله .. " قامت تطوى سجادتها وجلالها وتحطهم مع المصحف على السرير .. "روضه .. " .. " خير .." .. " ودى أكلمس بموضوع .. " .. " قولى .." ردت عليها وهى تفك شعرها قدام المنظره وتربطه مره ثانيه بالعضاضه .. " أنتى ليه ماتبين ولد خالتس ؟؟.." .. تجمدت ايدين روضه وهى ترتب قذلتها دنقت للحظات " من اللى قالس .." .. " مهوب مهم اللى قال لي .. أنا أشوفس مثل ما اشوف ساره .. وتهمنى مصلحتس .. واللى نعرفه كلنا أن فهد رجال ونعم .. وياحظها اللى بتكون مرته " .. لفت عليها روضه وعيونها كلها حزن " دامه مثل ماتقولين .. ليش ماخذيتيه يوم خطبس .." سألتها .. " لسبب بسيط .. أنه مهوب نصيبي .." ردت مها وهى تبتسم بهدوء .. لفت روضه ومشت عشان تقعد على طرف السرير " والله ما أدرى .. الوضع صعب .." قالت وهى تلعب بأصابعها .. " أنتى عندس اعتراض على الرجّال .." سألتها مها وهى واقفه قدامها .. " لأ .. لكن .." سكتت روضة بيأس .. " قصدس عشان أختس .." قطعتها مها بسرعه .. رفعت روضه عيونها متفاجئه " شدراس .. " سألتها مثل اللى انكشف له سر مايبي الناس تدري به .. " أدرى .." قعدت مها جنبها وكملت كلامها " صلي استخاره وشوفى ربي وش كاتب لس .. أنتى انسانه مؤمنه .. ولو هو من نصيبس لو يوقفون الخلق كلهم ضده ما منعوه .. وأختس الله يهديها لنفسها .. أنتى مالس ذنب .. ولو رفضتيه عشانها يمكن ما ياخذها .. غير أن رفضس بيكسر قلوب واجد حولس وأولهم خالتس .. وأمّس " نصحتها مها بهدوء وهى ماسكه كفها بين ايديها .. " الله يكتب اللى فيه الخير .." ردت روضه .. " يالله ننزل تحت .. يمكن أمى نوره جات .." قالت لها مها وهى تبتسم لها .. " مشينا .." .. نزلن تحت وقعدن فى الصاله يتقهون .. شوي ودخلت عليهن لولوة وأختها .. وبعد السلام والتحفى قلطوهن للخيمه .. " شلونس يا أم راشد .." سألتها مها .. " بخير الله يسلمج .." ردت لولوة .. " مبارك عليكم رمضان .. عاش من شافس ماعاد مريتينا .. " قالت لها مها وهى تمد لها فنجال قهوة .. " الله يبارك بعمرج .. ترى مرينا على أم محمد ثانى أيام الصيام نبارك لها وما لقيناج .." ردت اللاه وهى تلوى اثمها .. " صادقه .. رحت أفطر عند أهلى .. " ردت عليها مها .. " ايه .. عيل ما قال لج مايد أنه شافنا عندهم .." ردت اللاه وهى تبتسم وتشوف أختها من طرف عينها .. " والله مافيه مناسبه تجيب الكلام عنكم عشان يقول لى أنه شافكم .." ردت عليها مها بهدوء .. وهى مستغربه ليش ماحد جاب لها طارى أن لولوه وأختها كانوا هنا .. لا رجلها ولا عمتها وبناتها .. " عيل أم محمد وينها .." التفتت اللاه تسأل روضه .. " راحت تصلي لكن أمداهم خلصوا .. " زين .. بننطرها نسلم عليها .." ردت اللاه وهى ترتاح فى قعدتها وتبتسم .. رفعت روضه عيونها ولقت مها تطالعها بشكل غريب .. تضايقت وقربت دلة الشاهى عشان تقهويهن .. كان وجود اللاه وأختها يشكل ضغط كبير على مها اللى حاولت ماتبين هالشئ على قد ما تقدر .. شوى ودخلت عليهم أم محمد اللى استانست يوم شافتهن .. ومها تستغرب من محبتها لهن على كثر ماكنت تدعى على اللاه يوم تشوفها تمشى ولدها على كيفها .. انحصرت السوالف بين أم محمد ومرت ولدها الكبير اللى كلامهم كان أقرب للهمس .. وبين روضه وبين آمنه اللى كانوا يتكلمون عن الأسواق والملابس والمكياج .. وكانت مها تتابع الكلام بهدوء وهى تراقب القاعدين .. شوي وسمعت صوت برا " يا عرب .." صوت رجّال يستأذن عشان يدخل .. " ادخل فديتك ماهنا غريب .." ردت أم محمد وهى مستانسه .. مها تعلقت عيونها بالباب وماعاد سمعت الا دقات قلبها تدوى فى راسها .. دخل عليهم .. ورجع وراه شوى يوم شاف نسوان .. " ماقلتى لى يمه عندكم أجناب .." قال ماجد من ورا الباب .. " تعال يبه مابه الا لولوة مرة أخوك .." نادته أمه عشان يدخل .. دخل وهو مدنق شوي " السلام عليكم .." .." عليكم السلام والرحمة .. " ردوا الموجودين عليه .. دخل ودنق على أمه يمسيها بالخير .. رجع وراه وقعد جنبها وسلم على اللاه " شحالس يا أم راشد .. وشلون العيال .." .. " بخير ربي يسلمك .. شلونك يامايد .." ردت عليها وهى مغطيه وجهها بشيله خفيفه .. بخير ربي يسلمس .." .. " شحالس يا بنت عبد الرحمن .." سأل آمنه بدون ما يلتفت عليها اللى كانت قاعده قدامه وماخذه راحتها .. " بخير الله يسلمك .. شلونك أنت .. " .. " الله يعافيس .." .. وقفت مها تقهوى ماجد وهى تحس قلبها يتقطع .. وأم محمد تسحبه للسوالف مع اللاه وأختها .. " مها قهوي لولوة وآمنه .." قالت أم محمد بصوت واضح .. مها اللى استغربت الطلب قامت وهى ترد بكلمة وحده " ان شاء الله .." .. شلون يتقهون قدام رجّال غريب ؟؟.. أصلاً ليه تستغرب وهى تشوف وحده منزله غشوه شيفون على وجهها بلفيت متغطيه والثانية شيلتها كاشفه نص شعرها .. وقاعدين قدام رجّال مهوب محرم لهن وكنه العيد .. يعنى جا العيب على فنجال قهوة ..!!! بدت مها بأم محمد وصبت لها .. وعقبه خذت فنجال ماجد وهى مهى بقادره تحط عينها في عينه .. صبت على اللاه وأختها .. وقامت روضة وراها تمد لهم صينية الحلو .. " من اللى مسوي الحلو .." رفع ماجد راسه يسأل روضه .." .. " هذى مها .. " ردت وهى تغمز بعينها وتضحك .. " الحلو ما يجيب الا الحلو .. " رد ماجد وهو ياخذ قطعه ثانية .. " غير مهنا تعب .. الكتب واجد تعلم اللى ما يتعلم .." ردت أم محمد بنكد .. " ولو .. شغل أم الجورى غير .. " رد ماجد وهو يبتسم لمها وملاحظ توترها .. قعدت مها فى مكانها ورفعت راسها وجات عينها فى عين آمنه اللى كانت تبتسم لها من ورا ضروسها .. " يالله ارخصوا لى .." أستأذن ماجد عشان يطلع " وين يبه تو الناس .. " ردت أمه .. " بأمر المجلس يمه وعقبه بأطلع معزوم على السحور .." رد ماجد وهو يدنق يحب راسها .. " زين فديتك ماتوصل لولوة معك .." سألته .. تجمد ماجد " تامر أمر أم راشد .. بس وين الدريول .." سأل أمه .. " طرشته فى حاجه وبيتأخر .. ودريولهم مهوب هنا" .. " خير ان شاء الله .. زين أنا بأطلع للمجلس لمن خلصتوا دقوا علي .. " قال ماجد .. " خالصين فديتك .. اصبر بس دقايق .." أمه اصرت ما يطلع الا وهم معه .. قعد ماجد جنب روضه اللى التفتت على أخوها وهى متضايقه من تصرف أمها .. مها اللى كان لونها مخطوف .. حاولت تخفى رجفه ايديها ورا دلة القهوة اللى كانت ماسكتها بقوة لين ابيضت مفاصل أصابعها .. وتحاول ترسم على وجهها ابتسامه .. جابت الشغاله المدخن .. ودخنتهم أم محمد وطلعوا قدام عيون مها .. تبعتهم مها وروضة لين الباب الخارجي .. شافتهم مها وهم يركبون مع ماجد .. آمنه ركبت معه قدام .. التفت صوبها وقال لها شي وضحكت .. شغل الموتر وحرّك .. وراه طار قلب مها اللى وقفت على الباب تشوف خياله لين غاب .. في عينها دمعة قهر .. وفى قلبها نار .. فكرت أنها خمدت لكن كان الجمر صاحي تحت الرماد .. كل الأحلام واياه رماد .. كل الأمانى معه رماد .. ::؛:: مهما نعيش .. ونخطط .. مفاجأت الحياة كثيرة .. وعوائق الدروب أكثر .. ياترى .. هل راح نطير بعيد .. والا راح نظل فى نفس المكان نبكى ..الرماد ثقيل .. وكاتم للأنفاس .. لكن نسمة هو كفيله أنها توديه بعيد .. ::؛:: كثير ما تصدمنا ظروف الحياة لما تجبرنا على اختيارات ما نبيها .. اختيارات تتحدد فيها مصايرنا ومصاير ناس تتعلق فينا .. اختيارات قد ننجبر فيها على خوض تجارب جديدة .. وبغض النظر عن نتيجتها راح تكون تجربة وتفيدنا فى ايامنا الجاية .. كل يوم بحد ذاته تجربة فيها الزين وفيها الشين .. فيها دروس والشاطر فينا اللى يتعلم منها بأقل خساير ممكنة .. ياترى .. كم منا قدر يتعلم من أمسه عشان يومه وعشان بكره ..؟؟ ::؛:: الفصل الثالث والعشرون وقفت مكانها تطالعهم ماتدرى وش كثر .. كان احساس بالفراغ يملا مسامات جسمها .. تنهدت بألم ولفت تدخل داخل البيت وفي قلبها ثقل الجبال .. سمعت صوت روضة عالى مع أمها .. شكلهم يتهاوشون .. مها كان اللى فيها كافيها وماكن لها خاطر تسمع شي .. دخلت خذت بنتها الراقده عشان تروح لبيتها .. وهى تمر فى الصاله غارقه فى أفكارها سمعت صوت .. " وين بتروحين .." كانت أم محمد واقفة عند باب الصاله الداخلى .. " بأدخل أخذ الجوري وبأروح بيتى يمه .. تبين شي .." التفتت عليها مها بدون تعبير وهى ترد عليها بصوت بارد .. " لأ .." صدت عنها أم محمد ومشت .. طلعت روضه يوم سمعت صوت مها مع أمها برا " مهوي .." نادتها بصوت مرتجف " فديتس لا تزعلين .." قالت لها .. التفتت مها على روضه بهدوء " ليه .. وفيه شي يخلينى أزعل ..؟؟" سألتها مها وهى ترفع حاجبها .. " مهوي .." قربت منها روضه ومسكت ذراعها " تعرفين أمى .. بعض المرات تصرفاتها ترفع الضغط .. بس صدقينى هى ماتقصد .." حاولت تبرر تصرف أمها .. " صحيح ..؟؟ " نزلت مها نظرتها تشوف ايد روضه اللى على ذراعها .. رجعت رفعت راسها لها وكملت كلامها " فيه ناس واجد يسوون اشياء على قولتس .. مايقصدونها .." سحبت مها ذراعها بهدوء من ايدين روضه .. " وش قصدس .. " وقفت روضه مكانها مستغربه رد مها .. " قصدي واضح .. " لفت عنها مها وخذت بنتها وطلعت لبيتها بسكات .. :: :: :: دخلت حطت بنتها فى فراشها .. وكأن هالشي كان مفتاح الدمع اللى نزل بدون حساب .. بدون صوت .. شهقات بس تقطع القلب .. وش اللى باقي ما سويته .. طلعت برا حجرة بنتها عشان ما توعيها .. كانت تدور فى المكان .. دخلت حجرته .. بقايا وجوده فى حياتها .. احترام واحترمته .. غلا وأغليته .. وحفظ وحفظته فى نفسي وفي ماله .. وش اللي باقي ما سويته .. أزعل .. أخلى البيت له .. التفتت صوب الدرج اللى جنب السرير .. الدرج اللى فيه قرار موتها وحياتها .. قربت منه .. فتحته .. كانت نفس الأوراق تنتظرها .. مدت لها ايد مرتجفه .. رفعتها .. نفس الكلام اللى قرته أول مره .. طبعاً نفس الكلام .. وش متوقعه يعنى .. الدموع بتغير المكتوب .. والا الحذر يمنع القدر ..!!!! غمضت وهى تعض شفايفها بقوة .. صعب القرار .. وش تسوي ..؟؟ تتخلى عنه ..؟؟ يمكن .. يمكن لو ماكانت تدرى كان يمكن تتخلى عنه وتتركه .. لكن اللحين ؟؟ تتخلى عن حياة توها تبتدى معه .. تتخلى عن وقت وأيام تجمعها معه طالت والا قصرت بيجيها يوم وبتنتهي .. تتخلى عن حق جاها بالصدفه ولو كان متأخر .. لكنه يبقى حق لها كان ضايع واليوم دل الطريق لها .. أبيك الجاي من عمري, أنا مابيك شيء وراح ما دامك أجمل وآخر, ما دامك أول أحبابي أبي أرتاح ياعمري أنا أدري هم تبي ترتاح تعال وقبل ما أفرح, ترى تفرح بك ثيابي أحبك يابعد عمر الحزن والجرح والأفراح أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي .. تنهدت من أقصى جوفها .. ومن حرّ ما تحس .. ردت كل شي مكانه .. مسحت عيونها .. وخذت جلال صلاتها .. هذا الشي الوحيد اللى ممكن يطفي النار اللى فى صدرها .. توجهت للجبار .. الوحيد اللى يجبر قلوب الصابرين .. والمظلومين .. توجهت له بكل احساس فيها وكل ضعف ما يلمسه الا سبحانه .. وقفت بين ايديه عبد ضعيف .. وقلب محتاج .. وروح مظلومة تنتظر الفرج .. :: :: :: قريب الساعه 1 ونص دخل ماجد .. مها اللى غسلت عيونها بماى بارد عشان مايبين الحمار اللى فيها ولا الانتفاخ عقب البكا اللى بكته .." صباح الخير " قالها بصوت واطي .. " صباح النور .." ردت عليها بسكون غريب .. " للحين واعيه .." سألها .. " أنتظرك .." رفعت عيونها له بكل هدوء .. " جزاس الله خير .. تعالى داخل تعبان مافيني حيل أسهر ولا أشوف تلفزيون .." قال لها وهو يمشى ويتعداها لحجرته .. " معناه ترقد وترتاح أحسن لك .." وقفت تطفى التلفزيون .. " وش بلاس .. " سألها مستغرب برودها .. " مابلاي شي .." ردت عليه وهى تشبك اصابعها فى بعض .. " زين تعالى داخل أبيس .." ومشى قدامها متوقع أنها تلحقه .. تنهدت بتعب وتبعته .. " يا شينس وأنتى مبرطمه .." قال لها وهو يشوفها بطرف عينه يوم دخلت .. فصخ غترته وثوبه وتمدد على طرف السرير .. " مهوى .. تعالى همزى راسي تعبان والله .." غمض عيونه ينتظرها .. سمع صوت خطواتها .. حس بلمسات أطراف أصابعها على راسه وابتسم فى داخله .. تنهد براحه " قولى لى وش مضايقس .." سألها بصوت مهتم .. وانتبه لتوتر أصابعها على فروة راسه .. " قلت لك مافيني شي .." ردت عليه وهى تهمزه .. سحب كفها اليمين لشفايفه وحبها ومسكه بايده .. " تحلفين انس ما فيس شي .." حركته الحنونه بعثت الحزن فى قلبها سيول ما تنتهى .. " متضايقه شوي .." ردت بصوت حزين .. " وش اللى مضايقس .." سألها وهو يداعب كفها بطرف ابهامه .. " أشياء واجد .." كان صعب تبوح .. وصعب تشتكى .. وصعب أنه هو بالذات يسمع .. " ما وراى أهم منس .. علمينى .." رد عليها بصوت هادى وايدها للحين فى كفه .. " تشوف اللي سويته اليوم يجوز ..؟؟" سألته بشكل مباشر.. تنهد فى داخله .. وصلنا مربط الفرس قال لنفسه .. " وش اللي سويته .. "سألها وهو مسوي روحه مايفهم .. فتح عيونه وهو يشوف وجهها فوق راسه بالمقلوب .. " يومك توصل نسوان مهوب محارم لك .. " واجهت نظراته المستغربة بقوة .. قبل يرد عليها .. سحب ايدها الثانية له ومسكهم الثنتين بكف واحد وضمهم على صدره .. " يعنى وش تبينى اسوي .. هذى مرت أخوى وأختها .. وأمى أحرجتنى قدامهم .. أقول لها لا مانى بموصلها .. والا أقول لمرة اخوى اركبى وأختس ما تركب ..؟؟ " تعمد يحرجها برده .. " بس هذا مهوب معناه تركبها جنبك .." رجعت مها تتهمه .. " يعنى وش رايس .. يركبن ورا كلهن وأنا قدام اسوق كنى دريول أبوهن ..؟؟ "رفع راسه شوي يطالعها .. رجع رد راسه لحضنها وغمض " والله ما ودى لا أوصلها ولا أجيبها شوفينى حلفت .. لكن غصب عنى .. بعدين كافى انهن ما يتغشن وهذا أكره ماعندى .. تدرين .. يوم ركبت جنبي آمنه قلت لها تغشى الله يرحم والديس ما ودى أحد يشوف معى نسوان مهوب متغشيات .. ضحكت تحسب انى أمزح معها .. يالله يالله نزلت شيلتها على وجهها .. وكنها بتستر شي بعد .. " تأفف ورجع يكمل " يالله بستر الدنيا والآخرة بس .." سحبت ايدها اليسار من ايده ورجعت تهمز راسه .. وهى تحس بهدوء ممزوج بخوف ماتدري ليه .. وما قدرت تحكم .. هل تصرفها صح والا غلط .. اللى تعرفه أنه مريض وتعرف أن كل لحظه معه ما تتعوض.. وكل دقيقه تروح بالزعل ما ترجع .. وكل ذكرى معه مصيرها تنتهى .. وتعرف قبل هذا كله أنها تحبه .. انتظم تنفسه فى حضنها .. ولانت ملامح ذاك الوجه الحبيب .. وسحبت ايدها اليمين من على صدره .. لمست مكان ما حبها ولثمتها .. ليتك تدرى بغلاك فى قلبي .. كرهت أنها تغير جلستها وتزعجه .. لكن كان لازم يرقد مرتاح .. سحبت المخده ورفعت راسه شوي وحطتها تحته .. هو اللى فتح عيونه شبه صاحي وابتسم لها ورد يرقد عقب ما رجع يمسك ايدها ويخليها تنام بين أيديه .. ابتسم لها بسمة كانت كفيلة انها تغفر له كل شي في ذيك اللحظه .. وقدرت تنام ؟ قدرت تغمض عيونك وربك صدق ؟ قدرت تنام وكيف ؟ وكم ؟ وأنا بين السهر .. و الهم أقصقص في جناح الليل لين الصبح وأكتب لك عتب يشبه بكاء أطفال سؤال فـ المدى يختال ويبني خيام .. قدرت تــنــاااام !! :: :: :: " ليه تسوي كذا .. ماتخاف ربك .." صاحت فيه بحرقه .. " بس ولا كلمة .. سمعتى .. قصري صوتس ومرض .." قرب منها بعنف ومسك ايدها يبي يلويها ورا ظهرها .. " المرض والله بين جنوبك يا قليل الأصل .. الشرهة علي اللى سترت عليك ومافضحت سواد وجهك يا أسود الوجه .." قطع كلامها صوت الكف على خدها .. لطمة خلت الغرفه حولها تدور .. والا جسدها الضعيف هو اللى طار ..؟؟ طاحت على وجهها على الأرض .. رفعت ايدها تضغط على جبهتها .. حست بدوخه للحظات .. وانتبهت لبطنها .. حطت ايدها عليه تحميه منه .. " هذا اللى قدرت عليه صح ..؟؟" ردت عليه باستهزاء وهى تضغط عليه بالكلام أكثر .. تمسكت فى طرف السرير عشان تقوم بضعف .. " لأن مالك وجه تتكلم .. صار الضرب ردك الوحيد .." وقفت قدامه بكل صلابة .. كانت انعكاس لكل ضعف فى روحها حاولت تخفيه عن عيونه " طلقنى .." قطت الكلمة فى وجهه .. " لو تموتين ما طلقتس .. تعرفين وش تموتين .. والله لأوريس الويل وأخليس تمنين أمس ما جابتس .." قرب منها بوجه مظلم .. " والله .؟؟؟ واللى مثلك يعرف الله .. اللى مثلك ما يعرف الا بنات الشوارع اللى مثله .." ردت عليه وهى تمقت على كلامه .. " شّب ولا كلمة .." مد ايده بكره وضغط وجهها بين اصابعه ودزها وراها للجدار " هذى عمتس وتاج راسس .. تسواس وتسوى قبيلتس اللى أنتى منها .." كان يضغط على فكّها بقوة مع كل كلمة تطلع منه .. " فكنى يا حيوان .." ردت بصوت متقطع .. " لاااااا .. خلس شوي عشان تعرفين قدرس .. وشو عليه شايفه عمرس .. هااااه .. وتقولينها بكل ثقه تبين الطلاق .. ليه فاكرتنى أعمى ما اشوف .."بدل ايده اليمنى باليسرى وهو للحين يضغط على رقبتها بحقد .. " مواعدته ومخليتنى الثور اللى يوديس له .. " كانت أنفاسها معدوده .. وضغطه قوي ماقدرت اصابعها تفكه .. والدنيا حولها تدور .. صدت منه ماتبي تشوفه وجهه ولا تسمع كلامه اللى مثل السم .. بدت دموعها تنزل غصب .. يبي يذبحها عشان ماحد يدري بسواد وجهه .. يكذب عليها عشان يغطى على اللى سواه .. رجعت لا اراديا للموقف اللى صار قبل كم ساعه .. لها اسبوع تبي تروح للسوق وكل يوم يقول لها بكره .. كرهت الروحه من كثر ما قال لها لا .. اليوم جاها وقال يالله بنروح .. استغربت منه لكن ماحبت تضيع الفرصه محتاجه أشياء ولازم تاخذها .. في السيارة كان مستانس بشكل غريب .. قرصها قلبها منه .. لكن ماقدرت تقول شي .. وصلوا المول ونزلت .. وهو قعد فى السيارة " ما أنت بنازل معى .." سألته .. " جاى وراس روحى أنتى داخل عن الحر .." قال لها وهو يتعبث فى موبايله .. مشت قدامه ودخلت المول وراحت لمحل مذركير على طول بدون شعور .. كانت تلمس الملابس الصغيرة والبيجامات وهى تبتسم تحت النقاب .. ما تتخيل فى يوم بتشل طفل من لحمها ودمها ويكون صغير مثل هالثياب اللى تتحسسهم .. وهى بين أفكارها بعيد اتصلت فيها روضه .. تقول لها أن العنود عندها فى السوق بتمر عليها تعطيها أغراض وصتها تشتريها لها .. قالت لها مها زين هى بتتصل فيها وتشوف وين مكانها .. اشترت لها كم بدله للبيبي ماقدرت تقاومهم حاسبت وخذت أغراضها وطلعت الا تشوفه يمشى قدامها مسرع .. نادته بس ما سمعها .. خذت جوالها تتصل فيه بس كان خطه مشغول على طول .. تأففت ومشت وراه شافته طالع للمواقف .. استغربت وينه رايح ومخليها .. لكن هى لحظات بس وعرفت السبب .. عرفت ليش كان طالع ومخليها وراه ..!!! :: :: :: كان الجو متوتر .. والنقاش اللى بدا بمزح انقلب فى لحظات لشي ثانى مختلف .. لفت وراها وهى معصبة " ما اتفقنا على كذا .." ردت ساره بعصبية .. " أدرى .. بس هذا اللى صار .. وش رايس يعنى أسافر لحالى ..؟" رد عليها بتوتر .. " والا أخلى جامعتى وأنا مابقى لى الا سنه وأتخرج .." لفت عنه وهى ضايقه .. " ما قلت لس خليها .. أجليها لين نرجع .." حاول يكلمها بهدوء .. " آسفه .." ضمت ايديها على صدرها " جامعتى هى مستقبلي ومستحيل أفرط فيها .." وقفت بتصلب وهى معطيته ظهرها .. " مستقبلس .." رد بصوت غريب " وأنا وين مكانى فى هالمستقبل ..؟؟ " ضربته كلمتها فى الصميم .. " أنت فاهم قصدي عدل .. الدكتوراه تقدر تأجلها .. لكن سفر معك وترك الجامعه لأ .. والا سافر لحالك .. " تراجعت بعد ما حست بقوة هالكلمة فى حقه لفت عليه وهى ترد بارتباك .. " وأنتى من عقلس بأسافر وبأخليس .. وأنا ليش متزوج دامنى باسافر بحالى .." وقف قدامها وصبره بدا ينفذ .. لفت عليه بسرعه " والله ما توقعت انك متزوج عشان تبي لك مرافق.." ردت عليه بتوتر وهى ترفع حواجبها له باستغراب .. " الكلام معس ضايع .. أنا ليه اشاورس أصلاً .." صد وراه يبي يطلع .. " تشاورنى لان هذا حقي .. ولا تفكر ان رايي بيتغير .." رفعت صوتها اللى ضرب فى ظهره قبل يطلع .. " بنشوف من اللى رايه بيمشى يا بنت خالد .." لف عليها وقط كلامه فى وجهها وطلع وصفق الباب وراه بقوة .. :: :: :: صحت مها عرقانه وقلبها ينبض بسرعه .. تعوذت من الشيطان ومسحت على وجهها .. وش جاب هالأحلام ذى من جديد .. أعوذ بالله من الشيطان بس .. شافت الساعه ما بقى على الفجر الا ساعه الا ربع .. قامت تشرب لها ماي وتغسل وجهها .. طلعت تطل على ماجد لقته راقد .. دخلت توعيه عشان يشرب ماء قبل الامساك .. قعد وهو يمسح وجهه ويتشهد .. عطته كوب الماء ولفت وراها بتطلع .. مسك ايدها .. التفتت عليه مستغربه حركته " للحين متضايقه ..؟؟ " سألها .. عقدت مها حواجبها وهى موب فاهمه وش يقصد .. " عشان موضوع مرة محمد وأختها " رد بصوت واطى .. تنهدت مها " لأ .. " ردت عليه بهدوء .. ابتسم لها وهو يشوف ملامحها الهادية رفع الكوب لشفايفه يشرب .. " بس أنت متأكد الموضوع انتهى عند ذا الحد .." سألته وعيونها فى عيونه تحاول تكشف وش مخبي عليها .. " وش قصدس .." سألها .. " كلامى واضح .. هى بس توصيلة والا فيه شي ثانى .." كررت سؤالها الغامض اللى طلع غصب عنها .. زم ماجد شفايفه بضيق .. جاه احساس انها تعرف شي ومخبيته عليه " مافيه الا الخير ان شاء الله .." حاول يطمنها برد بارد يمكن هو نفسه مهوب مقتنع فيه عقب حنة امه على موضوع الزواج الثاني .. " ان شاء الله خير.. يالله أنا بأقوم اصلي قبل الفجر ركعتين .. لا ترقد قبل الصلاة .." قامت عنه وخلته وراها يهوجس فى كلامها .. :: :: :: عقب كم يوم وعلى الفطور .. كان كل واحد غرقان فى افكاره .. مها اللى مثل كل يوم أشرفت على الفطور وهالشي ساعدها تبعد هواجسها عن ماجد وعن مرة عمها اللى مصممة تعقد حياتها أكثر ما هى متعقده .. روضه كانت ساكته .. وتحس مها متضايقه منها عشان اللى سوته أمها البارحه مع أن هالشئ ماجاز لها ومالها ذنب فيه .. نوف كالعاده دخلت وسلمت وقعدت بدون تعليق .. ام محمد قاعده بينهم تسبحن وتنتظر الأذان .. اذن المغرب وافطروا بهدوء ما تسمع الا صوت الملاعق والفناجيل فى المكان .. مها اللى كانت متعودة تخلى صينية القهوة جنبها وتقهوي أم محمد كل يوم وتصب على البنات .. تركت القهوة اليوم لروضه تصب عليها .. " هاس الفنجال .." قالت ام محمد وهى تمده على روضه .. " أصب لس بعد يمه .." سالتها روضة وهى تاكل لقيمات .. " وش اصب لس بعد..؟؟ صبي مثل العرب والا عطينى الدله بأقهوى عمرى " نزرتها أمها .. " وأنا وش قلت .. خلاص أنا بأصب لس يمه .." ردت روضه وهى ترفع عيونها لأمها " حشى يمه بغيت أغص روعتيني .." كملت كلامها واثمها مليان من اللقيمات .. " اكلى اللى في حلقس عقبه تكلمى .. ماكنس شايفه خير.. وأنتى الثانيه وش قومس اليوم .." لفت أم محمد صوب مها تسألها اللى كانت غافلة عن الموقف اللى صار بين روضه وأمها .. " مها أمى تكلمس .." التفتت روضه لمها تنبهها .. " لبيه .." التفتت مها لعمتها .. " وش قومس ضايقه؟؟ .. لا افطرتى .. ولا صبيتى قهوة ولا انتى بصوبنا .." سألتها .. " مافيني شي يمه سلامتس .. " رجعت مها تدنق تعشي بنتها اللى جنبها .. " اليوم بيجونا نسوان ابيكن عقب الصلاة ترتبن المكان وتبرزن الفواله .." وجهت الكلام بشكل عام لكنها كانت تقصد مها فيه .. " أنا اسمحى لى يمه .. بأروح أطل على أمى لى منها كم يوم .." رفعت مها راسها لعمتها وردت بهدوء .. " بكره من الشهر .. روحى لها .. اليوم عندى عرب وأبيس تواجهينهم .. " ردت نورة وهى تهز الفنجال وتمده على بنتها .. " وش العرب الغرب اللي بيجون .." تنهدت مها وسألتها .. " بتجى اختى ولولوة واختها .. " ردت نوره وهى تقرص عيونها فى مرة ولدها .. " أم فهد البيت بيتها .. ومرة محمد وأختها عندنا من ثلاث ايام .. كل يوم والثانى وهم هنا .. يعنى مهوب غرب .. لا يكون يبون أحد يوصلهم بعد .." ردت مها بتحدى مكبوت .. " أنا أمك يا محمد .." ضاقت نوره وهى تشوف تحدى مرت ولدها لها " لقد البيت بيتس احكمى وانهى على كيفس .. وامنعى اللي تبين .. لكن دامنى موجوده ماحد له كلمة(ن) غيري .." ردت نورة وهى ضايقه .. " مثل ما قلتى يا يمه .." ردت مها وهى توقف وتشل بنتها " عسى عمرس طويل .. والبيت مهوب بيتى .. عشان كذا اسمحى لى مانا بمقابله أحد ..".. طلعت مها منهم بكل هدوء وفى داخلها بركان غضب .. تفكرنى غبيه والا وش .. وهى كل يوم دازتهم فى حلقي .. خنقتها العبره .. تبيها هذا ولدها وهذا هى .. لكن انى اضغط على عمرى عشانهم لا .. دخلت قسمها وصلت المغرب وبرزت أغراضها وأغراض بنتها عشان تطلع عقب صلاة العشا .. اتصلت فى ماجد مارد عليها .. ارسلت له مسج تعلمه انها بتروح بيت أهلها مع الدريول .. شوي ورد عليها بمسج لا تروح يبيها بموضوع .. تأففت مها وقعدت تنتظره .. :: :: :: طلعت ساره من الحمام عقب ما تسبحت .. لفت الفوطة على راسها عدل وقعدت على طرف الكرسي تحط الكريم على جسمها .. أول مره يمر عليها يوم كامل وهى زعلانه من رجلها .. اللى حتى ما فكر يراضيها .. دخل وقيل وطلع عقب العصر بدون كلام .. تنهدت ورجعت تحط الكريم بقوه على ذراعها .. خله .. يزعل ويرضى بروحه .. أنا ما غلطت عليه في شي عشان يسوي لى فيها كرامه .. والا مستقبله هو المهم وهى تضرب راسها فى الطوفه .. فكرت البارحه طول الليل في الموضوع ولقت انها مهى بمخطيه عليه .. موضوع الدكتوراه ممكن يتأجل سنه لكن جامعتها لأ .. مابقى عليها شي ولو تركتها ذلحين عجزت ترجع لها بعدين .. هذا غير السفر والغربة .. وش اللى حادها .. هو رجّال تعود يعيش برا والحياة تناسبه .. لكن هى لأ .. تعرف عمرها ماتقدر تعيش بعيد عن أمها وأبوها وأختها .. ما تعودت ولا تبي تتعود .. وقفت وقطت الفوطة على الكرسي ونفضت شعرها .. وراحت تلبس لها تنورة حرير وبلوزه .. تعطرت وحطت لها مكياج خفيف .. لبست لها ساعه وشافت الوقت .. تأخر مهوب من عوايده .. بالعاده يجي عقب الفطور يتسبح ويتدخن ويطلع قبل صلاة العشاء .. وقفت تطالع انعكاس صورتها فى المنظرة قدامها .. ماتنكر ان زعله ضايقها .. وكم مره فكرت تصالحه .. كان نايم جنبها البارحه وهى حاسه انه صاحى .. كان ودها تلتفت صوبه وتحضنه عشان تنام مرتاحه بس ماقدرت .. خافت يصدها ويفشلها .. بروده كان شي غريب ماتعودت عليه .. حسته بعيد .. وكله عشان سبب تافه كان ممكن يعالجونه بطريقه أحسن .. بس شلون الوضع تطور بطريقة سريعه وغريبه ..؟؟ .. انتبهت من أفكارها على صوت الباب اللى انفتح .. دخل أحمد وهو ساكت وحذف غترته على السرير .. ورقد بثوبه وغطا عيونه بذراعه .. توترت وهى تقرب جنبه .. " يعورك شي .." سألته .. مارد عليها .. قربت أكثر وقعدت على الطرف جنبه " أحمد .." نادته بصوت واطي .. :: :: :: دخل ماجد على مها قبل صلاة العشاء بشوي .. " السلام عليكم .." .. " عليكم السلام .. تأخرت اليوم .." سألته مها يوم شافت وجهه متكدر .. قعد ماجد بتعب على الكرسي " كنت عند أمى .." قال لها وهو يفصخ غترته ويحك شعره " أنتى وش قايله لها .." سألها بهدوء غريب .. " ما قلت لها شي .. " ردت عليه .. " ها وشبلاها ضايقه وزعلانه منس .." تسند على ركبته وشبك ايديه ببعض وهو يسألها .. " أبي أروح لأمى اليوم .. ضايق صدري .. وهى تقول بيجونها نسوان وتبينى اقابلهم .. ومنهم هالنسوان ..؟؟ خالتك ومرت أخوك وأختها .. يعنى مابه أحد غريب .." قالت له وهى تصب له فيمتو بارد وتمده له وهو يلاعب الجوري اللى نطت فى حضنه .. " شرايس تروحين لأمس بكره وتفطرين عندها وتقعدين للسحور .." سألها وهو عده يلاعب الجوري .. " وهذا كله ليه ؟؟.. ترى من هّل رمضان وقبله وأنا كل وقتى للبيت .. حتى أغراض العيد ما شريتها للحين والسبب كل يوم عندنا نسوان وكل يوم عندنا أحد .. لوهم غرب كان من عمرى قعدت وما طلعت وما انتظرت أحد يعلمنى المواجيب .. لكن خالتك والبيت بيتها .. ومرة اخوك وكل يوم والثانى عندنا .. يا اخى طفشت من مقابلها هى وأختها .. أبي أشوف أبوي .." قعدت مقابلته وهى تشبك ايديها فى بعض .. نزّل الجوري وقال لها تروح تشغل التلفزيون .. شبك اصابعه فى بعض والتفت لها " اسمعينى عدل .. تبين تروحين لأهلس وديتس ذلحين .. لكن لو قلت لس عشان خاطرى أجليها لبكره .. اليوم بالذات أمى ماعندها أحد .. تونى مكلّم روضه عشان موضوع خطبة فهد اللى فشلتنا معه .. وفتحت لى مناحه ومهى بنازله تحت عشان خالتى بتجى وما تبي تنحرج معها .. ونوف تبي لها قعده ثانية مادرى وش سالفتها وأنا والله مهوب فاضي حق هالخرابيط كلها في بالي الف شغله وشغله غيركم .." دنق لحظات وشوي رفع راسه لها " هاه .. وش قلتى .." سألها برجاء وعيونه فى عيونها .. تنهدت مها بصوت مسموع وردت عليه " ولا يهمك .. اللى تبيه يمشى .." ماقدرت مها ترفض وهى تسمعه يقول لها عشان خاطرى .. " جعلنى ما اذوق حزنس .." وقف قدامها وسحبها عشان توقف على رجيلها وحضنها وهو يحب راسها بحنان وكمل كلامه " يالله اكشخى .. واقهريهم ولا تخلين احد يضيق صدرس وأنا جنبس .. سمعتى " قال لها بصوت واطى وهو مغمض عيونه ومسند دقنه على راسها بحنان .. " ان شاء الله .." ابتسمت مها وهى مدنقه .. :: :: :: " نعم .. " رد عليها أحمد وايده للحين على راسه مغطى وجهه عنها .. " يعورك شي .. " سألته .. " لأ .. " رد بكلمة وحده .. " شفيك طيب .." رجعت تسأله وهى تدرى لو رفع ايده عن عيونه وطالعها راح تسامحه .. " راسي يعورنى .. خلينى أرقد .." نزرها بصوت حاد وهو يصد عنها ويعطيها ظهره .. تضايقت منه ومن نفسها قبله .. قامت من جنبه .. أنا اللى استاهل .. كاسر خاطرى وأقول بأسامحه مع انى ما أخطيت عليه .. شاف نفسه علي زين .. أنا اللى بأدبك .. انتفض احساس بقلبها لكنها بسرعه دفنته داخل صدرها .. خذت جلالها من الكبت بدون ما تلتفت عليه وطلعت .. طفت الليت قبل لا تسكر الباب .. :: :: :: وفى بيت أبومحمد .. في الصالة بعد صلاة التراويح .. كانت أم محمد وأختها قاعدين يسولفون فى جهة .. ونوف اللى كانت قاعده بين مرة أخوها لولوة وبين آمنه تسولف معهم .. روضه نزلت غصب عقب ما حلفت عليها أمها .. كانت هادية بشكل غريب .. قعدت جنب العنود بنت خالتها ومها تسولف معهن وارتاحت ان ماحد منهم فتح معها موضوع الخطبة .. كانت جية العنود مفاجأة حلوة غيرت من الجو المتوتر الموجود .. مرّ الوقت وهن شوي يسولفن وشوى يراقبن اللى قاعدين بصمت وكل وحده غارقه فى أفكارها الخاصة .. كان بال روضه مشغول بكلام ماجد لها .. بخصوص خطبة ولد خالتها اللى طولت وهى تفكر فيها وصار منظرهم قدام بيت خالتهم بايخ .. كان كلام ماجد لها صريح و واضح .. حيرتها وترددها معناه أنها تبيه وما تبيه .. تبيه ومعروف ليه .. رجّال ولد حلال وفيه خير وعارفين أصله وفصله .. ولوكانت ماتبيه .. ليه .. وش السبب ..؟؟ روضه اللى ماقدرت تردعليه .. ولا تقول لأخوها عن موضوع أختها الحساس .. حاولت تجيب الموضوع بطريقة ثانية .. وهى أنها ما تقدر تتزوج قبل أختها الكبيرة .. وأن هالشئ لو تم ممكن يضايق نوف حتى لو هى ما بينته .. لكن روضه حاسه فيها وماتبي تخسر أختها عشان هالموضوع .. ماجد .. قال لها لو كان هذا السبب بس فهو يقدر يتصرف فيه .. لكن لو فيه شي ثانى غيره المفروض يعرفه .. روضه أكدت له أن مافيه اى شي ثاني .. وأن علاقتها مع أختها أهم من اى زواج ممكن ياثر بينهم .. ماجد رفض هالفكرة .. وقال أن الموضوع بالاول والأخير قسمة ونصيب .. ولو كان فهد من نصيبها لو ترفضه عشر سنين خذاها في الأخير .. أما عذر أن أختها أكبر منها ومفروض تعرس قبلها فهذا صارعذر قديم وماله أى معنى .. وقال لها أنه هو اللى بيكلم نوف وبيعرف يتفاهم معها .. وأنه بيرد خبر لولد خالته بموافقتهم على الخطبة .. روضه فى النهاية استسلمت للواقع وقالت أن الشور شور أبوها وأخوانها .. وهى مالها راى بعدهم .. ماجد حبّ راس أخته وبارك لها وطلع منها على أن الموضوع منتهى بالموافقه .. وهى كانت تفكر تدخل أحد فى الموضوع كحل أخير عشان تقدر تتفادى مصيبة ممكن تصير .. مها اللى كانت مستانسه وما بينت أنها متضايقه لأى سبب .. أخر موقف بينها وبين ماجد ما عطى فرصه لأي شئ ثانى يكدر عليها .. عشانه هو بس قعدت ويكفى أنه قدّر هالشي .. هالأحساس الخفى من الرضا بين على وجهها وعلى ابتسامتها اللى كانت مشرقة وصافية وعلى الراحه اللى حست فيها وهى قاعده بينهم .... كانت سعيده أنها قدرت وإياه تتجاوز كثير من العقبات اللى كانت فى حياتهم .. صحيح للحين باقى سدود بينها وبينه .. بس المهم أنها عرفت حقيقة ماجد .. الطيب الحنون اللى بالاخير قدر يفهمها .. وقدر يحتويها ولو أنه احتواء ناقص .. لكن الأيام الجايه كلها أمل بحياة تتكامل بينها وبينه .. بحياة تستحق أنها تدافع عنها ضد اى احد واى شئ يهدد استقرارها .. رفعت عيونها بثقة تشوف آمنة .. :: :: :: مَرّ الوقت بسرعه .. شوي وسمعوا صوت سيارة وقفت عند الباب .. كان صوت الكفرات قوى لدرجه أنهم استغربوا من اللى برا .. سمعوا صوت الباب الخارجى يفتح ويسكر بقوة .. العنود على طول لبست نقابها.. روضه ومها طالعوا بعض مستغربين من اللى بيدخل عليهم من العيال وهم عارفين أن عندهم نسوان .. .. مها عدلت جلالها على راسها .. " يمه .. عندكم أحد .." نادى صوت ماجد من برا بقوة .. " اقلط يبه ماعندنا غريب .." ردت عليه أمه .. دخل عليهم ماجد بوجه أسود مختلف عن الوجه اللى ترك مها عليه .. الغريب أنه دخل على طول وماسلم على الموجودين .. اتجه صوب مها اللى من شافت وجهه منقلب وقفت بلا شعور .. " وش فيك .." سألته متروعه .. كان يبعد عنها خطوات محدودة .. بس حست بينها وبينه أميال .. ما رد عليها وعيونه متعلقه بوجهها .. كأنه يشوفها لأخر مره .. الصمت كان ثقيل .. أم فهد استغربت انه ماسلم عليها ولفت تطالع أختها .. حتى لولوة وأختها سكتوا .. " عسى ماشر وش بلاك .." سألته أمه وهى توقف .. كانت عيونه متعلقه بوجه مها .. اللى طار اللون منه وصار أبيض ما يفرق عن لون الجلال اللى لابسته .. قربت منه خطوة وهمست بصوت ضعيف " يعورك شي .." .. :: :: :: رجع للبيت بسرعه .. ماكان يشوف قدامه من الحزن .. شلون بيعلمها .. شلون بيقدرلسانه يقول لها كلمه يدري بتقلب عالمها كله .. شلون بيقدر يسبب لها الألم من جديد .. مكتوب عليها تعيش الالم معه هو بالذات .. قبل وبعد .. مكتوب عليه قبل يدخل السكين فى قلبها يدخلها قلبه بالاول .. غريب شلون ارتبط مصيره بمصيرها من البداية بكل لحظة موت كان هو معها .. وقف سيارته بعنف قدام البيت .. خايف يجيها الخبر قبل يوصل لها .. هو الوحيد بس اللى يقدر يضمد حزنها .. ويشرب وجعها كله .. هو بس اللى يحق له يجبر كسر قلبها هالمره .. دخل بسرعه نسى أن البيت فيه نسوان .. تراجع بآخر لحظه ونادى " يمه .. عندكم أحد .." دخل يوم سمع الرد .. يدورها بعيونه بين اللى قاعدات .. شافها بجلالها الأبيض تبتسم له وهى عاقده حواجبها باستغراب من دخلته .. شوفة عيونها الحبيبة ربطت لسانه وماقدر يتكلم .." وش فيك .." سألته وهى بعيده .. ماتدرى .. للحين ماجاها الخبر .. سيول الحزن اللى جاى عصر قلبه بقوة .. يسمع حوله كلام ولا يدري من اللى يتكلم .. يبي بس يملا روحه من تعابيرها قبل لا يكسرها .. قربت منه فى لحظه كان وده يرجع ويركض بعيد بعيد ابعد مايقدر .. يدري .. اللحظه اللى بتجى بتهدم حياتها وحياته اللى مابعد ابتدأت .. بتكرهه .. يمكن .. وهى حبتك بالأصل .. ايه .. صوت ضعيف من أقصى روحه جاوبه .. " يعورك شي .." سألته بهمس .. خايفه عليه .. ليتها تدرى وش كثر هو بيموت من الخوف عليها .. شفايفه تيبست على الكلام اللى يبي يقوله .. ماقدر ينطقها .. " ماجد .." قربت منه ولمست ذراعه " عسى ماشر .." .. عيونه امتلت دموع .. " ابوس .." كلمة وحده بس خطفت نور الحياة اللى كان مشرق في عيونها .. فيها شي انطفا .. ولون من وجهها خبا .. رفعت ايدها عن ذراعه بهدوء .. تراجعت خطوة وراها بعيد عنه .. تبعتها خطوة .. كأن البعد عنه بيبعد الخبر اللى سمعته.. ابتعدت وراها ولونها يشحب وشفايفها تتمتم بدون صوت .. خلاص .. ماقدر يتراجع .. " يطلبس البيحه .." وغرز السكين في قلب مها .. :: :: :: وش فيه .. خافت .. دار السؤال في بالها وهو واقف مثل الصنم يطالعها .. أخاف يعوره شي ومستحى يقول قدامهم .. بس لو يعوره شي وش جابه هنا أصلاً كان اتصل فينى وجيته أسابق الوقت .. عيونه حزينه .. قلبي قارصنى وش عنده على هالوقفه قدام الناس .. قربت منه ولمست ذراعه " عسى ماشر .." سألته بصوت واطي .. حسته يبلع ريقه غصب .. يالله وراه شي كبير .. عيونها كانت مليانه أسئلة تبي اجابات .. ماتدرى ان الأجابات بتذبحها .. " أبوس .." رد بصوت ميت .. أبوي .. أبوي وش فيه .. رددت السؤال في نفسها .. حرقتها لمسته .. هو وش يقول .. ابوي .. تونى مكلمته عقب المغرب .. أبعدت ايدها عن ذراعه .. أبعدت عنه ماتبي تسمع أكثر .. شافت في عيونه رجاء .. ماقدرت تستجيب له .. ماتبيه يتكلم .. لا تقول شي .. كانت تتكلم بدون صوت .. لا تكمل .. " يطلبس البيحه .." قط الكلمه فى وجهها .. كسرت ظهرى يا ماجد .. لا تكمل .. بدت ترتجف بعنف .. تبي بس تطلع من هالبيت .. تبي تروح لابوها وتضمه وتحضنه وتقول يا يبه يكذب عليك .. هو مايدري أنك بخير .. تبي ترقد تحت الرجل اللى تعبت عشانها.. واليد اللى شالتها ومنعت عنها كل شر هالعالم .. تبي تحب هاليد اللى حضنتها هاليد اللى ربتها .. تبي تملا عيونها من ذاك الوجه الحبيب اللى علمها الصلاة والدين .. اللى شرى لها الحجاب أول مره .. وحطه على راسها ودعى لها وهو يبتسم " عساس للستر يا بنتى .." .. تبي تملا قلبها وروحها من العيون اللى ضمتها بزر وضمتها بنت وما نستها مره فى بيت رجلها .. العيون اللى بكت عشانها قبل هى تبكى .. وسهرت عليها قبل هى تعرف وش معنى السهر .. لا هو بخير .. ايه أكيد بخير .. لازم أروح له .. شافته واقف بينها وبين الباب .. بدون شعور اندفعت عشان تمر من جنبه وتطلع لأبوها اللى ينتظرها .. :: :: :: أبعدت عنه .. لا لا تبعدين .. اقربي .. الحزن أكبر من أنه تشيله ضلوعك .. خلينى معس .. أشيله يوم تتعبين .. تكفين لا تبعدين .. كانت عيونه ترجاها .. بس الظلام اللى ملا نظرتها منعه يقرب منها .. ذبحه خوفه عليها ولهفته عشان يخفف الوجع اللى حسه ياكل فى روحها .. هى فهمت وش أقول ؟؟.. قعد يدور فى وجهها عن اجابه .. يسمع همهمة الناس حوله .. ويشوفهم يقربون منها .. أخته وأمه وخالته .. متى دخلوا ؟؟؟.. شافها تتحاشى لمستهم .. وعيونها زايغه تدور شي وراه .. حس فيها بعيده .. ما يقدر يوصل لها مهما نادى .. شوي وعيونها توسعت على كبرهم .. اندفعت له .. تبي تضربه .. لأ .. حاولت تتجاوزه .. وين .. بتخليه وهذا المستحيل .. بلحظه خطا خطوة وحده للجنب عشان تصطدم بصدره .. وتحضنها ايديه وهى تصرخ صرخه وحده " يبــــــــه ..." وانهارت .. تفجرت هالكلمة من أقصى روحها وهى تنادى اسم .. عرف وعرفت أنها راح تنحرم منه باقى العمر كله .. وبكذا .. رحل السند والظهر .. وصارت يتيمة أبو ويتيمة زوج .. رحل قلب تعب عقب ما تطمن على بناته .. عيونه الثنتين اللى طلع بهم من الدنيا .. توقف نبض عاش عمره كلهم عشانهم .. وداس على نفسه عشانهم .. ولو وصلت يقطع من لحمه ما تأخر .. مثل ماعاش في الدنيا بهدوء رحل منها بهدوء .. دخل يتوضأ لصلاة العشاء .. حسّ بتعب وقال لمنيرة بيرقد شوي يرتاح .. وغمضت عيونه للمره الأخيرة وأطياف مها وساره تملاه حب .. دخل عليه منيرة توعيه للصلاة .. لكن كان الله سبحانه وتعالى قد أخذ أمانته .. وكان حكم الله اقرب .. ::؛:: وتبتدى .. سلسلة حزن جديدة .. سنة الحياة .. ننولد .. ونعيش .. وبعدها نموت .. حياة مليانه أعمال تفرق بين الصالح والطالح .. وللكل يوم .. يجتمع فيه عند رب العباد .. ومعاه كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .. اللهم اجعلنا من حملة اليمين يوم الدين .. ::؛:: :: ايلام الحى لأجل ميت غلطة كبيرة .. لكن مرات الوجع وسواد الحزن يعمى البصر .. والبصيرة .. ويخلينا نعاقب اللى حولنا بذنوب ماتت وصار الوقت نتجاوزها .. نعاقب أنفسنا عشان ما نعيش .. لأن فكرة نسيانهم صعبة .. فنذكرهم ونعيش معهم من خلال وجعنا وذكرياتنا .. الشي اللى ممكن يعمينا عن أمان الحاضر وبهجة المستقبل .. الفصل الرابع والعشرون قعدت على عتبة الصالة بشرود .. مسنده ايدها على ركبتها .. وراسها طايح على كف ايدها .. تتنهد فى الظلام .. تحاول تطلع الكتمة اللى ضاق بها صدرها وماقدرت .. مسحت خشمها بطرف ايدها وهى تنشق .. دارت عيونها الذبلانه فى الحوش حولها .. شافت سيارته واقفه بعيد .. حتى هى فقدته .. نزلت دموعها داخل جوفها تحرقها .. ماتدرى ليش ماقدرت تبكى مثلهم .. تحس الدمع تجمد في عيونها .. بس هى لحالها اللى تحسه يجرى لكن عكس البشر .. ينزل يحرق قلبها وتبلعه غصه تملاها لوعه وألم .. كانت تعبانه من كل شي .. تحس خلاص ماعاد فيها قوة .. شلون مرّت عليهم الأيام بدونه .. وكيف ؟؟ .. تنهدت بيأس .. وغمضت عيونها اللى كانت مثل الجمر .. " ااااااااه .. وش حالنا بعدك يا يبه .. " .. بند موتره بعد ما وقفه برا .. نزل وعينه تمسح الشارع الهادي .. تذكر كم مره مرّ من هنا .. كم مره دخل من هالباب ولقاه ينتظره .. دز الباب الخارجى شوي شوي ودخل .. شاف خيال ماقدر يميزه قاعد عند الباب الداخلى .. تنحنح عشان ينبه اللى قدامه .. بس الخيال ماتحرك .. ميزفيه شكلها .. شكل مها .. سمع صوتها تون بخفوت .. تنهد فى قلبه .. استغفر ومشى صوبها .. وقف قدامها .. شكلها ما انتبهت له .. حتى مارفعت راسها تشوفه .. " السلام عليكم .." سلّم بصوت واطي .. نفضه خفيفه فى أطرافها نبهته أنها ماكانت حاسه بوجوده .. " عليكم السلام .." ردت وهى تمسح خشمها بطرف ايدها ماتبيه يشوفها .. حسها للحين بزر فى ثياب مره .. حطت ايدها على خدها وعيونها للحين فى الأرض .. قعد قدامها لأنه درى ان مجرد انها ترفع راسها له وهو واقف قدامها يشكل تعب ماتقدر تتحمله الفتره هذى .. " شلونس .." سالها وهو يطالعها يحاول يستشف مشاعرها .. " الحمدلله .." ردت بدون ماتغير جلستها .. " وش تسوين قاعده لحالس فى الظلام .." سألها وهو متردد يمسك ايدها والا لا .. ماردت عليه .. حس فيها ترتجف .." وين ساره .." سألها وهو يحس بثقل الهدوء اللي كاتم على الجو حوله .. " رقدت .." ردت .. وهى يالله يالله تفتح عيونها .. تعب والا حزن والا عجز والا كلها مجتمعه ..؟؟.. هذا اللى حسه عقب ايام من فقدانها .. عقب ما كسر قلبها بالخبر اللى نقله لها .. ما شافها .. موضى كانت حلقة الوصل بينه وبينهم .. " والجورى .. ؟؟" نطق اسمها بمحبه .. " راقده .." ردت بنفس الصوت الذبلان .. " تسحرتى .." سألها وهو متوقع الاجابه بالنفي .. " مانى بمشتهيه .." ردت وهى تضغط على عيونها بايدها اليمين وراسها مسترخى بتعب على كفها اليسار .. تنهد " زين قومى ارقدى أنتى بعد .. الوقت تأخر واجد وأنتى تعبانه .." وقف ومد ايده لها عشان تاخذها .. ولأول مره من وصل رفعت عيونها تطالع ايده .. ورفعتها تطالعه هو ببرود .. تجاهلتها وتسندت على ايدها عشان تقوم بتعب واضح .. ضغط على شفايفه بصبر ومد ايده يحاول يمسك ذراعها .. انتفضت بقوة وهى تبتعد عنه " أقدر أقوم بنفسي .. لا تفكر وجودك في ذا البيت بيغير شي .. بالعكس .. أنت اللى حرمتنى منه وهالشي اللى ماراح أنساه لك .. ولا اسامحك عليه .." تكلمت بصوت متوتر كله حزن وهمّ .. " وش تقولين ..؟؟ حرمتس من من ..؟؟" قرص ماجد عيونه فيها وهو يحس اللى قدامه شخص ثانى .. شخص مهوب مها اللى عاشرها شهوروعرف طيبة قلبها .. شخص موب طبيعي .. " قلت لك ابي اشوفه .. عييت .. عشان خاطر امك .. وانا !!!!.." ضربت بأصبعها على صدرها بقوه وكملت " الغبية وافقتك .. مع ان قلبي حس بالفراق بس ماطعته .. طعتك أنت .." كانت تطالعه بكره وقرف .. وبداية دمعه بدت تلمع فى عيونها .. تهدد بالنزول .. بلعت غصتها وكملت " حط فى بالك .. من تطلع امى من العده بتطلع انت من ذا البيت .. ولحالك .. مثل ما دخلته ذلحين لحالك .." جمعت أطراف جلالها حولها وصدت عنه ومشت يبلعها الظلام .. الظلام اللى حسه ماجد يملا روحه .. :: :: :: وقف مندهش للحظات .. مد ايده يسكر باب الصاله وراها .. ويسكر ابواب جديدة تفصل بينه وبينها .. ولف وراه عشان يدخل من باب المجلس وهو مهوب مصدق الكلام اللى سمعه .. معقوله اللى تقوله .. هذى أكيد مهوب طبيعية .. ومن متى كانت مها طبيعية .. من عرفتها وهى كذا .. كل ماقربت منها خطوة أبعدتنى عنها أميال .. ليه بس .. إلى متى وأنا وأنتى والتعب خلاّن .. دخل فى الظلام وهو يطالع الباب .. اللى كان حاجز بينه وبينها .. هل ممكن انه انا اللى حرمتها من شوفة أبوها قبل يموت ؟؟ .. لكن هذا يومه و وقف .. ولو كانت عنده وش بتسوى .. ماحد يرد عن نفسه عشان يرد من غيره .. استغفر الله .. فرك عيونه باصابعه .. الله يعين .. طول الليالي اللى طافت وهو يفكر .. هل أخطأ يوم علمها ..؟؟ هل كان المفروض ياخذها لامها وهى تعلمها بطريقتها ..؟؟ هو يعرفها ويدري انها بتكتشف اللى صار من شكله .. ماقدر يخبى ولا قدر يكذب عليها .. ولا يخلى احد ثانى يعلمها .. يبي يكون جنبها وبس .. وهذى غلطته .. :: :: :: دخلت فى الظلام لحجرته .. الحجره اللى كانت مليانه بكل شي الا وجوده .. ريحته .. دهن العود اللى كان يحبه .. كسر العود اللى يتبخر به يوم الجمعه .. كل شي بمكانه يبكيه .. فى الظلام قدرت تميز كل شي .. بعيون البنت اللى انحرمت من ابو .. فاضت عيونها تبكيه .. قربت لسريره تلمس مصحفه .. ومسباحه اللى كان مايفارقه .. ضمته في ايدها وكنها تضم بين اصابعها جمر الفراق اللى ما يطفيه دمع ولا يبرده بكا .. حزن ما ينكتب ولا ينوصف .. غمضت عيونها وتركت الدمع يغسل سواد الحزن من أيامها اللى طافت .. ومثل كل مره تدخل عشان تجمع أغراضه .. وهى الأقوى بين الثلاث .. ماقدرت .. ومستحيل تخلى اى أحد ثانى غريب يلمس طهارة هالأنسان ويلوثها .. كتمت غصة جديدة تنبت فى أطراف روحها .. بأرجع بكره يمكن أقدر .. خله اليوم معنا .. مسحت وجهها بيسارها .. وصدت وراها وطلعت .. ونست أو تناست حبات المسبحه النايمه فى يمينها .. ضغطت عليها وهى تطلع .. حبات وجع ما ينتهي .. وتخطت فرحة اللقيا كبرق وسمانا اظلمت بعد التماعٍ آه لو تدرى بحزنى والتياعى حين قالوا اشرقت شمس الوداعِ وأناجى ظلمةَ الليلِ بصمتٍ وعيونى سكبت دمع الفراقِ وفؤادي قد تعنى باشتياقِ هكذا البُعدُ أشدُّ ما ألاقي فتحت باب حجرة اختها .. شافت فى الظلام خيال امها راقده وحاضنه ساره جنبها .. أختها اللى للحين مهى بقادرة تستوعب اللى صار .. امتلت روحها حزن .. سكرت الباب بهدوء وراحت لحجرتها .. بنتها راقده .. فرشت سجادتها تصلي .. النار اللى داخلها ما يبردها شي الا الصلاة .. سجدت وغرقت السجاده فى دموعها الحاره .. الدمع اللى حرمته على أمها وأختها يشوفونه .. اللى حرمته على الناس تشوفه .. أهل ماتبي تكسر قلوبهم .. وعدوان ما تبي تفرحهم .. ماعاد لها ظهر تشد به ايامها .. ولا جدار تستند عليه الا قلب أمها الكسير وقلب أختها المفجوع .. غلبتها شهقات الحزن وهى ساجده .. تعوذت من الشيطان ورفعت راسها وعيونها تمطر دمع وقلبها يمطر دم .. وارفعت ايديها للواحد الأحد تدعيه يهون عليها اللى تحسه .. اللهم لا تكلنى إلى نفسي طرفة عين .. اللهم ارحمنى واغفر لوالدى .. اللهم انى رضيت بأمرك واحتسبت مصيبتى عندك اللهم اجرنى فيها واخلف لى خيراً منها .. اللهم خفف عنى همى وارحم ضعف امى ويتم أختى .. :: :: :: مّرت ايام العزا بصعوبة .. وبدا الناس يخفون عليهم .. مها اللى كانت مقابله أمها وأختها على الفطور .. وكل وحده تجامل اللى قدامها عشان تاكل .. عشان ماحد يحس بالوجع اللى فى صدر اللى قدامه .. لكن كلها قلوب تفرعت من قلب واحد .. تحس بكل نبضة فيه وبكل آهه قبل تنطقها الشفاه .. " يمه جعلنى قبلس ما افطرتى .. " قالت مها وهى تمد فنجال القهوة لأمها .. " الحمدلله .. " ردت منيرة وهى تاخذ الفنجال من يد بنتها .. " متى بترجعين لبيت رجلس .." قالت مها وهى تلتفت لساره تكلمها يوم لاحظتها تلعب بالملعقه فى بادية الشوربة وهى سرحانه .. " تكلمينى .." سألت ساره وهى تنتبه لمها .. " ايه أكلمس .. لمن صليتى برزي شنطتس وكلمى رجلس يجي ياخذس .. " ردت مها وهى تصب لها بيالة شاهى .. " مانا برايحه مكان .. " ردت ساره بصوت واطى وهى مدنقة .. " يابنتى تراه مهوب زين عليس لس عشرة ايام مخليه رجلس .. وجزاه الله خير الرجال مخليس على راحتس .." تدخلت منيرة بين بناتها .. " رجلي مهو بطاير .. لاحقه عليه .. " ردت ساره ببرود وهى تبعد البادية من قدامها .. " الكلام جاس .. اخلصي برزي عمرس .." ردت مها وهى تطالعها بضيق " لا حول ولاقوة الا بالله .." قطت ساره الملعقه من ايدها " انا قاعده على قلبس .." ردت ساره بصوت عالى .. " ايه على قلبي .. رجلس وله حق(ن) عليس .. ومهى بعدله تقعدين ذا الوقت كله هنا .. العزا وخلص والبيت مهوب من بعده عشان يكون لس عذر تخلينه .. كل يوم والثانى طلى علينا .." ردت عليها مها بقسوة .. " وهو انا بس اللى وراها رجل .." رفعت ساره حواجبها وهى ترد بعناد .. " انتهينا .." ردت مها بكلمة وحده تنهى النقاش .. وهى تشوف دمعة أمها اللى حاولت تخشها منهم .. التفتت ساره لأمها وبدت شفايفها ترتجف .. قرصت مها عيونها فى أختها تحذرها أنها تبكى .. قامت ساره بسرعه من السفرة وهى مخنوقة لحجرتها .. :: :: :: وفي بيت ابو محمد .. نورة وبناتها مجتمعين على القهوة عقب الفطور .. " يمه .. ابوى ما حدد متى عرس فهد .." .. " يقول عقب ماتطلع مرت عمس من العدة .." ردت نوره وهى تاخذ فنجال القهوه من ايد بنتها وتفاول من التمر.. " سمعت أبوي يقول لماجد في عطلة الربيع .. يعنى عقب ..." قعدت روضه تعد فى بالها .. " يعنى تقريبا شهر 2 يعنى عقب ست شهور .. تكون طلعت مرة عمى من العده صح .." لفت روضه تسأل موضي .. " اى صح يا ذكية .. العده اربع شهور وعشر ايام .." ردت عليها موضي التفتت صوب أمها ورجعت تكمل " بيسهل الله .. بتعطونهم دزه يمه والا بس فلوس .." نشدت أمها .. " ما سويتوا دزه لماجد ؟؟." تدخلت روضه مره ثانيه بالكلام بين أمها وأختها الكبيره وهى تاكل لقيمات .. " وهو عرس ماجد عرس .." علقت نوف اللى كانت قاعده على جنب تشرب شاهى وتاكل حب .. " علميهن .. كبدي عليك يا ولدي .. " ردت نوره .. "يا يمه الله يرضى عليس مهوب وقته .. بعدين هو مرتاح معها خلاص خليه .." قالت موضي وهى تطالع نوف بضيق .. " مرتاح معها ..؟؟ الا لفت راسه .. أمس أجيب له طارى العرس عيا وقال انسى الموضوع .. " ردت نوره بقهر .. " لا يمه قال مهوب وقته ذلحين .. " ردت روضه وهى مدنقه مشغوله تدور فى اللقيمات .. التفتت موضى لها وهى تضحك " وانتى شدراس يا مال اللى مانا بقايله .. " قرصت أمها عيونها فيها .. " ترانى دخلت عليكم وهو يقول لس هالكلمتين .. طالعتينى بنظره سلمت عليه وعطيتكم مقفاى .. " رفعت روضه راسها تشرح لأمها واثمها مليان أكل .. " خلس فى اللى أنتى فيه لا تغصين علينا .. خلينا فى موضوع فهد .. كم بتعطون العنود .. " علقت موضى وهى تضحك على شكل روضه .. " أبوس يقول مثل مرة ماجد .. 200 .." ردت نوره وهى تاخذ الفنجال .. " ماحد بكاسر رقم لولوه القياسي .." علقت نوف وهى تضحك وعيونها على التلفزيون .. " على رايس .. خلصنا ماعاد فيه عرس .. " ردت عليها روضه وهى تضحك " فهودى آخر العنقود .." .. " معناه خلاص مافيه داعى للدزه .. نشترى العقد وبس " مدت موضى الفنجال عقب ما صبت قهوه على أمها .. " زين بأروح معكم لقدكم بتشترونه .. فديتس يا مويضي .. " قالت روضه وهى تلتفت لأاختها تترجاها .. " ان شاء الله .. ونشترى ذهبس بعد .. " علقت موضى وهى تلف على أختها اللى حاضنه حرارة اللقيمات .. التفتت نوف صوبهم بهدوء .. نزلت روضه راسها ولفت موضي لأمها تسألها " رديتوا على بيت خالتى والا عدكم .." .. " والله ماعندى منهم خبر .. كلن يخيط ويميط من عنده .." علقت نوره وهى تأشر بايدها على روضه " هذى هى قدامس انشديها .." .. " أنا قلت لماجد بكيفه .. هو وأبوى بكيفهم .." ردت روضه بارتباك .. " الله يسهل .." ردت موضى وهى تطالع نوف بطرف عينها .. اللى كانت مشغوله تصب لها شاهى وتاكل حب .. لكن توتر اصابعها كشف حالتها .. " مساكم الله بالخير .. " دخل عليهم ماجد .." مرحبا ومسهلا .." دنق على أمه يحب خشمها " حى الله ابو عبدالله .." وقفت موضى تواجه أخوها .. " الله يبقيس .. شلونس يا موضي .." .." بخير جعلنى قبلك .." حى الله النوفه .." سلم على نوف .." مرحبا يبه شلونك .." ردت عليه وهى تواجهه .." الذيب عند طاريه .. هلا بالطيب الغالي .." رحبت فيه روضه .. " يا قدمس " ضحك ماجد وهو يسلم عليها " تحشون فينى هاه " قال ماجد وهو يقعد جنب أمه " شلونكم .. وش الأخبار .." سألهم وهو يقعد جنب أمه .. " محشوم فديتك .. " ردت عليه موضى وهى تعطى روضه نظره .. "أخبار خير .. " ردت عليه أمه .. قعدت موضى تقهويه وهى تسولف عليه .. " ترى الحرّاره مهى بطايره .. أعتقيها لوجه الله .." علق وهو يشوف روضه تاكل لقيمات .. " هأأه .." ردت روضه وماكانت منتبهه وش قال لها .. " لا وبتزوجونها بعد .." رد وهو يضحك .. كشّ وجه روضه من الأحراج ومدت ايدها لصينية القهوه تشغل عمرها وتصب لها بيالة قهوه .. " أقول لها خفي أكل بس مهى براضيه تسمع الكلام .." علقت نوف بشماته وهى تبتسم .. " وأنا آكل من حلالس .." تضايقت روضه .. " لا من حلال ابوي .." علقت نوف وهى تمط شفايفها .." قلتيها بلسانس .. حلال ابوى .." ردت روضه .. " الله يفشلكن كنكن بزران .. كبرتن وللحين تخانقن .. ذى بتعرس .. وذيك مخطوبه .." علق ماجد وهى يبتسم ويتفاول .. السكوت اللى عمّ المكان كان دليل على قوة المفاجأه اللى قطها ماجد .. ثنتين كان تعبيرهم الأرتياح .. وثنتين تعبيرهم الصدمه .. وماجد اللى كان متعمد اللى قاله يبتسم بين التعابير الأربعه .. :: :: :: قعدت تقرا قرآن عقب ما صلت المغرب .. سمعت صوت الباب وراها ينفتح .. ما التفتت .. حست بأختها تدنق تحب راسها .... نزلت راسها وغصتها العبره .. اللى دخلت قعدت على طرف السرير تنتظرها تخلص وهى تلعب بأظافرها القصيرة .. كملت السورة وسكرت المصحف ولفت وهى قاعده على سجادتها صوبها " مهوي .." نادتها بصوت واطي .. " لبيه .." رفعت الكبيرة عيونها .. " والله ماكان قصدي .. " اعتذرت بخجل من أختها .. " أدري .. " ردت مها وهى تطالع وجه أختها المرتبك .. " زين ليه تبينى أخلي أمى واروح .. " سألتها بحزن مكتوم .. " ومن قال لس انس بتخلينها .. أنا عندها وأنتى كل يوم والثانى تمرين علينا .. " شرحت لها مها بهدوء .." بس أنا ما أبي أروح وأخليكم .. " ردت ساره وهى تشبك ايديها بحضنها بقلق .. تنهدت مها بتعب .. وهى تشوف وجه اختها الملفوف بجلال الصلاة .. وجه الحزن والهم جديد عليه .. " السوري .. خلى عنس شغل البزران .. الرجال ان عذرس اسبوع ماعذرس الثانى .. ماله داعى تثقلين عليه .. جعل من جابه الجنه .. مخليس على راحتس .. وما يزعجس .. حتى الأتصال ما يتصل .." رفعت ساره عيونها بسرعه لأختها وهى ترمش بذنب .. " تحسبين انى غافله .. لا ياختى حاسه فيس .. بينس وبينه شي .." سألتها وهى تدنق عليها وتسند ايديها على رجيلها .. " عادى .. " نزلت الصغيرة عيونها تتحاشى السؤال في نظرة أختها .. " وش اللى عادى .. انتى عروس مالس اربع شهور .. سويتى الواجب اللى عليس هنا .. خلاص روحى شوفى ذا الرجال اللى وراس .. بعدين كنى سمعت أمه تقول طلعت له دورة مادرى ايش ..؟؟ " شبكت اصابعها وهى تسألها .. " ايه يبي يكمل .." ردت ساره وهى مدنقه .. " غريبه .. ماقلتى لى .." علّقت مها بصوت واطى .. " ماكان فيه وقت .. بعدين ..." قطعت كلامها ودمعت عيون ساره وفهمت مها الباقي .. " زين وش بتسوون ذلحين .." سألتها مها وهى تتنهد .. " ولا شي بيسافر لحاله .. " ردت ساره وأصابعها تعقد طرف جلال الصلاة .. " وأنتى .." عقدت مها حواجبها تسألها بأستغراب .. " بأقعد معكم هنا .." رفعت راسها وهى ترد ببساطه .. " وهو موافق ..؟؟ " .. " بكيفه .. أنا مانا بملزومه أتغرب معه .." .. " صحيح ؟؟.. طيب من الملزوم يا السوري ..؟؟ " سألتها وهى تحط ايدها على خدها .. " أنا وراى جامعتى .. وراى امى اللى مالها والى .. " .. " أمس أنا عندها .. والجامعه ممكن تعتذرين كورس تروحين معه ترتبين أموره وتشوفين الجو .. عجبتس القعده خير وبركه .. ماعجبتس رجعتى تكملين اخر كورس لس .. " قربت منها ومدت ايدها ورفعت وجهها عشان تشوفها " أنتى منتى مرتاحه معه ..؟؟" سألت مها بصوت واطي .. " موب كذا .. " ارتبكت ساره ونزلت راسها " بس أنا ما أقدر أروح .. أمى .." ردت ساره وهى متلخبطه .. " امس ماعليها شر .. قلت لس أنا هنا وخالى بيجي كل اسبوعين مره من السعوديه عشان يقعد معنا .. السورى .. رجلس رجّال فيه خير .. لاتخسرينه عشان موضوع ما يسوى .. بعدين أنتى محتاجه تغيرين جو عقب اللى صار .. وماتدرين وين الخيرة فيه .. " ارتجفت شفايف ساره وقربت وحطت راسها على رجيل اختها وقعدت تبكى .. مسحت مها على شعر اختها بحنان وقلبها يتقطع على حالهم .. :: :: :: الجمعه اليتيمة مثل ما يسمونها .. آخر جمعه فى رمضان .. كان مر على وفاة ابو ناصر اسبوعين .. قام ماجد من النوم وهو يحس بوجع فى راسه .. ضغط بقوة على عيونه ووجهه عشان يخف الوجع .. سحب جواله من جنبه وشاف الساعه قربت 10 ونص .. يالله يقوم يتسبح عشان يلحق على الصلاة .. سمع صوت نسوان فى الحوش .. ميز صوت مها .. وصوت الجورى .. شكلهم يسقون الزرع .. صوت ضحك الجورى ملا فواده بالفرح .. يا كثر ما يحب هالبنت وصار مايتخيل حياته بدونها .. سمع صوت مها اللى من اسبوع ما شافها ولا كلمها .. عقب ما قطت كلامها الأخير فى وجهه .. تنهّد .. وقرر ينفذ اللى في راسه .. اذا هى موب جايه بلحالها .. بأجيبها هى وأمها .. مهما كان هى شوفتنا وما يصير تقعد فى بيت لحالها .. وبيتنا الحمدلله كبير والخير واجد .. وبيتها بيبقى لها .. تجى تسكن مع بنتها معززة مكرمه .. خذته الأفكار ونزل راسه وهو يفكر ويتوقع ردة فعل امه وقرر يعطى ابوه خبر عقب الصلاة .. لبس ثوبه عشان يروح لبيته يتسبح هناك ويواجه أبوه .. خذا مفتاحه وجواله .. التفت يشوف المجلس اللى صار له غرفة نوم .. فراشه على الأرض .. جنبه سحور يحط فى حرارات كل ليله ويرجع مثل ماهو نهار ثاني .. تنهد ولبس نظارته الشمسية وفتح الباب يطلع .. " مادد ... " .. " لبي قلبس .. " التفت على صوت الجورى تناديه وهى تركض صوبه .. شلها وما انتبه ان ثوبها كله ماء .. " صباح الخير .." قالت له وهى تطالعه مغطيه عيونها من نور الشمس اللى ضارب فى وجهها .. " وشلونس يا حلوة .. " سأل الجوري وهو يبتسم لها .. " بخير .." ردت الجورى وهى تحط اصبعها فى اثمها .. تملك قلبها ضعف يوم شافت الجوري بين ايديه .. قعدت تشوفه بشوق وهى شبه مغمضه .. هى اللى لها كم يوم ما شافته .. يطلع الصبح قبل لا تشوفه .. وما يرجع الا تالى الليل .. تمنت تقول له شيل النظارات .. أبي أشوف عيونك .. بس ماقدرت .. " تبين تروحين الدكان .." نشد الجوري .. " ثوبها كله ماء لا توسخك .. " قالت له مها تنبهه .. " ايييييه .." ردت الجورى عليه .. " مشينا .." لف وراه وهى بين ايديه وخذاها وطلع .. وقفت مها مشدوهه من تصرفه .. ماعبرنى .. ولا التفت صوبي حتى .. وش فيه .. مافيه شي .. نسيتى كلامس له اخر مره .. ما قلت له شي عشان يسوى كذا .. لا قلتى له اللى يخليه يسوي اكثر من كذا .. طردتيه من بيت أبوس .. ابوس اللى أمنه عليس وعلى بنتس .. اللى ما قصر عليس بشي .. بكل قواة وجه قلتيها له .. وش تبينه يقول لس اليوم .. هلا وغلا .؟؟.. ضمت شفايفها بقوة .. مسوي نفسه زعلان يعنى .. عساه مااا ... ماااا ... دمعت عينها .. ماقدرت تدعي عليه .. وقفت تطالع الباب وهوز الماى في ايدها مغرق الارض .. :: :: :: قعدت أم ناصر على سجادتها تسبحن .. دخلت عليها ساره ودنقت تحب راسها .. " شلونس يمه .." نشدت أمها .. " بخير الله يسلمس .. شلونس انتى .." ردت منيره عليها .. " طيبة .." .. " صليتى .." .." ايه فديتس .." .. " كلمتى رجلس .." .. رفعت سارة عيونها تشوف أمها .. اللى يغشى وجهها السكينة والرضا .. وظلال حزن .. بلعت ريقها .. " لا .." .. " ليه .." ردت منيرة واصابعها تفر حبات المسباح وهى تستغفر .. " يمه هو يبي يغصبنى اروح معه .." ردت ساره وهى تأفف .. " هو ظلمس بشي .." دنقت منيرة تسأل بنتها وحبات المسباح تمر بين اصابعها بهدوء .. " لأ .. " .. " منعس عن أهلس والا عن شي فيه مصلحتس .." .. " لا يمه .. " .. " مقصر عليس بشي .. " .. " لا والله .. الا يبدينى على نفسه .. " .. " وذا المكان اللى بيوديس له بيغير فيه شي .." .. طالعت أمها مستغربة .. " المكان اللى بيروح يدرس له .. بيغير من أطباعه معس .. والا بيقعد على ماهو عليه .. حاشمس ومكرمس ومبديس على نفسه .. " سألتها أمها .. " ما ادرى به .. " دنقت ساره وهى ترد .. " لا تدرين .. المره لمن خذت الرجال عرفت اللى وراه .. ورجلس فيه خير وابوس ما زوجه الا وهو باخصه عدل .. يا بنتى لصفا لس القمر ما عليس من النجوم .. روحى مع رجلس ضميه وضمى عمرس .. " قالت لها منيره ورجعت تسبحن .. " بس يمه .. " .. " مابه بس .. الله يرضى عليس .. قومى دقي عليه خليه يمر ياخذس .. " قطعتها أمها تنهى الموضوع .. قامت ساره ودخلت حجرتها .. فتحت جوالها وقعدت تشوفه بقلق .. :: :: :: وقفت نوف عند باب حجرة أختها اللى ماخلصت صلاه " تروحين معى السوق عقب الفطور ..؟؟" سألتها .. " وش عندس .. " ردت روضه وهى على سجادتها .. " باشترى ثياب العيد " ردت نوف ببساطه .. " من جدس .. " رفعت روضه حواجبها مستغربه .. " ايه من جدى .. ليش .." .. " عمى متوفى ماله 20 يوم وبتعيّدين ..؟؟" سألتها روضه باستنكار .. " اول شي مهوب عمى .. ولد عمى ابوي .. ثانى شي .. توفى الله يرحمه .. وعزينا العرب وماقصرنا قعدنا ثلاث ايام مرابطين عندهم ليل نهار وخلص العزا .. باقى شي نسويه ..؟؟ ترى الحياة تمشى ما تنتظر أحد .." ردت نوف وهى متسنده على الباب تحط ايدها على خصرها .. " تمشى ما قلنا شي .. بس قدري الوضع شوي .. مهما كان هذا عمنا .." ردت روضه وزادت بنبره اعلى يوم شافت نوف تفتح اثمها " ولد عم ابونا .." سكتت شوى وكملت " فهد أأجل عرسه عشان الموضوع ... يعنى خلي عندس شوية دم .. وبناقص ذا العيد تكشخين .. تصدقي بالفلوس دفعة بلا عن عمرس " طوت روضه سجادتها وقامت بدون ما تلتفت صوب نوف اللى وقفت تطالعها بضيق .. :: :: :: مسكت الجوال تسمع رنة الأتصال بتوتر .." الو .." .. " يا مرحبا .. " .. " شلونك .. " .. " بخير الله يسلمس .. شلونس أنتى .. " .. " الحمدلله .. " .. " شلون امس اربها بخير .. " .. " الحمدلله .. " سكتت .. " السوري .. " سمع صوتها تبكى .. " السورى .. وش بلاس .. فيكم شي .. " سألها أحمد بقلق .. " لا .." .. " زين ليش تبكين .. " .. ماردت عليه .. " السورى .. ماودس تعودين لبيتس .. " ماردت عليه كمل كلامه " ترى المكان من غيرس ما يسوي شي .. تدرين .. أنا قررت اسافر لحالى وكلها سنه ان شاء الله وتعدي .. وأنتى خلس هنا جنب امس .. وكملى دراستس .. " زاد بكا ساره يوم سمعت كلامه وتنازله عن رايه عشانها .. " السوري حبيبتى وش بلاس .. " تضايق من صوت بكاها .. " ااابي اسافر معك .. " ردت بين شهقاتها .. " زين زين .. اللى تبينه بيصير .. بس لا تبكين .. تبينى امر عليس نروح البيت .. " نشدها .. " مهوب ذلحين خله عقب الفطور .. " قالت له وهى تمسح عيونها .. " ان شاء الله .. زين تبينى اجيب لس شي .. مشتهيه تاكلين شي .. " نشدها باهتمام .. " لا فديتك .. " .. " من زمان ما سمعت هالكلمة منس .. يمكن من عشرين سنه .. " .. " يا النصاب .. ماكملنا سنه عشان يصيرون عشرين .. " ردت وهى تضحك .. " بتصير عشرين واربعين ان شاء الله .. بس أنتى خلس معس.. " رد أحمد اللى ارتاح باله عقب ما قدر يخلي ساره تضحك .. وقفت مها قبل تدق الباب وهى تسمع ضحكة اختها .. يالله .. شلون غاب الفرح وصوت الضحك عن هالبيت بغيابك يبه .. رجعت وراها بدون ما تحس أختها .. طلعت الصاله عشان تكلم ماجد اللى تأخر مع الجوري .. معقوله وداها المسيد معه .. قعدت تضرب الجوال على يدها بقلق .. ما تبي تكلمه بس بالها انشغل على بنتها .. ضغطت الأتصال السريع .. سمعت رنة الأتصال .. فصل وماشاله .. انقبض قلبها .. رجعت تضغط الرقم مره ثانية .. ونفس النغمة .. :: :: :: دخل ماجد ايده فى مخباه وطلع جواله شاف الاسم وحطه على الصامت ورجع يكمل كلامه " وش قلت يبه .." نشده .. " والله يابوك أبركها من ساعه .. ومانى برادك من بياض الوجه بس هى بترضى .. " سأله .. " بترضى ان شاء الله .. وأنتى يمه .. وشرايس .." لف على أمه ياخذ رايها .. " والله يا ولدى بكيفكم .. البيت كبير والخير واجد .. وهى معزبتكم جدة عيالكم .." ردت نوره بهدوء .. " ماشاء الله يا نورة .. وش ذا العقل وش ذا الكلام الزين .. " رد أبو محمد وهو يشوف مرته .. التفتت عليه نوره وما ردت .. " أمى تبي أحد يقعد معها يوسع صدرها الصبح .." ردت نوف .. " والله تكسر الخاطر أم ناصر .. ماعاد لها والى .." قالت روضه وهى تلاعب الجورى في حضنها .. " اقطعى .. وأنا ويش .. مهوب ولدها .." زعق ماجد فى أخته بدون شعور .. " بسم الله .. وشفيك هبيت فينى .. يا اخى موب قصدي ولدها ولدها ما قلنا شي .." ردت روضه وهى متروعه .. " ثمنى كلامس ولا عاد أسمع منس مثل الخبال اللى قلتيه .. " رد ماجد وهى يشوفها من طرف عينه .. " ان شاء الله .. بس تكفى يا اخوى لا تصيح فينى .. ترى قلبي ما يتحمل .." ردت روضه وهى تلتفت معصبة صوب نوف اللى تضحك .. " خلصنا .. الجورى .. قومى يالله نروح البيت .." وقف ماجد وهو يمد ايده ويشوف الرقم اللى يتصل فيه مره ثانية .. " هذا بيتها وبيتك .." ردت أمه .. " صادقة يا أم محمد .. " أستأذن بدون ما يزيد على هالكلمتين .. مهوب فى حال يتناقش مع امه .. سلم على أبوه وأمه وشال الجورى وطلعوا .. ركب السياره وطلع جواله " الو .." رد بضيق .. " أنت وينك ماترد .. وين الجورى .." نشدته بتوتر.. " عليكم السلام .. الجورى معى .. يعنى ما شفتينى وأنا أخذها ..؟؟ " سأله بقلة صبر .. " شفتك واتصلت عليك كم مره .. ليش مارديت .." رجعت تنشده .. " قصري صوتس .. أنا جاى .." وسكر الجوال بدون حتى ما يقول مع السلامه .. أستغفر الله .. ضغط على عيونه بإيديه .. وهو يتجه صوب بيت عمه .. يالله عفوك ورضاك .. التفت صوب الجورى اللى تسولف عليه .. قربت تكمل ثلاث سنين .. فديتها .. ماوده يفرق بينها وبين أمها .. لكن لوصل الأمر للجورى كل شي ينتهى .. لكن هى .. مابقى لها أحد غيرك .. هى اللى ما بقت لها أحد .. حتى أنا .. نفتنى من سماها .. قبل وبعد .. كل ما قربت منها خطوة .. ابعدتنى عنها سنين .. بس قلبها طيب .. تحمّلها .. تعبت .. تعبت وأنا أتحمل .. ماعاد فى العمر كثر اللى مضى .. أبيها وماجات على الكيف .. ويوم ماجات على الكيف غيابها أرحم .. تنهد .. وهو ياخذ قرار يدرى أنه بيعذبه هو قبل يعذبها هى .. سكر التلفون فى وجهى .. استغربت مها تصرف ماجد .. شفيه صاير كذا .. طبعه والا بيشتريه .. أنا اللى استاهل .. أقول طيب ومسكين .. و ... وايش .. يحبنى ..؟؟.. يحبك ؟؟ .. هذا ماعمره حب احد الا نفسه .. كلهم أنانيين كلهم .. هو .. وأخوه قبله .. طلعت تمشى بدون احساس .. فتحت حجرة أبوها دخلت وسكرتها وراها .. الأمان .. اللى فقدته .. كانت أشيائه موجوده .. ضمت غترته لصدرها وهى تبكى .. :: :: :: وعلى الفطور .. كانت مشاعر ساره مختلطه .. حزن وشوق وخوف وفرح .. أمها وأختها لاحظوا ارتباك تصرفاتها .. لكن ماحد علّق .. عقب الصلاة قعدوا يتقهوون .. " السورى شبلاس .." سألت مها يوم لاحظت شرود أختها .. ونظرتها اللى فيها كلام .. " مافيني شي .. بس .. بيجى أحمد ياخذنى عقب التراويح .. " .. " زين سويتى يا بنتى .. المره مالها الا بيت رجلها .." .. دنقت مها وهى تحس بألم يعصر قلبها .. بيتها .. اللى عاشت فيه شهور غريبة .. ولما بدت تاخذ عليه أبعدتها الأيام عنه .. وخلقت حاجز أكبر وأقوى من اللى قبل .. " الله الله فى عمرس وفى رجلس .. " رفعت ساره عيونها لمها وهى تشوف فى وجه أختها كلام واجد .. هزت ساره راسها بخفه .. يعنى فهمت اللى تبين تقولينه .. " قومى عشان نبرز أغراضس .." قالت لها مها .. قامن وقلب أمهن يدعي لهن بالستر والسعادة .. " ادخلى تسبحى وأنا بأرتب أغراضس .. " قالت لها مها .. " ماله داعى .. " ردت ساره وهى مرتبكه تطلع اغراضها .. " وش اللى ماله داعى .. ريحتس ريحة مطبخ .. بتروحين لجماعتس كذا .." نشدتها مها .. " زين بأقوم .. بس .. " .. " بس وش .. " .." أنتى وش بتسوين .." سألتها ساره .. " فى ويش .. " ردت مها وهى تفتح شنطة ثياب أختها .. " ماجد .. " تيبست ايد مها والتفتت لها " وش فيه ماجد .. " .. " مافيه شي بس تراه هو بعد رجلس وله حق عليس .. " .. " وش تبينى أسوي له ..؟؟" ردت وهى تقعد على طرف السرير .. " مهى بعدلة يرقد فى المجلس .. " .. فتحت مها عيونها على وسعهم وهى تطالع أختها تبتسم .. :: وتمّر الأيام .. جراح تبرد .. وجراح تتنفس من جديد .. وبين مها وماجد .. عمر من الألم صعب يتخطونه .. متى تنكتب لهم السعاده .. ؟؟؟ قربت النهاية .. والمواجهة شي لابد منه .. عشان تقدر القلوب تكمّل وتعيش .. بعض الجراح لازم نفتحها عشان تتطهر .. وتشفى صح .. وتتسكر على نظافه بدون التهاب ممكن يسبب فساد الجسد .. يمكن ساعتها الألم لا يُحتمل .. لكن يغفر له أن الكى أخر مراحل العلاج .. :: الحياة كتاب .. عمرنا فيه الصفحات .. وايامنا السطور والكلمات .. مرات تشوفها مرتبه ونظيفه ومرات تلاقيها مخربشه او تملاها بقع الحبر .. بالضبط مثل ما تملا الأحزان صفحة ايامنا .. وعشان نقدر نكتب صفحات جديده .. لازم نقلب الصفحات القديمة .. ونتجاوزها .. مهما كانت عزيزة أو غالية .. مهما كانت قاسية أو جارحة .. لازم نتجاوزها عشان نقدر نخّط شي جديد مختلف .. عشان نقدر نتصالح مع أنفسنا ومع ايامنا .. عشان بكل بساطه .. نقدر نعيش صح .. :: الفصل الخامس والعشرون " هو مهوب رجلس بعد وله حق عليس ..؟؟" سالتها أختها بهدوء .. " رجلى أعرف أتعامل معه .. ماعليس منى أنتى خلس فى حالس " ردت مها وهى ترتب أغراض أختها .. " تدرين .. أخس شي أن الأنسان ينصح الناس وينسى نفسه .. خافى ربس .. تراس بتحاسبين على هالشي يوم القيامة .." سحبت ساره فوطتها ودخلت الحمام وسكرت الباب وراها .. وقفت ايدين مها وهى تطوي الثوب .. غمضت عيونها وهى تتخيله .. بلعت ريقها وخذتها الأفكار بعيد بدون ماتحس .. وهو .. ربي مهوب محاسبه على اللى سواه فيني .. ظلمه وشكوكه اللى مالها اساس .. اهمالهم لى ولبنتى عقب ما توفى أخوه .. ضغطه علي ببنتى عشان ياخذنى غصب وحرمانه لى من حق الأختيار مهوب ظلم .. بعده عنى عقب ما نفذ اللى في راسه ومعاملتى لى كأنى جماد ماله مشاعر .. لأ .. هو ما عاملس كذا .. بلى عاملنى .. والا وش اللى منعه عنى هالشهور كلها .. أنتى اللي منعتيه .. ما قدرت أنسى .. ولو هو يبي شي قدر يوصل له برضاى والا غصب عنى .. هذا أنتى قلتيها .. غصب عنس.. يمكن أنه ما يبي هالشي يجي غصب عنس .. يمكن يبيه برضاس .. وبرغبتس .. تبدين معه صفحه جديده .. تنسون كل شي وتبدون من جديد .. والماضى؟؟ .. الماضى انتهى .. وصار لازم تتجاوزينه أنتى أول عشان هو يقدر يتجاوزه .. لأنه حاول بس أنتى وقفتى بوجهه .. نسيتى يوم الجورى طاحت مريضة .. نسيتى اهتمامه *** ومعاملته لس يومس فى بيته .. تحمله وطولة باله .. تراه ما قصر عليس بشي .. ما أبي منه شي .. أبيه هو بس .. هالشي بيدس أنتى تحققينه .. ولا تنسين الوقت مهوب فى صالحس أبد .. الوقت يمر بسرعه وبياخذه منس .. :: :: :: صحت مها على صوت جوالها يدق " ألو .." ردت وهى نعسانه .. " يالله حيها .. " صوت موضى النشيط كان يرحب فيها .. " يا مرحبا .. " فتحت عين وحده وهى تحاول تشوف الساعه على جوالها .. " وشلونس .." سألتها موضى .. " بخير الله يسلمس .. شلونس أنتى وشلون تركى والعيال .. " ردت مها وهى تتثاوب وتغطى اثمها بايدها .. " بخير الله ينشدمنس .. اسمعى شكلس راقده وما أبي أطول عليس .. شريتى أغراض العيد للجورى والا لأ .. " سألتها موضى .. " لا والله ما فضيت .. " ردت مها وهى مغمضه .. " خلاص بأطلع أنا ذلحين باشترى لها ولنجول سوا .. " .. " مافيه داعى تكلفين على عمرس أنا بأروح بعدين .. " .. " لا كلافه ولا شي .. الجورى كنها نجّول .. بعدين متى بتروحين يا حظى .. ما بقى على العيد شي .. يالله أخليس ذلحين .. فمان الله .. " قررت موضى عنها وانتهى الموضوع .. " فمان الكريم .. " سكرت مها السماعه وهى تشوف الساعه 10 الصبح .. للحين بدري .. حطت راسها على المخده ورجعت تنام .. وعلى الفطور كانت مها وأمها بروحهم .. عقب ما راحت ساره لبيت رجلها .. فتحت أمها معاها الموضوع اللى تهربت من أختها يوم فتحته .." يابنتى ما يجوز .." ردت منيرة بضيق .. " يا يمه الله يهديس الرجال مرتاح كذا .. وشو له نغثه ونضيق علينا .." رفعت مها راسها وهى ترد على أمها وملعقتها فى بادية الشوربة .. " أى ضيق اللى بيضيق علينا فيه ..؟؟ يابنتى الرجال ما قصر خّلا بيته وأهله وقاعد عندنا فى المجلس مثل العزوبي .. يوم الناس رايحه وجايه علينا قلنا معليه بعيد عن الصوت وأريح له .. لكن ذلحين مابه احد يمرنا الا قليل .. خلى الرجال يعيّن له مكان يرتاح فيه .. تراس أهله وناسه ولو ما ارتاح عندس وين بيرتاح .. وجعل من جابه الجنه ما اشتكى ولا حسسنا بشي .. اختس سافرت والبيت فاضى .. انا فى حجرتها وأنتى حجرتس فاضيه .. جيبى أعراض رجلس جنبس وجنب بنته .." .. ضغطت مها على راسها بتعب .. ليتس تدرين بس يا يمه .. " لاتهزين لى راسس .. ترى ان ما قلتيه له قلته له أنا .. " قالت أمها بعزم وهى تحط فنجال قهوتها الفاضي في الصينية .. " ان شاء الله يمه .. ان شاء الله بأقول له .. بس إن عيا مهوب ذنبي .. ولا عاد تفتحين ذا الموضوع مره ثانية الله يرحم والديس .. " .. :: :: :: وفى بيت أبو محمد عقب صلاة المغرب .. موضى وأمها يتقهوون وماجد معهم .. " ترى نوف موافقه .. " قالت موضى وهى تمد فنجال القهوة لأخوها .. " زين .. الله يبشرس بالخير .. والله ان عبدالله رجّالٍ فيه خير وما ينرد .. " رد ماجد وهو يتفاول " تبين الصدق ماتوقعتها توافق .. لكن الحمدلله " .. " الله يوفقهن كلهن.. " ردت موضى وهى تبتسم .. " اللهم آمين .. " .. " وش سويت فى موضوع آمنه .. " سألته أمه .. " تنهد ماجد قبل يرد " وش فيها آمنه .. " نزل فنجاله وهو يرفع عيونه لأمه .. " ياولدي العرب شارينك والبنت ماعليها قاصر .. " ردت نوره تحاول تقنعه .. " ماعليها قاصر لعمرها بس ماتنفعنى يا يمه .. من الاخير .. أنا رجّال جربت حظى وخلاص لا عاد تفتحين ذى السالفه معى فديت قلبس .. يالله انا ماشي " دنق ماجد يحب راس أمه وهو يغمز لموضى وطلع .. " يمه مها ما فيه مثلها لا تعقدين حياته على الفاضي .. وتراس مجربتها ومجربه لولوه .. " تكلمت موضى بهدوء وهى تطالع أمها .. " آمنه مهى بمثل لولوة .. " ردت أمها بحده .. " وماجد مهوب مثل محمد من غير قصورٍ فيه .. يمه .. والله ما تعينين مثل مها ستر وغطا عليكم وعلى عيالكم .." همست موضى وعيونها تطالع أمها بدون ما تشوفها .. " وش فيهم عيالي تغطى عليهم .. " ردت نورة بضيقه وهى تقرص عيونها في بنتها .. تنهدت موضى وعرفت أنه صار الوقت اللى لازم أمها تعرف كل شي .. تنهدت وهى تتمنى أن الليله تعدي على خير .. :: :: :: عقب صلاة العشاء مرّت عليهم موضى تسلم على أم ناصر وعطت مها أغراض الجورى اللى شرتها لها .. مها انحرجت منها .. " ماعندس سالفه .. ترى ماجد هو اللى دافعها ولو مادفعها دفعتها أنا .. ماعندنا أغلا من الجورى .." ردت موضى وهى تبتسم .. " هو اللى موديس .. " سألتها مها .. " لأ .. بس وصانى اشترى لها حتى مطرش الفلوس لى فى ظرف .. ولولا خوفى منه كان رديته عليه .. " علقت موضى وهى تاخذ بيالة الشاهى من مها .. " ما يقصر عسى عمره طويل .. الله يرزقه الذرية الصالحه ويعوضه عوض الصابرين .." دعت له أم ناصر اللى أثر فيها أنه رغم الظروف ما نسى بنت أخوه فى وجبة العيد .. " اللهم آمين .. كلها كم شهر ويخلص الملحق اللى يبنيه وتنورين بيت ولدس يمه .. " ردت موضى وهى تبتسم وتاكل من الحلا اللى مسويته مها .. " وشو ملحقه ..؟؟ " سألت مها باستغراب .. " ملحق يبنيه متصل فى فيلتكم لأمى منيرة .. غرفتين نوم وصاله ومطبخ صغير وغرفة شغاله .. لهم باب داخلى عليكم وباب خارجى على الحوش .." سكتت شوى وكملت " شكلى خربت المفاجأه عليه" قالت موضى يوم شافت مها وأمها متفاجأين من الموضوع " ومن اللى قال له يتكلف بذا كله ؟؟.." علقت مها بتوتر.. " يادافع البلا وش كلافته .. يبنى لأمه وجدة عياله .. والله لو تشوفون فرحة أمى يوم درت أن أمى منيرة بتجى عندها .. " رجعت موضى تكمل صحنها " تسلم ايديس يا مهوى .. يجنن الحلو .. عطينى طريقته .. " .. " ان شاء الله .. " رفعت مها وجهها لأمها لقتها تطالعها بنظرة غريبة .. دنقت مها وما علقت وهى تقهويهم .. فضى البيت بعد ما راحت ساره .. كانت ماليه المكان على أمها وأختها برغم الحزن .. وكانت ترد الصوت على مها .. ضغطت بايدها على راسها وهى تحس بوجع .. من العصر وحلقها يعورها .. وشكل البندول اللى خذته عقب الفطور ما فاد .. غمضت عيونها وهى تمشى لحجرتها .. دخلت شوي شوي وشافت الجورى اللى كانت راقده فى سريرها .. خذت ثلاث حبات بندول و مدت ايدها للفقس وخذت منه تمرخ رقبتها وصدرها .. حطت شوى على جبهتها يمكن يخف الصداع .. ربطت راسها بجلال ورقدت .. قامت ثانى يوم تحس براسها ثقيل .. وعيونها تعورها .. طلت على امها اللى ماعجبها شكلها .. " يا بنتى افطرى وخذى لس دوا والا روحى للمستشفى .." قالت لها منيره وهى على سجادتها تصلي الظهر .. " مافينى شي يمه .." ردت مها بصوت مبحوح " شوية احتقان وبيخف .. لمن أفطرت خذيت لى مضاد .." .. نامت اغلب اليوم .. وصحت على موعد الفطور تعبانه والصداع تحول لسخونه .. كان حلقها يعورها وماتقدر تبلع .. خذت لها شوي شوربة عشان تاخذ المضاد .. كانت حرارتها مرتفعه .. لكن عيت تروح للمستشفى وتخلي أمها .. " بأروح بكره الصبح .. ما ابي اطلع في الليل .." ردت مها وعيونها محتقنة من السخونة .. " خلى الجورى ترقد عندى عشان ما تعادينها .." قالت لها أم ناصر .. " زين يمه .. أنا بأتسبح يمكن تخف الحراره وبأرقد .." قامت لحجرتها ما تقدر تشيل عمرها عشان تسبح لكن حست بدوخه حطت راسها على المخده شوى عشان تخف الدوره وتقوم بعدها تتسبح .. مر الوقت ومها راقده .. فقدتها أمها قريب الساعه 2 يوم ما قامت توعيها للسحور .. دخلت عليها الحجره .. " مها .. مها .. قومى السحور .." وقفت توعيها عند الباب .. قربت منها شافت تنفسها سريع .. " بسم الله عليس .. مهوى .. مهوى .." حطت ايدها على راسها .. كانت عليها حمى قويه .. تروعت ام ناصر .. وراحت تنادى الشغاله .. رجعن لها وحاولن يوعنها لكنها كانت تهلوس من الحرارة وشفايفها ناشفه .. حاولت أمها تسقيها .. لكنها رجعّت .. كانت أضعف من أنها تاكل من الحمّى .. كان لازم تروح للمستشفى .. لكن من اللى بيوديها نص الليل .. " مافيني شي .." ردت بضعف وصوت مبحوح وعيونها ذايبة من السخونه .. " انتى ماتشوفين شكلس .. بأدق على السورى تجى تاخذس هى وأحمد .." قالت أمها وهى ترفع جوال مها .. " لأ يمه ..مافيه داعى فديتس .." ردت وهى ترتجف وتحاول ترفع نفسها على السرير " باقوم اتسبح وبتخف الحرارة .." نزلت رجلها من السرير ودارت بها الدنيا وتمايلت وطاحت على الشغالة .. " روحى للمجلس شوفى ماجد هناك خليه يجى يوديها المستشفى .." صاحت ام ناصر على الشغاله .. " لا يمه .." تلاشى صوتها مع الوجع وهى تبلع ريقها .. :: :: :: غطى عيونه بذراعه عشان يرقد .. وهو يتذكر الغبقه اللى كانت عند ابوه والهواش اللى صار فيها .. قبل هالوقت بساعات .. كان مجلس ابو محمد مليان بالرياجيل .. وريحة العود ماليه المكان .. وفهد يقهوى الرياجيل .. وماجد يراقب المكان بصمت بعد ما تأكد أن الغبقة جاهزة في المقلط .. كان بنظرة وحده منه يآمر المقهويين اللى كانوا يركضون يمين ويسار يوجبون الضيوف .. قريب الساعه 11 قلطوا الشيبان على الغبقة .. وعقبهم الشباب .. على 12 ونص كان أغلب الموجودين أستأذنوا وما بقى الا خاصة العائلة .. استأذن ابو محمد بيقوم .. " لحظه يبه بغيتك بموضوع .." وقف فهد يكلمه .. " خير يبه .." رجع أبومحمد يقعد مكانه .. " خير يا عمى .. ما رديتوا علي بخصوص موضوع الخطبة .." سأله فهد وهو يقرب منه .. رفع ماجد عيونه لولد خالته .. " العرب موافقين يابوك .." التفتت ابو محمد صوب ماجد وكمل " أنا ظنيت أن ماجد عطاك خبر .." طالع ولده بنظرة استغراب .. " لا والله ياعمى .. على العموم الساعه المباركة وقربكم يشرا يابو محمد ما يباع.. ومتى تبون العرس .." سأل ابو محمد .. " معليه يبه لكن مابه عرس ذلحين يا فهد .." تكلم ماجد يقطع ولد خالته .. التفت عليه فهد بدهشة .. " عمنا .. وجد عيالنا توه متوفي .. ومهى بعدله نعرس ما مر عليه حتى شهر .." كل الهمس اللى كان فى المجلس توقف عقب كلام ماجد .. وبعضهم أستأذن وطلع .. " ما هنا الا العافيه يابوك .. والمره مرتك لو تبيها ذلحين خذيتها بثيابها ..أنا بأقوم أريح شوي قبل القيام .. واللى تبيه يا ولدي بيصير .." قال أبو محمد الكلام لفهد وطلع وهو يقرص عيونه في ولده .. " خير يا أبو عبدالله .. اللي يسمعك يقول انى قايل لك بأعرس بكره .." رد فهد على ماجد بهدوء وعتب بين الحروف .. تنهد ماجد ورفع عيونه لولد خالته " معليه يا فهد .. أأجل الموضوع شوي مهوب وقته ذلحين .." رد ماجد بتوتر .. " خير ان شاء الله .. أكرمكم الله .." استأذن فهد وطلع .. " يا اخى وش اللى سويته .." تكلم فهد بن عبدالله .." فهيّد .. لا تزعجنى .." رد ماجد عليه وهو يرفع ايده فى وجه أخوه الصغير.. " وش اللى لا أزعجك .. شفيك على الرجال .." رد عليه .. " مافيني شي .. بس ذا وقت يتكلم فيه عن عرس وخرابيط .." حاول ماجد يبرر تصرفه لأخوه .. " ايه وقته .. الرجال ماغلط .. ولا قال لك بيعرس بكره عشان تهّب فيه ذى الهبّه .. ترى كنك ضايق مادرى عنك .." رد فهد بقسوة على أخوه وهوينزل الدله من ايده عشان يطلع .. " اقطع .." لقط ماجد فنجال القهوة اللى قدامه ورش اخوه به .. " مهى بجديده عليك .. عدّل أخلاقك .. ترى لك فتره نفسك فى خشمك .. وفهد ان تحملك غيره مهوب ملزوم يتحملك " قام أخوه وهو ينفض ثوبه من القهوة وطلع .. توعا على دق خفيف على الباب .. فتح عيونه .. هو يحلم .. صوت الدق رجع من باب المجلس الداخلي " نعم .." صاح وهو يرفع نفسه على ايده .. انفتح الباب شوي .. وشاف وراه زول " من .." صاح .. " بابا هذا ماما داخل يبي أنت .." .. تروع وفزّ على حيله .. تبينى داخل .. الجورى ...!!! " الجورى فيها شي .. " صرخ على الشغاله وهو يلبس ثوبه .. " لأ .. ماما مها مريز واجد .." .. مها مريضه .. له كم يوم ما شافها .. دخل يمشى ورا الشغاله وهو مهوب عارف وشبلاها .. " يمه .." نادى من الصاله .. " لبيه .. تعال يبه .." .. ما صدق نادته دخل بسرعه أول غرفه قدامه .. " عسى ماشر يمه وشبلاكم .." نشدها وهو يقرب من السرير .. " يا ولدى مادرى شبلاها .. عليها حمى وماترد علي .. " .. قرب منها شاف وجهها الشاحب وخصلات شعرها لاصقه بوجهها من الحراره .. بسم الله عليس رددها فى قلبه .. قعد جنبها على طرف السرير " مها .. مها .. " ضرب بايده على خدها بشويش .. فتحت عيونها اللى كانت ذابله .. وأول ما فتحتها تسربت دمعه ساخنه منها نزلت احرقت كفه اللى حاضن وجهها .. " هاتي عباتها .." تكلم بحزم مع الشغاله سحب اللحاف منها .. " خلنى اعاونك .." قربت ام ناصر .. لكن ماجد ما التفت لها .. حط شيلتها على راسها ولفها ودخل ايديها بالعباية وهى توّن من التعب .. دخل ايده اليسار تحت راسها ويمينه تحت رجيلها ورفعها .. ومشى بسرعه للصاله .. ضمها لصدره وهو يحس بحرارتها تخترق ثوبه .. نزلها على الكنبه .. " بأروح معك يبه .." قالت له أم ناصر بخوف وقلق .. " وين تروحين يمه فديتس .. أنا بأك*** .. " رد عليها بسرعه وهو مشغول يتحسس مخباه ويدور مفتاح السيارة .. " زين خلى الشغاله تروح معك تعاونك .. " رجعت كررت له الطلب .. " ولا الشغاله .. أنتو بس سكروا الباب .. عليكم .. وأنا مفتاحى معى .. وان شاء الله ما نتأخر .." التفت على الشغاله " اقعدى عندها .." وطلع وراه بسرعه .. مر المجلس سحب غترته وخذا جواله وطلع .. شغل الموتر ودخله للبيت داخل وفتح باب السياره ورجع للصاله .. لقا مها تحاول توقف وهى ترتجف " مشينا .." قال لها بصوت واطي .. وقفت تحاول توازن عمرها .. اندفع صوبها يوم شافها بتطيح وشلها من الارض وهى تعترض بصوت واهن .. ضمها بقوة لصدره " اسكتى بس .. اسكتى" همس عند اذنها وهو يطلع بها .. ارتخت على صدره .. ودموعها تغسل شيلتها .. من الوجع .. من الألم ومن التعب .. ومن حاجتها له وضعفها بين ايديه .. تحس بضربات قلبه تحت اذنها وصوت تنفسه وهو يسرع فيها .. ليت المسافه تطول ولا تبعد عن ايدينه .. قربوا من سيارته .. رفعها وحطها على الكرسي الجلد .. تاوهت من التعب .. سنّد راسها شوي شوي .. دخل عباتها وسكر الباب .. ولف يركب .. دق سلف ورجع ورا ومشوا للمستشفى .. فى الطريق .. كانت تبلع عبرتها من التعب .. تحس عيونها مجامر من الحراره .. فتح التكييف يبرد عليها .. حسته مد ايده ورا ولقط بطانية حطها على رجيلها .. ورجع يلتفت صوب الطريق .. اللى كان فاضي آخر الليل .. :: :: :: وفي بيت أبو محمد .. كانت نوف قاعده فاتحه التلفزيون فى حجرتها .. وفي ايدها الريموت وعيونها ما تشوف الشاشه .. مجرد مناظر تمر قدام عيونها وبالها مشغول .. " كرهتينى وأنا بنت عمس عشان موضوع خطبة ماتم .. مستعده تكرهين روضة .. أختس .. عشان هالشي بعد ..؟؟" كان كلام مها في بالها من ذاك اليوم .. يتردد بينها وبين نفسها .. ماقدرت تعترف أنها صابت الحقيقة .. فهد .. الحلم اللى ما تحقق .. وماراح يتحقق عقب ما خطب أختها ..عضت شفايفها بتوتر .. كانت تحلم فيه من عمرها 14 سنه .. وكل حياتها الجاية تدور حوله .. أحلام كثيرة جمعتها معه وشكلت مستقبل هى الوحيدة اللى تحلم فيه .. القيود العائلية منعتها تبين له مشاعرها .. ماقدرت تعبّر له عن احساسها فى مجتمع يرفض اى علاقة خارج اطار الشرعية .. ودين يرفض اى ارتباط خارج حدود الشرع .. لكن هو .. لو كان يبينى ما منعه شي عنى .. مثل ما قالت لى موضي .. مادرى عنى ولا عن هوى دارى .. وبالنهاية كل شي قسمة ونصيب .. تنهدت بمرارة .. " يمكن فيها خيره .. وهذا اللى جاس يعوضس عن اللى راح .." قالت موضي لها اليوم عقب صلاة المغرب " فهد صفحة لازم تطوينها خاصة انه بياخذ أختس ومشاعر مثل اللى بتكتمينها قنبلة موقوتة .. بتسممس وتسمم حياتس وحياتنا معس قبل تنفجر .. ولمن انفجرت خذت الاولى والتالى" قرّبت منها تمسك ايديها بين ايدها " صدقينى .. لو حسيت منه بميل لس كان أنا بنفسي كلمت خالتى .. وتصرفت .. لكن الرجّال ما يفكر *** .. وهذا اللى خاطبس خوي ماجد فى البنك .. رجّال ولد عرب وفيه خير .. العمر يمشى ما نحس به يا نوف .. هذا انتى قربتى 26 .. نبي نشوف عيالس .. والا ما تبين عيال يشيبون براسس .." دنقت تطل فى وجه أختها اللى مدنق وهى تبتسم .. وقفت قدام المرايه تشوف شكلها .. حست باليأس يملاها .. لكن ماكان فيه شي ممكن يغير الواقع .. ويغير ان هالأنسان مهوب مكتوب لها .. نزلت دمعة على خدها مسحتها بطرف ايدها وهى تّنهد .. لفت وراها وطلعت من الحجرة .. بتروح لحجرة أختها .. روضه .. :: :: :: وصلوا الطوارئ .. نزل ماجد ودخل ياخذ لها كرسي متحرك .. وصل صوبها وفتح الباب .. مدت له ايدها ترتجف .. مسكها بحذر لين نزلت وقعدت على الكرسي .. تأكد انها متغطية عدل .. ومافيه شي من عباتها نازل تحت الكرسي .. دفها ودخلوا الطوارى .. " السلام عليكم .. وين الدكتور .." سأل الممرضات .. " عليكم السلام .. ايش المشكلة .." شرح لهم وضعها وبدوا فى الاجراءات .. دخلوها وخذوا حرارتها وضغطها وكان لازم يركبون لها مغذي وتاخذ المضاد الحيوي .." فيه احتمال حمل .." سأله الدكتور.. سؤاله صب على مها المحمومة ماى بارد خلاها ترتجف زياده .. " لأ يا دكتور .." رد عليه ماجد بهدوء وعينه ما فارقت رجفة مها .. كان سؤاله سكين حركت جرح ماجد شوي شوي .. بدوا يعطونها الدواء وقال الدكتور يبي لها ثلاث ساعات تقريبا وبعدها تقدر ترجع البيت وتتابع العلاج هناك .. طلع الدكتور وخلاهم مع الممرضه .. قرب منها وهى نايمه على السرير وسحب شيلتها اللى مغطيه وجهها .. وقعد يتأمل وجهها الغالى على قلبه " ماشاء الله .. واجد حلوة .." قالت له الممرضه الهندية وهى تبتسم .. " ايه حلوه .." رد عليها وعيونه ما فارقت وجهها .. طلعت الهندية وخلتهم وسكرت وراها الستارة .. سحب الكرسي جنبها وقعد .. رفع ايده يشوف الساعه كانت قريب 3 ونص .. خذا جواله واتصل على أم ناصر يطمنها .. :: :: :: قعدت عقب ما صلت القيام .. تحس بالضيق اللى كان كاتم على صدرها بدأ يتلاشى .. وتحول الكمد والحرقة لدموع شفافه .. بكت .. كنها ما بكت عليه من قبل .. كنها ماعرفته من قبل .. وليتها ماعرفت .. بكت ظلمها وظلمه لهم كلهم .. بكت حزنها وخوفها عليه يوم لاقى ربٍ رحيم .. لكن شديد العقاب .. وأعمالٍ فى كتابٍ مرصود لا يغادر كبيرة ولا صغيرة الا أحصاها .. بكت حاجته لهم اللحين وهو كان مستغنى عنهم قبل .. رفعت ايديها تطلب ربها أنه يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن سيئاته .. وقررت أنها تحاول تصلح الغلط اللى صار .. منه ومنها هى .. مسحت دموعها تعرف مافيه شي ينفعه الا الدعاء والصدقه .. قررت تطلع عنه صدقه الصبح إن الله أحياها .. وتطلب السموحه من اللى ظلمها يمكن هالشي يخفف عنه .. :: :: :: الساعه 7 طلعوا من الطواري وكانت مها تقدر تمشى وحالتها شوي أحسن .. ركبوا السياره بصمت .. " شلونس ذلحين .." سألها .. " الحمدلله .." ردت بصوت مبحوح .. " أهم شي تداومين على المضاد تراه خمس ايام .. عشان ما تنكسس السخونه .. زين .." رد عليها وهو يلف يطلع برا المستشفى .. " زين .. " ردت بهدوء .. " افطرتى اليوم وأفطري بكره والله يعينس على القضا بعدين .." التفت لها يكلمها .. " لأ .. اليوم بس .. وبكره بأصوم .." ردت عليه .. " عناد السالفه ..؟؟ جسمس تعبان ومحتاج يرتاح .. والله سبحانه عاذرس فخلى عنس الخبال .." رد بعصبية .. " أنا بخير الحمدلله .. " .. " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة .. ماانتى بأقوى من أمر ربس .. واللى تسوينه فيه مضره لس .. اهتمى بعمرس مهوب عشانس .. عشان بنتس اليتيمه وأمّس " قط الكلام عليها بضيق يبي يوجعها وصد عنها .. ما ردت عليه صدت وراها تشوف الشوارع .. بلعت غصتها .. صرت ما أهمه .. وليش تهمينه .. أنتى اللى بديتى تحملي ذلحين .. هو اللى بدا .. من سنين مهوب من ذلحين .. من سنين .. شفته .. ومن سنين نبت بقلبى غصن أخضر أورق فرح .. ومات .. وتحول لشوك ينغرس بنفس القلب .. كيف كان وشلون تحوّل وصار .. شوك ينتهز كل فرصة عشان يجرحها بلا سبب .. يضحي فيها بدون ذنب .. غامت عيونها بدمع رفض ينزل .. عنيده ومهى متغيره .. تعاند في أتفه الأشياء .. ضغط على البترول أكثر .. يقول لها الدكتور تعبانة ولازم تفطر .. تقول بتصوم .. الواحد ينصحها كانه ماكل حلال أبوها .. عقل ناقص و.. " جزاك الله خير .." قطع صوتها المرتجف أفكاره .. " هااه .." رد عليها وهو مايدرى وش قالت .." أقول جزاك الله خير .." ردت بصوت واطي .. " عشان ..؟؟" سألها بضيق .. " تعبت عمرك وديتنى للمستشفى .." التوتر كان مالى صوتها .. وايدها في حضنها فضحت ارتباكها اللى غطته الشيله على وجهها .. " اى تعب ؟؟ أنتى نسيتى انس مرتي وملزوم *** بكل حاجه..؟؟ " رد عليها ببرود .. " لأ ما نسيت .. بس شكلك أنت اللى نسيت .." طلع منها الكلام بدون ما تحاسب عليه .. التفت لها متفاجئ " نسيت ..!! وشلون نسيت بعد؟؟ علمينى ..؟؟ ".. انتبه لحركة ايدها بحضنها بعصبية .. " ولا شئ .. " ردت بهروب .. " لا فيه شي وبتقولين .. مهوب على كيفس تفتحين المواضيع وتسكرينها وقت ماتبين .." صرّ على ضروسه .. " تكلمى .. " نزرها .. " قلت لك ماعندى شي أقوله .. " ردت بعصبية وهى تبتعد صوب الباب .. رحم مرضها .. ويتمها .. صدّ عنها .. وبصوت هامس تكلم .. اباتركك للوقت و أنـت وضميـرك إمـا تغيـب العمـر والا تجينـي بالحيل ظامي ما روانـي غديـرك و بالحيل عنك بعيـد لا تحترينـي أنا ضرير الوقت وأنـا ضريـرك بعيـد لكـن كنـك قـدام عيـنـي يمكن مـع الايـام باحـب غيـرك مـادام قلبـك صـادقٍ مايبيـنـي يمكن ادله وانكـر انـي عشيـرك و بعد ارتحال العمر يمكن تجينـي أبي قليل الحب مـا ابـي كثيـرك ارجوك عطني بس لو بعض دينـي شرّك محى في صفحة العمر خيرك وحبك تركني هايـمٍ فـي سنينـي و انا ادري ان كل الحكي ما يثيرك لكن لزوم اقول وش صـار فينـي لابد ياتي يوم و تعـرف مصيـرك و تقول بعد غيـاب عاميـن وينـي خل الهوى خله لغيـري وغيـرك ذا ما جنته ايديـك ماهـي يدينـي اباتركـك للوقـت لازم يـديـرك ولا جيت ابا صافحك فاقطع يمينـي ذبحتها كلماته .. وماعاد للكلام داعى .. غرقت دموعها وجهها وهى تسمعه .. وصلوا البيت .. التفت عليها بهدوء " ماعندس شي تقولينه .. زين .. بأخليس ذلحين .. مقدر وضعس وتعبس .. لكن صدقينى ماراح أنسى لس ذا الكلمة .. وما اكون ولد ابوى إن ما طلعت عليس الأولى والتالى " رد عليها بصوت واطي لكن مليان قسوة .. دخلها الصاله وعطاها دواها وطلع .. سمعت صوت موتره برا .. وينه رايح ..؟؟؟ :: :: :: قربت العشر الآواخر تنتهى .. وقرّب رمضان يرحل بكل ما فيه من خشوع وسكينة ورحمة .. بكل ما حمل من طهارة وفرح .. وحزن .. قرب ينتهى وماندرى نلحق عليه السنه الجاية والا لأ .. وقبل العيد .. وقبل ما ينتهى رمضان برحمته .. وبكل اللى راحوا فيه .. ساره سافرت مع زوجها .. وكان وداعها يقطع القلب .. تعب فوق تعب .. والله المستعان .. اضطر أحمد يستعجل في السفر حتى قبل العيد .. لأنه تأخر واجد فى التسجيل ودامها وافقت تروح معه لازم يسافرون قبل نهاية 8 .. وداع تفجرت فيه كل المخاوف من الجاى .. وكل احزان الماضى .. كل قلق اليوم .. والخوف من بكره .. انتزاع ساره من بيتها ومكانها وأمها وأختها كان مثل انتزاع نخلة من جذورها .. مهما كانت الأرض اللى بتنزرع فيها خصبة يبقى البتر قاسي مؤلم .. سافرت وهالسفر ربطها بزوجها بشكل أكبر واقوى .. كان الملاذ والحصن لقلب قسمته صدوف الأيام .. وشطرته الغربة وقبل الغربة شطره الحزن واليتمْ .. ياترى .. وش مخبي لها هالوقت ..!!! قرّب العيد .. تكاثر الهم على قلب مها .. وشلون يعيدون وهو مهوب معاهم .. يبه شلونك ... ملل هالــكــون من دونك .. يبه شلونك ؟؟ وتمضي رحلة الدنيا.. بليا طلة عيونك..؟؟!! يبه شلونك ؟؟ وشلون المرض وياك ؟؟ بعد ماهدك بدنياك .. عساها تغمض جفونك ؟؟ تبي تدري عن احبابك ؟؟ عن عيون تغنا بك ؟؟ عن قلوب دفنها الشوق .. واذا جاها الغفا جابك ؟؟ يبه امي تخيلك دوم .. تغني لك مع القمرا .. يبه واللي خذاك بيوم .. خذا بنيتك بكرا .. خذا.. وياماخذا.. وياما .. خذا ناس يحبونك يبه شلونك ؟؟تبي تدري عن اخباري ؟؟ عن افكاري وتذكاري ؟؟ اشيلك داخلي جمره .. وبعيون الحزن عبره .. تغرقني .. وتحرقني .. اشوفك نجمة تجبر.. مراعيها .. يراعيها .. واشوفك للرجوله اسم .. اذا شد الزمن تقسى .. وحلم من معاني الحلم .. احسك مقبل بكرى .. وعيا لايجي بكرى !! ما عاد بي من حيل .. وين الحيل ؟؟ وانا اشوفك نهار و ليل .. مع اني ادري ما ترجع ..!! غريبه .. بعدها تدمع .. عيوني من هموم البين .. وادريبه مكانك وين !! ... مع َ هذا .. ارد و اسأل !! يبه .... وينك ؟؟ ولا كني اعرفك وين !! شبكت العشر في غيابك ... على راس ٍ كساه الشيب .. ومن وداك ... ما جابك .. ولا ادري وش يخبي الغيب وجرح ٍ عذّب احبابك .. يبه ..عيّا يخف و يطيب !! يبه .. كل جرح في الدنيا .. مصيره بالدوا يلتم ... ولكن البلا من جرح .. نزف فرقاك ... بليّا دم وهذا الفرق في جرحي ... عجز يلقا الدوا دكتور .. !! انا جرحي غريب الطور !! ينزف ... بس بليّا دم .. و زاد الهم فوق الهم ... و دام انك يبه غايب ... جروح الغيبه ما تـلتم .. بس عندي امل للحين !! ... و لا كنّي اعرفك وين !! يبه .. ذكراك تفرحني .... في نفس الوقت تجرحني !! ... لا من جبت في طاريك ... دموعي غصب تفضحني .... يبه تذكر زمانٍ مر؟؟ يبه تذكر مجالسنا ؟ مقلطنا ومجلسنا ؟ وحارتنا ومسجدنا ؟ يبه تذكر هدايا العيد ؟ صلاة العيد؟ وبشت العيد؟ يبه تذكر سوالفنا ؟ لاجل هذا .. وكل هذا .. اقول اليوم يايبــه .. ملــــــــــــــل هالكون من دونك :: :: :: قريب الساعه 1 ونص بالليل كانت مها تدور فى البيت الخاوى .. كانت صحتها أحسن .. بس روحها مريضة .. من يقدر لتعب الروح شهور .. سنين .. مرده بيطيح لو قاوم .. وآخرته بينهار ولو تظاهر بالصمود .. ماحد حولها أمها راقده فى حجرة أختها .. والجورى فى سريرها فى حجرتها .. وأختها سافرت .. يفصل بينها وبينها بحر .. وعمر بتعيشه كل وحده لحالها .. بعد ماكانوا توأم روح .. الوحده تحس باللى في قلب الثانية قبل لا تتكلم .. تحس بوجعها قبل تقول .. تحس بفرحها عمر جديد يمدّ بعمرها .. وينها راحت .. وينه .. راح وتركنا وراه .. الله يرحمك .. بلعت غصتها وطلعت تدور على شي ماتدرى وش هو .. طلعت للصاله .. للمطبخ .. للمجلس .. دخلت شافت سحور ماجد مرتب .. كم صار لها ما أشرفت عليه ..؟؟ الشغاله تحطه له .. والشغاله تشيله بدون ماتدرى هى حتى هو تسحر والا لأ .. تنهدت .. وكلام أختها يتردد فى راسها " أمانة وبتتحاسبين على هالشي يوم القيامة .." غمضت عيونها بقوة .. مقصرة تدرى .. بس ما تقدر تجبر نفسها .. كافى تعب وحزن .. ماعاد فيها تنكسر أكثر .. أخوه كسر كل شي حلو فيها .. اربع شهور كانت أكثر من كافيه تستنزف كل المشاعر والأحاسيس وتقتلها .. أربع شهور كانت أكثر من كفايه تسلخ روحها حية .. نكران وجحود وخيانة .. أربع شهور كانت كافية تنتزع ثقتها من نفسها عشان يدوسها منصور تحت نعاله .. وهو .. ظلمها .. وهى ظلمت نفسها أكثر .. وموت أبوها كسر الباقى فيها .. ماعاد فيه وقت للحساب .. ولا للعتاب .. له طريقه وهى لها طريقها .. فتحت عيونها اللى امتلت دموع .. وهى تشوف فراشه قدامها .. حست رجيلها ما تشلها من التعب .. طاحت جنبه .. مدت ايدها تلمسه .. تلمس المخده وايديها ترتجف .. رفعتها تشمها .. ريحة عطره هى الباقيه منه .. مافيه شي منه فى هالبيت .. وعقب ما يغيب .. ماراح تتذكره بشي .. دست وجهها فى المخده تبكيه قبل الغياب .. وبعد الغياب .. بكت كل شي حبته فيه.. وكل شي فقدته معه .. بكت أبوها اللى خذاه الموت .. بكت سنينها اللى حبست فيها الوجع فى نفسها لحد ما صار جرح ملتهب .. يهدد أنه ينفجر مع أى نسمة حزن جديد .. بكت .. فجأة .. انتزعها من حزنها جذبة ايد قويه .. سحبتها من ذراعها ورفعتها برعب وصوت يهدر فى أذنها " وش *** تبكين .." رفعت وجهها بصدمه .. وما شافت من الدمع اللى ملا عيونها .. بس الصوت اللى تعرفه خرق طبلة أذنها .. مدت ايدها بخوف تعدل جلالها اللى سحبه يوم سحب ايدها .. " ردي عليّ .." كان وجهه أسود وهو يقرص عيونه فيها .. خذت لحظات عشان ترجع للواقع .. وقفت وحاولت تسحب ايدها منه بس هو ماكان معطيها فرصه .. شدّها من ايدها لصدره وهو يصر على ضروسه "سألتس ليه تبكين.." صرخ بنبرة ارتفعت مع آخر كلمة .. " مافيه شي .. فك ايدي .." ردت بصوت مرتجف .. " وش تسوين هنا.. ".. " ما أسوي شي .." .. " هذا كله وما تسوين شي ..؟؟" .. ماقدرت تجاوب نزلت عيونها وثبتت نظرتها على ايده اللى ضاغطه عليها .. شحوب وجهها ودمعها كان أصدق من أي كذبة بتقولها .. " الجورى فيها شي .. " هزت راسها بلا وهى تحاول تسحب ذراعها من ايده .. " أمّس فيها شي .." .. " لأ .." .." ها وشو عليه ذا المناحه كلها اللى وقفت قلبي يوم دخلت ..؟؟" نشدها والغضب والخوف يملا كل كلمة تطلع منه .. " فك ايدي زين عورتنى .. " حاولت تبعد عن صدره .. " عورتس ..؟؟ طلعتى تحسين ومن لحم ودم .." قالها وهو يتمقت عليها عقب ما فك ذراعها .. " أمى .. أمى تقول لك تعال ارقد داخل .." ردت عليه وهى تسحب ذراعها وتفرك مكان مسكته .. " وش المناسبة ..؟؟" سألها وهو يطالعها من فوق لتحت .. " مهى بعدله ترقد هنا .. ماعاد به أحد عندنا .. غير أن وراك دوام ولازم ترتاح .. " قالت بتردد .." زين .. قلتى داخل .. وين داخل ..؟؟" رجع يسألها وهو يشبك ايديه على صدره .. " في حجرتى .. " قالت بهمس .. "وأنتى وين بترقدين ..؟؟ " سألها .. " مع أمى .." ردت وهى تحس بالخوف من أسئلته اللى ماتدرى وش وراها .. " سلامتس .." رد بكلمة وحده .. رجعت وراها بدون شعور .. " بترقدين عندى وبتقومين بواجبي .. كفاية قعدتى هنا كنى هندى والا عزوبي .. كلامى واضح .." .. " من فضلك .. مافيه شي تغير .. " .. " لا فيه .. وأشياء واجد تغيرت .. إذا مهوب عندس عندى أنا .. مهوب انا نسيت أنس مرتى .. يالله هذا الوقت جا .. ردي لى الذاكرة يابنت عمى .. يا زوجتى .." ابتسم بشماته وهو يشوف تعبير وجهها المصدوم .. :: الفصل السادس والعشرين سكرت المصحف وطوت سجادتها .. وقعدت تفكر .. ياترى اللى سويته صح والا غلط .. هذا مهما كان ولدها .. عضت شفايفها تحس بندم مختلط مع راحه .. ماقدرت تفسره .. راحه لأن هذا الشي اللى كان لازم من سنين تسويه .. عشان ترجع الأمور وتمشى صح .. عشان الكل يرتاح .. عشان هالصفحات تتسكر ويبدا الكل صفحات جديده بدون أى ذنوب من الماضي .. وندم .. على نظرة الأنكسار اللى شافتها في عيون أمها .. اللى ما صدقت الكلام الا بعد ما حلفت لها على المصحف .. شلون تصدق كلام مثل هذاعليه وهو ولدها .. روحها اللى راحت .. ضناها اللى مات .. اللى ما يقدر يدافع عن نفسه اللحين .. ماعمرها أوجعها شي مثل دموع أمها .. وبكاها وقلبها الكسير .. لما بكت أمها فى حضنها وهى بنتها مثل الطفلة اليتيم .. كان قلبها شوى وينقشع من مكانه من الحزن وهى تسمع شهقاتها وحرقة قلبها .. سامحينى يا يمه إنى كنت السبب .. سامحينى أنى كنت الحجر اللى كسر الصورة الحلوة حقته .. سامحينى أنى عرضتس لموقف ما تعرضه بنت لأمها .. بكت بصمت وهى تدعي لأمها .. ولأخوها .. التفتت على عيالها اللى راقدين .. الله يحفظهم لى ويبعد عنهم عيال الحرام وبنات الحرام .. تنهدت بالم وضغطت وجهها بكفوفها وهى تسترجع صورة أمها المصدومة .. اللى للحين مريضه من الموضوع برغم مرور ايام عليه .. لكن ما بينت لأحد شي .. ولا اشتكت .. انكسار داخلى هائل .. وجرح مفتوح معرض للألتهاب .. وروح فقدت البريق .. وعزة النفس .. فقدت الثقة فى اللى راح .. وخايفه من المجهول اللى جاى .. .. " وش فيهم عيالي تغطى عليهم .. " صاحت نوره بكبرياء .. تنهدت موضى بعمق .. صار لازم تتكلم .. مدت ايدها وصبت كوب ماى بارد وقربته من أمها اللى رفضت تمد ايدها وتاخذه منها .. صبت لها واحد ثانى وشربت منه شوي وحطته قدامها بكل هدوء .. " يمه .. أنتى كنتى تدرين أن منصور بدا يشرب قبل لا يموت .." رمت أول سهم وتدرى بيدمى قلب أمها .. لأنه كان الأقسى .. " ويش ..؟؟؟" ضربت نوره بكفها على صدرها بحسرة " ولو ما أنتى بصاحيه .." قرصت عيونها في بنتها بغضب .. " يمه .. تبين تسمعينى للآخر والا لأ .." ردت موضى بهدوء مخيف .. " وش أسمع ..؟؟ خرابيط .. يكرم ولدى عن اللى تقولينه .. روحى قولى للى قالس الكلام ذا يدور على واحد(ن) غير منصور يلزق فيه ذا السوالف .." ردت نوره بغضب شديد وتوتر .. " زين خلينا من ذى السالفه .. تخبرين الموضوع اللى مسكوه الشرطه عشانه قبل ياخذ مها ..؟؟" شبكت موضى اصابعها بهدوء وهى تحاول تحتوى غضب أمها .. " كان طيش شباب وانتهى .. انحبس له يومين عشانه وطلع مثله مثل غيره من الشباب .. " ردت أم محمد بتوتر .. " لأ يمه ما انتهى .. منصور رجع لمطارد بنات الحرام حتى عقب ماخذا مها وهى شافته بعينها وهذا سبب الزعل اللى كان بينهم .." قالت موضى .. حطت نوره ايديها على ركبها وتقدمت شوي وقالت بصوت عالى " وأنتى مصدقتها ..؟؟؟ " بصوت فيه رنة لوم لبنتها الكبيره أنها تصدق شي مثل هذا عن أخوها .. " يا يمه وش مصلحتها فى الموضوع تكذب وتخرب حياتها بيدها .؟؟؟ تراه ولدس وتعرفينه من يومه الله يرحمه طايش .. وبعدين أنا دريت بالموضوع على حياة منصور وكلمته فيه وهو بلسانه اعترف لى قبل لا يموت الله يرحمه .." .. بدت نوره ترتجف لا شعورياً " يمكنه قال لس كذا بس عشان يهديها يوم زعلت .. ولدى واعرفه أنا المربيته " ردت نوره وعيونها سراحانه ورا بنتها .. تشوف ذكرى قديمه .. " يمه .. هو أنا والا أنتى اللى نربي والا نحفظ .. الله سبحانه الهادي والتربيه مجهود من ابن آدم والأقدار تسبق .." سكتت موضى شوى وهى تشوف أمها مهى بمصدقه " يمه فديتس .. ترى تركى عنده خبر عن بعض الأمور .. سالفة الشرب معلمه واحد من أخوياه في شرطة العاصمه أن عندهم شقه ويجتمع هو وعيال الحرام اخوياه ويشربون .. هذا غير المصايب اللى تصير هناك وحذره عشان يحذر منصور لأنه خابر أنه نسيبه .. وماجد نهاه ولا انتهى يوم هاوشه حط أن الكلام كذب واشاعه .. بعدين مها تدري بكل اللى قلته لس لكنها بير ماله قاع .. مانطقت بحرف واحد حتى لأمها .. وهذاس أنتى مادريتى إلا مني ذلحين .. لو أنها وحدة(ن) غيرها كان والله ما تستر عليه أن تفضحه فى خلق الله صدق والا كذب .. واحلف لس بعد وأنا ما نشدتها أنه للحين ماحد درا بالموضوع من صوبها حتى أمها وأبوها .." سكتت شوى تعطى أمها فرصه تستوعب كلامها وكملت " يمه .. مها أصيلة وبنت عرب وتعرف الحق تحشم الصغير قبل الكبير .. تردا نصيبها عند أخوى ومع ذلك ما اشتكت ولا قالت كلمة .. ترملت وهى عروس مالها معه شهور ومع ذلك صبرت وحادت عليه ست شهور وجابت بنتها ولا قالت هاتوا حقنا من ورث المرحوم لا هى ولا ابوها .. أهملناها وأهملنا بنتنا ونفس الشي ماجا منهم غلط رغم أغلاطنا الكثيرة بحقهم .. صغيرنا قبل كبيرنا " سكتت شوى وهى تشوف صدمة أمها اللى ماقدرت تنطق بحرف " تهقين يا يمه لو أنها لولوه مرت محمد بسم الله عليه والا أختها آمنه .. بيسوون مثل ما سوت مها ..؟؟؟" سألتها سؤال تدرى بجوابه .. وتدرى أن أمها تعرف الجواب بس تكابر .. " حسبي الله ونعم الوكيل .." رددت نوره بصوت واطي .. " يمه .. تذكرين هوشتهم اللى كانت برا في الكراج يوم شافهم ماجد .. يوم قال أن منصور كسر جوالها .. وكلنا وقفنا معه يوم قال انه يجيها ازعاج وهو مهوب مرتاح أن مرته يكون عندها جوال .. الجوال كان جواله هو .. كان عنده جوال ثانى نفس جهاز مها يستعمله حق خوياته .. ويوم درت مها وتأكدت أنه يعرف بنات تهادت معه وطلعت تبي تروح بيت ابوها لحقها يبي يرجعها وعلى اساس بيتفاهمون تفاجأ بدخلة ماجد عليهم بالسيارة فضرب بجواله الجدار عشان ما يدري به ماجد .. ويوم سأله ماجد عن الموضوع قال سوء تفاهم بسيط ومها واقفة ما فضحته عند أخوه الكبير .. ورجعت للبيت عقب ما وعدها أن الموضوع ما يتكرر .. وهو ركّب المسكينة السالفه وهى ماتدرى عشان يغطي على عمره .." كانت موضى بكل حرف تغرز سكين في قلب أمها .. أمها اللى كان على عيونها غشاوة ظلم وكِبر وغرور .. " أنتى متأكده من اللى تقولينه .. تراه ميت ولا يقدر يرد عن عمره .." رفعت نوره عيونها لبنتها تسألها بأمل أن يكون الموضوع كله غلطه .. " يمه الله يرضى عليس وأنا بأكذب عليه .. تراه أخوى يا يمه وبعدين هو عند ربٍ رحيم الله يغفر له .. وش مصلحتى أكذب عليه والا أظلمه .. يا يمه والله ما قلت لس الا اللى أنا متأكده منه مليون بالمية والله أعلم باللي كان بينه وبينها وما ندرى به .. هو عاش معها في شك خرب عليه حياته لأنه هو بنفسه الله يغفر له كان ماشي غلط ومفكر الناس مثله .." ردت موضى بصوت واطي .. " وش اللى سويته يا ولدى .. ليه تظلمها وتخلينا نظلمها معك .. على حياتك وعقب ما توفيت .. " غمضت نوره وهى تحس الدنيا تلف فيها .. " يمه .. الله ما يرضى بالظلم .. والظلم ظلمات يوم القيامة .. ارفعى الظلم عن هاليتيمه يمكن رب ييخفف الحساب عن اللى ظلمها .." .. :: :: :: دخلت نوف على روضه .. " رويض .." نادتها .. " نعم .." كانت روضه مشغوله تلف شعرها بالفير .. " عندس حلق يناسب هالقميص .." سألتها نوف وهى ترفع قدامها قميص حرير بنفسجى فاتح .. التفتت عليها روضه تشوفها " هذا اللى بتلبسينه بكره ؟؟.." سألتها بشك .. " ايه .. ليه مهوب زين ..؟؟" سألتها نوف وهى تشوف القميص .. " لأ زين .. بس فكرت عقب حنتس وروحتس للسوق ذاك اليوم أنس بتلبسين الفستان اللى من بريشكا .. " ردت روضه وهى تلف تكمل شعرها .. " الفستان بيجيه وقت وبألبسه فيه .. لكن دامس ما أنتى معيده بشي فخم باسوي مثلس .. بعدين ودى اقول لس شي .." طوت القميص في حضنها وهى تقعد على طرف السرير ورا روضه اللى قاعده على الأرض قدام المراية تلف شعرها .. " قولى ياختى .. " ردت عليها روضه وهى تشوف انعكاس أختها اللى وراها فى المرايه.. " ودى نروح نعايد بيت عمى بكره الصبح .." قالت نوف بتردد .. " أكيد بنروح لهم .. " .. " ونتغدا عندهم نوسع صدورهم .. " كملت نوف .. " والله مادرى عن الغدا .. امى تعبانه لها كم يوم مادرى شفيها .. غيرعن أن أبوى يتغدا بدرى يوم العيد .." ردت روضه وهى تسكر الفير .. " صحيح حتى أنا لاحظت أمى .. طافيه وتعبانه لهت كم يوم .. سألتها وش فيها وماعلمتنى .. بس موضى تدرى .. أحس لمن قعدت أنه بينها وبين أمى كلام بالعيون .." ردت نوف وهى حاطه ايدها على خدها .. " أحلى يا كونان .. وكلام العيون هذا وش يقول .. " ردت روضه وهى تلف شعرها .. " ترانى صادقه .. والله أن موضى تدرى بعلة أمى لكن ما يبون يعلمونا .. نشدتها وقالت أمى مافيها إلا العافيه .. " علقت نوف .. " أصلاً من زمان مهوب من اليوم وأسرار أمى كلها عند موضى .." ردت روضه وهى تلف عليها .. " خلاص .. معناه نروح نعيد على بيت عمى ونقعد عندهم شوي ونرجع .. ونتعشى عندهم ثانى ايام العيد .." قالت نوف بتفكير .. " شكل المخ عندس فاصل من جد .. ثانى ايام العيد يا حلوة بيجونس بيت خالتى كالمعتاد ومهوب طالعين منس الا عقب المغرب .. شرايس نخلى روحتنا لبيت عمى بكره العصر ونتعشى عندهم بالمره ونستانس مع مهوى .. " صفقت روضه بايديها يوم لقت الحل .. " ياليت والله .. مشتاقه لها ما تتصورين وش كثر .." ردت نوف بهمس وهى سرحانه .. رفعت روضه عيونها لأنعكاس أختها في المرايه قدامها وهى تحمد الله وتشكر فضله اللى ردها لهم رداً جميلاً .. :: :: :: مسحت عيونها بطرف جلالها اللى على راسها .. استغفرت ورجعت تسبحن .. غصب عنها سحبتها الذكرى لكلام بنتها موضى .. هذي آخرتك يا منصور .. غمضت عينها على دمعة حارة وهى تتذكره بزر .. صورته فى خيالها بزر يحبي .. يركض .. وعقبه يوم دخل المدرسة .. يوم بيوم كانت معه تربي وتعلم وتحفظ .. ومع ذلك .. سبحانه الهادي .. ماحد جننها كثره .. وماحد شيب براسها وبراس أبوه كثره .. كان القريب لقلبها اللي يعرف لها .. متى تزعل وشلون ترضى .. كان يوطي على ايدها يحبها لمن دخل عليها .. يرقد على رجلها ويسولف عليها وش سوى و وين راح .. ومع ذلك تكون هذى نهايته .. نهاية تعبهم وشقاهم .. بالاخير يصير حسره بقلوبهم لين الله يجمعهم به فى دار القرار .. بدا سيل دموعها عساه يغسل نفسها من الحقد والبغض لانسانه كانت مظلومه وهى ظنتها ظالمه .. يالله انك ترحمه وتغفر له وتتجاوز عنه .. يالله أنك رحمن رحيم .. :: :: :: سحبت مها الشرشف بكل قوتها .. قال يبي حقوقه قال .. بكل عنف كانت تغير شراشف سريرها .. سحبت المخده وطلعتها من الغطا .. ماصدّق لقاها فرصه ينتقم منى .. عشانى قلت له أنت اللى نسيت أن لك مره .. غلطه .. الواحد ما يغلط ؟؟.. والله إنى ملقوفه ولسانى متبري منى .. وليش ما تقولين أنس قلتى الحقيقة اللى تمنينها .. فرشت الشرشف النظيف وهى للحين غارقه بأفكارها .. اى حقيقة .. انس تحبينه وتبينه زوج وابو بمعنى الكلمة .. غمضت عيونها بقوة وسحبت نفس عميق .. يمكن .. بس أنا مهوب مستعده لحد اللحين .. ومتى بتكونين مستعده ؟؟؟ .. مادرى .. بعض الأشياء ما تبي لها ترتيب .. بعض الأشياء الترتيب يفقدها الروح والمعنى .. عضت شفايفها بقسوة والأفكار تدور فى راسها وتنعكس على حركة ايديها اللى تفرش وتمهد وترتب بسرعه .. أحسن شي أرتب له المكان وأطلع ارقد عند أمى .. دخلت الحمام بسرعه ترتبه وتتأكد أن مالها أغراض فيه .. فتحت الكبت خذت أغراضها اللى تحتاجها .. شوى وتسمع صوت مسج فى جوالها .. هذى أكيد السورى فديتها .. ماحد يطرش لى مسج ذا الوقت الا هى .. " لا ترقدين قبل ما أرجع .. ولا تفكرين ترقدين عند أمس .. ترى بأدخل وبأسحبس ولو كنتى فى حضنها .. وعلى فكره .. ترانى جويع .. نص ساعه وأكون عندس .." .. رفعت عيونها مندهشه حشى جنى .. كنه سمع اللى أفكر فيه .. دخلت عليها أمها " بسم الله الرحمن الرحيم .. وش تسوين .. "سألتها وهى تشوفها قالبه الحجره .. " ولا شي يمه .. أرتب الحجره .. ماجد بيمسى هنا .. " ردت مها وهى تشغل نفسها تتحاشى نظرة أمها لها .. " زين سويتى .. معناه خلى الجورى تمسى عندى .. وأنتى أمسى عند رجلس .. " ردت عليها أم ناصر وهى ترفع أكمامها عشان توضأ .. " لا فديتس .. أنا خلصت باصلي لى ركعتين وبأجى أرقد عندس .." ردت مها وهى تشيل الشراشف المستعمله بين ايديها .. " ماله داعى .. رجلس هنا أمسى عنده .. أنا باصلي وبأقرا وردى وبأرقد .. وبنتس عندى ماعليها شر.. قابلى رجلس .. لا تفشلينا فيه .." وطلعت امها وخلتها .. طالعت مها أمها بحزن وهى تقول في قلبها حتى أنتى يمه علي ..!!! :: :: :: فى الطريق كان يفكر شلون بيتعامل معها .. عمره ماخذا شي غصب على انسان حتى لو كان هالشي حقه .. يقدر ياخذه باللين والسياسه .. جات عليها هي و وقفت ..؟؟ .. ما قدر يتخيل ياخذ شي منها بالطريقه هذى .. بالغصب والإكراه حتى لو كانت زوجته حلاله .. رجولته وكرامته ماتسمح .. انسانيته ترفض هالأسلوب .. القسوة ما تجيب الا قسوة وهى أصلاً تعبانه وفى وضع ما يساعد أنها تفهم اسبابه .. اللى صبره هالشهور يصبره الليله .. بيقرب منها خطوة خطوة عشان يثبت نفسه عدل .. ما يبي يخسر الاولي والتالي عشان شي زايل مهما كان هالشي ثمين بنظره .. والا يتمناه من سنين .. " من فضلك .. مافيه شي تغير .. " قالت له وهى تطالعه بخوف .. يتذكر نظرتها له .. الا كل شي تغير يا مها .. تعبت وماعاد فينى صبر .. ماعاد عندى وقت .. أبي أرتاح الشهور اللى باقيه .. أبي اروى عطش سنين راحت .. وسنين جايه يمكن ما أعيشها معس .. شاف الظرف اللى على الكرسي اللى جنبه .. الظرف اللى حكم على حياته وخلاه يستعجل بأشياء واجد كان يبي لها وقت .. سحبه وحطه فى درج السيارة وسكر عليه .. أبي أرتاح .. أبي أحط راسي على المخده ليله وأنا مرتاح .. ليله وحده بس تشوفينها واجد علي ..؟؟ من عرفتس ما عرفت طعم الراحه .. تنّهد .. سنين يا مها وأنتى حلم .. أبي أعيشه مره .. ليه مستكثره الحلم علي..؟؟ ليه .. خذته الأفكار بعيد .. مرّ المطعم وخذا العشا اللى طلبه أول ماطلع من بيتهم .. الأكل مع بعض بيخفف شوى من الأرتباك .. ثياب العيد حقته جاهزه معلقه ورا .. التفت على العلبة اللى على الكرسي اللى جنبه .. وهو يتسائل فى نفسه بتعجبها والا لا ..؟؟ .. :: :: :: دخلت الصينية لحجرتها عقب ماجهزت له سحور خفيف .. شوربة وسلطة .. عقب ما رتبت المجلس برا وشالت فراش ماجد ورتبت المكان مثل ماكان على حياة ابوها .. غصتها العبرة وهى تدرى أن هالمجلس ماراح يحضن قعدته يوم العيد ويستقبل فيه جماعته .. تدرى أن المدخن ما راح يدور في بيتهم بكره ينشر زهوة العيد وريحة الفرح وبهجة اللمة اللى فقدوها .. مهى بقاعده معه تقهويه قهوة العيد وأمها قاعده جنبه ووريحة الحنا تملا كفوفها وحب الهيل يلمع كلما حركت ايديها .. يبه أمى ما تحنّت .. ولا برزت ثوب العيد .. ولا شرينا فواله .. ايّ عيد عقبك يا يبه .. وش العيد عقبك يا يبه ..!!! دخلت الحمام تاخذ لها شاور سريع قبل يجي ماجد .. واحتارت وش تلبس .. في الاخير قررت تلبس بيجاما حرير طويله .. طلعت من الحمام .. لبست جلال الصلاة وفرشت سجادتها تصلي سلمت وهى تسمع رنة الجوال .. لحقت على اخر رنه " الو .." ردت بسرعه .. " بدري .. وينس لي ساعه ادق .." قال ماجد بضيق .. " موجوده .." ردت بتوتر.. " والله ..؟؟ زين اطلعى لى برا ساعدينى .." سكر على طول .. نزلت جلال الصلاة وطوت السجاده ربطت شعرها بالعضاضه وطلعت له الصاله .. فتحت الباب وانصدمت يوم ضربت بوجهها كيسة ملابس .. " وخري وراس .." قال لها بعصبية .. استغربت منه .. يقول لها تعالى ساعدينى وعقبها يقول لها وخرى وراس ... غريب .. دخل في ايده كيس الملابس رافعه بيد وباليد الثانيه أكياس أغراض " شيلى الثياب دخليها داخل .." مدت ايدها وهى ساكته وخذت منه العلاق حق الثياب وراحت داخل .. انصدم ماجد من شكلها .. صح مهوب أول مره يشوفها لابسه بيجامه .. بس .. مايدري .. يحس هالمره غير .. بس اشتاق لها والله العظيم .. لكلامها .. وحياها .. ولنظراتها لمن ضايقها .. حتى لبعدها عنه ورا جدار عالى صار يحسه ينهد بينه وبينها شوى شوى .. لين صار موضوع أبوها الله يرحمه اللى رجع الجدار من جديد .. بس هالمره ماراح يسمح لها تبتعد وراه .. نفخ صدره ودخل وراها يشيل باقى الأكياس .. :: :: :: وعلى بعد أميال بعيده .. وفى مكان ثانى كان توه الليل .. ساره فى شقتهم عقب ما استقروا .. مدينة هاديه نوعاً ما فى مقاطعة ويلز .. تبعد عن لندن وصخبها اربع ساعات تقريباً بالقطار .. كارديف مدينة جميلة تجمع بين هدوء الريف واكتفاء المدينة من الحاجات الضرورية بعيد عن الصخب والضوضاء .. استقروا في هالمدينة لأن أغلب الطلاب والعائلات القطرية ترتاح هناك .. مجموعة كبيرة من العرب من مختلف الدول .. بحيث الواحد ما يحس بضغط الغربة بشكل كبير .. كانت ساره تحس بالوحشه .. تلعب بجوالها وتفكر تتصل فى مها والا لأ .. أول عيد تقضيه وهى متزوجه .. أول عيد تقضيه بعيد عنهم .. وأول عيد تقضيه بعد وفاة ابوها .. الشقه كانت حلوة وصغيره .. يادوب تكفى شخصين .. نظيفه انتقلوا لها اليوم العصر بعد ما قعدوا فى الفندق اسبوع تقريباً .. المنطقة حولها جميلة موقعها على أطراف المدينة تبعد عن جامعة أحمد تقريبا ثلث ساعه .. أفطروا فطور خفيف وعقبه طلع أحمد عشان يشترى لهم شوية أغراض ضروية تكفيهم يوم يومين لحد ما تفضى ساره وتطلع تشترى اللى ناقصهم .. قامت من الكنبة ووقفت عند الدريشه تشوف الجو برا .. توها الشمس تغيب من ساعه .. طبيعه سبحان من خلقها لكن القلب ثقيل .. فتحت التدفئة يوم حست بلسعات البرد .. بعدها ماتعودت على البرد هنا .. وماتدرى هو الجو برد فعلاً .. والا برد الغربة اللى تحسه فى عظامها .. شوى وصلتها نغمة مسج على جوالها .. مهوي .. أكيد مهوي .. فتحته بقلب يرجف .. لكنها تفاجأت شافت رقم غريب ومسج أغرب .. :: :: :: " زين انس ما رقدتى .." قال لها ماجد وهو يدخل وراها .. " وين أرقد وأنت ماتعشيت .." ردت عليه بهدوء بدون ما تذكر له المسج اللى يهددها فيه .. " اخذى العشا هذا ورتبيه على الطاولة .. " مدّ لها الكيس اللى كان شايله في ايده .. " ليش ماقلت لى انك جايب عشا .." سألته وهى تطالع الأكياس .. " باكل عشاس وعشا المطعم .. فيها مشكله ..؟؟ " قال لها وهو يبتسم .. " بكيفك .." ردت عليه .. عطاها أكياس المطعم ونزل شنطته ومشى للسرير وقعد على طرفه ومها مشغوله تطلع الأكل وتحطه على الطاولة الصغيره بين الكرسيين .. رفع راسه يشوف الحجره حوله .. ناعمه وهاديه مثل صاحبتها .. عجبه ذوقها فى الستاير .. رومانية جايه على جنب .. مع لون الموكيت .. والكنب .. شاف على الارض أثر اربع قوائم مستطيلة جنب السرير .. أكيد هنا كان سريرالجورى .. " حلوة غرفتس .. " رفعت مها راسها له بدون تعليق .. " علقت ثيابك هنا .." وفتحت له باب الكبت اليسار عشان يشوفها .. " تحب أفضي لك شنطتك .." سألته بأدب .. " لأ أنا بأفضيها عقب .. هذا الحمام .." اشر بيده على باب الحمام .. " ايه .." .. " زين بأقوم اغسل .. " دخل ورفع أكمامه وغسل ايديه وهى تشوفه من طرف الباب المردود .. وفى عيونها صورة ثانية تذكرها بالمنظر هذا .. غمضت عيونها بقوه وبدا صداع يدق فى راسها .. " شفيس .." .. انتبهت له وهو قدامها وعيونه كلها قلق .. " سلامتك .. شوى صداع بس .. " .. " زين تعالى اقعدى جنبي .. " مد ايده لها .. " ماجد .. أبي اروح أرقد .. " ردت برجاء .. " اظلمت عيونه " وين بترقدين .." سألها .. " عند امى .. الجورى عندها اخاف تزعجها .. " قالت تدور لها عذر .. " الجورى شوى وتكمل الثلاث سنين .. مهى بزر عشان ترقدين جنبها .. اقعدى تعشى معي .. ما اعرف اكل لحالى .. وما ابي ازيد فى الكلام .. راسي بدا يوجعنى .. " قال لها بضيق .. تنهدت وقعدت .. وبهدوء بدو ياكلون .. كان يقطع لها ويحط قدامها .. وهى تاكل غصب .. " أنا بأقوم من بدري عشان ألحق صلاة العيد .. مافيه داعى تقومين معى .. " قال لها بهدوء .. " عادى اصلاً متعودة اقو ... " قطعت الغصه كلامها .. وامتلت عيونها بالدموع .. متعودة تقوم مع أبوها من بدري .. تعيّد عليه وتعطره وتدخنه قبل يروح الصلاة .. لكن من له بتقوم اللحين ..؟؟؟ ومن ينتظرها عند باب المجلس تجيب له العود .. ؟؟ ارتجف وجهها بشكل لا ارادى .. ونزلت اللقمة من ايدها .. مسك ماجد ايدها وباسها .. وخذا كوب الماى وقربه لشفايفها هزت راسها بلا .. " اشربي شوى .." طلبها بهمس .. شربت .. وبلعت الغصه مثل ما بلعت غيرها .. " الحمدلله .." قام ماجد يغسل ايديه وقامت مها تشيل باقى الأكل .. رجع لها ماجد " وش تسوى .." سألته وهى تشوفه واقف جنبها .. " أساعدس .. " رد ببساطه .. " مافيه داعى .. " قالت له .. " مافيها شي .. قدامى للمطبخ .. " شال الصينيه وهى شالت الأكياس .. حطوها فى المبطخ وراحت مها للمغسله " وش تسوين .." سألها .. " ابي اغسل المواعين .. " .. " مابه غسيل ذلحين .. الساعه قربت 2 وربع .. ورانا قومه من الصبح امشى قدامى ابي ارقد .. "وقف جنب الباب .. " ما يصير نخليها كذا .. " .. " قطى الاكياس فى الزباله والاكل اللى تبينه حطيه فى الثلاجه وخلصنا .." .. نفذت مها كلامه لما شافته واقف ومصمم تطلع قبله .. غسلت ايديها وطلعت قدامه .. قلبها كان يرجف وايديها عرقانه .. دخلت الحجره وهو وراها وسكروا الباب .. :: :: :: فتحت ساره المسج واستغربت .. الرقم غريب ماتعرفه والمسج أغرب منه .. في عيد ميلادك كل القلوب ورود يا وردةٍ ما تشبهك أى وردة هَذَا الْفَرَحْ مَالَهْ بِهَالَّلحْظَـةْ حُدُودْ وِدَّهْ يِسَــوْلِفْ لِـ الـزَّمَنْ عَنِّـكْ وِدَّهْ يَاللِّيْ الْقُلُوبْ فِيْ عِيـدْ مِيلاَدِكْ وُرُودْ يا وردةٍ بك ياصل الزين حدّه تنهدت .. ياحظها اللى عيد ميلادها ذالليل .. وليلة العيد .. ولا مسج حلو بعد بالمناسبه .. شوى وسمعت جرس الباب يدق .. أحمد معه مفتاح من اللى بيجيها وهى ماتعرف أحد ..؟؟ .. مشت للباب وطلت من العين السحرية ماشافت شي .. فكرت يمكن غلطان .. لكن اللى برا رجع يدق وهالمره على الباب .. رفعت راسها تطل مره ثانيه .. شكله مغطى العين بايده .. خافت وتكلمت من ورا الباب بالانجليزي " من اللى برا .." .. مارد عليها .. رفعت ايدها بهدوء وقلبها يدق مثل الطبل تتأكد أن الاقفال كلها مسكره عدل .. رجع يدق .. تراجعت وراها والجوال فى ايدها تتصل على أحمد .. سمعت نغمة الأتصال .. مايرد .. تزايد خوف ساره " ألو .. "رد أحمد .. " أحمد وينك .. " سألته بخوف .. " وشفيس .. " .. " فيه احد برا الباب يدق وأكلمه ومايرد علي .. ارجع بسرعه الله يخليك .." .. سمعته يضحك .. افتحى الباب زين .. " مشت للباب وهى تسمع صوته برا.. فتحت الباب والجوال للحين على أذنها .. " ليه تسوي كذا .. " سألته بصدمه .. " فديتس والله .. ليتس تشوفين وجهس بس .. " رد أحمد وهو كاتم ضحكته غصب .. " والله ماعندك سالفه .. نشفت دمى وتضحك ..؟؟ " ردت ساره بتوتر .. " لا تبرطمين يابنت الحلال شلى ألأكياس اللى على الأرض ساعدينى .." حطت جوالها فى مخباها ودنقت تاخذ الأكياس اللى عند الباب وهى تحلطم .. مشت قدامه للمطبخ " باقى أغراض أرجع آخذها .. " سألته بضيق .. " لأ .. ما بقى شي .. " التفتت وراها وضربت بصدر أحمد اللى كان واقف قريب منها .. " شفيك .. " .. " مافينى شي .." صدت وهى تحاول توخر من طريقه .. " وخر عنى .. " قالت له وهى تسوي روحها زعلانه منه .. لكنه رجع وسكر عليها رفعت عيونها " فيه شي .؟؟. " سألته وهى تتأفف من الحركه " ايه فيه .." جرها من ايدها وكمل " تعالى اقعدى أول .." قعدت على طرف الكرسي " نعم .. " شبكت ايديها على صدرها .. " الله ينعم عليس .. أول شي .. تفضلي .." طلع من ورا ظهره باقة ورد صغيرة .. " والمناسبة .. " سألته وهى تطالع الورد ومكتفه ايديها .. " المناسبه عيد ميلادس يا قلبي .. يا وردةٍ بك ياصل الزين حده .. " رد وهو يبتسم .. "ايوااا .. أنت اللى مطرش المسج .. " سألته وهى تهز راسها .. " ايه أنا .. " اعترف لها .. "بس اليوم مهوب يوم ميلادي .. " ردت عليه وهى تطالعه من طرف عينها .. " من اللى يقوله .. " سألها بكل براءه .. " أنا اقوله .. " .. " وشدراس .. " .. " شهادة ميلادي .. " .. " ومن اللى مطلع شهادة ميلادس .. " .. " وزارة الصحة .." .. " افاااااا .. وأنتى بتصدقين وزارة الصحة والا بتصدقين رجلس .. "سألها بخيبة أمل .. ضحكت ساره .. " لا بأصدق رجلي .. بس وش السالفه .. " .. " زين اخذى الورد أول .." مدت ايدها وخذته منه .. كمل كلامه "سألتينى وش السالفه .. أنا بأقول لس .. الواحد مهوب يوم ميلاده اليوم اللى انولد فيه .." سألها .. " بلى .. " .. " وشاف الحياة .. وعاش بسعادة .. " .. " ممكن .. " .. " طيب .. ويحتفل فيه بأول مناسبه مرت عليه كل سنه .. " .. " يا ليل زين يا أحمد .. متى بتخلص .. " سألته وهى تقلب عيونها فوق .. " خلصنا بس خلس معى .. بما أنه هذا أول عيد تقضينه معى .. وأول عيد بعد زواجنا فأنا أعتبره يوم ميلادس .. قبل أشوفس ماعرفت الحياة ولا عشت .. هذا أول عيد ميلاد لس .. معى .." طلع من مخباه علبه صغيره وفتحها قدامها .. ساره تفاجأت .. فتحت عيونها على كبرهم .. غصتها العبرة .. وماقدرت تتكلم ..رفع بأيده سلسله يد مشبوك فيها بيت صغير وقلب ومفتاح وحرفين " شوفي .." قال لها وهو يلقط البيت الصغير باصابعه " هذا بيتنا .. وهذا .." مسك الحرفين .. " أول حرف من اسمس واسمي .. تراهم يعيشون فى البيت .. وتراه ملك مهوب آجار .. وهذا .." مسك القلب الذهبي الصغير .." قلبي .. وهذا .." مسك المفتاح الصغير " مفتاحه .." ربط السلسلة حول ايدها وكمل " في ايدس .." رك يدها بنعومه وهو يقربها من شفايف ويبوسها .. اهتزت الأشكال الصغيرة بصوت موسيقى عذب .. ساره دمعت عيونها وحذفت روحها على أحمد .. شبكت ايديها حول رقبته وهمست " الله لا يحرمنى منك .." :: :: :: دخل ماجد الحجره وفصخ ثوبه وعلقه على طرف الباب .. مشت مها وقعدت على طرف السرير .. لف وراه وطفى الليت وراح للجهة الثانية من السرير ورفع اللحاف ودخل تحته حط راسه على المخده ومد ذراعه " تعالى .. " أمرها بصوت هادى.. " ماجد الله يخليك أمى فـ... " قالت بصوت يحمل فيه كل توتر هالعالم .. " وطى صوتس وتعالى ارقدى .. ورانا قومه من فجر .." قطع كلامها بصوت حازم .. دخلت مها السرير ورقدت على الطرف البعيد .. " قلت لس تعالى .. " كرر الأمر كانت ترتجف .. وبنفس الوقت يملاها فرح غريب وخوف .. قربت منه حطت راسها بخفه على ذراعه .. لف ذراعه عليها وقربها من صدره .. كان الضجيج يملا صدرها .. وصوت قلبها عالى تحسه يسمعه .. ألف فكره وفكره دارت في راسها .. وألف خوف مظلم سكن الزوايا .. أنفاسها كانت سريعه .. لكن هدوءه وانتظام دقات قلبه وتنفسه تحت راسها طمنها .. وشوى شوى بدت ترتاح .. هدت وغادرتها كل الأفكار المظلمه وتركت المساحه لهدوء واحساس رقيق بالأمان .. والدفا .. والحاجه .. رفعت ايدها وضمتها على صدره وغفت .. يالله .. قربها عذاب وراحه فى نفس الوقت .. يقدر ياخذ اللى يبيه منها .. متأكد يقدر بكل بساطه يخليها ترضخ له .. لكن لا .. ما يبي هالشي يجى غصب بالقوة .. يبيه يجى غلا وحب وثقة .. يبيه شي دايم مهوب لحظى .. غصب عنه يضبط نفسه .. لأن اللى يحسه تجاهها أكبر من أنه ينحجز برغبة جسد أو وقت وينتهى .. باللحظه هذى كانت حاجته لها شعور أقوى من حاجة زائلة او رغبه وتنتهى .. كان يبي يرتاح .. من سنين ما ارتاح .. يلومها والا يلوم نفسه .. مستكثره علي يا مها ليلة راحة .. أبي أرقد .. محتاج أرقد .. من عرفتس ماعرفت للراحه طريق .. اششش .. بس .. اسكتى ونامى .. اسكنى ضلعى .. واملى كل مساحاتى مطر .. محتاج لس .. خلينى أنام .. خلينى أنسى .. الحمدلله ان الليت مطفى وما فيه أى نور يفضح مشاعره .. حس فيها هدت عقب ماكانت متوتره .. حس بكفها يتسلل لصدره ويغفى .. مثل ماهى غفت .. غفى .. صحى مستغرب المكان .. فتح عيونه وتذكر وينه فيه .. التفت يدورها .. كان المكان خالى .. سمع صوت الماى فى الحمام .. التفت يدور ساعته .. كانت خمس الا ربع .. تنهّد ورجع راسه للمخده .. رغم أنه مانام الا ساعتين إلا أنه يحس براحه .. كأنه نام يوم كامل .. شفتى النوم جنبس وش يسوي فينى ..ليتس بس قلتى لى أرقد داخل من زمان .. ابتسم وهو يكلم نفسه لازم أهدّ الجدار .. بالصبر والحب .. شوى شوى ومصيره ينهدّ .. شوى وانفتح الباب بهدوء .. التفت وشافها .. صحت وراسها على صدره .. ودفا أنفاسه يغمرها .. غمضت مره ثانيه .. هى بحلم والا بعلم .. صوت نبضات صدره تحت كفها تقول لها أنه حقيقه مهي بحلم .. كان راقد بهدوء .. على كثر ما خافت منه على كثر ما كبر في عينها .. كل الخوف تلاشى .. باست صدره وقامت تسبح عشان تلحق توعى أمها لصلاة العيد .. بسرعه خلصت وطلعت .. فتحت الباب بهدوء على قد ما تقدر .. وطلعت .. " أزعجتك .." سألته بهدوء لما شافته واعى يطالعها .. " لأ .. " رد عليها .. " طيب قوم عشان تسبح وتلحق على صلاة العيد .." قالت له بإرتباك وهى تشوفه يطالعه بالروب .. " ان شاء الله .. " رد عليها وهو يبتسم .. " وش تبي فطور .. " .. " ولا شي .. " .. مرت من جنبه تبي تطوف .. مسك طرف الروب .. سحبته منه .. " تعالى .. " ناداها بأمر.. قربت شوى .. حذف اللحاف عنه ووقف أطول منها وقرب صوبها .. ضمها لصدره .. تنهد وهو يبوس جبينها " يا صباح العيد .. " .. ارتبكت " يالله عشان ما تتأخر .. " .. " زين زين .." فكها وهو يبتسم ولف وراه للحمام .. التفتت وراها بسرعه تلبس قبل يغير رايه ويطلع .. تبتسم .. عقب نص ساعه دخلت الحجره كان يسكر ازرار ثوبه قدام المرايه .. حطت الفطور على الطاولة وقربت منه المدخن حق الفحم .. فتحت علبه على الكومدينو فيها عود .. حطت له وبدت تبخره .. مسك ايدها وباس اصابعها " صباح الخير .." صبّح عليها بهمس .. " صباح النور .. " سحبت ايدها بتردد من بين اصابعه .. صبت له كوب حليب يشربه قبل يطلع .. " بأصلي وبأروح أعايد أبوى وأمى وعقبه بأجيس .." .. هزت راسها وهى ماتدرى وش معنى بأجيس .. :: :: :: قعدت مها تقهوى أمها وهم حاطين التلفزيون على الحرم .. يسمعون تكبيرات الأحرام تملا الجو بالسكون والإيمان .. قلوب توجهت للخالق بالدعاء والخضوع وكان نصيبها الرحمه والغفران .. " ماجد قال لس شي عن الملحق اللى يبنيه .." سألتها أمها بهدوء .." لا يمه ماجات سيرة الموضوع ليه.." نشدتها مها وهى تقهوى .. " يابنتى قولى له لا يتخسر أنا ما أنا بقاعدة فيه .." ردت منيره .. " لا تحاتين .. ماحد منا بقاعد فيه .. " قالت مها .. " أنتى بتروحين لبيتس مع رجلس .. وأنا بأروح عند خالس .." .. توقفت ايد مها وهى ترفع الكوب لشفايفها " ويش .. وين بتروحين ..؟؟" سألت أمها وهى مهى بمستوعبه اللى سمعته منها .. " بأروح لخالس .. مكلمنى ويبينى أروح له .. " عادت منيره الكلام على بنتها وهى متأكده أنها سمعتها من أول مره .. " وأنا يمه .. أنا ..؟؟" سألتها بخوف .. " ماعليس شر .. عند رجلس رجال(ن) فيه خير ولا يتعوض .. احرصي عليه .." .. " يمه لأا تروحين .. أنا باقعد معس هنا .." ردت مها بإرتباك .. وهى تحس كل شي تحبه بدا يبتعد عنها .. " وبيتس ورجلس .." رفعت أم ناصر عيونها في بنتها .. " بكيفه .. أنتى أولى .." ردت مها بعصبية .. " لأ يا يمه ..رجلس أولى وبيتس .. خالس مهوب بعيد .. لبغيت أجيس جابنى لس .. ولمن جات العطله تعالى لى أنتى والجورى .. أنا ماعاد لى قعاد هنا عقب أبوس .." دنقت منيره وعيونها تدمع .. ومها انصدمت وماقدرت ترد .. وهى تحس كل شي حولها ينهار .. ابوها ورحل .. أختها وسافرت ما بقى لها إلا أمها وبتخلى عنها وبتروح .. صلوا صلاة الظهر .. وكانت الجورى تلعب جنب أمها وجدتها فرحانه بثياب العيد .. مها غلبها الصمت عقب تصريح أمها اللى فجر فيها اشياء كثيرة وداس على اشياء أكثر .. " الجورى تعالى فديتس .. لا توصخين ثوبس بابا ماجد ما شافه للحين .." نادتها مها وهى تشوفها تفتح جالاكسي .. " الله يخليها لس وتجيبين لها أخوان وخوات .." دعت لها امها .. " لو أجيب عشره ماحد بماخذ غلا الجورى .." ردت مها وعيونها متعلقه ببنتها بمحبه .. " السلام عليكم .. وش فيها الجورى .." دخل عليهم ماجد وهو يلقط أخر أطراف الكلام .. دنق على راس عمته " عيد الله عليس مبارك يا يمه .. السموحه منس ما واجهتس الصبح أعايدس والجوال مشغول على طول الخط .. " تعذّر منها وهو يقعد جنبها .. " جعلك من عايد العيد يا ولدي .. شلونك .." تحفته منيره .. "بخير فديتس .. شلونكم أنتو وشلون الجورى .." .. " بخير الله يسلمك .. " .. جاته الجورى تركض له " هلا هلا .. " قال لها وهو يحضنها ويبوسها ويقعدها فى حضنه .. " عيدس مبارك .. الله وش ذا الزين .. هذى 500 عيديتس منى .. وهذى 500 عيديتس من جدس .. وهذى 500 عيديتس من جدتس .." كان ماجد يطلع الفلوس ويحطها فى شنطتها .." بس الله يهديك البزر وش عرفها بالفلوس .. " قالت له مها .. " هذى عيدياتها ولازم تاخذها .." رد ماجد وهو يطالعها .. " تاخذها وش تسوي فيها ..؟؟" ردت عليه بعتب .. " أنتى وش تسوين بالفلوس .. " نشدها ببراءه .. " أكلها وش اسوي فيها يعنى .. ؟؟ " ردت عليه مها وهى مسويه روحها ضايقه .. رد راسه ورا وهو يضحك والجورى فى حضنه تطالعه وتضحك مثله .. ابتسمت مها غصب عنها وهى تشوفهم .. " خلاص سكرنا على عيديات أول يوم .. خشيهم فديتس عشان تروحين فيهم الألعاب مع ماما .." قال ماجد للجورى وهو يبوس خدها .. خلاها تلعب فى حضنه ورافع راسه لأم ناصر " وش تقولين يمه عن غلا الجورى .." سألها وعيونه تراقب مها .. " أقول لمها هاتوا لها أخو والا أخت.." ردت منيره .. " وكلامى مثل كلام أم الجورى .. لو يعطينا الله عشره ما خذوا غلا الجوهره ذره .." ضمها لصدره .. " الله يرزقكم الذريه الصالحه يا ولدي .. " دعت لهم أم ناصر .. " اللهم آمين .." رفع عيونه لمها بنظره معبّره .. وهى تشاغلت عنه بالقهوة .. " الا صحيح .. جزاس الله خير يا يمه يوم رحمتينى من الرقده على الأرض .. والله ان عظامى تعورنى .. " قال ماجد لأم ناصر وهو يراقب رد فعل مها .. " السموحه منك يا ولدى .. المفروض ترقد داخل بس تدرى الظروف .. وأنا نسيت والا الواجب أن مها ما تنسى .." تعذرت منه عمته .. " لو على مها رقدت هناك ولا عليها منى .. وصيها علي تكفين .." قال ماجد لعمته وعيونه على مها .. " ابد ما تحتاج وصاة .. الله يخليك لهم .." .. " تغديت .." قطعت مها الكلام اللى ماكان عاجبها .. " ايه تغديت عند ابوى .. بس ودي اقيل .." .. " قم ارقد زين .." قالت لها بنبره قاسيه .. " شفتيها يمه تطردنى .. " قال ماجد وهو يبتسم .. " أبيك ترتاح .. " ردت مها بتوتر " مهوب تقول تبي تقيل .." قرصت عيونها فيه .." قم يمه ارتاح .." قطعتهم أم ناصر .. " ان شاء الله .." دنق على راس عمته وهو يقوم " مها تعالى أبيس .." .. قامت وراه وخلوا الجورى في حضن جدتها تعد عيدياتها .. دخلت وراه وسكرت الباب .. فصخ غترته وحطها على الكنبه .. والتفت لها قرب منها ومسكها من كتوفها " مافيه عيدك مبارك .. " قال لها وهو يدنق يشوف وجهها .. " ترى قلت لك الصبح .." ردت مها وعيونها فى الأرض ووجها تحسه أحمر من الأحراج والضيقه .. " الصبح شي واللحين شي .." رد ماجد وهو مستانس من ارتباكها بين ايديه .. " زين عيدك مبارك .. " ردت بصوت جاف عشان تتخلص منه .. " كذا حاف .. " همس بصوت واطى .. " تبي عيديه يعنى .." رفعت عيونها له لحظات وبسرعه نزلتها يوم شافت النظره الدافية في عيون ماجد .. " لأ أبي هذي .. " قالها بصوت مبحوح .. سحبها لصدره وحضنها " عيدس مبارك وكل عام وأنتى معى .." .. شي غريب صار بينهم .. لأول مره يصير .. موقف يختلف عن اللى قبله ومساحه غرّد فيها الفرح رغم الحزن .. ورغم الحواجز .. ذابت فيه روحين .. كل روح محتاجه الثانيه بشكل مؤلم .. لحظات مثل الحلم مرت عليهم فيها تلاشى الوقت .. وكان هو وهى بس .. رفع وجهها صوبه " هذي عيديتى .. واللحين دور عيديتس .." قال لها بهمس بصوت دافي .. خايف يكسر الجو اللى انولد بينهم .. طالعته باستغراب .. ابتعد عنها شوى وفتح الدرج اللى جنب السرير وطلع العلبة " افتحيها .. " .. " ماكان له داعى .. " قالت له بتردد .. " الا له .. افتحيها بس .." مد ايده لها .. خذتها وفتحتها بأصابع مرتجفه شافت سلسله ذهب أبيض بنهايتها مكعبين صغار وفيهم فصوص الماس .. ودوائر صغار كان اسم الماركه عليهم .. ماعرفت وش تقول له .. " هاه عسى ذوقى بس زين .. " .. " زين الله يعطيك العافيه .. " ردت بخجل .. " تعالى .." ناداها .. قربت منه وخذا السلسلة من ايدها ولفها على رقبتها وسكرها ..ابتعدت عنه بسرعه .. " امى يمكن تنادينى .." قالت تدور عذر .. ابتسم " زين روحى ولا تنسين توعينى لصلاة العصر .." .. " ان شاء الله .. " طلعت بسرعه وقلبها يدق بقوه .. راحت على طول حمام حجره ساره .. شافت وجهها فى المرايه .. درى .. أكيد درى .. غمضت عيونها تتذكر اللحظات اللى طافت بحب .. :: :: الفصل السابع والعشرين رغم الألم والحزن .. تمضى الدنيا وما تنتظر أحد .. يهّل العيد على قلوب ملاها التعب والحزن .. مثل ما يهّل على قلوب(ن) شفقانه للفرح .. كلنا نعيش نفس اللحظات ونفس الدقايق لكن تختلف نظرتنا وتختلف مشاعرنا لنفس اللحظه اللى نعيشها ..وتمشى الدنيا .. دخلت مها على ماجد توعيه عشان صلاة العصر .. فتح عيونه بهدوء .. " الصلاة .. " قالت بصوت واطى .. " ان شاء الله .. كم الساعه .." سألها وهو يفرك عيونه .. " ثلاث وربع .." ردت عليه . .شافته يتمغط " اسوي لك شي .." سألته .. " أمى منيره تقهوت .. " نشدها .. " قامت توضا وتصلي والقهوة في الصالة الداخليه .." .. " خلاص بأطلع أتقهوى معها .." مد ايده لها " تعالى .." قربت منه شوى .. قعد وسحبها من ايدها عشان تقعد جنبه على السرير ورجع رقد على المخدات " ماتبين تطلعين تغيرين جو أنتى والجورى .. " سألها وهو حاضن ايديها بين ايديه .. سحبت ايدها منه وشبكتها في حضنها " لا الله يسلمك .." دنقت وهى ترد .. " ليه زين .." سألها وهو يحاول يتجاهل حركتها .. " ما أبي أخلي أمى لحالها .. بعدين تعرف وجبة عيد وأكيد بيجونها ناس .. وروضه كلمتنى تقول بيجون يتعشون عندنا ذا الليل .." جاوبته .. " هى قالت لس .. غريبه أمي ما جابت لى طارى اليوم وأنا عندهم .." رد باستغراب .. " جزاها الله خير تعرف أمى في العده وماتقدر تطلع .. فبتجى تعايدها .." علقت مها بهدوء .. " ترى أمي لها كم يوم مريضه .." جاوبها ماجد وهو يرفع اللحاف عنه .. " عسى ماشر .. أنشد روضه عنها تقول بخير .. " سألته مها .. " والله مادرى .. بس حالها موب ذاك الأولي .. فيها شي متغير وماعرفته .. على إنى نشدتها ونشدت البنات بس مايدرون .." .. " ماعليها شر ان شاء الله .. يمكن أثّرعليها الصيام والا ماتاكل عدل .. " .. " يمكن .. زين دامس ما أنتى بطالعه بأخذ الجورى أطلعها شوى وبأرجعها قبل المغرب عشان تواجه جدتها وعماتها .." .. " زين .." قالت له وهى توقف .. " يالله قومى عطلتينى عن الصلاة .." قال ماجد وهو يحذف اللحاف عنه ويدف مها بمزح " ذلحين أنا اللى عطلتك وأنت داقها سوالف .." ردت مها وهى مندهشه .. " قرب منها بسرعه وباس خدها " يالله هذى رضوه ولا تزعلين .." لف وراه ودخل الحمام يتوضا .. لمست مكان بوسته وهى تبتسم وطلعت من الحجره .. :: :: :: وش يسوي فينى .. وش اللى غيره .. وش اللى غيرني .. ماغيرس شي هذا أنتى من عرفتيه .. بس يبي لس لمسه وحده وتطلعين على حقيقتس وتنسين كل شي صار .. أى حقيقة .؟؟ الحقيقة اللى خشيتيها ودفنتيها سنين .. رفعت ايدها لصدرها حست بألم فيه .. تحبينه من عرفتيه وشفتيه .. روح وتآلفت مع روح .. بس كل شي يوقف بينى وبينه .. هو محتاج لس .. وأنتى محتاجه له .. لأ .. أنا ماأنا بمحتاجه أحد .. وأمس اللى بتروح وتخليس .. وأختس اللى سافرت وخلتس وراها .. أمى بتقعد وأختى بترجع .. بس هو ..؟؟ هو وش فيه .. هو يمكن يسوي مثل أخوه .. لأ هو مهوب مثله هو غير .. شفتيه ترى وعشتى معه .. ما يشبه لذاك في شي .. هذا يحبس .. ويحب بنتس وبيضم أمس .. وكله عشانس .. هذا كله زين بس .. وش بس .. خايفه يمل بيوم .. ويخون .. ويكذب .. هذا غير .. وأنتى اللحين غير ..عطيه فرصه .. وعطى نفسس فرصه .. ترى الأيام اللى تروح ماترجع .. تذكرى .. الأيام اللى تروح .. ماترجع ..!!! طلع ماجد ولقى عمته تقهوى فى الصاله .. قعد وخذا معها فنجال واحد عشان ما يتأخر .. وعدها يرجع لها عقب الصلاة عشان ياخذ الجورى ويطلعون .. " يا بنتى قومى بدلى واطلعى معهم وسعى صدرس .." قالت منيره لبنتها .. " ومن اللى قال لس أن صدرى ضايق عشان أطلع .." ردت بابتسامه .. " اطلعى عشان بنتس تستانس .. " ردت أم ناصر .. " ماعليها شر أبو .. ماجد معها .." قطعت كلمتها أبوها .. هل هو فعلاً ابوها ..؟؟ .. هل لو جاب عيال من صلبه بيحبهم أكثر منها .. هل فعلاً كان صادق فى كلامه يوم قال لو جاه عيال ماراح ياخذون مكان الجورى .. عيال منه .. وهى أمهم .. ولّع وجه مها من أفكارها .. " يمه ترى بيت عمى عبدالله بيجون اليوم عقب المغرب يعايدونا وبيتعشون عندنا .. " قالت عشان تبتعد عن أفكارها اللى تاخذها صوبه كل شوي .." أبركها من ساعه .. حياهم الله .." .. " يمه كلمتس السورى .. أدق عليها ومابه خطوط .. " نشدتها وهى تصب لها فنال قهوة .. " ايه كلمتنى جعل يومي قبل يومها عقب الفجر .. يمكن خمس ونص يومس عند رجلس .. نشدت منس وأمنتنى اسلم عليس .. " ردت أم ناصر وهى تفاول من التمر .. " الله يسلمس واياها من الشر .. وشلونها ياربها بخير .." .. " بخير يسرس حالها ومرتاحه جعل ربي ما يغير عليها ولا عليس .. " .. " اللهم آمين .. كان خاطرى أعايدها .. " ردت مها وكملت بهمس " المكان لها فديتها .. ".. وسكتوا .. سكتوا عن اللى كان مالى المكان قبل ساره .. وغاب .. قبل لا تغيب .. وإن رجعت هى بيوم .. هو ماراح يرجع أبد .. :: :: :: " نوووووووووووف .. " صرخت روضه من تحت الدرج .. " زيييين جيت .. حشى مهوب عرب .. ياكلون قلب الواحد .." ردت نوف وهى تحط جوالها وعطرها فى الشنطه وتسكرها .. " امى ضايقه تقول اخلصيييييييييييي .." رجعت روضه تصرخ على أختها .. سحبت نوف عباتها بسرعه ونقابها فى ايدها ونزلت الدرج تركض .. " وهذى حالتس كل ما بغينا نطلع مكان نشبتى لنا عظم في الحلق .." قالت روضه وهى معصبه .. " أصلي بعد ما تبونى اصلي .. " ردت نوف وهى تسكر عبايتها وتلبس شيلتها بسرعه .. " تصلين التروايح على غفله .. ترى رم ان خلص كان ماعندس خبر .. " ردت روضه وهى تشوف أختها تلف شيلتها للمره الثانية وتربط نقابها وكملت "برزى عمرس تراها بتغسل شراعس في السياره .. " ابتسمت روضه بشماته .. " ياربي وش ذا الحاله .." تأففت نوف وهى تضبط نقابها على عيونها .. " تراها زفت اللاه قبلس .." ردت روضه وهى تضحك .. " لا لاه .. في ذمتس .. ليش .." نشدتها نوف وعيونها مبطله على اخرهم مهى بمصدقه اللى قالته أختها .. " اى والله .. كلمتها تعايدها وقالت لها نبي نجيكم .. قالت لها أمى ان حنا بنطلع بيت عمى .. قالت خلوها بكره .. عشان هى ماتقدر تمرنا وقت ثانى .. " قالت روضه آخر جمله وهى تقلد طريقة مرة أخوها بالكلام .. " زين وش قالت لها أمى .." نشدتها نوف وهو تتخيل الموقف .. " ابد .. قالت لها ماتقدرين تجين مالازم .. التلفون نص المواجه .." قالت روضه وهى تضحك وتاخذ شنطتها فى ايدها .. " طرده .." ردت نوف وهى تضحك ومهوب مصدقه ومتحسفه أن الموقف طافها " غريبه امى .. ماعمرها سوت كذا وخاصه مع لولوه .. " علقت نوف وهن يطلعن من باب الصاله للسياره .. فتحت نوف الباب ودفت روضه عشان تركب قبلها .. وتقعد بالنص بينها وبين أمها .. تخفف من المواجهه شوي .. " تو الناس .. كان صليتن العشا .." قالت نوره بضيق وهى توجه كلامها لبناتها .. " يمه أنا جاهزه بس أنتظرها .." ردت روضه لكنها قطعت جملتها " اااى .. " كتمت صوتها وهى تحس بكوع نوف يضرب في جنبها .. " وجععععع .. عورتينى " همست روضه فى اذن أختها عشان أمها ما تسمعها .. " السموحه منس يمه كنت اصلي فديتس .." ردت نوف بهدوء .. ماردت عليها أمها .. اللى كانت مشغوله فى أفكارها الخاصه .. وفى الصمت التفتت نوف باستغراب صوب روضه اللى ردت لها نفس النظره بصمت .. :: :: :: جهزت مها القهوة والفواله فى الصاله .. وقعدت تنتظر ماجد والجورى وايدها تلعب بالسلسله اللى شراها لها .. شوى وسمعت صوت سياره فى الحوش .. وضحكة الجورى .. فز قلب مها لها لبست جلالها وطلعت برا .. شافت الجورى داخله وفى ايدها نفافيخ وألعاب غير الأكياس اللى في ايد ماجد .. " وش ذا كله .." سألته مها وهى تبتسم .. " أغراض الشيخه الجورى وش بعد .." رد ماجد وهو مسوي روحه تعبان من شيل الأغراض .. " حرام عليك .. بتكسرها كلها فى يوم واحد .. " ردت مها وهى تاخذ منه بعض الأكياس والجورى تركض بينهم تدخل للبيت .. " حلال عليها .. شأخباركم .. ماجات أمى .." سألها .. " لا والله للحين .. تعالى غيري ثيابس قبل تجى جدتس .." ردت مها وهى توجه كلامها لبنتها .. " وين أم ناصر.." .. " داخل .. تبي شي .. " سألته مها .. " لا .. بأقعد أتقهوى لين تجى أمى ..أواجهها مره وأطلع للمجلس يمكن ما أمر عليها هناك .." رد ماجد وهو يدخل الصاله .. " زين تقهوى لين أجيك .. بأدخل أغير للجورى وبأرجع لك .." ردت مها وهى تاخذ بنتها داخل وفى ايديها الأكياس .. قعد ماجد يتقهوى وفتح جواله يكلم أمه .. شوى ودخلت عليه أم ناصر .. وقف يحب راسها .. " وين الجورى .." نشدته يوم ما سمعت لها حس .. " داخل مع أمها تبدل لها .." .. قعدوا يسولفون شوي .. " يمه .. " ناداها بصوت حنون .. " لبيه .. " ردت عليه أم ناصر وهى ترفع عيونها فيه .. " بغيت أنشدس .. أحد متابع أمور أبو ناصر الله يرحمه حقت الورث .." .. " والله يا ولدى ما أدرى .. ماظنيت ابوك قال شي لمها والا كان بتقول لى .." ردت مستغربه من سؤاله .. " الأوراق يبي لها متابعه يمه عشانها تاخذ وقت بين الحصر والتوزيع ومادري ايش .. " وضح لها ماجد .. " والله يا ولدى ما أبي منها شي .. قسموها بين البنات .." ردت أم ناصر وهى مدنقه .. " بس يمه ذا حقس .. " .. " قلت لك عسى يومى قبل يومك .. خله للبنات .. أنا ما أنا فى حاجة شي ان شاء الله .. " .. " خير ان شاء الله .. " سكت شوى وتردد " يمه .. " .. " لبيه .. " .. " أنتو ليه ما طلبتوا حق مها والجورى من ورث المرحوم .." سألها وهو يتمنى ما تدخل عليهم مها فى هاللحظات .. " والله يا ولدي هى اللى ما بغت منه شي .. وأبو ناصر الله يرحمه ما ماقصر عليها بشي لا هى ولا بنتها .." .. " مهوب ذا القصد يمه .. حنا اللى قصرنا فيهم ومالنا عذر .. كلن التهى بعمره عقب اللى صار ونسينا أن له مره وبنت فى ذمتنا .. " اعترف ماجد بمراره .. " هذا كلام(ن) منتهى فديتك وماله داعى .. وحلالكم وحلالهم واحد .. والله يخليك لهن تعوضهم .." ردت أم ناصر بطيبه عشان تخفف من نبرة اللوم اللى حستها فى كلام ماجد لنفسه .. " الدنيا حياة وموت يا يمه .." سكت شوى وعقبه مد لها ظرف من ورا ظهره " خلى الأوراق ذى عندس .. تضمن لس حق الجورى ومها .. " حط الظرف بينه وبينها يوم ما مدت ايدها تاخذه .. " بسم الله عليك يمه وش ذا الكلام .. " انتفضت منيره من كلامه .. " يمه هذى أوراق فيها رقم حساب الجورى اللى حطيت لها فيه وديعه تساوى تقريبا نصيبها من ورث المرحوم .. وفيه أوراق أرض فى العزيزية كتبتها بأسم مها وفى الصناعية باسم الجورى .. وهذي من حر مالى أنا .. أبيس تحفظينها عندس .." وضح لها بهدوء .. " جعل ربي يخليك لهن .. والله يا ولدى ذا كله ماله داعى أنت راس المال واللى عقبك ما يبونه .." أحزنت أم ناصر .. " يمه فديتس احفظيها عندس الواحد ما يضمن عمره .. وأنا عندى منها نسخه فى المكتب .. بس المهم ما أبي لا مها ولا غيرها يدرى عنها .. " رفع عيونه لها وهو يوصيها .. " والله يا ولدى مادرى وش اقول لك .." احتارت أم ناصر.. " اخذيها فديتس .." رجع ومد لها الظرف اخذته وحطته تحت رجلها .. شوى ودخلت عليهم مها .. وقامت أم ناصر بالظرف بدون ما تنتبه لها مها .. خذوا دقايق ودخلت عليهم نوره وبناتها .. بعد السلام والمعايده قعدوا يتقهوون كلهم .. وماجد معهم .. شوى واستأذن عشان يلحق صلاة العشاء في المسيد .. " شلونس يا مها .. " قالت أم محمد.. " بخير فديتس .. شلونكم أنتو وشلون ابوى وفهد .." ردت مها وهى تقهويها .. " طيبين جعل ربي يسلمس .." .. " وشلون محمد وأهله وعياله .. " .. " يسرس حالهم .." سكتت شوى " يالله يا ام ناصر ترى بيتس ينتظرس على خير .. والله انى انتظر الساعه اللى تدخلون فيها علي كلكم .." قالت نوره بفرح .. مها سكتت ماعلقت .. " والله يا أم محمد قربكم ينشرى ما يباع .. بس أنا بأروح عند أخوى قبل وعقبه الله ييسر .." حاولت أم ناصر ترد بلباقه بحيث ماتحرج أم محمد .. مدت أم محمد ايدها ومسكت ايد ام ناصر وشدت عليها " يا أم ناصر .. البيت بيتس .. وأنتى الداخله وحنا الطالعين .. والله انى صادقه .. والله ما يجينا أغلى منس ومن مها والجورى .. لا تحدشين من شى ولا تشيلين هم .. ماجد ولدس وأنا أختس وأبو ناصر أخوس .. والله أنها أبرك الساعات يوم تدخلون علينا .. " كانت نبرة صوت أم محمد صادقه وهذا اللى حسته منها مها واستغربته بنفس الوقت .. " جعل من جابس في الجنه .. مابه شكوك .. " ردت منيره باحراج .. " ها يالله يا مها برزى أغراضس وأغراض الجورى .. ترى البيت عقبس ما يسوى .." قالت نوره وهى تلف صوب مها .. " الله يسامحس يمه وحنا مالنا قيمه .. " دخلت روضه في الكلام وهى مبرطمه .. " والله لكون تخبن وتطيحن ماحد منكن واصل غلا مها .. جعلنى ما أذوق حزنها .." .. " الله يسلمس يمه .." ردت مها وهى مستغربه من تغير أم محمد الجذري صوبها .. يمكن عشانها بعيده عنها .. والا وش ممكن يخليها تتغير بالدرجه هذى .. مها حست فيها فعلاً انسانه جديده عليها .. سلامها نظراتها حتى طريقة كلامها معها صار فيها شي مختلف .. حنان ما تعودته منها .. محبة بدت تحس فيها ما كانت موجوده قبل .. سبحان من يغير ولا يتغير .. :: :: :: قعدت روضه تلعب مع الجورى اللى كانت مستانسه بزيارة جدتها وعماتها .. وأم محمد تسولف مع ام ناصر عن عرس عند جماعتهم بيصير عقب العيد .. نوف قالت لمها تقوم تبيها بشغله داخل .. قامت مها ونوف ولحقتهم روضه والجورى .. قربت نوف من مها .. " مها .." تكلمت بتردد .. " هلا .. " .. " شأخبارس .. " .. " طيبه الحمدلله .. " .. " بغيت أقول لس شي .." قالت نوف بارتباك .. " قولى .. " .. " أنا جانى واحد يخطبنى و... وافقت عليه .. " رفعت عيونها تشوف مها .. " مبروك فديتس .. " ردت مها بفرح .. " وأبيس أنتى اللى تجهزينى .. " دمعت عيون نوف وهى تطلب منها تجهزها .. خجل منها وخوف ترفض طلبها أو تعتذر عنه .. مها غصتها العبره .. وما قدرت ترد .. نوف ارتجفت شفايفها بتوتر .. " هيه أنتى وهى وش سالفتكم قلبتوها فيلم هندى .. قولو لى وش فيكم خلونى ابكى معكم .." .. مها قربت وحضنت نوف بقوه " الف الف مبروووووك .." ضمتها بكل شوق السنين اللى طافت .. نوف تفاجأت من ردة فعل