الملاك اليتيمه (شهد) آه يا أيها الزمن" آه يا أيتها الحياه"آه يا أيها البشر القساه"آهات وآهات وآهات. سأضع بين أيديكم قصة لفتاه يتيمه شاء ربها أن تجسد الحزن والألم ^ شاء ربها أن تكون شهد.." نعم هي شهد التي شربت كؤوس الألم والظلم من أقاربها وكل من حولها. سنسرد لكم قصتها مفصله تزخرفها أشواك الأسى على دروب الحزن..! تدور أحداث القصه في مدينة الدمام ونبدأها عندما تزوج عبدالله(أبوشهد)من حبيبته وعشقه الهنوف(أم شهد). في تلك الليله الدافئه الجميله كان عبدالله بجوار حبيبته الهنوف ممسكآ يدها ويودعان الحظور ذاهبين الى عش الحياة الجديد. نعم أنه عش الحياة الزوجيه الذي يحلم أن يصنعه كل فتآ وفتاه. أخذ عبدالله زوجته وخرجا من صالة الأفراح بعد أن أجتمعا الأقارب والأصدقاء في تلك الحفلة التي عزفت أول أوتار السعاده بين الزوجين الفرحين. هاهو أول يوم ينقضي وعبدالله والهنوف في قمة السعاده التي تأسر قلبيهما الرقيقين. تمر الأيام وأعتاد يأخذها كل صباح ويذهبا الى البحر ليرقبا شروق الشمس معآ في منظرآ يأسر الألباب يكملا جماله بأمساك يدي بعضهما والجلوس على ذلك الشاطئ الهادئ ليريان تلك الأمواج الهادئه تقبل رمال الشاطئ وتعود. هاهي الحياة والسعاده بوجهيهما الجميلان يقبلان الأيام والشهور في ذلك البيت الذي جمع عبدالله والهنوف والذي أزداد سعادتآ بمعرفتهم أن الهنوف حامل. في يومآ من الأيام ذهب عبدالله الى عمله كالعاده وفي الساعه العاشره صباحآ أتصلت عليه. الهنوف: الو عبدالله عبدالله:ياصباح الورد هلا حبيبتي الهنوف ماشالله عليك صاحيه بدري مو من عادتك. الهنوف:لاوالله حبيبي بس تعبانه حيل مو قادره أتحرك أحس بألم فضيع في بطني. عبدالله: بجد حبيبتي يا الله ماتشوفي شر. خلاص مسافة الطريق وأنا عندك بأوديك المستشفى. أستأذن عبدالله من مديره في تلك الشركه التي يعمل فيها وأنطلق مسرعآ الى زوجته والخوف يسري في جسده على حبيبته. وصل البيت ورى زوجته في حالآ يرثى لها تبكي وتعتصر من الألم. لم يتمالك نفسه وذهب اليها مسرعآ ينظر اليها ويقول: حبيبتي الهنوف وش فيك بسم الله عليك. الهنوف: مدري ياعبدالله فجأه حسيت بهالألم يمكن بأولد بسرعه ودني المستشفى الله يخليك. أتصل عبدالله بالأسعاف وحظرو فورآ وأخذو الهنوف ولحقهم عبدالله بسيارته والخوف على زوجته يملأ قلبه. وصلو قسم الطوارئ وأخذو الهنوف مسرعين وعبدالله مثل المجنون يركض وراهم. دخلوها قسم الولاده كانت حالتها حرجه فهي على وشك الولاده. كان عبدالله على أعصابه ينتظر خارج غرفة الولاده يملأه الخوف الذي لا يكاد يسيطر عليه. فجأه خرجت ممرضه وطار عبدالله من مكانه يسألها كيفها الهنوف؟أبي أشوفها؟ ردت عليه الممرضه زوجتك على وشك تولد ولاده مبكره وأنشالله تطلع من غرفة الولاده بالسلامه تقدر ترتاح هنا ولاتخاف أنشالله زوجتك بخير. سألها عبدالله طب هل في ولادتها المبكره خطر عليها؟ الممرضه: بصراحه ما أقدر أقول شي بس الغالب بمثل هالحالات تكون حالة الجنين في خطر. عبدالله:يالله...! طيب مشكوره بس بليز طمنيني عليها أول بأول. الممرضه:أنشالله مرت الساعات وعبدالله ماهدا له بال. فجأه شاف الدكتوره طالعه من غرفة الولاده وجايه عنده وتبارك له تقول جاتك بنت وهي وأمها بخير تقدر تشوفهم. أنطلق عبدالله وركض لزوجته والطفله الجديده الي رزقو بها. جلس عند زوجته وقبل راسها وأمسك يدها وقال: حياتي الهنوف: صرت أب وأنتي أم..! جبنا عصفوره جديده تغرد لنا وتملآ علينا البيت بوجودها..! يالله أحبك يالهنوف! الهنوف: تسلم حبيبي عبدالله الله يخليك لنا ولايحرمنا منك أنا والطفله الي جبتها لك. عبدالله والسعاده تسيطر عليه: أوعدك أيذا طلعنا من المستشفى أقدم أجازه من شغلي وأجلس معك في البيت شهر نرعى عصفورتنا. الهنوف: الا ماقلت لي حبيبي وش قررت نسميها؟ عبدالله: وش رايك نسميها شهد؟ الهنوف:حلو هالأسم أوكي حبيبي نسميها شهد! ومن ذالك الوقت بدأ عبدالله ينادي الهنوف (بأم شهد) والهنوف تناديه (أبو شهد) بعد شهر تقريبآ من ولادة شهد غادرت الحضانه وعادو الى بيتهم. عبدالله والهنوف وبنتهم شهد. عادو كأسره صغيره يملأها الحنان والحب والسعاده. بدأت الألعاب تملأ ذلك البيت السعيد والأب والأم غارقان في تربية تلك الطفله الصغيره شهد. بلغت شهد عامها الأول وبدت ملامح الطفله الملائكيه تظهر على محياها البريئ. في يومآ من الأيام أتفقا أبوشهد وأم شهد على السفر لرياض لشراء ملابس جديده والأستمتاع بالذهاب الى الأسواق والمجمعات في مدينة الرياض التي يقال عنها مايقال لجمالها ورقي ماتحويه من مستلزمات العائله. أتفقا على أن يذهبا في أقرب أجازة لعبدالله. ومرت الأيام وأخذ عبدالله أجازتآ مدتها ثلاثة أسابيع لياخذ زوجته وطفلتهما ويذهبا الى الرياض. سيكون الذهاب غدآ...! أم شهد غارقتآ في جمع مستلزمات الذهاب وأخذت ملابس لها ولطفلتها وبعض الأشياء الأساسيه للأقامه في فندق لمدة أسبوع تقريبآ. أبو شهد في تلك الليله التي تسبق يوم السفر أخذ سيارته لتغيير مايلزم تغييره أستعدادآ لذهاب في صبح اليوم الأخر. جمعتهما آخر وجبتآ في ذالك البيت الجميل كانت وجبة عشاء من يدي أم شهد. أشرقت شمس اليوم التالي وجمعا أشياءهما وأخذ عبدالله الشنط" ووضعها في سيارته وأنتظر شهد وأمها على صوت أحد أغاني فيروز الجميله. كان صباحآ رائعآ. وسماءآ تملأها السحب وكأنها تكاد أن تمطر . خرجت أم شهد وطفلتها بين يديها تحملها على صدرها وأغلقت معها باب البيت..! البيت الذي جمعهما بين جدرانه المكسوه باللون الأبيض والتي لطالما أحتضنت صدى أصوات تلك الأسره السعيده. ركبا السياره وقرأ عبدالله دعاء السفر وزوجته تردد خلفه وغادرا ذلك البيت في ذلك الحي في تلك المدينه الهادئه. وهما في الطريق سأل عبدالله زوجته: حبيبتي أم شهد ما أجمل المواقف وأقربها لقلبك التي مررنا بها معآ؟ أم شهد: أجملها يوم ولدت لك هالبنت وأنت جالس جنبي وماسك يدي وتقبل راسي. أبوشهد: يابعد قلبي أنتي وهالعصفوره الي في حضنك ربي لايحرمني منكم. أبوشهد: وش رايك يالهنوف نوقف في المحطه الي قدامنا وناخذ عصيرات وأجيب لك فصفص أعرفك دايم مسويه لي قلق بالفصفص؟ ضحكت أم شهد وقالت: الي تشوفه ياعبدالله. ناظر عبدالله لساعه كانت9:40 صباحآ..! توقف عبدالله عند المحطه وأخذ بعض الأشياء من البقاله وأكملا الطريق. كان صوت شهد يعلو أحيانآ بالبكاء ويقول والدها عبدالله أرضعيها يا أم شهد يمكن جوعانه" تستجيب أم شهد لما يقوله لها عبدالله وترضع بنتهم. فجأه هطل المطر..! كانت الساعه 10:00 صباحآ. كانت السيارات تمر من جانبهما بسرعتآ جنونيه. يا إللهي ماذا يخبأ القدر لهما؟ وكأنه بدأ العد العكسي..! ماذا ياترى؟!! مرت أحد السيارات بسرعتآ جنونيه وسائقها لايكاد يسيطر عليها كان ذلك مع بداية سقوط المطر بقطرات خفيفه..! أصتدمت تلك السياره بمقدمة سيارة أبوشهد وصرخت أم شهد صرختآ ووضعت شهد عند رجليها وكأن الله الهمها أن تفعل هذا...! وعبدالله يحاول أن يسيطر على سيارته التي أختل توازنها وأنحرفت وأيذا بها تصتدم بأحد الشاحنات على الطريق وتنقلب عدة قلبات..! ماذا حدث؟!! أين الأب؟أين الأم؟أين شهد؟ بكل أسى وحزن ودموع من عيني الكاتب..! ماتت أم شهد ومات أبوشهد..! ماتا أجمل أب وأم. ماتت السعاده وقتل الفرح مات الدفئ وفقد الجنان..! تدور الصور لأتذكر عدة لقطات وعبدالله والهنوف في كل صباح على شاطئ ذلك البحر.أتذكر صورتآ لاتكاد تفارق مخيلتي. عبدالله أبآ والهنوف أمآ وشهد بينهما في صورتآ التقطاها في أحد زوايا ذلك البيت الذي لن يعودا اليه أبدآ. فليبقى كما أقفلتيه يا أم شهد وليبقى مكتبك الصغير يا أبا شهد في غرفتك شاهدآ على ماكتبته يداك وخطه قلمك في هذي الحياه. ولاكن أين شهد؟ أين أنتي يامن فقدتي أسرتك؟ أين أنتي يامن أصبحتي يتيمه؟ أين أنتي ياوردتآ جميلتآ بين غصنان لم تكتب لهما الحياه؟ شاءت الأقدار أن تنجو شهد..! غادرت مكان الحادث في سيارة أسعاف متأثره بجروحآ بسيطه. وكأن قدرة الله الذي الهم أمها أن تضعها عند رجليها هي التي أنقذتها..! وداعآ يا أم شهد ويا أبا شهد وداعآ ياعبدالله وداعآ يالهنوف لن ننساكم ستذكركم العصفوره الصغيره التي تركتماها في هذه الحياه بلا جناحان..! تلقى أبو عبدالله الذي يبلغ من العمر حوالي السبعين عامآ نبأ الحادث الذي أصاب أبنه وعائلته وفقدا حايتهما على أثره. وأخبر أن طفلتهما على قيد الحياه بصحتآ جيده. مسح دمعتيه ذلك الشيخ الكبير وذهب لأخذ تلك الطفله..! ذهب ليأخذ شهد التي قد بلغت عامها الأول والنصف تقريبآ..! حملها بين يديه وقبلها ليشتم رائحة عطر أبيها. كان عبدالله الولد الوحيد لوالده الذي يعيش في بيتآ لوحده مع خدامتآ أحظرها له ولده عبدالله لتقوم بخدمته. وكانا يزوراه كل خميس. أخذ أبوعبدالله يفكر ماذا افعل الأن؟