"..نبض الصحراء.." على خطى رجالآ عاشوا في الصحراء.،" وقصصآ رويت فيها.."وعلى رمالآ كانت هي كالحرير أمامهم . خلدت عليها أسماءآ لازال بريق لمعانها في كتب المؤورخين.." سأبدأ بسرد هذه القصه . التي أخذت من مخيلتي جملآ وقليلآ من الماء لرحلة الذهاب الى وسط الصحراء...حيث يندر الماء...ومن لايتحلى بالشجاعة يصاب بالأعياء...! ولاكن سأجعل من قارئها بطلآ يعيش المنظر كما أراه في مخيلتي..! وشاهدآ على أحداثآ هي الأكثر روعتآ بين عواصف الصحراء..! الربع الخالي...أميالآ بعيده الى وسط الصحراء...أحدى القبائل العربيه...أصوات بشر بعد صمتآ يدوم لأيام لذهاب إليه...وسيلة نقل ليست الا جمل...لهيب شمسآ وصقيع بردآ لاملجأ منه ولامفر...قبل الوصول الى تلك القبيله..! كانت هناك قبيلتآ في قديم الزمان. أشتهرت بكونها تقع وسط الصحراء حيث لا مكان الا لشجعان ويكفي شهادتآ مقرآ أتخذوه للعيش فيه..! كانت تظم تلك القبيله فرسانآ شجعان لايهابون رمال الصحراء وكثبانها التي لاتكاد تنبأهم بوجود الحياه عليها..! برز من بينهم فارسآ ذاع صيته في قبيلته والقبائل التي كان يتم غزوها على يده في أماكن يصعب السفر والوصول إليها.." أخذ من الصحراء قوته وبأسه ومن رجال العرب شهامته ووفاءه.."الى أن أصبح أسمه رمزآ يرمز به لشجاعة والبساله في عصره..! في أحد الأيام كعادت تلك القبيله أخذت تستعد لغزو أحد القبائل التي أشتهرت بوفرة المياه والمرعى فيها. وكعادت فارسنا الذي أشتهر بلقب [هايل الذيب] بدأ يبث الحماسة في رجاله الذاهبين خلفه لغزو تلك القبيله وقال [ يارجال يالي رمال الصحراء تناديكم وتاخذ من حوافر خيولكم قوتها وباسها تعرفون أننا رايحين للغزو وديرة أبن حسان تنتظرنا بمرعاها وماها والي نعرفه مانقتل رجل عاجز ولا مرأه ولاطفل الله الله بالحذر ورجعتنا سالمين غانمين أهم من غنايمنا] هذه العبارات التي أكتست منها قلوب رجال [هايل الذيب] الشجاعه وقوة الباس وبدأو المسير الى تلك القبيله التي تبعد عنهم حوالي يوم ونصف وهم على ظهور خيولهم. كانو يواصلون الطريق دون توقف الى أن وصلو مشارف تلك القبيله وبدأو بالأنتظار الى أن يسدل الليل ستاره وتكون ضربتهم القاضيه في ليلآ حالك الظلام..! بدأت الشمس تختفي على تلك القبيلة المقصوده التي ولسوء الحظ لم تكن في تلك الأيام تخفي تحت خيامها الا الأطفال والنساء وكبار السن- حيث أن فرسانها وشيخها كانو في قبيلتآ أخرى لحظور صلحآ يحظره أعيان القبائل وفرسانهم..! لم يكن [هايل الذيب] يعلم فقد كان مستعدآ أشد الأستعداد لمواجهة فرسانآ أقويا...! بدأ فارسنا يحث رجاله على التقدم ألى أن وصلو الى مسافتآ قريبتآ من الخيام ولاكن تفاجؤا بهدوء غريب يدل على خلو القبيله من الفرسان..! يعلم هايل الذيب أن لا مساس بنساء أو أطفال وأصبح في حيرتآ من أمره ماذا يفعل..! وفجأه ظهر فارسآ أمامهم وتوقف على مسافتآ بعيدتآ عنهم وأشهر بندقيته.." وقال عدة أبيات من الشعر كان مجملها: ياهايل الذيب ماعهدتك تغزي ضعاف النساء والأطفال...وأنا سمعت عنك خصال فارسآ نهابه..." لشيخ بن حسان بنتآ أسمها ريم عن الف فارسآ ماتهزها جبال...قلبها تسلح بفعايل شيوخ وشموخها كلن درا به..." قبيلتي في غياب أبوي حملآ على ظهري ولا هو بأي الأحمال...