بنت عمها .. ضمتها وهى تبكى على كل لحظه ضيعتها في وهم كانت عايشته بروحها .. " شفتى يا الجورى .. هذا اللى يسمونه فيلم هندى .." اشرت روضه وهى تهز راسها على أختها وبنت عمها وهم حاضنين بعض يبكون " الحمدلله رب العالمين .. باقي شوية مطر وموسيقى تصويريه .. وفي النهاية يموت المخرج " مثلت روضه وطاحت وراها على السرير وهى مطلعه لسانها .. ضحكت الجورى على تعابير عمتها .. وضحكت مها ونوف من بين الدموع .. مضت باقى الزياره على خير .. وكان واضح أن نوف بدت ترجع مثل أول .. ويمكن أحسن .. هذا اللى حسته مها من سوالفها وضحكها .. حتى لما جابت روضه طارى فهد ولد خالتها كانت ردة فعل نوف طبيعية .. أو هالشكل بينت لهم .. :: :: :: دخل ماجد الحجره تقريبا 11 ونص ومها تقرا وردها .. بدل ملابسه ودخل الحمام يغسل .. طلع كانت مسكره المصحف وقاعده تنتظره .. " ما قلت لى أن نوف انخطبت .." سألته بهدوء .. " قالت لس ؟؟.. زين .. ماجات فرصه أقول لس والله .." رد عليها وهو يقعد جنبها على الكرسي .. " عساه رجال(ن) فيه خير .. " .. " ان شاء الله انه فيه خير .. مصلي وخايف الله .." رد عليها وهو يمسح عيونه .. " يا كثر اللى يصلون وما يخافون الله .." همست مها .. " وش تقولين .. " سألها .. " سلامتك .." .. " وين الجورى .. " .. " راقده عند امى .." .. " ماتبين ترقدين .." .. " بلى .. " قامت وحطت مصحفها فى مكانه وفصخت جلال الصلاة وعلقته .. " شأخبارس .. " سألها وهو يقرب منها .. " بخير .. " رفعت عيونها بحذر .. رد راسه ورا وهو يضحك ويمسكها من كتوفها " ليتس تشوفين وجهس وأنتى تردين علي .." كمل ضحك وهى تطالعه مستغربه " أحد قال لس إنى أكل .." سألها وهو يبتسم .. " لا .. " ردت بتلقائية .. وهو ضحك زود وهو يحضنها .. " لا تخافين .. راسي يعورنى مافينى شدّه أكل أحد .. " .. مرت الأيام بهدوء .. وعلاقة ماجد بمها تقوى يوم عن يوم .. لكن بقت بينهم بعض المناطق المحرمة .. وبعض الحواجز اللى تجاهلها ماكان يعنى أنها مهوب موجوده .. ماجد يقرّب من مها أكثر .. يحاول أن حياتهم كزوجين تكتمل بدون ضغط على مها وبدون توتر .. لكن مها ماقدرت تعطيه أكثر .. وهى تحس للحين بقلبها عليه شي .. للحين فى مواضيع لازم يتكلمون فيها .. وعقد لازم تنحل قبل ما يملكها روح وجسد .. لكن .. الخوف أن هاللحظه تهّد كل شي .. خلت مها تتجاهل الموضوع .. وتتمتع بالوقت اللى لها مع ماجد .. وتنسى .. أو تتناسى الشوك المغروز بالقلب .. للحزن ايام طويلة ليش نستعجل عليها .. تناست عشان تكسب عمر مع ماجد بدون أى ذكريات موجعه .. عمر يمكن ما يسمح لها الوقت تعيشه مره ثانيه .. فليش تضيعه بالحساب والعتاب على شي مضى .. ونست أن الماضى لابد يرجع .. شبح اسود كبير يخيم على الروح لو ماتم فهمه .. ومسامحته .. يلتهم الحاضر والمستقبل سوا .. :: : : :: مرت ايام عدة أم ناصر وقربت تخلص .. ومها كانت تعد الأيام خايفه أن أمها تسوي اللى قالت وتسافر وتخليها .. توتر سكنها وخوف شلّ أحساسها .. أنها تكون وحيده .. لا أبو ولا أم ولا حتى أخت .. شعور رهيب كان يتسرب لنفسها ويزيد يوم ورا يوم وهى مهوب حاسه .. اثر عليها بشكل ما انتبهت له .. توتر وقلق انعكس على تصرفاتها مع الكل .. ماجد تعب من لعبة الحنان اللى استمرت شهور .. وفى لحظة هدوء سألها " الجورى قربت تكمل ثلاث سنين .. ماودس تجيبين لها أخوان وخوات .." قط السؤال وهو يتمنى الوضع ما يتعقد أكثر .. مها انتفضت بشكل واضح .. " بدري .." ردت بكلمه وحده تحاول تسكر الموضوع .. " مها .." ناداها بصبر " ترى هالوضع مستحيل يستمر .. لا أنتى ببزر ولا أنا بصغير .. أنتى مره وفاهمه وعارفه أن هذا من حقي .. وعارفه بعد إنى اقدر أخذه غصب(ن) عنس .. لكن أنا مقدر وضعس من يوم خذيتس .. وعقب وفاة المرحوم ابوس .. وقلت معليه نصبر .. لكن ذلحين قربنا نكمل سنه وأنا فى وادى وأنتى فى وادى .. " دنقت مها وماردت عليه .. " مها ترى صعب جداً أملك نفسي كل يوم وأنتى جنبي وأظن شفتى بعيونس انى مهوب ذاك الوحش اللى أنتى متخيلته .. .. أنا تعبت من لعبة الحرمان .. " حاول يلمس ايدها اللى سحبتها منه بقوه .. " معناه أرجع أرقد عند أمى .." ردت عليه بقسوة .. " وهذا هو الحل فى نظرس .." قرص عيونه فيها مهوب مصدق " إلى متى بترقدين عندها بعد .. اسبوع اثنين شهر .. وآخرتها .." رد بيأس .. حست أن اللى كانت خايفه منه صار .. وباسرع مما كانت تتصور .. " اسمعينى عدل .. ما أنكر غلاس عندى وحشمتس لكن ذا الوضع لازم ينتهى .." .. " وش تقصد .." .. " أقصد إنى بأخذ حقى برضاس والا غصب(ن) عنس .. والا شفت لى مره ثانيه تعطينى اللى ناقصنى .. والأمر بيدس أنتى .. لس لين تطلع أمس من العده .. وعقبها يابنت عمى الوجه من الوجه أبيض " صد عنها غضبان .. عطاها ظهره ورقد .. غمضت عيونها ماتبي تسمعه .. تبلع ريقها وتخاف تختنق .. مثله بالضبط ما يختلف عنه .. كل شي عنده بالقوة .. مهما كان .. حتى مع زوجته شريكة حياته .. كان كل شي بالغصب .. مايهتم بمشاعر هالأنسانه اللى ارتبطت فيه بعقد ربّانى جمع بينهم بالحلال .. ولا اهتم بالسكن والرحمة اللى وصى فيها النبي عليه السلام .. همجية تعامل و وحشية رغبة كانت اساس حياتها معه .. كانت تظن أن هذى هى الطريقه المعتاده فى التعامل .. وهذى هى الحياة اللى الكل عايشها .. لكن ولو .. من يصبر على الظلم والقهر .. صح كان طيب مرات .. لكن هذا ما يغفر له وحشيته فى لحظات هى اشد ماتكون بحاجه لحنانه وعطفه ومحبته .. كبشر .. مهوب بس كانثى .. وهذا ماجد مثله .. يهددنى .. يبي حقه بالقوة والا بيتزوج .. بيتزوجها .. آمنه .. نسيتها مع الوقت وظنيت أنه رجع لى .. لكن كل الحنان والمحبة والرقه كانت وهم .. خدعه عشان يوصل للى يبي .. وأنا اللى ظنيت أنه حبنى .. نزلت دموعها ساخنه .. خذتها أفكار لدروب بعيده .. صح .. غلط .. ماتدرى .. المهم أنها أبعدتها عنه .. على كثر السنين اللى مضت والسنين الجايه .. كانت بعيده .. ونست .. أنه ما يشبهه ولا هوب مثله .. هذاك عمل سوء .. وهذا .. يمكن يكون عمل صالح .. بس تعطيه الفرصه .. وهى للأسف ما قدرت ..!!! :: :: :: وتمر الأيام وبين ماجد ومها جدار من الغضب .. وسوء الفهم .. وماحد منهم راضي يتجاوزه أو حتى يعترف بالخطأ .. برغم لحظات السعاده والراحه اللى مرّت بينهم واللى كانت ممكن تكون دافع قوى للمحاولة والسعى لمستقبل أفضل إلا أن الجفا كان أقوى .. طلع ماجد من مكتب الطيران .. حجز وخلص أوراقه .. فتح الجواز يشوف الفيزا .. تنهد من أقصى قلبه .. كان يتمنى يحجز لها معه .. كان يحتاجها تكون جنبه بس والوضع كذا صعب .. والضغط الموجود بينه وبينها ما يساعده ابداً فى المرحلة الجايه .. موب قادرين يوصلون لنقطة وسط رغم كل الروابط اللى بينهم .. ومستحيل يقول لها أى شي .. يحتاج وجودها جنبه حب و غلا ما يحتاجه عطف وشفقه .. باقى يمر على البنك وياخذ آخر أوراقه .. اجازته بتبتدى من بكره والله العالم متى بتخلص .. فتح درج السياره وحط باقى الأوراق في الظرف ورده مكانه .. وصل بيتهم وقت الغدا .. دخل على أمه لقاها فى الصالة " مساس الله بالخير يمه .." دنق عليها يحب راسها .. " مرحبا يبه .." .. " آآآه .. الحر يذبح برا .. وين البنات " قال وهو يسحب غترته من راسه ويحطها جنبه .. " فوق .. وش مطلعك من دوامك بدري .." نشدته أمه وهى تشوفه يفرك عيونه وراسه .. " فديتس اى دوام .. نسيتى أني مقدم على إجازه وبأسافر .." رد عليها وهو يمد رجيله قدامه .. " بتاخذ مها معك .." سألته .. " لأ .. " صد ورد عليها .. " ليه .. أمها يومين وتخلص العده اخذها معك توسع صدرها وتوسع صدرك .." .. " صعبه يمه أنا رايح مع شلة شباب وين أحطها فيه .."" رد ماجد وهو مايدري وش مناسبة هالموضوع .. " وش شلته بعد اللى بتروح معها .. ماخبرتك راعى سفرات وشلل .. " ردت نوره مستغربه .. " يمه فديتس .." دنق يحب ايدها " جعل يومي قبل يومس .. أنا باروح مكه اعتمر يومين بس .. وعقبها بألحقهم .. وين أوديها معى .." حاول يشرح لأمه بهدوء .. " زين لو قلت لك تاخذنى معك بتعيي .." سألته وهى تطالعه بتركيز .. " افاااا والله ياأم محمد .. تركبين قبلى .." قال لها وهو يمسك كقها بايده .. " خلاص احجز لى معك ولأم ناصر ومها والجورى .." ردت وهى تبتسم .. " وين بتروحون كلكم .. " قعد على حيله من الصدمه .. " بنعتمر معك .. أم ناصر بتخلص من العده خلها تطلع للحرم توسع صدرها .. تاخذ فيها وفينا أجر يمك " ردت نوره بكل بساطه .. " يا يمه من اللى بيردكم .." كان ماجد للحين مهو مستوعب اللى تقوله أمه .. " ابد(ن) حطنا فى الطياره ورح .. ماعليك منا مها معنا بتسنعنا .." ردت ببساطه .. " يمه ما يصير .. وين أخليكم شوفات فى المطار لحالكم " .. " كلم فهد ياخذ يومين اجازه يروح معنا ويردنا .. توك تقول قبلي والا هونت .." .. " ماهونت يمه بس وين بألاقى لكم حجز .." كان يحاول يلغى هالفكره من بالها .. " بيسهلها ربك .. أنت دوّر وأنا بأكلم أم ناصر .." مدت ايدها لجوالها .. مسك ماجد ايدها بسرعه قبل لا تتصل " لا واللى يرحم والديس .. خلينى أشوف فيه حجز والا لا قبل .. وعقبه كلميها براحتس .." حس أنه تورط فى السالفه عدل .. " كلّم ذلحين .." قالت أم محمد بإصرار عجيب .. تنهد ماجد وهو يفكر شلون تعقدت الأمور .. كان يبي يسافر لحاله أخف وأسرع وأضمن ماحد يدرى وينه رايح .. لكن ذلحين الوضع اختلف .. اختلف واجد .. لقى ماجد حجز وسكن رغم أنه ما كان يبي هالشي .. حاول يقنع أمه تأجل العمره لين يرجع ويوديها بنفسه اسبوعين مهوب يومين إلا أنها رفضت .. اتصل فى فهد وسأله ان كان يقدر ياخذ له أجازه يومين اخر الأسبوع عشان يروح معهم للعمره .. وعده يشوف الموضوع ويرتبه ويرد له خبر .. " إن كان فهد قدر ياخذ اجازه أبركها من ساعه وإن ما قدر كنسلت كل شي يمه .. ما يصير اخليكم لحالكم .. أنا رجّال مرتبط مع رياجيل بحجوزات والا والله وديتس وأبركها من ساعه وقعدنا بدل اليومين عشره .." سلّم أمره لله .. " اللى يبيه ربك بيصير .. كانه كاتب لنا نروح رحنا .. ماعليك .." .. " الله يعين .." رد ماجد وهو يفكر ومهو مرتاح للى صار كله .. :: :: :: كان يوم الأثنين آخر يوم فى عدة أم ناصر .. أم محمد كلمتها وحلفت عليها تروح معها تعتمر ومها معهم وبنتها .. أم ناصر عارضت فى البداية لكن بالأخير رضخت لرغبة أم محمد .. وهى تدعى أن هالمحبه تدوم عليهم .. مها ما حبت الفكره .. لكن قبلت فيها لأنها حست فيها تأجيل لموضوع سفر أمها لخالها وفرصة تقدر تغير فيها رايها بخصوص قعدتهم فى الدوحه في بيت المرحوم .. دخل ماجد فى الليل على مها .. وكان للحين زعلان منها .. فصخ غترته وثوبه ودخل الحمام يغسل ويتوضأ عشان يتسنن .. طلعت منه وراحت للمطبخ تجيب له عصير وصحن جح كانت مقطعته له ومبردته .. دخلت وحطته على الطاوله وكان هو قد خلص صلاته وخذا القران يقرا ورده .. انتظرت على أعصابها .. سكر المصحف وحطه مكانه وراح للسرير عشان يرقد .. " ماجد .. " نادته .. " نعم .." .. " ماتبي عصير .." .. " لأ .. " زين جحه بارده .." .. " لأ .." .. سكتت شوي " أنت ما قلت لى أنك بتسافر .." سألته بهدوء .. رفع نفسه على المخدات وراه وهو يشوفها " وليش اقول لس .." سألها باستغراب .. " عشان يكون عندى خبر .." ردت وهى تشوفه وتحسه بعيد عنها .. " ليه وش يهمس فيه إن قعدت والا رحت .." شبك ايديه على صدره وهو يرد عليها .. " ذلحين ليش تقول ذا الكلام .." تضايقت منه .. " ليه وهى وقفت على السفر بس ..؟؟ .." رفع حواجبه مستغرب منها .. " أنت ليش ماتبي تعطينى فرصه ..؟؟" .. " وأنا للحين ماعطيتس فرصه ..؟؟" رد بغيظ " كم الفرصه اللى تبينها بعد يا مدام ؟؟؟ .. سنه سنتين عشر .." سكت يعطيها فرصه ترد " جاوبى ..؟؟" .. " الظروف ما ساعدتنى من قبل .." ردت بأرتباك وهى مدنقه .." يعنى اللحين الظروف تساعد .. هذا قصدس ..؟؟" .. " يا ماجد ..." .. " نعم .. وش تبين من ماجد بعد .. صبر وصبرت .. تقدير وقدرت .. صح أخطيت عليس وما أنكر واعتذرت لس لكن وش تبين منى بعد .. ترانى بشر لى احساس ومشاعر دستيها تحت رجلس .." رد بصوت حمل كل الغضب اللى يدور فى نفسه .. " لا تقول كذا .." .. " الا بأقول .. وش ناقصنى أنا عشان أعيش ذى العيشه .. جاوبينى وش فينى من عيب عشان أعيش نص رجال في بيتى ..؟؟؟ " .. حست أنه وصل أخر صبره فما حبت تضغط عليه أكثر .. " ترى أمى مهوب ساكنه عندك .." قالت له وهى تحاول تغير الموضوع .. " عندى ..؟؟ .. اسمها عندنا .. اوووه صح نسيت أنس قررتى تسكنين معها هنا .. بس معليش سؤال سخيف شوى ليش ماتبي تسكن عندنا ..؟؟" رد عليها وهو يشدد على آخر كلمه .. " ماراح تسكن الدوحه خير شر .. " تجاهلت مها قصده .. " وين بتروح .. والملحق اللى بنيته لها .." سألها مستغرب .. " الملحق ما خذيت رايي فيه قبل تبنيه .. " رفعت عيونها له بعتب .. " ومهوب ماخذ رايس في غيره .. العلم الغانم ماحد يشاور فيه .. وين بتروح .." كان غضب ماجد وضيقه يتراكم فى نفسه شوي شوي .. " بتروح عند خالى .. " .. " ليه .. ".. " تقول تبي تغير جو وترتاح .." ردت والعبره خانقتها .. " زين .. كله واحد تروح وترجع مكانها محفوظ .. " .. " ما أظنها بترجع .. " قالت وهى تشهق .. " انتى ذلحين شفيس .. ليش تبكين .." قرّص عيونه فيها .. " لو راحت باروح معها .. " قطت الرد وهى متوقعه وراه عاصفه .. بس ما تخيلت ردة فعله اللى صارت .. " ايش . ما سمعت .. عيدي .." قعد على حيله .. " قلت لك بأروح معها .." حاولت يكون صوتها واثق وهى ترد عليه .. خلاص ماعاد فيه مجال تتراجع .. " وأنتى مالس والي .. بتروحين معها ورجلس .. أنا .." .. " أنا ما أقدر أخلى أمى .." .. " وأنتى بزر تبين أمس تسحبس وراها لكل مكان .. شكل المعامله الطيبه غرتس وظنيتى أنس تقدرين تتحكمين فينى .. ترانى عادنى ماجد اللى تعرفينه .. ما أخلى أحد يدوس لى على طرف .. إن بغت تسكن عندنا العين أوسع لها من المكان .. ما بغت عزيزه وغاليه تروح المكان اللى يريحها لكن أنتى .. مكانس معى .. إن شاء الله أسكن فى جحر .. موضوع روحتس مع أمس تنسينه سمعتى .. " رد عليها بكبرياء غضب كان يملاه .. " ما راح أنساه .. ليه أقعد عندك عشان تهينى وتذلنى .." وقف وعيونه مسوده من الغضب " أهينس .. أنا ماجد أهين مره ؟؟.. والله ما عرفتى الاهانه عدل والا ما قلتى انى اهينس .." مها تراجعت وراها لا شعوريا وهو تشوفه يقرب صوبها بهدوء و وجه مسوّد من التوتر .. ندمت على كلامها وتمنت لو تقدر تسحبه .. بس ما عاد يفيد .. " أنا بأوريس الإهانه عشان تعرفين تفرقين عدل .." تجاوزها ومشى صوب الباب يقفله .. مها سمعت في صوت المفتاح اللى يدور .. صوت حكم قاسي بيتنفذ فيها .. " ماجد أرجوك .." كلمته بصوت يرتجف .. " ترجينى .. ذلحين .. " سحبها بقوه لصدره .. وجرها للسرير وحذفها عليه .. " ذلحين يا بنت عمى بتعرفين معنى الذل والأهانة .. لمن خذيت منس حقى غصب(ن) عنك .." .. " لا الله يخليك اسمعنى بس .." .. لكن كان غياب العقل .. وحضور الغضب حاجز كبير يخلى الأنسان يتهور .. ويسوي أشياء ممكن فى وضعه الطبيعي ما يسويها .. لما تهب ريح الغضب تطفي نور العقل .. ويصير الأنسان مثل القشة اللى يتلاعب بها الهواء .. مالها اى جذور تمسكها وتمنعها تطير .. يفقد الانسان كل المبادئ اللى تفرقه عن الحيوان .. ساعة شيطان .. تلغى سنين من ضبط النفس والنقاء والطيبة .. :: :: :: صحت مها لحالها .. تلملم المنثور من مشاعرها .. اللى أهدرها ماجد .. والمممزق من احساسيسها اللى ذبحها بتصرفه .. عادى كلهم نفس الشي .. أعماها الموقف عن أنها تشوف الأسباب اللى دفعته للتصرف اللى سواه .. وأنها جزء من الأسباب إللى أدت للموقف هذا .. قامت وراحت للحمام تغسل الألم والوجع وقبلهم تغسل لمساته .. تفاجأت أن أغراضه اختفت من الحمام .. طلعت برا فتحت الكبت ما لقت ثيابه .. ولا شنطته .. رحل .. أحسن لى وله .. لأنى ما أقدر ارفع عينى فيه بعد اللى سواه .. ولا أتحمل شوفته .. نزلت دمعه ماعرفت تفسرها .. لفت وراها ورجعت للحمام .. طلعت صبحت على أمها " وين الجورى .. " .. " مع فاطمه تريقها .. رجلس تريق .." .. " طلع من بدري .. " .. " الله يحفظه .. برزتى أغراضس وأغراض بنتس .. " .. " ماتبي لها شي .. يومين بس مانحتاج اغراض واجده .." .. " زين يمه لاتنسين تبرزين لنا قهوه وقناد ناخذها معنا .." .. " ان شاء الله بأقوم ابرزها ذلحين .. " .. " أفطرى وبعدين سويها .. " .. " مانى بمشتهيه .." .. قامت مها بقلب ثقيل يملاه الحزن والوجع على الحال اللى وصلت لها مع ماجد .. عقب ما قالت تعدلت الأوضاع رجعت وتعقدت أكثر .. قامت تشغل نفسها بأى شي بس ما تتذكر اللى صار ... لكن مع مرور الوقت زاد توترها أكثر .. وصار الليل يشكل له مصدر رعب كبير .. شلون بتواجهه .. وش بتقول له .. شلوه بيعتذر منها على اللى صار .. شلون بتنام معه على نفس السرير عقب اللى صار .. ما اتصل فيها طول اليوم ولا حتى عشان يسأل عن الجورى .. هالصمت الغريب زاد خوفها وتوترها .. تعشت مع أمها ورفعت لماجد عشا .. قعدت تنتظره لين صارت الساعه 12 الا ربع .. شوى وصلها منه مسج .. _ لا تنتظرينى .. برزوا عماركم السفر الخميس الصبح _ تفاجأت من المسج .. وش قصده .. وين بيروح .. شوى وصلت رساله وسائط فتحتها .. اباتركك للوقت و أنت وضميرك إما تغيب العمر والا تجيني بالحيل ظامي ما رواني غديرك و بالحيل عنك بعيد لا تحتريني أنا ضرير الوقت وأنا ضريرك بعيد لكن كنك قدام عيني يمكن مع الايام باحب غيرك مادام قلبك صادقٍ مايبيني يمكني ادله وانكر اني عشيرك و بعد ارتحال العمر يمكن تجيني أبي قليل الحب ما ابي كثيرك ارجوك عطني بس لو بعض ديني شرك محى في صفحة العمر خيرك وحبك تركني هايمٍ في سنيني و انا ادري ان كل الحكي ما يثيرك لكن لزوم اقول وش صار فيني لابد ياتي يوم و تعرف مصيرك و تقول بعد غياب عامين ويني خل الهوى خله لغيري وغيرك ذا ما جنته ايديك ماهي يديني اباتركك للوقت لازم يديرك ولا جيت اباصافحك فاقطع يميني تجمدت الدمعه فى عيون مها .. خسرته .. وخسرت كل اللى تحبه معه .. ندمت .. لأول مره فعلاً تندم على شي .. ماعرفت أكسبه .. ليش بس .. مستعده اسامحه بس يرجع .. .. وقامت تجهز شنطتها وشنطة بنتها .. وقررت تعدل الأوضاع .. يومين .. وهل تكفيها تعدّل جروح سنين ..؟؟ بكت لحد ماحست أنها ماعاد فيها دموع .. مسحت وجهها :: :: :: ماجد .. ماعاد رجع لبيت عمه .. أم ناصر استغربت وسألت بنتها .. " يجهز أغراضه حق السفر يمه .." هذا كان العذر .. ثلاث ايام مرت على التصادم بين مها وماجد .. اليوم الخميس .. مرهم ماجد الصبح ياخذهم وفهد خذا أمه وخواته للمطار .. "صبحس الله بالخير يمه .." .. " مرحبا يبه صباح النور .. شلونك .. " .. " بخير ربي يسلمس .. شحالس أنتى .." .. " الله ينشد منك .. وين أمك يبه .." .. " خذاها فهد للمطار .. البنات تعلقوا معنا يبون يروحون وحجزت لهم .. ماتشلنا السياره فخليته يسبقنا معهم .." .. " الساعه المباركة يا ولدى .. جعل يحججونك عيالك .." .. " الله يجزاس خير .. وين مها .." .. " داخل تسكر الشنط .." .. " يا مهاااا .." ثلاث ايام ما سأل عنها .. واليوم بتشوفه .. ويومين بتكون معاه .. لازم تضبط نفسها .. وماتبين له شي .. ولا حتى أن هجره اثر فيها .. لازم ترد له الطاق طاقين .. لكن بطريقه تخليه يرجع لها .. صح هو غلط فيها .. بس هى كانت دافع قوى للغلط هذا .. ماتبي تخسره لآمنه ولا لأى وحده غيرها .. تبيه لها بس زوج وأخو وسند ولبنتها الابو اللى انحرمت منه .. ماعاد لها غيره .. لازم تحافظ عليه لازم .. كانت فى أقصى حالات التوتر . . تسكر الشنط وترجع تفتحهم .. وتنسى تحط شي وترجع تتذكره .. مشتتة بشكل كبير .. غمضت عيونها وحاولت تاخذ نفس عميق تهدي قلبها .. " يا مهاااا .." .. تيار كهربا سرى في جسمها كله من سمعت صوته .. وراح كل ضبط النفس والتصرف ببرود قدامه .. قامت وطلعت وراحت للمطبخ .. خذت لها كوب ماى بارد وشربته على مهل .. شوى ودخلت عليها فاطمه " بابا مادد برا يبي انتى .." .. " زين .. تعالى طلعى الشنط .." .. كان ماجد واقف يلاعب الجورى وفى ايده فنجاله ينتظر مها تطلع له .. " صباح الخير .." .. " صباح النور .." تفاجأ بدخولها عليه .. وتفاجأ أكثر لما شافها لابسه العباة ومتنقبه " شلونك .." .. " بخير الله يسلمس .. " .. " يالله يمه ترى تأخرنا .. " نزل فنجاله وهو يستعجلهم .. شل الجورى وسبقهم للسيارة .. لبس نظاراته وهو ينتظرهم .. راسها يابس .. تبي تحرمه حتى شوفتها .. معها حق .. عقب اللى سويته شلون تبيها تشوف وجهك .. اللى سويته غصب عنى .. البالون وهو جماد اذا زاد الضغط عليه انفجر فشلون بالبنى آدم .. تنهد بعمق وهو يتذكر الليله اللى كسر فيها كل الحواجز بينهم .. الليلة اللى تمناها بس موب بالطريقه اللى صارت .. مهما كانت الأسباب فالنتيجه كانت وحده .. غرست حبها فى قلبه بشكل أعمق وأقوى .. وصارت الخيارات معاها اصعب .. أستغفر الله .. شغل روحه مع الجورى وهى تسولف عليه .. ركبت أم ناصر وعقبها ركبت مها ورا جنبها .. " مها تعالى قدام ممنوع البزران يركبون لحالهم جنب السواق .." .. " رفعت عينها له وهو يراقبها من ورا النظارات .. نزلت بهدوء وركبت جنبه ونطت الجورى من بينهم عشان تقعد ورا مع جدتها .. تحرك ماجد متوجه للمطار .. وصلوا على الوقت .. ونزلوا أغراضهم ودخلوها وخلصوا الأجراءات ودخلوا صالة الدرجه الأولى .. تفاجأت مها بروضه ونوف واستانست وحست أن الرحله بتكون أونس واقل توتر بوجودهم معها .. سلمت على عمتها وعلى فهد .. وقعدت جنب البنات ينتظرون وقت الرحله .. :: الجزء الثامن والعشرين و الأخيــر كانت الرحله هاديه وماجد كان بعيد عن مها ما صارت فرصه تكلمه .. تنهدت .. وقالت بأصبر لين نروح الفندق أكيد بالاقى فرصه .. نزلوا مطار جده ومن هناك خذوا سياره وتوجهوا لمكه .. طافوا وسعوا .. وكانت أم محمد على كرسي ويدفها ولدها فهد .. وأم ناصر على كرسي ثانى ويدفها ماجد .. والبنات الثلاث وراهم .. خلصوا عمرتهم وتحللوا من احرامهم ورجعوا الفندق .. مالقى ماجد إلا جناح فيه غرفه وصاله وثلاث غرف وحده منهم مشتركه مع الجناح .. تشاركت أم محمد وأم ناصر في الغرفة اللى فى للجناح .. ونوف وروضة فى الغرفة الملحقة فيه .. وفهد خذا له غرفة واضطر ماجد يشارك مها الغرفة الأخيره عقب ما شاف انها مهى بزينه فى حقه تقعد مع خواته والمكان ضيق وترك الجناح لأمه وأم ناصر عشان ياخذون راحتهم .. طلبوا لهم غدا ودخل ماجد الحمام عشان يتسبح ويغسل راسه عقب ما تحلل من احرامه .. طلعت مها لحجرة البنات وقعدت معاهم شوى .. جا الغدا .. روضه نكبت غدا أمها وأم ناصر وقعدت تغدا معهم .. نوف قعدت تغدا وتغدي الجورى على الطاولة .. " ما تبين غدا .." سألتها نوف .. " مالى خاطر .. بأنكب لماجد وبأوديه له .. فهد ما يبي غدا .." سألت مها وهى تمد يدها تاخذ صحن .. " قال بينزل البوفيه .." ردت عليها نوف وهى تاكل .. خذت مها الصحن ونكبت غدا لماجد .. حطته على الصينية وراحت للحجره .. دخلت كان الليت مبند .. مشت شوى شوى وحطت الصينيه على الطاولة .. شافت أحد راقد على السرير .. قربت منه .. قعدت جنبه .. " ماجد .." همست وهى تلمس ايده .." نعم .. " رد عليها وهو مغمض عيونه .." جبت لك غدا .." .. " مابي .. " .. " لازم تاكل .. من الصبح ماكليت شي .." .. لف عليها وهو ساكت .. " قوم .. أكل لك لو شوي .." مسكت ايده .. قعد وقامت وهى ماسكه ايده تبيه يقوم معها وقف معاها واتجهت للطاولة .. حطت الصحن قدامه والسلطة واللبن .. " تغديتى.." سألها .. " لأ .. " .. " تغدي معى .. " .. " ماجد .." نادته بصوت واطي .. " تغدى الله يرحم والديس ابي أقيل شوي قبل العصر .. راسي يعورنى .." رد عليها بتعب .. " تبي بندول ..؟؟" .. " لأ .." مدّ ايده ياكل بهدوء .. " تغدي .." أمرها بصوت واطي لكن حازم .. " ان شاء الله .." قربت تاكل غصب .. وهذى ثانى فرصه تضيع عشان تكلمه .. بس تعرفه لو تكلمت زياده كان بيعصب وهذا ابد موب وقت تخليه يضيق منها .. بلعت اللقمة غصب وهى تشوفه ياكل بصمت .. أذّن العصر نزل ماجد وأمه وأم ناصر ومها ونوف .. وبقت الجورى مع روضه فى الفندق .. صلوا العصر فى الحرم عقبه خذاهم ماجد عند ماء زمزم يشربون منه .. وشربن من الماى ورشت أم ناصر على راسها .. وطلعن وراحن للفندق مثل ما قالوا لماجد .. دخلن القسم حقهم ولقوا القهوة موجوده قعدوا يتقهوون لين يجي ماجد .. " يمه .. أبي أروح السوق أنا ونوف ومها عقب صلاة العشا .." قالت روضه عقب ما قعدت جنب أمها وهى تحب ذراعها .. " وين بتروحن .." نشدتها نوره وهى تقهوى .. " أسواق الحجاز اظن كذا اسمها فيها فساتين حلوة وملابس ماركات .. نبي نروح نشوفها .." ردت عليها بنتها وهى تفاول من التمر .. " لا تروحن لحالكن خلن حد من العيال يروح معكن .. " ردت عليها أم محمد .. " بأقول لماجد يودينا .." قالت روضه .. " خلى ماجد .. شوفى فهد يوديكن .. " ردت امها عليها .. " يمه مها مهوب رايحه معنا لو فهد ودانا .." برطمت روضه وهى تشوف مها .. " باروح عادى بس الجورى بناخذها معنا ؟؟.. " سألت مها وهى مدنقة تصب فنجال لأمها .. " الجورى ازهليها عندى .." قالت أم ناصر " لا تشيلين همها .." كملت وهى تاخذ الفنجال من مها .. " جعلنى ما اذوق حزنس يا يمه .." ردت روضه مستانسه وهى تحب راس أم ناصر .. مها كانت ساكته .. ماعلقت تفكر فى ماجد اللى للحين ما رجع من يوم طلع يصلي العصر معهم .. " ماجد ما كلمس يا مها ؟؟.." سألتها عمتها كأنها عرفت وشو فيه تفكر .. " لا والله يمه .. عدي به يومنا فى الحرم .." ردت مها وهى مدنقة تغسل الفناجيل .. " دقي عليه يمه خليه يجي يتقهوى معنا .." ردت عليها عمتها .. " ان شاء الله .." خذت جوالها ودقت الاتصال السريع .. مسكر .. تضايقت مها بس ما بينت " جواله مسكر يمه والا فى منطقة مافيها ارسال .." .. " الله يحفظه .. " .. اللهم آمين .. رددت مها فى قلبها .. قبل آذان المغرب توضوا ونزلوا كلهم وهالمره قعدت نوف مع الجورى وراحت روضه .. صلوا المغرب وقعدوا فى الحرم عشان يصلون العشا مرة وحده .. جو روحانى يغمر النفوس ويطّهر القلوب .. مساحات من الرحمة والمغفرة تحتوى الأنسان مهما كان ذنبه كبير .. رحمة ربه أكبر .. احساس شفاف من الروحانية يملأ الهوا اللى تتنفسه .. هوا مختلف .. تحسه غير عن أي مكان ثانى .. تحسه يملا العروق والروح .. ترتوى بحب الرحمن الرحيم .. :: :: :: عقب ما صلى العشا رجع ماجد للفندق .. ودخل غرفته على طول .. سكر جواله وطفى الليت ورقد على السرير .. رجع له وجع الراس بتواتر أكبر .. كان يبي يجى لحاله يومين ويسافر بدون ماحد يدري .. بدون هالضغط اللى عليه .. وقربها منه .. كل ماشافها تذكر اللى صار .. كل لمسه منها تزيد الذكرى حطب .. وقلبه نار .. ما يحتاج يحترق أكثر .. ضغط على راسه وهو يتنهّد بألم .. توعى على صوت الباب ينفتح .. ما رفع راسه هى يسمع صوت خطواتها تدخل عليه .. " ماجد .. شفيك .." وصله صوتها بقلق .. " مافينى شي راسي يعورنى .." رد بجفاء .. " يعورك شي .." رجع نفس الصوت المليان خوف يوصله .. " لا .." ردّ وهو يتنهد بصبر .. " حاولت اتصل فيك جوالك مسكر .." سألته .. " خير ؟؟.." رد عليها وهو للحين مغطى عيونه بايده .. بلعت ريقها من لهجته الجافه " أمى نورة كانت تبي تطمن عليك .. من العصر ماشفناك .." شرحت له وهى تقرب من السرير في الظلام .. " ترانى كنت حاجز لحالى ابي الفكة من الصدعه وين رحت وين جيت .." رد بقلة صبر ..سكت شوى ورجع يكمل كلامه " بزر أنا باضيع يوم تدورينى .." سألها بنبرة حاده .. " ماجد .. الله يخليك .." .. " خلاص .. " قطع جملتها وكمل " هذا أنتى شفتينى روحى طمنى امى ..".. قربت قعدت جنبه .. حاولت تمسك ايده .. سحبها منها .. " ماجد انا آسفه .." قالت وصوتها يختنق من العبرة .. تنهد بصوت .. " مها الله يرضى عليس مانى بفاضي لحركات الأفلام .. اخذى حاجتس واطلعى راسي يعورنى .." رد عليها وهو يعطيها ظهره يبي يرقد .. " اسمعنى شوي .. أنا أدرى أنى ضغطت عليك واجد .. بس والله غصب عنى .. لكن أوعدك لمن رجعنا للدوحة كل شي بيتغير .." .. ضحك بصوت واطى .. " من اللى بيرجع .." سألها بسخريه .. " حنا .." ردت بشك .. " معليه .. هذا إن رجعت الدوحه .." جفلت مها من كلمته ولا شعورياً تراجعت وراها " بترجع ان شاء الله .. وش ذا الكلام .." .. " أنا لى طريق غير طريقكم .." رد بألم .. " ليه وين بتروح .." سألته واصابعها متشابكه فى حضنها بتوتر.. " أنتوا بترجعون أنا باسافر لحالى .." ضغط على راسه بايده .. " وين بتروح .." سألته بهمس .. بخوف من اللى جاي .. " مهوب شغلس .." رد ببرود .. " ماجد .. انا ابي ابدا صفحة جديدة معك .. خلنا نرجع للدوحة يومين وعقبها تقدر تسافر .." ترجته بهمس يمكن يلين .. " لأ .. أمورى مترتبه اسافر من هنا .. " رد بصوت قاطع .. " بس أنت ماقلت لى .." سألته بعتب .. " ومن متى صار لازم أقول لس .. من متى ؟؟.. وحضرتس تقولين لى شي ؟؟.. " سألها وهو يرفع صوته على اخر الجمله " كل اللى أسمعه منس .. أنا .. ولحالى .. وترجع لحالك مثل ماجيت لحالك .. نسيتى والا أذكرس .." ذكرها بمرارة .. " من متى كنت أنا وأنتى شي واحد يا مها .. من متى .. المرة الوحيدة الى صار فيها هالشي كانت غلطة .. تذكرين والا اذكرس .." رد عليها بقهر وهو يحاول يجرح نفسه بجرحه لها .. " ماجد .. أرجوك .. ترى ابي احل كل شي معك .. " بلعت ريقها وهى تحاول يطلع صوتها طبيعي .. " ذلحين ..؟؟ توس تتنتبهين ..؟؟ ضغطت على نفسي عشانس .. وصبرت وتحملت .. وش الفايدة ..؟؟ قلبس حجر ومستحيل يلين .. وهذا هدوءس اللحين نزوة .. يومين وترجعين لطبعس .." قط الكلام فى وجهها وحمّله أكبر قدر من الوجع والألم .. وقفت بدون وعى .. وهى تحس بالدم يفور فى راسها " تحملت .؟؟؟ صبرت ..؟؟ وشايف عمرك مسوي فينى جميله يوم تحملتنى يا ولد عمى ..؟؟ لا .. لا تذكرنى لأنى ما نسيت .. أنت شكلك اللى نسيت وأنا اللى بأذكرك .. منهو اللى تحمل الثانى ورضى فيه غصب .. منهو اللى وطا راسه وسكت ما اشتكى .. " مشت وراها للدريشه وعطته ظهرها وكملت بصوت ميت" من اللى تحملت أخوك وتحملت ظلمه وسكتت وشافوا سكوتها إدانة لها .. وهى ما سكتت إلا من طيب اصلها .. من اللى تحملت ظلمك وظلم أهلك وقالت معليه لحم ودم .. وكل واحد يسوى بأصله .. من اللى يعرف سوايا اخوه واخطائه ومع ذلك ما فكر ان هالانسانه اللى يتهمها أخوه احتمال تكون بريئة ..؟؟؟ من اللى حملنى خطا أخوه ولا فكر في انى شوفته لحم وجهه .. واللى يمسنى يمسّه زين والا شين ..؟؟ " لفت عليه وكملت بهدوء قاتل " من اللى طرد مرة اخوه لا تحّاد في بيتها .. طردها في الشارع كنها بنت شوارع مهوب لحمه ودمه .. وقال لها بيت أخوى يتعذرس .. منهو يا ماجد .. " .. ضاقت الدنيا فيه .. حذف اللحاف اللى حسه قطعة من جمر تغطيه .. ورجع له كل شي كأنه اللحين قدامه .. كل الوجع والألم والحزن والظلم .. وقف قدامها و وجه مسّود من الغضب .. عرق وحد كان ينبض في خده بجنون .. لكن هى كانت واقفه قدامه ببرود .. بعد ما فجرت كل الماضي فى وجهه .. ما يبي يسامح ولا يعطيها فرصه .. خلاص .. ماعاد به صبر .. ولا عاد به قلوب تحمّل الوجع وتكتمه .. ولا عاد فيه شي يستاهل تسكت عشانه .. وهذا الوقت المناسب عشان تفتح الجرح .. اللى في قلبها وموجعها من سنين ومسمّم حياتها معه .. يا ينظف ويطهر ويبرا صح .. ويرجع لها مثل ما تبي وتكون له .. يا يتحدد مصيرهم من اللحظه هذى وتريحه وتريح عمرها من العذاب .. الله ما يرضى بالظلم وهم ظلموا أنفسهم واجد .. كان لها نصيب معه عاشته .. وكان نصيبه مع غيرها .. يروح الله يسعده .. بس على الأقل تكون روحها مرتاحة وما فيها صديد يسمّم باقى ايامها فى الدنيا .. يكفيها اللى عاشته .. ماعندها استعداد توطي راسها للماضى أكثر .. قررب منها ولو الأنفاس تحرق كانت هى من زمان رماد قدامه .. " أخوى راح الله يغفر له .. فلا تظلمينه عشان تبررين موقفس .." رد وهو يرّص على ضروسه .. " أخوك راح للى أعلم منى ومنك به .. بكل صغيرة وكبيرة .. الله يرحمه ويغفر له .. ولو علي أنا ما ترحمت عليه على اللى سواه فينى .. " الألم فى خدها خلا باقى الجمله تموت على شفايفها .. غمضت تحس بطنين فى أذنها .. خذت نفس عميق .. انفتح الجرح ولازم تتحمل .. رفعت له عيونها وهى مليانه دمع بارد " ثانى كف يا ولد عمى منك .. هذى وصاة ابوى الله يرحمه لك .. بيض الله وجهك بس .. أولها أخوك وتاليها أنت .. " مشت من جنبه بهدوء ولقطت نقابها وعباتها وطلعت .. واقف لحاله فى الحجره .. ايده مقبوضة بقوة .. وراسه بينفجر .. صفقها كف .. وهو اللى حلف مايمد ايده عليها عقب ذيك المره .. ماشفع لها أنها مره .. وأنها بنت عمه .. وأنها يتيمه .. صد وراه وضرب الجدار بقبضة ايده بكل قوته .. يمكن الألم يداوي الألم .. :: :: :: دخلت مها على البنات اللى كانوا لابسين ينتظرونها عشان يروحون للسوق " كلمتى ماجد .." سالته روضه .. " راقد .. راسه يعوره وتعبان .." ردت عليها بهدوء وهى تفك عباتها.. قعدت روضه على طرف السرير متملله " يوووه من اللى بيودينا .." .. " كلمى فهد .." ردت عليها نوف اللى كانت مشغوله تشوف التلفزيون .. " مها مهى برايحه لو ودانا فهد .." التفتت لها أختها وهى ترد عليها .. " عادى وليش ماتروح .." علقت نوف وهى تمد ايدها تاخذ الريموت تطفى التلفزيون .. انتبهوا البنات لصمت مها .. " وشفيس .." قربت منها نوف تسألها .. " مافينى شي .." مشت مها تدخل الحمام .. " لا والله الا فيس شي .. مهوى شبلاس خوفتينى .." ردت نوف وهى تمشى وراها .. فصخت مها نقابها قدام المرايه .. شهقت نوف يوم شافت خدها .. " وجع شبلاس تصيحين .." قالت روضه من برا وهى تطل عليهم متروعه " مهوى وش ذا اللى في وجهس .." سألتها نوف بصوت واطي .. " دعمت الكبت .. الليت كان مطفى وماشفته .." ردت مها ببرود .. دنقت تغسل وجهها بالماى البارد .. التفتت نوف لروضه بنظرة .. لمتّها نوف من ظهرها وهى تعض شفايفها بالم .. " باروح أجيب لس ماى زمزم والا ثلج تحطين عليها .." ردت روضه بصوت مخنوق وهى تلف وراها وتخليهم لحالهم .. " الله يسامحه .. بس عمره ماكان كذا .." قالت نوف بألم .. " ماحد يقعد مثل ماهو .." ردت مها وهى تحط الثلج على خدها .. " الا ماجد .. مهوب طبعه اللى يسويه ومهوب طبعه ضيقة الصدر .. من عرفته وهو أبو لنا .. يحبنا ويخاف علينا .. لمرض الواحد فينا ما رقد ماجد من وجعه .. فيه شي مخليه كذا .. " ردت نوف وهى مدنقة وعيونها سرحانه .... سكتت مها ماردت .. تنهدت بس بقوة .. فيه ماضي بينهم مخليها كذا ومخليه هو بعد كذا .. ماضي ماحد يعرف عنه شي .. ماضى مليان ظلم وشك وكره .. عيا الحاضر يمحيه لا بالطيب ولا بحسن التعامل ولا حتى بالمحبة .. دخلت عليهم روضه .. " كلمتى فهد .." سألتها مها .. " خلاص ماله داعى نروح .." قالت روضه .. " ليه .. اسواق مكه حلوة وأرخص من الدوحه وفساتينهم غير .. امشى أنتى واياها .. ماعندنا الا هالفرصه .." ردت مها وهى تلبس عباتها وشيلتها .. " قومى .. " ردت نوف بكلمة وحده وهى تشوف أختها .. لازم تطلع مها .. أحسن من قعدتها هنا لحالها وتفكيرها فى اللى صار .. رغم أنها ماتدرى وش الموضوع بين مها وأخوها ولا ليش ماجد سوا كذا .. لكن يطلعون أحسن عشان مها تغير جو وتنسى شوي.. مها حمدت ربها أنها مضطرة تلبس النقاب عشان فهد موجود برا .. ماتبي أمها ولا عمتها يشكون فى شي .. الوضع مهوب ناقص تعقيد .. طلعوا للصاله الا فهد قاعد يتقهوى مع امه ومرة عمه " يالله حى أم الجورى .. " رحّب في مها .. " الله يبقيك .. شلونك .." ردت عليه مها وهى تحفاه .. " بخير الله يسلمس .. ها على وين أنتى وهى ؟؟.." علّق وهو يشوف خواته داخلين ورا مها .. " ماقلت بتودينا .." قالت روضه وهى مبرطمه وماسكه نقابها فى ايدها .. " قلت بأفكر .. " ردت فهد وهو يرفع فنجاله يشرب قهوه .. " بتوديهن وانت تضحك .. " ردت عليه أمه .. " ليه يايمه .. ليه الأضطهاد .." نزل فهد فنجاله وهو مسوى روحه زعلان .. " من لهن غيرك ياطويل العمر .." قالت له مها .. " ليت كل العرب مثلس بس يا أم الجورى .." رد فهد وهو يهز راسه ويشرب اخر ما في فنجاله من قهوة .. " بتوديهن والا وديتهن أنا .." قالت له أمه .. " بأوديهن بأوديهن .. ما شبعن من مولات الدوحه جايين يغثون أهل مكه فى أسواقهم .." رد فهد وهو ينزل فنجاله ويوقف.. " وعساس بتخاوينا يا مها .." كمل كلامه وهو يشيك على جواله فى مخباه .. " لا فديتك تخاويكم العافية .. أنا بأقعد عند الجورى .." ردت مها بهدوء .. " وليه ماتروحين ؟؟.. ما اتفقنا كذا .." قالت روضه .. " معليه فديتس روحى أنتى ونوف .. " التفتت لها مها اللى ماكان لها خاطر بالطلعه بس ماحبت تخرب على البنات .. " مها .. مانقدر نروح لحالنا لازم تروحين معنا .." طالعتها نوف وهى ترص على كل كلمه .. " ترى قلت لس الجورى ازهليها عندى .. " ردت أم ناصر .. " مابه طلعه الا معس والجورى باخذها معنا .. " تدخل فهد بينهم .. " لا فديتك والله بترقد والا كان خذيتها .." ردت مها عليه .. " خلاص خليها عندى أنا بأرقدها .. هى تعشت .. " سألتها أمها .. " ايه فديتس .." .. " خلاص روحى مع خواتس .." قالت ام ناصر .. " يمكن مستحيه من فهد .." علقت نوف وهى تبتسم وتقعد على طرف الكنبه وتحط رجل على رجل .. " أفااااااااااا .. بعد ذا العمر كله تستحين منى يا أم الجورى .. ما هقيتها والله .." التفت فهد لمها وهو مستغرب .. " لا والله فديتك مهوب القصد .. تدرى انك حسبة اخو .." ردت مها وهى منحرجه .. " الا اخوس اللى ماجابته أمس .. لا تحشدين منى ابد .. واللى رفع سبع أنى ما اشوفس كون ما اشوف موضى ونوف " رد فهد .. " والا روضة بنت البطه السودا .." علقت روضه بهمس .. " دامكم اخوان مشينا .. نلحق على السوق " ردت نوف وهى تلبس نقابها وتبتسم ان خطتها جابت نتيجه .. " احرصوا على عماركم ولا تأخرن .." قالت لهن أم محمد قبل يطلعن .. " ان شاء الله يمه .. " ردت مها .. " هين ان ما وريتس .. خلينا نرجع .." صرت مها على ضروسها وهى تقرب من نوف وتهددها .. وكان الجواب اللى سمعته ضحكة هاديه .. :: :: :: رجعن من السوق فى وقت متأخر .. وكانت طلعه حلوة غيرت الجو بينهن .. واشترن لهن أغراض واجد واضطروا يشترون شنطتين زيادة عشان يحطون فيها الفساتين وباقى المشتريات .. ماكان باقى على الفجر شي يوم رتبن الأغراض .. " نوف كلمى فهد شوفيه اذا واعى يودينا الحرم نصلي الفجر .." قالت مها .. " وأنتى عد فيس حيل تمشين للحرم .." سألتها روضة وهى تحذف بعمرها على السرير تعبانه .. " خافى ربس .. فيس حيل تلفين فى الاسواق ومافيس حيل تمشين للحرم تصلين .." ردت عليها مها وهى تبتسم .. " والله مهوب كذا بس طاحت رجيلي .. " ردت روضه وهى تمدد رجيلها .. " تراس مانتى فى الحرم كل يوم .. الفجر غير هنا .. " ردت مها بهدوء .. " والله .. " ردت روضة بكآبة وهى تلتفت لها بتعب .. " ماتبين تروحين اقعدى .. نوف بتروحين .." التفتت مها لنوف تسألها اللى كانت طول الوقت ساكته تسمع المناقشة .." أنتظر تخلصن كلام .. أنا بأروح عادى ولاحقة على الرقاد .." قالت نوف .. " خلاص كلميه .. " قالت روضه وهى ترفع نفسها من السرير " بس خلونى أول شي اشرب لى نسكافيه أصحصح لا أرقد فى الطريق .." مشت روضه من جنب مها اللى كانت تضحك على شكلها وهى ماشيه مغمضة " اللى تبي الحمام تدخل توضأ ذلحين عشان ما تسوون زحمه لصار دورى" كملت روضة كلامها .. " مهى بصاحيه .." ردت نوف وهى مدنقة تضرب على الجوال رقم فهد .. صلوا فى الحرم .. وكانت صلاة تختلف عن أى صلاة ثانية .. دعت مها وفى حلقها غصه لأمها الحزين ولأبوها المرحوم بالمغفره والجنة ولأختها اللى مسافرة بالأمن والطمانينة وأن يحفظها الله هى ورجلها ويبعد عنهم عيال الحرام وبنات الحرام .. دعت لبنتها اليتيمة بالتوفيق وأن الله يجعلها من عباده الصالحين .. ودعت لماجد أن الله يهديه ويصلح حاله .. ويهديها ويلهمها الصواب .. ويغفر لها وله كل اللى طاف .. وإن كان فى استمرار زواجهم خيره أنه يجمع بينهم بالمعروف والمحبة .. وإن كان الخير فى فراقهم أن الله ييسره بدون ألم ولا كره .. كانت دموعها تسيل وهى تدعى من قلب خاشع وخاضع لربه .. نوف .. دعت لأمها وابوها وأخوانها وأختها موضى .. بطول العمر والصحه والإيمان .. ودعت أن ربي يوفقها فى حياتها الجديده وييسر لها كل خير .. ويبعد عنها الوساسوس وضيق النفس والقلب .. روضة دعت لأهلها ودعت أن الله يجمع بينها وبين ولد خالتها على الخير .. وأن يشرح صدر أختها من صوبها ولا يجعل فيه عليها ذرة كره أو حقد .. قلوب مختلفة وحاجات مختلفة ورب واحد .. سبحانه لا إله الا هو .. مها رقدت عند البنات وحلفت عليهن ترقد على الأرض .. وجابت الجورى من عند أمها وحطتها جنبها عقب ما وعت أمها وعمتها لصلاة الفجر.. وطلبت القهوة والفطورلهن وجهزتها مع نوف وحطنها فى الصالة عشان يرقدن براحتهن .. دخلت ونامت وهى تفكر فى ماجد اللى ماتدرى عنه شي من أخر تصادم من بينهم .. رجعت لها الأحلام القديمة والكوابيس اللى كانت نستها فترة .. قامت وهى تصب عرق ومخنوقة .. استغفر الله .. توعت نوف على صوتها " وشفيس .." سألتها وهى تفرك عيونها .. " مافينى شي .. كابوس .. " ردت مها بضيق .. " تعوذى من الشيطان .. هاس اشربي .." مدت لها نوف غرشة ماى .. شربت منها مها ورجعت تنام على يمينها .. وهى تحس ببداية صداع يتسلل لعيونها .. :: :: :: ثانى يوم الضحى العود .. دخل ماجد عليهم الصاله لقى أمه وأم ناصر يتقهوون ومها معهم توها صاحيه اللى من شافته سحبت طرف الجلال لا شعورياً على خدها .. " صبحكم الله بالخير .. " دنق على راس امه وراس عمته .. تحفاهم ونشدهم عن أحوالهم .. " وينك ياولدى عدى بك أمس العصر .." قالت له أمه بعتب.. " والله يايمه صليت المغرب وقعدت فى الحرم وعقب العشا رجعت ورقدت ماحسيت بعمرى .. وقمت قبل الفجر ونزلت الحرم تهجدت وصليت وقعدت لين طلعت الشمس وعقبه رجعت .. غطيت شوى .. " مدت مها له فنجال قهوة وهى ساكته بدون ما ترفع عيونها فيه .. ماجد عرف من رد الفعل حوله ان ماحد درى بالسالفه .. قدّر هالشي لها واجد .. " وين الجورى .." سأل مها متعمد .. " راقده مع عماتها .." ردت عليه بدون ما ترفع عيونها له .. " زين ما تبين تطلعين مكان .." رجع ماجد يسألها .." سلامتك .." ردت وهى بنفس الوضع .. صد عنها يوم شاف أنه مافيه فايده وأنها للحين زعلانه .. معليه بيراضيها عقب .. ورجع يكمل سوالف مع امه وعمته .. دنقت وهى تفكر .. جاى ولا كأن شي صار .. أعتذر له وأغير تصرفاتى وأنسى كل شي عشانه .. واقول له بأفتح صفحة جديدة معك وشو يكون رده ..؟؟ مهوب فاضي يرجع معى يصلح الأمور .. طبعاً سفرته لحاله أهم .. وياعالم من اللى معه فى السفرة ذى .. عمر الطبع ما يتغير فى الانسان .. حتى لو تظاهر بغيره فترة .. مصيره يمّل ويرجع لحقيقته .. فكّرنى نسيت .. غامت في عيونها صورة الحادث .. " مها .." رجعها صوته لوقتها الحاضر .." نعم .." .. " تعالى أبيس .." قام وحب راس أمه وعمته وأستأذن منهم .. قامت وراه وصلوا لباب الجناح " تبين فلوس .." نشدها .. " لأ .." طلع بوكه يبي يعطيها البطاقه .. تجاهلته ولفت وراها تبي ترجع .. مد ايده ومسكها من ذراعها .. لفت عليه بهدوء وسحبت ذراعها منه .. تنهّد " تراس انتى اللى حديتينى .." قال لها بهمس مؤلم .. " هذا هو عذرك .. من عرفتك .. أنا اللى حديتك على اشياء واجد ..!!" ردت عليه بصوت واطي عشان ماحد من اللى داخل يسمعهم .. طالعته ببرود ولفت عنه ودخلت .. وقف يشوفها وهى تتراجع وراها .. والجدار بينهم يكبر عن أول .. طلع وراه وسكر الباب .. مرّ اليوم بسرعه .. بدون تصادم بين ماجد ومها .. هى انشغلت بأمها وعمتها والبنات والصلاة مع الجماعة فى أطهر مكان .. وهو صار يقضى أغلب وقته فى الحرم هروب والا حاجه ..!!!.. :: :: :: فى الليلة الثانية والأخيره ماجد كان فى حجرته .. طلع جواله واتصل على جوال مها وماردت عليه .. أرسل لها رساله – تعالى للحجره .. أبيس ضرورى - .. انتظرها ترد وماردت .. اتصل على روضه " ألو .. مها عندس .." .. " ايه .." .. عطينى اياها .." .. مدت روضه الجوال لمها اللى كات قاعده تتعشى مع البنات سندويشات " ماجد يبيس .." .. وقفت اللقمة فى حلق مها .. مسحت اثمها ومدت ايدها تاخذ الجوال .. " ألو .." .. " وينس من جوالس أتصل فيس وماتردين .." سألها بنبرة لوم لأنه كان يظنها تتجاهل اتصالاته .. " مهو بعندى .." ردت برسمية .. " تعالى ذلحين أبيس .. " .. " مشغولة أعشي الجوري .." .. " خلي الجوري عند عمتها وتعالى ذلحين .." وسكر فى وجهها .. استغفر الله بس .. نزلت مها الجوال .. وقامت " عشوا الجورى .." قالت تكلم نوف وروضه .. " وين ؟؟." سألتها نوف .. " ماجد يبينى .. شوى وراجعه .. لا تاكلون العشا كله .. " مزحت معاهم لما شافت فى عيون نوف سؤال مها نفسها ما عندها له إجابه .. " قولى لأم بطن اللى جنبس .. " ردت نوف .. " الله وأكبر عليس .." ردت روضه وبغت تغص .. " شفتى كله من عينس حشا مشهاب .." ردت روضه وهى تضرب بيدها على صدرها وتشرب ماي .. طلعت منهن مها وهى تبتسم .. وصلت للغرفه ولقت الباب مسايف .. دفته ودخلت .. " السلام عليكم .." سلمت عليه .. " عليكم السلام والرحمة .." .. " قلت بغيتنى .." سألتها وهى واقفه بعيد .. " مها .." قال اسمها وتنهد وراه تنهيده طويلة .. مها شبكت ايديها على صدرها وهى للحين واقفه بعباتها ونقابها قدامه .. " زين اقعدى وافصخى العباه .." .. " بنتى وراى .. وش تبي .." .. " شوفى .. بخصوص اللى صار أنا أسف .. أدرى إنى غلطان .. بس أنتى ماتعطين الواحد فرصه .. تضيقين عليه لين يكره حتى نفسه .." سكت يبي يسمع منها تعليق .. " مها .. بكل بساطه أنا ما أقدر أرجع معس ذلحين .. وراى سفره ضرورية لكن اذا ربس كتب ورجعت ما يصير الا اللى تبينه .." حاول ماجد يشرح لها .. " وأنا أبي الطلاق يا ولد عمى .." قطت مها الكلمة ببرود .. " وش .." وقف ماجد على حيله لا شعورياً .. " اللى سمعته .. ماتنجبر روح(ن) على روح .. لنا سنه على ذا الحال .. لا أنت بمرتاح ولا أنا مرتاحه .. " ردت عليه وهى تحس بالغصه تسد حلقها .." وهذا هو الحل من وجهة نظرس .." سألها وهو مستنكر حتى شلون قدرت تلفظ الكلمة .. " عندك غيره ؟؟.. حتى كلمة الحق ماتبي تسمعها .. ويوم قلتها لك وش كان ردك .." فجأه سحبت نقابها توريه خدها " هذا ردك .. شفته .. وش توقّع منى عقبه ..؟؟" سألته بصوت مجروح .. " تدرين أن عندى خطوط ماحد يتعداها ومنها .. المرحوم .." حتى لفظ اسمه كان صعب عليه " وأنتى مانتى براضيه تخلين الموضوع يروح .." كمل بتوتر .. " وشلون أخليه يروح وهو واقف بينى وبينك .." ردت بقهر .. وقف وصد وراه عطاها ظهره .. " بعض الأشياء تركها أخير .." رد عليها .. " وش نترك .. شكك فينى ؟.. جرحى منك ؟.. قل لى وش نترك ؟؟.." كان صوتها يرتعش ألم و وجع وصله وزاد همّه " لا تبي تسمعنى ولا تبي تصدقنى .. وش قيمة الحياة اللى بينى وبينك وحنا كل واحد مليان من صوب خويه .. وش معنى وجودنا مع بعض وأنت تشك فينى وأنا فى قلبي عليك .. تشوفنى عدوة والا حبيبة ما عرفت لك .. تبي تصدقنى والا لأ .. انشد موضى .. وهى بتعلمك كل شي .. انشدها لأنك تشوفنى كذابه .. يمكن تصدق أختك وهى صادقة مثل ما صدقت أخوك يوم كذب عليك .." ردت بمرارة .. " ذلحين وش تبين ..؟؟" سألها وهو للحين معطيها ظهره .. " قلت لك اللى أبيه .." ردت بصوت مليان يأس .. " طلاق مانى بمطلق .." رد عليها وهو يلف صوبها بوجه جامد .. " مانت بمطلق لكن بتعرس علي ..؟؟" ردت بألم .. " يا سلام .. ومن اللى حط ذا الفكره فى بالس .." رفع حواجبه استغراب وهو يسألها .. " مايحتاج أحد يحطها .. واضحه .." .. " أما عليس أفكار غريبه .." .. " أفكار ..؟؟ تحلف أنك ماتدرى عن ذا الموضوع .. تحلف أن أمك ما كلمتك فيه ..؟؟" سألته بإتهام .. " اسمها أمى نورة مهوب أمك .." رد بصوت حازم .. " ايه اترك الموضوع الأساسي وامسك لى على الكلمة .. مانت بحالف لأنك تدرى أن الموضوع صدق .. وأنا اللى أعتذرت لك ونويت أنسى كل شي .. بس على رايك بعض الأشياء تركها أخير .." لفت عنه .. خافت عيونها تفضحها أكثر .. " وهذا أخر كلام عندس .." سألها بصوت تعبان .. " وماعندى غيره .." لفت وراها وطلعت .. صد وراه وقرب للدريشه يشوف السماء المظلمة ويحس فى نفسه ظلام أشدّ من اللى برا .. معقوله ظلمها ..؟؟ صح منصور ماكان ملاك .. لكن هل توصل فيه يظلمها ..؟؟ ويخلينى أنا بعد أظلمها .. يآآآآه يا منصور .. الله يرحمك برحمته كان اللى قالته صحيح .. مد ايده لجواله فى محاولة أخيره .. يمكن ... :: :: :: كانت ريحة الكفرات تملا الجو .. ريحة حريق المطاط .. والمعدن المنعجن .. صورة منصور ينزف وطايح على الدركسون .. وهى مربوطة بالحزام اللى عيا ينفك .. " منصووور .." صرخت فيه وأصوات المعدن اللى متكسرة حولهم تملا اذنها .. ريحة البترول كانت قويه .. وطعم الدم .. اللى تحسه فى جوفها .. " منصووور طلعنى .." صاحت فيه والخوف يملاها .. حطت ايدها على بطنها .. رفع راسه شوي شوي .. حاولت تفك الحزام ماقدرت .. " منصووور .." رجعت تناديه .. وجا هو .. ماجد .. وش يسوي هنا .. كانت تحس بدوخه وهى تشوفه .. تذكرت الحزام المقفول .. صوته يصرخ عليها .. وقفت بعيد وهى تلم عباتها حولها .. وتشوفه يصارع عشان يطلع اخوه .. وقلبها يدق بجنون .. يارب يارب .. سحبه بعيد عن السياره اللى ماخذت الا لحظات وانفجرت .. طاحوا كلهم قربت منهم .. وكانت السيارات بدت تجتمع حول الحادث .. غطت وجهها بالشيله المنشقه .. قرربت منه وهى تسمع صراخه .. " تكفى .. تكفى لا تكسر ظهرى .. تكفى " .. تروعت من منظره وهى مدنق ويحضن راس اخوه لصدره .. الدم .. وايد منصور المرتخيه بشكل بشع .. لا مستحيل .. توه يكلمها .. لا .. "ماجد .. " همست خايفه تسمعها حقيقة الموقف وتلطمها فى وجهها بقوووة .. " منصوور .." كلمة تحمل الف سؤال .. وتبي بس اجابه وحده .. رفع لها وجهه المشوه بدم اخوه .. والمسوّد من المصيبة .. " بيت منصور يتعذرس .. " سكت شوي وكمل " استرى وجهس لين يجي ابوس ياخذس .." .. الصدمة شلّتها .. رفعت ايدها لا شعوريا تلمس وجهها .. تسحب الشيلة تغطيه .. بيته يتعذرني .. ليه وش سويت عشان يستكثر علي أحّاد في البيت اللى جمعنى واياه .. ومن يكون عشان يطردنى وليه .. لانى بنت حرام ولا سوّدت وجه أخوه عشان يسوى اللى سواه نزلت دموعها مختلطة بسواد الدخان على وجهها .. وباقى الكحل اللى نسته عيونها شهور عقب هالموقف .. لفت وراها بصدمة تمشى .. قعدت بتعب على طرف الرصيف .. و ماحست الا بيد ابوها ترفعها ويحضنها ياخذها لبيته .. اللى ضمها صغيره وبيضمها كبيرة ... عقب ماطلعت مها من عند ماجد رجعت لها كل الذكريات مثل سيل قوي .. يشيل اللى قدامه .. الماضى اللى دمّر ثقتها فى نفسها وفيه .. ومثل ما يقولون الشعرة اللى قصمت ظهر البعير .. مسحت عيونها قبل تدخل على البنات .. دخلت بهدوء وفصخت عباتها .. ارتفعت لها عيون نوف تشوفها بتساؤل .. دخلت الحمام وسكرت الباب .. غسلت وجهها وطلعت عليهم " تعشت الجورى .." شافتها راقده على الأرض تشوف الرسوم المتحركة فى التلفزيون .. " ايه تعشت .. هذا عشاس رفعناه لس .."ردت عليها نوف .. " مابي .. تعبانه أبي أرقد بس .." مرت بينهم وخذت لها مخده وحطتها جنب بنتها ورقدت .. :: :: :: كانت ريحة الكفرات تملا الجو .. ريحة حريق المطاط .. والمعدن المنعجن .. صورة منصور ينزف وطايح على الدركسون .. وهى مربوطة بالحزام اللى عيا ينفك ..كان يسمع صوتها تصيح تناديه " منصوووور " .. ما انتبهت للى وصل بسرعه واتجه صوب السواق " منصووور .. منصوووور .." صاح فيه .. شد على اخوه يوعيه .. " مها .. ماجد .. ف.. فككها .." طلب من ماجد بصوت متقطع .. " زين زين خلنى أفكك قبل .." قاله وهو يحاول يحركه بدون ما يوجعه .. " لااااا .. هي .. هي .." تركه ماجد غصب(ن) عنه لما شافه مصّر.. بسرعه لف الجهة الثانيه وسحب الحزام المعلق ما انفتح .. " صدي وراااس .." صاح فيها والثوانى تمّر حاسمة بين حياة وبين موت .. صدت وراها وغطت اعيونها .. ضرب الحزام بكعب الجوتى وانفتح .. سحبها من يدها بسرعه .. ونسى فى ذيك اللحظات أنها محرمة عليه .. " روحى للرصيف بسررعه .." لف يرجع لاخوه اللى كان يستفرغ دم .. فك حزامه وشاله على صدره وريحة البترول تملا المكان .. وشرارة صغيرة بس كافية تحرق الأولى والتالى .. خطوات بس فصلتهم عن السيارة اللى انفجر فيها خزان البترول .. وتطايرت اجزائها حولهم .. طاح ماجد على وجهه وحمى اخوه بجسمه .. قعد ورفع منصوور " منصووور .. قم الاسعاف جاى قممم .." حاول يوعيه ولونه مخطوف من حالة أخوه .. " مها .. فه ه هد .. " حاول يتكلم لكن كانت أنفاسه معدودة .. " اسكت اسكت لاتتعب عمرك .. " حاول ماجد يهديه وأذنه تلقط الأسماء بحساسية .. " أأشه..د أن لااا اله الااا الله ..." حس بأنفاسه تنقطع .. " تكفى .. تكفى لا تكسر ظهرى .. تكفى " صرخ من اعماق قلبه وهو يضمه لصدره .. لكن كان حكم الله اقرب .. ذابت عيون اخوه وتراخى ذاك الجسم فى أحضانه .. " أأأأه .." كتمها فى صدره .. أحرقته أكثر ما احترق من نار السيارة .. تجمدت الدموع في عيونه .. حنّ راس أخوه لا يطيح على الاسفلت .. مسح خشمه .. دور شماغه ما لقاه .. حط راس اخوه على فخذه وغمض .. " ماجد .." صوت ضئيل تسلل لعالمه المنهار .. رفع عيونه شافها واقفه قدامه .. لأول مره يشوف وجهها وهى مرة اخوه .. تحاول تغطى نفسها باللى بقى من الشيله .. " منصوور .." تكلمت وشفايفها ترتجف .. تنهد من أقصاه " بيت منصور يتعذرس .. " قالها بكل الحقد اللى ملا صدره صوبها وبكل الكره اللى نما فجأه ومالقى له طريق الا لها .. بكل الغضب .. الحزن والقهر.. اللى تفجر بلحظات وما كان له مخرج الا قلبها .. الفجيعة والخسارة اللى ما تعوّض وهى السبب .. " استرى وجهس لين يجي ابوس ياخذس .." رجع يدنق وقلبه يبكى اخوه اللى بين ايديه .. توعى ماجد من نومه وهو يشهق .. كان جسمه ينتفض وعرقان .. أعوذ بالله من الشيطان .. رجعت له الكوابيس .. اللى ما صدّق أنها تختفى .. ضغط على راسه بقوه عشان يوقف النبض اللى فيه .. ليه يا منصور .. ليه .. جا الصبح وكل واحد منهم فى حالة .. ماجد اللى لازال مهوب مصدق اللى عرفه وكان محتاج وقت عشان يربط الأحداث ويستوعب اللى صار عدل .. ومها اللى كان اليأس يملا روحها .. ابتعدت عنه وحاولت ما يجمعهم مكان واحد عقب اللى صار .. شوفته تزيد أوجاعها وتحفر فى روحها .. اتجهوا لمطار جده عشان يرجعون .. كانت رحلة ماجد بعدهم بثلاث ساعات .. ساّم عليهم وهو يودعهم عند البوابة .. مها تحاشت اى لمسه منه .. قربت تاخذ الجورى وقالت له " الله يحفظك .." كلمتين بس .. ماقدرت تقول أكثر .. عضت شفايفها تحت النقاب عشان تمنع دموعها تنزل .. وقف يشوفهم يدخلون البوابة .. كلمتين بس .. مستكثرة علي الكلام يا مها .. معها حق .. وش تبيها تسوي عقب اللى سويته أنت فيها .. ؟؟.. :: :: :: وصلوا الدوحة وحاولت أم محمد تقنع أم ناصر يجون عندهم للبيت لكن أم ناصر قالت لها أن أخوها بيجيها بكره ولازم تكون قدامه .. وصلّهم فهد للبيت .. اللى حسته مها فاضي عقب ماجد .. دخلت لحجرتها اللى تذكرها فيه .. هنا رقد .. هنا ابتسم لى .. هنا ضمنى يوم العيد .. نزلت دموعها غصب عنها .. رغم كل شي كانت تحب طيبته وحنانه .. تحب حقيقته اللى انكشفت لها فى لحظات .. تحب حتى قسوته .. لكن .. اللى يبينا عيت النفس تبغيه واللى نبيه عيا البخت لا يجيبه .. قامت تصلي الفجر .. لقت فى جوالها رساله .. كانت من ماجد .. وصل ركب الرحيل لموطن الغربة ودار اجناب بعد طول الطريق اللي تمادى.. واتعب اركابي ضحك وجه المدينه للمسافر والوجيه أغرااب وانا عابر سبيل وضحكتي ماصـافحت نابي وقفت انظر على شط المدينه .. والجروح أسراب ولعنت أم الحنين وسالت الدمعه على اهدابي هنا كنت الغريب .. بلا حبيب.. ولاوطن .. واقراب حزين وماقدرت اجمع شتاتي .. واحسب حسابي حداني للسهر جرح(ن) سجني بين ناااب .. وناااب وتركني بين صمت الذكريات بصفحة كتابي حبيبي والغلا جرح(ن) ذكرته وانفتح له باب وانا لو ماذكرتك وانت ناسي .. ويش يبقابي صحى هم الفراق ..اللي فتح للذكريات ابواب وغفيت وماصحيت الا وطيفك يطرق ابوابي ؟ حبيبي ترسم الغيمه ملامح وجهك الجذاب واشوفك وين مالد النظر مع كل هندابي ذكرت اول لقاء فيه اجتمعنا بالغرام احباب الين آخر لقا منه افترقنا .. وآخر اتعابي فداك الجرح ياوجه(ن) تركني للملام وغاب بقاله في حياتي طعنتين .. وجرح ماطابي انا اللي كنت اضيع بنظرتك شوق.. ووله .. واعجاب واضيق بغيبتك .. وتضيق بي دنياي ..وثيابي عطيتك قلب ..واشواق..وحنين ..وفيك ظني خاب احسب انك تمنى رجعتي.. واثرك تسلى بي تبعتك مثل ضحضاح السراب ..وجيت لك مرتاب واشوفك مثل الامس المستحيل .. وباكر الغابي خطاي اني تماديت بغلاك .. وماحسبت حساب احسب ان الوفاء طبع البشر .. واحبابي ..احبابي وعزاي اني ردعت القلب ! عن باقي غلاك وتـاب وصحى في داخلي طفل(ن) غرير .. وشايب اعرابي حبيبي للصبر بال(ن) طويل وللجروح اسباب وانا مارحت ادور للجروح .. اعذار.. واسبابي حبيبي يوم شفت ان الزمان برجعتك كذاب تركتك للتجافي .. والغرور .. بزحمة اصحابي رحلت وقلت اسافر عنك ..واجزيك الغياب ..غياب واببعد واستريح من السهر.. واريح اعصابي هجرت ارض الجروح ابغى عن تراب الجروح..تراب عساي انساك ..وانسى رجعتك والجرح .. وترابي يطيب الجرح والا ياعسى جرح الهوى .. ماطاب تفضل هاك جرحك..واستريح .. وجرحي اولابي طلع صبح الفراق بشاطيء الغربه.. ودار اجناب ولعنت ام الحنين .. وسالت الدمعه على اهدابي بكت .. درت أنها قطعت آخر خيط يربطها فيه .. خلاص قالها .. بيبتعد .. ملّ هالعيشة وملّها فوقها .. ومن اللى ما يمّل ويتعب من هالضغط اللى هم عايشينه .. خسارة بس .. خسارة ماقدرت أعوضك .. ولا قدرت تفهمنى .. ضمت الجوال لصدرها وبكت .. لحد ما حست أن عيونها جفت .. وماعاد فيها دمع .. مات فيها شي كبير .. وانكسر فيها الأمل اللى كانت تضويه لعيونه .. جا خال مها ثانى يوم .. وقرر ياخذ أم ناصر معه تغير جو .. بغى مها تروح معهم بس عيت " ما قلت لماجد فديتك .. وهى كلها كم يوم ويرجع .. بعدين خل امى على راحتها .." .. جهزت مها أغراض أمها وطلبت منها تاخذ فاطمه معها " خليها تنفعس يابنتى .. " قالت لها أم ناصر .. " لا جعلنى فدوة .. خدامتى عندى .. خليها تروح معس تفرش فراشس وتغسل ثيابس وتقوم بس عند العرب .." ردت مها " والفيزا بياخذها خالى من الحدود .. وخلى ذى معس .." مدت مها ايدها لأمها بظرف فلوس .. " الخير واجد جعلنى ما أذوق حزنس .." .. " جعل فيه العافية .. بس فلوس(ن) تعداس يا أم ناصر مافيها بركه .." حبت ايد أمها " بس تكفين لا تبطين علي .." ترجتها مها .. " ان شاء الله .. اسبوع والا حوله وأنا عندس .." قامت مها تبي تاخذ الشنطه برا لكن قبل لا تطلع نادتها أمها .." لبيه .." رجعت مها لأمها.. " تعالى .." مدت أم ناصر ايدها بظرف لمها " هاس .." .. " وش ذا يمه .." سألتها مستغربه .. " هذى أوراق لرجلس .. حطها عندى أمانه .. وأنا يابنتى مسافرة والواحد ما يضمن عمره .." .. " وش فيها .." سألتها مها وهى تشوف الظرف مسكّر .. " فيها أوراق تخصص وتخص بنتس .. وتراه أمنّي ماتدرين عنها .. بس الشكوى لله .. ماقدرت أسافر وأنا ماقلت لس .. اخذيها معس وارفعيها له .." .. خذتها مها منها وهى مستغربة .. معقوله .. أوراق تخصنى ومايبينى أدرى عنها .. لا يكون مطلقنى .. لا لا .. ما يسويها .. ماجد يخاف ربه .. لو طلقنى ما خلانى أكشف قدامه .. ترى حتى لو طلقس دامس فى العده هو حلال عليس .. ولو .. لا لا .. ما يسويها .. جا الدريول ياخذها لبيتها .. طلعت أمها قدامها مع خالها سلمت عليها وأمنتها السلام على الجماعه كلهم .. رجعت للبيت وايدها تحرقها مكان ما مسكت الظرف .. نادت الشغاله اللى جات مع الدريول وطلعت أغراضها وبنتها ومشوا للبيت اللى تركته من اربع شهور ونص .. البيت اللى جمعها بماجد .. واللى شهد لحظات حلوة بينهم .. وشهد لحظات ألم .. واللى صار خالى عقبه .. شلون الأماكن ما تمتلى حياة إلا بوجود اصحابها .. وشلون في غيابهم تصير جمادات مجردة .. بلا معنى بلا روح .. تعشت مع جماعتها ورجعت لقسمها وشغالتها معها عشان تبات عندها .. :: دخلت بنتها لغرفتها ورقدتها .. وطلعت لحجرة ماجد .. طلعت الظرف وكانت محتاره تفتحه والا لأ .. قررت تتركه احتراماً لكلام أمها اللى قالت عنه أمانة .. حطت فى درج الكمدينو وسكرته .. مضت الأيام تجهز مع نوف وروضه اللى صار وقت عرسهم قريب مع أنه ما تحدد بالضبط .. حاولت تشغل نفسها بعيد عن ماجد اللى ما اتصل فيها عشان يطمنها بمكالمة .. رساله وحده أحرقت كل أحلامها وأمانيها معه طرشها لها أول ما وصل .. وللحين ماتدرى وش الهدف منها .. كانت تسمع عمتها وعمها يقولون أنه كلمهم ويسلم عليهم كلهم .. ومتوقعين أنه شي طبيعي يكون اتصل في مرته وطمنها عليه بالتفصيل .. مادروا أنها كانت تحترق عشان تسمع أخباره .. وعقب اسبوع تقريباً ما قدرت تتحمل أكثر .. فتحت الظرف .. كانت صدمتها كبيرة .. وهى تشوف الأوراق .. بأسم الجورى .. اسمها .. والورقة الأخيرة .. فتحتها وهى تقراها حست أنها ماتقدر توقف على رجيلها .. طاحت على الأرض .. وصية ؟؟.. وصية ماجد .. ليه .. وينه رايح عشان يكتب وصيته .. وش بيسوي بعمره .. على طول خذت الجوال .. " موضي .." صاحت بجزع .. " عسى ماشر وش بلاس ..؟؟ " تروعت موضى من نبرة صوتها .. " موضى ماجد وينه رايح .." سألتها بحرقة .. " تدرين انه رايح لندن .." .. " لييييه .." .. " انتى شبلاس حد قايل لس شي .." استغربت موضى من تصرف مها .. " لا ماحد قال لى .. بس أبي أعرف .. واللى يخلى لس عيالس ماجد ليه رايح .." .. " يعنى أنتى ماتدرين ..؟؟؟" .. " لو أدرى ما سألتس .." .. " يومكم فى العمره ماجد كلمنى .. عندس خبر .." .. " لأ .. وشو عنه .." .. " نشدنى عنس .." ترددت شوى وكملت " وعن المرحوم .." .. " نشدس ..؟؟؟ وعلمتيه .." سألتها مها وهى تحط ايدها على شفايفها .. " بكل شئ .. حلّفنى أعلمه بكل اللى أعرفه .. يمكن ساعه وشوى وهو ساكت يسمعنى .. ويوم خلصت لامنى ليش سكت الوقت ذا كله .. قلت له أنس أنتى اللى قلتى أن الموضوع انتهى .. واللى صار مات مع راعيه ماله داعى نجرح ناس تحبه بأسرار بتموت مع راعيها .. " ردت موضي .. " وسالفة فهد ..؟؟" سألتها مها بترقب .. " وسالفة فهد .. وأنه ظلمس ويوم رجعتى معه من السوق ماكنتى لحالس كانت معكم العنود وكان الموضوع من تحت راسه الله يغفر له يوم شفتيه مع بنت الحرام اللى مواعدته .. وأن سالفة خطبته لس عاديه مثله مثل اى واحد وما صار نصيب " .. يالله .. غمضت مها تبكى بألم .. للحين الجرح طري رغم السنين واتهام الشرف ما يسقط بالتقادم " غريبه ماقال لى شي .." همست مها .. " وش اللى صاير بينس وبينه .. ما عمرى حسيتكم زوجين طبيعين مثل خلق الله .." سالتها موضى بحزن .. " مافيه فايده الكلام اللحين .." .. " مهوى .. ماجد يحبس .. والله العظيم يحبس يا الخبل .. وتراه كان يبي يخطبس قبل المرحوم لكن النصيب .." .. " ويش .. ماجد خطبنى ..؟؟" مها ماعاد قدرت تتحمل هالصدمات اللى ورا بعض .. " ايه وابوي هو اللى عيا بغاس للمرحوم .. يوم لس نصيب عنده .." .. دار راس مها وقعدت .. " تذكرين عطلة الربيع .. أنا سمعته بأذنى .. قال قصيدة ماحلفتينى إنها فيس وفى حظه اللى تردى يوم ماصرتى نصيبه .. مها تكفين ماجد جاه اللى كفاه من الدنيا .. فديتس لا تصيرين أنتى والزمن عليه .." بدا صوت موضى يرتجف .." ماجد وش فيه يا موضى .. حلفتس تعلمينى .." كانت الأوراق ترتجف في يمينها وهى تكلم موضى بخووف .. " حرام عليس يا مها .. وش تبين أكثر .. ماجد مريض .. سافر لندن عشان عنده ورم فى الراااااس .. " صرخت موضى بالكلمات الأخيره وانفجرت تبكى .. مها انشلت .. طاح الجوال من ايدها .. ورم .. ورم .. تكررت الكلمة الف مره .. مليون مره .. وكل مره بشكل .. لكن النتيجة وحده .. تخيلته لحاله مريض .. شهقت .. من الرعب اللى حست فيه .. من خوفها عليه .. الاوراق اللى كانت فى الدرج .. التحاليل اللى شافتها ومافهمت وش معناها .. اللحين اتضح كل شي .. صداعه .. عصبيته .. صمته الطويل .. يالله ترحمنى برحمتك .. طاحت من طولها .. ما قدرت توقف .. " :: :: :: مهاااا .. مهاااااا .." صاحت موضى فى السماعه وهى تحس مها مهوب معها .." موضى .. موضى فديتس .. واللى يرحم والديس ابي اروح له .." صرخت بألم .. كانت موضى تشهق " وين تروحين له .. هو راح حتى ماعلم أحد .. واتصل من هناك على تركى وحلفه ما يعلم أحد عشان يجيه بيسوى عملية يا مها .. بيسويها لحاله ماحد منا جنبه .." غرقت فى البكا من جديد .. " بأروح لحالى بس وش أسوي .. وين أروح .." ردت مها بين دموعها بحيره .. " عيالي ماعندهم أحد والا كان رحت معس .. تركى محلفنى ما أعلم احد بس ماقدرت .. حسيت إنى بأنفجر .." ردت موضى وهى تبكي.. " موضى .. تكفين كلمى فهد يسنعنى .. تكفين .." ترجتها مها .. " بس وش باقوله .." .. " علميه الصدق والا اكذبي عليه قولى له أى شي .. بس لازم أروح له .. تكفين .. تكفين .." .. حست مها أن عالمها انهار .. كل اللى صار .. كل شي .. تضاءل جنب فكرة أن ماجد مريض .. وأنه لحاله .. وأن احتمال موته كبير .. توضت وصلت .. صلت ان ربي يحفظه ويشفيه .. دعت أن ربي يخليه لها ولبنتها .. دعت أن ربي يمد فى عمره لين تشوفه وتعتذر له .. لين تقول له انه هو بس دنيتها اللى من غيره مالها معنى .. بعد ليلة طويلة من الدموع ومن الحزن .. من عالم بدا يفضا من ماجد .. كانت مها صاحية .. ومن يجيه النوم وقلبه مريض ..؟؟ .. دخلت على عمتها .. " صبحس الله بالخير يمه .." .. " صباح النور .. عسى ماشر شبلاس .." .. " مافينى شي سلامتس .. بس وجع معدتى أسهرنى ماخلانى أرقد .." .. " لازم تشوفين لس دكتور .. وجع المعده ما ينسكت عليه .." .. " ان شاء الله يمه .." ترددت شوي " يمه كلمس ماجد .. " .. " كلمنى البارحه ويقول انه مستانس .. عليه حق كان خذاس انتى والجورى معه .." قالت نوره .. دنقت مها وغصتها العبره " والله الود ودى انى معه.." .. " معليه يابنتى لمن عوّد خليته يوديكم .." وعدتها أم محمد .. " يمه أبي اروح له .. " طلبتها مها بصوت كل رجاء .. " وين تروحين له يا بنتى .. معه رياجيل وين بيحطس .." .. " يمه أختى ساره مريضه وأبي اروح لها .. " .. " بسم الله عليها وش فيها .. " .. " مادرى بس كلمتها ومريضه واجد .. وترى امى ماتدرى .." .. " يابنتى السفر مهوب قريب .. بعدين من اللى بيوديس وماجد مهوب هنا .." .. قربت منها لحد ما صارت قدامها ومسكت ايديها " يمه تكفين .. أنا بأروح لحالى بس خلى فهد يخلص أوراقي تكفين .." كانت دموع مها وتوسلاتها مفاجأه لنوره اللى ضمتها لصدرها " تعوذي من ابليس اختس مافيها الا العافيه .. خلاص باكلمه بس لاتبكين فديتس .. لا تبكين .." .. وفى نفس الليله .. فى صالة البيت .. كان الكل موجود بانتظار فهد .. نوف وروضه .. اللى كانوا حاسين أن السالفه أكبر من مجرد مرض السوري .. موضى اللى كانت كاتمة على الخبر فى صدرها .. مها المخنوقة واللى ودها تطير له اليوم قبل بكره .. وتحب ايديه وتعتذر له قبل يفوت الوقت .. وام محمد المستغربة الوضع .. واللى كاسرة خاطرها مرة ولدها ومع ذلك عندها شكوك مابينتها .. شوى ودخل أبو محمد وفهد .. " السلام عليكم .." .. " عليكم السلام .." رد الجميع بخفوت .. " حى الله ام الجورى .. " .. " الله يحييك يبه .." وقفت مها تحب راس عمها .. " ها يابوس .. تبني تسافرين والا تنتظرين شوي .." رفعت عيونها لموضى " والله يا يبه الود ودى اليوم قبل بكره .." .. " أبشري يابوس أبشري .. ولو تبينى أنا أوديس وديتس .. " قال لها أبو محمد بموده .. " جعلنى ما اذوق حزنك .." دنقت تحب خشمه .. " لا فديتك أنا بأكفيك .. أبد يا ام الجورى لا تشيلين هم .. قلتها لس قبل أنا اخوس اللى ماجابته أمّس .. وأنا اللى بأوديس .. بعدين يبه الله يرحم والديك وش بيردك من لندن لمن شفت الشقر والحمر .." علق فهد " محلك زين جنب الوالده " كمل وهو يقعد جنب أمه ويحب راسها .. ضحكوا البنات .. " ليه وأنت تحسب انى ما سافرت يومك تقول كذا .. " رد عليه أبو محمد بثقه .. " وين رحت يبه .." سألته روضه .. " رحت للهند وايران وباكستان " .. " ياعينى زين يبه من الاحلى الهنديات والا الايرانيات والا الباكستانيات .." دخلت نوف فى السالفه .. " الزين يابوس زين الاخلاق والا الشكل ماحد(ن) شين .." رد أبومحمد وهو يتقهوى .. " ابوى خاف من امى .." علقت روضه وهى تضحك .. " مابه مثل ام محمد زين قلب و زين وجه .." علّق أبومحمد وهو يلتفت صوب نوره .. " زين يبه متى بتخلصون أوراق مها .. " سألته موضى .. " بكره بيروح فهد يخلصها .." .. " زين فديتك مانبي ماجد يدري بشي .. نبي نسويها له مفاجأه .." قالت موضى وهى تبتسم .. مها عضت شفايفها تحت النقاب بقلق .. " ليه يا بنتى ما يجوز .. ".. " يبه فديتك ما أبي أعطله .. كلها يومين ثلاثه أتطمن على ساره ومن هناك بنكلمه لمن وصلنا أحسن عشان ما يحاتي .." ردت عليه مها بتوتر .. " على هواس يابوس .. أنتى مع أخوس وماعليكم خوف ان شاء الله " تنهدت مها بارتياح .. " معناه خلاص برزى لى ثلاث صور شخصيه لس مع الجواز بكره .. " قال لها فهد وهو يوقف .. " هذى هى بارزه .." مدت له مها ظرف فيه الأوراق .. " مستعجله يا أم الجورى .. " علق عليها وهو يبتسم وياخذ الظرف .. " والله يا فهد ودى انى عندها من البارحه .. " .. " الله يخليكم لبعض .. خلاص متى ماجهزت الفيزا حجزنا وترى يمكن يطلبونس تبصمين عندهم .." علّمها فهد وهو يعدل غترته .. " مهى بمشكله .. " .. " زين .. يالله انا طالع .. ".. " ما انت بمتعشى عندنا .. " نشدته أمه .. " لا جعلنى قبلس مواعد الشباب وتأخرت عليهم .. " .. " الله يحفظك .." .. " أنكب لك تعشا يبه .. " وقفت مها وهى تسأل عمها .. " بتعشون معى انكبيه .. ".. " ان شاء الله .." لفت وراها وطلعت ولحقتها موضى .. :: :: :: وبكذا مرّت ثلاث ايام والفيزا خلصت .. " كلمها فهد عشان يحجز لهم .. " فهد .. والله ما تدفع من مخباك ريال .. " حلفت مها عليه.. " شبلاس أنتى صاحيه والا مانتى بصاحيه .. ".. " فديت عسى عمرك طويل الخير عندى واجد .. ماجد ما قصر علي بشي وابيك تحجز لى من حلالى .. " طلبته وهى منحرجه منه .. " يرضيس أقول لأخوى أن مرتك حجزت لها من فلوسها وأنا اللى جايبها معي ..؟؟ .. ترضينها لأخوس .." رد عليها بعتاب .. " والله مادوى اضيق عليك .." .. " مابه ضيق والخير واجد مثل ماقلتى .. وكلها بركات ماجد .. لا تشيلين هم .. انا لقيت حجز على طيارة الخميس الظهر تقلع من الدوحه 1 .. زينه .." .. " زينه جعل يزين حالك .. ابي اقرب شي .." .. " وهذا اقرب شي .. برزى عمرس وخذى معس دفا ترى الجو بارد هناك .." .. سكرت مها الجوال وقلبها يدق .. خلاص بتروح له .. يالله يارب لا تحرمنى اياه ولا تحرمنى شوفته بخير .. وجا الخميس والكل كان حولها يودعها .. جات موضى تاخذ الجورى عندها عشان ما تبكى .. حضنتها مها وأمنتها عليها .. نوف ودعتها فى الليل عشان وراها دوام .. وعشانها تكره الوداع اصلاً .. روضه تأخرت عن جامعتها عشان تودعها " ترانى بأرجع يا الخبل ليش تبكين .." قالت لها مها وهى تمسح دموعها .. " أدرى بس مانى بمتخيله البيت عقبس .." ضمتها لصدرها .. " ياليل يالله يا مها تأخرنا ترى لازم الحضور الساعه 11 .. فكيها يا بنتى .." قال وهو يمد ايده لروضه يسحبها له " خشمس .. وش تبين من لندن .." سأل أخته اللى كان خشمها أحمر من البكا .. " ابي سلامتك.. رجع لنا ماجد ومها بس .. " .. " وأنا أقعد هناك .. زين .." علّقق فهد بمرح .. مسحت روضه خشمها وهى تضحك .. سلمت مها على عمها وعمتها اللى أمنوها السلام على أختها وعلى ماجد .. طلعوا ركبوا السيارة .. وخذاهم الدريول للمطار .. دخلوا .. وراحوا لكاونتر الطيران .. وتفاجأت مها أن فهد حاجز لهم على الدرجة الاولى .. ياربي كم كلفته طاح وجهها وهى تحسب قيمة التذاكر.. " ليه حجزت على الدرجة الاولى .." سألته وهى واقفه وراه .." تبين احجز لس على السياحيه وانتى معى .." ابتسم لها .. " كلفت على عمرك والله .. " ردت وهى منحرجه منه .. "يابنت الحلال مابه كلافه .. ترى ذى أول مره تروحين لندن .. وموديس للباشا .. يعنى سفره سبيشل .." رد فهد وهو يبتسم لها .. مها قدرّت اللى سواه واجد وقررت أنها يوم عرسه تعينه عانية جزلة .. ترى الفلوس اذا ما صرفتها على اللى تحبهم ويحبونك ما منها فايده .. دخلوا الطيارة ولحسن الحظ ماكانت مليانه .. مها اختارت تقعد فى آخر كرسي عشان تكون مرتاحه .. وفهد قعد قدامها .. سبع ساعات بتمر على مها كنهم سبع سنين .. يالله رحمتك .. وبرغم الراحه والأهتمام اللى حست فيهم كان القلق ياكل قلبها وهى تشوف الدوحه تحتها تصغر شوي شوي .. وخوفها من ردة فعل ماجد على وجودها معه يكبر .. :: :: :: وصلوا مطار هيثرو .. اللهم لك الحمد .. عدلت مها نقابها وشيلتها .. والتفتت قدام تشوف فهد اللى شكله نايم .. " فهد .. فهد .. قم وصلنا .." .. " أشهد أن لا اله الا الله .." تلفت فهد حوله وهو يسمع صوت عجلات الطيارة على المدرج .. " الحمدلله على السلامه " .. " الله يسلمك .." .. " يالله اجمعى أغراضس ولا تنسين شي .. " وقف وخذا الجاكيت ماله .. وانتظر مها ولما جات وراه مشوا عشان يطلعون من الطيارة .. كان المطار مختلف تماماً عن اللى تعودته مها .. ناس من كل شكل ولون يمشون ويركضون .. مشت بسرعه ورا فهد تخاف تضيعه .. كان الدرب طويل للجوازات .. وما وصلت الا نفسها مقطوع .. وقفوا بالدور لين جا دورهم .. اشر فهد عليها أنها معه .. خلصوا منه وقال له ضابط الجوازت يخليها تتقدم .. فحص الجواز والفيزا وطلب منها ترفع نقابها .. التفتت بخوف لفهد " معليه انا باصد وباغطى عليس عشان ماحد يشوفس .." صد فهد .. ومها بكل احراج رفعت طرف نقابها وعيونها بالارض .. رجع الضابط البريطاني يطلب منها تطالعه بشكل مباشر .. بلعت ريقها وهى تحس ان وجهها جمره من الاحراج .. حسبي الله عليك .. رفعت عينها وشافته للحظات حستها ساعات .. وبسرعه نزلت نقابها وهى غاصتها العبره .. الحيا قطرة .. لانتزعت من وجه المؤمن نزعت معها الايمان .. خلصوا وطلعوا .. لفحها الهوا البارد والضباب الخفيف .. كان الجو مختلف تماماً عن جو الدوحه اللى تركوه وراهم .. معقول ماجد يتنفس نفس هالهوا اللى يدخل صدرها .. هالفكره خلت دقات قلبها تزيد .. فهد أأشر للتاكسي .. ركبت مها وركب معها .. عطاه عنوان الفندق .. " مهوب رايحين للمستشفى .." سألته مها بصوت واطي .. " بنروح بس خل ننزل أغراضنا فى الفندق ما يصير نسحبها معنا .." .. طلعت جوالها وأرسلت رساله لموضى ونوف وروضه تطمنهم بوصولهم بالسلامه وأنها بتتصل فيهم أول ما تفضى .. فكرت تتصل بساره بس غيرت رايها .. خل أتطمن على ماجد الأول وأشوف وش يصير معه .. وعقبه خير .. مدينة مختلفة .. مهما كانت حلوة الغربة طعمها مرّ .. والدنيا بدونه غربة .. بهدوء اجتازت بهم السيارة شوارع لندن اللى كانت شبه مظلمة بسبب الغيم والبرد .. عالم ثانى مختلف .. عالم فضّل ماجد أنه يحتويه لحاله بوجعه وألمه .. عالم يبعده عن مها أكثر ماهى بعيدة .. غصتها العبرة وهى توصل للأفكار هذى .. وصلوا الفندق .. فندق حلو وفخم .. لكن مها ما التفتت لشي من اللى حولها .. جلست قدام الريسبشن تحس روحها غريبة فى أرض غريبة .. وفهد راح يأكد حجزهم .. " انتظرينى هنا بأودى الشنط وبأرجع لس .." رفعت راسها على صوته جنبها " زين .." .. شوى ورجع لها " مشينا يابنت خالد.." .. طلعوا برا الفندق وخذوا تاكسي وعطاه عنوان المستشفى .. وصلوا قدام المستشفى .. طلع فهد جواله واتصل .. " مساك الله بالخير .. شلونك .. لا عندكم .. فى المستشفى .. ايه .. زين .." سكر جواله ورجع يدخل ايديه فى مخابي الجاكيت من البرد .. شافته مها بنظرة سؤال وش ننتظر .. " تركى بينزل ياخذنا .." .. زاد توتر مها أكثر .. قعدت على الكرسي .. وقفت .. ورجعت قعدت .. وقفت .. وفهد يشوفها .. عارف صعوبة الموقف .. وهو بنفسه حامل همّ أخوه .. وردة فعله .. التفت وراه عبر الزجاج يشوف زخات المطر .. والشوارع المبللة .. " يالله حيّه .." دخل تركى .. تفاجأ يوم وقفت المره " أم الجورى بعد .. وش ذا المفاجأة .. التفت لفهد بنظرة لوم .. " والبقا .. شلونك وشلون خويك " .. " بخير الله يسلمك .." التفت على مها " وشلونس وشلون الجماعه .." .." بخير .. وين ماجد .." .. " فوق في غرفته .. حياكم .." مشت وراهم .. وهى تحس بالحر رغم برودة المكان .. تشوف نظرات تركى لفهد .. يلومه ليش جابها معه .. هى اللى لازم تكون معه .. زوجته .. مهوب اى أحد ثانى ..هى الوحيده اللى لازم تكون جنبه .. رفعت ايدها لصدرها تحاول تهدي ضرباته .. " وأنت ليه تجيبها معك .." همس تركي لفهد وهم يمشون قدام مها .. " اصلاً ماجيت الا عشانها .. بعدين أنتوا شلون تروحون ماقلتوا لى .." رد عليه فهد بضيق .. " هذا مهوب وقت عتاب .. أخوك ماكان يبي أحد يدري .. وأنا اصلاً مادريت إلا بالصدفة وحلفت عليه أجى معه .." رد عليه تركى وهو يشوف قدامه.. " لو أنه يتيم والا ماله احد قلنا معليه .. لكن أخوانه وأهله وراه وشلون يجي لحاله وفى موضوع خطير مثل هذا .؟؟؟" .. " والله متى ماربي سلّمه انشده هو لا تنشدنى .. أنا اصلاً متوتر وحالتى حاله .. لو يصير عليه خير مهو بشر صار في وجهى .." رد تركي بصوت واطى .. " المفروض ما طاوعته .. وش بتقول لأبوى لمن درا .. " .. " والله أخوك مهو بزر .. رجّال قابض عظام راسه .. وهو راعى الشان .. قلت له علم أهلك عيا .. قال لى فحوصات وخرابيط .. يوم جيت معه أثره مرتب الموضوع من زمان .. وما أأخره الا وفاة المرحوم .. والا المفروض أنه مسوى العملية من شهور .." .. " وش عمليته بعد .." اندهش فهد .. تنهّد تركى " هذى حجرته بتدخلون والا أدخل قبلكم .." .. التفت فهد على مها " مها .. هذى غرفة ماجد ادخلى عليه لين أشوف الدكتور .." وصد وراه يكمل مشي مع تركى .. :: :: :: تجمدت قدام الباب ماكانت تبي تدخل لحالها .. ليته دخل معها على الأقل كان ردة فعل أخوه بتكون أخف .. شافته راح يمشى مع تركى وخلاها .. دفت الباب شوي شوي ودخلت .. لون الغرفه شاحب .. انتبهت للسرير اللى فى وسط الغرفه والمريض اللى راقد عليه .. قربت منه وتروعت يوم شافت جزء من شعره محلق على الزيرو ..اختنقت بدموعها .. كان منظره وهو راقد يفطر القلب .. قربت جنبه ولمست ايده البارده .. شافت وايرات واجد موصوله بجسمه .. ماقدرت تمسك عمرها بكت .. مسحت على راسه وما توعى فيها ..ماقدرت حتى تناديه .. شرقت بدمعها .. " تعوذى من الشيطان يا ام الجوهرة .. هو ذلحين محتاج اللى جنبه قوي .. قويّ عزمس وأنا أخوس .." كلمها تركى بصوت واطي .. " هو وش فيه ما توعىّ .." .. " معطينه مهدئات عشان الوجع .." رد بهدوء .. " راسه يوجعه .." رفعت عيونها وهى غرقانه دموع لتركى اللى ماقدر يشوفها .. " ان شاء الله انه بخير .. أنتى وكلى أمرس لله سبحانه .. وادعى له ترى محتاج للدعاء ذلحين .." .. مسحت على راسه .. وحست أنهم طلعوا من عندها .. طلعت ماى زمزم من شنطتها .. مسحت بها على راسه ونوت له الشفاء .. طلعت مصحفها وقعدت تقرا جنبه .. والغصه تخليها تعيد الايه الوحده مرتين وثلاث .. توعى للحظات .. وهزّ راسه .. فتح عيونه الذابله .. حاول يحدّ النظر فيها يبي يتأكد هى حقيقة والا وهم .. " م....ها .." نادى بصوت مبحوح .." لبيه .." مدت ايدها تلمس وجهه .. " لبيه يا قلب مها .." قربت من وجهه وماقدرت تمسك نفسها بدت دموعها تغسل وجهها .. لف راسه وكان مبين عليه أنه دايخ .. ورجع نام .. " الوقت تأخر .. قومى نروح الفندق وبكره بنجيه من الصبح .." .. " لا أنا بأمسي عنده .." .. " وين تمسين يا بنت الحلال .. أول شي جايه من سفر وتعبانه ومانتى بمستعده .. ثانى شي أغلب الممرضين هنا رياجيل يعنى مانتى بمرتاحه .. أنا بأمسي عنده وبينى وبينكم التلفون .. قوموا تسهلوا .." .. قامت مها غصب(ن) عنها .. وطلعت مه فهد وهى ساكته .. " الحمدلله يقول لى فهد أن وضعه مطمئن .. وأنه اليوم أحسن من أمس .." .. " الله كريم .." .. " ذلحين ادخلى تعشى وتوضى وصلي الفروض اللى طافتس .. وارقدي ارتاحى .. وبكره ان شاء الله نروح قد توعا .." .. " ان شاء الله .." .. رجعوا للفندق .. وقضت مها ليلتها تدعي وتصلي ان الله يشفيه ويقومه لهم بالسلامه .. ورغم التعب ماقدرت تنام الا قريب الفجر .. :: :: :: صحت مها بسرعه صلت فرضها واتصلت على فهد اللى كان توه واعى .. خذت لها كوب كوفى وهى تنتظره .. اول مادق عليها طلعت له .. ومشوا للمستشفى .. دخلوا عليه وكان تركى توه يتوعى .. " صبحكم الله بالخير .. وش مقومكم من بدري .." .. " صباح النور .. بشر وشلونه .." .. " الحمدلله .. رقاده البارح أحسن من اللى قبله .." .. " الحمدلله " ردت مها " توعى اليوم .." .. " شوى قريب الفجر .. ورجعوا عطوه أبرة .." .. " ولمتى يعطونه ذا الأبر .." .. " والله شي مضاد حيوي وشي مهدئ للوجع .." .. " قعدت مها جنبه وطلعت مصحفها وقعدت تقرا عند راسه بصوت واطى .. طلع ماجد وتركى للكافتيريا اللى فى المستشفى .. مها كانت مستغرقه فى القراءة حست بشي يلمس يدها .. رفعت عيونها .. وشافت عيونه .. " الحمدلله على السلامة .." ردت وقلبها شوى ويوقف من الصدمه .. " وش تسوين هنا .." رد بصوت مبحوح .. " أسوى اللى كل زوجه تسويه .. وأنت زوجى .. " ردت وهى تعض شفايفها .. غمض بقوة وكأنه يتألم .. " من اللى جابس .." .. " فهد .. أمى وابوى والبنات كلهم يسلمون عليك .. والجورى .. تقول لك ارجع لها بسرعه .." نزلت دمعه وحيده على خدها .. " المفروض ماجيتى .." قال لها .. " اشششش .." حطت ايدها على شفايفه " لا تكلمنى عن المفروض .. هذا مكانى الطبيعي جنبك .. إذا مهوب عشانك أنت عشانى أنا .. " دمعت عيونها " الله يخليك لا تبعدنى عنك .. كافى السنين اللى راحت .." مد ايده وضم راسها لصدره .. وخلاها تبكى كل الوجع والتعب اللى شافته معه وبعده .. وجود فهد وتركى حدّ شوي من حرية مها عند ماجد .. ومع ذلك .. شالت لهم هالجميل فوق راسها .. نهار ثالث طلعت نتايج الخزعه اللى خذوها من الورم اللى فى راس ماجد .. وكانت الحمدلله سلبيه .. طلع الورم حميد .. لكن هذا ما يمنع أنه يضغط على الدماغ .. كان الخبر مفرح نوعاً ما .. والحمدلله الذى لا يحمد على مكروهٍ سواه الواحد ياخذ الأمور درجه درجه .. المهم ماطلع خبيث .. صاروا ذلحين يفكرون يزيلونه والا يتركونه .. وش ايجابيات كل طريقه ودرجة خطورة العملية لو قرروا يسوونها .. مها عقب هالضغط احتاجت تغير جو .. اتصلت فى أختها اللى تفاجأت بوجودها فى لندن .. وقررت ثانى يوم تنزل هى وأحمد عشان يشوفون ماجد ومها .. وفعلاً كان لقاء مؤثر بين الخوات .. اللى صار لهم تقريبا اربع شهور ماشافوا بعض .. ماجد اللى كان رافض أن مها تبات عنده بأى شكل من الأشكال طلب منها ترجع للفندق بدري عشان تقعد مع أختها وتشبع منها .. فى الليل رجعت ساره مع مها وأحمد طلع مع الشباب .. " يالله لس وحشه يابنت .." قالت مها لأختها .. " والله أنتو أكثر .. وشلون أمى عساها بخير .." .. " يسرس حالها عند خالى فى السعوديه .. " .. " فديتها والله .. والجورى شأخبارها .." .. " الحمدلله خليتها عند عمتها الله يجزاها خير .." .. " وش أخبارس أنتى وش مسويه .." .. " الحمدلله .. أحمد ولد حلال وطيب وشالنى فوق راسه جعلنى ما اذوق حزنه .. والمكان هنا مريح واجد .. ومدينتا هادية وفيها عرب واجد وفيها مساجد .. الحمدلله ما ناقصنى غير شوفتكم .." .. " الله يتمم عليس .. زين ودراستس وش قررتى تسووين فيها .." .. " مفكره لمن نزلنا فى شهر1 اسحب أوراقى وأكمل هنا .. وأكمل على طول الماجستير .. وأحمد يشجعنى وجامعته زينه .." .. " الله يوفق لس وله .. " .. " شأخبار نوف ورويض .. " .. " طيبات وعرس نوف فى شهر 1 وروضه الظاهر بعده بكم اسبوع .. " .. " ياعمرى والله .. الله يوفقهن ان جا لى حضرته .. " .. " ياليت والله .. ليتس تشوفينهن يا السورى .. رجعن مثل أول وأحسن يالله لك الحمد .. " .. " هن بنات حلال .. لكن الشيطان شاطر .. " ضحكت مها " زين يا الشاطره ماتبين عشا .. " .. " والله ما أقول لا .. دامه على حسابس .." ردت ساره وهى تضحك .. :: :: :: قعد أحمد وساره عندهم يومين عقبه اضطروا يرجعون عشان دوام أحمد .. توادعوا على أمل يلتقون فى الدوحه أن سافر ماجد وجماعته خلال الاسبوع هذا والا بيرجع أحمد فى الويك آند .. الدكاتره علموا ماجد بتفاصيل حالته .. نوع الورم وطرق علاجه .. واللى كان منها ضرب الورم باشعة الليزر وهالشي يساعد على تقلص حجمه وهذا اقل الإجراءات فى الأضرار الجانبية .. مقارنة مع العملية أو العلاج الكيماوى .. ماجد صلى استخاره و وكّل أمره للى خلقه .. وقرر أنه يلجأ للعلاج بالليزر .. عقب اسبوع من وصول مها وفهد .. طلع ماجد من المستشفى .. وسكن فى الفندق مع فهد ومها .. كان وجوده مع مها فى غرفتها شي طبيعي بحكم أنهم زوجين .. لكنه كان بالنسبة لها وله شي جديد .. لازم يتعودون عليه .. فهد اضطر يرجع عشان اجازته انتهت .. ومها قررت تقعد وترجع مع ماجد وهو بخير ان شاء الله .. كمل ماجد مراجعات المستشفى مع تركى .. وكان يحاول يفضى نفسه الصبح أو العصر عشان يطلع مع مها .. راحوا لمدينة أحمد ومروا عليهم وتغدوا عندهم وتعشوا وأمسوا ورجعوا ثانى يوم .. مها .. حست أنها تعيش مرحلة حلوة برغم مرارة مرض ماجد .. لكن الله سبحانه مدّ فى عمره وحقق لها أمنيتها .. هالنعمة اللى ربي أنعم فيها عليها وعطاها فرصه تعوض اللى فات كله تستاهل الشكر والحمد .. قررت تعوضه عن كل شي .. عاملته بحنان شديد .. ومحبة .. وحسسته أنه هو كل شي عندها فى هالدنيا ولأن احساسها كان صادق وصل لقلب ماجد ببساطه .. .. ماجد .. اللى تشرب قلبه حب هالمخلوقه قبل يعرفها .. ورجع ورّق وأزهر يوم فتح عيونه فى شدته ولقاها جنبه .. وأثمر حب وغلا يوم حس بمكانه فى قلبها .. هالشي كان له أثر كبير على تحسن صحته بتواتر سريع .. ومع ذلك .. كانت ايام ما تمناها ماجد تنتهى .. وبيوم كانوا طالعين للهايدبارك تركى وماجد ومها .. " اقول يابوعبدالله ماودك ترخص لى .." تكلم تركى .. " وين أرخص لك يابوعبد العزيز .." سأله ماجد .. " ياخوك ذبحنى البرد هنا .. وأنت صحتك ذلحين ماشاء الله يعنى ماعاد تبي لك مرافق .. وأنا حاس إنى قاعد بينكم كنى عزول .." .. " عزول والا تولهت على أم عبدالعزيز ؟؟.. " رد عليه ماجد بخبث .. " وان تولهت عليها مهوب عيب .." رد تركى وهو يضحك .. " والله ما ندرى وين نودي جمايلكم يابوعبدالعزيز .." قالت مها .. " مابه جمايل يا أم الجورى .. ماحد له جميله فى أخوه والا أهله وأنا أخوس .." .. " جعل عمرك طويل ويبلغك فى عيالك .." .. " ومن قال .. هاااه يا باشا .. ترخص لى .." نشد ماجد وهو يطالعه .. " والله ماودى بفرقاك لكن على راحتك .." .. " مابغيت تفرج عنى .." ضحك تركى وكمل كلامه " وأنت اخلص مراجعاتك ترى ماعاد باقى واجد .. واخذ لك اسبوع بس شهر عسل وارجع الدوحه .." .. " ياخى فكنا من شرك تبي تروح رح .. ماعليك مني .." ضحك ماجد وهو يدف تركى قدامه .. سافر تركى .. وبقت مها وماجد .. مثل أى اثنين متزوجين جديد .. مها ماحرمت نفسها من شي .. مهرها اللى ما صرفت منه حاجه .. وكانت حالفه أنها ماتجهز منه شي .. رجعت وعقب تقريبا سنه .. بفرحة عروس جديدة .. تشترى كل اللى فى خاطرها .. وتستمتع مثل أى بنت بتتزوج لأول مره .. لكن هالمره بحب .. وفي زحمة فرحتها ما نست .. روضه ونوف وموضى والعنود .. والجورى زهرة بيتهم .. ماجد .. اللى حس بنعمة هالمرض اللى قرّب بينه وبين حلمه .. وخلاه واقع فى أحضانه .. يعيشه كل يوم بسعادة وكل ليله يغفى على صدره .. سبحانه له حكمة فى كلّ أمر .. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم .. رجعوا للدوحه .. وكان اللقا غير .. فرحة ولادة عمر من جديد .. لماجد ومها .. وعمر انكتب لماجد فى عيون أهله .. رجعت المحبة والطمأنينة وراحة البال أساس حياتهم اللى لفترة من الزمن .. ضاعت فى دوامات الشك والكره والأتهام .. بعد خمس شهور .. كانت ليلة عرس نوف .. من أحلى الليالي .. عاشت نوف فرحتها وسط أمها وخواتها ومها .. اللى كانت باينه عليها علامات الحمل .. وكانت بتطير من الفرحه عشان نوف .. ليلة سعادة توجت حياة نوف بزواج هادي حقق لها اللى تمنّاه .. وكان عرس روضه بعدها باسبوعين .. وما كان يقل ابداً عن عرس نوف .. بعد ست شهور .. وعلى أول الصيف .. تزوج فهد أخيراً من العنود .. اللى انضمت لبيت أبو محمد تملاه فرح وبهجه بعد ما كل وحده من البنات صارت عند نصيبها .. هالمّره .. كانت مها شايله عبدالله الصغير .. والجورى صار عمرها اربع سنين .. وكانت تاخذ من شبه ابوها المرحوم .. اللى رغم كل شي سواه يبقى ابوها .. وأخو ماجد .. كانت نوف وروضه حوامل .. ما بينهم الا شهر .. وبالصدفه بعد كذا شهر ولدوا بفارق اسبوع وجابوا بنات .. وامتلا بيت العايلة من جديد بالحياة .. موضى .. عاشت حياتها براحة بال بعد ما زاحت الهم اللى كان على قلبها .. وريحت بال أمها وأخوها .. وردت الحقوق لأهلها .. ورفعت الظلم عن انسانه ما تستاهل .. بعد عشرين سنه .. يمضى العمر .. والحياة تاخذ وتعطى .. رحلوا ناس .. وانولدوا ناس .. وفى ليلة عذبة .. اجتمعوا الكل .. لكن كان مكان ابومحمد واضح .. اللى انتقل لرحمة ربه من عشر سنين .. أم ناصر كذلك .. ما طوّلت عقب ابو ناصر الا ثلاث سنين عاشتها فى بيت بنتها مها .. ساره .. صار عندها ثلاث عيال وبنت .. سمتها مها .. أم محمد صارت البركة فى البيت .. وهى اللى جامعه الكبير والصغير .. وقفت الجوهرة .. عروس تاخذ القلب قبل العين .. وحولها أمها .. وأخوانها .. عبدالله .. منصور .. عبدالعزيز .. وناصر .. وخواتها .. الريم .. ونور .. وغاده .. وابوها ماجد .. قلوب تخفق بالحب وبالسعادة .. قلوب عاشت وبتعيش محرّمة على النسيان .. .. ::؛:: ومثل ما لكل شي نهاية .. هذى نهاية القلوب معكم .. على المحبة اجتمعنا وعلى المحبة تواصلنا وان شاء الله ما نفترق .. بكذا تنتهى القلوب المحّرمة على النسيان .. قلوب خذت من حياتى فترة .. شاركتنى أفكارى وايامى .. بكل مافيها من فرح وحزن وتعب وهموم .. قلوب كتبتها من قلبى .. وأهديتها لكم .. أتمنى تكون وصلت لكم مثل ماكتبتها وأفضل .. السموحه منكم لو بيوم ضايقت أحد فيكم لأى سبب كانٍ .. لكل لحظه جمعتنى بكم شكراً .. لكل كلمة ودعاء من قلوبكم لى بظهر الغيب .. شكراً .. لكل انسانه أحبت بقايا بدون سابق معرفة أحبك الله الذى أحببتنى فيه .. تمنياتى لكم بكل الخير والفرح والسعادة .. سبحان من له الدوام .. اذكرونى بالدعاء لى ولوالدى كل ما مريت بخاطركم .. استودكم الله الذى لا تضيع ودائعه .. " سبحانك الله وبحمدك .. أشهد ألا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك " السبت 26/6/2010 الساعه 1 صباحاً ni~boy~ce@nimbuzz.com http://saif.waphall.com/