(قصه واقعيه حدثت في أحدى القرى الواقعه في منطقة عسير. حيث عثر أحد موظفي التعداد السكاني لحصر المساكن. على جهاز جوال في أحد البيوت المهجوره الواقعه في أحد الوديان. وبعد أن أطلع على مابداخله عثر على قصة هذا الشاب وأعترافاته. علمآ بأن الخبر نشر قبل حوالي السنه في الصحف وأعلن عن فقدان هذا الشاب ولم يرى له أثر) أنا شاب أبلغ من العمر 22 عامآ أعيش مع عائلتي في أحدى القرى الواقعه بالقرب من منطقة عسير. أكملت دراستي الثانويه وبقيت مع أبي وأمي لمساعدتها وقضاء حوائجهم فهما قد تقدما في السن الى حدآ يتوجب علي البقاء معهم بما أني الأبن الوحيد لديهم. هكذا تمضي أيامي وشهوري وأنا لا أشعر بالوقت . في أحد الأيام وأنا عائدآ الى البيت قادمآ من أحد الأسواق البعيده عن قريتنا والتي أذهب اليها كل ثلاثاء لأخذ ماينقصنا في البيت الصغير. رأيت شخصآ مع أغنامه أمامي يريد أن يعبر الطريق وأنا أقود سيارتي قادمآ بأتجاهه.ما إن أقتربت منه وتوقفت ليعبر الطريق حتى أنهال علي بالسب والشتم رافعآ صوته وقائلآ[ ستندم ولن يفيدك أحد ايها الشاب المغرور] في حينها تبادر الى ذهني أن ذلك الرجل ربما يعاني من بعض المشاكل النفسيه. لم أرد عليه بكلمه وأنما بقيت كالتمثال داخل سيارتي الى أن عبر. بعد ذلك نظرت نظرتآ خاطفه إليه وأنا أواصل طريقي ورأيت في عينيه حقدآ لايكاد ينسى..! تعجبت منه وأكملت طريقي.! أقترب حينها حلول الظلام وزدت من سرعتي كي يكون وصولي وقت صلاة المغرب. وصلت البيت وبدأت أفرغ سيارتي مما أخذته. وبالطبع لازلت أتذكر ذلك الشخص الغريب. وأنا أتجه نحو باب البيت مارآ من أمام سيارتي لفت أنتباهي شيآ أحمر اللون على مقدمة سيارتي...! أقتربت بدهشه..!يا إللهي ماهذا...!أنها دماء...! دماء..! كيف وصلت الى سيارتي؟من وضعها؟هل أصتدمت بشي؟ أسئله تجول في رأسي لم أجد لها أجابه..! فجأه تذكرت ذلك الرجل الذي قطع الطريق امامي مع أغنامه..! هل أصتدمت بأحدى أغنامه؟وكيف ذلك ولم أشعر بشيئ..؟ تركت كل شي ودخلت البيت ولم أكاد أفهم شيأ مما حصل! ما أعرفه حينها أني في غرابتآ من أمري! نظرت الى أبي وأمي وفي عيني نظرات الحائر أمام مصيبتآ حدثت ولا أعرفها.! كانت الساعه 7:00 بعد المغرب. ذهبت الى أبي وحاولت أن أستدرجه في عدة أسئله لأعرف الساكنين على أطراف قريتنا بحكم كبره في السن ومعرفته بسكان المنطقه الأصليين..! كل هذا لأعرف من ذلك الرجل الذي صادفته في طريقي وما أثار شكوكي أنه حكى لي عن شخصآ طاعن في السن وعمره قد تجاوز التسعين عامآ ويمارس الشعوذه والسحر داخل بيته! ومعروفآ أنه من أقوى السحره حيث يستخدم السحر الأسود لكل من يقف في طريقه للمطالبه بأرض تقع بجوار بيته او بالقرب منه. هذا ماكان يعرفه أبي عن ذلك العجوز الساحر..! الذي عرفته فيما بعد وبدأت خلقتي الى الأن تتحول..! سأواصل سرد قصتي لكم التي أخفي ملامحها على جسدي لأعتزل بنفسي وأترك كل من خلفي يذهب أين يشاء..! في تلك الليله التي لم يهدأ لي فيها بال.ولم يستقر تفكيري للحظه.ولاتكاد تحملاني أرجلي. ذهبت الى فراشي لكي أنام.وكلي خوفآمن ذلك الساحر الذي حكى لي عنه والدي وشكوكي تصب نحوه وأنه هو الشخص الذي التقيت به مع أغنامه. حاولت أن أخلد لنوم ولاكن لم تفارق مخيلتي ثلاث أشياء: الرجل وهو يعبر أمامي. وتوعده علي بأني سأندم. والدماء التي وجدتها على مقدمة سيارتي. ما العمل؟وما الحل؟وكيف أتأكد أن العجوز الساحر هو من صادفته أمامي؟ وعلى ماذا سأندم؟ الف سؤال لم أجد لها أجوبه الا الأرق والخوف من المجهول..؟ بعد أن أنهك جسدي وعقلي بالتفكير وعند الساعه ال 2:00 صباحآ خلدت الى النوم دون أن أشعر..! وليتني لم أنام..! ليتني لم أنام..! ما رأيته في منامي كان الامعقول..!كان الجنون..!