ياهايل الذيب كان فيك من شهامة العربان والرجل الي محد(ن) سطابه...أرجع دروبك ولنا معك وعد(ن) لاهبت من شمال...وأن كان لشر معك مكان رصاصتآ في صدري قبل أشوف حظرة جنابه.." بعد هذه الأبيات أطلق ذلك الفارس رصاصتآ في الهوا ختامآ لأبياته التي كانت كوابل الرصاص في مسامع وقلب هايل الذيب..! أشار هايل الذيب لرجاله أن ينتظروه وتقدم بخيله الى ذلك الفارس الملثم.! وقال له هذه الأبيات: يالفارس الي ثارت لك عروق دمي وأرخيت لك حبال...ماني بالي لاشاف القبايل مجرده من فرسانها أخذ سلاحه وغزا به..! عليك وقبيلتك أمان الله ولاني بفارسآ محتال...بأرجع دروبي وأحسبني فارسآ شاف دربك وأتى به..." حييت يابن حسان وبنتك ثمنها من الذهب ماينكال.."ياريم ودعتك الله يا فارسآ ضوى بسماي شهابه.." بعد هذه الأبيات..! شعر ذلك الفارس بالأمان وفتح لثامه..! أنها فعلآ ريم التي بجمالها كالقمر أضاء وسط الصحراء..! بعد ماحدث في تلك الليله عاد هايل الذيب كالخاسر من أرض معركه. لم يواجه فارسآ بل واجه من أهتز له قلبه داخل أظلاعه. عاد الى قبيلته وكأنما أقترف ذنبآ غير مسار حياته وأصبح يختلي بنفسه بعيدآ يتذكر أحداث ماجرى وتلك الأبيات التي تغلغلت داخل أعماقه..! أصبح يكتب على الأرض أسمآ يخطه بحروفآ تكاد تمزق شرايين قلبه..! فكر أن يختفي هايل الذيب عن قبيلته فتره من الزمن ليعود الي قبيلة أبن حسان بشخصيتآ تنكريه مثل فيها رجلآ حكيم..! بعد أن ذهب وصل الى القبيله وقصد بيت الشيخ أبن حسان ووجده يتوسط خيمته ورجاله حوله. رحبوا به وأكرموه حيث مكث عندهم عدة أيام..! في تلك الفتره أصيب أبن حسان بمرضآ أشتد عليه الى أن أصبح طريح فراشه وكأن الحياة تكاد أن تودعه..! لم تكن تفارقه أبنته ريم التي لها مع هايل الذيب موقفآ لانكاد ننساه. أضطر هايل الذيب أن يؤجل رحيله كونه مثل دور الرجل الحكيم وتلك القبيله بحاجتآ اليه ليصف الأعشاب التي ربما يكون فيها شفاءآ لشيخ أبن حسان. ولاكن كان يعرف هايل الذيب أنه ليس بالرجل الذي أعتاد أن يصف الأعشاب للمرضى. بل أعتاد الغزو كونه فارسآ لايشق له غبار. لايعلم هايل الذيب ماذا يعمل فمسؤليته كبيره في تلك الفتره. ولاكنه أقنع القبيله أنه ذاهبآ ليشتري عشبآ فيه دواء من قبيلتآ قريبه. أمتطى خيله وغادر ليذهب الى حكيمآ يعرفه وبعد أن وصف له أعراض مرض الشيخ أبن حسان أعطاه ذالك الحكيم دواءآ ربما سيتحسن بعد أن يأخذه. عاد هايل الذيب مسرعآ الى قبيلة الشيخ أبن حسان...ومعه العشبه التي فيها الدواء...ولاكن كان لحياة الشيخ أبن حسان حدآ في تلك الأيام فقد فارق حياته...حيث وصل هايل الذيب على نحيب النساء وصياحهم وحزن الرجال والفرسان. لم يعلم ماذا يفعل فقد رأى أبنة الشيخ حسان [ريم] لاتفارق خيمتها حزنآ على أبيها...والأشد حزنآ أنها البنت الوحيده لشيخ ومن سيأخذ المشيخ بعده أبن أخيه [صايل] الذي تقدم لريم عدة مرات طالبآ الزواج منها ولاكنها ترفضه لكونها لاتحبه...! في هذه الأحداث الشائكه والأمور الراهنه قرر هايل الذيب الرحيل...حيث عاد الى قبيلته التي غاب عنها عدة أسابيع..! عاد محملآ بالتفكير أكثر من حين ذهب...