أين أضع هذه الرضيعه؟ لن أستطيع أن أضعها في بيتي فمن سيقوم برعايتها وأرضاعها؟ هذا ما يجول في تفكير ذلك الشيخ الكبير في الوقت الذي قضاه في الطريق لرجوع الى الدمام..! أخذ أبوعبدالله الطفله شهد وأحظرها الى أحد أولاد أقاربه فهو الحل الوحيد لأن ذلك الرجل رزق بطفل ولازالت أمه ترضعه.! سلمها أياه وأستحلفه أن يرعى تلك الطفله كما يرعى أطفاله وأن يكون خير مستأمن على ما أسؤتمن عليه..! ذهب ذلك الشيخ الكبير وهو يبكي على ماحل به من مصيبتآ في أخر عمره والأشد مرارتآ أنه لايستطيع أن يعمل شيأ لكبر سنه وعجزه! فرحت تلك الأسره بالطفله شهد وربتها وكأنما وهي أبنتهم ولاكن في عاتق ذالك الرجل أمانتآ لايكاد على حملها..! مع مرور الوقت توفي أبوعبدالله وأوصى بما يملكه لأبنة أبنه {شهد}. ومع مرور السنين بلغت شهد سنتها السابعه والحقت بأحد المدارس في الدمام والتي كانت قريبه من بيت أبيها وأمها الذي لم تعرفهما ولم تعرف ماتحمل من سر..! أعتادت وهي عائدتآ في باص المدرسه أن تخرج يدها من نافذة الباص وتلوح بها للبيوت التي تمر بجوارها داخل الأحياء القريبه من منزل تلك الأسره ألتي تسكن معهم. لم تعلم أنها تلوح بيدها لبيتآ أحتظن أبيها وأمها وأول سريرآ لها..! مرت الأيام وحياة شهد على هذا الحال الى أن تفاجأت بأول صدمتآ في حياتها..! لقد ذهب الرجل الذي كانت تراه والدها الى أحد دور الأيتام وأخبرهم بقصة شهد ووافقو على أستقبالها وسلمهم أوراقها وقال: هذا ما أستطعت أن أفعله وأنتم من يرعى الأيتام فأني وصيآ عليها وعلى أملاكها ليس الا وقد سلمتكم كل شي يخصها. ولاكن قسوة الأمر كيف ستتقبله شهد؟.هل قلبها الصغير قادرآ أن يتقبل هذه الصدمه والفاجعه؟ في اليوم التالي خاطب دور الأيتام المدرسه التي تدرس فيها شهد بقصتها..؟ تعجبت مديرة المدرسه ولم تكن تصدق ما تسمعه وحملت دور الأيتام رعايتها وأخبارها بحقيقة أمرها بكل سلاسه.! بكل بساطه أختفت تلك الأسره التي أحتظنت شهد لمدة ثمان سنوات..! أخذت مديرة المدرسه شهد وأخبرتها بالقصه بنفسها وقالت لها أنك لن تعودي لتلك الأسره فهي ليست أسرتك! قالت شهد بكل براءه: تلعبي معي أبلى حصه صح؟ بكت المديره..! وتوقفت ملامح شهد على نوعآ من الدهشه لما تراه وسمعته من مديرة مدرستها! يا إلهي الساعه الثانية عشر ظهرهآ ياخذها الباص الى مكان غريب..! ليس الطريق الذي أعتادت أن ترى الباص يسلكه..! لقد أخذها الى دور الأيتام..! لم تنزل شهد من الباص وقالت لسائق [ودني بيتنا.!] قال لها السائق:هنا صار بيتك يابنتي! بكت وقالت [يلا ودني بيتنا ترى بأعلم بابا"] آه ياشهد أين والدك؟!! أتصلت أدارة الميتم بالمدرسه وطلبو أن تحظر المدرسه التي تحبها شهد! حظرت الأستاذه فاطمه ودخلت الباص عند شهد وفرحت شهد بقدوم أحب المدرسات إليها! هرولت لها شهد وهي تبكي وقالت: [أبلى فاطمه أتصلى على بابا وماما يأتو يخذوني ما أعرف وين أنا؟] والدموع على مشارف جفون الأستاذه فاطمه: [أنزلي حبيبتي شهد بكره بنرجع لماما وبابا اليوم بنجلس هنا..!] شهد:[بس ماما بتزعل ما قلت لها.!] الأستاذه فاطمه:[ بأخليك تتصلي عليها ماما يلا ننزل الحين..!] رتبت الأستاذه فاطمه أتصالآ من المرأه الي قامت بتربية شهد وأتصلت عليها: شهد: [ماما قالت أبلى فاطمه مانرجع البيت اليوم تعالي وخذيني..!] تلك المرأه وهي تبكي فقد كانت غير موافقه على ذهاب شهد لدور الأيتام: [أجلسي يا أبنتي الليله وبكره بأتي أخذك..!] بكت شهد وقالت: [لا تعالي خذيني الأن" ما أبغا أجلس هنا"] أقفلت المرأه السماعه..! وعلا صوت شهد بالبكاء وحاولت تهرب من بين أيديهم ولاكن أمسكتها الأستاذه فاطمه وبعض المربيات في دار الأيتام..! *لا أستطيع الا أن أقول أهكذا يخلق في قلوب البشر القسوه* مر اليوم الأول واليوم الثاني وشهد في حالتآ صحيتآ حرجه فلا تأكل ولا تكاد تشرب..! أصتدمت بحياتآ لاترحم قلوب الأطفال"بحياتآ أسنان قسوتها في أوج حدتها"فليحفظك الرب ياشهد" أعتادت شهد بمساعدة دكتوره نفسيه على تقبل المحيط الجديد وبصعوبتآ يكاد يسيطر عليها أحيانآ لتشنجات تصيبها أثر تلك الصدمه! مرت السنين وشهد تحمل عينين يرى الحزن في ملامحهما" أكملت دراستها المتوسطه وبدأت دراستها الثانويه وغرفتها في دور الأيام هي قبر حياتها الذي صاحبها فيه الحزن..! في أحد الأيام زارت مديرة الميتم شهد في غرفتها وسردت لها قصتها الحقيقيه..! وبدموعآ من حزن تبكي شهد التي أصبحت شابه تبلغ السادسة عشر عامآ. شهد مقطوعتآ من شجره ليس لها أحد..! أقتنعت شهد بما جرى في حياتها وأخبرتها مديرة الميتم أن لها بيتآ كان لأبيها وأمها.وجدها يملك بيتآ وأرضآ وكل هذا ملكها.! طلبت شهد من مديرة الميتم أن تصطحبها الى بيت أبيها وأمها. وافقت المديره وقالت سنذهب غدآ أنشالله.! في صباح اليوم التالي ذهبتها شهد والمديره الى البيت الذي أحتضن والدتها وأبيها. كان على حاله من الخارج كما أقفلته الهنوف في صباح ذلك اليوم وهي تحمل أبنتها شهد بين ذراعيها..! تذكرت شهد وهي تعود من المدرسه وكانت تلوح للبيت بيدها. يا إللهي كم أتعجب من ذكر هذه الأحداث التي نكاد نرى فيها روح طفله ترى طيفى أبيها وأمها الميتان..! فتحت الباب ودخلت لتنظر الى حديقة منزل أبيها وأمها الجميله التي في يومآ من الأيام كانت خضراء تفوح منها رائحة الحياه. أخذت تشح بعينيها بنظراتآ خاطفه لكل أرجاء الحديقه والأشجار التي تساقطت أوراقها وتجردت منها الحياه. أتجهت الي وسط منزلها لتفتح باب الدخول لصالة البيت الواسعه.