كان الخوف بشخصه..! سأحكي لكم ما رأيته في منامي...! المنام الذي قطع كل حبال الحياة داخلي. وجعلني أستنجد بالموت.! بعد أن خلدت لنوم أتاني ذلك العجوز الذي صادفته أمامي بأغنامه..! ووضعني أمام مشهدآ لم أكن قادرآ على أن أبصره وأنا مستيقظ..! رأيت نفسي وأنا قادمآ بالسياره عائدآ من السوق ورأيت الشخص يريد أن يعبر الطريق وكل هذا أراه أمامي وكأني أشاهده في التلفاز..! رأيت نفسي وأنا أسحق أحدى أغنامه تحت عجلات سيارتي قبل أن أتوقف..!يا إللهي ما أصعب النظر الى هذه المشاهد. أرى نفسي وأنا أسير وكأنمآ أحدآ يصور ما أفعل ولاكن بصورآ باهتة اللون..! مارأيته بعد أن أصتدمت بأحدى أغنامه أني توقفت ونزلت من سيارتي لأتفقدها وهو أمامي. وأنا لم أفعل هذا في الواقع..! كنت أذهب إليه لأريه ماذا فعلت وأستسمحه وكان يضحك ويقول ستموت وأنت تشبه هذه التي أصتدمت بها وستكون بدلآ عنها فهي التي أختارها أقوى شيوخ الجن الكفره والطغاه لتكون أضحيتآ له مني..! ستكون أنت بدلآ عنها ولاكن قبل أن ياخذك ستكون صورتك أشبه ماتكون بالماعز التي قتلتها..! بكيت أمامه طالبآ أن يسامحني وقبلت يديه ولاكن لاجدوى وقلت له سألتي لك بمثلها أو سأدفع ماتريد..! لم يلق لي بالآ وقال بعد خمسة عشر يومآ سترى كيف ستصبح يامن أرتكبت أرتكبت خطأ لايغفر..! بقيت أبكي على طرف ذلك الطريق الترابي أطلب من ذلك العجوز أن يسامحني..! ولاكن دون جدوى. بعد أن صحوت من منامي في الساعه 4:00 فجرآ. كنت أتصبب عرقآ وأشعر بألامآ فضيعه في أطرافي وكأن روحي تسلب مني..! ذهبت مسرعآ الى الحمام أغتسلت وحاولت أن أستجمع قواي لأعود الى سريري..! لم أكن قادرآ على ذلك ولا على الوقوف حتى..! تمسكت بمغسلة الأيدي وكنت أحاول أن أرفع رأسي لأنظر الى نفسي. وكنت وأنا أرفع رأسي كأنمآ أرفع حملآ ثقيلآ لا أكاد أحمله..! أعتدل وجهي أمام المرءاه.وفتحت عيني لأرى أقبح مارأيت في حياتي..! رأيت وجهآ كأنمآ أكل الدود أجزءآ منه..! وعينان كأعين الماعز التي على وشك الموت..!وإذنان طويلتان وخشمآ لايكاد يرى لصغر حجمه..!وأسنانآ تحولت الى قواطع..وشعرآ باهت اللون يملأ ذلك الوجه...! لم أحتمل النظر الى ذلك الوجه وصرخت صرختآ وكأني سمعت أصدائها في الوديان الواقعه بالقرب من قريتنا..! سقطت أرضآ ورأيت أضاءة الحمام بألوانآ مختلفه وكأن كل لونآ يهرب ويضع غيره الى أن أستقر لونان هما الأبيص والأسود الباهت..! ولاكن أنتظرو...! من كان صاحب ذلك الوجه الذي رأيته وسقطت..؟ وقفت على ركبتاي لأنظر الى المرءأه مرتآ أخرى..! لقد رأيت ذلك الوجه..!تحسست وجهي بيداي لأرى تلك الملامح والشعر والتجاعيد على وجهي..! لقد بدأت أتحول الى ما قال ذلك الرجل."أستجمعت قواي وخرجت وركضت خارجآ من البيت كالمجنون. تاركآ خلفي أبي وأمي اللذان هما في أمس الحاجة إلي وأعلم أني خرجت حينها بلا عوده.." هربت وركضت لأبتعد عن قريتنا قدر المستطاع ولكي أختفي عن الأنظار..! رأيت بيتآ مهجورآ بالقرب من أحد الوديان وعلمت أنه سيكون بيتي أن بقيت حيآ..! أختبأت ذالك اليوم وأنا أحمل تلك الملامح البشعة علي..! ولاكني لم أنسى أبي وأمي المسكينان..! كنت أذهب ليلآ لأنظف البيت وأغسل ملابسهما وأرجع الى البيت المهجور. كنت أنام في الليل لساعتآ تقريبآ وكان ذلك بالرغم عني فتلك الساعه أعرف فيها كم بقي على أن أكون لذلك الجني ولأتواصل مع الساحر الذي وهبني له وجعل مني أشبه ما أكون بالماعز المريضه التي تتخبط في أحدى القفار لتموت..! هذا هو اليوم الخامس كتبت قصتي بعد أن رجعت من بيتنا الساعة الثالثه فجرآ..! فلتشهد حروفي على قوى السحر وأثره الجبار ولتكن قصتي عبرتآ لمن يعتبر ولايؤمن بالسحر الذي أنتشر في زمننا هذا..! هذا ما أستطعت أن أكتبه لأن الجوال على وشك أن ينفذ الشحن منه..! لا أعلم سأبقى حيآ أم سأكون في عالمآ لم يره (هذا أخر ماكتبه ذلك الشاب حيث وجد في جواله كما تم نشره الأن وكأن جواله فرغ من الشحن قبل أن يكمل ماكان يريد أن يختم به قصته) alamal1alqadm@gmail.com www.saif.waphall.com