فرسانه رأو قائدهم في حيرتآ من أمره ولاكن لم يتجرأو على سؤاله بل ظلو رهن أشارته التي ربما ستطول قبل أن يأمرهم بالتحرك لأمرآ ما...! بعد عدة أشهر عزم هايل الذيب أن يعود الى قبيلة أبن حسان التي أصبح شيخها أبن أخيه صايل الذي لم تتضح طباعه لهايل الذيب. عاد كما عهوده من قبل [الرجل الحكيم] ولاكن كان جل أهتمامه كيف هي ريم وكيف أصبحت بعد وفاة أبيها..؟! وصل هايل الذيب الى خيمة الشيخ صايل الذي لازال الرجال والفرسان يملأونها..! ما إن رأوه حتى تذكرو الشيخ أبن حسان فقد أنطبع في ذاكرتهم أنه من أهتم به قبل وفاته..! رحبوا به وأكرموه وأجلسوه بجانب الشيخ صايل..! في وسط حديثهم عن الفرسان والرجال والقبائل كان الفارس هايل الذيب له النصيب من حديثهم فقد كانوا يقولون [ماعهدنا هايل الذيب يختفي ومانسمع أخباره] أستغل هايل الذيب هذه الفرصه وقال لهم[ يارجال قبيلة أبن حسان قبل أقصد ديرتكم كنت في قبيلة هايل الذيب وحملني أمانه] وقال فيها..: غابت لك نجوم يالشيخ بن حسان وفقدناك...كنت شيخآ تشهد لك عربان وفرسان. يالشيخ صايل نبارك لك بالمشيخ وحنا ترى يمناك...ديارنا حملآ علينا وفرسانا أخوان. عز الرجال يا صايل ياعسانا ما عدمناك...وهايل الذيب لاعزم له قولآ وفعلآ وشان.أوعدكم بالزياره ومرسولنا بين يمناك...هبت الريح من شمال ولي مع قمركم صلحآ وأمتنان. ما أن سمعت ريم الأبيات وهي في خيمتها في الملاصقه لخيمة أبيها التي لازالت عامرتآ بعد وفاته. حتى نبض قلبها وعرفت أن هايل الذيب هو الرجل الذي مثل دور الحكيم وقبل هذا هو من كان أمامها في تلك الليله التي لن تنساها الشيخه بنت الشيوح ريم..! سمع الرجال القصيده وقالو صح لسانك يا[هايل الذيب] وهذي سلوم العرب والقبايل...! بعد هذا أشار الشيخ صايل أن يعطى الحكيم عشر من صحاح النياق وفرس.."وهذي جتك يالحكيم وأن رجعت لديرة هايل الذيب بلغنا سلامه وحنا بأنتظاره وقبيلتنا بجيته عيدآ نحسبه..! لم يستطع هايل الذيب المتنكر بشخصية الحكيم رفض عطية الشيخ ونوى الرحيل..! خرج هايل الذيب من خيمة الشيخ صايل ولمح ريم تنظر له وفي عينيها علمآ بمن يكون..! بعد أنا ودع الشيخ صايل ورجاله أتجه الى قبيلته التي أصبحت في حيرتآ من أمره فقد أصبح يختفي فترات طويله..! وصل هايل الذيب ورحب به رجال قبيلته وفرسانه وقال لهم" أجمعوا الفرسان والرجال أنتظركم في خيمتي..! لا أحدآ يعلم ماذا يكن هايل الذيب داخله ولاكن في لحظاتآ قصيره أجتمع الرجال والفرسان في خيمة هايل الذيب" بدأ هايل الذيب يقص عليهم ماحدث بعد تلك الليله التي أرادو أن يغزو فيها ديرة الشيخ بن حسان.!! بعد ذلك أقنعهم بأنه سيكون هناك صلحآ مع القبائل المجاوره لهم.تحدثو رجاله وفرسانه وشاركوه الرأي وقالو: يالشيخ هايل حنا رجالك ويمناك لا عدمناك.." أخبرهم بما فعله الشيخ صايل وماقدمه له من حسن ضيافه وأكرام وهو متنكرآ بشخصية الرجل الحكيم .وأخبرهم أنه أخذ مع نفسه عهدآ أن يأتي له بألف ناقه من خيرة نياقه..! كانت قبيلة أبن حسان بشيخها الجديد الشيخ صايل المحطه الأولى مما أتخذه هايل الذيب عهدآ مع نفسه أن يفعله لبقية حياته." وفي اليوم التالي جمع الشيخ هايل الذيب فرسانه والألف ناقه وأتجه الى قبيلة أبن حسان ولازال يخفي داخله الحب الذي بدأ يتكون داخله الذي لم يخبر به أحد فقد قال لفرسانه ورجاله أن من وقف أمامهم تلك الليله كان فارسآ لم يعرفه..! أقترب هايل الذيب من قبيلة أبن حسان والألف ناقه يقودها عشرة رعاه