التي تمنت حينها لو أنها قضت طفولتها على أرض ذلك البيت بين حنان أمها وعطف أبيها..! كل هذا وشهد صامتتآ وفي عينيها الف دمعه. أخذت بفتح الغرف واحدتآ تلو الأخرى لتستقر أخيرآ في غرفة نوم أبيها وأمها.." لمحت سريرها الصغير وبعض ملابسها حينما كانت طفله ورأت دراجتآ صغيرتآ خلف سريرها..! ربما كانا يحلمان أباها وأمها أن يريانها تلعب بها وأشترايها من اللهفه والشوق والحب لطفلتهم. أتجهت شهد الى دولاب أمها وفتحته"لاتزال بعض ملابسها معلقه"أشتمت رائحة عطر أمها وفتحت أحد أدراج الدولاب لترى البوم صورآ أمامها.." أخذته وفتحته ورأت أول صوره..! كانت لأمها وهي في كوشة الفرح في ليلة عرسها.. قبلتها شهد وذرفت دموعها وسقطت على ركبتيها تبكي وتقبل الصوره والدموع تسيل بكل حزن وأسى والم. أمسكتها مديرة الميتم وهي تبكي وأخذتها وساعدتها على الوقوف..! شهد في حالتآ يرثى لها أمام دولاب أمها الذي تزينه المزهريات في أعلاه والورود في جوانبه" التفتت الى ساعتآ معلقتآ في الجدار لقد توقفت عند الساعه 3:00 عصرآ. ياترى هل كانت تلك الساعه شاهدتآ على حياة أبيها وأمها أم على وفاتهما..! شهد في حيرتآ من أمرها لاتكاد تعلم أهي في الأرض أم في السماء..! فتحت الصوره الأخرى تلو الأخرى لترى صور أبويها في عدة مناسبات تحمل بعضها لقطات أبتسامات وضحكات لم تهنأ بالنظر اليهما في طفولتها أو في شبابها..! كانت تمسك بكلمات الحرمان والحزن والأسى طوال طفولتها وشبابها الذي بدأ سنواته الأولى..! لم تحتمل شهد الوقوف وسط الغرفه وأخذت البوم الصور وخرجت مسرعه وهي تبكي. تبعتها مديرة الميتم وعادتا الى السكن الذي تعلوه لوحة [أسكان دار الأيتام بالدمام] مرت الأيام والشهور وأستسلمت شهد للواقع المرير وأنهت شهد دراستها الثانويه وهي تملك مجموعتآ من الصديقات صرن لها الأب والأم والفرحه ذات الملامح اليتيمه..! وبدأت دراستها الجامعيه في الدمام وخطبتها مديرة الميتم لأبنها سيف الذي هو أيضآ يكمل دراسته الجامعيه في كندا. مع مرور سنتين تقريبآ عاد سيف بعد أن أنهى دراسته وتخرج بشهادة مهندس في برمجة الكمبيوتر. وأنهت شهد دراستها الجامعيه التي تخصصت فيها في التربيه الخاصه. تزوج سيف اليتيمه شهد وبدأت حياة أملها الحب وغايتها السعادة والأستقرار. باعت شهد أملاكها التي ورثتها من أبيها وجدها"وبثمنها قامت بالتفكير في عمل مشروعآ صغير عباره عن مؤسسه صغيره تهتم برعاية الأسره تديرها بنفسها. وهكذا تنتهي قصتنا التي أتمنى أن تنال أعجابكم.." (ولنعلم أن هناك ألاف الأيتام مثل شهد في دور الأيتام حاليآ يحلمون أن ينطقون بكلمة بابا أو ماما فلنصنع أبتسامتهم ولنخفف من حزنهم) تقبلو تحياتي (الأمل القادم) alamal1alqadm@gmail.com www.saif.waphall.com