خلفهم بمسير نصف يوم..! قبل غروب الشمس وصل هايل الذيب لقبيلة أبن حسان حيث أستقبله الشيخ صايل وفرسانه ورحبوا به وأعدو له عشاءآ أكرم فيه بخمسين رأس من الأغنام وخمس جمال حيث حظر عددآ كبير من الرجال والفرسان لم يسبق له مثيل في خيمة الشيخ أبن حسان...! توسط الخيمه الشيخ صايل وبجانبه هايل الذيب الذي كان بحظوره كحظور الأمان والقوه في تلك الأزمان..! كان داخل قلب هايل الذيب أمرآ يريد أن يقوله لشيخ صايل أمام الحظور لا يستطيع له صبرآ فقد كان كالبركان الثائر الذي يكاد أن ينفجر.." وفجأه تحدث هايل الذيب وصمت الجميع: حيث قال: يالشيخ صايل: يارجال القبيله وفرسانها جيتكم طالبآ القرب طامعآ فيكم رجالآ وفرسان صيتكم تعرفه العربان" يالشيخ صايل ياذراع الشيخ أبن حسان الله يرحمه ويالوصي على قبيلته وبنته..! جيت طالبآ يد بنت الشيخ أبن حسان الله يرحمه حليلتآ لي على سنة الله ورسوله..! كانت ريم تسمع مايدور من حديث وهي في خيمتها حيث بدأت زغارد النساء تملأ خيمتهن التي صرخت بالفرحه بسماع ماقاله هايل الذيب..! أما في خيمة الشيخ أبن حسان التي صمتت بعد أن أنهى هايل الذيب كلامه وطلبه..! أخذ الشيخ صايل الأمر وبدأ يخبر نفسه بأن مايسمعه هو واقع الأمر وهذا هو نصيب أبنت عمه ريم التي رفضته عدة مرات..! لم يدم صمته طويلآ وأجاب الشيخ هايل الذيب أمام الحظور وقال: عمي الشيخ أبن حسان أوصاني على بنته وقال بنتي ريم أمانه في رقبتك وأن جاها فارسآ وطلب يدها منك أمنتك تاخذ الموافقه منها قبل تعطيه ردك"! وأنا الحين وصي أمام الله وبنت عمي ريم لها الخيره فالي سمعته..! بعد هذا قال هايل الذيب: بارك الله فيك يالشيخ صايل وأنا قدام الحظور أشهد الله أن ريم لو كانت من نصيبي لأعيشها شيختآ وهذا قدرها شيخه وبنت شيوخ..! في تلك اللحظات أستأذن الشيخ صايل الحظور ليسأل أبنت عمه عن ردها..؟ ذهب الى خيمة النساء وسألها عن ماسمعته وماذا سيكون ردها..؟ أجابت ريم: يأبن عمي صايل كنت أمانه في رقبت أبوي قبل يموت الله يرحمه وبعد مامات كنت أمانه في رقبتك والحين أنا أمانه في رقبة هايل الذيب..! بعد أن سمع الشيخ صايل رد أبنت عمه ريم عاد الى الحظور وقال أمام الجميع: يالشيخ هايل الذيب ريم قالت رايها والحين هي أمانه في رقبتك زوجتآ لك على سنة الله ورسوله..! كانت الفرحه تملأ قلب هايل الذيب وفرسانه وكل الحظور حيث أتفقوا على فرحتآ تجتمع فيها كل القبائل تزف فيها ريم الى قبيلة هايل الذيب زوجتآ له..! مرت الأيام بسرعه وزفت ريم الى هايل الذيب حيث كانت المناسبة في قبيلته..حظرها شيوخ القبائل وفرسانهم ورجالهم في تلك اللحظه أستغل هايل الذيب الفرصه ليفتح صفحته بيضاء أمام القبائل بصلحآ معهم أمتد بقية حياته...! ولاكن في هذه اللحظه سأقطف لكم أعزائي القراء ليلتآ من ليالي هايل الذيب وزوجة ريم التي فيها أستعادوا ذكريات أول لقاء الذي وكأنما كان بين فارسآ وفارسه. وبعد مرور الأشهر والأيام هاهي الليالي تقبل لقياهم الى الأبد كزوجان أختارا أحدهم الأخر ليكمل جانبه الذي كل منهما يبحث من يجد لذكك الجانب...! وهكذا مضت الأيام والشهور والسنين ولاتزال الصحراء صامته ولاكنها تنبض بما يحدث داخلها وما هذه القصه الا من نبض الصحراء..." بقلم: الأمل القادم alamal1alqadm@gmail.com